الأربعاء، 27 فبراير 2019

عضوية الاحزاب ليست ذباباً


                              بسم الله الرحمن الرحيم 
                           عضوية الاحزاب ليست ذباباً
                                                    
         في بلادنا يقال أن عدد الأحزاب تعدى المائة حزب، لا تهمنا الاسماء ولا الدوافع اليوم. الكل يعرف أن كتاب (سُبُل كسب العيش في السودان) الذي كان يدرس في المدارس نسي أن يذكر السياسة فاصبحت الاولى في سبل كسب العيش الرديء.
  ليس هذا الخبر ولكن من هم اعضاء هذه الاحزاب وهل لهم قوائم عند مسجل الاحزاب . سبب ذلك ان حزباً ادعى ان عضويته سبعة ملايين ( خلاص يا الحزب الشيوعي الصيني) واذا ما سالت اي رئيس حزب سيقول ان اعضاء حزبه اكثر  من مليون عضو واذا اخذنا متوسط بين السبعة والواحد.سيكون المتوسط اربعة ملايين 4×100 = 400 مليون سوداني بالغ، ينتمون للاحزاب! أيعقل ذلك؟ وتعداد السكان ثمانية وثلاثون مليوناً ( حسب قوقل).
   أرى ان على مسجل الاحزاب عملاً مهماً جداً وهو تسجيل العضوية برقمها الوطني ورقم الهاتف والايميل ان وجد. حتى يعرف كل حزب حجمه الحقيقي وعدم الازدواجية بحيث  يكون هناك عضو الا في حزب واحد فقط . وعند الانتخابات تتنافس الاحزاب في اصوات الذين لا ينتمون لحزب بإقناعهم ببرامج مدروسة ومقبولة.
اذا ما شعر الحزب الحاكم أن هذه الشفافية مضرة له في هذه المرحلة وستفقده (البرطعة) في الانتخابات القادمة لكنه سيحتاجها في يوم لا يكون فيه هو الحزب الحاكم.
يذكرني هذا بأن المرحوم ابراهيم عبيد الله عندما كان وزيرا للتجارة ، والحكم المحلي لم يفصل كثيرا في الموارد قال عبيد الله ان منطقة الباقير الصناعية منطقة قومية تتبع للمركز. بعدها انتقل والياً لولاية الجزيرة واستكثر منطقة الباقير على المركز واصر على ان تكون تابعة لولاية الجزيرة رحم الله ابراهيم عبيد الله ورحم الله منطقة الباقير الصناعية ورحم ولاية الجزيرة.
   فيا ايها الحزب الحاكم لنبني احزابا حقيقية معلومة العضوية تنضم اليها بقناعة وتتحمل خيرها وشرها ونوقف ادعاء العضوية الذي بالملايين إذ أنني اشك في ان تبلغ عضوية أي حزب كان، المليون الواحد ، لا الطائفية ولا الايدلوجية ولا القبيلية كلهم يشكو التقزم.
الى مسجل الاحزاب لابد من الاستفادة من المركز القومي للمعلومات وقاعدة بياناته الرائعة. وقد بلغ الرقم الوطني أكثر من 90% والأمر في عصر المعلومات هين جدا لحصر عضوية كل حزب برغبة العضو وليس خماً ولا استعطافاً.
حتى يكون لكل حزب أعضاء معلومين بكل شفافية ونخرج من الادعاءات بأننا الحزب الأكبر. انتهى زمن (أكثر من، واقل من، ونحو ،وتقريباً ) فكل من يمشي على قدمين على هذه الأرض يجب ان يكون محصورا اسمه وعمره والجديد حزبه. هؤلاء بشر وليسوا ذباباً يصعب حسابه ولا بعوضاً. وحتى يعلم الناس حجم كل حزب ويعلم الحزب حجمه قبل الانتخابات القادمة.
ركبوا لوحات أعضاء الأحزاب


 
  

ليست هناك تعليقات: