الأحد، 28 ديسمبر 2025

حكومة الأمل أزيلي الغبن

 

بسم الله الرحمن الرحيم

   

حكومة الأمل أزيلي الغبن

 

 استوقفني مقطع فيديو (وما اكثر المقاطع في هذا الزمن) الفيديو رجل أوقف شاحنته وشاحنته من النوع الذي اسمه الشعبي (بطاح) يعنس طول الترلة لوحدها 12 متر أي من النوع الذي يسع حاوية 40 قدم (يا اخوانا حكاية الوحدات البريطانية المتخلفة دي شنو بوصة وقدم واونصة ورطل والى متى؟ بريطانيا الغتها). نعود جلس صاحبها او سائقها وبدأ يعدد هذه رخصة القيادة ويرميها بجانبه، وهذه استمارة الرأس، وهذه استمارة الترلة، وهذا التأمين، ودا التفتيش الشهري ويشيل ويرمي في المستندات الى أن قال وبعد كل هذا تدفع على طول الطريق في نقاط متعددة ومتنوعة لتصل بعائد أقرب الى الصفر. واقسم ان لا يحرك شاحنته بعد اليوم. أها هذه أداة اقتصادية خرجت ترى كم مثلها خرج لهذه الاسباب (ما لم أستطع نقله لكم أعزائي القراء نبرة صوته التي هي أقرب للبكاء).

لا شك إن هذه النقاط التي على الطرق القومية صارت مدمر اقتصادي وأخلاقي ومهما برر لها من يقومون عليها او وراءها فهي ليست مورد نظيف للدولة والذي يصل الى الخزينة العامة ضعيف جد إن وجد. أما تبرير نقاط المرور بأنها للسلامة المرورية فهذا يحتاج دراسة من طرف محايد. أدلى بدلوٍ واحد في هذا الشأن في يوليو عام 2015   سحبت كل هذه النقاط وذلك للتحول بالتحصيل الالكتروني بدلاً من اورنيك 15 الورقي وكان المرور غير جاهز. لم نسمع ولم نشاهد ولم نقرأ عن أي حادث ربما لأن السائقين كانوا يسوقون بمزاج رائق.

بعد هذه المقدمة (التي هي أطول من أسئلة فلان) ندلف الى موضوعنا ماذا نريد من حكومة الامل في هذا الظرف الاقتصادي الحرج والذي افقرت الحرب جزء كبير من المواطنين. بعد ان بدأت الحياة تعود لطبيعتها تفاجأ الناس بالغلاء ومن أسبابه الترحيل الذي يشكو من غلاء الوقود والنقاط على الطرق. ورفع الدعم عن غاز الطبخ LPG  وهذا موضع يحتاج مقال لوحده.

الكل متشوق لتحول رقمي متقن يسد كل ثغرات التخلف التي يعيشها السودان وخصوصا عند مقارنة الخدمات في دولة كالسعودية مثلاً. نعم نريد تحصيل الكتروني على الطرق لتنعكس على الطرق توسعة وصيانة وإضاءة. من زجاج السيارة الامامي الى حساب الهيئة العامة للطرق والجسور ومن لوحة السيارة الى خزينة الدولة.

لكن يا حكومة الأمل قبل ان (تنجض) طبخة التحول الرقمي الذي نتمناه ألا توجد قرارات ترفع هذا الغبن الذي وصل ببعض الناس أن يقارنوه بارتكازات مليشيا الدعم السريع. إما تطبيقات سريعة قابلة للمراجعة والتجويد تقوم مقام البشر الخطاؤون بعمد أو دراسة محايدة لهذه النقاط أيهما أكبر ضررها ام نفعها. أو بالتجريب وقف هذه النقاط جميعها لشهر كامل معلن مثلاً: لن تكون هناك أي نقاط على الطرق من اول نوفمبر 2025 الى نهايته ويقارن بشهر أكتوبر مثلاً  وتقارن النتائج الاقتصادية.

في زمن سابق في محلية ما أخرجت موظفيها لجمع القطعان وهو ما يتحصل مقابل كل رأس من الانعام جمعوا 31 مليون وكانت مصاريف الحملة 30 مليون. اترك لكم التعليق..

الباب مفتوح لحكومة الأمل وشعبها ليتفاكروا في كيفية رفع الغبن بما يخدم الجميع.

 

ليست هناك تعليقات: