الخميس، 4 فبراير 2021

الاستثمار والاستعمار


       رصد رجل الاعمال البريطاني من أصل سوداني مستر مو جائزة قيمتها خمسة ملايين  دولار لأنزه رئيس افريقي. كان هذا قبل عدة سنوات وحسب علمي لم يفز رئيس افريقي بهذه الجائزة حتى الآن. يومها قال صديقي الأستاذ علي يس هذا رجل ذكي ولن يخسر دولارا واحداً.

 نحن في دولة أفريقية. ولن ازيد.  

نبدأ سياسة بلغة العوام وفهمهم وليس المتخصصين وأصحاب النظريات الدبلوماسية.

   كان الاستعمار في السابق تقوم الدولة المُستعمرة بغزو الدولة الضعيفة وتحكمها وتسرق خيراتها لتبني بها الدولة القوية وتكسب سوقاً حصرياً لمنتجاتها. ما كانت الدول المستعمرة كلها بنمط واحد منها من يفيد ويستفيد كبريطانيا مثلاً استعمرت السودان ولكنها تركت له بنيات تحتية ومشاريع كبيرة السكة حديد، مشروع الجزيرة، مؤسسات تعليمية، خدمة مدنية وحتى خام القطن كان بنظام الشراكة. طبعاً هذا الواضح الذي نعرفه وربما فعلت ما لم يكتشف بعد.

      اما الاستعمار الفرنسي فكان يأخذ ولا يعطي ينهب خيرات مستعمرته ويفرض عليها لغته ويقتل مئات الألوف كما فعل في الجزائر ويتركها أفقر من فار المسيد. هذا في الزمن السابق أما أمريكا يومها لم تكن ذات شأن ويوم أصبحت دولة من الكبار كانت الأسوأ في الاستعمار الحديث استخدام القوة والبطش والاستبداد والابتزاز وتأخذ كل ما تريد والويل لمن (يصر وشه) تاخ عقوبات.

 لابد من علاقة جديدة مع هؤلاء المستعمرون الذين يملكون الجزرة والعصا يمتلكون التكنولوجيا وكل مصادر التطور الزراعي والصناعي والخدمي. ويمتلكون الأسلحة الفتاكة والسلاح النووي ويريدونه حكراً عليهم (هنا التحية لكوريا الشمالية رغم دكتاتورية حاكمها ولكنه عرف كيف يخاطب الغرب بلغته).

 واقعنا يقول ان السودان يسبح في كنوز من الذهب واليورانيوم والنفط وكثير من المعادن. كيف نبدأ استغلالها حتى نترك الشحدة ومد القَرعة؟ جربت الحكومات الماضية شراكة مع شركة فرنسية للتنقيب عن الذهب في شرق السودان لم ينعكس على اقتصادنا ولم تكن هناك شفافية من الطرفين والى يومنا هذا الأسئلة المعلقة بخصوص ارياب تنتظر الإجابات كم انتجت الشركة الفرنسية وأين ذهب الذهب؟

لا نريد لمثل هذه التجربة ان تتكرر نريد علاقات مبنية على الندية والشفافية بحيث يكون معلوم كم الإنتاج وما نصيب كل شريك المنتج وصاحب الأرض. ولتكن البداية بالتعدين في عنصر غير الذهب وليكن اليورانيوم واحسب انه عصي على الأهالي والفواخر. الاتفاق مع شركة مؤهلة لاستخراج اليورانيوم مكانه، مخزونه، معدل الإنتاج، العائد وأين يوظف؟

إذا حسنت النوايا يمكن ان يطرح في عطاء عالمي لأفضل الشركات ويمكن ان يكون مشروطاً بان توظف العائدات للزراعة الحديثة مثلاً. وتكون ادارته الداخلية في غاية الشفافية لا تعرف السياسة ولا الجهوية خطط زراعية يضعها علماء متخصصون وتنفذها شركات مقتدرة. عندها سيقوم السودان على رجليه وتتبدل كثرة الكلام بكثرة العمل.

ولن تكون مهنة السياسة هي المهنة الوحيدة التي يلازمها رغد العيش.

ليست هناك تعليقات: