الجمعة، 22 يوليو 2016

المدخنون في ذمة الدولة!

 25-06-2016
يواصل د. أحمد عبد الله الحسن حملة التوعية والارشاد والحلول لمنع التدخين عبر خطة قابلة للتنفيذ.
إلى مقالة د أحمد
ان الاستخدام للآليات الاقتصادية (العرض - الطلب - الأسعار) في حد ذاته يبني على فلسفة المجتمع ومقاصد الدولة من استخدام هذه الوسائل، فعملية فرض الضرائب والرسوم غير المباشرة علي التبغ قد تستهدف تحقيق العديد من الاغراض مثل :
أولاً: تحقيق عوائد مالية للدولة لاستعمالها في الاغراض المختلفة .
ثانيا: تخفيض الامراض الناجمة عن التدخين وتحسين الصحة العامة .
وعليه فإن حجم ونسبة الضرائب التي ستفرض تعتمد على أي من الاهداف سالفة الذكر .
البعد الأخلاقي لمكافحة التدخين :
قوة الاجراءات والوسائل التي تتخذها الدولة لمقاومة التدخين تعتمد على الهامش المقبول من الظاهرة لدى الدولة، وعلى اولويات ومبادئ وقيم المجتمع ، ويعتبر المستهلك افضل من يحدد كيف ينفق امواله على السلع والخدمات ،فهو يقوم بالمقارنة بين السعر الذي يدفعه من جهة، والمنافع والاضرار من جهة اخري . وفقا لهذا التحليل.. فإن المدخن يرى ان الفوائد التي يجنيها من السجائر من المتعة وازاحة الهموم (من وجهة نظر المدخن) تفوق التكاليف التي يتكبدها، والنتيجة انه أصبح مدخناً .
ومع ذلك فإن هذا التحليل غير دقيق للاسباب الآتية:
1/ ان المدخنين في الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض لا يدركون تماماً مخاطر التدخين .
2/ التبغ يحول المدخن الى مدمن نتيجة لوجود مادة النيكوتين وبالتالي تصبح ظاهرة التدخين عادة سلوكية غير خاضعة لدوافع طبيعية يمكن تحليل الطلب عليها مثل السلع .
* من أجل برنامج وطني لمكافحة التبغ :
- يجب أن تكون فكرة مكافحة التدخين احد مكونات ثقافة المجتمع واحد المبادئ السائدة فيه اذا ما اردنا الحد من مضار التدخين فعلاً، نظراً لأن البرامج الحكومية لا تضع ذلك في أولوياتها غالباً لان آثار التدخين طويلة الامد، ولا تلاحظ إلا بعد عقود من الزمن، وعمر الحكومات القصير لا يمكنها من قطف ثمار جهودها في هذا المجال .
وبعد هذا العرض.. فلا شك ان ظاهرة التدخين جديرة بالاهتمام ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى الاقليمي والدولي .
عناصر النجاح في مكافحة التبغ:-
/ 1 حماية الاطفال من ان يصبحوا مدمنين . 2/ وضع سياسة تشجع على عدم استخدام التبغ مثل فرض الضرائب . 3/برامج لتعزيز الصحة والاقلاع عن التدخين . 4/ حماية المواطنين من التعرض للتدخين القسري . 5/ حظر كل الحوافز الاقتصادية والسلوكية والاجتماعية التي تشجع على التدخين او تساعد في الاستمرار فيه. 6/ حظر كل اعلانات التبغ المباشرة وغير المباشرة وكل الاساليب الترويجية مع حظر الدعاية التجارية من قبل شركات التبغ .
7/ تشجيع البدائل الاقتصادية لزراعة التبغ وصناعته . 8/ معالجة قضايا التبغ مع الرصد والتقييم 9/ فرض قيود على منتحات التبغ بما في ذلك وضع اعلانات تخذيرية بارزة على منتجات التبغ .
عادة التدخين آفة حضارية أنزلت بالانسان العلل والامراض، انها تجارة العالم الرابحة ولكنها قائمة على اتلاف الحياة وتدمير الانسان عقلاً وقلباً وروحاً وإرادة، والغريب أن الانسان يقبل على هذه السموم بلهفة وشوق كأنه لا يعلم انه يسير إلى طريق التهلكة.

ليست هناك تعليقات: