الجمعة، 27 أبريل 2018

لم يرسب المعلمون هو الذي رسب



24/3/2018
لم يرسب المعلمون هو الذي رسب


صدم ناشر الصيحة الطيب مصطفى الشعب السوداني بمقال عنونه (عندما يرسب المعلمون) واستهله بهذه العبارة ( عندما يرسب اكثر من 70% او 8460 معلما في امتحان تجريه  وزارة التربية والتعليم للتحقق من كفاءتهم لممارسة المهنة فإن ذلك يحل لنا لطم الخدود وشق الجيوب .........)
الذين رسبوا ليس كلهم معلمين وفيهم 2000 غائب والامتحان ليس امتحان وزارة التربية والتعليم ألا يكفي هذان النفيان برسوب المقال.
  من هنا نبدأ
المجالس المهنية قديمة في هذه البلاد اقدمها المجلس البيطري في خمسينات القرن الماضي وتوالت المجالس المجلس الطبي والمجلس الهندسي وهكذا لكل مهنة مجلس ينظمها من عدة وجوه أولها إجازة المناهج والتاهيل ومحددات القبول للكليات ذات العلاقة بالمهنة وبعد التخرج يمنح المجلس المعني رخصة مزاولة المهنة لمن يستحقها بعد امتحان وتسجيل مؤقت وتسجيل دائم .
للأسف وهذا ما يستحق لطم الخدود وفقع المرارة أن مهنة التعليم والتربية لم يتكون لها مجلس ينظمها الا قبل 2015  مجلس المهن التعليمية والتربوية وذلك بعد عدة لجان قامت بصياغة الشروط والمحددات كان لنا شرف المشاركة في واحدة منها لعدة شهور.
واخيرا أجيز مجلس المهن التعليمية والتربوية لينظم مهنة التعليم والذي من المفترض ان يكون اول المجالس لأن التعليم والتربية لبنة كل شيء ولكن كان المجلس البيطري اولها في صورة مقلوبة كما يقول اخونا فتح العليم الطاهر. (الحيوان قبل الانسان).
الذي حدث في اول امتحان لرخصة التعليم أن ولاية الخرطوم سجلت متقدمين كثيرين جلهم ليس له علاقة بالتعليم ولا التربية كما كان سائدا إذ استبيحت المهنة منذ زمن بعيد تقريبا منذ سلم تعليم مايو حيث انتشرت المدارس ،وهذا امر محمود ، وكانت الحاجة لمعلمين كبيرة وزاد الطين بلة هجرة المعلمين في اواخر سبعينات القرن الماضي وبداية الثمانينات إذ هاجر آلاف المعلمين المؤهلين لدول الخليج وليبيا واليمن وسد الفراغ كل متردية ونطيحة بشهادات اكمال وشهادات نجاح متدني وبلا تدريب وحاق بالتعليم ما حاق به.
بداية التصحيح هي هذا المجلس الذي حدد للمهنة ضوابط ومحددات ورخصة لا تمارس مهن التعليم والتربية إلا بها ،وكان عليه ان يتعامل مع قوائم وزارة تربية ولاية الخرطوم التي سبقت شروطه ومعظم المسجلين للامحتان الاول ليسو  تربوين ولا معلمين وبديهي ان لا يجتازوا امتحان رخصة التعليم. لذا ليس من حق الطيب مصطفى ان يقول رسوب المعلمون في عدم دقة منْ لم يتعب نفسه بالتقصي في الأمر هؤلاء ليسوا معلمين وانما تقدموا ليصيروا معلمين وكان نتيجة الامتحان التي تستحق الصفقة وضرب الكوراك أن حالت بين هذا العدد الكبير من دخول هذه المهنة النبيلة .
إن كان في مقال الطيب مصطفى ما يستحق الثناء اشادته بمعهد المعلمين العالي الذي اصبح كلية التربية الاولى وتشرفنا بدخوله معهدا وتخرجنا منه كلية.

هل أقول للطيب مصطفى وهو في هذا العمر؟  بطل لفح 

ليست هناك تعليقات: