بسم الله الرحمن الرحيم
استفهامات
أحمد المصطفى ابراهيم
تاركو ومأمون والكوليرا
في
زمن مضى كانت السلطات الرسمية تستحي من الكوليرا ويسمونها الاسهالات المائية. يبدو
انه فعلاً زمن الغتغتة والديسديس انتهى ، رغم ان الكوليرا من امراض المناطق المتخلفة
ويعتبر انتشاره فضيحة. الا اننا في حرب لم يشهد العالم مثلها. اوباش مليشيا دقلو
ما كانوا بشراً ابداً ومن جرائمهم التي لا تحصى ما فعلوه في الصالجة لا اعني قتل
الاسرى بل قتل المئات جوعاً وعطشاً.
فظائع
الحرب كثيرة لا تحصى وتعددت انواع القتل ، قتل بالرصاص وقتل بالضرب المبرح وقتل
بالتجويع والتعطيش . والعطشان يضطر لشرب الماء الملوث . الكوليرا من نتائج استخدام
الماء الملوث وخصوصاً في العاصمة الخرطوم والفيديوهات المنتشرة في الوسائط تدمي
القلوب.
لن
اسرح مع مرضي السياسة الذين ارادوا ان يتكسيوا سياسياً من وباء الكوليرا وسالتفت
لصورتين ناصعتين اطلتا من وسط هذه المأساة.
الصورة
الاولى:
وجود بروفسير مأمون حميدة في الميدان الصحي وفي
ام درمان ومستشفياتها يوجه يثني على الاطباء وكل العاملين . في رأئي مجرد وجوده
بينهم رسالة ممتازة محفزة للكل . لا اريد ان اقول يمكن ان يكون بروفسير مأمون حميدة
في افخم فنادق العالم ينتظر نهاية الحرب وعودة الحياة الى طبيعتها ، لكنه كان مناضلاً بحق وبطلاً في
مجاله حاضراً مع الغلابة, تقبل الله منه.
الصورة
الثانية:
تاركو للطيران وكعادتها منذ بداية الحرب الى يومنا هذا تقدم خدمات لوجستية واخرى عينية
وفي مجالات متعددة شهدت بها الجهات الرسمية والمجتمعية . خرجت علينا تاركو للطيران اليوم بالاعلان
التالي:-
تاركو
للطيران تساهم في دعم جهود ابناء السودان في المجال الصحي .
في
إطار إلتزامها الوطني تكفلت شركة تاركو لطيران بنقل المستلزمات الطبية التي بادر
بها ابناء السودان في الخارج لدعم الحملات الصحية في البلاد و ذلك بتنسيق مع
الملحقيات و الروابط المجتمعية عبر مكتبها
الاقليمي في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.
تأتي هذه المبادره تأكيداً على قيمة التكاتف والتعاون السوداني و
تقديراً لمواقف ابناء الوطن تجاه وطنهم إيمانا منا بإن دورنا يتعدى النقل و يمتد
ليكون جسراً من العطاء و مستحقيه دعما للمبادره و إستباقا لإستجابه . أ ه
لله
دركم يا تاركو للطيران وعلى محسني بلادي من ابنائنا المغتربين اغتنام هذا العرض اذ
الترحيل من البنود المكلفة جداً واسقطته تاركو عن كاهلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق