السبت، 23 يوليو 2016

الصراف خارج الخدمة

12-07-2016
التكنولوجيا وحدها لا تكفي ما لم يكن البشر مؤهلين أخلاقياً وإدارياً وحضارياً. دخلت ماكينات الصراف الآلي متأخرة عقدين من الزمان عن جيراننا ومن فرحة القوم بانطلاقتها افتتحها الرئيس ذات نفسه وكان الافتتاح مدعاة للدهشة في أماكن كثيرة خارج السودان والتعليقات ساخرة.
تأخرها كان يحمل لومه بنك السودان واتحاد المصارف، ولا أحسب أن هناك معينات مفقودة حتى تتأخر كل ذلك التأخر إذ الاتصالات في ذلك الوقت كانت قمة مقارنة بمن حولنا (طبعا هسه شركات الاتصالات بقن متل حبوبتي الله يرحمها تحكي عن الماضي وكيف كانت معشوقة الجماهير والكل يتمناها. (ما تشوفوا الطفيق دا قسما وكت كنت شابة خطابي دا يدخل ودا يمرق).
صبر المواطن إلى أن استحت الجهتان بنك السودان واتحاد المصارف وادخلتا ماكينات الصراف الآلي ولم يقم بنك السودان بدور الرقيب الممتاز كما تعمل هيئة الاتصالات مع شركات الاتصالات إذ التوزيع مخجل جداً لا املك إحصاءات دقيقة ولكن في الخرطوم مئات الماكينات، وفي مدني فقط ست ماكينات صراف آلي، هذا يمكننا من أن معظمها في الخرطوم ولن تكون متوفرة في كثير من أصقاع السودان وهذا عيب كبير إذ حاجة المواطن إليها تزداد يوما بعد يوم، خصوصا مع تطور كثير من الجهات الحكومية وغير الحكومية تحويل الرواتب للبنوك وهو إجراء صحيح وبديهي ولكن تكاد تهزمه هذه الماكينات بقلتها وأعطالها غير المتابعة تجد الماكينة خارج الخدمة عدة أيام ولا مجيب.
ماكينات الصراف الآلي الحاجة إليها مستمرة وأيام العطلات تكون الحاجة إليها اشد وتدخل الناس في حرج. من الناس من يريدها لعلاج ومنهم من يريد شراء دواء وليس في جيبه إلا هذه البطاقة.
من المسؤول عن صيانة ماكينات الصراف الآلي؟
وهل النظام يظهر الماكينات التي خارج الخدمة؟ وهذا شيء طبيعي - على ما اعتقد- من يتابع ويراقب صيانة هذه الماكينات؟ وهل هناك زمن محدد لعلاجها وصيانتها عند خروجها من الخدمة؟ أم على الطريقة السودانية حبل المهلة يطلق ويقصر (سمحة المهلة)؟ هل هناك عقوبة على الجهات المقصرة في ارجاع ماكينات الصراف الآلي؟ هل يترتب على الضرر الناتج من خروج هذه الماكينات أي تعويض للمتضرر؟ (وللا الإجابة دائماً: أصبر يا أخ أنت شفقان مالك؟ متين ما نصلحها نصلحها عجبك عجبك.. ما عجبك طق راسك بالحيط).
على الجهة المسؤولة أن تحصي كم من ماكينات الصراف الآلي في الخدمة؟ وكم خارجها؟ ومتى تعود هذه للخدمة؟ ومن المسؤول عن تغذيتها في بادرة للمراقب أن يحترم زبائنه أن كان الرقيب بنك السودان أو اتحاد المصارف (بنك السودان ذاتو عايز ليه مراقب مادام بدي ملايين الدولارات لشركات وهمية).
الآن خلونا فيمن يحكم السيطرة على هذه الماكينات صيانة وتغذيةً حتى لا نرى شاشة حمراء أمام زبون ولا تلك العلامة المحبطة (الصراف خارج الخدمة) أها بجي داخل متين؟ هذا سر غير مسموح بمتابعته امشي شوف صراف تاني بلا فلسفة معاك.
نظامنا الإداري لاحق أمات طه.

ليست هناك تعليقات: