الاثنين، 21 مارس 2022

تمباك ومريسة أحمد التاي

 

كتب صديقي الأستاذ أحمد التاي في عموده (نبض الوطن) تحت عنوان: فكي آدم ولجنة التفكيك. بدأه بقصة الشيخ الذي يحفظ القران ويحرم التمباك ويحلل ويشرب المريسة التي بنظره انها عيش والعيش شربه حلال والتمباك حرام قولاً واحداً.

ليخلص التاي الى ان الذين جرّموا لجنة التفكيك كمن يحرم التمباك ويشرب المريسة. أي انهم تناسوا فساد الإنقاذ خلال ثلاثين سنة وحصروا أنفسهم في أخطاء لجنة التفكيك الإجرائية كما سماها. أي كأن كل الذي قامت به لجنة التفكيك كان صحيحاً ولكن شابته بعض الأخطاء الإجرائية.

ولعمري هذا ليس صحيحاً ولجنة التفكيك لم تكن صادقة في محاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة. بل كانت لجنة انتقامية في احسن الاوصاف هذا اذا لم نذهب ونقول لها اجندة تحطيم الوطن بالأصالة او بالوكالة. اذ انصب جهدها الأكبر على الفصل التعسفي بالجملة مما أحدث دماراً سريعاً لكل مرافق الدولة الخدمية. والذي يفصل موظفاً بتهمة الفساد في ترقيه من الدرجة السادسة الى الرابعة بغير وجه حق ويضيع في ذلك زمناً، حتى ولو كان زمناً اعلامياً، ويتناسى الأموال المنهوبة بملايين الدولارات وأطنان الذهب هذا ليس مؤهلاً لمحاربة الفساد. لجنة التمكين عمدت الى الاستيلاء على المؤسسات الخدمية ذات العايد المالي السريع لتلحق بما فاتها من فساد وتأخذ نصيبها منه.

 عزيزي أحمد التاي، اشهد الله كلنا يتمنى ليس محاربة الفساد والمفسدين انما اجتثاثهم. ولو كانت اللجنة صادقة في محاربة الفساد الذي وقف عنده احمد كثيرا مستشهداً برأي الشيخ محمد محمد صادق الكاروري (عشان ما تفكروا في كاروري آخر) لو كانت صادقة في ذلك ووضعت قائمة بكبار الفاسدين الذين يتحدث المجتمع بنهبهم ملايين الدولارات واطنان الذهب وبدأت بأكبرهم وتدرجت الى الثاني والثالث لصفق لها كل الشعب ووقف مناصرا لها ولكنها كانت لجة انتقام سياسي ليس الا ولم تكن تعمل عملاً وطنيا بدليل ما أصاب كل مرافق الدولة بسرعة بسبب الفصل بالجملة.

عندما طلب ناس الانقاذ من الشهيد محمود شريف فصل احد المهندسين الشيوعيين من الكهرباء رفض وقال: انا عايز مهندس ولا يهمني لونه السياسي. لو فعلت لجنة التمكين مثل ما فعل هذا الشهيد محمود شريف لوقف الناس معها ولكنها كانت تفعل ما تنهي عنه تفصل ما تشتبه في انه إسلامي لتضع بدلا منه بعثي او شيوعي.

يا أخي أحمد أعلم الذي لاقيته من ظلم وأذى من نظام الإنقاذ ولكني أيضاً أعلم صدقك وشجاعتك وزهدك يا أسمن رئيس تحرير كما اداعبك دائماً. لكن ارجو ان لا يعمي ما لاقيت بصرك عن سوء لجنة التفكيك والذي شهد به بعض أعضائها ناهيك عن التجاوزات وجمع جميع السلطات في يد واحدة يصل بها الحمق حتى فصل القضاة ووكلاء النيابات. كيف تدافع عنهم؟

ما لم يخرج توم آند جيري وأعني بهما اليسار واليمين من حياتنا لن تقوم لهذا السودان قائمة.

صحيفة السوداني 19/2/2022

ليست هناك تعليقات: