الاثنين، 30 نوفمبر 2015

د.ياسر سفيراً من منازلهم

 26-11-2015
نبدأ طالبين منكم الإكثار من (ما شاء الله) بعد كل فقرة يذكر فيها اسم د.ياسر ميرغني خوفاً عليه من العين. الحديث اليوم ليس عن د.ياسر الطبيب الصيدلاني ولا د.ياسر ود الخرطوم2 وما أدراك ما أولاد الخرطوم 2 من الميسورين (طبعاً ترقيم الخرطوم 1،2،3 ووقف إذا استمر الترقيم لفاق ترقيم الثورات في أم درمان الذي آخر علم لي بأنه تعدى المائة).
ما يحتاج شرحاً وتوضيحاً حكاية (من منازلهم)، حيث كانت تذكر مع الذين يمتحنون للشهادة من خارج كشوفات المدارس وهذا قبل فصول اتحاد المعلمين والمدارس الخاصة وكان عددهم قليل جداً مقارنةً بالنظاميين.
ياسر جعل حماية المستهلك همه في الحياة بدأها في معركته الشهيرة فيما كان يضاف لسعر الدواء دون وجه حق يدفعه مريض لصحيح سبحان الله. ومن ديك وعيك تفتحت أمامه مظالم كثيرة كان دائماً د.ياسر منتصراً للضعفاء.
ويوم أصبح أميناً لجمعية حماية المستهلك أحدث فيها حراكاً كبيراً وجعل لها منتدىً أسبوعياً يحضره لفيف من العلماء والمتخصصون والجمهور والإعلاميون، في كل أسبوع له موضوع جديد إلى أن تجاوزت المائتين منتدى ناقشت كثيراً من قضايا المستهلك في التعليم وفي الصحة وفي الاتصالات والمواصلات والنفايات. وأحياناً يلحقها بحملة كحملته الشهيرة (الغالي متروك). نجاح كل هذه المنتديات هو علاقات د.ياسر الواسعة واحترامه للآخرين (معليش يا شلقامي أنت برضو شريك أصيل).
طيب كل دا ليه (مش علشان نعرف قيمة الجنيه).
شارك د.ياسر ميرغني في المؤتمر العالمي بمدينة برازيليا بالبرازيل فعاليات المؤتمر العشرين للمنظمة الدولية للمستهلك من يوم ١٨ إلى ٢١ نوفمبر٢٠١٥. والذي كان شعاره (تحرير طاقة المستهلك).
شارك في المؤتمر 240 منظمة معنية بحماية المستهلك من 130 دولة.
وقد اشتمل المؤتمر على ندوات وأوراق علمية عكست تجارب كثير من دول العالم وقدم د.ياسر ورقةً تجربة الجمعية السودانية في محور الحق في سلامة السلع والخدمات الأساسية والوصول إليها والتي قدمها ياسر ميرغني ممثل الجمعية السودانية لحماية المستهلك متناولاً تجربة الملتقى الأسبوعي وما تم فيه بتركيز أكبر على حملة مقاطعة اللحوم وتجاوب المستهلكين معها ومدى نجاحها في تجميع إرادة المستهلكين تجاه الشراء الجمعي.
خلاصة الأمر أن عزيزنا ياسر تم انتخابه ممثلاً للسودان عضواً في مجلس المنظمة العالمية لحماية المستهلك وهم 13 منتخباً للفترة القادمة، ومدتها خمس سنوات.
عقد الرئيس أول اجتماع مع المجلس المنتخب وتم فيه استعراض ملامح من برامجه وتم اختيار السيدة قلى وونغ من هونغ كونغ نائباً للرئيس، والسيدة ماريا خوسيه ترويا من الأكوادور سكرتيراً عاماً
وبإذن الله سيلتقي المجلس الجديد في اجتماع موسع في أواخر يناير 2016 بإذن الله.
أها يا أخوانا ياسر أصبح ممثلاً للسودان في هذه الجمعية العالمية أما آن للجهات التي فعلت ما فعلت بجمعية حماية المستهلك أن تتراجع عما فعلت حتى يذهب د.ياسر للاجتماع القادم وليس في نفسه شيء من حتى؟.

الخرطوم تستقبل الفحم

24-11-2015
البرلمان يقول لا أزمة في الغاز. قلنا ليته سكت. لو قال لا توجد أزمة غاز في بيتي أو قال في مطبخي أسطوانة غاز لقلنا تحدث بما يعرف. طيب ما دام ما في أزمة غاز سمحتوا بالفحم ليه؟ حنين للماضي يعني؟ الخرطوم الآن تستقبل مئات شحنات الفحم يومياً والمغالط يضع كرسي عند أي مدخل من مداخل العاصمة الجنوبية.
وزارة النفط والغاز هذا هو الاسم الأخير لوزارة النفط مما يدل على أهمية الغاز إلحاقه (بلوقو) الوزارة وصار على لوحتها الرئيسة وفي كل ترويسة أوراقها.
استمرت أزمة الغاز أكثر من سنة في كل أقاليم السودان وولاياته إلا الخرطوم وذلك حين خصصت وزارة النفط والغاز كل إنتاج مصفاة الخرطوم من الغاز لولاية الخرطوم وبعض المناطق المتاخمة لها وهؤلاء الجيران لا يعطون إلا حصة قليلة بقدر سد الرمق. وباقي السودان يظل منتظراً الغاز المستورد. ومعلومة هي علل الغاز المستورد وأكبرها عدم انتظام الاستيراد وبعده أيام (الباخرة وصلت والباخرة ما وصلت الباخرة ربطت الباخرة ما ربطت) وبين وصلت وربطت تحدث آلاف المشاكل ومضيعة الوقت وتسلط الجهات ومحاولة البعض انتزاع غاز الخرطوم المدللة ليضع عليه أضعاف سعره ويبيعه لفقراء بلادي.
من اختار حل تدليل ولاية الخرطوم وإسكات أهلها لأي سبب كان مثل الخرطوم لا تحتمل الأزمات ويمكن أن تخرج للشارع أو المبرر الثاني ناس الخرطوم لا بدائل لهم وناس الأقاليم يمكن يتصرفوا. كل هذه المبررات مبررات خطط غير طموحة إن لم نقل عاجزة سيفضحها الزمن طال أم قصر.

هل وجدتم مسؤولاً يقول الحقيقة في هذا الشأن ويضع النقاط على الحروف؟ كلما حدثت أزمة غاز (طبعاً كانت تحدث شهر شهرين في السنة عند صيانة المصفاة والآن صارت أزمة مستمرة طول العام لغير قاطني الخرطوم) كلما حدثت أزمة جاءوا بمبررات فطيرة مثل الوكلاء يخزنون الغاز. بالله في حد يقدر يخزن غاز أو تبرير على شاكلة تهريب الغاز للولايات هو السبب. وكأن الولايات تتبع لدولة أخرى.
كل الذي يجري في الغاز أزمة مستمرة لا حل لها إلا بالوفرة وللوفرة طريقان إما إنتاج محلي يكفي أو استيراد منتظم ومجدول بانتظام. كل العالم يعرف أن يضع خطة لسنة وسنوات إلا وزارة النفط وحتى لا نقسو عليها ربما تكون المشكلة في وزارة المالية التي لم توفر لها حاجتها من العملة الخارجية (طبعاً تعبير العملة الصعبة بقى مسهوك وقديم) إذا عجزت وزارة المالية في رصد ما يكفي للمحروقات وأهمها الغاز الذي صار يعتمد عليه كل بيت ولم تضعه من أولوياتها فعلى الوزير أن يضع القلم ويستقيل.
إذا ما رأى القائمون على الأمر أن توفير العملة الخارجية للرحلات والمؤتمرات مقدم على معاش الناس فعلى الحكومة ان تعترف ببعدها عن الشعب وأن تعترف بعجزها وتغادر تتبعها عبارة سعيكم مشكور.

السيرة الذاتية لطريق

 21-11-2015
الاسم: طريق المسيد–المعيلق–أبوعشر وفي رواية طريق اللعوتة–المعيلق- أبو عشر.
الطول : 50 كلم
العمر : 13 سنة.
الحالة :
تم التصديق عليه أو كتبت شهادة ميلاده يوم 13/8/2002 م.
وضع حجر الأساس الفريق ركن عبد الرحمن سر الختم، والي ولاية الجزيرة الأسبق، يوم 19/5/2003 م .لدى زيارة رئيس الجمهورية، لولاية الجزيرة، الاحتفال بعيد الإنقاذ الرابع عشر في 15/7/2003 تم تضمينه الخطة القومية. بصورة للسيد وزير الطرق آنذاك محمد طاهر إيلا بصورة للوالي للمتابعة.
تعاقدت الولاية مع شركة رواج في 27/10/2003 وفشلت في إكماله. تم التعاقد مع شركة بتروكوست في مارس 2014 .
الخلاصة ما تم تنفيذه حتى الآن 14 كيلو دون أن نخصم مساحة الحفر التي انتشرت في الجزء الذي سفلت منه.
كثير مما ذكر في هذه السيرة الذاتية لطريق المعيلق أبو عشر يمكن أن يقال عن طريق ودالسائح (الجديد –السديرة- كاب الجداد – أبو شنيب).
ومن ما بشر به والي الجزيرة في زيارته الأخيرة للكاملين أن الميزانية الجديدة بها 200 كلم طرق وشوارع. نتمنى أن يكون نصيب هذين الطريقين كاملاً وخصوصاً أن طريق المعيلق أبو عشر له تمويل شبه جاهز من بنك المزارع تسعى جهات لتغيره لغير ما اعد له التمويل ويصر الممول على أن لا يذهب التمويل إلا للطرق المحددة في إذن بنك السودان بهذا التمويل.
(عايزين تودوه وين التمويل دا عندكم مواطنين اصلاء وآخرون في الهامش؟) وكما أسلفنا مرارا وتكراراً الطرق قبل الشوارع تنمية هذه الولاية في ربطها بالطرق وحياة مشروع الجزيرة.
طرق الجزيرة فيها رؤيتان من الناس من يقول الجزيرة مثل كلفورنيا الولاية الأمريكية الشهيرة يقال إن تربتها لا تحتمل السفلتة ولذا يصرون على أن تكون ردميات فقط وهذه عيبها حاجتها إلى الصيانة المتكررة وإن لم تجد الصيانة ستصبح الحركة عليها صعبة وتكون مضيعة للمال.
مدرسة أخرى تقول إن الردميات هدر للمال وكيلو أسفلت خير من عشر ردميات ويبدو أن هذه المدرسة السائدة الآن لأنني سمعت الوالي يتحدث عن 200 كلم اسفلت في الميزانية الجديدة وكنا نسمع عن 900 كلم ردميات في العهد.
إذا سألنا العامة أيهما تريد ردمية الآن أم أسفلت بعد عدة سنوات الله أعلم بعددها سيقولون أمرقونا من الطين دا هسه واربطونا بالطرق القومية. جر العربات بالحبال في الخريف هد حيلنا.
من هنا على هيئة الطرق التي تكون تحديثاً في ولاية الجزيرة أن تأخذ من آراء العامة علها تجد فيها ما يفيد وأحسب أن الدراسات الحديثة توصي بالاهتمام بآراء القواعد أن لم يكن إشراكها في كثير من مراحل الدراسة.
ما الذي يجعل طرقا وشوارع تنشأ في أيام وغيرها يحتاج عقوداً.

مجموعة دال في الترابي

19-11-2015
قبل يومين رأيت مزارعاً يشتري حزمة علف صغيرة من سوق القرية. قلت في نفسي سبحان الله، يملك عشرين فداناً لا أطعمته ولا أطعمت حيواناته. كيف وصل أمر الزراعة في مشروع الجزيرة إلى هذا الدرك الأسفل.
الزراعة تحتاج تحضيراً وفلاحة ورياً وحصاداً وسوقاً أي حلقات من حلقات هذه السلسة إذا ما فشلت، فشلت الزراعة. وكل حلقة من هذه الحلقات تحتاج مالاً ترده جميعاً الحلقة الأخيرة التسويق. وكلما كان الزارع مقتدراً على الصرف ضمن عائداً مجزياً.
يوم الثلاثاء 17 نوفمبر دُعيت وبعض من قادة المزارعين ومديري القسم الشمالي والشمال الغربي للتفاكر مع وفد من مجموعة دال الغذائية في زراعة ذات عائد بمشاركة مع المزارعين كان ذلك في القسم الشمالي وبرئاسته في ري الترابي والقسم الشمالي والشمال الغربي أقرب الأقسام لولاية الخرطوم (السودان الصغير)، والسوق الأكبر. صراحة كان هذا يوم المنى ومن زمن نبحث عن شريك مقتدر مالياً وفنياً وذو خبرة.
هذه الأرض ظلت بلا عائد يذكر لأسباب كثيرة، نتمنى أن نكون تجاوزنا أكثر من %99 منها مع دخول شركة دال للمواد الغذائية. فكرة الشراكة مع دال أن تقوم الشركة بكل العمليات من تحضير للأرض وأسمدة وتقاوي مجازة علمياً وذات عائد عالي. وعلى المزارع القيام بالعمليات الفلاحية اليدوية والسقاية والرعاية وعند الحصاد (والذي أتمنى أن يكون ممكنن وليس يدوياً)، وبالمناسبة المحاصيل المستهدفة في الموسم القادم هي الذرة والفول السوداني.
ستكون البداية مساحة محددة (نمرة) من كل ترعة من ترع القسم الشمالي والشمال الغربي (للحناكيش النمرة وجاية منnumber هي أرض مستطيلة الشكل طولها 1350 متراً وعرضها 280 متراً، إذ مساحتها 90 فداناً. أحد من طوليها أبو عشرين والآخر تقنت وعرضاها أبوستة.
ستكون هذه المساحات نماذج حتى يرى الآخرون نتائجها والتي نسأل الله أن تكون باهرة وموفقة. وتوسع التجربة في الموسم أو المواسم القادمة.
الأرض صالحة للكثير ودال جاهزة كمشترٍ لأي منتج وعلى سبيل المثال لا الحصر إنهم جاهزون لشراء الذرة وحاجتهم منها 40 ألف طن.
ويحتاجون الفول السوداني والعدسي والحمص (كبكبيق) واقترح بعضنا الأرز الهوائي وقد جُرب في النيل الأبيض وحقق نتائج طيبة ورأيت نتائجه رأي العين وكان ذلك يوم كان المتعافي وزيراً للزراعة وعبد الوهاب رحمه الله وزيراً للصناعة وهو الآن بالأسواق كأحسن صنف هو أرز كراون.
إذا ما يسر الله أمر هذه الشراكة فتكون هذه أول بداية زراعة مفيدة وتقطع ألسنة الذين يريدون لمشروع الجزيرة سيرته الأولى. وما أقبح سيرته الأولى في نظري إن كانت أيام المستعمر الأبيض أو المستعمر الأسود.
طبعاً خضنا في تفاصيل كثيرة تلخص في أمرين خفض التكلفة لأقل حد ورفع الإنتاجية لأكبر حد ممكن. وهذا ما تعهدت به دال.
من هنا ندعو جميع مزارعي القسمين الشمالي والشمال الغربي أن يخوضوا هذه التجربة، وفي ظني، أنها طوق النجاة الذي ظللنا نبحث عنه والحمد لله إنه شريك وطني وليس أجنبي يسهل التعامل معه.
إلى الذين قرأوا ولم يجدوا ضالتهم نقول لهم: معليش.

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015

إيلا في الكاملين






 بدأ الأخ والي ولاية الجزيرة د.محمد طاهر ايلا طوافاً على محليات ولايته لا أدري متى بدأ ولكن يوم امس الاثنين تلقيت دعوة بالهاتف من الأخ معتمد محلية الكاملين الأستاذ عبد الله أحمد قسم السيد يدعوني لمشاركتهم لقاء الوالي. ودعوة مثله من التهذيب والاحترام لا يرد له طلب.

قلت أجهز رؤوس أقلام إذا ما وجدت فرصة للحديث وإن لم نجد ننشرها في عمودنا. والأخير ما حدث.

الأخ الوالي نرحب بك اليوم كفاحاً بعد أن رحبنا بك عدة مرات على صفحات (الصيحة) حللت اهلا ونزلت سهلاً.

تجاوزاً لكل الصغائر من تأخر المرتبات والاهتمام بالمدن قبل الريف.  أخي أنت في ولاية عمودها الفقري مشروع الجزيرة ونعلم أسطوانة انه قومي ولكن بما لك من ميزات لم تتوفر في كثير من الذين سبقوك نرجو ونتمنى أن تكون مفتاح خير لهذه الولاية بالضغط على المركز ليصرف على هذا المشروع برؤية جديدة عائدها على المدى الطويل نفع كل الناس.

إذا ما نهض المشروع وكل مقومات النهوض موجودة الأرض والماء والأسواق المتعطشة لكل شيء. فقط بعض من شراكات برؤية جديدة بمحاصيل متنوعة وإدارة ري محكمة. المزارعون الآن يشاركون من هم أقل منهم خبرة في الزراعة والإنتاج، لماذا لا يشارك المزارعون شركات ذات خبرة تضاعف الإنتاج عشر مرات إن لم نقل مئات المرات.

إذا ما نهض مشروع الجزيرة ستنتعش هذه المدن تلقائياً وستقوم بنفسها بكل هذه التحسينات والجماليات وسيكون ذلك سهلاً ومقبولاً. تحريك طاقات هذه الكتلة البشرية الضخمة لا يتم الا في أرض المشروع زراعة ذات عائد مجزئ وحديثة هذا ما ينقص المشروع وبضغط ورؤية واضحة على المركز الذي تعرفه أكثر منا يمكن ان يتم ذلك.

ثانياً جمعيات المنتجين واللجان الشعبية يجب الاهتمام بتكوينها ووضع أسس ومعايير للاختيار. لقرية ألْتي تجربة رائعة في تمثيل كل فئات المجتمع في اللجنة الشعبية يمثل فيها المعلمون والمهندسون ورجال المال والاعمال والحرفيون والشباب والمرأة كل فئة تختار ثلاثة منهم يمثلونهم في اللجنة الشعبية كاختيار اولى تخرج منهم اللجنة الشعبية بأعضاء بمؤهلات عالية ورؤية.

والمعول على جمعيات المنتجين أكبر من اللجان الشعبية لذا يجب ان تختار بحيث تفيد قبل ان تلتف حولها الوجوه المكررة. 

 إذا أردت خير الدنيا والآخرة وأن يسجل اسمك في قائمة من أحسنوا صنعاً ولست ممن يستعجلون المدح أو الارضاء السريع فعليك بمشروع الجزيرة.

المتحدثون في قاعة المحلية لم يقصروا ورد المعتمد والوالي كان مقبولاً. غير أن الذي لم يعجبني بصراحة حاشية الوالي والمعتمد كانت ضخمة جداً عدد أفراد المراسم والحرس والسكرتارية ملأوا ثلث القاعة يا اخوانا زيارة والي في ولايته لا تحتاج كل هذه السيرة وطابور السيارات ولابسي السفاري. الأمر في رأيي المتواضع قابل للتبسيط ولا داعي لكل هؤلاء المرافقين.

خرج الوالي فيما اعتقد بأن الكهرباء ومشروع الجزيرة هما الهم الأكبر.

وغداً بإذن الله للطرق نصيبها وليس الشوارع.




مفوضية الفقر






يحكى أن أحدهم بدأت عليه علة نفسية توصف بالعامية بالجنون أي اصبح مجنوناً ويتطلب علاجه الذهاب به الى فكي ودائماً أجرة علاج هذا النوع من المرض وقية ذهب. قيدوا المريض من يديه ورجليه وفي الطريق سألهم المجنون: الى أين ؟قالوا: لفكي فلان . وما هذا الذي تحملونه؟ قالوا؟ وقية دهب للفكي أجرة علاجك. قال لهم : مجنون انا ام انتم؟ أعطوني هذا الوقية من الذهب شوفوني تاني أجن، انا مجنني الفلس.

في أخبار الأسبوع الماضي أن مجلس الوزراء أجاز إنشاء مفوضية لمكافحة الفقر. أول ما خطر على بالي الحكاية أعلاها. كم ستكون ميزانية هذه المفوضية وإذا ما أعطيت هذه الميزانية للفقراء الا تكفيهم الفقر؟

أنا لا أتطاول على مجلس الوزراء الذي يفترض فيه أنه ما أجاز إنشاء المفوضية الا بعد دراسة طويلة من مختصين وخبراء اقتصاد. ولكن هذا لا يلغي دورنا نحن غمار الناس أن نقول لأصحاب الفكرة إنا نرى ما لا ترون.

هذه المفوضيات هل هي فوق الوزرات المختصة ام تحتها؟ والاجابة إذا كانت فوقها لماذا لا تلغى هذه الوزرات التي لم تحارب الفقر؟ وإذا كانت تحتها ألا يكون الأمر عدم تنسيق وقصور من الوزارات المعنية بمعاش الناس؟ لماذا لا تحاسب وتقوّم؟

كيف سيحارب الفقر؟ ألا يكون جزء من إجابة استفهام كهذا، لماذا الفقر أصلاً وما هي أسبابه؟ أليس من أسباب الفقر عدم الإنتاج وفرص العمل وغياب الخطط قصيرة وطويلة الأمد (أطول من ربع قرن بعد ربع قرن عايز تقولي نحارب الفقر؟).

أليس من عوامل الفقر الانفاق الحكومي؟ بالله بلد فيها قرابة 80 وزير اتحادي ومئات الوزراء الولايين والدستوريين بالآلاف كل هؤلاء والمفوضيات ووزارة الخارجية وسفراؤها وأجهزة الأمن والسلطة الإقليمية كل هؤلاء عبء على ميزانية لا توفر التعليم المجاني ولا العلاج المجاني يكدح الشعب كله لرفاهية هؤلاء. حتى أطفال الدرداقات تنتظرهم المحلية لتقتطع من دمهم عشرة جنيهات يومياً لتعود دخلاً على متعهد الدرداقات الذي اشترى العطاء من المحلية وذهب هذا المال المخلوط بدمعات الايتام أطفال الدرداقات يذهب نعيما على المتعهد وشوية حوافز لموظفين برضو تقول لي عايز تحارب الفقر!

محاربة الفقر تبدأ بأن ترفع الحكومة يدها الثقيلة جداً التي تريد مالاً من كل من يحاول الإنتاج وتنتزع منه رسوم وغرامات. بالله احسب، مثلاً ما يدفعه من يعملون بالنقل من رسوم وضرائب ووقود كم نسبة ذلك من مجمل النولون وعندما تحصد هذا الحكومة تفرح بأن حققت إيرادات. صاحب الناقلة والبضاعة سيضعون كل هذه الرسوم على السلعة ليدفعها المواطن. وتدير أجهزة الدولة أسطوانة محاربة الغلاء ومكافحة الفقر.

لا يحارب الفقر بالمفوضية ولكن بتحريك الطاقات واستغلال الموارد.


الري ...مكتول محاص






في بعض الامتحانات محل الإجابة لا يسع الا كلمة واحدة. ولكن أشهر من ذلك في اللقاءات الصحفية بأن يكون آخر الأسئلة من نوع: هؤلاء في كلمات. ويعطيه أسماء كل منها يحتاج الى مُلَّف ضخم لتعطيه حقه من المدح أو الذم.

إذا ما زنقت هذه الزنقة وسألني سائل كتبت عن مشروع الجزيرة مئات المقالات نريدك أن تلخص لنا مشكلة مشروع الجزيرة في كلمة واحدة. ستكون إجابتي (الرّي).

الري الانسيابي الذي ورثناه من المستعمر كان لمساحة محدودة وعبارة عن ري تكميلي أي أن حساب الامطار محسوب تماماً. وبعد هذا الزمن الطويل تغيرت أشياء كثيرة زادت المساحات المزروعة وتعددت الزراعات في السنة الواحدة وكل هذا امر محمود ومطلوب ولكن مع توفير استحقاقه من الماء. وقلت الأمطار

هذه الشبكة من قنوات الري الطويلة جداً طرأت عليها طوارئ سالبة ولم ينالها تطوير ولا تحديث ولا إحلال وإبدال. وصارت مرتعاً وميداناً لصراع إدارة المشروع ووزارة الري. ولكل حجته.

الذي عايشته بحكم المتابعة كمزارع أن إدارة المشروع عندما آلت اليها ادارة ري القنوات داخل المشروع كان همها الأول أن يصل الماء لكل أرض مزروعة ولا يريدون ان يسمعوا كلمة عطش. يحققون هذا الهدف بأي طريقة واي طريقة هنا قد تعني حفر غير هندسي يحل المشكلة الحاضرة ويأتي بنواتج كارثية مستقبلاً ( عرف بالحفر الجائر ) بحيث صارت بعض القنوات أعمق من اللازم وتحتاج لكميات كبيرة من الماء لتصل لمستوى الأرض المزروعة علاوة على العمق، عرض القنوات أيضاً تعدى العرض المعهود او المسموح به.

ومن ناحية أخرى عندما يؤول الري لوزارة الري تهتم جداً بالفنيات والمعايير الهندسية في تناسي تام عن الالتزام بإيصال الماء في الوقت المناسب. بمعني مهندس الري يريد أن يرى الترعة في عمقها الموصى به هندسياً وكذلك عرضها. يحدث ذلك في كم من الزمن وعلى حساب أي من المحاصيل هذا لا يشغله كثيراً.

هذا صراع مستمر كل يدعى حقه في إدارة الري وكل محق ولابد من ضابط وصيغة واضحة تجعل من الري رياً مستدام ومحسوب ومربوط بزمن وهذا لا يأتي الا بإدارة ري متعاقدة مع المزارع بعقد ملزم بأن يصل الماء للمزارع في الوقت الذي يريده وبالكمية التي يريدها وبالسعر الذي يحقق إدارة وصيانة الري بصورة متطورة وجهد أقل.

ألا ترون إن الإحباط وإهمال الزراعة المتعمد جعلنا لا نحلم، حتى حلم، بري حديث يتناسب وقرننا الرقمي هذا. قيل لنا في مرة أن تحديث الري ليكون رياً عصرياً يتطلب مبلغ 850 مليون دولار، استكثرتها برامج الدولة على مشروع الجزيرة ولو كانت تكلفة حوار أو ترضية حركات لدفعت الدولة.

 لكنها الزراعة لا وجيع


"خليل" معدن نفيس




اعلم ان هناك وزارة للمعادن تبحث عن المعادن النفيسة في باطن الأرض،جميلٌ هذا، ولكننا أيضاً في حاجة لوزارة تبحث عن المعادن النفيسة على ظهر الأرض.

قبل أن تنشأ هذه الوزارة للبحث عن نفائس فوق الأرض على جهاز المغتربين إنشاء فرع لها فمن المغتربين من جاء بخبرات كبيرة ولم يعرف كيف يكون للوطن فيها نصيب.

شاهدي اليوم صديقي العزيز وزميل دراستي في كل المراحل ابتدائي متوسط ثانوي لم نفترق الا في كليتين مختلفتين في جامعة الخرطوم. تخرج خليل محمد فضل المولى في كلية المختبرات الطبية. الحديث اليوم ليس عن أخلاقهِ وطيبة نفسهِ ووفائه وأشياء كثيرة إن شاء الله يوم شكره ما يجي قريب. حديث اليوم مهني بحت.

بعد أن عمل قليلاً في السودان بعد تخرجه اغترب ليعمل في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، ثلاثون عاماً قضاءها خليل في تلك الجامعة. لم يكن موظفاً عادياً ولكنه كان طاقة لا يدخر معرفة ولا يتكاسل عن خير يعرفه.

قال لي خليل أن زميله الأوربي اوصاه بأن لا يعطي الجامعة وطلابها كل ما يعرف. "Do not give them all. you have to keep something in your pocket

وخليل بخلقه وفطرته فعل عكس ذلك تماماً متيقن أن إتقان العمل عبادة ويبارك في الارزاق والاعمار.

تجربة خليل أن وفر للكلية محاليل الفحوصات ما كانوا يشترونها أبداً من السوق وكان يصنعها في الكلية مما كان له كبير الأثر في توفير ميزانية ضخمة ملايين الريالات، صرفت في وجوه أخرى بالكلية. تلقى عليها شهادات تقدير وشكر من إدارة الجامعة ومن طلابها هذا في الدنيا وما عند الله خير وأبقى. (ليتني استطيع وضع صور شهادات التقدير في هذا العمود).

هذه المحاليل نوعان محاليل تستخدم للتدريس في مختبرات الطلاب وأخرى تشخيصية تستخدم في المعامل للفحص على المرضى. وكلها يمكن تحضيرها إذا ما توفرت بعض الاحتياجات.

ترى كم من جامعاتنا تصرف على هذه المحاليل؟ ترى كم من مستشفياتنا تصرف لشراء هذه المحاليل. كل المطلوب أجهزة معينة وموازين دقيقة جداً توزن ومهما كان سعرها ستوفر أضعافه في وقت وجيز وبعض الكيماويات ، وماء يُقَطّر ثم (يُوأين) من (ايونات) بعدها يمكن توفير محاليل فحص السكري ،وظائف الكلى، وظائف الكبد، البولينا ،البروتين وهلمجرا.

طبعاً المستفيدون من استيراد هذه المحاليل وتجارها لا يسمحون بمثل هذا التطور وتوطينه وربما السماسرة ايضاً. ولكن لماذا لا تشق جامعة عصا الخنوع أو مستشفى ويستفيد من هذا الكنز. أنا لا أروج لتوظيف خليل فهو بحمد الله ليس في حاجة لوظيفة ولكن جامعاتنا ومستشفياتنا في حاجة لخليل. حفظه الله وتقبل منه. لماذا لا تنشئ جامعة مركزاً يدرب فيه خليل عدداً من الشباب يقومون بصناعة المحاليل ويدربون الأجيال من بعدهم.

وما خليل إلا مثالاً، كثيرون جاءوا بخبرات لم يستفد منها الوطن.









رسوم جامعة الخرطوم (تعقيب)




 الاخ الكريم الأستاذ أحمد المصطفى ابراهيم  ..  تحية طيبة ,,,,,,

     نشرت فى عمودكم استفهامات يومى17/9 و22/9 مقالين حول الرسوم الدراسية بجامعة الخرطوم ووصفت إدارة الجامعة والقائمين على أمرها بأوصاف يرفضها المجتمع قبل أن ترفضها الجامعة وليتها كانت تحمل نقداً موضوعياً وعلمياً يستحق الرد فقد كانت سباب وشتائم وإساءات يستغرب المرء أن تصدر من أحد أبناء الجامعة وخريجيها في السبعينات..  ورغم قولك بأنك أحد أبنائها البررة الإ أن هذا البر لم يظهر في كلماتك وعباراتك التي وصفت بها إدارتها و أساتذتها لذلك سوف نغض الطرف عن الرد عن تلك الإساءات وندلف مباشرة لتوضيح بعض المعلومات الخاصة بالرسوم الدراسية لطلاب القبول العام بالجامعة مع تصحيح بعض ما أوردت من معلومات مغلوطة لم تكلف نفسك جهد الاتصال بمسؤولي الجامعة حتى تكتب على بينة ودراية ..

أولا:-  تعتبر الرسوم الدراسية في جامعة الخرطوم هى أقل الرسوم من بين الجامعات الحكومية لطلاب القبول العام ودونك الإعلانات المنشورة في الصحف اليومية لعدد من الجامعات الحكومية تحدد فيها رسومها الدراسية ومع ذلك لم يطالها قلمك لا بالنقد ولا بالتعليق فكأنما المستهدف عندك جامعة الخرطوم و التي وصفتها بجامعة الفقراء و الأمر ليس كذلك بعد التوسع في التعليم العالي و إنشاء عشرات الجامعات مقابل إنحسار الدعم الحكومي للتعليم الجامعي وما إقرار سياسة القبول الخاص الإ من أجل دعم القبول العام ..  وليست موجهة لدعم مرتبات الأساتذة الذين هم فعلاً بحاجة لهذا الدعم ..

ثانياً :-   جامعة الخرطوم حتى الآن لم ترفع أعداد المقبولين على النفقة الخاصة إلى (50%) كما ورد في مقالك وإنما حتى كتابة هذا المقال تقف عند 25% فقط لأسباب كثيرة ذكرتها لجهات الاختصاصي في التعليم العالي .

ثالثاً:-  تحديد الرسوم الدراسية يتم عبر لجنة وليس عبر شخص كما زعمت وتلك ممارسة تجاوز عمرها الثلاثة عشر عاماً  ويتم فعلاً عبر تقسيم الكليات لمجموعات حسب تكلفة الطالب الحقيقية فى كل كلية .. فتكلفة الطالب في الكليات العلمية والتطبيقية ليست بالطبع مثل تكلفته في الكليات النظرية ولسنا بحاجة للمزيد من الشرح لأستاذ عمل بالتدريس سنيناً طويلة قبل الولوج لدائرة الصحافة ..

 رابعاً :-   الطلاب المعسرين تدعمهم الجامعة عبر صندوق أنشىْ لهذا الغرض فضلاً عن استقطاب دعم من الخيرين من خارج الجامعة أو يتم إعفاءهم بعد أن يثبت للجنة أنهم غير مستطيعين علي دفع الرسوم الدراسية  لأن هناك قراراً ملتزمة به الجامعة تماماً بألا يحرم أى طالب من الدراسة بسبب عدم مقدرته على دفع الرسوم وليس في سجلات الجامعة أى حالة تم فيها حرمان طالب من الدراسة لهذا السبب ..

خامساً :-  أما حديثك عن المائة الأوائل  فكما تفضلت فهم جميعهم قد انتسبوا لجامعة الخرطوم لأسباب معلومة للجميع وربما فضل عدد قليل منهم الالتحاق بجامعة أخرى ولكن الذى يعنينا هم من التحقوا بالجامعة فأن ال 50 الأوائل منهم تم إعفائهم إعفاءاً  كاملاً  من الرسوم الدراسية و ال 50 الآخرين قبلوا بنصف قيمة الرسوم للقادرين و غير القادرين منهم  فقد تم قبولهم مجاناً ويمكن دعمهم من الصندوق الذى اشرنا إليه .

    ختاماً ..  كان ينبغي أن يكون النقد موضوعياً دون إساءة  أو تجريح لإدارة الجامعة و أساتذتها و القائمين على أمرها كما كان ينبغى الرجوع لعمادة شؤون الطلاب أو إدارة الجامعة قبل إيراد معلومات مغلوطة ونشر عبارات جارحة لا يقبلها الحادبين على التقويم و الإصلاح وعلى أم الجامعات خاصة عندما يكون مصدر السباب أحد خريجيها و أبنائها وإن كان لابد من استدراك علي طريقة الأستاذ احمد المصطفي ابراهيم عندما أكد أنه خريج جامعة الخرطوم في السبعينات وبار بها لكي لا يقول له أحد أنه كتب ما كتب لأنه ليس من أبناء الجامعة فأني أستدرك بالقول أن تأخير الرد والتعقيب كان مقصوداً لحد ذاته حتي إنقضاء فترة التسجيل ونؤكد من الواقع أنه لم يحرم اي طالب من التسجيل بسبب الرسوم الدراسية ذلك الاستدراك توقعا  منا بأن يقول صاحب العمود أن الجامعة أخيراً عقبت علي ما كتب والله من وراء القصد ..
                          وتقبلوا فائق التقدير ,,,,,,,,,,
                                                         عبدالملك النعيم أحمد مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة   
                                                       المتحدث باسم الجامعة
قول على قول:
ولضيق المساحة ندلف الى تعليقنا على تعقيب الجامعة من الأخ عبد الملك النعيم . يوم كتبت ما كتبت كنت واثقاً من معلوماتي لم يقابل أي طالب أو ولي أمر لجنة تبحث حالته وأصر على ذلك وهذا ما تجاوزه الرد تماماً. ثانياً مُددت فترة التسجيل عدة مرات لضعف الاقبال من الفقراء وحتى مطلع سبتمبر كان التسجيل 87 % تقريباً ولا ادري كم وصلت النسبة الآن.
يوم كتبت لا أعرف اسماً واحدا وحتى الآن اكتب بعموميات لا يمكن ان تسميها إساءة أبداً وقد كرر الأخ عبد الملك كلمة إساءة عدة مرات وكأن بيني وبين الذين اتخذوا القرار معرفة خاصة او غبن خاص. كله افتراضات يمكن ان تكون صحيحة وليس عيبا ان يطالب أستاذ جامعي بتحسن وضعه المالي. ولكن ليس من رسوم الطلاب لابد للدولة من الصرف على التعليم الحكومي وتبعدنا من ان نتعارك وهي تتفرج . ثم لابد من استغلال إمكانات الجامعة الضخمة جداً وكثير من الكليات يمكن ان تكون كليات دعم مالي للجامعة وتجعلها من أغنى الجامعات هذا اذا ما وقف عليها اداريون اقتصاديون ومن الجامعة نفسها.أما عقليات الموظفين الذين يدخلون صباحاً ويخرجون عصراً بلاش ظهرا وينتظرون رواتبهم آخر الشهر هي التي تنتظر رسوم الطلاب.
من في عمري يا عبد الملك لا يجرح ولا يهاتر ولا يسيء وجامعة الخرطوم عزيزة على كل السودان لذا نريدها قدوة وملاذ لفقراء بلادي وما أكثرهم.
أتمنى ان يتمخض كل الذي كُتب في هذا الخصوص في العام القادم الى عودة الأمور على ما كانت عليه وتحدد الرسوم على قدر الاستطاعة ولو وصلنا الى مرحلة القبول مجاناً يكون أجمل.
استغفر الله العظيم لي ولك يا عبد الملك وهذا ما املته عليك وظيفتك.
ويبقى ما بيننا من ود.









لماذا عقد النكاح يوم الجمعة؟




لا يتعين لعقد النكاح يوم معين من أيام الأسبوع ، ولا أيام السنة ، بل للمرء أن يعقد نكاحه في أي يوم اتفق له ، سواء كان ذلك يوم جمعة ، أو غيره من الأيام ، وما دام قد حدده لحاجته هو ، أو لأن ذلك هو الأنسب له ، فليس في ذلك الأمر ـ بحد ذاته ـ سنة ولا بدعة .

وأما استحباب أن يكون عقد النكاح في ذلك اليوم ، وتعمد ذلك ؛ فقد نص عليه غير واحد من الفقهاء ، من أتباع المذاهب الأربعة .

قال ابن قدامة رحمه الله :" يستحب عقد النكاح يوم الجمعة " انتهى .

وقال النفراوي المالكي رحمه الله :" ويستحب كون الخطبة والعقد يوم الجمعة " انتهى.

  واستدلوا على ذلك بعمل جماعة من السلف ، منهم ضمرة بن حبيب , وراشد بن سعد , وحبيب بن عتبة " ، وبأن يوم الجمعة يوم مبارك ، فيرجى أن يبارك الله الزواج إذا وقع في اليوم المبارك ، ولأنه يوم شريف , ويوم عيد .

وينبغي أن نلاحظ هنا أن عبارة الفقهاء جاءت بلفظ : " يستحب " وليس بلفظ : " يسن "، لأنهم يعلمون أن الحث على العقد يوم الجمعة لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما ورد عن بعض السلف والفقهاء المتقدمين ، اجتهادا منهم في تحصيل بركة النكاح بموافقة بركة يوم الجمعة ، ورجاء أن يستجيب الله عز وجل الدعاء في ذلك اليوم .

والفقهاء كثيرا ما يتوسعون في إطلاق " الاستحباب " على أمر لم يرد فيه دليل بخصوصه ؛ فالمستحب عندهم أوسع من لفظ " سنة " الذي يحتاج إلى ثبوت سنيته عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث مرفوع صحيح .

ولذلك نبه بعض أهل العلم على عدم اعتماد هذا الاستحباب على سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لئلا يُظن أنه سنة ، بل نبه على أن في هذا الاستحباب نظر .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :" لا أعلم في هذا سنة، وقد علَّلوا ذلك بأن يوم الجمعة آخره فيه ساعة الإجابة، فيرجى إجابة الدعاء الذي يكون عادة بين الزوج ومن يبرِّكون عليه، «بارك الله لك وعليك».



ولكن يقال: هل النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ من هديه وسنته أنه يتحرى هذا الوقت ؟ إذا ثبت هذا فالقول بالاستحباب ظاهر، وأما إذا لم يثبت فلا ينبغي أن تُسن سنة، ولهذا كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يزوج في أي وقت، ويتزوج في أي وقت، ولم يثبت أنه اختار شيئاً معيناً.

فالصواب : أنه متى تيسر العقد، سواء في المسجد أو البيت أو السوق أو الطائرة ونحو ذلك، وكذلك ـ أيضاً ـ يعقد في كل زمان" انتهى . من " الشرح الممتع "

منقول بتصرف

لا تزرعوا القمح






(يا مزارعين أنتو عبطاء؟ معقول تفرحوا سنتين وراء بعض. معقول انتاج العام الماضي الذي عجزت الشاحنات عن ترحيله والمخازن في استيعابه عايزين تاني تزرعوا قمح وتجيبوا انتاج ممتاز ليه هي البلد سايبة وما فيها أعداء نجاح ولا شنو؟ أما عجيبة ومزارعين ما جايبين خبر.كان تزرعوا تاني قمح وتتباروا في الإنتاج دا يقوم في بنتي مشيرا الى شنبه)

ما بين القوسين قد حدث ولكن أين ومتى لا أدري.

نجاح موسم القمح الماضي كان على كل لسان وافرح كل القلوب الطيبة والتي تتمنى للبلاد الخير رغم بعض الأخطاء التي صاحبت انتاج القمح في الموسم الماضي في الحصاد والترحيل والتخزين وكل ذلك لكثرة المحصول. ولسذاجتنا وجهلنا بما وراء الأبواب المغلقة اقترحت على الأخ مدير البنك الزراعي تحديثاً في الحصاد والترحيل والتقت وجهتا نظرنا.

كنت احسب كل الزمن الذي بين الموسمين سيكون لتجويد الأداء وتطوير التجربة لمزيد من النجاح  في زراعة القمح في مشروع الجزيرة والمشاريع الأخرى (دا انا عبيط بشكل).

فإذا بالمزارعين يفاجؤون بهدم كل التجربة وتبدأ من وزارة المالية التي رفضت تمويل القمح وطلبت من المشاريع الزراعية رهن ممتلكاتها لدى البنوك حتى تمول البنوك القمح وتطلب إدارة المشروع من المزارعين شيكات ضمان لم يدربهم عليها احد ولم يثقفهم بها احد في السابق من الاتحادات الابوية التي تكفل القُصّر من المزارعين وكأن ليس في المزارعين من يفهم غير الاتحاد.

لست وحدي حتى السيد نائب رئيس الجمهورية ما عارف الحاصل وطلب زراعة مليون فدان هذا الموسم وما كان يعلم ان هناك من يمد لسانه ويقول له اقسم على عشرين سعادتك. لن يزرع اكثر من 50 الف فدان هذا الموسم هذا اقصى حد للتفاؤل. والسبب ربكة في الوقت الضائع. لم تطرح هذه السياسات الجديدة في التمويل قبل عدة اشهر حتى يفهم المزارعون من سيمولهم وكيف وهم الذين سددوا تمويل العام الماضي بنسبة90%  وهذه 10% تقصير اداري وليس سوء مزارعين.

ما يحفظه المزارعون من عبارات علمية رددها لهم الخبراء أن الزراعة مواقيت أي مربوطة بزمن محدد. أي تأخير يكون سببا في افشال الموسم. بالله الذي انتظر بهذه السياسيات الجديدة كل هذا الوقت ولم يخرجها الا مع بداية الموسم لو حلف على المصحف وقال ليس هدفي افشال زراعة القمح في حد ح يصدقو؟

أمة لا تخطط لعدة شهور كيف ينتظر نهوضها. واتحدى المشاركين في الحوار الوطني لو عارفين هذه المشكلة أو لو عارفين ان الزراعة من أولويات هذه البلاد أو لواحد فيهم عنده رؤية لتطوير الزراعة. وكلهم يغرد على نغمة اقتسام الثروة والسلطة.  

لا وقت للإصلاح ضاع كل شيء.

نحو خبز آخر






لن أبدأ بسؤال عن ماذا تمخضت مشكلة القمح والدقيق الأخيرة بين السباع الكبار والحكومة والمستهلك؟ خاض في ذلك كثيرون وتظن وزارة المالية أنها كشفت كل المستور والواقع يقول (يا دوب دخلت يدها في الجحر).

مقالي اليوم عن التقليدية في صناعة الخبز. هذه الرغيفة المحدبة كما العدسة المحشوة باللب وما أقصر عمرها إما أن تؤكل ساخنة أو باردة قليلاً ولكن إذا ما قضت اليوم دون استهلاك فهي الى القمامة او علف لحيوان فهي في اليوم التالي في قسوة الحجر أو أشد.

كثير من دول العالم تعرف للخبز عدة أنواع وتتباهى فرنسا على وجه التحديد في تنوع صناعة الخبز والمعجنات. وتشاركها لبنان ولا تشاركها صناعة الخبز فقط وتشاركها الموضة والخروج على النص الاجتماعي.

ما لمخابزنا لا تعرف الا الرغيف البلدي هذا ، قصير العمر المضيع للقمح ومن ثم المال. نعم توجد مخابز قليلة العدد ضعيفة الإنتاج في السوق تصنع ما يسمى بالخبز اللبناني وهو خبز يسمى أحيانا الخبز المفرود لا لب له. من ميزات الخبز المفرود أنه يمكن أن يوضع في الفريز او الثلاجة وعند إخراجه من الفريزر يعود بعد دقائق لحاله الأولى ويمكن ان يبقى عدة أيام في الفريزر إن لم أقل أسابيع.

هذا الخبز المصنع بمخابز آليه أعلى سعراً من الخبز المصنع بالمخابز البلدية يبدو أن زيادة سعره هي التي جعلته غير مشهور وغير مستخدم لدى غالب الناس. حقيقة السعر غير واقعي مما تسبب في عدم انتشاره ويبدو كل جديد غالٍ وتضع عليه تكلفة كل الآلات المستوردة وجماركها وترحيلها.

المطلوب الآن إشاعة (بمعنى نشر وليس المعنى السالب) هذا النوع من الخبز لأنه اقتصادي وفيه حل لمشاكل توفير الخبز يومياً. يمكن ان يكون تسوق الخبز مرة في الأسبوع بدلاً من التردد اليومي أو المتكرر عدة مرات في اليوم. ونقول لولاية الخرطوم واخص د.عادل عبد العزيز قبل استيراد مخابز الخبز المخلوط هناك عدة حلول تساهم في توفير الدقيق وتساعد الاسر على التوفير توفير الوقت والمال (الوقت مكون اقتصادي الا في الدول المتخلفة) منها هذا الخبز المفرود القابل للتخزين والحفظ ويصعب أن يتعفن كما في الرغيفة المدببة او المحدبة أو كلاهما مدببة من جهة ومحدبة من الجهة الأخرى.

ليس هناك مستحيل سيعتاد عمال المخابز بعد تدريب قليل على صناعة الخبز المفرود وسيصبح ثقافة عامة واعتيادية وهو أنواع منه الأبيض والأسمر. الأسمر المخلوط بالرّدة يناسب أصحاب الغذاء الخاص خصوصاً مرضى السكري.

من يشيع هذه الثقافة الذين بدأوا بجلب مخابز الخبز المخلوط قمح وذرة عليهم فتح نافذة الخبز المفرود.

ولتبدأ الخرطوم وتتبعها مدن أخرى.


يوم في المواصلات العامة.




مازال هذا المجتمع بخير والحمد لله، دلفت الى حافلة من شرق الخرطوم خط المعمورة او اركويت لا أدري، وعلى الفور قام أحد الشباب يدعوني للجلوس مكانه، محترماً عامل السن، شكرته. والحافلة تسير وما كنت أعرف أجرتها وقررت الا أسأل. بعد قليل بدأت سيدة متوسطة العمر ليست بالعجوز ولا الشابة تصيح في الكمساري وتصفه بالحرامي وذلك لأن تعريفة الخط 120 قرش والكمساري أخذ 150 قرش (جنيه ونصف) ولم يرد الباقي. والذي الاحظه ان أصغر فئة عملة متداولة هي قطعة نقود فئة 50 قرش، منْ وضع هذه التعرفة (المشاترة) حتى لا يُسمع الناس بعضهم بعضاً هذه التهم وهذه الشتائم.

وهذه السيدة (مصيبة تكون آنسة يبقى من العليها) التي رفعت صوتها واتهمت الكمساري المسكين بالحرامي كم جملة المبلغ الحرام حسب فتواك يا ست الذي استحق به هذا الكمساري المسكين ان تصفيه بالحرامي؟ لنقل ان سعة الحافلة 30 راكب . 30×30 =900 قرش يعني 9جنيهات اقل من صحن فول.

هنا نذكر تشوفي السارق ملاية وما تشوفي السارق ولاية؟ الله يسامحك أيتها المرأة مرتفعة الصوت في رحلتنا تلك.

صراحة هذا المجتمع يتصارع في توافه تجاوزها الزمن وكل ذلك من أزمة تخطيط قديمة، لم يفكر من حكموا الخرطوم في مترو انفاق ولا مواصلات محترمة وظل صراع الضعفاء مستمرا وانعكاسه على أخلاق المجتمع كبير.

وفي حافلة أخرى دار نقاش بين امرأة كبيرة وبنت منقبة يبدو انها طالبة ويشهد الله أني وجدت العذر لمنتقدي النقاب شتمت المنقبة المرأة الكبيرة شتائم ورفعت صوتها بقدر كبير دونما شيء يستحق، وكان رد المرأة المهذبة: يا خسارة النقاب اللابسها.

وحقا يا خسارة نقابها. كنت احسب كل منقبة على قدر من الادب والالتزام بالدين والتدين وما خرجت من بيتها الا مضطرة. وبعد ان تداولنا مساءً هذه الحادثة سمعت العجب أن بعض، أكرر بعض حتى لا نظلم المنقبات تديناً ، سمعت أن كثيرات يتخذن هذا النقاب ساترا فقط ويفعلن من خلاله الافاعيل. إذا كان من الحلول التي ساعدت في استباب الأمن في شمال دارفور هو منع الكدمول  (تلك الملفحة التي يغطي بها الرجال وجوههم ولا تبدو الا أعينهم) لماذا لا تدرس ظاهرة منقبات الخرطوم وكل من يبدو منها ما لا يتفق مع آداب النقاب تؤمر بكشف وجهها كاملاً وليكن في البداية أمام امرأة.  

من اليوم وصاعداً لن انظر لكل منقبة باحترام والسبب ما رأيت وما سمعت في ذلك اليوم نسأل الله الستر لبناتنا وبنات المسلمين.

صراحة هنا نجد للجامعة الوطنية العذر في منع النقاب، حتى لا يصبح أداة جريمة أو ساتر للتحلل والتفسخ.

وناس الحوار الوطني في وادي وناس المواصلات في وادي.






شكراً سعادة معتمد الخرطوم


بسم الله الرحمن الرحيم






        كتبنا في هذه الزاوية الخميس 22/10/2015 عن قرارا أتخذه معتمد الخرطوم سعادة الفريق أحمد عثمان ابوشنب بخصوص تحويل حافلات خط ألْتي الى الميناء البري. وذكرت كيف يؤثر هذا القرار المستعجل وينعكس شقاءً على آلاف الطلاب والطالبات والموظفين واتهمنا الجهة المستفيدة من هذا القرار وهي تلك الجهة العجيبة التي تسمى غرفة الحافلات.

لم ينقض يوم الخميس، على قصره، الا وكان السيد المعتمد قد تراجع عن قراره بعدما تبين له الحق. ألا يستحق منا الشكر والاحترام في زمن عز فيه من يعترف بخطائه ويقول رحم الله من أهدى الي عيوبي. نيابة عن آلاف الطلاب والطالبات والموظفين جزاك الله عنهم كل خير.

لو رأى سحابة الحزن التي عمت بسبب هذا القرار على كافة سكان شمال الجزيرة من تحويل المبلغ لأمسك بحلاقيم من ضللوه وفطسهم وربما اتبعها بعبارة: تأني ما اشوفكم هنا بره.

 دعونا نقف على غرفة الحافلات بالميناء البري وغيرها من الغرف هذه الاجسام كيف تُختار وما امد اختيارها إذ هناك من يجلسون عليها عشرات السنين لا يخرجهم منها الا الموت كيف يفعلون ذلك؟ ماهي الخدمة التي يقدمونها؟ كم من المبالغ يجمعون بلا رقيب ولا حسيب؟ هذه المؤسسات التي تسمى غرف تجمع نيابة عن الدولة مبالغ مهولة هل تصل هذه المبالغ الى مكانها وهل قانوناً يمكن ان يجمع الضرائب غير موظف الضرائب طبعا كل هذا قبل التحصيل الالكتروني أتمنى ان ترفع الضرائب يدها عن المواصلات حتى تخفف قيمة التذاكر العالية بحجة الضريبة والضرائب ربما لا يصلها الا اليسير جداً.(شايلة وش القباحة).

سؤال من يراقب هذه الاجسام الغرف وأخص غرفة الحافلات قطعاً هذه شبكة مستفيدين من نسيان المراجعة والمراقبة ووصلوا لمرحلة يعرفون كيف يحققوا مصالحهم ويبقوا عشرات السنين في هذه الغرف.

لابد من مراجعة من أجهزة الأمن الاقتصادي لغرفة الحافلات وتبحث الأمر بحثاً دقيقاً ولا نريد ان نقول أبدوا بالسؤال (من أين لك هذا؟)   ولكن ابدوا بكيف بقيتم هنا كل هذه المدة؟ وكيف يتم اختياركم؟ وكم من المال باسم الدولة جمعتم؟ وأين ذهب وما هي مستندات ذلك؟ هذا ما في رأسي من أسئلة ولكن الأمن الاقتصادي يمكن ان يضاعف هذه الأسئلة عشر مرات بخبرته وبحسب مهنته. ربما يضيف عليها أو ينفض الغبار عن تقارير قديمة أو منسية. إذ لا يعقل ألا يكون عمل هذه الغرف مرصوداً رصداً جيداً.

ربما يستدعي الأمر تغيير قوانين ضعيفة يعرف المستفيدون ثغراتها ويغيبوا القواعد ويكرروا البقاء. وقبل هذا لماذا لا تراجع أهداف هذه الغرفة وأمر تكوينها وهل يمكن الاستغناء عنها كلياً (هسا معقول بريطانيا فيها غرفة حافلات ؟)

 بعض من ضيق المعيشة من هذه الاجسام الطفيلية التي لا تساعد في الإنتاج بل تعطله.


الاثنين، 2 نوفمبر 2015

الصبر عن فقد الأحبة

          
  
31-10-2015
الصبر المنبثق من اليقين والثقة بالله والمستمد من وعد الرحمن بنعيم وحسن جزاء وثواب الصابرين، نعم إخوتي .... إنه الصبر وما أصعبه عندما يرتبط بالموت.
ذلك الموت.... الذى لا يفرق بين كبير وصغير ولا سليم أو عليل إنه الموت .... الحقيقة الثابتة والمؤكدة في هذه الحياة الموت.... الذي لن يفر منه أحد ولم يفر منه أحد (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ).
الموت الذي أسماه الله سبحانه وتعالى في كتابه ووصفه بالمصيبة نظراً لشدته وصعوبه وقعه على النفس (إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ).
وما أصعب المصيبة يا أخي إذا كانت في الولد وما أشدها إذا ما كانت في حبيب.
يا الله والله لا يرزق الثبات وقتها إلا المؤمن الحقيقي لأنه الاختبار والامتحان الأشد لقوة إيمانه وثباته على دين الله وثقته بوعد الله.. يا أخي انظر إلى حال الصحابة حينما مات المصطفى .. بأبي وروحي ونفسي أنت يا رسول الله ما كان حال الصحابة حين تلقوا الخبر؟؟؟
فلما توفي اضطرب المسلمون، فمنهم من دهش فخولط، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام، ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية".
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسُّنح.. فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك، وليبعثنَّه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله،
قال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً.
ثم خرج فقال : أيها الحالف على رسلك، فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال: ألا من كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)،وقال: (إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ)،
وقال: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) ،
فنشج الناس يبكون. نشج الصحابة بالبكاء هذا حال الصحابة مع موت المصطفى.
إنهم بشر نعم كانوا كالملائكة في إخلاقهم وإيمانهم ولكنهم في واقع الأمر بشر.
اهتزوا بموت المصطفى لشدة حبهم وتعلقهم به ولكنهم في النهاية وبثبات الصديق (حبيب رسول الله وصاحبه والذي كان من المفترض أن يكون أول الرافضين والساخطين على موته إلا أن الله ثبت قلبه ورزقه إيماناً لم يتزعزع إيماناً حقيقياً ثابتاً). واذكر دائماً أنك قريباً ستلحق بمن فارقت إنما هي فقط بضع أيام ولحظات ويجتمع شملكما من جديد، ولكن احرص أخي على أن تلقاه تحت مظلة حب ورضا الله وليس تحت سخطه وغضبه.
يا أخي ...
الصبر عند موت الأحبة اختبار لإيمانك وقوة يقينك وثقتك بالله فكن أهلاً لما تنادي به وتظن أنك أهل له.. رزقنا الله وإياكم الصبر والثبات عند المصيبة.
منقول بتصرف

عبد الله إبراهيم الصديق

       
  
30-10-2015
حقاً إن الموت مصيبة. الخميس الماضي غيب عنا الموت شقيقي الذي يصغرني مباشرةً أخي الأستاذ عبد الله إبراهيم الصديق، ستون عاماً عاشها عبد الله إما متعلماً أو معلماً، تخرج من معهد تربية الخرطوم تلك المعاهد التي كانت تؤهل إلى تدريس المرحلة الابتدائية، قضى زمناً معلماً متفرداً يدرس ويعلم بطريقته وبخطه الجميل وخلقه الأجمل.
كان يعلم وكنا نعلم أن عبد الله أكبر من ذلك التحق بمدرسة النوبة الثانوية وامتحن منها للشهادة السودانية وكانت بالنسبة له كشربة ماء. وواصل تدريسه ونفسه تحدثه أن لابد من جامعة وربما كانت استجابةً لدعوة الوالد رحمه الله ونحن صغار حيث كان يدعو لنا (الله يحضرني جامعتك) واستجاب الله دعاءه وحضر جامعاتنا جميعاً حيث أدركها عبد الله بعد نظام الناضجين وقد كان ناضجاً بحق ونال البكالريوس من جامعة أم درمان الإسلامية.
بعد هجرة قصيرة لليمن أكاد أجزم أن المال لم يكن همه ولكن أصدقاؤه ذهبوا وذهب معهم وعاد سريعاً.عاد لمهنته معلماً بالمرحلة الثانوية تنقل في عدد من مدارس المنطقة واستقر به المقام أخيراً بمدرسة القرية الثانوية. لم يكن مدرسا فقط كان داعية بخلقه وفعله في صمت عجيب كان قليل الكلام كثير الاستماع وإذا ما تحدث أضحك كل سامعيه وتناقل الناس قفشاته المتفردة.
حضرت مناقشة رسالة الماجستير التي نالها من جامعة أم درمان الاسلامية ولا زلت أذكر تعليق بروفسير عمر يوسف حمزة عندما طلب منه قراءة الإهداء وعلق البروف: والتفت الى اللجنة والحضور: بالله هل رأيتم قدراً من الوفاء كهذا وقد أهداه بلغته الجميلة بعد والديه لعدد من معلميه المتميزين الذين أثروا في حياته.
في السنوات الأخيرة وهو مدرس للتربية الاسلامية وموجهاً لها في تعليم وحدة المسيد أنشأ هو وإخوته المرحوم عبد الله ابو القاسم والشيح محمد البشير والشيخ محمد يوسف وآخرون دار تحفيظ للقرآن وسموها في البداية دار المؤمنات علموا وحفظوا القرآن لعدد كبير من نساء القرية يومياً تعج بحلقات العلم والتحفيظ وكان لها أثر كبير في مجتمع نساء القرية تقبل الله منهم. كان إماماً للجمعة في واحد من مساجد القرية لفترة من الزمن ويوم طلب منه إمامة المصلين ليوم واحد في المسجد الكبير كان عنوان خطبته الذي لا ينسى (أول يوم في القبر).
ما رأيت ولا سمعت عبد الله يتحدث عن ضيق معيشة ولا سمعته يتحدث عن قلة راتب ربما يتحدث عن تأخر الراتب ولا يفكر في استثمار ولا جمع مال ولا ممتلكات قنوع بما يرزقه الله.
اللهم ارحمه وبارك في ذريته وجزى الله خيرًا المعزين الذين خففوا عنا مصيبتنا خير الجزاء من أهل القرية والقرى المجاورة والأصدقاء وزملاء العمل لإخوانه.
صدمة أخرى ألمت بنا ونحن في المأتم إذ هوى الشاب الخلوق عبد القادر الخير ميتاً دون مقدمات كان فاجعة كبرى لأهله ومعارفه وأصدقائه رحمه الله وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيرًا من أهله.
اللهم ارحمهم جميعاً وادخلنا وادخلهم الجنة بغير حساب

معتمد الخرطوم لست الأول

      
  
22-10-2015
سعادة معتمد الخرطوم الفريق أحمد عثمان أبشنب اتخذ قراراً وهو يشبه بيت المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم. قرار يؤثر على آلاف الناس وينعكس عليهم شقاء وتعاسة وضيقاً على الضيق الذي هم فيه.
طبعاً لم يكن المعتمد حاوياً ليقوم من النوم ويطالب حافلات خط ألْتي بأن تجمع في الميناء البري هكذا وكأنه يأمر جنوداً أو يحرك أوراقاً من يمين إلى يسار مكتبه. طبعاً وراء القرار متربصون لا يعرفون إلا مصلحتهم الخاصة ولو كان الضرر على آلاف الناس وآلاف الأسر لا يهم كل هم غرفة الحافلات زيادة دخلها وما غير ذلك الى الجحيم.(هذا قبل أن نقول في هذه الغرفة ما لم يقله فلان في فلان ونسأل كيف يُختار أعضاؤها ومن كم هم في هذه المواقع) قطعاً استغلت غرفة الحافلات أن المعتمد جديد ولا يعلم عن الماضي شيئاً وأرادت ان تعيد حافلات خط ألْتي التي خرجت من الميناء البري قبل أكثر من سبع سنوات ولأسباب موضوعية كلفت الناس عشرات الاجتماعات وكنت ضمن هذه اللجان إلى ان اقتنعت كل الجهات بالآتي:
هذه المنطقة من شمال الجزيرة هي امتداد طبيعي لولاية الخرطوم وارتباط سكانها بالخرطوم كبير جداً ومئات الحافلات تنقل الموظفين والطلاب والتجار صباحاً وتعود بهم عصراً أو مساء والمسافة هي نفس مسافة كترانج التابعة لولاية الخرطوم إدارياً من الجهة الشرقية للنيل الأزرق لا يفصل ألْتي وكترانج إلا النيل الأزرق وهذه إدارياً تتبع لولاية الجزيرة وكترانج للخرطوم.
بعد عشرات الاجتماعات والاقتناعات لمسؤولين في ادارة النقل والبترول وولاية الخرطوم ونفس غرفة الحافلات التي اقتنعت يومها وتفضلت باتباع مواصلات خط ألْتي لنقابة حافلات الخرطوم واعتبارها كالخطوط الداخلية وحدد لها مواقف ضمن مواقف محلية الخرطوم يوم كانت الحافلات في الاستاد ومتى ما حولت المواصلات كان خط ألْتي موجوداً.
هل رجع السيد معتمد الخرطوم الى إداراته وسألهم: أجّاب العرب ديل لقلب الخرطوم شنو؟ عندها سيجد الإجابة أن هؤلاء إن لم يعاملوا معاملة خاصة سيزيدون أعباء الخرطوم وهم بهذا السفر اليومي يخففون على الخرطوم الكثير وينامون في بيوتهم ويعودون صباحاً.
تحويل خط ألْتي الى سفري سيزيد التعرفة وسيزيد الضريبة ويجعل عبئاً على طلاب الجامعات ليسافروا من جامعاتهم الى الميناء البري وسيدخلون للميناء البري برسوم كل هذا عبء في المال والجهد عليهم، وأغلبهم طلاب جامعات.
نريد أن نتعامل مع سعادة الفريق بقدر قامته وعمره ونقول له أنت لست المعتمد الأول لمحلية الخرطوم فقد تعاقب عليها عدة معتمدين ولم تفلح غرفة الحافلات بتضليلهم بهذه السرعة.
سيدي المعتمد يا سعادة الفريق أرجو أن ترجع لقرارات من قبلك من المعتمدين ووزراء التخطيط الذين وافقوا على جعل مواصلات ألْتي تابعة لمواصلات ولاية الخرطوم مشكوراً.

(أبو النجا) إنهم لا يسمعون

    
 
20-10-2015
من الناس من لا يكتب إلا نادراً ولا يكتب إلا في موضوع شغله جداً، من هؤلاء الأستاذ صلاح أبو النجا مدير بنك التضامن السابق. كتب رسالة مفتوحة لوالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين ينبهه لمشكلة استشرت وكل يوم في زيادة وهي التعدي على الشوارع وكيف يحتال أصحاب كثير من المنازل بحديقة أمام المنزل تأخذ من الشارع مترين أو ثلاثة أو يضعون مسطبة اسمنتية أو يضعون حاوية كاملة يستغلونها كمخزن.
من دواعي سروري بالمقال أني سبقت السيد أبو النجا على هذا الموضوع في يناير سنة 2011 كتبت مقالاً بعنوان (التعدي على الشوارع)
جاء فيه:
كثير من شوارع العاصمة القومية الخرطوم غير ثابتة العرض، تجد عرض الشارع يضيق ويكبر على حسب كبر جيوب ساكنيه. لا يختلف اثنان على فوائد التشجير وما يضفيه على المدينة من جمال، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هذه الأشجار لها آثار على البيئة إيجابية، وتفتح النفس.
كثير من أحياء الخرطوم تعدى ساكنوها على الشارع بحجة التشجير والحديقة التي خارج المنزل مما يؤثر على عرض الشارع، ومنهم من يضع حاويةً ومنهم من يجعل أمام منزله رصيفاً اسمنتياً ولا يهمه بعد ذلك ما لهذه العَملة من أثر على سعة الشارع المهم أنه زاد مساحة بيته وخلاص، وقد يكون البيت ليس في حاجة لزيادة ما شاء الله.
غير أن العادة امتدت للأحياء الراقية.. وكثيرون متضايقون من تصرفات بعضهم البعض في التعدي على الشوارع ولكنهم يؤثرون الصمت، حياءً وحفاظاً للود كعادة سودانية لا تعرف المواجهة إلا إذا استُفِزت.
الأمر ليس مقتصراً على الأحياء السكنية بل في الأسواق الأمر أشد ألماً وفداحة إذ كمية البضائع المعروضة في الشوارع أكبر من كمية البضائع التي في الدكاكين والمتاجر. ويزداد الأمر في نهاية اليوم حيث تذهب السلطات للنوم والمقيل وهنا ينفرط عقد الأسواق ولا تستطيع أن تستغلها لا ماشياً ولا راكباً علاوة على الإزعاج المنبعث من أبواق مكبرات الصوت ذات خاصية التكرار الأوتوماتيكي، وتتمنى لو كنت أطرش أو أن تضع قطناً على أذنيك.
يا أخي صلاح أبو النجا كتبت أنا في 2011 ولم يتحرك تنفيذي لدراسة الأمر أو الوقوف عليه، وها أنت تكتب في 2015 في نفس الموضوع ولم نسمع رداً ولم نر فعلاً. وسيكتب ابني أو ابنك بعد أن تتسدد شوارع الخرطوم كانسداد الشرايين والأوردة بالكلسترول وستكون العملية باهظة التكلفة.
من المسؤولين من لا يهتم إلا بساس يسوس لو كتبنا في إخفاقات المؤتمر الوطني أو الإجهاز على الحركة الإسلامية لتصدت لذلك جهات كثر أما أن يكون الموضوع متعلقاً بحياة الناس وتنظيم أمرهم اليومي وما يمكن إصلاحه اليوم سيكلف أضعاف تكلفة اليوم.
ليتهم يسمعون.