13/4/2018
عبد الرحيم وايلا
سيسألكم الله عنهم
لن أبدأ بعدد الركشات والامجادات وترحال
واخواتها كل هذه حلول لجأ اليها الناس مكرهين حين أهملهم المخططون ومقدمي الخدمات
لهذا الشعب المسكين . يهيأ لي أن ليس هناك من يعرف مشكلة المواصلات من الذين يفترض
فيهم الحلول فالمسؤل عن حل مشكلة المواصلات في العاصمة وما حولها لم ير ولن ير مشكلة الناس وعذاباتهم في ترحالهم من بيوتهم
الى امكان عملهم او دور دراستهم او اسواقهم فسيادته وفرت له الدولة سيارة مكيفة
ومظللة وخزانها مليء بالبنزين او الجازولين والسائق يقوم بنظافتها وتهيأتها
لسعادته ، كيف يعرف مثل هذا (الماري انطوانيت ) آلام الناس وشلهتتهم بحثا عن مركبة
تحملهم.
بالامس (الخميس) نهاية الاسبوع مررت بما يعرف بصينية
المركزي وهي منطقة جنوب الخرطوم منها يسافر ساكني اطراف العاصمة لقضاء عطلة نهاية
الاسبوع ، سبحان الله آلاف الناس في رقعة ضيقة ويشكر رجال شرطة المرور الذين
يحاولون جاهدين ان ينظموا اختلاط السيول البشرية المتعطشة لمركبة تقلهم الى حيث
يسكنون. آلاف الناس طلاب وطالبات وموظفون وعمال ينتظرون المواصلات وعندما تأتي
حافلة لا يهم قديمة جديدة جميلة قبيحة لا
يهم يهرع اليها مئات الناس ولك ان تتخيل طالبات نحيفات ينظرن الى الشمس التي بدأت
في الغروب وزحام مع رجال وشباب لا رحمة فيه.
المشكلة مركبة اهمال السلطات ووقوفها متفرجة على هذه
المشكلة بعد فشل ما يعرف ببصات الوالي ، وجشع واستغلال اهل المركبات للناس في نهاية
الاسبوع.
والمحير لا حديث عن هذه المشكلة وما صينية المركزي
الا مثال كل خطوط العاصمة تشكو من أزمة مواصلات ولكنها في بداية الاسبوع ونهايته
تكون المشكلة مضاعفة.
الذي حيرني ان لا مسئول يريد ان يعرف لهذه المشكلة
حلا مثلا ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة لا معتمد ولا والي سمعناه يتحدث عن معاناة
هؤلاء وما هي الحلول الاسعافية وعلى المدى الطويل.
لو كنت المسئول لجئت بأي مركبة ولو شاحنة وقلت للناس
اركبوا وسيركب على الأقل الرجال طبعا ليس هذا حلاً ولكنه تفريج أزمة . طبعا لا
مجال لحديث عن استراتيجية وحلول لأزمة المواصلات فليس هناك همة لعمل كبير مترو او
قطارات أو مواعين كبيرة. وعندما سكتوا عن
كل ذلك جاءت الحلول الفردية مئات الآلاف من الركشات والامجادات المزحمة للشوارع
والملوثة للبيئة والتي صارت اجرتها فوق كل تصور أيما مشوار صار بمبالغ غير مناسبة
للدخل، الآن ليس هناك مشوار ركشة ب 5 او 10 جنيهات ويكبون لك بركاوي صاح ،عشرات
المبررات من غلاء الوقود وانعدامه وغلاء الزيوت وقطع الغيار .
يا والي الخرطوم ويا والي الجزيرة بالله قبل ان تذهب الى بيتك في نهاية يوم
الخميس خد جولة على هذه العاصمة وانظر معاناة الناس وبعدها لك ان تنام مطمئناً او
باكيا على ما وليت من رعية.