الخميس، 21 أبريل 2022

تدمير مشروع الجزيرة أحقاً هو؟

  

في مجموعة واتساب باسم (معهد المعلمين العالي) من الاسم تعلم ان كل الأعضاء تربويون واعمارهم جميعاً فوق السبعين ومن دفعات متباعدة منهم من يعرفون بعضهم ويغيب عنهم آخرون.

يتطرقون لمواضيع متفرقة منها الاجتماعي والثقافي (وهنا أ.مكي سنادة حاضر) وتطغى المواضيع السياسية على التربوية كعادة هذا الشعب. عرضوا صورة لحديقة منزل جميل، وشاركت بعض الاخوات وإن شئت الزميلات بأن هذه الحديقة ذكرتهن بيوتهن وسريات مشروع الجزيرة في زمن ماضٍ قبل ان تدمره الإنقاذ ودعوا على الإنقاذ التي كانت سببا في ضياع هذه المنازل والسرايات الجميلة ودمار المشروع.

كمزارع اباً عن جد داخلتهن بلطف وقلت وكيف كان حال المزارع في ذلك الزمان، كان يركب حماره منذ الصباح الباكر رابطاً لقمة كسرة وشطة وملح خلف سرجه ليضيف اليها، حين يجوع ويهده الكد، يضيف اليها ماء من اب عشرين أو الترعة ان كانت قريبة. (أجد لهن العذر في عدم معرفة حال المزارع فأباءهن ورثوا من المستعمر احتقار المزارع واضطهاده والنظر اليه بمجرد أجير سخره الله لخدمتهم، دون النظر اليه كانسان يستحق حياة على قدر تعبه على الأقل.

استمر النقاش بإصرار ان الإنقاذ دمرت مشروع الجزيرة والان لا المزارع ولا الموظف طلعوا ملوص ترع بلا ماء وارض بلا زراعة. قلت المزارع بعد قانون 2005 ذاق طعم زراعته لأول مرة منذ قيام المشروع واستمر النقاش أن قانون 2005 سيء جداً وهو سبب البلاء. هنا علمت ان الاعلام ضلل الراي العام ومن حنقه على الإنقاذ لا يريد ان يسجل لها محمدة.

 

ظللت اكتب العمود الصحفي منذ منتصف التسعينات واحسب انني كتبت كثيرا جدا عن مشروع الجزيرة وشركة الاقطان واتحاد المزارعين وكل هذه الكتابات كانت تتطرق لعيوب او أخطاء ولفت نظر لمشكلة وأحياناً اقترح حلاً، على قدر معرفتي، منها ما وجد من يقبله ومنها ما رُفض مكابرة وحفظاً لمصالح آخرين.

لكن مهما قيل في قانون 2005 وما صاحبه من هنات يمكن مراجعتها الا انه كان طوق نجاة لمشروع الجزيرة الذي من كثرة الظلم الواقع على المزارعين كادوا ان يهجروا الزراعة. مثال لذلك زراعة القطن التي تقلصت من 800 الف فدان الى شيء لا يذكر والسبب تدني الإنتاجية اذ كان متوسط الفدان 4 قناطير وطريقة بيعه عبر شركة الاقطان وفيلم هندي طويل ينتهي بان يصرف المزارع بعد 8 اشهر مبلغا تافها او لا يصرف حسب منصرفات القطن المتضاعفة.

بعد قانون 2005 صار المزارع حرا فيما يزرع ويعود عليه بالفائدة فتعددت المحاصيل ذات العائد السريع والمباشر وادخل الدكتور المتعافي القطن المحور الذي رفع إنتاجية الفدان الى 15 قنطار يبيعها المزارع يوم حصاده ويدخل مبلغه في جيبه وعاد المزارعون للزراعة وارتفعت قيمة الحواشة الى ان أصبح الفدان بمليارات الجنيهات ان وجدت من يبيع.

كيف يسمى هذا دماراً؟ ومقومات المشروع ارض وماء وانسان. يمكن ان تكون عيوب إدارية او عيوب ري او عيوب تمويل او عيوب تسويق وكل ذلك لا يصل الى مرحلة ان مشروع الجزيرة مدمر والفاعل هو الإنقاذ.

مازال في الحلق بقية حديث قد نكمله ان امد الله في العمر

ليست هناك تعليقات: