اللعوتة بنات نموذجاً
قبل عقدين من الزمان كانت ثالثة السودان
في الشهادة الثانوية او السودانية من مدرسة اللعوتة الثانوية بنات يومها لم تكن هناك
الا صحيفتان (الأنقاذ الوطني ، والسودان الحديث) كتبت يومها في الأنقاذ الوطني مقالا
بعنوان (الثالثة من عندنا) على طريقة إخواننا الحلفاويين (امسك عندك عمر عثمان
مدير جامعة الخرطوم من عندنا ، محمد وردي فنان عموم السودان من عندنا ، حسن طنون
.......عموم السودان من عندنا ) النقاط يمكن التحايل عليها بقولك داعية السودان من
عندنا إذ يصعب ان نكتب ما قالوا.
يومها
لم يكن التعليم سلعة لها اسواق كما الآن ولم تصل المدارس الحكومية هذه الدرجة من
الانحناء أمام المدارس الخاصة (كثير الذي يمكن يقال ) ولكننا اليوم في حالة تهنيئة
لمدرسة حكومية عادية ليست نموذجية بالقرارات والخطابات ولكنها نموذجية بإدارتها الأستاذة
ليلى بنت الاستاذ دفع الله وهيئة تدريسها و مجلس آبائها وبذرة خير وانضباط زرعها الأستاذ
محمد احمد البلال أمد الله في عمره.
مدرسة
اللعوتة الثانوية بنات التي كانت واحدة من بناتها هذه السنة في قائمة الشرف أو في
الخمسين الاوائل لو كان هناك مراقبون جيدون لرفعوا روؤسهم عالية يسألون كيف لمدرسة
في قرية من قرى الجزيرة تمد لسانها لمدارس صرفت عليها ميزانيات مهولة وتقوم عليها
مؤسسات ضخمة وتنافس رهيب بين المدارس
الخاصة والحكومية النموذجية . وبدون أي مكياج تتسلل مدرسة اللعوتة لقائمة الشرف
وكأنها تقول أنا هو انا هو .
نعم مفخرتها ليست في قائمة الشرف فقط ولكن
ثمانية من طالباتها فوق 90 % وكل هذا بلا اعلانات تجارية في القنوات الفضائية ولا
صور ولا ضجيج وكأن القائمات على المدرسة وياسر يريدون ان يقولوا عادي عادي وهذه
ليست المرةالاولى ان تتفوق بناتنا. وبالرجوع الى سجلات المدرسة ( لو لا خوفي عليها
من العين لقلت لكم كم خرجت من الطبيبات والمهندسات ومتفوقات في مجالات كثيرة لكن الحمد لله وما شاء الله).
الدلالة
والعبرة من نتيجة هذه المدرسة أن التعليم يريد إخلاصا وصفاء نية وتوجه الى
الله بالعمل وبعد ذلك تأتي المنافع الأخرى. وزارة التربية بولاية الجزيرة لها خطة صيانة
لعدد من المدارس كل سنة نشهد أنها درجت مدرسة اللعوتة للصيانة قبل هذه النتيجة مما
يدل أنهم يحفظون لها فضلاً ويعرفون تاريخها . هذا حتى لا يقول قائل - يوم تبدأ
الصيانة ونسأل الله ان تبدأ قريبا – حتى لا يقول علشان البنت التي دخلت قائمة
الشرف فهذه الصيانة رصدت قبل النتيجة ، وبهذا نقول وزارة التربية والتعليم التي
تضم مدرسة أولاد يس في قائمتها أيضا مدارس متفوقة في اللعوتة والحصاحيصا.
كل مدرسة يمكن ان تكون نموذجية إذا ما
وجدت الهمة العالية والرعاية من المجتمع والوزراة
( الوزارة المعنية هنا وزارة المالية بان تحسن من اوضاع المدارس في بنياتها
التحتية وحقوق المعلمين وتدريبهم).
كل المنى ان يتحسن التعليم ونكتب عنه في
الاعوام الاقادمة بالجملة وليس بالقطاعي ككتابة اليوم اللعوتة بنات وغداً بإذن
الله اللعوتة بنين تلحق باختها ومن ثم كل مدارس الجزيرة كخطوة اولى وبعدها
السودان.
الجو العام يجبرك على المحلية في سودان صعب تماسكه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق