الخميس، 4 فبراير 2021

بناة الوطن القادمون

ديسمبر 2020 

        كلمة (كل) غير علمية مثلاً لو قلت كل التجار جشعون هذه العبارة او التقرير يكون غير علمي إذ لابد ان يكون هناك ولو 1% يهزم الجملة. طيب هل ينطبق ذلك على جملة (كل الأحزاب السودانية فاشلة)؟ هل منكم من يملك استثناء مع سهولة الاثبات اذ ان عدد الأحزاب محدود ومعروف (قبل أحزاب الفكة) بعكس عدد التجار.

    طيب سيخرج ألف حزبي يقولون ما تعريفك للفشل؟ اجابتي يُعرف الفشل في الوضع الراهن. بلد ضعيف اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً (رغم الأغاني الكثيرة التي تمجده).

   حديثنا مع الأحزاب المعروفة الحزبان الطائفيان والحزبان الايدلوجيان بالعربي كده الأمة، الاتحادي، الإسلامي والشيوعي. (الترتيب حسب نتائج انتخابات 1986) أما ما تفرع منها كسباً لمنصب او خرج مغاضباً ليس لخلاف فكري ولكن لمغنم لم ينله هؤلاء ليسوا في الحسبان. والأحزاب التي لا تملأ عضويتها حافلة هايس ليست معنا في هذا السرد ولا  مدير المناهج.

   ألم تصل هذه الأحزاب مثلما وصلنا الى قناعة ان همها الحكم وليس البناء المكاسب وليس التربية المغانم وليس العدالة.  سأعفيها من مردودها على الشعب الم تلتمس ذلك في أعضائها؟ كل يريد منصبا وليس فكرة، جلهم يريد الاستمتاع بالعيش الهني من الخزينة العامة والسياسة صارت مهنة او وسيلة لكسب العيش دون مقابل.

  هنا يحضرني قول أحد الأصدقاء يقول اريد من العامل الزراعي ان لا يسرق من التقاوي بل من المحصول. إذ ان السرقة من التقاوي مضرة للطرفين وينقص الأرض المزروعة والخسارة هنا عالية ولو انتظر المحصول فالأمر هين بعد ان تنتج الأرض كثيرا يكون ما يأخذه العامل خلسة محدود ومقدور عليه.    

 يا أيها السياسيون صبراً ورحمةً بالتقاوي انتظروا المحصول فسيكفي الشعب والحكام ان أنتجتم جيداً. (شفتوا حِكم المزارعين كيف؟) أتحدى حزباً يملك برنامجاً واضحاً لإدارة شؤون هذا البلد وليس في سطوره اقصاء لأحد او انتقاماً من أحد.

بعد هذا الجلد للسياسيين

   العالم اليوم غير عالم الأمس لا مجال فيه للانكفاء على الذات بالكامل إن أنت تركتهم لن يتركوك، لذا لابد من تعلم المشاركة في المصالح وبالندية بحيث يكسب الطرفان الأول يملك الآلة والبرنامج والتجربة والثاني يملك الأرض وما عليها وما تحتها.

  وأن يكون عائد ذلك فوراً للتعليم وبناء الانسان ثم الزراعة والصناعة خطوة خطوة الى نبني السودان (البنحلم بيهو). أولادنا يعيشون زمانا غير زماننا، والحمد لله، وكثيراً ما يجابهونا بعبارة (يا ابي أطلع منها) في أي مهمة اختلفنا عليها وفي الغالب تكون النتيجة لهم. ألا ينطبق ذلك على المشهد السياسي المتحجر والمتكلس والذي يخشى حتى الانتخابات. ما لكم كيف تحكمون؟ هذا الشباب قادر، بإذن الله، على بناء هذا الوطن المعطوب متسلحاً بالعلم والهم العام قبل الخاص.

يا ايها السياسيون (أطلعوا منها) واتركوها للشباب.

 

ليست هناك تعليقات: