الثلاثاء، 11 يوليو 2017

الغاز والعودة الى الحطب

الغاز والعودة الى الحطب
                                                                   
اتخيل أن وزير المالية في لحظة صفاء خالفاً رجل على رجل ويداعب (كدوسه) ويحشوه بالتبغ ويتحدث مع وكيل وزارته في انتشاء: بالله شوف ارتحنا من الغاز كيف بعد ان رفعنا عنه أي دعم.
طبعا لن يرد عليه السيد الوكيل قائلاً : ولكن يا ريس هل تابعتم هذا القرار ودرستم آثاره السالبة والموجبة؟ لن يقول له ذلك (لو كانوا يتناصحون لما وصلنا الى هذا الحال)  بل سيقول السيد الوكيل للسيد الوزير انت ابو الافكار وقد فعلت ما عجز عنه كل الوزراء الذين سبقوك تسلم يا ريس.
وفي مصلحة الغابات هناك مدير يعض أصبعه في حنق ويضع ورقة ليكتب استقالته مما طرأ على الغابات وتناقصها وزيادة القطع الجائر وما يترتب عليه من تصحر وسوء بيئة وكأني به  يغني مع محمد حسنين ( كل البنيتو هداه في ليلة).
ويتصل على مدير غابات سابق: عبد العظيم بالله شفت مجهود السنين ذاب كفص ملح في ماء بقرار أهوج لم يستشار فيه الا الجهات المالية وليس الاقتصادية؟ وعبد العظيم يقول له اوعك تكلم عمك كامل شوقي بتجيهو جلطة.
انتهتى الخيال
  سعر انبوبة الغاز 12.5 كلجم من 150 جنيه وصاعداً (كلما بعدت عن الخرطوم زاد السعر) تخيل كم نسبة هذا السعر من الحد الادنى للاجور الذي هو 425 جنيه (تقريباً 35 % من الراتب) يعني ثلث الراتب.
ما هي الآثار التي ترتبت على رفع الدعم عن الغاز وعدم تمويله بالسعر الرسمي للدولار من بنك السودان. الذي ترتب على ذلك اقتصادياً لم تستطع كثير من الأسر شراء الغاز وبدأت تقلل من استخدامه ببدائل مثل الكهرباء وهي أغلى من الغاز ولكن الشعور بالغلاء لا يأتي مباشرة وكثير من الأسر لا تستطيع إجراء مقارنة بين الكهرباء والغاز لذا يستخدمون  الكهرباء.لكن البديل الآخر كان الحطب عاد الحطب كمصدر وقود في المنازل بصورة لافتة للنظر وانتشرت موارد الحطب انتشارا كبيرا وخصوصا على طول طريق الخرطوم مدني. ( كل ابرى رمضان هذا العام كان وقوده الحطب ولحاء الاشجار) في انتكاسة  دمرت كل المجهود الذي حول الناس من الحطب الى الغاز في العقدين الماضيين.
هذه القرارات المالية ولا اقول الاقتصادية والتي همها الاول ان توفر المال وتوفره لماذا لا ادري   هذا المال الحكومي لم نجده في تعليم ولا صحة ومواصلات ماذا تريد الحكومة بالمال هل تريد فقط صرفه على جيوش السياسيين فاقدي الاحساس بالمواطن؟
كارثية  قرار رفع الدعم عن الغاز او تمويله تحتاج إعادة نظر حتى لا نكون (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً).
كفى قوة على الضعفاء أعيدوا دراسة اسعار الغاز وتمويله بعلمية مشركين كل الأطراف ذات الصلة من غابات وترحيل وربات منازل واطباء عيون وأطباء صدر.  

حسبنا الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات: