السبت، 18 أكتوبر 2025

الاحزاب من الحكم الى الخدمة

 الاحزاب من الحكم الى الخدمة

 

 الإسبوع الماضي كتب الاخ الطاهر ساتي مقالاً بعنوان (شهادة تقدير) صرفها للحزب الشيوعي. استوقفني المقال كثيراً إذ يقول فيه كاتبه ان الحزب الشيوعي قام بمبادرة لحل مشكلة مياه الشرب في مدينة عطبرة حيث زار وفد الحزب الشيوعي والي ولاية نهر النيل وقدم عرضاً طرح فيه الحزب تقديم خبرات مهندسيه لحل المشكلة بتزويد محطات المياه في المدينة بنظم الطاقة الشمسية وإصلاح ما يمكن إصلاحه.  (علقت للاح الطاهر على المقال قائلاً: شكراً يا رفيق. ويريدون احراج خصومهم او استفزازهم. رد الطاهر: برضو كويس). كان ذلك في الخاص.

رغم محدودية العرض لكنها فاتحة خير يجب ان تكون نقطة تحول في الحياة السياسية حيث تتحول الأحزاب من اللهاث لحكم الشعب الى خدمة الشعب وتتنافس في خدمته، لله او للفوز هذا بينها ونياتها ولكل حزب ما نوى.

الحملات الانتخابية للأحزاب كانت تقوم على عدة أوجه منها تقديم خدمات دنيوية وأخرى دينية ( من رأني دخل الجنة). ومن المرشحين من يجهد نفسه وحزبه قبل الانتخابات بالوعود لناخبيه انه سيقدم لهم التعليم والصحة والماء والكهرباء وربما يأتي بعدد من أعمدة الكهرباء ويرمي بها في طرف القرية. ويفوز في الانتخابات ولا تراه الجماهير الا بعد اربع سنوات في الانتخابات القادمة وقد زاد وزنه ولمعت بشرته وتغير مركبه ومسكنه.

هذا على مستوى الأعضاء الصغار اما صفوة الحزب وقادته فانخرطوا في كيدهم لبعضهم البعض وتنافسهم على الغنائم والوزارات الدسمة ونسوا الشعب تماماً. هذا في فترات الحكم المسمى ديمقراطي أما فترات الحكم الشمولي ينشغل الحزب المنقلب على الديمقراطية إن كان يسارياً بالتطهير وفصل خصومه من كل الوظائف ليس خصومه السياسيون فقط وحتى اقاربهم وان لم يكونوا سياسيين (د. دفع الله الترابي مثالاً) . ويتجه للاقتصاد يصادر ويؤمم ما شاء له من المؤسسات الاقتصادية. ويلحق الاقتصاد امات طه ومن ديك وعيك.

أما ان كان الحكم الشمولي يمينياً فلا يستفد من تجارب الماضي فيغير كلمة التطهير بكلمة التمكين ويصع على راس كل مؤسسة من مؤسسات الدولة واحد منهم ليتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى ، أما في الاقتصاد يصنع المؤسسات الموازية لمؤسسات الدولة. وفي الحكم بحجة تقديم الخدمات يلتفت ليجد ان الصرف الحكومي لم يترك للخدمات ما تستحق. اما المال القانون الذي لا يخدم الغرض يغير او يعدّل لتصبح الحوافز والمخصصات جلالاً ( راتب ستة أشهر بدل مراجع) سألت مرة وقلت هذه المراجع فيها كتاب الحلال والحرام للقرضاوي؟

اما الحزبان الطائفيان نقول الضرب على الميت حرام. ومازالا يبكيان على الديمقراطية وهي مفقودة داخلهم أبداً.

عوداً لبدء بادرة الحزب الشيوعي يجب ان تتسابق الأحزاب لمثلها وتتنافس في خدمة الشعب في كل بقاع السودان ولتكن خدمة الشعب من خارج السلطة مضمنة في قانون الانتخابات القادم. كفى تنافساً لحكم الشعب , فقد شيع الشعب لحد التخمة من الحكام.

16/8/2025

ليست هناك تعليقات: