السبت، 25 ديسمبر 2010

ايام «رضمة» وأيام «ويكيليكس»

يام «رضمة» وأيام «ويكيليكس»


كان بالقرب من قريتنا مجمع عمّال صغير جداً اسمه «رضمة» تمر السنة والسنتان ولا يذكره أحد لا بخير ولا بشر حتى المناسبات الاجتماعية من زواج ومآتم متباعدة فيه جداً لقلة سكانه. كان أبي - رحمه الله - كثير الاستماع لإذاعة لندن وخصوصاً الأخبار ليتابع أخبار السودان من خلالها على طريقة دريد لحام «غوار» في واحدة من مسرحياته حيث قال: افتح لنا على لندن لنسمع شو في أخبار في بلدنا. كان أبي عندما تمر نشرة كاملة ولا يذكر فيها خبر عن السودان يقول «رضمة ما في زول طاريها». كان ذلك يوم كان الراديو وسيلة الاتصال شبه الوحيدة الرابطة للعالم.

يا أبي لو عرفت ماذا صار بـ «رضمة» لا تخلو نشرة أخبار في معظم قنوات العالم التي نعرفها ونخص الجزيرة والبي بي سي من أخبار السودان بل صار «لبانة» الأخبار ما تنتهي مصيبة إلا وتبدأ مصيبة حروب واستفتاءات وانتخابات وفيضانات، كأن ليس للعالم مادة خبرية غير السودان وأفغانستان والعراق وفلسطين وانتخابات مصر.

أبتي اشتقنا لزمان رضمة، السعيد في زماننا من لا خبر له في نشرات أخبار العالم التي تخصصت في إحباطنا وقهرنا، هل سمعتم بخبر في أي نشرة، قادم من بروناي؟

لكن أخبار هذه الأيام من «ويكيليكس» تفضح الكبار والصغار والآن فتحت كل الاجتماعات المغلقة واللقاءات السرية وليس هذا صباح شهرزاد فحسب بل صباح لكل العالم، ما أصغر أمريكا في عيوننا الآن وكثيرًا ما ردد القراء لأخبار الويكيليكس «موقع التسريبات» قول الشاعر:

لكل شيء آفة من جنسه٭ حتى الحديد سطا عليه المبرد

أمريكا خازن الأسرار هاهي تعرض في نشرات الأخبار عريانة إلا من شماتة الأعداء.

ولم يخرج موقع الويكيليكس خبرًا إلا وكذبه أصحابه «الشينة منكورة». غير أن السؤال الدائر من وراء هذه التسريبات؟ كيف وصلت للموقع؟ نظرية المؤامرة تلاحق هذا الموقع وحتى يوم أمس ليس هناك خبر يحرج إسرائيل ما السبب؟ هل هي وراء هذه التسريبات؟

يا خبر بفلوس بكرة ببلاش!! كما يقول إخواننا في شمال الوادي.

الانتباهة

ليست هناك تعليقات: