الجمعة، 2 سبتمبر 2022

التعليم بين الخاص والحكومي

 

التعليم بين الخاص والحكومي

 

    هذا ليس بحثاً علنياً ولا حديثاً عاماً في التربية، إنما هو حالة خاصة في عاصمة قطر اسمه السودان يقال لها الخرطوم.

      ارتفعت تكاليف الحياة في السودان كله ولكنها في العواصم أشد وفي الخرطوم ذروة ذلك. ومن بين ما ارتفع تكاليف التعليم خصوصاً في المدارس غير الحكومية. ليس من العدل ان تضغط الدولة ممثلة في وزارة تعليم ولاية الخرطوم على المدارس غير الحكومية لتحدد لها رسوماً ترضي طالبي الخدمة وكل الأسعار سائبة بلا رقيب ولا حسيب (بالمناسبة ليس لي مدرسة خاصة ولست شريكا في واحدة).

      لا شك إن الغلاء في جهة يؤثر على جهات عدة، اذا ارتفعت فاتورة التعليم كل مستهلك للخدمة سيبحث عن تعويض ذلك فيما يقدم من سلع او خدمات. لذا لا يفرح أحد بزيادة بدخله.

        ما دواعي التعليم في المدارس الخاصة؟ اول ما يتبادر للذهن من إجابات ضعف المدارس الحكومية. وتدني الخدمات الصحية والتعليمة منذ زمن ليس قصير يوم قال حكاماً ان التعليم والصحة ليست مسؤولية الحكومات وانما المجتمع، وأطلقوا الشراع للمؤسسات الخاصة. بالله ان لم يكن التعليم والصحة من واجب الحكومات ما هو واجبها؟ اللعلعة والاحتفالات والحشود؟

          كتب أحدهم في الفيسبوك مقترحا للخروج من ورطة المدارس الخاصة أن يوجه الإباء 10 % مما يدفعونه للمدارس الخاصة يدفعوه للمدرسة الحكومية. أقول لو تم ذلك وبمشاركة مجلس تربوي من الإباء مع اسرة المدرسة من اداريين ومعلمين وعمال يمكن ان ترتفع المدرسة الحكومية خصوصاً في البنى التحتية من فصول ومكاتب واثاث مدرسي رائع وجاذب ومريح وبعد ذلك دعم أجور المعلمين والعمال كل حسب ما يُقدم، الى ان يكتفوا ولا يكون لهم هم زيادة دخل بدروس خاصة ولا غيره.

     يقول قائل مشاكل المدارس الحكومية ليست بنى تحتية فقط انما جوانب أخرى منها عدم تدريب المعلمين وهذه من المشاكل التي حلها مجلس المهن التربوية والتعليمية. ايما مدرس لا يحمل رخصة التسجيل في المجلس لا يحق له العمل معلما او إداريا في التعليم.

    مقترح الرجل 0% من مما يدفع للتعليم الخاص يدفع للمدرسة الحكومية القريبة من المنزل التي لا تكلف مواصلات ولا حق الفطور، مقترحه  معمول به خارج الخرطوم المواطنون يدعمون التعليم بكل رضا، وذلك لعدم بدائل للمدارس الحكومية في كثير من البقاع السودانية مما جعل العمل الجماعي قسري وليس الحلول الفردية لابد من توطين المعلم ومتى قصروا صارت المدرسة طاردة للمعلمين.

      رب قائل ايضاً المدارس الخاصة لا غنى عنها وموجودة في دول مدارسها الحكومة جيدة. أقول نعم ذلك نوع من الرفاهية لم يحن وقته في السودان بعد. حتى الدول الغنية منها ما يشجع التعليم الخاص ويدعمه لأسباب أخرى المملكة العربية السعودية مثالاً.

متى يتوافق الناس على الحلول الجماعية يبدأ العمران والتعمير وكلما لجأوا للحلول الخاصة كثرة المشقة.

إذا ما سكت السياسيون.

ليست هناك تعليقات: