السبت، 23 يوليو 2016

هكذا يدار مشروع الجزيرة

14-07-2016
حزين كل الحزن اليوم بعد أن كنا نكتب عن اقتصاديات مشروع الجزيرة وتطوير مشروع الجزيرة عقدين من الزمان، اليوم وبكل حزن اكتب عن صغائر وتفاهات كنت اظن أننا تجاوزناها.
ولكن الضعف الذي لازم تطبيق كل القوانين الجديدة والتردد وإعادة النظر في الأولويات بناءً على رغبات أشخاص ومكايدات واتجاهات سياسية وتكتلات أحزاب أوردنا إصلاح الأخطاء بأخطاء أكبر منها.
مصيبة المزارعين فيمن يتقدمونهم دائما كانوا ومنذ أيام الأحزاب الطائفية والتقليدية كانت الحكومات تصر على أن اتحاد المزارعين يجب أن يكون مواليا لها حتى يقف الاتحاد حائلا بينهم وحقوق المزارعين وكثير مما يسمى قادة المزارعين ينفذون للحكومات رغباتها ويشبعون رغباتهم الخاصة ومصالحهم الخاصة والتي هي دائما خصما وإفقارا للمزارعين.
شهدت الأيام الماضية جدلاً وصراعاً في القسم الشمالي لمشروع الجزيرة بعد أن خرج كشف التنقلات للمرشدين الزراعيين حسب الرؤية الفنية لرؤساء الأقسام ومساعد المحافظ لمشروع الجزيرة.
أصر أحد النفعيين الذي لم يكن أحد المرشدين طوع بنانه كما يريد ليحقق له مصالحه الخاصة من تخصيص المياه لمزارعه التي هي خارح المشروع أو بعضها خارج المشروع وسقايتها تؤثر وتفقر مئات المزارعين الذين سيسحب الماء منهم لمزارعه وفوق ذلك يصر أن لا يدفع مليما رسوم مياه ولسنوات بحجة أنه كان في يوم من الأيام عضو مجلس وطني ممثلا للمؤتمر الوطني وتكفيه هذه الصفات ليستمتع بامتيازات للأبد أو هكذا يحسب (بالله أين الأمن الاقتصادي لمشروع الجزيرة من هؤلاء الذين لا يدفعون ولا يعدلون ولا يستحون؟ أم الأمن برضو بخاف ممن ركبوا سرج المؤتمر الوطني تحقيقا لمصالحهم الخاصة؟ تبقى مصيبة وانهيار دولة وأخلاق وقيم).
أصر النفعي على نقل المرشد الزراعي. رفض كل الإداريين المنوط بهم هذا لثقتهم العالية في المرشد ومعرفتهم بإحقاقه الحق. والمنتقع يضغط على المحافظ ويحلف بالطلاقات إلا أن ينقل هذا المرشد. عرضوا عليه عدة حلول ليحفظوا ماء وجههم أمام الناس وأمام الله والمنتفع يصر إلا أن ينقل هذا المرشد.
بعد إصرار كل الإداريين بأن لا سبب وجيه ولا حجة ولا تهمة ولا خلل إداري ينقل هذا المرشد. جاءهم أمر من السيد محافظ المشروع بنقل هذا المرشد.
لا تتصوروا خيبة الأمل والإحباط الذي لازم هذا الأمر وكيف قنط كل المزارعين بل غير المزارعين في إصلاح أو تقدم في كل الدولة وليس المشروع مادام شخص واحد يحقق رغباته ومصالحه على حساب الآخرين، والسيد المحافظ يستجيب، فأكثر الناس من قول لا إله إلا الله وحسبنا الله ونعم الوكيل. (والترابة في خشم الزراعة والمزارعين والمنتظرين الإصلاح).
الذي يحيرني ومعرفتي بالمحافظ قديمة هل ضعف أمام هذا النفعي أم استعان النفعي بجهة ما؟ وفي كلا الحالتين خسر المحافظ الدنيا والآخرة. استشهد بقوله صلى الله عليه وسلم قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة. (عرف الحق ولم يحكم به).
كيف سيدير هؤلاء المشروع وفرد ينفذ رغباته فوقهم جميعا وكيف ستعامل معه بديل هذا المشرف ولقد رأى ما حاق بسلفه الذي أراد أن يحق الحق ويعدل بين الناس. (أتمنى ألا يطلب النافذ من المرشد البديل بأن يغسل له سيارته أو أن يحلب له بقرته).

ليست هناك تعليقات: