ما من مؤسسة محترمة حكومية أو خاصة في هذا الزمان الا ولها قسم يهتم بالجودة ويسمى إدارة الجودة. الجودة من المتطلبات الحديثة في الإدارة، دعت اليها توسعة العلوم والمعارف وزيادة السكان وزيادة الإنتاج والتنافس على الأسواق.
لم تعد الجودة فعلًا اختياريًا بل صارت مطلوبات عالمية في كثير من المجالات لا يتعامل العالم الآن في كثير من ضروب الحياة الا عبر تطبيق معايير معينة وتحقيق اشتراطات، لن تصبح الدولة عضوًا في منظمة التجارة الدولية، مثلاً، الا إذا حققت مطلوبات معينة، هذا على سبيل المثال (لن يقبلوا عذرًا مثل انتظرونا حتى يتفق المكون المدني مع المكون العسكري).
هل يمكن ان تمارس الإدارات الحكومية الجودة في هذا الجو السياسي غير المريح؟ (هذا أخف وصف يوصف به الواقع السياسي). سرق السياسيون زمنًا طويلا من عمر الشعب السوداني، ومنذ زمن بعيد. نقاش الوفد الذي سافر الى بريطانيا لتهنئة الإمبراطورية العجوز بالنصر بعد الحرب العالمية ، وما دار داخل الباخرة من نقاش وكل متحدث بحث عن أسباب التخلف بعيدًا عن حزبه الى ان جاء دور شيخ العرب أبو سن حاسمًا الأمر، حل مشاكل السودان ان تغرق هذه الباخرة بمن فيها.
طالت المقدمة
هل يمكن للكفاءات الوطنية ان ينسوا السياسيين ويتركوهم في غيهم ويؤدي كل مهني ما بيده بإخلاص وتجرد حتى تسدد ثغرات التخلف الكثيرة. في هذا الأسبوع هيأ الله لي ان ادخل وزارة التعليم العالي عضوا في لجنة أوكل لها وزير التعليم العالي عملًا كبيرًا تخلف فيه السودان الى درجة كبيرة، لجنة تضم عددًا من كبار علماء التربية بالبلاد، حفظهم الله، الأمر الذي كونت اللجنة للقيام به ادخل السودان في حرج عدة مرات. من يصدق من بين 183 دولة كانت كلها تحمل الوثيقة المطلوبة إلا السودان. ويتكرر الأمر عندما تحاول دول الايقاد لجعل هذه الوثيقة شاملة لكل دول الايقاد اسوة بالاتحاد الأوربي وأيضا تأتي دول الايقاد كل دول شرق ووسط افريقيا لتقدم وثائقها ويتحايل وفد السودان بذكاء حتى يخرج من الحرج.
حتى الآن لم أفصح لكم عن الوثيقة المطلوبة، اصبروا عليَ شوية.
قطعا هناك عدة لجان في أماكن كثيرة وورش عمل وحادبون يؤدون واجبهم كل في مجاله يسدد في ثغرات عزة التي قال لها خليل فرح عزة قومي كفاك نومك البنات فاتوك. وما فاتوها من جهل ولكن من قلة همة وشبق سياسي طاغٍ دمر كل جوانب الحياة.ماذا لو تكاتف العلماء والمهنيون وكل من بيده أن يبني عمليا اونظريا ويفعل اقصى ما في وسعه وعزلوا السياسيين وتركوهم في سباقهم المحموم على الكراسي والاستمتاع بشهوة السلطة وملذاتها متناسين عواقبها دنيا وآخرة.
في الختام الوثيقة المطلوبة هي (الإطار الوطني للمؤهلات في السودان).التفاصيل لاحقاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق