30/3/2018
رغم عيوبها هي
الأنسب
صُدِمَ الاستاذ القادم لتوه لبادية نجد عندما سأل
تلميذاً عن اسمه فقال التلميذ براز بن سعد . تغير وجه الاستاذ ما هذا الأسم ؟ فقال
التلميذ ما هو اللي على بالك يا استاذ براز في الحرب.
عزيزي القاريء أقول لك ما قاله التلميذ ، ما هو اللي
على بالك ولكني أعني الامتحانات رغم
عيوبها هي الانسب.
من ذكريات السنة الاولى غربة 1977 ومشاركة السكن مع
سوريين أثنين وكانت المقارنات وكل يسأل عن
ما في بلد الآخر إذ الاتصالات ليست كما اليوم ولم يصبح العالم قرية في ذلك الزمان.
تطرقنا الى كيفية الدخول الى الجامعات وقلت لهم ما
يجري عندنا، وهي بتنافس حر يدخلها الأعلى درجات كمعيار وحيد استغرب القوم. شو
ملائكة انتو؟ يعني لو ولد الرئيس أو الوزير ما احرز المجموع المطلوب لا يمكن ان
يدخل الجامعة ؟ قلت سابع المستحيلات. قلت وكيف الدخول للجامعة عندكم ؟ قالوا 25%
من المقاعد لأعضاء حزب البعث دون أي منافسة . تعوذت بالله وسط استغرابهم وكادوا
يكذبون وربما استوثقوا من غيري وقنعوا. ( ترى هل مازال الدخول الى الجامعة عندنا
بالتنافس في التحصيل أم دخل حزب بعث جديد هو المال 25% لمن عنده المال).
نعود الى الشهادة الثانوية وفي رواية الشهادة
السودانية وهي حديث الناس في هذه الايام وشغلت الناس ولو لا حساسيتها لقلنا لعبة
أمنية حتى تشغل الناس عن أزمة البنزين والجازولين والغاز.
رغم عيوبها (الامتحانات وليس اللي على بالك) يجمع
التربوين على أن لهذه الامتحانات عيوب كثيرة على سبيل المثال أنها مرة واحدة في
السنة مما يجعلها مقياس غير دقيق ولا عادل من حيث أحوال البشر النفسية والصحية إذا
مرض الممتحن ودخل بنصف قواه الصحية يكون المقياس غير عادل ولا يمكن ان يؤخر
الامتحان لواحد ولا لأي عدد. ثانيا لا تقيس كثير من المهارات.
ولكن التربويون يجمعون على أنها في هذه الظروف
الأكثر عدالة والأنسب لبلد متباين كالسودان. من الطلاب من يذاكر تحت عمود الكهرباء
، وربما يكون أكثر حظا من آخر لم يسمع بالكهرباء نفسها ، وآخر في منزل خمسة نجوم
لا ينقطع تكييفه لوجود مولد الكهرباء الاحتياطي الذي يعمل تلقائيا عن انقطاع
الكهرباء.
ولا سبيل لمقارنة المدارس الخاصة والمدارس الحكومية
ولا يمكن مقارنة مدارس الحكومة مع مدارس حكومية في الارياف حيث ( أكل الجمل
المدرسة) كل هذا التباين لا تضبطه بشيء من العدالة الا هذه الامتحانات
التقليدية.
ومتى
ما فكر بعضهم استبدال هذه الامتحانات
بامتحان قدرات وما جرى نحوه ستبدأ الربكة وعدم العدالة وستعقب ذلك متغيرات كثيرة
اولها النزوح الى العاصمة حيث كل شيء (مجازاً أومقارنة بالارياف) وستبدأ تصنيفات
المجتمع والافضليات كما في كثير من الخدمات الآن وتقديم فئات على أخرى وسيبدأ
الجور والغبن الاجتماعي وسيدخل الجامعات من لا يستحقها ويحرم منها من كان يستحقها
سيمارس عدم التجويد الذي هو طابع اليوم وستبدا حجج
الامكانات وقلة الموازنات وسترتج كثير من الثوابت التي يصعب الرجوع عنها والأمثلة
كثيرة.
كل خوفي ان نخطو خطوة تفقدنا ما تحت ايدينا ولا نصل الى ما نريد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق