الاثنين، 30 مارس 2020

هل الإدارة علم؟


هل الإدارة علم؟

                                                    

      شبه اجماع على أن كثير من مشاكل السودان يكمن في الإدارة. والإدارة مهنة وفن ولها كلياتها في معظم الجامعات وكلما نسمع عن طبيب مزور او امتهن مهنة غير مهنته بلا مؤهلات كان المفروض أن نسمع بالإداريين غير المؤهلين بنفس هذا القدر او أكثر.

    الذي يمنع ذلك الكشف عن الضعف الإداري ان هذه المهنة ليس لها مجلس متخصص ولذا صارت مهنة اجتهادية كل من تعلم علما يمكن ان يصبح اداري  يبدو لي ليس هناك من يقوم بهذه المهنة الآن غير الضباط الإداريين رغم الظلم السياسي الذي طالهم من السياسيين الذين سدوا عليهم المنافذ وجعلوهم تحتهم بقدرة قادر.

بعد هذه الرمية كما يقول بروف البوني

     الإداري الحصيف عندما يتولى إدارة لا يستعجل القرارات ويمكث وقتا يقرأ في أرشيف الإدارة، مهمتها وخططها ما طوُّر منها وما لم يطوّر الذي قام به من سبقوه وما نصيبه من النجاح وأين القصور؟

   أما الذي يبني قراراته على السماع من هنا ومن هناك يَتعب ويُتعب ويجد نفسه يدور في حلقة كما ثور الساقية. وأسوأ حالات هذا النوع من الإداريين إصراره على رائه مهما كانت قيمة الخطأ فيه وكأن الرجوع الى الحق عيب وضعف. واسوأ منه الذي يوظف موقعه للانتقام أو لعلاقاته الخاصة.

     لذا كيف تتطور الإدارة في بلادنا ومن أين نبدأ؟ كيف يختار المدير عندما تكون الدولة دولة مؤسسات لا تعرف الحزب ولا القبيلة ولا العصبية الإدارية, على سبيل المثال مدير المستشفى هذا تخصص تحت عنوان إدارة المستشفيات والمرافق الصحية قطعا المتخرج بمؤهل من هذا النوع يعرف كل شاردة وواردة في المستشفى ، غير النواحي الطبية المتخصصة التي تقوم بها الكوادر الطبية ، شئون الافراد واحتياجات المستشفى ونظام التشغيل والمخزون وما الى ذلك.

         لا يكفي ان تأتي بمدير لمستشفى كل مؤهله الصرامة مثلاً وبعد أيام يدخل في خلافات مع الأطباء والعاملين ولا يعرف ما يراد منه كل ما يعرفه ان جهة ما تعرفه اختارته لهذه المهنة التي لا يعرف فيها كوعه من بوعه. وتمر الأيام وينهار المستشفى مثلاً. هذا على سبيل المثال وليس في ذهني أي مستشفى منهار، ويمكن ان ينطبق ذلك على مصنع سكر او مزرعة ابقار كانت تزود العاصمة بالألبان سنين عددا وعندما وليت لجهة ما، ما فضلت فيها ولا بقرة واحدة في اقل من سنة.

     من أين نبدأ مشاكل الإدارة  في بلادنا؟ في رأيي أن نعترف بأن هناك مشكلة إدارية في مرفق ما ويبدا التشخيص متى بدأت المشكلة او متى بدا الانهيار؟ بلاش الانهيار متى بدا الجمود او عدم التطور؟ ما هي الأسباب ما هي القرارات الجديدة التي اتخذت وكيف اتخذت هل استكملت كل مراحل القرار من الدراسة والاستشارة والحلول وبعد صدور القرار هل تمت مراجعته بعد فترة او فترات وما التغذية الراجعة التي وصلت وماذا أفادت؟ هل زادت الإنتاجية ام نقصت. الوقوف على مشاكل الإدارة في السودان بداية النهضة.

إن كان هناك من يريد للسودان ان ينهض
4/2/019

ليست هناك تعليقات: