الجمعة، 16 ديسمبر 2016

لا كبير على القانون

 04-12-2016
الذي يريد أن يشتري سيارة لابد أن يسأل عن مواصفاتها. وكل بلد لها مواصفات تحددها وللمستهلك مواصفاته. مثلاً في السودان أكثر ما يبحث عنه عامة الناس استهلاكها للوقود لذا تجد أغرب معادلة في العالم حيث الأمجاد أغلى من بعض المرسيدسات.
مقدمة ناعمة لموضوع خطير جداً.
أحدث مواصفة يغرى بها المشتري هذه الأيام أن يقول له السماسرة دي عربية ضابط. يا أخي معقول أشتري عربية لم ترخص من خمس سنوات؟ يا راجل دي الناس بتمنوها منى ما في شرطي مرور ولا ضابط مرور بوقفك أي واحد يشوف اللوحة القديمة دي وخصوصاً خ ب ب و خ ب ت دي معروفة عربيات ضباط تمشي زي ما عايز بالسرعة الانت عايزها وتجوط بيها الخرطوم والطرق القومية فوق تحت ما في حد يوقفك. ولا تدفع غرامات ولا رسوم طريق.
مئات السيارات الآن صارت كالشامة الكل يعرف أنها مخالفة للقانون لم ترخص منذ خمس سنوات يوم فرضت إدارة المرور تغيير اللوحات ذات الحروف الثلاثة إلى لوحات مكتوب عليها (السودان وحرف أو حرفين ورقم) ووضعت سقفاً زمنياً أي سيارة بعده تعتبر مخالفة ولم تجدد ترخيصها.
سيارات الضباط من ماركة هوينداي آكسنت أو اختصارا آكست جياد التي وزعت للضباط قبل عدة سنوات ومعظمها يحمل حروف خ ب ب أو خ ب ت أو قريباً من هذه الحروف أوضحت بوضوح أن القانون لا يطال كل المواطنين.
ما لم يكن القانون على الجميع ولا يستثني أحداً كبيراً أو صغيراً فلا معنى لأن يسمى قانوناً ويختل ميزان العدالة تماماً عندما يكون المخالف يتبختر ولا يسأله أحد وغيره يجرم في أقل قليل . في رأيي هذه بداية انهيار ومؤشر خطير بأن حقوق المواطنة مهدرة للبعض والبعض يأخذ حقه وأكثر من حقه والقانون لا يقول له قف أنت مخالف، هذا ليس في ترخيص السيارات فقط، ولكن متى ما استثنيت جهة أو شخصاً وشعر بأنه فوق القانون على الدولة السلام.
أي مستقوٍ برتبة أو منصب ليكون حامياً له من القانون أو حصانة فليعلم أنه يحفر قبره وقبر هذه البلاد وستكون النهاية وخيمة وعلاجها يصعب مع الزمن وسيكلف كثيراً، والسكوت عن هذه الأشياء التي يعتبرها البعض صغيرة ستكون عواقبها سيئة.
على قيادات هذه القوات النظامية من جيش وشرطة وأمن أن تجعل من منسوبيها مضرب المثل في الالتزام بالقانون وأن تحاسب كل مخالف حساباً عسيراً حتى يصبحوا قدوة حقيقية ويثق المواطن في أنهم يعملون من أجل الوطن وليس تعلية لمصالحهم.
إذا ما ذهب مواطن محتجاً على هذا الضعف الذي سرى في جسد الدولة وقال هذا مخالف للقانون؟ كيف سيكون الرد عليه.
ومن أمن العقوبة أساء الأدب.
السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح ما رأيك في أن يكون من أولوياتك شعار (لا كبير على القانون) وتقبل البلاغات في ذلك مباشرة من أي مواطن شعر بمعاملته معاملة مختلفة عن غيره.

لا كبير على القانون

 04-12-2016
الذي يريد أن يشتري سيارة لابد أن يسأل عن مواصفاتها. وكل بلد لها مواصفات تحددها وللمستهلك مواصفاته. مثلاً في السودان أكثر ما يبحث عنه عامة الناس استهلاكها للوقود لذا تجد أغرب معادلة في العالم حيث الأمجاد أغلى من بعض المرسيدسات.
مقدمة ناعمة لموضوع خطير جداً.
أحدث مواصفة يغرى بها المشتري هذه الأيام أن يقول له السماسرة دي عربية ضابط. يا أخي معقول أشتري عربية لم ترخص من خمس سنوات؟ يا راجل دي الناس بتمنوها منى ما في شرطي مرور ولا ضابط مرور بوقفك أي واحد يشوف اللوحة القديمة دي وخصوصاً خ ب ب و خ ب ت دي معروفة عربيات ضباط تمشي زي ما عايز بالسرعة الانت عايزها وتجوط بيها الخرطوم والطرق القومية فوق تحت ما في حد يوقفك. ولا تدفع غرامات ولا رسوم طريق.
مئات السيارات الآن صارت كالشامة الكل يعرف أنها مخالفة للقانون لم ترخص منذ خمس سنوات يوم فرضت إدارة المرور تغيير اللوحات ذات الحروف الثلاثة إلى لوحات مكتوب عليها (السودان وحرف أو حرفين ورقم) ووضعت سقفاً زمنياً أي سيارة بعده تعتبر مخالفة ولم تجدد ترخيصها.
سيارات الضباط من ماركة هوينداي آكسنت أو اختصارا آكست جياد التي وزعت للضباط قبل عدة سنوات ومعظمها يحمل حروف خ ب ب أو خ ب ت أو قريباً من هذه الحروف أوضحت بوضوح أن القانون لا يطال كل المواطنين.
ما لم يكن القانون على الجميع ولا يستثني أحداً كبيراً أو صغيراً فلا معنى لأن يسمى قانوناً ويختل ميزان العدالة تماماً عندما يكون المخالف يتبختر ولا يسأله أحد وغيره يجرم في أقل قليل . في رأيي هذه بداية انهيار ومؤشر خطير بأن حقوق المواطنة مهدرة للبعض والبعض يأخذ حقه وأكثر من حقه والقانون لا يقول له قف أنت مخالف، هذا ليس في ترخيص السيارات فقط، ولكن متى ما استثنيت جهة أو شخصاً وشعر بأنه فوق القانون على الدولة السلام.
أي مستقوٍ برتبة أو منصب ليكون حامياً له من القانون أو حصانة فليعلم أنه يحفر قبره وقبر هذه البلاد وستكون النهاية وخيمة وعلاجها يصعب مع الزمن وسيكلف كثيراً، والسكوت عن هذه الأشياء التي يعتبرها البعض صغيرة ستكون عواقبها سيئة.
على قيادات هذه القوات النظامية من جيش وشرطة وأمن أن تجعل من منسوبيها مضرب المثل في الالتزام بالقانون وأن تحاسب كل مخالف حساباً عسيراً حتى يصبحوا قدوة حقيقية ويثق المواطن في أنهم يعملون من أجل الوطن وليس تعلية لمصالحهم.
إذا ما ذهب مواطن محتجاً على هذا الضعف الذي سرى في جسد الدولة وقال هذا مخالف للقانون؟ كيف سيكون الرد عليه.
ومن أمن العقوبة أساء الأدب.
السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية بكري حسن صالح ما رأيك في أن يكون من أولوياتك شعار (لا كبير على القانون) وتقبل البلاغات في ذلك مباشرة من أي مواطن شعر بمعاملته معاملة مختلفة عن غيره.

إلى محافظ البنك المركزي

 01-12-2016
إذا كانت اليابان كل يوم تبتكر جديداً فنتحداها أن تجارينا في القرارات فكل يوم يصدر عشرون قراراً جديداً. أتمنى ان تنشئ وكالة سونا للأنباء في موقعها الممتاز رابطاً لكل القرارات يومي وشهري وسنوي حتى نستطيع اللحاق بها.
فعلت أو لم تفعل سونا فمعدلات القرارات أكثر من معدلات الأمطار والحمد لله. علل هذه البلاد كثيرة العلة الإدارية واضحة وضوح الشمس في غير هذه الأيام، وعلة الإدارة تلازمها علة الاقتصاد وعلة الاقتصاد والسياسة متلازمتان تلازم الإيدز والإسهال.
ولكننا لا نقنط من رحمة الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يوصينا بالتفاؤل: تفاءلوا بالخير تجدوه. يبدو أن البنك المركزي من الجروح النازفة في هذه البلاد وهو واحد من العوامل المؤثرة في الاقتصاد السوداني فهو الذي يسن السياسات المصرفية أي هو الرقيب على كل البنوك في السودان والتي فاق عددها عدد المستشفيات وفي طريقها إلى أن تفوق المدارس (هذه مبالغة)، عدد البنوك قرابة الأربعين بنكاً في بلد يشكو لا أقول الفقر ولكن سوء توزيع الثروة.
السياسات المصرفية لها أثرها الكبير على الاقتصاد نضرب لذلك مثالاً سياسة تمويل السيارات ما مولت به البنوك السيارات في العقد الأخير أو في العقدين الأخيرين لو مولت بنصفه الزراعة والصناعة لشهد الاقتصاد عافية لا يمرض بعدها أبداً، إذا ذهبت لمصرف ليحفر لك بئراً لن تجد منه قبولاً ولكن أن يشتري لك سيارة بضعف ثمن البئر ستجد استجابة فورية لذا، امتلأت شوارعنا بالسيارات والعاطلين عن العمل. أي مزرعة يمكن أن تحرك عشرات الأيدي العاملة مباشرة وغير مباشرة ولكن السيارة لا تحرك إلا خرطوم البنزين الذي يقصم ظهر الجيوب ويجعل وزير المالية لا يرى مصدراً لزيادة إيراداته إلا زيادة سعر البنزين .
المطلوب من المحافظ كثير وأتمنى أن يجد لنا تفسيرًا لظاهرة البنوك الأجنبية التي ملأت البلاد في بلد يشكو الفقر ما سر هذه البنوك؟ ولكن أتمنى أن أجد من المحافظ كشف سر هذه البنوك التي أتت من بلاد غنية جداً ميزانية أي فرع من فروع هذه البنوك في بلادها أضعاف ميزانية كل السودان.
ورجاء آخر نرجوه من المحافظ ممارسة الشفافية في مخصصات العاملين في هذا البنك المركزي منذ إنشائه نحن كشعب سوداني نريد أن نعرف كل قرش صرف على أو صرف لمن تولى وظيفة في البنك المركزي مرتبات أو مخصصات أو فوائد ما بعد الخدمة وبعد ذلك نقارن بين مخصصات هؤلاء الناس وحالنا البائس.
يا سيادة المحافظ قرار واحد وغير مدروس اعتبر زيادة سعر الدولار في السوق الموازي يمكن القضاء عليها بأن تشتري البنوك كما يشتري تجار السوق الموازي ومن ديك وعييك ما زال البنك المركزي يطارد سعر الدولار.

هذه المخدرات لمن؟

 06-12-2016
بوتيرة شبه ثابتة تتصدر الأخبار حاوية أو حاويات مخدرات بالميناء؟ وإشادة بمن اكتشفوا هذه الحاوية أو الحاويات وتصور وتعرض على الشاشات وثاني يوم في صدر صفحات الصحف.(وخلاص).
عدة استفهامات تطرح نفسها، الاستفهام الأول، هذا المكتشف هل هناك حاويات عبرت دون أن تكتشف؟ وهل ما زال الاكتشاف خاضعاً لمهارات الشرطة ونزاهتها؟ أليس في العالم الآن من وسائل حديثة تكشف المخدرات؟ أليس في العالم كلاب بوليسية مدربة تشم هذه المخدرات، كما أغنية الحقيبة (لو مر نسيمك من ألف ميل يخلي العالم طرباً تميل/ زاد وجدي نوم عيني أصبح قليل)، أما آن لأجهزتنا المراقبية أن تجاري العالم في الرقي والتطور؟ أما شَبِعَ اسم السودان من تذيُّل القوائم؟
الاستفهام الثاني هل هذه المخدرات عابرة أم للسوق المحلي؟ وهل السوق المحلي يستهلك كل هذه الكميات؟ لا علم لي بأنواعها ولكنها حتماً أغلى من المحلي (البنقو)، إذاً لأي الطبقات هذه المخدرات؟
وإذا كانت عابرة لأي البلاد تمرر ولماذا كل هذه اللفة الطويلة من لبنان أو غيرها حتى تصل البلاد المقصودة، ألا يطرح ذلك سؤالاً لماذا لم تعبر بأقصر الطرق أو أقصر السواحل، ما المغري في هذا السودان الذي يجعل مهربي المخدرات يفضلون ميناء بورتسودان؟
هل عقوبة المخدرات التي لا تصل إلى الإعدام كما في السعودية هي الحافز؟ بالمناسبة لم نسمع ولم نقرأ إدانة مهرب حاويات مخدرات واحد حتى الآن وخصوصاً الحاويات الست المشهورة هل كل هذا الزمن القضية أمام القضاء أم دُوِّنَ البلاغ ضد مجهول؟
هل وراء هذه الحاويات جهات تصعب محاكمتها؟ أو أشخاص فوق القانون أو لا يحاكمون إلا بعد رفع الحصانة ( يا اخوانا الحصانة دي مش قالوا عايزين يزيدوا تعريفها حيث لا يذنب ذنب خارج مسؤولياتها باسمها يعني نائب البرلمان حصانته حدها باب المجلس وبعد داك هو شخص عادي يُشتكى متى ما أخطأ إذ لا يحق له أن يضرب بعصا في السوق أو يحرر شيكاً بلا رصيد ولا يقبض عليه إلا بعد رفع الحصانة).
نعود ألا يحق للمواطن العادي - من أمثالنا - أن يسأل أين وصلت قضية حاويات المخدرات الست المشهورة وأين وصلت، يعني هل ما زالت في دور النيابة أم وصلت المحكمة ومن المتهم؟ ومن محاميه؟ (حتى يطمئن قلبه وليس من باب الشمارات يعني).
كل حاوية مخدرات هي حرب على مستقبل هذا البلد في شبابه، ماذا لو كانت حاويات؟ وحتى لو كانت عابرة فلجيراننا حق علينا، ولا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
مطلوب فتح الملف في العلن المستفيد الأول والمستفيد الثاني، ومحطة الوصول النهائية، ولماذا ميناء بورتسودان بالذات؟ وتطوير الرقابة متى؟
في الختام شكراً لكل من قبض على مخدرات.

الزين الفحل المثال

 29-11-2016
لا أعرف الأمين العام للمجلس القومي للصيدلة والسموم الجديد، ولا العكد الذي أُعفي أخيراً. غير أن الأستاذ محمد لطيف كتب عن الأمين العام الجديد بالأمس ما يلفت النظر، كتب عنه كلاماً مريحاً جداً بل يكاد يكون كتب إبراء ذمة د. الزين الفحل على الملأ. (بالمناسبة براءة الذمّة التي يودعها الدستوريون عند تعيينهم هل أدت غرضها هل راجعت جهة عدلية أو رقابيّة كالبرلمان براءة ذمّة أي دستوري غادر؟ وقارنت بين وزنه يوم التعيين ووزنه بعد المغادرة، الوزن هنا يمكن أن يكون مباشراً أو الوزن المالي).
نعود لزيننا الفحل وما أجمل أن يكون الفحل زيناً، فأبشروا بطيب المخرجات. المطلوب من الأمين الجديد بعد إطفاء الحرائق التي أشعلها المجلس السابق كشف كل مغطى وخصوصاً الشركات التي لعبت بالعملات الأجنبية للدواء، ويقال إنها 34 شركة ويقال إنها 32 شركة ممّا يعني أنّ هناك شركتين مختلف عليهما. حتّى المبلغ أحياناً نقرأ 230 مليون دولار وأحياناّ في حدود 24 مليون دولار والفرق كبير جداً. وصول هذه المعلومات بالتفصيل لوزارة العدل التي عليها الرجل عوض الحسن النور الذي لا يقل حُسن سيرة عن الزين الفحل ولو استمر الإحلال والإبدال بهذه المواصفات ولكن بعجلة أسرع، ربما نرى دولة تستحق الاحترام يحلل فيها الحلال ويحرم فيها الحرام. والقانون فيها على الجميع، لا يقبل الشعب المغبون بسقف أقل من هذا، كفى تخديراً ومجاملات.
أمّا في مجال سوق الدواء وفنيّاته التي قطعاّ تعلمونها أكثر مني، فيا سيادة الأمين الجديد: نريد السعر مكتوباً على كل عبوة دواء حتّى تسكن هذه الفوضى التي ضربت أطنابها في هذا السوق، وخصوصاً في هذا الشهر. نعم الأمر ليس سهلاً في ظل جنيه جنى عليه المصرفيون الذين يديرون الاقتصاد، وعوّموه بلا سابق تدريب، ولا صحة جسمانية. لذا غرقه شبه مضمون، إلا أن تتداركه عناية الله، وتعود الدولة إلى رشدها، وتطيح بكل قائمة المتسببين في هذه القرارات غير المدروسة.
ثم أخي: أمر التسعيرة لن يكن سهلاً ما لم تضمن جهة ثبات العملة المحليّة مقابل العملات الأجنبيّة، لذا دور وزارة المالية في سدّ الفجوة هو الضمان لذلك ولتسمه دعماً، أو صدقة، أو منحة، إلى أن نعرف على ماذا تصرف المالية أموالها إن لم تكن لخدمة الشعب.
مراجعة الشركات التي دخلت السوق بالشبّاك يجب أن تبحث عن أسواقها التي تعرفها، ثم الالتفاف على هذا السوق تحت اسم المنظّمات الخيريّة التي ملأت البلد ولم نجد لها خيراً ولا خيريّة إلا على القائمين عليها.(إلا من رحم ربي).
في الختام: نسأل الله لك العون على هذه المهمة الكبيرة، وتكفي فيك شهادة الأخوين د.ياسر ميرغني والأستاذ محمد لطيف.
توعية مرورية:
التخطي في الطرق السريعة هو جزء من دقيقة، إذا تمهّلت نجوت، ووفّرت وقتك وحياة الآخرين. وإذا تهوّرت وتخطّيت في اللحظة الخطأ معتمداً على سرعتك أو تريّث القادم، قد تفقد حياتك، وقد تفقد جزءاً من أطرافك، وتدفع ثمن عجلتك لكسب دقيقة شهوراً على السرير الأبيض.

الإنتاج بـ (العَصِرْ)

 27-11-2016
كثيرة هي النظريات الاقتصادية منذ آدم أسميث إلى ود محمود. غير أن أحدث نظريات الاقتصاد هي ما يقوم به طاقم الاقتصاد السوداني هذه الأيام، ممثلاً في وزارة المالية والبنك المركزي واتحادات أصحاب العمل والبنوك التجارية وربما الصرافات.
هؤلاء القوم يحسبون أنهم اكتشفوا سر الاقتصاد السوداني المتمثل في قلة الإنتاج وخلصوا إلى نتيجة أن هذا الشعب غير منتج وكسول ولا يمكن أن يلتفت إلى الإنتاج إلا إذا عُصر عصراً شديداً ليس في منعه من الرفاهيات فهذه قد جربوها ولم تحقق الهدف، وليس بالجبايات والرسوم والأتاوات فكل هذا استطاع الشعب الصبر عليها.
حتى الضرائب تحملها البعض وحتى الرسوم الجمركية التي تفوق سعر السلعة مرة ونصف في بعض الأحيان ومرات الجمارك تطلب منك ثلاثة أضعاف سعر صانعها حتى يسمح لك بالاستمتاع بالكماليات.
بهذه العقلية والتعامل مع الإنتاج خلصوا إلى أن كل هذه التدابير السابقة لم تأت بما يعين الحكومة أن تتحمل حكم مواطنيها فهي حكومة رشيقة جداً يقال إن دستورييها 1400 نائب برلماني و700 وزير كل هؤلاء وحواشيهم ينتظرون إنتاج الشعب ليتمكنوا بالكاد على أن يقدروا يحكموه.
طيب كيف نوجه هذا الشعب نحو الإنتاج لابد من مزيد من (العَصِر البجيب الزيت هذا إن كان هناك زيت من أصله).
وبما أن الطاقم المتحكم في الاقتصاد مصرفي الطابع فهو لا يعرف إلا سعر الصرف ومؤشرات الأسواق، فأقنعوا من فوقهم بتحرير سعر الصرف وأن المغتربين الوطنيين متى ما تساوى السعر الرسمي بالسعر الموازي (اسم الدلع للسوق الأسود) فإن المغتربين الوطنيين سيرفدون البنوك التجارية بالعملات الأجنبية متناسين الفرق الكبير في مرونة التعامل مع تجار العملة الذين صار لهم مندوب في كل قرية يصرف في أي وقت ليس له عطلة وليس له ساعات عمل.
أقنعوا من فوقهم بهذه الحجج غير المدروسة أو الفطيرة وصار الجنيه في خبر كان أو كاد. وفي حسابهم أن غلاء الأسعار ليس مهماً ولكن المهم الوفرة وعندما يرى الشعب الأسعار تتصاعد سيتجه للإنتاج ليلحق بالأسعار.
أيها الطاقم الاقتصادي المصرفي، الذي يريد الإنتاج وزيادة الإنتاجية عليه أن يعطيها حقها. مثلاً في الزراعة توفير التقاوي والشتول مجاناً وتوزيع الأسمدة المستوردة مدعومة أو بلا جمارك ورسوم، الآلات الزراعية بتكلفتها وينشر التقانات بكل وسائل الإعلام وسيارات الحكومة حتى يتعلم كل الشعب الزراعة المثالية.
وفي مجال الصناعة عليه توفير الخام وتوفير الطاقة بسعر مدعوم وتطوير الصناعة إلى أرقى ما وصل إليه العالم من وسائل إنتاج وتغليف مناسب.
بعد أن يقدم كل معينات الإنتاج وسنين عددا ويصبح الإنتاج متوفر وكل من يريد أن ينتج لا تقابله الدولة بإيصالاتها وأتاواتها، عندها يمكن أن تطلق للأسعار العنان. لتركض العملة المحلية خلف الدولار عسى أن تلحق به وتحنكله من رجله.
أما والحال هذه والخزينة تريد من كل متحرك أن يصب فيها عرقه وعرق أولاده ليصرف على السياسيين فهذا هو العيب نفسه.
وأخيراً على المرضى أن ينتجوا ليستطيعوا شراء أدويتهم.

الابتـلاء

 25-11-2016
البــــلاء سُنَّة الله الجارية في خلقه؛ فهناك من يُبتلى بنقمة أو مرض أو ضيق في الرزق أو حتى بنعمة.. فقد قضى الله عزَّ وجلَّ على كل إنسان نصيبه من البــــلاء؛ قال تعالى {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 2,3] .. فمنهم من سيفهم حكمة الله تعالى في ابتلائه، فيهون عليه الأمر .. ومنهم من سيجزع ويتسخَّط، فيزداد الأمر سوءًا عليه ..
وهذه رســــالة إلى كل مُبتلى، وكل الناس مُبتلى ومُصاب ..هوِّن على نفسك، فمهما كانت شدة البلاء سيأتي الفرج من الله لا محالة ..
كان محمد بن شبرمة إذا نزل به بلاء، قال "سحابة صيف ثم تنقشع فكيــــف تنــــال هذا الفضل العظيــــم وتصير من عبــــاد الله الصــابريـــن؟؟
اعلم أنك لن تتحصل على الصبر إلا بالتدريب .. قال رسول الله ".. من يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر"[متفق عليه] .. وعلى قدر استعدادك، يكن صبرك على المشاكل والابتلاءات التي تعتريك في الطريق ..
عليك أن تستعد بأخذ الأسباب وخطوات التصبر التالية؛ حنى يهون عليك البلاء وتنال عظيم الثواب:
معرفة الحكمة من البـــلاء .. فالله سبحانه وتعالى يبتلي ليُهذب لا ليُعذب .. فعليك أن تفهم لماذا يبتليك الله تعالى ..
البلاء في حق المؤمن كفارة وطهور .. فقد نُبتلى بذنوبنا ومعاصينا؛ كي يُكفِّرها الله عزَّ وجلَّ عنا فلا نقابله بها، ويوم القيامة ستتمنى لو أنه قد أعطاك المزيد من الابتلاءات في الدنيـــا ..
عن النبي قال "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفَّر الله بها من خطاياه"[متفق عليه
وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله يقول "ما ابتلى الله عبدًا ببلاء وهو على طريقة يكرهها، إلا جعل الله ذلك البلاء كفارة وطهورًا ما لم ينزل ما أصابه من البلاء بغير الله عزَّ وجلَّ أو يدعو غير الله في كشفه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة.
وعن سفيان، قال: "ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة.
كان شُريح يقول "إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات: أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
تذكَّر أحوال الأشد منك بلاءً .. فمن يرى بلاء غيره، يهون عليه بلاؤه ..
وتذكَّر لطف الله تعالى عليك .. مات ابن لعروة بن الزبير وكان قد بُترت ساقه، فقال رضي الله عنه "اللهم إن كنت ابتليت فقد عافيت، وإن كنت أخذت فقد أبقيت؛ أخذت عضوًا وأبقيت أعضاء، وأخذت ابنًا وأبقيت أبناء .
تلقى البـــلاء بالرضا بقضــاء الله وقدره .. وهذا من أعظم ما يُعين العبد على المصيبة، قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ).
على المبتلى أن يكثر من قول لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. وحسبنا الله ونعم الوكيل.
منقول بتصرف

تعقيب على وزارة صحة الخرطوم ومستشفى الوطنية

 23-11-2016
إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة وزارة الصحة ولاية الخرطوم (خد نفس كما قال السادات يوم كان يسخر من طول اسم ليبيا). هذه الإدارة هي المتحكمة في المؤسسات العلاجية الخاصة من مستشفيات ومستوصفات ومعامل.
سأتجاوز عن عباراتهم الجارحة وتهمتهم لي (بحمية رحمية عمياء) رحمية مع منْ؟ وما هو تعريف الرحمية التي عناها مدير المؤسسات الخاصة؟ إن شاء الله يكونوا قاصدين رحم ولاية الجزيرة؟
إدارة بهذه المهمة الكبيرة كيف هي مواصفات موظفيها أي ما هو الوصف الوظيفي لمديرها وأقسامها المختلفة؟ ما هي خبرات ومؤهلات مدير هذه الإدارة وكيف هو الوضع المثالي لمن يدير هذه الإدارة يعني هل يمكن ان يديرها طبيب عمومي؟
هل لهذه الإدارة من المواصفات والمحددات المكتوبة التي يقاس عليها كل مرفق صحي؟ وهل هناك حد أدنى؟ وهل المستشفيات التي في ولاية الخرطوم كلها ممتازة واجتازت عناصر التقويم؟.
بالله سؤال من متى صارت لوزارة صحة ولاية الخرطوم سلطة على المستشفيات التعليمية؟ والمعلوم أن المستشفيات التعليمية تتبع الى المجلس الأعلى للمستشفيات بوزارة الصحة الاتحادية.
نعود لإدارة المؤسسات العلاجية الخاصة من كم يتكون وفد التقييم الذي يحدد صلاحية المؤسسة الصحية الخاصة؟ وما هي مؤهلات كل منهم؟ وهل يحملون في أيديهم عناصر تقييم محددة ومتدرجة وكيف يضعون معاييرها؟ بل من وضع معاييرها؟ وهل اجتازت كل المؤسسات العلاجية بولاية الخرطوم هذه المعايير إلا مستشفى الراقي التابع للوطنية؟ .
لا أريد أن أقول أن الأمر مزاجي، ولكن يبدو أنه متروك لغير المتخصصين. ومستشفى الراقي التابع للجامعة الوطنية التي كانت مرجعيتها في البناء كتاب المعهد الأمريكي للهندسية المعمارية للمستشفيات. فما هي مرجعية هذه الإدارة؟
تذكرت هنا طرفة تستحق الذكر، شرطي المرور يحتج على عاكس ملصق في خلفية شاحنة ، حجته أن هذا العاكس أوروبي، وهو عايز عاكس سوداني. وكانت تلك أول مرة أعرف فيها تقدم الصناعة السودانية على الأوروبية.
سيارات الإسعاف الكورية ماركة هيونداي المكتوب عليها مستشفى الراقي التعليمي رغم أني لا أعرف ما بداخلها، ولكنها فوق الحد الأدنى، والحد الأدنى للاسعاف الذي أعرفه أن وزارة الصحة في يوم من الأيام جاءت ببكاسي جياد ووضعت عليها مظلة وكنبتين وأسطوانة أكسجين وكتبت عليها إسعاف. يا ربي الكوريين ديل وشركة هيونداي لا تعرف مواصفات الإسعاف، والذي صنعت منه ملايين أو مئات الآلاف منذ إنشائها؟ معقولة بس يا اخوانا دا كلام يدخل العقل!
الآن إدارة المستشفى تعلن بأن مستشفى الراقي مفتوح لكل من يريد أن يزوره من أطباء ومهندسين ومواطنين ويقارنوه بأي مستشفى حكومي او خاص، ويكون الحكم لهم وليس للجنة تأخذ تعليماتها من آخرين.
ثم نسأل وزارة صحة الخرطوم التي تبجحت بتوزيع الخدمة الصحية بأطراف الولاية، ولهذا لم يعد لمستشفى الخرطوم داع وليس له إلا الدك وتسويته بالأرض. ما هي مؤسساتها الصحية في منطقة الأزهري والإنقاذ والمجاهدين؟ ولنترك لناس مايو مستشفى بشائر.
لماذا تحرم مواطني هذه الأحياء من تلقي الخدمة في هذا المستشفى غير المطابق لمواصفات الوزارة. التحدي الآن أن نأخذ مستشفيين خاصين وآخرين حكوميين ويخضعا لتحكيم لجنة من مختصين رأوا من مستشفيات العالم الكثير ويترك لهم الحكم.
كان الله في عون بلادنا، في أمان الله بروف قرشي

الجامعة الوطنية ترد على وزارة صحة الخرطوم

 22-11-2016
من الإنصاف أن يرى القارئ رد الجامعة الوطنية المالكة لمستشفى الراقي التعليمي . ويحمد لهم لغتهم الراقية وردهم المنطقي نقطة، نقطة لمزاعم وزارة صحة الخرطوم ولم يغمزوا ولم يلمزوا. إلى ردهم الذي عنونوه بـ(للصبر حدود).

الأخ الفاضل الأستاذ/ أحمد المصطفى
تحية واحتراماً
أشكرك باسم الجامعة الوطنية وأسرة مستشفى الراقي التعليمي وأهنئك على شعورك الوطني واهتمامك بشأن المواطن السوداني.
أبدأ الرد بالتعريف بمستشفى الراقي التعليمي والهدف من إنشائه. تتبع الجامعة الوطنية لوزارة التعليم العالي والتي تصرح بقيام الجامعات وفق شروط محددة من ضمن هذه الشروط أن تنشئ الجامعة التي تحتوي على كليات للطب والعلوم الصحية الأخرى مستشفى تعليمياً يتبع لهذه الجامعة التي تنتمي أصلاً لوزارة التعليم العالي. وقد قررت الشركة الوطنية لنظم التعليم المتقدم المالكة للجامعة الوطنية ومستشفى الراقي التعليمي (وهي شركة مساهمة عامة) إنشاء مستشفى تعليمي غير ربحي تنفيذاً لشروط وزارة التعليم العالي ولتهيئة بيئة أكاديمية صالحة لتدريب الطالب تمكنه من العمل داخل وخارج السودان.
يتكون هذا المستشفى من 250 سريراً يخصص 70% منها لتدريب الطلاب وتتم معالجة المرضى بتكلفة تماثل تكلفة المستشفيات الحكومية ويخصص 30% للمقتدرين للمساهمة في تكلفة إدارة المستشفى وتطويرها. نأتي للرد على ما ذكره السيد مدير إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة في رسالته المستنكرة لكشفكم ما بطن من ممارسات وزارة الصحة بولاية الخرطوم.
عدم تناسب عدد العيادات مع عدد الأسرة:
أولاً يحتوي المستشفى على 8 عيادات وليست عيادتين كما ذكر السيد المدير.
ثانياً فات عليه أن يذكر أن بالمستشفى قسماً مجهزاً للطوارئ يتسع لاستقبال 6 حالات طوارئ في وقت واحد وفي حالة وجود قسم للطوارئ تنتفي أهمية وجود عيادات للحالات الباردة وهو النظام المعمول به في كل العالم ويمكن للمستشفى استقبال الحالات الباردة من أي عيادة في أي مكان بالإضافة بالطبع للثماني عيادات التي تم ذكرها (ليست عيادتين)
ثالثاً كانت الخطة أن نبدأ بـ 70 سرير ويتسع الاستيعاب حسب الحاجة حتى يصل المستشفى طاقته القصوى وكان البرنامج أن يتم مبنى إضافي خصصت له مساحة يصمم حسب الاحتياجات الفعلية للخدمة.
قسم الأشعة التشخيصية:
يحتوي على جهاز أشعة ذي كفاءة وجهاز أشعة مقطعية حديث وأجهزة موجات صوتية وموجات صوتية للقلب كلها تم تركيبها وتجريبها وهي جاهزة للعمل منذ أكثر من عام.
أود أن أضيف هنا أنه وبجهود مقدرة من إدارة الجامعة الوطنية المتمثلة في بروفسور قرشي محمد علي ووكيل شركة فيليبس في السودان ووزارة الصحة الاتحادية تم استخراج موافقة من مجلس النواب الأمريكي لتصدير جهازي رنين مغنطيسي وقسطرة للقلب للسودان. تمت الموافقة على التمويل وترتب وصولها للسودان قبل نهاية 2016 إلا أنه تم تجميد الموضوع بعد زيارة السيد المدير.
قسم أمراض النساء والتوليد:
صمم هذا القسم بحيث تتم حالات الولادة للقسم الخاص بالمرضى من ذوي الدخول المحدودة بغرفتي الولادة المجهزتين بثلاث مناضد للولادة وقسم لمرحلة ما قبل الولادة مجهز بثلاثة أسرة وقسم لحالات الإكلامبسيا وقسم لتدريب الأم على الرضاعة الطبيعية كل ذلك قبل نقل الأم وطفلها للعنبر الخاص بأمراض النساء والتوليد.
أما حالات الولادة في الغرف الخاصة فتتم داخل الغرفة حيث يتم تحويل السرير لمنضدة ولادة تمكن الأم من الوضوع بسهولة ويسر وهو النظام المعمول به في العالم ولم نقرأ ولم نسمع أنه مخالف للسياسات في أي دولة من دول العالم.


الحديث عن عدم اكتمال الأجهزة طبية حديث معمم لا يمكنني الرد عليه، إلا إذا أمدنا بكشف للأجهزة الطبية المتوفرة في المؤسسات العلاجية الخاصة وغير متوفرة في مستشفى الراقي التعليمي.
مجمع العمليات الجراحية:
هذا المجمع هو مصدر فخر لمستشفى الراقي التعليمي ولكبار الجراحين في السودان الذين ساهموا بجهودهم وإرشاداتهم لجعله مركزًا للتميز وللتدريب وهو جاهز للعمل منذ عام، ونحن ندعو كل من يتشكك في شهادتنا أن يتطوع بزيارة المجمع الجراحي ونشر رأيه على الملأ.
قسم الأطفال حديثي الولادة:
هذا القسم مجهز بـ 4 أجهزة حضانة وجهاز علاج بالضوء كلها داخل الجزء المعقم القريب من غرفة الولادة، وكان الاعتراض هو توفير جزء غير معقم لاستيعاب الحالات المحولة من خارج المستشفى.
السياسة الموضوعة لتشغيل المستشفى هو توفير خدمة العناية المركزة للأطفال المولودين داخل مستشفى الراقي أما الأطفال المستوعبون من خارج المستشفى فيمكن حالياً توفير العناية المركزة في الغرف خارج هذا القسم مع العلم أن هنالك عددا كبيراً من المستشفيات لا توفر هذه الخدمة أصلاً ولم يوقف ترخيصها.
قسم التغذية العلاجية:
تم تجهيزه بالكامل ويمكن مشاهدة الصور أو زيارة المستشفى وكما أسلفت نحن نرحب بكل من يود التأكد.
سيارات الإسعاف:
يمتلك مستشفى الراقي التعليمي سيارتي إسعاف مجهزتين بمواصفات عالمية ومرخصتين ويمكن مشاهدتهما في الصور أو على الطبيعة. ولا مانع لدينا من الاعتراف بتقصيرنا إذا أثبت السيد المدير وجود سيارة إسعاف أفضل تجهيزاً من سيارات الإسعاف الخاصة بمستشفى الراقي التعليمي في أي مؤسسة علاجية مرخصة في ولاية الخرطوم.
سياسات مكتوبة لتدريب الطلاب:
هذا التداخل في السلطات والتمدد في المجالات والتخصصات يؤدي لمثل هذا التعليق الغريب. مستشفى الراقي التعليمي يتبع للجامعة الوطنية الحائزة على شهادة الآيزو في الإدارة والتي كان يرأسها بروفسور قرشي محمد علي القامة الأكاديمية المعروفة وهو من قدم إسهاماته الأكاديمية داخل وخارج السودان على أعلى المستويات، فلا أدري ماذا أقول في مثل هذا السؤال ولا أعلق على أحقية السائل إلا إذا كان هنالك تفويض من وزارة التعليم العالي للسيد المدير.
استقبال المرضى على النفقة الخاصة:
كما أسلفنا هذا جزء منفصل من المستشفى (30%)، ولا يدخل ضمن الجزء الخاص بتدريب الطلاب.
أختم حديثي بقولي إن للصبر حدودًا وللصمت حدوداً وقد آلينا على أنفسنا أن نلتزم الصمت والصبر فيما أصابنا وأصاب المواطن السوداني من ضرر وذلك أملاً في تهدئة الخواطر واحتراماً لإخوتنا على رأس وزارة الصحة بولاية الخرطوم، وقد تجنبنا في ردنا هذا ذكر الاستفزازات التي صدرت من بعض أفراد فريق التفتيش والذين نحسبهم من تلاميذنا ولم يراعوا سناً ولا منزلة لمن قاموا بإنشاء هذا المستشفى والذي كنا نتوقع أن نجد الشكر والعون من كل من تهمه مصلحة المواطن السوداني وليس العرقلة والاستفزاز.
والله الموفق
فريق طبيب / الأمين عثمان سيد أحمد
مدير مستشفى الراقي التعليمي
غداً بإذن الله نعقب على رد الطرفين.

وزارة صئحة الخرطوم ترد على (وهاجر بروف قرشي) (2-2)

21-11-2016
إلى تكملة رد وزارة الصحة الخرطوم على مقال (وهاجر بروف قرشي) نواصل :
وعليه فقد تمت مخاطبة المستشفى وإخطارها بالمخالفات ولكنها لم تتكرم حتى بالرد الكتابي على الملاحظات . من الناحية الأخرى فقد تم توجيهنا من السيد وزير الصحة البروفيسور مأمون حميدة بزيارة المستشفى عاجلاً مع إكمال إجراءات الترخيص بعد إفادة تلقاها من البروفيسر قرشي رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة ، وفعلاً تم تنفيذ الزيارة في نفس اليوم 27/4/2016م وللأسف لم تتم إزالة المخالفات .. بعد زيارة مدير الإدارة ومدير قسم المستشقيات أقرت إدارة المستشفى بصحة المخالفات الفنية مع وجوب تعديلها ، ووعدوا بإفادة لاحقة بإجراء اللازم ولكنهم لم يزيلوا المخالفات ولم يردوا كتابة حتى اليوم . هذا المستشفى سعته حوالي (200) سرير مما يستوجب اصطحابه لعدد ( 15) عيادة كحد أدنى ولكن به عيادتان فقط ، وهو مستشفى يقع على شارع رئيس ويستقبل كل أنواع الحالات الطارئة ، كما أن قسم الأشعة التشخيصي لم يكتمل ترخيصه ، وقسم النساء والتوليد وحديثي الولادة غير مطابق للمواصفات ومخالف للخارطة المعتمدة ، مع عدم إكمال الأجهزة الطبية ومجمع العمليات وحديثي الولادة ، ولم يتم إكمال تصميم قسم التغذية العلاجية فلا زالت أرضية فقط ، وغرف النفايات الطبية والعامة لم يكتمل بناؤها بعد ، وعربة الإسعاف غير مستوفية الشروط ، ولا توجد سياسات مكتوبة لتدريب الكوادر الطبية والطلاب الجامعيين بالمستشفى مع العلم بأن المستشفى يستقبل مرضى على النفقة الخاصة ، وهناك مخالفات ونواقص أخرى لا يتسع المجال لذكرها الآن،ومع ذلك وجه السيد الوزير بإعطاء مهلة لتوفيق الأوضاع للمخالفات التي لا تلحق ضرراً مباشراً على المرضى حتى يكتمل افتتاح المستشفى،وتم منحهم استمارات التصديق النهائي لإكمال الملف الذي يحتوي على بيانات المالك والكوادر الطبية العاملة ولكن بروفيسور قرشي رفض .وعليه أوصت اللجنة المختصة بعدم منح التصديق النهائي لهذه المؤسسة إلا بعد إكمال الملف وإزالة الملاحظات الفنية والإدارية والإفادة عنها كتابياً في الفترة التي تحددها اللجنة بعد منح التصديق النهائي .
ختاماً : نؤكد لك أن افتتاح هذه المنشأة العلاجية الخاصة ليست تحت رحمة وزارة الصحة بولاية الخرطوم بقيادة الوزير مأمون حميدة الذي أشبعته همزاً ولمزاً واتهمته باتهامات جائرة لا أساس لها من الصحة ، بل أوردت عبارات تصنف من قبيل المكايدات والمزايدات غير المسنودة أخلاقياً ولا شرعياً ولا قانونياً ولا أدبياً ، ونؤكد لك أن البروفيسور قرشي محمد علي هو محل تقديرنا واحترامنا ونؤكد أيضاً بأن افتتاح هذه المؤسسة العلاجية يقع تحت رحمة إصلاح الإعوجاجات والنواقص التي وردت سالفاً ، فمتى استقام الأمر فنحن جاهزون لإجراء اللازم وبأسرع مما يتيسر، أما مسألة تدين البروفيسور قرشي وهجرته للخارج فهي مسائل شخصية ، لم يك من اللياقة في شئ الزج بها هنا وكأنها شرط من شروط التصديق على المؤسسات العلاجية الخاصة.. والله الموفق
دكتور : محمد عباس فوراوي
مدير إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة - وزارة الصحة – ولاية الخرطوم .
غداً بإذن الله ننشر رد الجامعة الوطنية – مستشفى الراقي

وزارة صحة الخرطوم تردعلى (وهاجر بروف قرشي) (1-2)

 20-11-2016
تلقيت رداً من وزارة الصحة ولاية الخرطوم على مقال (وهاجر بروف قرشي) الذي نشر بتاريخ 7/11/2016 م ونسبة لطول المقال سيكون في يومين متتاليين.ولن أغير في الرد كلمة واحدة ولن أنقص ولن أزيد فيه كلمة ليحكم القارئ على أسلوب الرد بكل ما فيه من خير وشر. والباب مفتوح للجامعة الوطنية لترد على ما ورد في تعقيب وزارة الصحة الخرطوم التي وزيرها بروف مأمون حميدة.
إلى رد الوزارة:
بسم الله الرحمن الرحيم
إدارة المؤسسات العلاجية الخاصة – وزارة الصحة – ولاية الخرطوم
الأستاذ الكاتب أحمد المصطفى صاحب زاوية .....
السلام عليكم
اطلعنا على زاويتكم بتاريخ .../نوفمبر المنصرم تحت عنوان ( وهاجر بروفيسر قرشي ) ، وللحقيقة فقد اشتمل مقالكم على الكثير من عبارات التورية المشحونة بالهمز واللمز ، والمغلفة بالإساءات والرمي بالباطل في حق الآخرين ، وبالرغم من حشو المقال بالمعلومات غير الصحيحة ، إلا أننا مضطرون لإيضاح الحقائق، حتى يعلم الناس الحقائق أولاً، ومن ثم تقييم ما إذا كان سيادتكم قد أخذته حمية رحمية عمياء ، وقادته إلى مكبات الكلم الجارح المضل بلا تروٍ ولا تأنٍ . لقد ذكرت في مقالك أن بروفيسر قرشي محمد علي رئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية قد آثر الهجرة خارج السودان لأن وزارة الصحة بولاية الخرطوم لم تعطهم الإشارة لافتتاح المستشفى الخاص بالجامعة الوطنية ، رغم تحقيق كل ما طُلب منهم بسبب أن هناك من لا يريد في السوق من يفوقه في شئ !! ولكن ، تابع معنا ما يلي لتعرف الحقيقة كاملة . هذا المستشفى التعليمي حاصل على عدم ممانعة وتصديق مبدئي منذ العام 2011م ، ولم يتم التنفيذ من قبل ملَّاكه لأسباب تخصهم، وظلوا يجددون التصديق حتى العام 2015م، علماً بأن مدة سريان التصديق المبدئي هي (6) أشهر فقط . هنالك لجنة مختصة باعتماد دراسات الجدوى للمشاريع الطبية الجديدة وقبول أو رفض المشروع حسب المادة (6) من قانون المؤسسات العلاجية الخاصة ، مكونة من طبيب ، صيدلي ، مهندس طبي ، مهندس مدني ، استشاري أشعة ، مختص في الجودة ، اختصاصي معامل ، أسنان ، بصريات إلخ .. ولا يتم تنفيذ المشروع إلا بعد الموافقة على الخارطة المعتمدة من لجنة التراخيص بالإدارة ثم زيارة المستشفى بعد تقديم طلب زيارة من قبل مالك المستشفى ، وبعد الزيارة يقوم فريق الإشراف برفع تقريره للإدارة، وفي حالة عدم وجود ملاحظات توصي اللجنة بالتصديق النهائي بعد اكتمال الأجهزة الطبية والكوادر العاملة ومن ثم مباشرة العمل. خالفت المستشفى قانون المؤسسات العلاجية الخاصة، ولم تلتزم بالخرط المعتمدة من لجنة التراخيص بالإدارة ، وقامت إدارة المستشفى بتعديل الخرط بصورة مخلة دون الرجوع أو أخذ الإذن من اللجنة المختصة.
نكمل رد الوزارة غداً بإذن الله.

الناظر

 19-11-2016
يحكى أنه في زمن مضى كانت هناك قرية ليس فيها من مرافق الحكومة إلا مدرسة أولية. كانت هذه المدرسة غير جاذبة للمدرسين ويعتبرونها منطقة شدة أو منطقة نائية لا يتوفر فيها الحد الأدنى من مقومات الحياة. وكل مدرس أو ناظر ينقل إليها يولي راجعاً إلى إدارة التعليم يرجو أن يعفى من هذا التكليف ونسبة لما تدخله المدرسة من حرج على الإدارة في أنها غير قادرة على توفير المدرسين، تطلب من المدرس الذي يقع عليه النقل أن يقضي سنة واحدة فقط وبعدها ينقل.
بل بلغ الأمر بإدارة التعليم أن تطلب من المدرسين أن يبقوا فيها نصف سنة فترة دراسية واحدة.
كل الإدارات والمدرسين الذين تعاقبوا على هذه المدرسة لم ينسجموا مع المواطنين ولم يضعوا حلولاً لمشاكل القرية وكانوا يترفعون عليهم ويعتبرون المواطن من طينة أقل.
في سنة ما بعثت لهم إدارة التعليم بناظر من شاكلتهم ريفي مثلهم وجاء الناظر إلى القرية واندمج مع مواطنيها أحبهم وأحبوه، أكل أكلهم وشرب شرابهم وبدأ يقدم حلولاً لما بين يديه من مشاكل، وطلب من إدارة التعليم أن يعطوه حرية اختيار المدرسين وكان قد اكتشف ما يحل المشكلة إذ بدأ باختيار مدسين قرويين تشبه ظروفهم ظروف أهل القرية.
نهضت المدرسة نوعاً ما وبدأ التفاؤل وسمع أهل القرية حديثاً حلواً لأول مرة وبنوا آمالاً على هذا الناظر الجديد. وصار هناك حراك مجتمعي خصوصاً في المدرسة وكانت كل احتفالات المدرسة يحضرها كل أهل القرية ويسمعون من الناظر إنجازاً أو وعداً بإنجاز في المدرسة، وتطوراً ويعقب الحديث دائماً حفل غنائي يشارك فيه الجميع حتى الناظر.
وتمضي الأيام والناظر ثابت والمدرسون يتغيرون والغريب انه رغم أن اختيار المدرسين من القرويين إلا أنهم صاروا يتعالون على المواطنين وينعزلون عنهم ويقلدون أولاد المدن الذين سبقوهم في كثير من مناحي الحياة.
بدأت جماعات المدرسين الخالفين تبجل الناظر تبجيلاً شديداً ويعظمونه تعظيماً شديداً ويثنون على ما قدم لهذه القرية. وفي كل مناسبة يعرضونه إلى أهل القرية بأنه لو لا هذا الناظر الفريد لما وجدوا من يدرس أولادهم أو يدير لهم مدرستهم.
بنى الناظر في تلك القرية بإيعاز من المدرسين الذين حوله منزلاً ضخماً بعيداً عن بيوت أهل القرية وأحاطه بسور عال وما عاد يلتقي بأهل القرية كثيراً ولا يقرب إلا بعض المدرسين الذين يكيلون له الثناء والمديح ويحجبون عنه كل أخبار القرية والمدرسة ودبت الفوضى في المدرسة وصار كل مدرس يطلب من التلاميذ ما يراه مقابل الدروس الإضافية وقل العطاء العام وعادت المدرسة أسوأ مما كانت عليه في السابق في نجاح التلاميذ ولم يبق من إنجازات الناظر الا مبانٍ ومولد كهرباء.
صارت الهوة كبيرة بين الناظر والمدرسين وأهل القرية إلى أن وصل الأمر بأهل القرية أن بدأوا بالجهر في بث شكواهم أو يطالبون بنقل الناظر.
والناظر المغيب عن واقع المدرسة والقرية والذين من حوله يصرون على البقاء ويصورون له أن الأمر في المدرسة عال العال وهي أفضل من المدارس التي حولها.

العدل أساس الملك

 18-11-2016
يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾.
فالمجتمع الفاضل يقوم على القضاء العادل، الذي يصل بالمرء إلى أن يعرف ما له من حقوق فلا يطلب أكثر منها، وما عليه من واجبات فلا يقصر في أدائها، وهنا يتلاشى الصدام والخصام، ويتحقق الحب والوئام، وينتشر الأمن والسلام.
الذين يأخذون أكثر من حقهم إذا اشتروا، وينقصون الميزان والمكيال إذا باعـوا، وقـد توَّعد الله من يفعل ذلك ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.
العدل أساس الحكم مع كل الناس كافرهم ومؤمنهم، غنيهم وفقيرهم، قويهم وضعيفهم، أبيضهم وأسودهم، الرئيس والمرؤوس، الحاكم والمحكوم، كيف؟ قال تعالى: ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ أي: لا تحملكم عداوتكم وخصومتكم لقوم على ظلمهم، بل يجب العدل مع الجميع سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء.
العدل أساس الحكم له منزلة عظيمة عند الله: ﴿وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾. وكان الصحابي الجليل أبو هريرة يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة، العدل أمان للإنسان في الدنيا، وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة عمر بن الخطاب، فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب؛ إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ، وقال: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ فسلمت يا عمر.
والإمام: هو من يوضع في موضع المسؤولية في تحديد أحوال الناس فإما أن يكون ظالماً وإما أن يكون عادلاً يحكم بما أمره به الله ولا يظلم الناس أشياءهم فهو يحكم بين الناس بما أمره الله لا يظلم ولا يتسلط ولا يتبع أهواء نفسه وجزاء صبره ومجاهدته لنفسه في إقامه العدل إنه من السبعة المكرمين...
اسمعوا قول عمر بن عبد العزيز لأبنائه:
يا بنيّ إن أمامكم خياراً بين أمرين.. فإما أن تستغنوا.. أي أن تصبحوا أغنياء.. ويدخل أبوكم النار.. وإمّا أن تفتقروا ويدخل الجنة.. ولا أحسب إلا أنكم تؤثرون إنقاذ أبيكم من النار على الغنى.. كذلك ربّاهم تربية عالية.. ربّاهم على محبته.. ومحبة الحق.. ثم نظر إليهم في رفق وقال: قوموا عصمكم الله.. قوموا رزقكم الله.. فالتفت إليه مسلمة وقال: عندي يا أمير المؤمنين ما هو خير من ذلك.. فقال: وما هو؟ قال لدي ثلاثمائة ألف دينار - من ماله الشخصي - لدي ثلاثمائة ألف دينار.. وإني أهبها لك ففرِّقها عليهم.. أو تصدّق بها إذا شئت.. فقال له عمر: أَوَ خير من ذلك يا مسلمة؟! قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال تردُّها لمن أخذتها منه.. أنى لك بهذا المبلغ الضخم؟ تردّها إلى من أخذتها منه.. فإنها ليست لك بحق.. فترقرقت عينا مسلمة وقال: رحمك الله يا أمير المؤمنين حياً وميتاً.. فقد ألَنْتَ منا قلوباً قاسية.. وذكّرتها.. وقد كانت ناسية.. وأبقيت لنا في الصالحين ذكرا..
العدل أساس الملك، فقد كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية. فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصِّنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم.
منقول بتصرف.

مهاتير ... أبقى معنا

17-11-2016
في الأنباء أن السيد مهاتير محمد رئيس ماليزيا الأسبق سيحل اليوم ضيفاً على الخرطوم للمشاركة في المؤتمر السنوي الثالث عن الحكم الراشد وأثره في النهوض الاقتصادي.
يا ربي هل أستطيع أن أكتب كلما في رأسي؟ لا أظن. ولكن دعوني أدندن حوله.
كتب أحمد رحيم من مصر (في سيرة ذاتية كالحلم , تشعر و أنت تقرأها بالفخر و السعادة الممزوجة بالحسرة و الحزن , سعادة بحلم رجل لدولة كانت في السبعينيات متأخرة عن مصر بمراحل عدة ثم تحولت لنمر اقتصادي قوي و حسرة على بلد بها كل مقومات النجاح و لكنها تتأخر كل يوم عشر سنوات للوراء, و من حبي لذلك البلد تألمت و حزنت لأنني تمنيت أن يكون مهاتير محمد هو رئيس مصر). يا أحمد رحيم هل يمكن أن أغير بعض كلماتك (بلد بها كل مقومات النجاح وأكثر من مصر ماءً وأرضاً ولكنها تتأخر كل يوم 20 سنة للوراء).
من أين بدأ مهاتير أنقل لكم (وكان اهتمامه بالتعليم منذ مرحلة ما قبل المدرسة الابتدائية؛ فجعل هذه المرحلة جزءًا من النظام الاتحادي للتعليم، واشترط أن تكون جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية، وتلتزم بمنهج تعليمي مقرر من الوزارة. كما تم إضافة مواد تُنمي المعاني الوطنية، وتعزز روح الانتماء بالتعليم الابتدائي، أي في السنة السادسة من عمر الطفل.. ومن بداية المرحلة الثانوية تصبح العملية التعليمية شاملة، فبجانب العلوم والآداب تدرَّس مواد خاصة بالمجالات المهنية والفنية، والتي تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم).
كم يصرف من الموازنة على التعليم في ماليزيا (لقد حددت الدولة أولوياتها بدقة، فإذا نظرنا إلى إجمالي ما أنفقته الحكومة الماليزية على التعليم في عام 1996م على سبيل المثال نجده 2.9 مليار دولار، بنسبة 21.7% من إجمالي حجم الإنفاق الحكومي، وازداد هذا المبلغ إلى 3.7 مليارات دولار عام 2000م بما يعادل نسبة 23.8% من إجمالي النفقات الحكومية). تقريباً ربع الميزانية. وجماعتنا بعد ربع قرن لم يجدوا تمويلاً للتعليم ومازالوا يتجادلون في مجانية التعليم واستحالتها ولكنهم لم يحدثونا عن كم يصرفوا على السياسيين ولا كم عددهم.
أولى مهاتير البحث العلمي والصناعة والقطاع الخاص اهتماماً كبيراً وربط بين البحث العلمي وتطبيقه وإنزاله لأرض الواقع عبر القطاع الخاص. أما الاستثمار فتلك قصة أخرى نقتبس من مقال رحيم (ومن أبلغ ما يبين نجاح الأداء الاقتصادي لماليزيا في الفترة المهاتيرية، ذلك التوسع الذي حدث في استثمارات القطاع الصناعي، حيث أنشئ أكثر من 15 ألف مشروع صناعي، بإجمالي رأس مال وصل إلى 220 مليار دولار، وقد شكلت المشروعات الأجنبية حوالي 54% من هذه المشاريع، بما يوضح مدى الاطمئنان الذي يحمله المستثمر الأجنبي لماليزيا من ناحية الأمان، وبالتأكيد ضمان الربحية العالية، بينما مثلت المشروعات المحلية 46% من هذه المشاريع). هذه الفقرة مهداة إلى قصيري النظر الاستثماري.
أما في الزراعة فزرع مليون شجرة زيت النخيل. نعم كان أطول الرؤساء فترة حكم إذ بلغت 22 سنة ولكن (تطولت) بحقها.
سمعت بالأستاذ المتعاون والمحاضر المتعاون ألا يوجد رئيس وزراء متعاون؟ سيدي مهاتير محمد هل حضرت المؤتمَرين السابقين؟ هل أعطيت المؤتمِرين تجربتك في ماليزيا؟ هل وضعت لهم بعض التوصيات؟ هل قرأت في عيون القوم ترحيباً بك أو حياءً من تجربتك؟
لو لا كبر سنك ،متعك الله بالصحة والعافية، لقلت لك نحن في حاجة إلى رئيس وزراء متعاون. من فضلك أبقى معنا.

مصيبتنا.. (تحقيق الربط)

 16-11-2016
كتب صديقي الأستاذ الذكي وجدي الكردي معززاً ما ذكرته عن علة الربط في الاقتصاد السوداني، تحت عنوان: المواصفات و(المغايس) ونظر من زاوية أخرى لما ورد في مقال لي ذكرت فيه دفوعات نائب المدير العام للمواصفات والمقاييس. سأعيد نشر المقال هنا ليتابعه من تابعوا سلسلة المواصفات والمقاييس. كما وصلني تعليق من واحد من أمناء الضرائب السابقين منتقداً فكرة تحقيق الربط من زاوية أخرى. والباب مقتوح لكل من له باع في الاقتصاد ليري الآخرين خطل فكرة تحقيق الربط التي أقعدت الاقتصاد السوداني.
أولاً ما كتبه وجدي:
مواصفات و(مغايس)
في معرض ردّه على تساؤلات الكاتب الصحافي أحمد المصطفى إبراهيم، عن الحوافز (المتلتلة) التي يتقاضاها منتسبو هيئة المواصفات والمقاييس، برّر أحد مسؤوليها من الجهابذة العِظام، بأن الحافز الذي ينوب (القيّاسين) في العام الواحد، قد يبلغ راتب (6) أشهر، (جزاءً وفاقاً) نظير فلاحهم في تحقيق (الربط) السنوي من مُكاوشة المال الذي تقدّره لهم وزارة المالية!
كيف استطاعت (المواصفات) تبديل جلدها والتحوّل إلى مؤسسة جابية، تبيع المواصفة غير المطابقة مقابل الغرامات والتسويات، بدلاً عن أن تكون مرجعية علمية في التقييس والارتقاء بجودة المنتجات والخدمات لحماية المستهلك؟!
أنظر رعاك الله وأصلح (مواصفتك)، إلى الصورة الذهنية لشرطي المرور لدى المواطن، بعد أن غيّبت عقلية الربط والمكاوشة، (69) مادة من قانون المرور (كلها 70 مادة)، مقابل النشاط المتفاقم لمادة التسويات الفورية الملزمة.
ما الفرق بين العقل الجبوي السائد عندنا، ونظام (الملتزم) في عهد التركية بالسودان؟!
نهض نظام (الملتزم)، على طرح مناقصة للأثرياء، تقضي بدفع مبالغ (تربطها) لهم الدولة مقدماً، ثم يضرب موظفوها في الأرض وأزقة الأسواق والمزارع، يجمعونها أضعافاً مضاعفة من الشعب، حتى بلغ من قسوة هواة جمع طوابع قروش الربط السنوي، وضع كديسة في سروال من يعجز عن الدفع!
ما بالك بكديسة في سروالك أكرمك الله، طالما أن (جراداية في سروال ما بعضّي، إلا قُعادو ما حلو)؟!
طرْح القانون جانباً، واعتماد (بيع) مواده للمجتمع نظير (ربط) تحدده الدولة، يجعل الشعب يغنّي مع بيرم التونسي: المجلس البلدي.
القانون في أبسط تعريفاته، مجموعة قواعد تهدف إلى تنظيم سلوك الأفراد في المجتمع، فكيف بالله صار القانون معروضاً للبيع نظير (ربط) سنوي، أو يومي كما في حالة المرور؟!
هبْ أن الدولة طرحت تسوية فورية لمخالفة المادة (130 – القتل العمد)، ألا تعتقد أن الشعب كله سيبتدع (ختّة) يخصص ريعها لقتل مبتدع التسويات، ويرتاح من (المساككة) دي؟!
بالمناسبة.. دخلت على موقع (المواصفات) لأتنوّر عن جلائل أعمالها، فوجدت الموقع، (يا مولاي كما خلقتني)، ما يعني أنها خالفت مواصفة إنشاء المواقع على الانترنت) أهـ.
إلى تعليق أمين الضرائب الأسبق (اعلم يا رحمك الله أن تحقيق الربط هو أس البلاء وارتفاع الضرائب والرسوم. هذا من جانب، ومن جانب آخر أن مبدأ تحقيق الربط يؤدي إلى قلة الإيرادات أيضاً بمعنى أن القائمين على تحديد المبلغ المطلوب تحصيله يجعلونه دومًا أقل مما هو مطلوب حتى يمكن تحصيله وزيادته للفوز بالحافز. وفي كل مبدأ الحافز أصبح وبالاً على الإيرادات وعلى الدولة وعلى المواطن وعلى الاقتصاد. لنا فى ذلك نظرية بدأنا تطبيقها في ديوان الضرائب إلا أن أعداء النجاح رفدونا قبل أن تكتمل وهي استبدال الحافز بتقديم الخدمات للعاملين في مجال العلاج والتعليم والسكن والدخل الموازي حتى نتمكن من رفع الضرر الذي ينجم عن الحافز المربوط بالربط المتحصل).أ هـ
مني أنا: المخرج اقتصاد عماده الضرائب الشاملة والجمارك فقط.

ألْتي نموذجاً

 15-11-2016
وهنا حوار وطني خاص أو جزئي. عندما يتحدث الناس عن مستويات الحكم يتحدثون عن الاتحادي والولائي والمحلي . وإذا سألت ما هي مكونات الحكم المحلي قالوا الوحدات الإدارية وماذا بعدها ستجد الإجابة اللجان الشعبية.
هذه اللجان الشعبية هي قاعدة المجتمع إذا ما التفت إليها المجتمع ورضي بها وأعطيت حقها في الاختيار ستساعد كثيراً في التنمية وسيكون عليها عبء كثير. أما واقع اللجان الشعبية الآن كأن المشرع عندما وصل إليها أصابه الملل أو الزهج وتركها بلا تجويد لا أقول بلا قانون ولكنه قانون هزيل لا يلتفت إليه أحداً.
ملت القرى من اللجان الشعبية، وطريقة تكوينها، وضعفها، وعدم تطورها، وهي عمل بلا موارد، ولا مخصصات، ولا خطط ، وأصبحت المشاركة فيها لا يقبلها إلا (قليلون).
مجتمعات القرى في كثير من بقاع السودان عامرة ومستنيرة وذلك بفضل من الله وانتشار التعليم. التفتت قرية ألْتي التابعة لمحلية الكاملين (وهي قرية حسب تعريف الحكم المحلي للمدينة والقرية) وجدت أن طريقة اختيار اللجنة الشعبية غير مقنعة نفس الوجوه تتكرر عشرات السنين ولم يبق لها من رؤية ولا خطط لتقدمها. وعكفوا على إيجاد طريقة لتطوير اللجنة الشعبية وجعلها حكومة القرية الحقيقة ومثل هذه القرى بها كل المؤهلات بل يمكن أن تكون منها مجلس وزراء ناهيك عن لجنة شعبية.
تم تقسيم القرية إلى فئات فئة المهن الطبية وفئة المهندسين والحرفيين والمزارعين والمعلمين إلى أن وصل عدد الفئات إلى عشر. تجتمع كل فئة وتضع خطتها واحتياجات القرية وطريقة تنفيذها ويتم اختيار ثلاثة منهم في اللجنة الشعبية. هؤلاء الثلاثون يصبحون مجلساً أعلى ومنهم يتم اختيار واحد من كل فئة ليصبح العشرة لجنة تنفيذية.
بهذه الطريقة شاركت كل الفئات في القرية وتحرك كل المجتمع والاستفادة من كل الكفاءات ولم تعد اللجنة الشعبية لفئة مكررة عشرات السنين بلا رؤية ولا هدف إلا السلطة والوجاهة المتمناة .
هذه القرى مليئة بالأفكار على سبيل المثال قام الأخ خليل محمد فضل المولى بإحصاء دقيق بالاسم واليوم لكل المواليد والوفيات في قرية ألْتي لسنتين ونصف 36 شهراً وخرج بمعلومات تستحق الوقوف والتخطيط للمستقبل عدد المواليد ثمانية أضعاف الموتى أي بنسبة 1:8 كم من المدارس يحتاجون؟ كم من السكن؟ كل هذا يجب أن يضع له خطة حتى يعرف الناس مستقبلهم إلى أين.
ماذا لو تبنى ديوان الحكم المحلي نموذج خطة ألْتي ويطبقها على كل السودان مع بعض الصلاحيات والموارد. ننزل سقف الطموحات لماذا لا تتبنى ولاية الجزيرة نموذج ألْتي وتطبقه على كل القرى حتى يحدث التطور والتنافس في كل أوجه الحياة.
جربوا الإصلاح من أسفل إلى أعلى.
توعية مرورية:
التخطي في الطرق السريعة هو جزء من دقيقة إذا تمهلت نجوت ووفرت وقتك وحياة الآخرين. وإذا تهورت وتخطيت في اللحظة الخطأ معتمداً على سرعتك أو تريث القادم، قد تفقد حياتك وقد تفقد جزءاً من أطرافك وتدفع ثمن عجلتك لكسب دقيقة شهوراً على السرير الأبيض.