الاثنين، 22 نوفمبر 2021

ضحايا الطرق والجسور كم؟

 

 

  

 

 

وعدت القراء بتعقيب على رسالة دكتور الصادق مكحول ومستشفى جياد.
من طرائف تعليقات القراء: معقول جياد التي تصنع السيارات عجزت عن توفير إسعاف لمستشفاها؟، ولا يدرون أن الولاية لم تطلق المستشفى بعد، وهو في عصمتها.
حادث المرور الذي وقع في يوم 12/9/2021م بالقرب من قرية أم مغد على طريق الخرطوم مدني، الذي يسمى بطريق الموت، وراح ضحيته في الحال سبعة أنفس أو سبع أرواح؛ بسبب حفرة في وسط الطريق، ليس الحادث الأول ولن يكون الأخير، إذا بقيت همة الجهات المسؤولة تكتفي بالفرجة والترحم أحياناً.
قلت مات في الحال سبعة أشخاص وجرحى بالكوم لا نعرف من مات منهم حتى الآن، أو من أصيب بعاهة. عندما يموت جندي أمريكي أو إسرائيلي تجد الخبر في معظم إن لم أقل كل القنوات الفضائية، وتصويره كحدث يحرك السياسة والاقتصاد، وعندما يموت عشرات من جنسيات أخرى لا تهتم بهم القنوات، لأن أهلهم ومسؤوليهم لم يهتموا بهم لا يزعجهم موت مواطن أو مائة مواطن لِمَ نطالب العالم بالاهتمام بهم؟
السؤال الآن ما هي مهام الهيئة القومية للطرق والجسور؟ لا نطالبها بطرق جديدة، وإن كان هذا واجبها، ولا توسعة الطرق المختنقة كطريق الموت. فقط نطالبها بصيانة هذه الطرق والمحافظة عليها. طريق الموت، قبل أن يقفل سياسياً، يجب على هيئة الطرق والجسور أولاً فصل الخلاف بينها وولاية الخرطوم. ما هو الجزء التابع لولاية الخرطوم، وما هو التابع للهيئة القومية؟ لأن الطريق من المصنع الماليزي حتى الباقير كله عيوب وحفر، وكلا الجهتين ترمي المسؤولية على الأخرى. والعيب المستدام والاختناق الدائم عند ترعة مشروع سوبا الزراعي، وكم يكلف من وقت وضياع وقود، وحرق أعصاب كم تكلف صيانة العشرين متراً هذه؟ بالله كم ضحايا الطرق في الشهر الواحد؟
نعود لمنطقة الحادث الحفر بين أم مغد وأْلتي، وللأمانة كلما حدث حادث تحركت الهيئة ودفنت حفرتين وغابت، إذ شاهدنا قبل فترة صيانة في جزء يسير من الطريق وتوقفت عند الحفر، وتركت هذه الحفر لإهدار الأرواح والأموال. لم أطلع على بيان الشرطة في هذا الحادث، وهل ألصقت السبب كما في كل مرة (التخطي الخطأ) هذه المرة ليس تخطي سيارة لسيارة، وإنما تفادي لحفرة كبيرة، وكان الحادث أكبر مما تصور المتفادي للحفرة، ليته وقع فيها وخسر مساعداته الأربعة بدل الموت بالجملة هذا.
نعود للعورات التي كشفها الحادث وهي العجز الصحي، ثلاث مستشفيات بالمنطقة هي التكينة، ألْتي وجياد ليس بها سيارة إسعاف واحدة، وللشرطة سيارة إسعاف لم نشاهدها في حالة حركة قط وكأنها ديكور.
العجز الصحي لم يتمثل في سيارات الإسعاف فقط، بل خلو هذه المستشفيات من الكثير المطلوب لهذه الحوادث، كم مرة طالبنا بمستشفى أو اثنين على طريق الموت هذا تكون متخصصة في الحوادث؟
أسئلة مشروعة كم عدد السيارات داخل القصر الجمهوري؟ كم عدد السيارات أمام أو في منازل الوزراء؟ كم منها مخصص للمنازل والزوجات؟ كم يكلف شراء سيارة (الإنفينيتي) وكم سيارة إسعاف يمكن شراؤها بثمن (إنفينيتي) أو مرسيديس المخصصة لواحد من الثوار الذين ما ثاروا إلا من أجل الشعب؟
يموت الشعب ليحيا الحكام.

ليست هناك تعليقات: