الخميس، 14 يونيو 2018

عندما تقطع الكهرباء

عندما تقطع الكهرباء


نبدأ برسالة واتساب كانت حائمة تقول (المانيا تحتفل بمرور ثلاثين سنة لم تنقطع فيها الكهرباء ثانية واحدة) . ورسالة اعتذار في اليابان لأن القطار تأخرعدة ثواني ( عندنا لوتأخر يومين ما في زول يعتذر ليك).
اليوم انقطعت عنا الكهرباء بعد هطول أول مطرة انقطعت الكهرباء 12 ساعة بس (كنت اريد ان اكتب فقط ولكن وجدت بس تناسب الحال). طيب هل مسموح لنا بالمقارنة مع الالمان هل هم بشر ونحن بشر ام يعينهم على هذا التجويد جن او قوة خارقة؟
عندما تتعطل الكهرباء في منطقة ما كم تخسر شركة الكهرباء (طبعا ح يقولوا ليك اصلا الكهرباء ما قاعدة تربح وهي مدعومة والحنك المحفوظ داك) طيب ، كم ستفقد من الاموال الماجيبة حقها كم عداد توقف ؟ عندما تتعطل محطة كمحطة الباقير وتنقطع الكهرباء عن كل شمال الجزيرة مثلاً كم عداد توقف وكم يقابلها من الخسارة المادية؟
خسائر المواطنين لا جابر لضررهم لأن العقد الذي بينهم والكهرباء عقد اذعان ولا منافسة في السوق ولا رضا. تفقد كل ما بالثلاجة لا يهم ولو كان من بينها ادوية سريعة العطب كالانسولين ، تتوقف مصالحك التجارية 12 ساعة او يوم او يومين لا يهم فقط عليك ان تتصل على 4848 استعلامات وهو ليس مجاني كما في كل الدنيا. نشهد ان في خدمة العملاء تطوركبير سرعة في الرد وسرعة في الرد الآلي عنما يكون العطل عاماً.
تتعطل المصانع تتعطل المشافي عادي الكهرباء لا يهمها هي التي لا تسأل لماذا ذهبت ولماذا جاءت. فيما اعلم ان هناك نظم متطورة تحدد مكان الاعطال فور حدوثها ، ما الذي يجعل الاصلاح يمكت 12 ساعة ( يا ربي امكن ما عندهم جازولين ولا بنزين يتحركوا به) الم يقولوا ان الفشل يولد الفشل والمشاكل يعانق بعضها بعض وكل يمسك بتلابيب الآخر ويجره نحو القاع .
لو كنا في بلد غير هذا لدفعت الكهرباء من الغرامات وجبر الضرر الملايين والتي تجعلها تتحاشى الدفع وتقدم خدمة بلا انقطاع. ولكن الكهرباء عندنا ليست خدمة مستحقة من الدولة بل هي تفضل منها وعلى المواطن ان يدفع للعمود وللعداد وللسلك والشغل وبعداك لازم يقول شكرا وصلتوا لينا الكهرباء.
قلت لمدير الكهرباء قبل عشرين سنة تقريبا يا اخي ان الكهرباء تصلنا 160 او170فولت كان رده ان شاء الله تصلكم 10 هي الوداها هناك شنو ودي كهرباء سياسية بلا دراسة كهرباء تقدم في مواسم الانتخابات.
هل نحلم بكهرباء بلا انقطاع ولذلك متطلبات هل نطمع في كهرباء تحت الارض شبعنا من حكاية الاعمدة وقعتها الهبوب ( يقال ان كلمة هبوب صارت عالمية بعد ان ادخلها احد السودانيين في واحدة من نشرات الاخبار الامريكية).
هل نحلم بكهرباء بالكوابل شبعنا ايضا من حكاية السلك قطعته شاحنة! هل نحلم بخدمة كهرباء لا تنقطع ولو انقطعت ذهبنا الى البديل الشركة الاخرى كما في شركات الاتصالات ؟
هل نحلم بيوم نقاضي فيه الكهرباء على انقطاعها والضرر الذي لحق بالمواطن؟

اللهم تقبل دعوات الصائمين

مصادر مايو 2018 

ليست هناك تعليقات: