من لم يستحسن العنوان أعلاه اقترح عليه عنوان آخر (حشفً وسوء كيل) وهو مثل يضرب عندما يجتمع ضرران.
المعاشات أو رواتب التقاعد في بلادنا مثيرة للشفقة من يصدق أن من عمل عشرات السنين موظفًا وأخص المعلمين – تحيزاً لا أستحي منه – هل يعقل أن يعطى معاشا شهريا ثلاثة آلاف جنيه؟ كم تساوي هذه الثلاثة آلاف من الاحتياجات الأساسية. وحتى لا ينتهرني أحد موظفي الصندوق القومي للمعاشات ويقول يا أخي أنت من زمن الثلاثة آلاف زدناها لهم وعملناها تسعة آلاف. (ما شاء الله يا عيني خلاص مبلغ ضخم يكفي أسرة مكونة من متقدميّ عمر لا يحتاجان إلا للترفيه لا يحتاجان طعاما خاصا ولا علاجات وما عندهما من ملابس قديمة تكفيهما بقية العمر).
هذا الحشف ونأتي لسوء الكيل
الذين تقاعدوا او احيلوا للمعاش في ولاية الجزيرة مطلع العام 2021 م كانوا يحلمون بتكريم على ما قدموه من عمل – خصوصا المعلمين – وان يعطوا مقابلاً ماديا فوريا ليستقبلوا فترة المعاش بروح معنوية عالية. غير انهم وجدوا انفسهم لا يسأل عنهم أحد وقالوا: لا مشكلة نستلم راتب المعاش نهاية الشهر. ومر يناير ولم يستلموا قرشاً طيب بلاش قرشا وبلاش جنيها أها أصغر عملة متداولة الخمسين وما دونها ذابت ذوبان فص الملح في الماء.
طيب معليش ممكن في نهاية فبراير يعطونا راتبين ولا جديد وتتالت الشهور ولم يستلموا خمسيناً.وعندما سألوا وألحوا في السؤال جاءت الإجابة من صندوق المعاشات أن وزارة مالية ولاية الجزيرة ما سددت ما عليها لصندوق المعاشات وبذا يكون الصندوق غير ملزم بصرف معاشات موظفي ولاية الجزيرة.
والى يوم الناس هذا لم يصرف من المعاشيين قرشاً عفوا خمسيناً.
من يحل الاشكال؟ وهل كل ولاية عليها ان تتصرف في أموال المعاشيين كما تشاء وتقضي بها حوائجها وترفع عثراتها على حساب هؤلاء الغلابة؟ وبأمر منْ يحدث هذا؟ وتحت أي قانون؟ وهل لهذه الدوائر الحكومية من ديوان خدمة ووزارة مالية نظم وقوانين ام رزق اليوم باليوم. ومن يحاسب من لم يدفع لصندوق المعاشات؟
لماذا لا يكون هناك تنسيق بين الصندوق والولايات ايما ولاية لا تسدد ما عليها يخصم المبلغ من الفصل الأول الخاص بها من وزارة المالية الاتحادية غصباً عنها ولتبحث بعد ذلك عن موارد تسد بها العجز.
يحدث ذلك لعدم تطوير العمل الإداري لو كانت لهذه الدوائر سيستم لخصم مستحقات الصندوق فورًا دون أن يعترضه عمل بشري سياسي أو غباء او استهبال موظفين.
أليس هناك جهة تنسق وتحاسب المقصرين او المستهبلين او الباردين؟ كيف يحرم انسان من حقه المادي على قلته احد عشر شهراً (بافتراض ان شهر ديسمبر القادم سيصرفون معاشاتهم).
أخيرا يقال إن الصندوق القومي للمعاشات أغنى جهة في البلد لماذا لا يصرف هذه المبالغ التافهة في وقتها ويأخذ حقه من الولاية بأي طريقة يعرفها إن شاء الله يشتكيهم. يشتكيهم لمنو البلد فيها خمستاشر رئيس جمهورية.
لكم الله معلمي بلادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق