السبت، 27 يناير 2018

في عودة شداد


بسم الله الرحمن الرحيم


في عودة شداد

قبل أن يستغرب معارفي واصدقائي الذين يعلمون ان لا باع لي في كرة القدم بل افتخر بجهلي بها وهل رايتم قبل اليوم من يفتخر بجهل؟ علاقتي بهذه اللعبة عدائية جداً وبعيد عنها كل البعد بعدا يحتاج تحليلا نفسياً فإذا ما سئلت عن من تعرف من مشاهير لاعبيها لن تجد في رأسي غير أسماء قديمة جدا جكسا’ وقاقرين ،وجقدول مما لصق بالذاكرة غصباً عنها. واليوم الوحيد الذي دخلت فيه استاد الخرطوم كان 1970 آخر مبارة في كأس الأمم الافريقية وكانت النتيجة فيها لصالح السودان وكنت يومها اتفرج على المتفرجين وانفعالاتهم دخلتها  بغير ارادتي.
رغم كل الذي ذكرت أعلاه استوقفتني عودة بروفسير كمال شداد لرئاسة اتحاد كرة القدم لمالها من أبعاد تحتاج وقفة في كل الحياة السودانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
د.كمال شداد نفسه جزاه الله خيرا لم يكن فرحا بهذه العودة واعترف في أول حديث له أن عودته تؤشر لبؤس الواقع السوداني.
ماذا نفهم من كنكشة المجالات في اسماء بعينها من المُكنكِش  وما المكنكَش فيه.  لا تخلو ساحة من اسماء بعينها رئاسات الأحزاب مسجونة عشرات السنين في اسم وأسرة وشلة (يلا وزعوا الاسم والشلة على ما يناسبها من الأحزاب) ولايزحزحهم الا الموت وقد يتأخر الموت لغاية يعلمها الله. عفوا منهم من هو غير مستعد حتى التنازل لولده أو بنته وينتظرها ان تخلفه بعد مماته يعني الكرسي محجوز وبالوراثة.
الحياة الاقتصاية مسجونة في بعض الاسماء تُسأل ولعدة عقود عن كل كبيرة وصغيرة في الاقتصاد والاجابات محفوظة ومكررة. الغرف التجارية واصحاب الاعمال نفس الاسماء ولعشرات السنين مجالس الادارات نفس الاسماء ولعشرات السنين.
هل يعقل هذا هل الاجيال المتلاحقة زاهدة كل هذا الزهد في القيام بدورها في خلافة من سبقها أم المكنكشون هم من يسدون منافذ التبادل. كل قائد ليس له خليفة. أيعقل هذا؟ هل عقمت هذه الأمة السودانية (وحيطتنا القصيرة اليوم هي الرياضة) يقال كل الذين يفترض فيهم ان يكونوا بديلا لمن سبقهم في ادارة الرياضة كانوا أسوأ منهم وكلهم عجل الى مصالحه الخاصة. من ربى هؤلاء على هذا؟ 
الذين فرحوا بعودة شداد هذا فرح يحتاج مراجعة الرجل مالي مركزة واشتهر بكل خير ونجاحات رياضية ومعرفة بدروب الرياضة داخليا وخارجيا وله رصيد مقدر كما اسمع واقرأ أحياناً غصبا عني.
لكن الفرح بعودته وفي هذه السن هو حكم بتدهور أمة تدهور كامل وعقم أجيال وموت طموح وسوء تربية. هل جاء كل هذا مهرا ليبقى الرئيس  كل هذه السنين وقد بدأ كساري الثلج في ترشيحه لما بعد 2020 ( بالمناسبة 2020 هذه في ماليزيا هي نهاية استراتيجية وضعها مهاتير محمد قبل عدة عقود ونفذت. والعالم كله ينظر الى نتائجها باندهاش والسودان ينتظر 2020 ليجدد لرئيس حسب تصريحات الوزير بلال ولو استدعى الأمر تعديل الدستور).وأخشى أن يجيب الرئيس الطامح في البقاء إذا ما سُئل: ما هو شداد رجع وانا أصغر منه عمراً.
أي بؤس هذا؟ وأي سجن للاجيال هذا وكيف تصف الامة بأنها أمة شابة أي تعتمد على شبابها  وبالمناسبة نسبة الشباب في السودان فوق 60% مما يعني كل هذه النسبة الآن خارج دائرة الفعل وخلافة الادوار.

من المسؤول عن كل هذا غير الاحزاب وأخص حزب المؤتمر الوطني.

ليست هناك تعليقات: