الاثنين، 10 يوليو 2017

انجاز مروري باهر

                          انجاز مروري باهر
                                                          
                                                               
رغم ان كتابي الوحيد (استفهامات) الذي نشرت فيه مائة مقال من مقالات الاستفهامات كان نصيب شرطة المرور فيها ثلث الكتاب معظمها ناقد نقدا ايجابيا موضحا مواقع الخلل وطارحا البدائل ولا تخلو تلك المقالات من اشادات ولكنها قليلة جدا اذا ما قورنت بما لا يعجب.
بعد هذا
هل انت من الذين يسيرون على الطرق القومية السودانية (طبعا ما ممكن اقول طرق المرور السريع رغم وجود شرطة اسمها المرور السريع ولكن لا توجد طرق مرور سريعة كما في معظم بلاد العالم) نعود للسؤال هل انت ممن يسيرون على طرق مثل شيخ الطرق أو طريق الموت الذي يربط بين الخرطوم ومدني؟
هل لا حظت تغيرا في سلوك سائقي البصات السفرية او تحديدا ما يعرف ببصات الدرجة الاولى ( طبعا حكاية بص سياحي وكافتيريا سياحية نوع من التسميات الاستفزازية لأن من بداخلها ليسو سياحاً).
هذه البصات او ما يسمى ببصات الدرجة الاولى كانت حتى الشهر الماضي بعبعا في الطرق تسير بسرعات كبيرة ولا تحترم اي سيارة صغيرة وتقلع الطريق قلعا عنوة واقتدارا. يبررون ذلك بأن الشرطة توقفهم عدة مرات في الطريق ليسجلوا الزمن وهم يريدون ان يعوضوا هذا الفاقد ويسيرون بسرعات عالية العاقل منهم يسير بسرعة 130 كلم/الساعة أما غير العاقل (بعد شوية نقول لكم) هذه الحجة حجة التوقف المتكرر ووسيلة الضبط الفاشلة بكتابة الزمن بالقلم على الورق  لم توصل للهدف.
لاحظ مستخدمو الطرق السريعة في هذا الشهر انضباطاً منقطع النظير وكثيرون لا يعلمون السبب في هذا الأدب الذي نزل على هؤلاء السائقين فجأة.
بدعوة كريمة من الأخ اللواء خالد بن الوليد مدير الادارة العامة للمرور لزيارة ادارته ليرينا شيئاً جديداً وفعلا شيئا جديدا ومريحا وحميدا ومبتكرا ومتقدما ومدهشا ومفرحاً. كان ذلك هو نظام او تطبيق تتبع البصات السفرية عبر الاقمار الاصطناعية بنظام GPS كل بصات الدرجة الاولى في السودان  الآن في شاشة عريضة كلها مرصودة مكانها وسرعتها واسم سائقها والشركة التي تمتلكها ورقم اللوحة ورقم موبايل السائق والأهم بأي سرعة تسير كل ذلك امام نخبة من مهندسي تقنية المعلومات مدنيين ونظاميين في الدور الرابع من مبنى الادارة العام ة للمرور.
وضع في كل بص جهاز يربطه ووضع على مقدمته  ملصق انه داخل النظام بعد هذا الملصق لا توقفه اي نقطة مرور ( لتنقطع حجة عايزين نعوض التوقف) وأي بص يتعدى السرعة المسموح بها وهي 100 كل/الساعة يغرم وقد تتعدد الغرامات في الرحلة الواحدة عدة مرات (الى أن يعرف السائق ان الله واحد).
نتائج ايجابية
فرجونا على معدل السرعات في الشهر الماضي الفترة التجريبية وكان يسيرون بسرعات 140 و150 ومعظمهم بسرعة 130 الآن كل هذه البصات سرعتها في حدود  80 و 90 كلم. ونحن نتفرج على حركة البصات على كل الطرق وسرعتها امامنا وكم عدد البصات في كل طريق واماكنها لفت نظري بص يسير بسرعة 8 كلم قلت مش معقول وعند مراقبتنا لوقت التحرك كان يا دوبه متحرك.
المفاجأة كان هناك بص يسير بسرعة 171 كلم في طريقه للفاشر اخرجوا كل المعلومات عنه لأي الشركات بتبع ومن السائق وقال سعادة اللواء ستكون عقوبته سحب الرخصة.
يقول سعادة اللواء أن اصحاب الشركات المالكة للبصات ابدو تزمرا في البداية ولكنهم جاءوا بعد ذلك وقالوا ان الصرف على الوقود قل وعلى قطع الغيار قل ايضا ونزيد وحفظ ارواح الناس زاد وعمر البص سيطول باذن الله.
قال سعادة اللواء خالد الخطوة القادمة تتبع الشاحنات. ونتدرج.
بارك الله فيكم ونفع بكم ، صراحة متى ما تركت الآلات تعمل حلت الشفافية.
طبعا المشكلة لم تحل بالكامل بقي على وزارة الطرق او الهيئة القومية للطرق والجسور توسعة هذه الطرق لنسميها طرق المرور السريع.
الا توجد اجهزة تحوسب السياسيين وتتبعهم؟




ليست هناك تعليقات: