17-07-2016
|
كيف تكتب مقالاً سياسياً؟ ليس من السهولة الكتابة في السياسة، وشخصياً أتفادى الكتابة السياسية ليقيني أن ما نراه ونعرفه لا يمثل إلا جزءا يسيراً من الحقيقة. وقديما قال السادات 99 % من أوراق اللعبة بيد أمريكا. يخيل إليّ أن بعض الجهات الاستخباراتية أو السياسيين عندما يقرأون مقالاً سياسياً يلتفتون إلى بعضهم البعض ويقولون بالله شوف دا عامل فيها عارف حاجة؟ أجهزة الاستخبارات تدوِّن وترصد وتحلل بالساعات الطوال ولا تجزم أنها أحاطت بكل التفاصيل فكيف بمن مصدره نشرات الأخبار؟ ورغم ذلك أجد نفسي اليوم في حاجة للكتابة عن الانقلاب التركي الفاشل والذي جعلني أسهر حتى ساعات الصباح الأولى وندعو الله أن يحفظ تركيا والأتراك ويحقن دماء المسلمين ولم يطب لي النوم الا بعد أن تأكدت من فشل الانقلاب وعودة الأمور الى بعض من طبيعتها. واضح وضوح الشمس أن أيادي خارجية من وراء هذا الانقلاب وبقدر ما لطيب رجب اردوغان من أنصار له بعض من أعداء ولا يمكن أن تُجمع أمة على رجل. ودليلنا على ذلك أبو لهب وامرأته حمالة الحطب. هذا الرجل بقيادته لحزب العدالة والتنمية ونتائجه الباهرة في التنمية وكيف قفز بالاقتصاد التركي في وقت وجيز إلى المرتبة السادسة عشرة وحذف ستة أصفار (مش متل واحدين حذفوا نظرياً ثلاثة أصفار وإذا بالتضخم وتدني سعر العملة يفعل بجنيههم ما يفعله السوس في عود القطن). الدرس المستفاد من انقلاب تركيا أن الشعوب هي التي تحمي الحكام العدول وليس أجهزة الاستخبارات ولا التدابير الأمنية ولا أجهزة الأمن مهما أوتيت من قوة لا تساوي معشار ثقة الشعب في قادته. وأي صرف مالي على الأجهزة لحماية العروش هو عمل غير رشيد وسينتهي لا محالة إلى ضعف الولاء الأمني في يوم ما. هذا هو رجب طيب اردوغان يقود حزبه بصدق ويضع أهداف الحزب واقعاً دون تسرع ولا تجريب مخل ولا يراهن على الأشخاص، يراهن على البرامج والخطط والدراسات. حزب العدالة والتنمية لا نقول حزبًا كامل الدسم وخالياً من العيوب إذ سيطرة الرجل الواحد بادية عليه كسمة وشد ما نخشاه أن يكون الحزب مربوطاً بشخص اردوغان متى ما مات او قتل راح الحزب روحة الاتحاد الاشتراكي والمؤتمر الشعبي والاتحادي الميرغني والأمة الصادقي والشيوعي النقدي. لم يجابه اردوغان الانقلابيين الا برسالة قصيرة لشعبه الذي وثق فيه رسالة مدتها لا تتجاوز ربع الدقيقة أن أخرجوا لحماية الديمقراطية. وهي ديمقراطية لم يطعن في نتائج انتخاباتها أحد وجرت عدة انتخابات واستفتاءات في تركيا لم يستطع ود مقنعة أن يشكك فيها. واستجاب الشعب ونزل الى الشوارع وبهت الانقلابيون الذين لم يذيعوا إلا بياناً واحداً مضطرباً. والقنوات العربية كل قناة (تدش) من الأخبار ما يحقق أماني ولي نعمتها. بحث الحزب عن أنصاره فوجدهم وإذا ما بحث عن النفعيين لن يجدهم. |
السبت، 23 يوليو 2016
درس من تركيا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق