الخميس، 23 يونيو 2016

اعتبروا من الأوربيين!

 23-06-2016
شغلت الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا كل دول الاتحاد الأوربي وبالأكثر المطلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط اليونان وإيطاليا مثالاً. حملت الأخبار في الأشهر الماضية أن الأوربيين أرادوا تجفيف منبع الهجرة بدلاً من تعقب المهاجرين غير الشرعيين الذين لا يخافون على حياتهم من ركوب البحر بمراكب غير آمنة. وعند وصولهم إلى السواحل تدخل الحكومات الأوربية في صراع أخلاقي مع شعوبها من مُنكِر لطرد المهاجرين وموافق عليه وتجنيسهم أو اعتبارهم لاجئين فارين من بلاد لم تُحترم إنسانيتهم.
لذا عقدت عدة اتفاقيات مع دول منبع تهريب البشر أو الاتجار بالبشر كما يسمونها وقدمت مغريات حتى تجفف منابع الهجرة في إريتريا والصومال والسودان وغرب إفريقيا وكل الدول الفقيرة أو الدول سيئة الإدارة والتي تفقر بسوء إدارتها شعوبُها.
جعلت الدول الأوربية هذا الحل كحل وحيد ولكنها لم تسأل نفسها لماذا هاجر الناس إليها؟ ولماذا هم متطورون وفي رغد من العيش والحضارة وغيرهم متخلف وفقير؟ وليتهم سألوا أنفسهم ما مصدر ثرواتهم ومن أين جاءوا بها؟
هذه الدول الأوربية كانت دول مُستعمرة نهبت خيرات هذه البلدان الإفريقية نهباً وبنت بها حضارتها المادية وأصبح الفرق كبيراً بين الحاليْن فقر وتخلف وموارد مسروقة وثروات منهوبة وتجهيل وأسواق قسرية لبضائع خاماتها من إفريقيا.
إذا أرادت أوروبا وقف الهجرة الشرعية وغير الشرعية عليها أن تنهض بهذه الدول وترد لها ما سرقته منها أيام الاستعمار وعليها أن تُوجِد التوازن في العالم ولا يمكن أن تتكسب من تخلف غيرها إلى الأبد فللناس عيون وبعض من عقول، رضي السارقون أم أبوا لابد أن تهب ثورة الجياع على من سرقها وما الهجرة والتطرف إلا بداية وربما تكون هناك أدوات أخرى الله أعلم.
هذا في الدول ونفس هذه الصورة الكبيرة العالمية يمكن أن تصغر في البلدان وداخل كل قطر مختل التوازن الاقتصادي أي فيه أغنياء جداً وفقراء جداً لن يهنأ الأغنياء طويلاً بأموالهم أيَّاً كانت مصادرها.
كل من يريد أن يستمتع بالحياة الرغدة فلينظر حوله وقبل أن ينظر حوله عليه أن يبحث في مصدر ثرائه إن كان من أفواه الجياع فلن يهنأ طويلاً إن لم يكن بفعلٍ على الأقل بوخذ الضمير. بالله كيف يسكن هؤلاء القصور وحولهم من يتضور جوعاً ويلسعه البرد لسعاً؟
الاقتصاد الجيد هو الاقتصاد المتوازن وديننا الحنيف جعل في الأموال حقاً معلوماً للسائل والمحروم.. هذه الأموال الحلال فكيف بالأموال المغصوبة؟
بالله لو أخرج أغنياء السودان زكاتهم على الوجه الصحيح 2.5% من كل مال حال عليه الحول هل سيبقى في السودان فقير؟
على كل اقتصاد غير متوازن، عالمي أو محلي، أن يبحث في الحلول طويلة الأجل وهذه الحلول الفطيرة ما هي إلا مسكنات لا تحل المشكلة قبضوا العصابات أم لم يقبضوها، ستخف ولكنها لن تجف.

العدالة يازين

22-06-2016
بعيداً عن صفقة كنار وبعيداً عن المعارك الصحفية التي أشعلتها تلك الصفقة المعلقة حتى الآن. وليس مطلوباً منا دعوات لتؤول كنار لـ"زين" أو بنك الخرطوم فالدعاء بين العبد وربه. ولكننا نتمنى عدالة في توزيع الخدمات بين الريف والمدن (وتروني أقدم الريف على المدن حتى لا يطول مسلسل النزوح إلى المدن بعدة أسباب وبحثاً عن الخدمات من تعليم وصحة وأخيراً شبكات سريعة ومريحة).
تحول ثقافة الناس في استعمال الهاتف الجوال من المحادثات الصوتية إلى خدمات البيانات لا تخطئه عين إلا من رحم ربي والمصرون على استخدام الهاتف كحداثة ومازالوا يحملون هواتف النوكيا غير الذكية (يعني البليدة) مشكلتهم كبيرة.
بعد أن أكرمت "زين" زبائنها الأوائل الذين اشتروا الشريحة بمليون ونصف كانت تعادل سنة 1998 سعر سيارة كما قال الفريق عروة يوماً والذين كانوا يدفعون لمكالمات الارسال والاستقبال وتحسب لهم المكالمات بالمسافات. أكرمتهم في الشهور الفائتة بخدمة بيانات غير محدودة يعني استمتاع بالنت بلا حدود كما يقول أحمد منصور ومعها رفعة حواجب.
ولكنها يوم عدلت تعريفتها بعد أن استقوت على منافسيها في سوق الانترنت بخدمة لا أقول ممتازة ولكنها أقل المطروح سوءاً (مثلها مثل المؤتمر الوطني). "زين" تنكرت لمؤسسيها أو مشتركيها الأوائل وعرضت عليهم باقاتها الجديدة كسائر الزبائن الآخرين.
لأختار ما يناسبي من الباقات رجعت الى جوالي الذي قال لي استهلاكك الشهري لا يتعدى 2 قيقا بايت وصدقته واخترت 2 قيقا بايت وحاتكم في تسعة أيام خلصت يا ربي عداد "زين" شين وللا هاتفي كضاب.
في يوم 1/6/2016 غيرت لحزمة 5 قيقا بايت لتكفيني شهر يونيو كله في ظني وان بعض الظن شنو؟ فاتورتي كل يوم 20 من الشهر أفاجأ بحزمة 5 قيقا بايت تنزل لي يوم 20 مع الفاتورة الجديدة وكل المتبقي من 5 قيقا التي بداتها يوم 1/6 ذهب مع الريح اتصلت على 123 يا ناس "زين" الخمسة قيقا بتاعتي ما كملت نزلتوا لي 5 جديدة ليه قالت البنية خلاص الباقي لا يمكن ان يرحل وتبدأ 5 قيقا جديدة مع الفاتورة.
طبعاً حكاية لا يمكن ان يرحل دي حجة ميتة جداً مبرمج "زين" يمكن ان يرحل ما يريد. وأخشى على "زين" من اكل أموال الناس بالباطل ما دمت دفعت قيمة 5 قيقا يجب ان استهلكها كلها أو يرحل الباقي إلى الشهر الجديد وإلا "زين" تأكل مالاً حراماً يفتي به عامة المسلمين ولا يحتاج عالماً ولا فقيهاً.
ارفع هذه الشكوى للهيئة القومية للاتصالات والتي وعدت برقم للشكاوى لم تعلن عنه حتى الآن أو لا تريد أن يشتكى إليها. وإلا لماذا لا يكون معلناً عنه مثل 4848 حق الكهرباء الذي أصبح بعبعاً.
أفيدونا إن لم يكن هذا أكل أموال الناس بالباطل ماذا يكون؟

قرار معيب ويشق

 21-06-2016
كانوا في أيام مايو أو حكم الرئيس نميري يعلقون الأزمات على معارضي حكمه من الشيوعيين وغيرهم وخصوصاً في الكهرباء والسكة حديد لتأليب الشعب عليه.
في زماننا هذا لا أدري على أكتاف من تعلق الأزمات، أزمة الماء والكهرباء والمواصلات وارتفاع الأسعار (أم هنا جديد هذا شعب غير قابل للتأليب)؟!.
لكن كل هذا يهون مقارنة بما يجري على طريق الخرطوم مدني على تعاسته وبؤسه وضيقه وحصده للأرواح، أصروا ان يزيدوا معاناة الناس عليه. لا أملك إحصاءات عالمية لكن يبدو لي أن هذا حقق الرقم القياسي في نقاط المرور السريع المنتشرة عليه (طبعاً الهدف وحيد.. السلامة.. السلامة.. السلامة.. هههههه)!!
كانت نقاط المرور السريع على كل 25 كلم نقطة وجدوا هذا عدد غير كافٍ وزادوها في المسافة من الخرطوم للكاملين تقف 5 مرات والمسافة 90 كم ليبحث شرطي المرور السريع عن مخالفة يبحث بحثاً فهو باحث وهذا ما لا يحدث إلا في هذه الجمهورية الفاضلة. لا يتأذى من هذه النقاط أصحاب السيارات الخاصة والجديدة على وجه الخصوص هذه النقاط منصوبة للمركبات المنتجة فصافرة الشرطي لا تنطلق ولا يؤذيها إلا منظر مركبات الإنتاج، لواري، شاحنات دفارات.. وهكذا.
كل هذا والناس تحاول أن تحتمل هذا الألم ولكن يبدو أن هناك من لم يعجبه هذا الاحتمال وهذه الانكسار فأراد أن يذل خلق الله أكثر وأكثر. منذ عدة أسابيع جاءت هذه النقاط بقرار غير مكتوب وهو "ممنوع مرور مركبات النقل على طريق الخرطوم مدني" (كده دون استثناء) وعلى هذه المركبات أن تمر بالطريق الشرقي.
لم نقف على القرار مكتوباً ولم يعرضوه على سائق.. ممنوع يعني ممنوع!!
هذا هو التطبيق إذا كانت هناك مركبة نقل في طريقها من النوبة إلى المسيد عليها أن تقف في النقطة التي بينهما ليقول لها الشرطي ممنوع امشي بالطريق الشرقي ولكن لا أدري كيف يمشي بالطريق الشرقي يعني يرجع الخرطوم ويقطع بكبري المنشية ويذهب حتى رفاعة يقطع الكبري ويعود؟! برضو نقاط أبوعشر وما بعدها ستوقفه وتقول له نفس الكلام ممنوع.. ربما قصدوا أن تكون هذه المركبات برمائية تقطع النهر أينما تريد وتعود من الطريق الشرقي لمحطتها النهائية.
لن ترجع مركبة نقل.. هناك عدة حلول منها دفع مخالفة مرورية أو.. أو.. وتواصل سيرها.
نسأل صاحب القرار، إن كان هناك قرار أصلاً، هل حقق القرار هدفه تخفيف الحركة على طريق مدني؟ طبعاً لا. كما قلنا ما رأينا مركبة أعيدت.
هل سأل متخذ هذا القرار نفسه عن الآثار السالبة لقراره الاقتصادي منها والأخلاقي والاجتماعي؟ أما الأثر السياسي فنتجاوزه لموت الهمة.
الضيق الذي يعيشه أصحاب وسائل النقل هذه هو حديث المجالس وتلاحقه دعوات في شهرٍ الدعاء فيه مستجاب فما بالك إذا اجتمعت دعوة مظلوم صائم.
هذا قرار معيب وغير مدروس ولا يحل المشكلة ولكنه يضاعف المعاناة.
يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم من شق على أمتي فاشقق عليه).

2028 م

 20-06-2016
استغرق بي الخيال ليلة أمس بمناسبة بدء الإجازة الصيفية للمدارس هنا، تخيلت نفسي وقد نفذنا برنامج الدولة السودانية الثانية ودخلنا عصر السودان الجديد وأصبحت القرية السودانية مثل القرية الأوروبية وأجمل، كتلك التي زرنا فيها صديقتنا قرينتش في سويسرا أو كقرية هايدي في جبال الألب للذين لم يدركوا منهج سبل كسب العيش في العالم. القرية تتكون من 2000 شقة في 500 بناية يضم كل مبنى من أربعة شقق وحوش وسكان القرية 10000 مواطن. القرية ترتفع عن الأرض 6 أمتار حماية لها من السيول وبها صرف صحي ومصارف مياه وماء وكهرباء لكن الكهرباء بالطاقة الشمسية. جميع الشوارع والساحات مرصوفة ومعبدة وفي وسط القرية مجمع لكل المرافق الخدمية والترفيهية حيث المركز الصحي والمجمع الرياضي الاجتماعي وبه صالة العاب وميادين خضراء وحوض سباحة وقاعة موسيقى ومكتبة ومسجد وجميع المدارس.
الشقق محمية ضد جميع ناقلات الأمراض من بعوض وذباب وحشرات زاحفة وقوارض. المواصلات بالدراجات الهوائية حفاظاً على البيئة والزرائب خارج القرية روعيت فيها أنماط الحياة الصحية، محمية ومنظمة وعصرية الشكل أفضل من زرائب ناس هايدي. وأهل القرية كعادتهم اجتمعوا بعد الأنشطة الثقافية والرياضية اليومية ليشربوا شاي المغربية، مع بعض، واليوم دار النقاش عن برامج العطلة الصيفية والمسابقات الرياضية والثقافية والفنية ووضعوا البرنامج ورصدوا الجوائز. وانتهت العطلة بسرعة فالبرنامج حافل ولا يوجد ملل حيث ارتفع مؤشر السعادة ليضعنا قبل الدول الأسكندنافية واليوم هو يوم توزيع الجوائز، وفجأة يطل رئيس الجمهورية ليشرب معهم الشاي ويحضر توزيع الجوائز كان يرتدي قميص نص كم ولا ترافقه أي سيارة أمن أو مواتر ورحبوا به كواحد منهم ولم يهتف له أحد. فوجدت نفسي في حفل وفجأة شطح الفكر بعيدا أولمبياد 2028 والبعثة السودانية 480 مشاركاً ينافسون في جميع الألعاب ويعمل لهم ألف حساب فهم من مواهب القرى السودانية المتناثرة عبر الوطن. قفْزٌ عالٍ وجري من الشرق، العاب قوى ومسافات طويلة وفروسية من الغرب وجمباز من الشمالية وسلة من جنوب السودان، والسباحة من كل السودان والكورة بقينا أسيادها لا نتطلع لسيكافا وإنما لبطولة العالم. وفي هذه اللحظة أعلن المذيع في الصالة تسليم الجوائز في مسابقة الجمباز، بنية صغيرة من جزيرة بدين للمركز الأول، لكن الدهشة أيقظتني من الحلم الجميل أرجو من الإخوة الذين أكملوا الحلم أن يرسلوا لي واتس أب بلحظة عزف السلام الجمهوري لبنية بدين.
د. عثمان يس محمد علي
من الاستفهامات
ماذا لو استلم أحلام اليقظة هذه المجلس الأعلى للاستراتيجية وليس ذلك على الله بعزيز وكله حلم مشروع إلا حكاية الراجل يأتي بدون حرس ولا سيارات ويويويو دي حلم حقيقي يا دكتور عثمان!.

عاجل نقل دم للرهد

 19-06-2016
في سبعينيات القرن الماضي حكى لنا صديق عن تجربة مع ضابط شرطة تستحق الذكر. جاءه مستعجلاً جداً وعليه أن يقوم بأعمال كثيرة لينقذ والدته وكانت البداية استخراج الجنسية على أيام الجنسية الخضراء التي كان يطبع عليها بالآلة الكاتبة (إلى أولادنا أحمدوا ربكم ما شفتوا الآلة الكاتبة ولا ماكينة الرونيو وحبرها ذو الرائحة النفاذة) فما كان من الضابط إلا وأن أمسك الجنسية ووضعها في الآلة الكاتبة وختمها وسلمها له وقال له اذهب سنقوم بباقي الإجراءات بعدين. يعني بدأها بالمقلوب وأنقذ أمه.
مثل هذا الضابط نريده اليوم في مطار الخرطوم الخميس القادم.
والقصة يا سادتي عندي تستحق سيارة مكتوب عليها (سيارة إسعاف زراعي) مثل التي تحمل المرضى بل تحمل مريضاً واحداً وتفتح لها الطرقات. سيارة الإسعاف الزراعي (هذا أن لم نكبرها ونطالب بطائرة إسعاف زراعي) هي لإنقاذ (يا أخي ما في كلمة غير دي) هي لانتشال مئات الأفدنة وتحييها.
مشروع الرهد الزراعي يسقى بثمانية طلمبات الآن تعمل من هذه الثمانية طلمبتان فقط يعني 25% من طاقته ثلاث طلمبات حملت لورش كنانة لتتم صيانتها هناك. وطالما هي بأيدي سودانية الله اعلم متى تخلص وأسباب التأخير كثيرة يمكن الخراط تحدث له حالة وفاة ويقعد في الفراش 3 أيام أو ممكن يكون عنده طهور حفيد ولابد من الوقوف بجانب ود الطهور. وهكذا.
الثلاث الأخيرة تنتظر قطع غيار من الخارج مولتها وزارة المالية مشكورة بمبلغ 530 ألف يورو وتكون وزارة المالية مخطئة خطأً كبيرة إذا حسبت أن دورها ينتهي بدفع المبلغ. ما لم تصل هذه القطع في أسرع وقت تكون وزارة المالية قصرت.
الذي يخشاه المدير الزراعي عبد العظيم عبد الغني هو بيروقراطية التخليص في المطار وخوفه من هذه المرحلة لا يقل عن فرحه بتمويل المالية. ماذا لو عوملت قطع غيار هذه الطلمبات كما تعامل الضابط أعلاه مع الجنسية بأن تؤخذ من الطائرة مباشرة بسيارة مكتوب عليها إسعاف زراعي تنطلق لمشروع الرهد مباشرة وبعد ذلك يباشر الموظفون والمخلصون الورق ورقة طالعة ورقة نازلة، الشهادة ما جاءت، التقديرات ما ضربوها لسه، ما وصلنا سعر دولار الجمارك، امش تعال بكرة. فليحدث كل ذلك بعد وصول قطع غيار الطلمبات بأثر تقدمي (على وزن أثر رجعي).
إنقاذ الموسم الزراعي بالرهد متوقف على هذه الطلمبات ولك أن تحسب الخسائر المترتبة على ذلك مقارنة بما تنتظره الجمارك من رسوم. لو كان الأمر في الهند (وطبعا الهند لا تستورد قطع غيار بل تصدر) لو كان الأمر في الهند لاستقبل وزير الزراعة هذه القطع بنفسه في المطار وليس ليتصور معها ولكن ليستعجل وصولها إلى الرهد.
أسأل الله أن يجد ما نكتب من يشعر بالأمر مثل شعورنا وبه وأن تصل هذه القطع في نفس يوم الخميس إلى رئاسة مشروع الرهد وليباشر المختصون تركيبها يوم الجمعة لا توقفهم إلا الصلاة.

النيكوتين مخدر حقيقي!

 18-06-2016
نتابع مع د. أحمد عبد الله الحسن اختصاصي طب الأسرة ومدير برنامج مكافحة التدخين بمكة المكرمة..
توعيته وتحذيراته واليوم من منظور اقتصادي..
إلى رسالة د. أحمد:
* دقت كلية الأطباء الملكية البريطانية ناقوس الخطر بالنسبة للسجائر في آخر تقرير لها عن التدخين، مؤكدة أن النيكوتين الموجود في السجائر هو مادة إدمان قوية تعادل الهيروين والكوكايين، ومن ثم يجب إخضاعها للرقابة مثل المواد المخدرة.
- هل تخضع ظاهرة التدخين للتحليل الاقتصادي المجرد في تفسير سلوك المستهلك المدخن مثلها مثل أي سلعة أخرى؟ أم أن هناك بعداً آخر في المسألة وهو البعد الأخلاقي؟
نظراً للأضرار الصحية التي يسببها التدخين، وهل يؤدي الحد من الطلب على التبغ إلى الإضرار بالاقتصاد وأيهما أولى حماية صحة المجتمع أم صناعة التدخين؟
بدايةً نقول إن عدد المدخنين في العالم حوالي 1.3 مليار شخص ومتوقع وصول هذا الرقم الى 1.6 مليار بحلول 2025 وفقاً للمعدلات الحالية، وتزداد هذه النسب في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في حين تنخفض في الدول ذات الدخل العالي. وبحلول عام 2020م سيكون 6 حالات من كل 15 حالة وفاة سببها الأمراض المرتبطة بالتدخين من الدول ذات الدخل المنخفض.
مشكلة التدخين أصبحت مشكلة عالمية ومما ساهم في انتشارها هو أن أضرارها الصحية لم تكن معلومة بالإضافة إلى الاستهانة بهذه الظاهرة على الصعيدين المحلي والدولي. حيث أصبحت صناعة تدر مليارات الدولارات على الشركات المنتجة وتوظف آلاف فرص العمل، حتى أصبح إنتاج صناعة التبغ جزءاً من الدخل القومي.
وقد تنبهت الدول مؤخراً إلى أضرار التدخين على الصحة العامة وارتباطه بأمراض خطيرة مثل السرطان والقلب والشرايين وجلطات القلب والمخ وغيرها، وما يترتب على ذلك من تكاليف إضافية في مجال الرعاية الصحية وخسارة في أيام العمل بسبب المرض، إضافة إلى فقدان القوى العاملة بسبب العجز الكلي أو الموت المبكر.
* والكثير من الدول بما فيها السودان لا تسعى بجدية لحظر تعاطي التبغ لأن ذلك يعني:
1/ فقدان آلاف الوظائف في صناعة وزراعة وتوزيع التبغ.
2/ انخفاض الدخل القومي في الدول المنتجة والمصنعة للتبغ.
3/ تقلص وفقدان إيرادات الحكومة من الضرائب على التبغ.
وهذا الأمر دفع الدول إلى اللجوء إلى بعض الإجراءات القاصرة في مكافحة التدخين مثل طباعة عبارة صغيرة في ركن مغمور من علبة السجائر تقول: (التدخين ضار بالصحة) في نفس الوقت الذي تشتد فيه الحملات الإعلانية لشركات التبغ.
ومن أكثر الإجراءات جدية هو حظر التدخين في الأماكن العامة والمواصلات، مع بعض القصور في التنفيذ.
طرق المقاومة:
في إطار مكافحة التبغ تتوفر لدى الحكومات مخاوف عديدة من مكافحته، لما لها من آثار اقتصادية، إلا أن هذه المخاوف لها ردودها التي تجعل منها مخاوف واهية لا تكفي للإقناع بتوقف الدولة عن مكافحة التدخين بطرق حاسمة وذلك على النحو التالي:
أولاً: إن انخفاض الطلب على التبغ لا يعني بالضرورة انخفاضاً في مستوى التوظيف بالاقتصاد المحلي، نظراً لأن الأموال التي أحجم المدخنون عن إنفاقها سوف توجه للإنفاق على سلع وخدمات أخرى وسيتم تعويض الفاقد في صناعة التبغ تلقائياً بواسطة صناعات أخرى.
تانياً: توضح الدراسات العلمية أن رفع الضرائب غير المباشرة على التبغ بنسبة 10% سوف يرفع الإيرادات بنسبة 7% بشكل عام حيث يكون ارتفاع الأسعار حاسماً في تخفيض الاستهلاك، خاصة في أوساط محدودي الدخل والمراهقين كما أن ارتفاع السعر يحفز المدخنين الحاليين على الإقلاع، كما أنه يحول ويمنع غير المدخنين من الوقوع في هذه الآفة.
ورغم ذلك لا ينبغي إغفال الآثار السلبية لفرض الضرائب وأهمها:
1/ نشوء ظاهرة تهريب التبغ بسبب ارتفاع السعر المحلي.
2/ آثار توزيع الدخل الناجمة عن الضرائب، حيث تقع نسبة كبيرة من المدخنين ضمن محدودي الدخل.
عليه فإن فرض الضرائب يجب أن يكون موضوعياً ومبنياً على أسس أهمها مستوى دخل الفرد وفئات المدخنين وغيرها من المعايير. وأن تستخدم الإيرادات الناجمة عن هذه الضرائب في التوعية الصحية للمجتمع وحماية الأطفال والمراهقين من التدخين، ومعالجة الأمراض المتعلقة بالتدخين وألا تستخدم حصيلة الضرائب في أنشطة أخرى كما تمارس الكثير من الحكومات. والله الموفق

هل تضاعف السيئة والحسنة في رمضان؟

 17-06-2016
هل صحيح أن السيئة تضاعف في رمضان كما أن الحسنة تضاعف؟ وهل ورد دليل على ذلك؟.نعم، تضاعف الحسنة والسيئة في الزمان والمكان الفاضلين، ولكن هناك فرقا بين مضاعفة الحسنة ومضاعفة السيئة، فمضاعفة الحسنة مضاعفة بالكم والكيف، والمراد بالكم: العدد، فالحسنة بعشر أمثالها أو أكثر، والمراد بالكيف أن ثوابها يعظم ويكثر، وأما السيئة فمضاعفتها بالكيف فقط أي أن إثمها أعظم والعقاب عليها أشد، وأما من حيث العدد فالسيئة بسيئة واحدة ولا يمكن أن تكون بأكثر من سيئة .
وتضاعف الحسنة والسيئة بمكان فاضل كمكة والمدينة وبيت المقدس وفي المساجد, وبزمان فاضل كيوم الجمعة, والأشهر الحرم ورمضان. أما مضاعفة الحسنة; فهذا مما لا خلاف فيه, وأما مضاعفة السيئة; فقال بها جماعة تبعا لابن عباس وابن مسعود . . . وقال بعض المحققين: قول ابن عباس وابن مسعود في تضعيف السيئات: إنما أرادوا مضاعفتها في الكيفية دون الكمية) اهـ .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: (الصيام هل يحصّل به المسلم تكفير الذنوب صغيرها وكبيرها؟ وهل إثم الذنوب يتضاعف في رمضان؟)
فأجاب: (المشروع للمسلم في رمضان وفي غيره مجاهدة نفسه الأمارة بالسوء حتى تكون نفسا مطمئنة آمرة بالخير راغبة فيه، وواجب عليه أن يجاهد عدو الله إبليس حتى يسلم من شره ونزغاته، فالمسلم في هذه الدنيا في جهاد عظيم متواصل للنفس والهوى والشيطان، وعليه أن يكثر من التوبة والاستغفار في كل وقت وحين، ولكن الأوقات يختلف بعضها عن بعض، فشهر رمضان هو أفضل أشهر العام، فهو شهر مغفرة ورحمة وعتق من النار، فإذا كان الشهر فاضلا والمكان فاضلا ضوعفت فيه الحسنات، وعظم فيه إثم السيئات، فسيئة في رمضان أعظم إثما من سيئة في غيره، كما أن طاعة في رمضان أكثر ثوابا عند الله من طاعة في غيره. ولما كان رمضان بتلك المنزلة العظيمة كان للطاعة فيه فضل عظيم ومضاعفة كثيرة، وكان إثم المعاصي فيه أشد وأكبر من إثمها في غيره، فالمسلم عليه أن يغتنم هذا الشهر المبارك بالطاعات والأعمال الصالحات والإقلاع عن السيئات عسى الله عز وجل أن يمن عليه بالقبول ويوفقه للاستقامة على الحق، ولكن السيئة دائما بمثلها لا تضاعف في العدد لا في رمضان ولا في غيره، أما الحسنة فإنها تضاعف بعشر أمثالها إلى أضعاف كثيرة، لقول الله عز وجل في سورة الأنعام: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ )
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وهكذا في المكان الفاضل كالحرمين الشريفين تضاعف فيهما أضعافا كثيرة في الكمية والكيفية، أما السيئات فلا تضاعف بالكمية ولكنها تضاعف بالكيفية في الزمان الفاضل والمكان الفاضل كما تقدمت الإشارة إلى ذلك، والله ولي التوفيق.
والله أعلم .
منقول بتصرف

المواصفات في إجازة

 16-06-2016
قد لا يصدق أحد أن المباني التي على شارع النيل التي بناها المستعمر بها على سبيل المثال مراوح ماركة GE مازالت تعمل إلى زماننا هذا ولم يغير مفتاحها ولا جناحها ولا قلبها ولا جِلَبها.
اتطلع إلى سقف غرفة وأجد مراوح عمرها ثلاثين سنة مازالت تعمل وحنفيات، أو إذا اردت العربية، صنابير ماء قديمة صامدة على ابتلاءات الدهر.
وتلتفت إلى مراوح اليوم تجد أنها قابلة للأعطال بل في حالة استمرار دائماً تطلب الصيانة وتستبدل مفاتيحها عدة مرات في السنة. أما الصنابير واللمبات فهذه صارت مثل صحون الاستخدام مرة واحدة.
كيف تدهورت الجودة في الصناعات إلى هذا الدرك؟ هل هي ملازمة لتدهور الأخلاق التجارية. وإذا فقد التجار الضمير أليس هناك جهة مراقبة رسمية. أسمعكم تجيبون: المواصفات والمقاييس.
وقبل أن نَقَبل على المواصفات تجارنا ومن الصين بالذات التدين عندهم يحتاج مراجعة. ودليلي قصة رجل الأعمال الصيني أو صاحب المصنع الصيني الذي طلبوا منه أن يكتب عليها (صنع في اليابان) لما تتمتع به اليابان من سمعة جيدة في الصناعة وفي كل شيء (التحية لليابان كما يقول مقدمو البرامج عندما يذكر اسم شخص) التجار الذين طلبوا كتابة عبارة (صنع في اليابان) عندما جاء وقت الأكل سألوا هل فيه لحم خنزير أو لحم كلاب أو أي محرم؟ هنا اندهش الصيني وسألهم: أي دين هذا الذي يقبل الغش ويحرم اللحوم!
من يصدقني أن محبس ماء (بلف) في خزان على سطح المنزل وقطعا تعرض للشمس وما سمعنا بأن الشمس قبل ذلك تؤثر في الحديد وتجعله مثل الدقيق. مددت يدي للبلف لأقفله فإذا به كالبدرة يتحتت.
كيف اجتازت هذه الصناعات المواصفات؟ وكيف كان حال أسواقنا قبل المواصفات؟ وهل إذا لم تقف المواصفات والمقاييس عند المداخل لتجيز هذه السلع التالفة هل يمكن أن يأتي التجار بأسوأ مما بالأسواق الآن؟
وهل يكفي ختم المواصفات والمقاييس شاهداً وحيداً؟ وفي حالة وجد المواطن السلعة سيئة ولا تصمد طويلاً هل يحق له أن يشتكي؟ ومن يشتكي المستورد أم المواصفات والمقاييس؟
سبحان الله هذه الصين تصنع لكل بلد ما تريد، السلع الصينية في السعودية وأوربا ليست كالتي في أسواقنا. إذا هنا علة كبيرة وعلاجها ليس صعباً إبادة شحنة واحدة غير مطابقة للمواصفات. (بافتراض أن هناك مواصفات لكل سلعة) أقول إبادة شحنة واحدة لتاجر مستهتر يمكن أن تعدل خلل هذا السوق.
كل العلة الآن في هيئة المواصفات والمقاييس إما أن مواصفاتها متدنية أو لا توجد أو العاملون عليها وخصوصا في المنافذ يحتاجون تدريباً أكثر (بالله مش عبارة حلوة وكلمة طيبة معقول في رمضان الواحد يقول غير كده؟).
بالمناسبة هذا هدر موارد خاصة وعامة والمصائب لا تأتي فرادى.
لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

التهميش الجد

 14-06-2016
في سبعينات القرن الماضي كان الإداري د. جعفر محمد علي بخيت يدهش الناس بخروجه عن المألوف ليس في لغته فحسب بل أفكاره. مازلت أذكر كيف قامت عليه الحملات المضادة يوم قال: (على الدولة أن تعلم الناس وليس عليها أن توظفهم) والحال لم يكن كما هو الآن وقد كان الكلام صادماً وغريباً.
ومرة أخرى قال: (لا تكفي الشهادة مؤهلاً طول الحياة، لابد من تجديد صلاحيتها بامتحانات من حين لآخر إذ لا يعقل أن يتخرج الخريج ويحمل شهادة البكالريوس كالرخصة طول الحياة دون تطوير أو تجديد لمعلوماته).
في الأسبوع الماضي وبدعوة من الأخت والزميلة الفاضلة الأستاذة أحلام بشير حضرت مؤتمراً في وزارة التربية والتعليم بعنوان: "التعليم الدامج". الحضور كان نوعياً ولكنه كبير شاركت في المؤتمر اليونسكو، اليونسيف، الصحة العالمية، الجمعية العالمية لذوي الإعاقة وولاية القضارف.
المؤتمر يبحث في دمج فئة ذوي الإعاقة الخاصة في التعليم العام ويا له من باب واسع لم يشغلنا ولم يشغل مناهجنا قبل أربعين سنة يوم كنا طلاباً في كلية التربية، لذا تذكرت د. جعفر محمد علي بخيت.
وكما تقدمت ولاية القضارف التعليم التكنولوجي كانت الوحيدة المشاركة في التعليم الدامج (الدامج او المدمج لم تدرس الأمور حوله داخلياً ولا خارجياً يبدو انه مصطلح في دور التخلق إذ وجدته أحياناً يُستعمل للدمج بين التعليم التقليدي والتكنولوجي).
وفي ولاية القضارف وضعت منظمة ADD الجمعية العالمية لذوي الإعاقة، أولى خطواتها لدمج المعاقين في عدد من المدارس وما يستلزم ذلك كثير جداً من تدريب للمعلمين على تطويع المناهج لمواءمة مختلف الاعاقات، فقدان السمع والبصر والكلام، لكل وسائله ولغته التي تُعالج بها الحالة.
هذا الموضوع وبعد الأوراق التي قدمت وكانت (تنشر) قصوراً ونقداً لحال هذه الفئة ضعف وعدم اهتمام في التشريعات والإحصاء والإدارات واهتمام الوزارات بها وفي الولايات كثير من الولايات لم يُلتفت إليها، تخلص إلى أن هذا الموضوع يحتاج وقفة جادة من كل الأجسام الحكومية التي يفترض أن تقوم به.
لا نريد أن نستجدي العواطف ونقول لا يشعر بمعاناة المعاقين إلا من عايش واحداً منهم وما لم يرع الرعاية الخاصة التي كفلتها له المواثيق العالمية والدستور فسيكون ذلك نقص القادرين على التمام.
في ورقة الأستاذ عبد الرحمن إسماعيل غانم: أصبح عدد ذوي الإعاقة الآن في السودان في حدود (1,850,000) مليون شخص. وهذا الرقم مشكوك فيه إلى حد كبير إذ الإحصاء الأخير 2008 لم يطبق كل معايير الإعاقة وتعريفاتها وهذا ما يرجى تلافيه في التعداد القادم.. (حيكون متين يا ربي)!.
ما لم يبدأ العمل في هذا التعليم المهم بالإحصاء الدقيق يصعب الوصول للهدف. هذا ما ينقص وزارة التربية والتعليم الآن رغم اجتهادها في إدارتها العليا والتي مازالت تستجدي بعض الولايات أن تُنشئ إدارة لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة لتخطو بخطوات صحيحة في دمجهم بالتعليم العام.
ذكر غانم أن هناك 12 وزارة يفترض أن تكون بها إدارات عامة للتربية الخاصة لا توجد بها إلا وزارة التربية والتعليم و11 وزارة لم تستشعر دورها بعد ولم تنشئ هذه الإدارات المتخصصة لذوي الاعاقة.
موضوع مهم وكبير والاهتمام به مسئولية الدولة دينياً وسياسياً.

كلفتوها" ورب الكعبة

 12-06-2016
يحيرني الذين يخططون ويحيرني أكثر الذين ينفذون ولكن نسأل أما من رقيب غير الصحافة؟
الأمر اليوم محزن جداً وفي شأن عظيم هو الزراعة ولن تقوم لاقتصاد هذه البلاد قائمة بغير الزراعة. لأنها لا تخرج مباشرة من الأرض إلى الأنابيب والميناء ولا يعرف إلا الراسخون في العلم كم خرج وأين ذهب وبكم بيع وأين وضعت عائداته. وهي ليست كالذهب له منقبين ومصفاة وهذا حد علم الناس به ويلتفتون ليجدوه انعكس خيرا على معاشهم وإذا بمعاشهم يصعب اليوم بعد اليوم.
أما الزراعة فتنبت في الهواء الطلق وتتدرج ويعيش منها الإنسان والحيوان والطير (طبعا ينط واحد يقول لي الطير ما حيوان؟ طيب مش الوزارة اسمها وزارة الثروة الحيوانية والسمكية. السمك ما حيوان؟ فكونا وعرفوا لنا ما هو الحيوان أو من هو الحيوان؟). معليش الاستطراد طلعنا من الموضوع.
الزراعة يباركها الله ويرعاها وخيرها وفير ومقوماتها الطبيعية موجودة الأرض والماء والشمس والحمد لله. ينقصها الإنسان ورأس المال. وحجة التمويل والتسويق كأضعف حلقتين. الآن جلس لها مختصون كثر وخرجوا ببعض الحلول منها تكوين جمعيات المنتجين أو جمعيات المهن الزراعية أو شيء من هذا. الفكرة التي خرج بها المخططون وأصبحت قانونا بعد جهد جهيد تقوم على أن يتحد منتجو أي محصول عددهم من سبعة وما فوق ليكونوا جمعية منتجي الطماطم مثلاً. فصلَّ القانون كثيرا في توزيع أدوار هؤلاء من تسجيل للجمعية كجسم قانوني له حق التعاقد والبيع والرهن والتمويل والتسويق حسب ما يرون. الفكرة رائعة ولكنها فوقية لم يبصر بها المزارعون ولا يعرفون حتى اسمها وهي فكرة ذكية أو خبيثة لتنهي ما يُسمى اتحاد المزارعين واتحادات المزارعين التي أفسدتها السياسة والسياسيون على مر الحقب السياسية.
ولكن للأسف ما يجري الآن ليس له علاقة بالقانون وإن اتوا بوكيل نيابة ليشهد تكوين هذه الجمعيات. الواقع يقول مازال يعشعش في رؤوس بعض المزارعين تزعُم المزارعين واللعب بمقدراتهم وقدراتهم وتمثيلهم في الحقوق والواجبات والعيش من كدهم وتعبهم أسوة بالسياسيين الذين جاءوا بهم.
الواقع يقول بنفس تكوين روابط مستخدمي المياه التي فشلت فشلاً مشهودا تم تكوين هذه الجمعيات يجتمع بعض المتطلعين لقيادة قطيع المزارعين عدد من الأشخاص وبنفس الطريقة الترعة كذا أكتب فلان اكتب فلان. وفلان لا يدري عما كتب فيه شيئاً. وترفع الجنائز عفوا القوائم وهي تحمل شهادة وفاة هذه الفكرة الفوقية والتي لم ينور المزارعون بها ولا يعرفون عنها كثير شيء فلتهنأ الدولة بموت الزراعة ما دام القائمون عليها هم هؤلاء الطفيليون.
المطلوب الآن إيقاف كل هذا العبث وإلغاء كل هذه الجمعيات التي كونت بليل وتنوير المزارعين ووضع جمعيات نموذجية يراها المزارعون أمامهم وبعد مرور موسم أو موسمين يتضح الفرق بين محصول قامت عليه جمعية منتجين وآخر بلا جمعية.
هذا إن كان هناك من يريد إصلاحاً وإحقاق حق.


الأحد، 12 يونيو 2016

تعقيب على (فريق النساء إلى سيكافا)

 11-06-2016
الأخ الأستاذ/ أحمد المصطفى
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت ما جاء في عمودكم الهادف الذي تهتمون فيه دائما بمبدأ من أهم مبادئ الإسلام وهو (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) والذي كان عن الفريق (النسائي المتجه إلى سيكافا لتمثيل السودان في منافسات المعاصي ومخالفة منهج الله) والله الذي لا إله إلا هو، لم اقرأ في حياتي مع تقدم سني خبرا محزنا ومخجلا ومستفزا لمشاعر الأمة السودانية المسلمة مثل هذا الخبر، الذي تناولتموه في عمودكم – ويا للخزي، ويا للعار، ويا للخذلان ونعوذ بك اللهم من الخذلان، اللهم لا ترنا أكثر مما نرى ولا تسمعنا أكثر مما نسمع عن مثل هذه التصرفات الغريبة عن ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا - فريق نسائي (سوداني) ينافس ويتبارى في المعاصي والآثام – إنها والله المنافسة والتبارى في المنكر ومعصية الله وعدم التأدب مع الله واستفزاز مشاعر أمتنا المؤمنة،،
إن الأصل في الخطاب القرآني أن يكون الخطاب موجها للرجال ((يا أيها الذين آمنوا) والنساء يدخلن في هذا الخطاب –ولكن عندما أمر الله المسلمين ((بغض البصر)) خاطب المؤمنات بآية منفصلة عن الرجال (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) مما يدل على خطورة (النظرة) فكيف بالله تقبل دولة مسلمة أو أب مسلم بابنته تلعب أمام آلاف المتفرجين من الكفار وغيرهم ((تنطط وترفس وتفنجط وتقع وتقوم)) أمامهم عارية كاشفة لكل عوراتها إلا العورة المغلظة التي هي نفسها ممكن أن تظهر أن كان ما ترتديه محزقا؟ والله الذي لا إله إلا هو لا يرضى بهذا إلا من كان ديوثا خالصا منحطا،،
ويقول أحد الإخوة – إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لاتهتاج فيه الشهوات في كل لحظة لأن عمليات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار حيواني لا تنطفىء ولا ترتوي – والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري – كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج تلك السعار الحيواني المجنون- ونقول أخي أحمد المصطفى ليس هناك سببا لظاهرة اغتصاب الطفلات القاصرات وربما الأطفال وقتلهن ورميهن في الآبار أو دفنهن وانتشار هذه الظاهرة إلا بسبب التبرج والمتبرجات اللائي امتلأت بهن شوارع الخرطوم وعواصم ولاياتنا، فما الذي سيفعله القائمون على أمر البلاد والعباد والمقرون بتكوين الفريق النسائي بقوله تعالى: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)) لقد رفعوا شعاراتهم (هي لله – وكل شيء لله) وظننا أن هؤلاء هم من سيقيمون مملكة الله في أرض السودان- وجاهد المجاهدون تحت هذه الشعارات حتى يكون الله وحده هو المعبود في أرض السودان كما هو في سمائه –وكانوا مجاهدين شجعانا وصاروا شهداء أبرارا كانوا يقومون بتكوين كتائب المجاهدين إلى مناطق العمليات والآن يقومون بتكوين فرق النساء العاريات لتمثيل المسلمين السودانيين في سيكافا، والله الذي لا إله إلا هو، لقد خنتم الشهداء ولو علم عبيد ختم والمعز عبادي وعلي عبد الفتاح ومالك الفضل ما ستئول إليه حالكم لما أطلقوا طلقة واحدة للدفاع عن شعاراتكم- فاتقوا الله في الشهداء فإنهم أحياء يرون ما تفعلون، واتقوا الله في هذا الشعب المسلم، والله المستعان على ما تفعلون،،،
سعيد دمباوي

شعبان.. الثورة المنسية!!

 09-06-2016
من القائل: keep it Hot
نفرد الاستفهامات اليوم للأخ المهندس عطا ولن نبخل عليه ببعض الأقواس.
في شهر شعبان من العام الماضي كتبت في صحيفة الصيحة مقالاً مختصراً عن بعض الذكريات عن (ثورة شعبان المنسية) وقد طالبت في ذلك المقال وما زلت أطالب الاخ البروفسير حسن مكي – سكرتير اتحاد جامعة الخرطوم الذي فجر الثورة أن يكتب سِفْراً كاملاً شاملاً ودقيقاً عن هذه الثورة المتفردة.
فإذا كان الأستاذ أحمد محمد شاموق قد كتب – أكتوبر الثورة الظافرة –فإن شعبان خطتها المحكمة لا تساوي أكتوبر بالنسبة لها تخطيط ليلة واحدة.
ذلك أن نظام عبود كان متسامحاً كما ذكر ذلك مفجرها المرحوم الشيخ حسن الترابي، أما نظام النميري فقد كان قاسياً وانا لا أنسى كيف تعاملت معنا الشرطة في مستشفى الخرطوم وكيف أن الطلاب كانوا (يبطحون) على بطونهم وصدورهم على أرضية (الكومر) حتى لا يستطيعوا الهتاف مع ما صاحب ذلك من إطلاق البمبان بكثافة داخل ممرات المستشفى.( من الاستفهامات: والآن كيف؟).
لقد اتصل بي بعد ذلك المقال إخوة كثر أذكر منهم الأخ عبد الرحمن الفادني – البطانة – قائد مجموعة بحري التي عبرت النيل على زورق إلى الجامعة وتخطت الشرطة بشارع النيل وهي تحمل الخبز وكذلك الأخ القانوني تاج الدين الشريف وما يذكره من حكاوٍ كانت حينها امتحاناً وهي اليوم ذكريات شيقة، وما ذلت أبحث عن الباشمهندس أحمد خليل حمزة كيف قاموا بتجميع إذاعة متحركة تنقل الأخبار أولاً بأول الشئ الذي أربك النظام .
أما احتلال الجامعة فقد حاولت الحكومة من الخارج والشيوعيون وأتباعهم في داخل الجامعة من تثبيط الطلاب بأن الاحتلال سوف يفشل والغذاءات سوف تنفد ولكن ما ذكرته عن ذلك دون تكرار قد أفشل كل هذه التثبيطات حتى استجاب النائب الأول لرئيس الجمهورية المرحوم محمد الباقر أحمد، السوداني العاقل والاصيل لطلب الاجتماع بالاتحاد في القصر الجمهوري وما صدر بعد ذلك من اجراءات حفظت للاتحاد هيبته وخسر هنالك المثبطون. (من الاستفهامات: اللهم أرحم الباقر العاقل)
مما دفعني لإعادة هذه الذكريات هو ما ورد في صحيفة الصيحة يوم الثلاثاء 24 ربيع الاول الموافق له 5 /1 /2016 م صفحة (5) للكاتب صديق رمضان في تصريح للسيد الإمام الصادق المهدي ما نصه: "بعد إطلاق سراحنا قررنا كقوى سياسية تضررت من النظام وكانت ترى ضرورة ذهابه، قررنا القيام بعمل على الأرض فكانت انتفاضة شعبان وكانت في عام إطلاق سراحنا إلا أنها لم تصب النجاح المأمول وبعد حدوثها قرر النظام المايوي التركيز على مضايقة الإخوان المسلمين واستثناء القوى السياسية الأخرى حتى لا يوسع نطاق مواجهته مع الأحزاب رغم أننا من خططنا لثورة شعبان ؟؟!! والله إني لأستغرب أن يصدر هذا الكلام من الإمام بالذات مع شكري له على حقيقة ما ذكره من مضايقة النظام للإخوان فالإمام بذلك قد أنصف الإخوان وما ذلك إلا لامتلاكهم للشارع والطلاب والطبقة المستنيرة. لقد طلبت في مقالي السابق متسائلاً عن الزعيم الذي طلب منه تحريك قواعده والصلاة على الشهيد حاتم، من أبناء أم درمان، وقال قولته المشهورة keept Hot Till Tomorrow على الإخوان تجميع أوراق شعبان المبعثرة. وكذلك التعرف على أسرة الشهيد حاتم من أبناء أم درمان آمل ذلك قبل أن يأخذ صاحب الأمانة أمانته وتصبح شعبان في طي النسيان.
مهندس/ عطا السيد عبد الواحد
من الاستفهامات: صححنا قبل اليوم الإذاعة كانت من معهد المعلمين العالي الذي أصبح كلية التربية ومن إنتاج جمعية الفيزياء وعرضت في المعرض وطُورت أثناء شعبان.

فريق نسائي.. يا هو الفضل

07-06-2016
رمضان كريم تقبل الله وأصلح حال بلادنا وبلاد المسلمين.
أحقا ما سمعنا أن فريقاً لكرة قدم نسائي سيمثل السودان في سيكافا؟ً
طيب ما تفتحوا البارات وتريحوا الجماعة. معقولة فريق من النساء يلعب كرة القدم في السودان! ما هي الملابس التي يرتدينها؟ عباءات ونقاب طبعا ليس معقولة هل سيلبسن كما يلبس الرجال وحتى لبس الرجال الكروي لبعض الأئمة فيه رأي فكيف ستلعب النساء كرة القدم؟
هل في ميدان عام ومكشوف أم في ميدان لا تدخله إلا النساء؟ هل هناك كاميرات ولجنة تحكيم ومنصة ورجال خط أم نساء خط؟ الحكم رجل أم امرأة، حاملو الكاميرات رجال أم نساء؟ هل ستعرض على قنوات خاصة بالنساء؟ وهل هناك قنوات للرجال وقنوات للنساء أصلاً؟
هل هذا تطور أم انحطاط أم دياثة؟
قبل أن يعلن هذا الإعلان بتمثيل السودان في سيكافا بفريق نسائي ما كنت اسمع بفرق كرة نسائية هل حقا عندنا هذه الفرق وأين تلعب ومن المتفرجون عليها؟ نساء أم رجال؟
وتتهمون أمريكا بالعقوبات وتعلقون كل الفشل في شماعة العقوبات الأمريكانية هذه عقوبات ربانية للمفرطين في شرع الله والمنبطحين (كما يقول الطيب) أما طلاب الباطل والذين لا يجرؤون على الوقوف مع معتقداتهم إلا بالهتاف. (هي لله.. هي لله) بالله كيف يسمح مجتمع محترم متدين بأن تمثله نساء عاريات أو شبه عاريات في مجمعات كروية فشلت فيها فرق الرجال عشرات المرات؟ بالله ما أقصى هدف من هذا التمثيل هل هو تلك اللعبة المسماة كأس تعالوا المنطقة الصناعية ونعمل 100 كأس مش واحد ونحفظ عروضنا.
لا بد من متشدقين سيطالبون باحترام حق المرأة وهؤلاء لا أرد عليهم إلا بشيء واحد احضر زوجتك وبنتك بهذا اللبس ودع الكاميرات تصورها وهي واقفة فقط ناهيك عن أنها تلعب وترفع ساقيها إلى أعلى.
لا اريد ردا من المعارضين على هذا المقال إلا الاختبار العملي يأتي لنا بزوجته أو بنته أو أخته وهي تلبس لبس كرة القدم المعروف ويصورها لنا من جهاتها الأربعة على أي قناة يختارها. وذلك بعد إبراز بطاقتها التي تثبت صلتها به.
يا سادتي يا أيها القائمون على الأمر في بلادي لا نريد أن نقول مقولة الحلفاوي التي يُسأل عنها زكريا حامد شخصياً ولكن اتقوا الله في هذا الشعب المسلم واحفظوا له دينه وكرامته ويكفيه ضياع اقتصاده. رغم أن هذه من تلك كما قال أحد الشيوخ (ما في دين بلا عجين).
لا حول ولا قوة إلا بالله الحقوا هذا الفريق وانزلوه ولو بلغ سلم الطائرة وارونا من وراء هذا العبث ببنات الناس.
أليس فيكم رجل رشيد؟

4848 وبس



4848 هو رقم اتصال لشركة الكهرباء من كل الشبكات لتسجيل البلاغات من كل انحاء السودان ومن ثم يتم توزيع البلاغات على أقرب مكتب خدمات.
وهناك وسيلة أخرى هي الاتصال المباشر او الوصول المباشر لأقرب مكتب كهرباء لتجد مكتباً او شبكاً كُتِب عليه (بلاغات). ما من شك ان الوسيل الأولى وهي الاتصال على 4848 هي الاحسن والاسهل للمواطن إذا كانت متيسرة  وهناك عدة موظفين في مركزها ليردوا على شعب السودان والواقع يقول (كل الموظفون مشغولون الآن ورقمك هو 24 عليك الانتظار وعداد الهاتف يعد ويعد ويسحب من رصيدك والله اعلم اين يصب؟
 وما وجدت 4848 الا لتخدم المواطن وراحته طبعا الراحة الجسمانية إذ لا راحة لجيبه فرقم البلاغات هذا ليس مجانيا كما في كل بلاد تحترم مواطنها. وتستحي منه لأنها تأخذ منه أجرة خدمة الكهرباء مقدماً ومعاها رسوم عداد الى يوم القيامة وهذا العداد الذي يدفع له اجرة شهرية المواطن اشتراه من الكهرباء ودفع ثمنه أضعافا مضاعفة. كيف يكون رقم البلاغات بأجرة وربما تكون بتعرفة أكثر من المعتاد.
كل هذا ليس موضوعنا اليوم وكتبناه قبل اليوم (ولكن الجلود التخينة ولا يهمها) من عجائب هذا الزمان ان تجد موظفا لا يفهم الا بطريقته هو، ولا يرجو زيادةً لمعرفته.
بالله إذا قطعت الكهرباء عندك لعطل إصلاحه لا يتم الا من أقرب مكتب اليك وقلت في نفسك بدل 4848 خليني امشي وأسجل البلاغ بنفسي بدلا من ان يذهب الى الخرطوم ويعود بعد ساعات في شاشة كمبيوتر المكتب الأقرب لك. ولأهمية الموضوع عندك وما يترتب عليه من خسائر وصلت المكتب ووجدت مسئول البلاغات يبحلق في شاشته وتخبره بشكواك، ويأتيك الرد الصادم لا نقبل بلاغات مباشرة الا عبر 4848 اذهب واتصل على 4848 . يا راجل بتتكلم جد؟ نعم لا نقبل بلاغات الا عبر 4848. يا أخي 4848 للتسهيل وليست للتعقيد انا جيتك بنفسي لماذا لا تسجل البلاغ عندك وتدرجه في قائمة بلاغاتك.
انا قلت ليك لا نقبل البلاغات الا عبر 4848 وخلاص. أها مثل هذا الذي لا يعرف أهدافا هل ترجو منه نفعا وهل حقا تخرج مهندسا من جامعة عرضت عليه مئات المسائل وحلولها ليتعلم كيف يجد حلاً لكل مشكلة تقابله.
توظيف ربوت في مثل هذه الوظائف أفيد من هذه الربوتات البشرية. علموا هؤلاء الأهداف العامة لوظائفهم ولماذا وضع فيها بشر؟ قطعا ليتصرفوا ولكن اذا اردناها بهذه الطريقة التي لا تصرف فيها فالإنسان الآلي ارخص ولا يحتاج راتب ولا معاش ولا إجازة ولا أعذار ولا يسف ولا يدخن. (الله يرضى عليكم ضعوا قوسين حول الكلمة التي تستحق اقواساً في الجملة السابقة).

يا شركة الكهرباء لا تجعلي همنا همين قلة امداد وعوارة موظفين يكفينا واحدة. 

وداعاً الضمان الاجتماعي



وجاء يوم شكركم.
الصندوق القومي للضمان الاجتماعي منفذ رقم (1) الخرطوم المكان شارع الجمهورية.  هذا المنفذ هو مجموعة مكاتب وادارات تقدم خدمة الضمان الاجتماعي وبعضهم يسميها معاشات العمال والفرق بسيط المهم تقدم لمن أحيل للمعاش من العاملين لشيخوخته او لأسباب أخرى.
ظللت اتابع في هذا المكان معاش لأحد اقاربي وكيلاً طيلة الستة عشر سنة الماضية الى ان توفاه الله في سبتمير الماضي اللهم ارحمه واغفر له. وشهدت كل التطورات التي مر بها ومنذ ان كان الناس يقفون صفوفا ليصرفوا دراهم معدودة - في يوم كان المعاش 36 جنيهاً - ما كنت اصرفها الا كل ستة أشهر لأنها مش جايبة حق الوقفة.
وتطور المركز رويدا رويدا وكتبنا عنه سلبا وايجاباً مرات كثيرة. في الأيام الماضية كان عليَّ ان اتردد عليه عدة مرات لتحويل الضمان لمستحقيه من عائلة المتوفى.
وهنا مررت بعدة خطوات يشهد الله غاية في النظام والترتيب والحوسبة وفوقها تعامل راقي جداً من مدير المركز الأستاذ صديق محمد علي يقابل الجميع بهدوء يفتح النفس. يقضي لكل طلبه ويوجهه التوجيه المطلوب وينجز عشرات المعاملات دون ضيق ويحفظ الملفات اليدوية في ترتيب لا يأتي الا من نفس مرتبة ومخلصه اللهم بارك له في ماله وولده ووقته (وفي دعوة صغيرة سأفعلها بظهر الغيب).
وعندما يخلو مكتبه من المراجعين يقوم بجولة تفقدية للصالات الجميلة المكيفة المرتبة المنظمة حيث المنتظرين لإجراءات أو صرف أموال. شبابيك الصرف 6 أو 5 لست متأكداً تعمل منها اثنان فقط لماذا لا أدرى واحد للنساء وواحد للرجال ونسبةً لترتيب الصالة وبرودتها لا يتضايق أحد.
في هذه الأيام مررت على شاب مهمته الحوسبة او استخراج البطاقة الالكترونية، هكذا سموها، المهم هي البطاقة التي يقدمها المعاشي وبها يستخرج اذن صرفه من الحاسوب ويسلم مبلغه (لا تسألوني عن المبالغ إنها لا تكفي وجبة واحدة لأصحاب الجضوم الكبيرة) هذا الشاب المهندس واسمه محمد مصطفى كتب على مكتبه تستخرج البطاقات يومين في الأسبوع حددوهم الاثنين والخميس او الثلاثاء والخميس المهم ما كان يرد احداً حتى في غير هذين اليومين بل كان يقوم بعمل زميلة له غابت ذلك اليوم لينجز للناس أغراضهم جزاه الله ألف خير وبارك في شبابه.
رب قائل هذا واجبهم نعم ولكن إذا قام كل بواجبه لما كان حال بلادنا كما هو اليوم. أكتب اليوم لوجه الله وليس لي علاقة بهذا المركز وقد لا أزوره أبداً ولكن رأيت أن أقول للقائمين على هذا المركز جزاكم الله خيراً وبارك فيكم. لتطوره وترتيبه ونظافته وتهويته طبعا لا يخلو مكان فيه عشرات الموظفين من موظفة كبيرة السن، لا تعجب ولكن الخيرون كثيرون وهذا ما لزم.

لماذا لا نقول لمن أحسن أحسنت؟ لنقولها

رمضان يا مدخنين

 04-06-2016
في هذا المقال يسرد أخصائي طب الأسرة د. أحمد عبد الله الحسن، مدير برنامج مكافحة التدخين بمكة المكرمة، عدة خطوات تساعد المدخنين لاغتنام فرصة شهر رمضان لترك هذه العادة. وإن كان د. أحمد قد حدد الخطوات بطريقة المتخصصين فلغير المختصين تجاربهم ومن تجاربي قبل أربعين سنة يوم كنت شاباً دخنت السجائر لفترة ويوم أقلعت عنه بعزيمة قوية ذقت الفرق بين صحة المدخن وغير المدخن. المدخن لا يرتاح في نومه أبدأً ويصحو وجسمه متعب. غير المدخن يشعر بنعمة النوم ويصحو نشيطاً لا سعال ولا ضيق تنفس ولا عطش. هذا للنوم.
أما من حيث الأكل المدخن لا يأكل كما يأكل الناس يشعر كثيرا بعدم الرغبة في الأكل وهو دائما مستعجل ليخلص من الأكل ليدخن معبودته السيجارة.
أما اجتماعياً فرائحة ملابسه دائماً منفرة وهو لا يشعر بذلك وكل من حوله يتضايقون من رائحة الدخان. ومن عيوب التدخين ما يصعب سرده هنا.
أما الشيشة ذات الرائحة النتنة وطريقة تدخينها التي يرفضها الذوق السليم كيف يتبادل الناس الشيشة من فم إلى فم دون أن (........)
أما الابتلاء الأكبر التمباك فهو مناف للفطرة تماما كيف يضع عاقل هذه الكتلة بين شفته ولثته وبعد قليل تمتلئ لعاباً ويصبح منظر صاحبها مقرفا جداً ولن يشعر هو بهذا القرف بالضبط مثل المعتوه الذي يسير بين الناس بملابس قذرة أو ممزقة ويتبسم وهو لا يدري عن نفسه شيئاً والكل مستغرب من منظره وهو يطلق البسمات هذا هو سفاف التمباك وإن وضعها تحت شفته العليا.
أكتفي بهذا القدر وأترك المايكرفون ل د. أحمد
يقبل شهر رمضان خلال أيام قليلة على المسلمين حول العالم، وفضلا عن مكانته الدينية الكبيرة، فهو فرصة يمكن استغلالها في تحسين الصحة العامة للجسم، ويمكن اعتباره برنامجا صحيا متكاملا للإقلاع عن التدخين. وتكمن صعوبة الإقلاع عن التدخين في شقين هما العادة وحاجة الجسم للنيكوتين. وأود التنبيه أن حاجة الجسم للتدخين تختلف من شخص لآخر، وإن أعراض الإقلاع عن التدخين أيضا تختلف من شخص لآخر بحسب طبيعة الجسم، فمنهم من لا يعاني من أعراض جسدية وهذه الفئة تقتصر صعوبة الإقلاع على عوامل نفسية تتعلق بالتدخين كعادة سلوكية يومية لا أكثر. وهذه الفئة يعتبر شهر رمضان بالنسبة لهم علاجا سريعا ومضمونا مع قليل من العزيمة وذلك مع تغيير النظام السلوكي اليومي . أما بالنسبة للمدخنين الذين يصعب عليهم الإقلاع لأسباب نفسية وجسدية معا، يمكنهم الاستفادة من شهر رمضان كبرنامج متكامل للإقلاع تدريجيا ويفضل مراجعة الطبيب المختص للمساعدة.
كيف تقلع عن التدخين: اغتنم الفرصة في شهر رمضان وكن أكثر قربا من الله. ثم قرر بشكل قاطع التوقف عن التدخين. ضع أخطار التدخين أمام عينيك. غير من نمط حياتك اليومي. تجنب الأصدقاء المدخنين. أكثر من شرب الماء والسوائل وأكل الخضروات والفواكه. ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة. احصل على الدعم الاجتماعي والتشجيع. فلكم احبتي جميعا أن تغتنموا فرصة هذا الشهر الفضيل في التخلص من كل مكونات التبغ حتى تنعموا ومن حولكم بصحة جيدة وعافية.
والله الموفق



استِقبال رمضانِ

03-06-2016
تمر الأيام كالبرق وتمضي السنوات مسرعة، فنضيع في زحمة الحياة وعتمتها، ونَتِيهُ في دروب الدنيا وفتنتها، وننشغل في اقتناء الماديات وشراء الكماليات وتوفير الشكليات، فلا نعبد الله حق عبادته، ولا نعتني بأرواحنا حق عنايتها، ولا نرعى قلوبنا حق رعايتها. وفجأة، يبزغ فجر شهر رمضان الكريم، فتنفرج الوجوه وتهفو الأرواح وتسعد القلوب. لذلك، نستعرض فيما يلي بعض الخطوات التي تساعد المسلم على استقبال رمضان وأيامه، واغتنام أجره وثوابه.
الخطوة الأولى: الدعاء لبلوغ رمضان
أهم استعداد لرمضان هو الشوق لنفحاته الدينية، والتطلع لنسماته الروحية. لذلك، يُستحسَن للمسلم أن يسأل الله في كل وقت وحين أن يبلغه رمضان وهو في صحة وعافية. فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (الَّلهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبَ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَان). فإذا دخل رمضان دعا المسلم ربه أن يُدخِله عليه وعلى الأمة الإسلامية بالأمن والأمان، وأن يوفقه لصيامه وقيامه ويجعله مغفرة لذنوبه وآثامه.
الخطوة الثانية: الشكر على بلوغ رمضان
إذا دخل رمضان على المسلم وهو حي يرزق، فتلك منحة كبيرة وخير وفير. فإذا وُفِّقَ العبد لصيامه وقيامه وطاعة الله فيه كما ينبغي، فتلك نعمة عظيمة وهبة كريمة تستحق الشكر والثناء، وتستوجب الاعتراف بكرم الله وفضله. لذلك، يتعين على المؤمن أن يحمد الله على مَدِّ عمره لبلوغ هذا الشهر الكريم، وشرح صدره لاغتنام هذا الفضل العظيم، وتوفيق قلبه وجسده وجميع جوارحه لأداء مختلف الطاعات والعبادات.
الخطوة الثالثة: الابتهاج برمضان
رمضان هو شهر الخيرات وموسم الرحمات، فيه يزداد الأجر وتضاعف الحسنات. لذلك، من الطبيعي أن يفرح المسلم لإطلالة هذا الشهر العظيم، ويبتهج لمقدم هذه المناسبة العطرة. مصداقاً لقوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ). فالمسلم الحقيقي هو الذي يفرح بطاعة الله ويبتهج بعبادته، ويسعد بفضل الله عليه أن مَدَّ في عمره وبلَّغَه هذا الشهر الكريم.
الخطوة الرابعة: التخطيط لرمضان
رمضان بمثابة ورشة تدريب سنوية يُقَوِّي بها المسلم إيمانه، ويعزز بها تقواه، ويتعلم منها الصبر على الطاعة، والابتعاد عن المعصية، والإقبال على الله في كل وقت وحين. لذلك ينصح المسلم بالتخطيط المسبق للاستفادة من فضائل رمضان، وتحقيق أقصى المكاسب الروحية فيه عبر برنامج يومي ينظم من خلاله مواقيت الطاعات والعبادات،
الخطوة الخامسة: العلم بأحكام رمضان
معرفة الأشياء خير من جهلها، والمسلم الحق هو الذي يعبد الله عن علم ومعرفة ويقين. لذلك يجب على المؤمن أن يستقبل رمضان ويستعد له بمعرفة شروطه وأحكامه وموانعه وغيرها من المسائل الفقهية المتعلقة به، حتى لا يخطئ في جنب الله وهو غافل، أو يعصيه من حيث لا يدري. فمصادر العلم في زمننا كثيرة وينابيعه في عصرنا غزيرة. وقد أوصانا الحق تعالى بالتفقه في أمور ديننا فقال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
الخطوة السادسة: التوبة الصادقة
لأننا بشرٌ، تارةً نخطئ وتارةً نصيب! فالمسلم مهما بلغت درجات إيمانه معرض للخطأ، والمؤمن مهما وصلت درجات تقواه قابل لِلزَّلَلِ. ومن حسن حظ العباد أن الله رحيم بهم، يصفح عنهم ويغفر لهم ولا يأخذهم بأخطائهم إن اعترفوا بها وندموا عليها. لذلك، يتعين على المسلم أن يستقبل رمضان وكله عزم على ترك الآثام والسيئات، والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، والإقلاع عنها وعدم العودة إليها كي يتوب الله عليه، ويخرج من رمضان نقياً طاهراً كيوم ولدته أمه.
منقول بتصرف

"كمون" رهيبة يا أخ

 02-06-2016
منذ سنين و"كمون" تدير صالات المطار بعقد قام عليه شطار أو تغافل عنه الطرف الأول لماذا؟ هذا ما نريد معرفته نحن الشعب السوداني وبكل تفاصيله. ولكن نسأل مثل هذه العقود العامة التابعة لجهات حكومية ومؤسسات كبيرة مثل المطار عنوان البلاد، وواجهتها هل تتم هذه العقود بين الشركات وإدارة المطار وخلاص؟
أليس للحكومة وزارة عدل ومستشار عدلي يحفظ حقوق الشعب؟ وهل يعقل أن تدير شركة خدمات الصالات بنسبة من دخل المطار؟ معقولة بس؟ هل يمكن أن يكون مثل هذا العقد بين شاطر وغير شاطر (طبعاً صعبة نقول عكس الشاطر هنا) ولكن هل يمكن أن يكون مثل هذا العقد بين مستفيد ومستفيد؟ ألا تراجع هذه العقود.
وعندما أمر مجلس الوزراء السنة الماضية بإيقاف شركة "كمون" عن العمل في صالات المطار حسبنا أن الأمر انتهى ولو لم يرجع المال الذي ذهب في سنوات "كمون" الماضية على الأقل سيقف منذ مايو 2015 ولكن يفاجأ الشعب السوداني بأن (محويت) "كمون" مازال في رجلي المطار وهي تحلب إلى يوم برطم هذا. وبرطم هو النائب الذي أثار المسألة في البرلمان جزاه الله خيراً.
يعني ظلت لجنة توقيف "كمون" تعمل سنة كاملة (يا ربي عندها مخصصات برضو اللجنة دي وعايزة تطول المدة كم سنة) أم هناك ما هو أعظم؟ أم وجدت هذه اللجنة "كمون" عندها ضهراً ما بنهبش.
في أخبار البارحة لم يقتنع المجلس الوطني بما قدمه وزير الدولة بمجلس الوزراء وردوه لهم. ها الخطوة الثانية شنو؟ هل سيذهب النواب إلى الصالات ويوقفوا "كمون"؟ هل يستوجبوا اللجنة ذاتها التي لم تنجز ما كلفت به وأخذ منها هذا الأمر سنة كاملة ولم تنته بعد وهل حدد من كوَّن هذه اللجنة مهامها ومدتها أم تركت (طُلق)؟
كيف كانت تدار صالات المطار؟ وكيف جاءت "كمون" عبر منافسة معلنة عبر وسائل الإعلام وفرزت العطاءات وحضرها المنافسون؟ أم جاءت بليل وتحت جنح الدجى (ورُبْ) استلمت المطار بعقدها الذي يجعل لها نسبة في دخل المطار؟
إذا ما أوقفت "كمون" اليوم كيف سيأتي البديل بنفس الطريقة أم قدر من الشفافية سيحدث؟ طيب هذا العقد المعيب كما يقول القانونيون هل يمكن مراجعته بأثر رجعي؟ واللا خلاص الفات فات باركوها يا جماعة.
وهل سيكشف الملف بكل تفاصيله للشعب السوداني أم هيبة الدولة تمنع ذلك؟ أن (يُدقّس) تاجر ما مشكلة لكن تُدقّس دولة عدييل كده؟
نسأل الله أن ينتصر المجلس الوطني للمواطن عبر قضية "كمون" هذه ويمتعنا بكل التفاصيل. من هنا نشد على أعضاء المجلس المستقلين رغم قلتهم ولكن الواحد منهم بعشرة من (هديلك).
وحقاً أدخلوا أجهزة الدولة في امتحان سؤاله الأول: أحقاً يريدون إصلاحاً أم الأمر للاستهلاك والتسويف.
هل هناك كمونات أخرى في مكان ما؟.

تعقيب على التنوير المعرفي

 01-06-2016
تساءلت بدهشة أخي الفاضل/ الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم في مقالك الراتب: استفهامات بصحيفة (الصيحة) العدد 625 الإثنين 16/5/2016م المنصرم عن: مركز التنوير المعرفي .. من وراؤه؟
حول كلامك الرصين عن المركز وحجم الحريات المتاحة فيه وذلك بعد مشاركتك في إحدى جلسات منتدياته الراتبة .. وكانت عن معاش المواطن السوداني في ميزانية 2016م.. تقديم بروف/ صلاح قرناص الأربعاء 11/5/ المنصرم.. وأبنت عن حديث علماء الاقتصاد "بحرية شديدة وعلمية واسعة نقداً للميزانية التي انهارت في أول شهر .." وعن تعقيبات الحضور "كانت بقدر كبير من الحرية لو ذكر معشار ما قيل في ذلك المنتدى في أي صحيفة لما رأت النور ثانية ولو حكمت لها المحكمة الدستورية".. ومفهوم هنا أنك تعني صحيفة "التيار" الثوَّار.
ثم استفسرت بسؤالك بقوة وصراحة .. (أول ما يتبادر للذهن.. من وراء هذا التنوير المعرفي ؟.. ولماذا هذا القدر الكبير من الحرية داخل هذا المبنى).. ثم استنتجت أنه لجهة رسمية.. وماذا تريد هذه الجهة ؟
أقول.. إن مركز التنوير المعرفي يبلغ عمره 11 عاماً من بسط الفكر والعلم والثقافة والتنوير والحوار في جميع مناحي الحياة من سياسية واقتصادية وتعليمية وتربوية ومجتمعية وفلسفية واجتماعية وفنونية ودراسات وأبحاث وإستراتيجيات، ويضم 7 دوائر تعنى بالشأن العام وهي: دائرة العلوم السياسية؛ العلوم الاقتصادية؛ علوم الاجتماع؛ علم التاريخ، علوم الفلسفة، الدراسات المستقبلية والدراسات والعلوم العسكرية.
أنا شخصياً.. أخي العزيز الأستاذ أحمد من الناشطين والمثابرين والمتابعين والمتعاونين والمحاورين في منتديات المركز منذ سنين عدداً.. ولا يفوتني أي منتدى أو منشط أو فعالية فيه.. إلا أن يحبسني حابس ولله تعالى الحمد والشكر.. وما حضرت المنتدى الذي ذكرته في كلامك عن معاش المواطن السوداني لأنني شخصياً على يقين تام وقناعة بلا حدود أنه لا معاش ولا كرامة للإنسان السوداني منذ صباح 30 يونيو 1989م.. والأسباب معلومة بائنة لا تحصى ولا تعد.
أما عن نطاق ومجال الحريات من رأيٍ وتعبيرٍ واختلافٍ ونقدٍ بناءٍ هادفٍ وتحليل بحقائق صادقة ملموسة وشفافية ومنطق وحوار هادئ رصين عقلاني الذي أعجبك واندهشت به ما جعلك تكتب ما قلت .. فهذا ديدن وسلوك وهدف المركز والقائمين عليه والمستدامين بمشاركاتهم من أجل الوصول لنقطة التقاء إيجابية حول ما تم طرحه ومناقشته ابتغاء الحلول المتكاملة Integrated Resolutions لأزمات المجتمع.
ماذا كنت ستقول لو حضرت معنا منتدى الأربعاء 4/5 بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحافة والصحفيين في 3 مايو من كل عام ..؟ وقد أمّه وخاطبه وحاور فيه كبار وقادة أهل الصحافة والقانون والفلسـفة وحقوق الإنسان تحت عنوان: حرية الصحافة والرأي والتعبير من منظور فلسفي.. كان سيلاً هيّناً ليّناً من منطق سلسٍ متصل.. وحقائق كعنقود عنب عن بعضها لا تنفصل.. عن الحرية والحريات الخاصة والعامة في بلدنا الحبيب.. فلا تتحيَّر لأن الناس أهل الشأن والوجعة تبحث عن مكامن بسط الحرية وانعتاق القول واللفظ وتتخيّر.. وما أكثرها اليوم هذه المكامن في العاصمة والأقاليم.. ولمّا يجدوا مرفأً منيراً مفيداً يتكئون عليه ويؤمونه.. فتخرج أنفاسهم خيراً لمنفعة بلدهم وتتجدد خلايا ومكوِّنات الحرية والكرامة في شرايين الرئة والقلب والعقل.. فتستوي عند الجميع آداب وسلوك وصدق العطاء للبلد وللشعب متى ما استوى الناس في معيار الوطنية والحرية دون إقصاء أو تمييز. وعين الحسود فيها خرتمية عود .. وما بقصد عينك يا أستاذ أحمد.
د. فاروق البدوي
باحث ومستشار وناشط طوعي مجتمعي

طلب لمياه ولاية الجزيرة

 31-05-2016
الحمد لله رب العالمين أن ولاية الجزيرة من الولايات التي تنعم بمياه شرب نظيفة جداً وكان ذلك حصيلة جهد رجال عملوا لسنوات بخطى ثابتة وبهدف محدد وحفروا من الآبار ما يكفي ويزيد. ولا أظن أن هناك قرية في جوف أرضها ماء إلا وحفرت لها بئر أو اثنتين وأحياناً ثلاث بحسب حجم القرى وكثافة السكان.(طبعا عبارة في جوف أرضها ماء حتى لا يقول قائل من قرى المناقل نحن ما حفروا لينا بئر، ومعلوم أن كثيرا من أراض المناقل على حسب رأي الجيولوجيين أن ليس فيها ماء قريب).
كانت هيئة مياه ولاية الجزيرة تشكو زمنا طويلاً من تحصيل رسوم المياه واستأجرن الشركات للتحصيل وفشلت ورفعت لها النسبة إلى 50% لتحصيل المتأخرات يعني النص بالنص نص للشركة ونص للهيئة. يا سبحان الله ورغم ذلك فشلت.
ومنذ 2011 أجاز مجلس ولاية الجزيرة التشريعي قانونا لتحصيل رسوم الماء عبر برنامج تحصيل الكهرباء وباتفاق بين الجهتين الحكوميتين وللكهرباء فيه بنسبة مئوية من التحصيل.
ومنذ تلك السنة وخلال الخمس سنوات الماضية لم تشكو بئر في ولاية الجزيرة من نقص في الكهرباء تمد كل الآبار التي تعمل بالكهرباء بما تحتاجه شهرياً كذلك التي تعمل بالجازولين وهذه حسنة ومحمدة لم يكترث إليها كثير من الناس. هل نحن في زمن لا يرى الناس إلا العيوب؟
كل هذا جميل ولم يشكو موظف مياه أو عامل تأخر راتبه يوماً واحداً خلال الخمس سنوات الماضية. وهذا أجمل. لم يقف الأمر عند ولاية الجزيرة بل تبعتها عدة ولايات والحمد لله.
لا أريد أن أقول بدأت رسوم الدرجة الثالثة بمبلغ 15 جنيها وكل سنة تزاد إلى أن وصلت هذه السنة 23 جنيها صراحة مبلغ مقدور عليه من أضعف ضعيف يعني 76 قرشا في اليوم بسيطة جداً وهذا لا يعني أني أطالب بزيادتها وهذا ما توضحه السطور القادمة.
ذلك القانون كانت فيه نسبة للصيانة والإحلال والإبدال وهنا مربط الفرس، صراحة حتى يومنا هذا الصيانة غير مرضية وليست بالمستوى المطلوب والذي نريد أن يقف عليه المجلس التشريعي ووزارة التخطيط العمراني وهيئة المياه هو توفير ورشة متكاملة متحركة على شاحنة صغيرة (دفار) ذات دفع رباعي لكل محلية حتى تصل الورشة إلى أي عطل في أسرع وقت موفرة جهداً وزمنا وربما مصاريف مالية.
مثل هذه الورشة المزودة بالمعدات وقطع الغيار والفنيين وقد أطالب لها بسارينا حتى يفتح لها الطريق مثل سيارات الإسعاف وسيارات القصر الجمهورية (التي بالقصر والتي بالجنينة والتي لم تسلم).
مثل هذه الورشة المتحركة المزودة بكامل العناصر البشرية والمادية والمعينات ستنجز العمل بسرعة وتعيد الماء للإنسان وهل يحتمل الإنسان انقطاع الماء وهل ينقطع الماء في عاصمة من عواصم الدنيا غير الخرطوم.
أكملوا جميلكم بورش على قدر عدد المحليات.

حزب فيصل.. ظالم أم مظلوم؟

 30-05-2016
نقلت الصحف حديثاً للدكتور فيصل حسن إبراهيم رئيس القطاع التنظيمي بالمؤتمر الوطني في اجتماع أمانة شؤون العضوية جاء فيه أن الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي رسمتا صورة قاتمة لأداء حزب المؤتمر الوطني ومنها أن المؤتمر الوطني لم يقدم ما هو مرجو منه بجانب تهويل ملفات الفساد. وطالب عضوية المؤتمر الوطني بالدفاع عنه والتبشير بالنجاحات التي حققها رغم التحديات وظروف الحرب.
د. فيصل مع كامل احترامي لك هل أسقطت عنصر الزمن؟ بمن تريدنا أن نقارن حزبك الذي حكم وما زال يحكم أكثر من ربع قرن؟ سأخيرك بحزبين للمقارنة، تقريباً حكما نفس مدة حكم المؤتمر الوطني. الأول حزب العدالة والتنمية في تركيا وحزب الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الأثيوبية. بمن نبدأ حزب أردوغان الذي جعل من تركيا دولة عظمى وذات اقتصاد متقدم 16 عالمياً وما أحدثه من تغيير في كل تركيا وانتشلها من ديكتاتورية المؤسسة العسكرية الأتاتوركية. وعمل بكل ذكاء مخفياً اسلاميته زمناً ليس بالقليل ولعب مع العلمانيين بكل الحيل حتى أقنع الناس في معاشهم وأنهم في دولة غنية ومحترمة وشعر المواطن بكل إيجابيات حزب العدالة والتنمية حتى بدأ يظهر أجندته الحزبية وأقنع العالم قبل الداخل أن أصحاب التوجه الإسلامي هم الغالبية وكان الاقناع بلغتهم التي يفهمونها الديمقراطية. وكسب الدنيا وبإذن الله الآخرة.
حزب الجبهة الثورية في أثيوبيا لم يكن ديمقراطياً ديمقراطية تشرف بل هي ديمقراطية أفريقية الفائز فيها دائماً الحزب الحاكم والرئيس القائد. غير أن الجبهة الثورية في أثيوبيا خلال هذا الربع قرن ركزت على الاقتصاد، خطوطها الجوية 60 ضعف خطوط الجوية السودانية، هذا إذا اعتبرنا الطائرة الوحيدة المؤجرة لسودانير هي الأسطول أما إذا اسقطنا عنصر الإيجار وقلنا أسطول سوانير العامل الآن صفر هنا كل عدد نضربه في صفر سيساوي بين الخطوطين الأثيوبية والسودانية.
الخطوط البحرية في أثيوبيا رغم أنها دولة مقفولة لا ميناء تملك عشرات السفن وخطوطنا البحرية باعت آخر باخرة خردة قبل أسابيع. المستثمرون يهربون من السودان لأثيوبيا لأن فيها اقتصاد نجاشي لا يرشى عنده أحد.
في أثيوبيا يحاكم الوزير ورئيس الوزراء. في الدولة التي يحكمها حزبك يا د. فيصل وبعض الأحزاب الخداج يصعب محاكمة موظف ناهيك عن وزير..ربما يقاطعني مقاطع ان اثيوبيا لا تنعم بمعشار ما نحن فيه من حريات. حالنا محير لا نعمنا بحرية تركيا واقتصادها ولا ديكتاتورية الجبهة الثورية ونماء بلادها.
أما قولك إن على أعضاء المؤتمر الوطني الدفاع عن منجزات الحزب ورعاية الذين شبوا في عهد الإنقاذ حتى لا نفقدهم، هل في باطن هذا أنك فقدت آباءهم من قبل ولا تريد أن تفقدهم؟
حزبك يا د.فيصل ليس فيه إلا النفعيون وطلاب الدنيا. حزبك فقد البوصلة منذ زمن بعيد منذ أن فقد البرنامج والهدف وسرح في الغنائم نزل من قطاره كل صادق وأمين.
أردت أن أساعدك بالدفاع عن المؤتمر الوطني ولكني عجزت ولم يبق لي إلا أن أقول هو أقل أحزاب السودان سوءاً.
أيكفيه شرفاً هذا؟

أتدخنون؟


بمناسبة اليوم العالمي للتدخين، تتشرف الاستفهامات بمساهمة   د.احمد عبدالله الحسن مدير برنامج مكافحة التدخين بمكة المكرمة. وهذا هو مقاله الثاني عن التدخين بأنواعه التي يعرفها وأصبحت قضية التدخين همه الشاغل لمعرفته بخصائصه ودقائقه ولا ينبئك مثل خبير. جزاه الله كل خير.
الى مقال د.أحمد
   31/مايو الاحتتفال باليوم العالمي لمكافحة التبغ تحت شعار  : (استعدو للتغليف البسيط ). تحتفل منظمة الصحة العالمية في  يوم 31/ مايو من كل عام كيوم عالمي  لمكافحة التبغ ويتم من خلاله اختيار شعار لهذا اليوم على ان تقوم الدول بتنفيذه ، للحد من انتشار هذه الافه ، وشعار هذا العام ( استعدوا للتغليف البسيط- العادي) وذلك  لان شركات التبغ تتفنن في التغليف لجذب الشباب والدعاية لمنتجاتها
ايها الأخ الكريم ان موضوع التدخين أثار اهتمام منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في مختلف بلدان العالم ،وذلك بعد ان اثبتت الدراسات بما لا يدع مجالا للشك ان التدخين اخطر وباء عالمي وان عدد الوفيات تجاوز الست ملايين سنويا ،والذين يعيشون حياة مليئة بالاسقام اكثر من ذلك بكثير .ورغم هذه المخاطر التي لا يصدقها العقل ،الا ان البشرية لا تزال سادرة في غيها ، وما زالت المصانع تنتج سيجارتين لكل شخص على سطح الارض .  وهناك العديد من الدول الموقعة علي الاتفاقية الاطارية لمكافحة التبغ وقد وقع السودان عليها في العام 2005 ، ومعظم الدول الموقعة تكون حريصة علي تطبيق النداءات التي تطلقها منظمة الصحة العالمية وعلي سبيل المثال وضع الصور التحذيرية علي علب السجائر ،، زيادة الضرائب ورفع الاسعار ،، منع بيع التدخين لاقل من عمر 18 سنة ،،والعديد من الشعارات للحد من انتشار هذه الافة والسودان جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة ،، ويظل التمني في تزايد في تبني الدولة امر مكافحة التبغ لما له من اثار صحية واقتصادية واجتماعية بالغة الاثر.
*انواع التبغ :
تحتوي شجرة التبغ علي مادة النيكوتين وهي المادة التي تسبب الادمان . ويصنع من هذه الشجرة :1/ السجاير .
2/الشيشة والمعسل.
3/التبغ غير المحروق(التمباك والسعوط).
وكلها تلتقي في كونها تحتوي على مادة النيكوتين وتسبب الادمان .
* بعض الاحصائيات المتعلقة بالتدخين:
1/ اكثر من اربعة الاف مادة كيميائية هي مكونات السيجارة الواحدة ، منها 400 مادة سامة ومسببة للسرطانات.
2/ اكثر من 12000 شخص يموتون يوميا بسبب امراض متعلقة بالتدخين (الاعمار بيد الله)، واكثر من 6 ملايين شخص يموتون سنويا .
3/ للتدخين اثار صحية واضحة (سرطانات مختلفة -جلطات القلب والمخ- مشاكل العجز الجنسي-وامراض الجهاز التنفسي....الخ)،وله اثار اقتصادية واجتماعية واضحة ،وهو بوابة المخدرات (98% من متعاطي المخدرات بدأوا بالتدخين).

والله الموفق

من أسباب السعادة


 
فكر واشكر
والمعنى أن تذكر نعم الله عليك , فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك ((  وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها )) صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً )) عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) . هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بترت أقدام, وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سوق، أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير، وأن تملاً معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام . تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول.
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباَ، أتحب بيع سمعك وزن " ثهلان " فضة، هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكما، هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع، إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري . تعيش مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً وعنك الخبز والدفء، والماء البارد، والنوم الهانىء، والعافية الوارفة، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، وقناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء، فكر واشكر (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )) فكر في نفسك، وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك (( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )) .
السبب الثاني
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: ((  تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .

جزء من مقال لعائض القرني