الأربعاء، 4 مايو 2016

3 جنيه بس؟!

 03-05-2016
ليت الكابلي كان هناك ليغني (أكاد لا أصدق). ولكن ليست حروفاً خطها بنانها المخضب وإنما فعل مدهش حد الاندهاش.
من مواجع اقتصادنا انعدام الثقة في شركات المساهمة العامة تلك التي يضع فيها صغار المساهمين أموالاً قليلة ولكثرة المساهمين تصبح الشركة ذات رأسمال كبير ومساهمين كثر وينفرد الإداريون بالأموال ويقبض المساهمون الريح. وتموت الشركة ويغنى مجلس الإدارة والموظفون. وتموت مع ذلك الثقة في أي عمل مالي جماعي. رب قائل هذا تعميم مخل وأقول أروني شركة مساهمة عامة عاد على مساهميها عائد مقنع.
وليس أقل حظاً من ذلك الجمعيات التعاونية التي انتهت بسبب قانون متكلس وأزمة ثقة.
ونتحرك إلى مربع ثالث النقابات، كانت النقابات وما زالت تبيع قواعدها للأحزاب ربما بثمن بخس هذا إن لم تكن الأحزاب هي التي تصنع النقابة التي تريد. وللنقابات دوران دور مطلبي لتنتزع حقوق القواعد من المُخدم ودور خدمي تقديم خدمات لقواعدها.
دعونا اليوم نقف على نقابة من أكبر النقابات - بعد موت السكة حديد- نقابة عمال التربية والتعليم. بالمناسبة أعضاء هذه النقابة 250 ألف عضو من عامل ومعلم. ونقابة تركيا 400 ألف عضو لحداثتها وقد تبلغ المليون قريباً ومصر (1600000) مليون وستمائة ألف. وكانوا ضيوفاً في مؤتمر النقابة الرابع الذي حضرناه بدعوة من الأستاذ عثمان عبد الصادق النقابي النشط والمربي الفاضل.
مؤتمر النقابة الرابع والذي بدأ بافتتاح مدينة المعلم الطبية تفرجنا بصحبة صلاح الأمين والمدير الطبي على محتويات هذه المدينة الطبية التي استمر العمل فيها لعشر سنوات.
صراحة إنجاز مدهش، مدينة طبية متكاملة وبأحدث الأجهزة في العالم وبالمناسبة الطب الحديث أو التشخيص الطبي يقوم على الأجهزة وتطورها أجهزة المعمل وأجهزة التصوير الطبي من رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية من أحدث الأجهزة في العالم ومبالغ خرافية وصناعة يابانية من شركات مشهورة هيتاشي وتوشيبا أرونا جهاز الأشعة المقطعية الذي لا يوجد مثله في افريقيا ولا في مصر أحدث ما صنعت توشيبا.
وفي الطريق جهاز اكتشاف السرطانات وعلاجها وهو لا يوجد الا في دول محددة جداً جنوب افريقيا وماليزيا وهلم جرا (بالله نقابة المعلمين دي مش رفعت اسم السودان عالياً في هذا المجال).
في نهاية الزيارة تشرفنا بمدير المدينة د. محمد عثمان الجميعابي ونائبه د. بولاد وضيف آخر وتحدثنا فيما بعد الافتتاح وتوفير الكفاءات من الأطباء والفنيين التي تتناسب وعظم هذه المدينة واستقرارهم وإغرائهم وطمأنونا بأنهم اختاروا العاملين بعد تمحيص رهيب واختبارات قبول متطورة وهم واثقون بأن مدينة المعلم الطبية ستوطن العلاج بالداخل فعلاً لا قولاً.
يا خوي انت نسيت العنوان بتاعك وللا شنو؟
كل هذه المدينة بُنيت وجهزت بثلاثة جنيهات شهرية كانت تستقطع من المعلمين والعاملين بالتربية والتعليم منذ 2004 فقط ثلاثة جنيهات أضاع المعلمون مثلها أضعافا في أمور تافهة. لم تؤثر على المعلم في معاشه ولم يشعر بها. ولكن بفضل الله ثم نقابة طموحة شيدت هذه المدينة وقبلها قاعة المعلم وفندق المعلم ومول المعلم ومطبعة المعلم ومركز المعلم الطبي الذي ستبتلعه المدينة.
جزى الله هذه النقابة الفاعلة والمفيدة لقواعدها خيراً ومن قواعدها من يتهمها بعدم انتزاع الحقوق من المخدم، (بسيطة مش أخدوا 100% في مجال الخدمات والاستثمار خليهم يملحقوا انتزاع حقوق).
الله يستر عليهم من مماطلة البلدوزر ومتاريسه.

ليست هناك تعليقات: