السبت، 25 ديسمبر 2010

الأستاذ الفاتح جبرا، نختلف معك



الأستاذ الفاتح جبرا من الأقلام الساخرة والمقروءة جداً وله قاعدة قراء كبيرة جداً ودليلي رصيده في الانترنت. وكثيرًا ما أشبعنا ضحكاً إلا في الحتة دي.

الأستاذ الفاتح نختلف معك في موضوع ربط تحصيل رسوم الماء بالكهرباء والذي عنوانه «ضغط كهربائي» وذلك للأسباب التالية، أحسب أنني صاحب المقترح وقد كتبته ثلاث مرات وجهته لعموم السودان وناشدت رئيس الجمهورية لتطبيقه وعندما طال الانتظار عرضته على ولاية الجزيرة. والحمد لله وجد استحساناً كبيرًا من جهات عدة تعرف صعوبة جمع رسوم الماء والذي فيه حياة الناس. ومازالت ولاية الجزيرة في مرحلة التجريب وخطفت الفكرة ولاية الخرطوم وطارت بها ونفذتها ومبروك عليها ما قامت به. أخي الفاتح إن كنت تعرف ما تعانيه هيئات المياه في جمع رسوم المياه لم تسخر كل هذه السخرية. ولو كنت تعرف متأخرات هيئات المياه على المواطنين لما سخرت من هذه الفكرة. ولو كنت تعرف أن بعض الهيئات عرضت مديونيتها لبعض الشركات بنسبة 50 % لما قلت في هذه الفكرة ما قلت.

ثانياً: برنامج تسديد الكهرباء في رأيي من أنجح المشاريع الإدارية التي تمت في السنوات الماضية وواقع الهيئة قبل هذا البرنامج وبعده اختلف تماماً وأراح هيئة الكهرباء والمواطن وعادت للهيئة كل متأخراتها تجري إليها جرياً وانعكس ذلك في تطوير خدمات الكهرباء «هذا لا يمنع أن نذكر أن لها من العيوب واجبة الإصلاح الكثير على الأقل سعرها كأغلى كهرباء في المنطقة العربية» نعود لميزات الدفع المقدم والبرنامج الرائع.

هذا البرنامج ملك عام لهيئة حكومية يجب أن يستفاد منه لأقصى حد ما دام ذلك ممكناً بدلاً من أن تقوم كل مصلحة بعمل برنامج بمبالغ كبيرة في ازدواجية لا معنى لها.

ثم إن للأمرين علاقة كبيرة إذ أن أكبر بند في ميزانية هيئات المياه هو فاتورة الكهرباء ومتى ما توفرت الكهرباء توفر الماء مما يعني أن هيئة الكهرباء تتحصل قيمة كهرباء مصادر المياه من المواطن فوراً وتزيد له من التيار الكهربائي الذي يحسن إمداد الماء لأقصى درجة. وتعيد هيئة الكهرباء باقي التحصيل لهيئة المياه للصيانة والإحلال والإبدال ورواتب فرق الصيانة. إذ أن فرق التحصيل العاجزة عن جمع الرسوم تزيد العبء على هيئة المياه وتزيدها إقعاداً على قعودها.

أخي صراحة موضوع «كهرباء ضغط عالي» لم يعجبني للأسباب سالفة الذكر وقد أجد لك العذر في أنك نظرت للموضوع من زاوية واحدة وأنت ابن مدن لم ترَ الترع ولا الكارو تحمل الماء ولا بدائل الآبار. من يعرف معنى فقد الماء بسبب عجز الطاقة التي هي الكهرباء قد يقرن تحصيلها مع أي جهة تضمن الدفع.

أخي القلم أمانة أعطها حقها ولا تقعد فكرة كبيرة من زاوية واحدة.

الانتباهة

ليست هناك تعليقات: