الخميس، 16 ديسمبر 2021

حيّ على الإنتاج

 

  

 احمد المصطفى - إستفهامات

شهرٌ كامل من ….. ماذا أقول؟ وهل يقول إنسان سوي كل ما يعرف أو يعتقد؟ وهل من الكتاب والسنة من لا يؤلمه سوء فهم القارئ لما يريد أو بتر عباراته ويأخذ القارئ لا تقربوا الصلاة ويهرف بها؟
لم يجتمع الناس على رأي واحد مهما كان صوابه وفي سوداننا هذا يزيدون على الرأي ويربطونه بمن أطلقه وتكون البداية بالقائل ويتركون القول. واقعنا الآن معقد جداً ولذلك عدة أسباب منها علو كعب السياسة على ما بقي من مناحي الحياة وهذا خلل قديم منذ أن صارت السياسة للتكسب وأشبه بالمهنة، على العكس في دول العالم الأول يمكن أن يكون السياسي ذا مهنة متى ما أتم دوره السياسي الذي اختير إليه رجع إلى مهنته وفي الغالب إما رجل أعمال أو أستاذ جامعي. كثير من زعيط ومعيط عندنا يدخلونها بلا مؤهلات ولا يستطيعون منها فكاكاً إما حاكم أو معارض طول عمره لم يبنِ طوبة في هذا البلد. ألا ترون كيف جدرانه مفتوحة في كل الاتجاهات؟
ماذا لو اعتبرنا هذه الفترة نقطة البداية لبناء الدولة التي في رؤوسنا. دولة مؤسسات محترمة لا يهمها ولا يهزها تبدل الحكومات كإيطاليا مثلا، توالت الحكومات ولم تهتز الدولة. متى نبلغ هذه المرحلة أن نفصل بين السياسيين وبقية الشعب.
هل بالإمكان أن نضع خطاً نسميه خط البداية أو كما في العنوان حي على الإنتاج وينصرف كل مواطن إلى عمله وحرفته ووظيفته ويعطيها من التجويد أقصى ما يمكن. بل ويضيف عليها عملاً تطوعياً كل في دائرته نظافة شارع إحصاء أيتام صيانة مدرسة وإن لم يستطع أي من هذه فليستثمر وقته داخل بيته اطلاعا ورعاية أطفال وأحفاد وإصلاح ما يمكن إصلاحه بجهد أو بأجرة.
ماذا لو جعلنا من سكوت الرجل وتهذيبه وعفة لسانه قدوة لنا وماذا لو فرضها على من يختارهم. شبعنا صياحاً وغباراً وتحطيم القائم من أعمدة كهرباء وخلع مسطحات الشوارع. ماذا لو حاسب كل منا نفسه هل أنت متأكد من كل ما تقول وهل أنتم متأكدون من كل ما تصرخون به أليس الصمت ورع وعقل.
سيقول قائل الظروف ليست مناسبة للإنتاج، هنا موقع الثورة التي يجب أن تطوع الظروف. بالله أما سمعتم بمن يحفر خندقًا بملعقة كم تأخذ هذه الملعقة من التراب وكم يستغرق وقت الحفر لإكمال الخندق؟ هذا الشعب السوداني عليه أن يحاسب نفسه ويسأل متى يستغل ثرواته فيما ينفع وأولها العنصر البشري هذه أكبر ثورة مهدرة الآن 40 % من الشعب في سن الشباب الذين تعلموا وتخرجوا ولم يجدوا من يأخذ بيدهم للإنتاج في أي مجال وليس انتظار الوظائف التي ما عادت تغري كثيراً.
أصغر وحدات المجتمع هي الأسرة فليصلح كل أسرته وسيصلح المجتمع.

ليست هناك تعليقات: