الاثنين، 22 نوفمبر 2021

يرجى مراجعة لوحة الإعلانات بالكلية

 

 

احمد المصطفى إبراهيم
Istifhamat1@gmail.com

قبل أكثر من عشر سنوات، عبت على وزارة العدل دعوتها للممتحنين بمراجعة لوحة الإعلانات لمعرفة إحدى النتائج، وقلت في زمن الانترنت والوسائط المختلقة تريد من ممتحن يأتي من نيالا أو بورتسودان أو حلفا أو الكرمك ليطالع لوحة الإعلانات لمعرفة نتيجته؟ في أي قرن أنتم؟
اليوم وضعت يدي فوق رأسي، وأنا أقراً إعلاناً لكلية الدراسات العليا بجامعة النيلين، أكرر جامعة، وأكرر دراسات عليا، تعلن عن بدء التقديم لبرنامج الدبلوم العالي والماجستير والدكتوراة بالمقررات والبحث التكميلي، ويمضي الإعلان في تحديد التخصصات، وينتهي بهذه الجملة (ولمزيد من التفاصيل يرجي مراجعة لوحة الإعلانات بكلية الدراسات العليا) مع تحيات إدارة العلاقات العامة والإعلام. (يا ربي قروش الإعلان قصرت؟)
قبل أن يقول أحد القراء متى تاريخ هذا الإعلان ربما قبل عشرين أو ثلاثين سنة. أقول له عفواً هو في شهر أغسطس 2021م، تخيلوا؟ وصلني اليوم 23/9/2021 .
أليس لهذه الجامعة موقع على الإنترنت؟ أليس لها صفحة فيسبوك؟ أليس لها هواتف؟ أليس لها واتساب؟ كيف تطلب جامعة من طالب دراسات عليا أن يحضر ولو من أطراف العاصمة مع رخص المواصلات، طبعاً، وسهولتها، أن يحضر ليقرأ لوحة الإعلانات؟ طيب كم سيكلفه هذا لو كان من مدن الأطراف كم سيكلفه الحضور من مال؟ بلاش من الجهد والوقت، ما أرخص الوقت في السودان. هل هذا تعامل مع طالب دراسات عليا؟ وكيف ستعلنون للمبتدئين؟
ما مدلولات هذا الإعلان تخلف موروث؟ عدم مواكبة؟ عدم مراجعة؟
هل في الجامعة إدارة جودة، وهل مر بها هذا الإعلان قبل أن يُنشر ويضع سمعة الجامعة في التراب؟ بعد أن خرج من الجامعة، ونشر بالصحف، هل وقف على عيوبه أحد؟ الجامعات منوط بها أن تكون رائدة التطور في الحياة، كيف يكون الحال إن لم تطور هي نفسها؟
كم عمر هذه الجامعة منذ أن كانت جامعة القاهرة فرع الخرطوم، إلى أن صارت جامعة النيلين؟ لا ننكر دورها، وما قدمت في كلتا الحقبتين، يوم كانت فرعاً من جامعة القاهرة، ويوم أصبحت جامعة النيلين، لا ننكر سعتها الطلابية العالية، ومبانيها الجميلة، وتوسطها في قلب الخرطوم، لكن لا نغفر لها عدم التجويد، ولا نغفر لها عدم المواكبة، والتحنط.
كثير من وسائل التقدم والتسريع للحياة ما زالت تحت جزم الموظفين الذين يتلذذون بمرمطة المواطن وقهره وإشعاره بأنه يجب أن يكون مسكيناً مكسور النفس أمام الموظف، الذي يفترض فيه أن يكون خادماً للمواطن لا العكس.
لكم دينكم ولي دين.
الناس في شنو والجماعة ديلك في شنو؟

ليست هناك تعليقات: