الخميس، 4 فبراير 2021

خوش اولويات يا الطرق والجسور

  

       كنت على قناعة ان البلد في حالة ركود وبيات شتوي من كل خدمات وتنمية لا صحة لا تعليم لا أمن. الحصة نقة سياسية وسباق كراسي وترسيخ معتقدات القراي وتشفي وانتقام من الخصوم.

   لكن خاب فألي يوم رأيت عملاً (تنموياً) ضخماً تقوم به الهيئة القومية للطرق والجسور، ارجو ألا تذهبوا بعيداً وتقولون ان تكملة توسعة طريق الخرطوم مدني التي بدأها والي الجزيرة الأسبق محمد طاهر ايلا بالمقلوب (كتبت عن ذلك في وقتاها) ان التوسعة استأنفت وان الآليات بدأت هذه المرة من جهة الخرطوم حيث الاختناق وعنق الزجاجة وأن مكون محلي مهول قد رُصد لهذه التوسعة وسيتم الإنجاز خلال شهرين فقط حيث تقوم بالعمل عدة شركات لكل شركة قطاع محدد.

   ارجو خفض احلامكم وتفاؤلكم قليلاً التنمية الضخمة هي ان الطبقة التي   بدأت قبل عدة سنوات استأنفت وان الطريق سيصبح املساً كما بدأ بعد تلك الطبقة وليس هناك أي (تجة) في الطريق. لا هذا أيضا لم يحدث.

  طيب هل تتوقعون ان الهيئة بدأت في مراجعة المطبات البلدية التي فعلها المواطنون في كثير من القرى على طول طريق الخرطوم مدني بلا أي مواصفات، لا هندسية ولا أمنية كل قرية فعلت مطباتها كما بدأ لها بعضها بالأسمنت وبعضها بالحطب. هذا يحتاج هيبة دولة لا أرها الآن.

 طيب هل تتوقعون ان العمل التنموي الهائل أن الهيئة القومية للطرق والجسور تذكرت أكتاف طريق الخرطوم مدني التي لم تدفق فيها قلاباً منذ سنوات وأن النزول من الطريق صار صعباً جداً ومربكا للحركة؟ هذا أيضاً تفاؤل في غير مكانه.

  هل تتوقعون أن الهيئة القومية للطرق والجسور خرجت بعدد ثلاث قلابات اسفلت ورقعت كثير من الحفر كما كانت تفعل في السابق. وستكمل بهذا العدد يومياً كل حفر الطريق وما اكثرها وما أكثر ما سببت من ضرر وازهقت من أرواح إن الله سائل عنها كل من جلس على كراسي السلطة وتمرجح واستمتع بالهواء العليل من التكييف المركزي والاسبلت ولا يستطيع ان يجده في القبر.

طولنا عليكم معليش

   هل تصدقون أن الذي قامت به الهيئة القومية للطرق والجسور بحسبان انه عمل تنموي، أن الهيئة قامت بطلاء محطات تحصيل رسوم طرق الذي يسميه العامة بالعبور. رايتهم في المحطة الأولى التي عند الباقير وقاموا بطلاء الغرف والحجارة والجدران بدهان احمر وابيض وصارت جميييييلة وما ان تغادرها حتى تقع في عشرات الحفر تتوسط الطريق وحواف طريق أحد من السيف.

بالله من حدد هذه الأولوية؟ ايهما أولى صيانة الطريق وتوسعته وترميمه ام طلاء المحطة بالدهانات يا ربي هل هي فسفورية أم لا. إذا فسفورية نقول معليش دي تنمية جد اما إذا لم تكن فسفورية عاكسة الرماد كال حماد.

من المستفيد الأول المقاول أم صاحب البوهية
ديسمبر 2020

ليست هناك تعليقات: