الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

محن التأمين (الاسلامي

12-10-2015
لو كتب أحدهم على محله (كوافير التقوى الإسلامي) لما سأله أحد. الحمد لله ليس بالبلاد بارات حتى يعلق أحدهم لافتة (بار الهدى الإسلامي). ولكن المصارف الإسلامية وشركات التأمين الإسلامية كثيرة والحمد لله.
والذي أعرفه والذي جعل التأمين إسلامياً وليس حراماً كما في شركات التأمين غير الإسلامية التي تتربح من المشاركين، الفرق هو ان التأمين الإسلامي المال الذي يدفعه المشاركون هو كصندوق خيري بينهم يعينون منه من لحقه ضرر وتدير هذا الصندوق إدارة مفوضة من المشاركين وعندما ينقضي عام يحسب الإداريون المفوضون كم صرفوا على المشاركين وكم التكلفة الإدارية ويرد الباقي للمشاركين أو يطلب منهم سد العجز إن كان هناك عجز.
الواقع المشاهد أن شركات التأمين أو بعض شركات التأمين أخذت من الفتوى ما يريحها وتركت الباقي وصارت شركات تأمين تجرجر المتضررين وتتهرب منهم حتى تحقق أكبر عائد ولا ترد على المشاركين شيئاً.
شكا لي د. عزالدين أنه أمن سيارته عند شركة التأمينات الاسلامية صاحبة الاعلانات الأكثر وصاحبة الشعار المشهور (أعقلها وتوكل) تعرضت سيارة عزالدين لسرقة قطع هامة جداً (الكمبيوتر والسايفون) وبلغ الشرطة التي كتبت تقريرها وقدمه لشركة التأمينات الاسلامية ورفضت تقرير الشرطة. جاءهم بتقرير وكيل النيابة ورفضوه لا نقبل إلا تقرير مهندسنا وعليك بسحب السيارة لورشتنا. وفعل. وسأل ثم ماذا قالوا اذهب للمهندس وهو في مكان آخر طلب منه المهندس سحب السيارة إليه فرفض عزالدين ورفض المهندس الذهاب للورشة.
الذي يجرجر الزبون كل هذه الجرجرة هل هو مالك لمال التأمين أم مؤتمن عليه؟ هذا هو السؤال الأول؟ كيف ترفض شركة تقرير الشرطة حامية الشعب؟ ألا يعتبر ذلك اعترافا ضمنيا بأن شركة التأمينات الاسلامية لا تحترم الشرطة ولا تعترف بدورها؟
مش كده وبس ورفض تقرير النيابة اليس عدم احترام او عدم اعتراف بالأجهزة العدلية؟ (بالله لو قالوا ليه اطلّب الله وما في ليك تعويض مش كان أحسن).
من هذه الحالة ومثلها ألوف لم تجد ما تشكو اليه، أما من جهةٍ تراجع ويهمها إسلامية التأمين؟ أم أسلمته مجرد شعار وتحت تحت مثله مثل أي تأمين حرام الزبون يدفع بنية أنه يريد أن يحمي ممتلكاته ولا يفهم في المشاركة الاسلامية التي في الفتوى نية انه دفع ما دفع ليرفع الضرر عن اخوة لا يعرفهم إذا ما وقع عليهم ضرر. والشركة تريد ان تتهرب من التعويضات لتحقق أكبر عائد لها.
اتحاد شركات التأمين لحماية الشركات أم لحماية الممولين؟ ليتنا نتلقى إجابة علَّ الله يرحمنا بمواسم خير ممطرة مباركة وما هذا القحط الا من الكذب على الله (كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (3).

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

بأي ذنبٍ قُفلت؟

 11-10-2015
الجناح الجنوبي من مستشفى الخرطوم ومنذ زمن بعيد كان مميزاً عن عنابر مستشفى الخرطوم والتي كانت كلها مميزة الخدمة الصحية ولا فرق إلا بعدد الأسرة في الغرف. وفيه تعالجت سكينة حرم الرئيس عبود. وكثيرون سمعوا بتأخر اجتماع مجلس الوزراء إلى ما بعد الخامسة وعندها سأل الرئيس إبراهيم عبود، الذي أراد زيارة زوجته التي ترقد بالجناح الجنوبي، سأل نائبه حسن بشير نصر: يا أخي تأخرنا عن وقت الزيارة تفتكر الخفير ممكن يدخلنا بعد الزيارة؟
وفي الجناح الجنوبي (مات) السيد إسماعيل الأزهري، (في الحساب هناك ما يعرف بفك الأقواس، ولكن فك قوسي مات يحتاج حل اللغز وكشف المغطى)،
كل هذا مشهيات.
على أيام طيب الذكر د.كمال عبد القادر مدير مستشفى الخرطوم ووكيل الصحة الأسبق أراد كسر حاجز غلاء السوق الصحي الخاص بعمل مؤسسات حكومية مميزة نفس الخدمة التي تقدمها المستشفيات الخاصة وبأسعار أقل فأنشأ مركز الخرطوم التشخيصي المتطور وطوّر القسم الجنوبي ليكون منافساً للمستشفيات الخاصة. وكان يساعد في تسيير المستشفى الكبير بأجرته الشهرية التي بلغت 180 مليون تساوي 60% من تسيير مستشفى الخرطوم، وما كان مريض المستشفى العام يحتاج لشراء شاش ولا حقنة ولا كمامة ولا.. ولا.. كما هو الحال الآن.
تسلطت جهة ما وألغت الإيجار وقفلت القسم الجنوبي لمستشفى الخرطوم بالضبة والمفتاح وصار كالمتحف المهجور. لماذا فعلت ذلك ولم تترك لنا إلا التخمين ونقول، ربما أغلق الجناح الجنوبي لمستشفى الخرطوم لينتعش سوق المستشفيات الخاصة القريبة من المستشفى؟، ربما وربما لأن ما كان يدره إيجار هذا الجناح خفف على عامة الناس وهناك من لا يريد لهم إلا العناء. الغني يمشي المستشفيات الخاصة والفقير يموت حسرة ومرضاً.
لم يسأل مسؤول عن لماذا أغلق الجناح الجنوبي بمستشفى الخرطوم حسب علمنا، ولو كانت هناك محاسبة لوجد الإعلام جواباً على السؤال. تمر الأيام ويصاب اليمن العزيز بحرب صراع سلطة وصراع مذاهب طائفية ليس للمواطن فيها يد ويفجع اليمن السعيد في سعادته واستقراره وتدور الحرب ولا تترك مكاناً آمناً وتسيل الدماء والمستشفيات اليمنية تعجز عن تقديم الخدمة وهنا تتجلى النخوة السودانية وإغاثة الملهوف ويأتي الجرحى اليمنيون للعلاج في وطنهم الثاني بدعوة من حكومة ما تركت مريضاً من شعبها إلا عالجته وبالمجان كمان.
وبقدرة قادر يكون الجناح الجنوبي واحداً من المستشفيات التي تستقبل جرحى اليمن؟
وهنا نسأل لماذا حُرم المواطن السوداني من الجنوبي كل هذه السنين هذا الجناح عمل على فترات متقطعة آخر ظهور (كما يقول تطبيق الواتساب) كان في أغسطس 2013م.
من المستفيد من إغلاق الجنوبي لمستشفى الخرطوم؟ يا زول أمكن في دراسة تقول هذا القسم الجنوبي لا يصلح إلا لذوي البشرة الصفراء، ولا يمكن أن يعالج السمر طيب ما في سودانيين بيض ما فتحتوا ليهم ليييه؟.
من هنا تحية لكل طبيب استنكر تقديم خدمة مختلفة لشخصين مختلفين محافظاً على قسمٍ أداه.
على المرضى السودانيين إن أرادوا علاجاً في السودان أن يبحثوا عن جنسية أخرى.

قيمة الإنسان من قيمة عملته

 10-10-2015
الذين يتباكون على العقول المهاجرة والسواعد المهاجرة في السنوات الأخيرة وكم من تأشيرات الخروج ينفذ يومياً ليسألوا أنفسهم سؤالاً كم عدد الذين أو متوسط الهجرة في السنوات التي استقر فيها سعر الصرف 2.2 جنيه للدولار الذي استمر بضع سنوات وحينها كان سعر الريال السعودي على سبيل المثال 50 قرشاً أو نصف جنيه تقريباً، يومها قل أن تجد مهاجراً إذ أن الفرق بين الراتب الخليجي والسوداني متقاربان.
اليوم وقد انخفضت العملة خمسة أضعاف أي أصبحت خُمس قيمتها قبل سنوات والأجور السودانية في مكانها (للموظفين طبعاً أماً السياسيون فلا سقف لدخولهم). كيف تنتظر من موظف أو شاب مرتبه 500 جنيه أو ألف جنيه والأسعار تنطط كما الضفادع تذاكر مواصلات كل يوم في زيادة ولا رقيب ولا حد جايب خبر. الخضروات، البصل مثالاً وصل سعر البصلة الواحدة إلى جنيهين، صحن الفول عشر جنيهات، وكل هذا والرواتب ثابتة كأنها بالعملة الخارجية الذي انقسم مرتبه على خمسة والأسعار تضاعفت الى خمسة كيف يعيش؟
في الخليج قيمة الإنسان من قيمة عملة بلده تجد البنغلاديش والهنود أقل العمالة رواتب والأوربيين والأمريكان أعلى الرواتب حتى العرب المتجنسين بجنسيات أوربية يمتازون على أبناء جلدتهم الذين يحملون جوازات عربية.
ماذا لو جعل المتحاورون الاقتصاد محور قضيتهم كيف يقنع المتحاورون بعضهم بأنه لم يحن وقت الترف على حساب الخزينة العامة وكل قرش خرج من الخزينة العامة لجيب سياسي هو قرش مقتطع من عرق فقير هو والميتة سواء إن لم يكن أكثر حرمة منها.
والوضع الاقتصادي هذا حاله يضرب الوطن في خاصرته، العقول في حالة هجرة والشباب في حالة هجرة، وعندما يفقد الوطن شبابه وعقوله يصبح وطناً كسيحاً وأخبل.
السادة المتحاورون إذا ما استمر مسلسل قسمة السلطة والثروة الذي يضاعف المناصب ويستنسخها ليرضي كل منشق ومتمرد ليصبح دستورياً لا يعرف حياة العامة ويسكن برجه وينظر للناس من علٍ وينتظر تصفيقهم. على السودان السلام.
كل اقتصادي يعلم أن الإنتاج هو المخرج من الأزمة الاقتصادية التي جعلت البلاد طاردة لشبابها وعلمائها ما لم يتحسن الوضع الاقتصادي وتصبح للجنيه قيمة لن تكون للإنسان السوداني قيمة وسيصبح انساناً مكسور الخاطر في الداخل والخارج.
ولن يصلح اقتصاد تستنزفه الحرب والأمن والصرف الحكومي، (يذكرني بمسائل الحساب حنفية تصب في حوض واثنتان تفرغان متى يمتلئ الحوض)؟
ماذا لو جعل المتحاورون الاقتصاد محور نقاشهم وما السبيل؟ ومتى يطالب المتحاورون بالكعكة لا نقول لهم بلاش كعكة ولكن هذا ليس وقتها. افعلوا ما يجعل الاقتصاد يتحمل سياسيين بهذا العدد.
ما لم تسد الفجوة بين طبقتي الشعب والسياسيين ويشعر السياسيون بآلام الشعب وهذه المشكلة لا تحل بطق الحنك إنما بالدراسات والخطط؟

رسائل مميزة

 09-10-2015
هذه رسالة من الأستاذ سيد أحمد عبد الجليل عن الأطراف الصناعية.
أولاً: أشيد بالجهد المبذول لتلبية احتياجات "ذوي الاحتياجات الخاصة"، وبالتجربة فإن الطرف الصناعي السوداني ذا جودة عالية وأفضل من أطراف صناعية مصنعة في بلدان عربية مجاورة، ولولا بعض الأخطاء والهنات الفنية والتنظيمية لأدركتم المثالية .
ثانياً: لدي تحفظ على ارتفاع التكلفة المالية للطرف الصناعي من النوع الذي قد استخدمته والذي كان مقدراً بـ 70 جنيهاً، وأصبح 300 جنيه، وحالياً وصل الى 630 جنيهاً، ولا يفوتكم أن مسمي ذوي الاحتياجات الخاصة يغني عن شرح حاله. وإذا كانت الحكومة غير قادرة على كبح جماح الأسعار في المؤسسات الخدمية والأسعار في السوق. فما ذنب المعاق على عدم استطاعته توفير طرف صناعي يعينه على ممارسة حياته بشكل طبيعي .
ثالثاً: العيوب الفنية في الأقدام المصنعة في المستشفي :
1. لا تتوفر القوالب لجميع المقاسات .
2. الطرف مصنع من مادة " مبلمر" خفيف، غير مرن، معرض للتشقق والتفتت والتلف، في مدة زمنية تتراوح ما بين 6 أشهر الى سنة مقارنة بأطراف صناعية أخرى مصنعة من " مبلمرات" أكثر متانة ومرونة (وأنا على استعداد لعرض طرف أكثر قوة ومتانة).
رابعاً: هنالك عدم ضبط وتنسيق في الإجراءات الإدارية والتنظيمية، بحيث تحدد مواعيد مطولة وتعجيزية في اخذ المقاسات تتجاوز الستة أشهر مما يعطل ممارسة حياة المعاق .
أوصي بالآتي
1. دعم الطرف الصناعي دعماً مالياً، أو إدخاله تحت مظلة التأمين الصحي.
2. معالجة العيوب الفنية للأطراف الصناعية .
3. ضبط الإجراءات الإدارية والتنظيمية بمركز الأطراف الصناعية.
الرسالة الثانية:
السلام عليكم أخي الكريم صاحب الاستفهامات
ذكرتني أياماً خلت في وزارة الصناعة عندما كنت مديراً للمعلومات الصناعية. كان موقع الوزارة من المواقع النشطة بين الوزارات، وذلك بفضل المتابعة اليومية والتحديث المستمر الذي كنا نقوم به رغم المقاومة الناعمة من الموظفين الكبار في الوزارة. تم تشبيك الوزارة ببرنامج الـoutlook وذلك للتواصل الإلكتروني وتسهيل المعاملات الداخلية بين الموظفين لزوم التعامل الذكي وإنجاز المهام في يسر وجودة. ووجد هذا مقاومة شرسة من عدد كبير من الموظفين بمن فيهم موظفو إدارة المعلومات. ومن الطرائف بعد أن سكتوا عن التواصل لفترة أسبوع كنت أحاول اختبارهم.. قمت بإرسال رسالة لرهط من الموظفين عبر الشبكة الداخلية (ما في حتى رسالة واحدة بيها اتصبر شوية)، فلم يصلني رد من أحدهم واكتشفت أن بعض الموظفات اعتقدن أنني أغازلهن، وقلت لنفسي بالله دا شعب يطبقوا فيه حكومة إلكترونية، المهم أنهم بعد ذلك نقلوني من إدارة المعلومات وأتوا بموظف لا يهش ولا ينش فقبرالموقع الإلكتروني وأهيل عليه تراب التخلف المعلوماتي.
عزيزي الفاضل، وزارة الصناعة من الوزارات التي بها بنية تقانية مميزة، المشكلة سيدي ليست في المباني ولكنها في المعاني، وأزيدك كيلاً اللوبيات التي في الوزارة وتعمل لمصالحها تستطيع أن تخدع أي وزير ولو تحصل علي 10 دكتوراه وبمكر ودهاء يحفظ مصالحها.
سيدي الفاضل... وزارة الصناعة هي رأس الرمح في تقدم البلاد ورقيها، فمتى يأتيها صلاح الدين؟!
واسمحوا لي سيدي أن أنقل لكم (The most end of life is not knowledge;but action)
م. ع. حسن
موظف سابق ــ وزارة الصناعة

الحوار والأسعار

 08-10-2015
سيتحاور السياسيون في العاشر من أكتوبر الحالي حواراً وطنياً مُختلفاً عليه. منهم من يراه الحل لقضايا السودان السياسية المعقدة التي تدور حول نفسها منذ الاستقلال. أحزاب، ائتلافات، انقلاب، تكميم أفواه بداية موفقة ترفع الحس الوطني تصليح مسار، نفعيون ينحرفون بالثورة مؤامرات مكائد صراعات حركات تمرد قتال.
لم يفتح الله إلى يوم الناس هذا بمهاتير سوداني ولا رجب سوداني ولا قوم لهم رؤية في كيف تستغل موارد هذا الوطن لصالح من عليه من البشر. المستعجلون الغنائم هم آفة هذه الأمة وغالباً مصالحهم قبل المصالح العامة.
أريد أن أسأل (ألم يكن هذا اسم عمود صحفي في ستينات القرن الماضي لمنْ؟ لا أذكر). أريد أن أسأل ما محور الحوار الوطني؟ وما هي نوايا المؤتمرين؟ بلاش نوايا ماذا يريدون؟ ألا يبحث كثير منهم عن نصيبه في كعكة الحكم؟ هل منهم متجرد لوجه الله ليقول هذا هو الحل دون النظر إلى العائد الخاص على حزبه أو شخصه؟ وبالمناسبة واحد من عناوين الصحف يقول (أكثر من مائة حزب يشاركون في الحوار) من أين جاء هذا العدد من الأحزاب ليتهم كانوا بصلاً عندها لن يكون سعر البصلة جنيهين!
بالمناسبة كم من المتحاورين يعرف سعر البصل أو تذكرة المواصلات؟ بالله ألم يعد هذا الشعب طبقتين طبقة تنتج والأخرى تستهلك بدون أن تدفع. واقع الحال يقول على الشعب أن يدفع لمن يحكمونه وربما لا يكون دفعاً مباشراً ولكن على الشعب تسديد فواتير حياة السياسيين. عشرات إن لم يكن ألوف لم يدفعوا مليماً واحداً لوقود سياراتهم منذ ربع قرن ولم يدفعوا إيجارًا لفندق أو نزل كل ذلك من الخزينة العامة التي تمص مصاً المواطن. واقع الحال الآن لا يعرفه السياسيون أو الذين يتحاورون في العاشر من اكتوبر معظمهم لا يعرف مصاريف طلاب الجامعات ولا كيف يعيشون ولا كيف يأكلون. أما الصحة فلقد كشفت استضافة جرحى اليمن معادن الرجال الذين استقالوا وهم يرون البوبار والقشرة وما بذل لراحة الإخوة اليمنيين لم يجد كثير من مرضى الشعب السوداني ولا واحد من الألف منه واستقال اطباء وإداريون لهم ضمائر وأدوا قسماً أن لا يفرقوا بين مريض ومريض مهما كانت الظروف.
أيها المتحاورون هل تعلمون كم هو الحد الأدنى من الأجور؟ أيها المتحاورون هل تعلمون كم تكلف حلة الملاح؟ هل تعلمون كم وجبة تأكل الأسر؟ وما هي الوجبة التي يأكلونها؟ نصف لتر الحليب الذي يسميه الناس رطلا كم سعره؟ كم تحتاج أصغر أسرة للحليب؟
إذا لم تجيبوا على الأسئلة أعلاه سأسالكم سؤالاً تعرفونه جميعاً كم سعر الدولار وكيف يؤثر على الأسعار؟ طبعاً سينظر كثير من المتحاورين لهذه الأسئلة بأنها أسئلة ساذجة وهم أهل رأي أكبر من ذلك والموضوع أكبر من معاش الناس وإنما هو فلسفة حكم وإجابة على السؤال القديم كيف يحكم السودان.
اللهم حقق الأماني.

لعنة القمح تطاردهم

 07-10-2015
كمزارع لم أشارك في الحرب التي دارت حول القمح والدقيق ولم أنتمِ لا لسيقا ولا ويتا ولا س، ولكني كنت أكن في نفسي أن هذه المراجعة مستفيد منها المزارع طال الزمن أم قصر.
وفائدة المزارع والزراعة عموماً ستصبح الهدف لنحقق شعاراً اندثر (نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع) طبعاً لا داعي لإعادة الذي وجِد وهو يصيح: نأكل مما نلبس. وأرادوا أن يصححوه يا راجل قل نأكل مما نزرع كان رده : علي الطلاق البارح لو ما بعت قميصي كنت أموت من الجوع.
القمح من أسهل المحاصيل زراعة وليس فيه مجهود عضلي وجميع مراحله ممكننة أي آلية تقوم بها الآلة ولا يبذل المزارع مجهوداً إلا في السقاية.
غير أن هذه العمليات الزراعية تقوم بها شركات ومعلوم شره القطاع الخاص للربح وهذا ليس عيباً ولكن العيب في أن أسعار هذه العمليات الزراعية غير واقعية أي ترفع الشركات أسعارها لحد غير مقبول حيث تصبح هي المستفيد الأوحد من الزراعة ويكون آخر المستفيدين المزارع. وكلما تحدث الناس عن ارتفاع التكلفة كان الحل هو لا سبيل إلا بزيادة الإنتاجية.
ورغم ذلك يُقبل المزارع على زراعة القمح لسهولتها ولالتزام الدولة بالتمويل. جديد هذا الأمر (سمعنا) أن وزارة المالية رفضت تمويل القمح هذا الموسم وطرحت على المشاريع الزراعية رهن أصولها للبنوك لتتلقى التمويل إن أرادت أن تزرع القمح.(يا ساتر يا رب).
ما الذي منع وزارة المالية تمويل القمح؟ وهي التي أثارت المعركة الشهيرة ورفعت دولار القمح من 2.9 الى 6 جنيهات (صراحة إني أخجل من كتابة دولار القمح ودولار الجمارك ودولار الكركدي كل العالم يعرف دولارًا واحدًا إلا جمهورية وحيد القرن هذه) من فعل هذا لابد أن يكون حادباً على الإنتاج والذي لا يستقيم الاقتصاد إلا به.
سببان لرفض وزارة المالية التمويل، الأول أن سعر المستورد أرخص من المحلي وهذا سبب غير وجيه لأن تدعم مزارعك خير من ان تدعم المزارع التركي أو الاسترالي وهنا يتجلى جشع القطاع الخاص والحكومة صاحبة المحروقات الغالية. والزراعة حركة حياة تستفيد منها سلسلة من القطاعات. السبب الآخر أن المزارعين لا يسددون ما عليهم وهذه تحتاج شفافية كم نسبة الذين لم يسددوا ولماذا لم يسددوا؟
طبعاً طُرح التمويل الفردي عبر البنك الزراعي كبديل لتمويل وزارة المالية. وهذه ثقافة حجبتها اتحادات المزارعين زمناً طويلاً عن قاعدتها لأسباب معلومة منها على سبيل المثال لا الحصر جهل المزارع وعبقرية أعضاء الاتحاد. كل مزارع جاهل ومتخلف إلا أعضاء اتحادات المزارعين رحمها الله.
لابد من تبسيط إجراءات البنك الزراعي وانتشار موظفيه في القرى ليعلموا المزارعين ثقافة فتح الحساب هذه الثقافة التي حجبتها الاتحادات.
طبعاً لا وقت لهذا الآن فعلى الموسم الشتوي السلام.

مشفق على وزير العدل

 06-10-2015
ما أجمل أن تكتب عن شخص لا تعرفه أبداً، ولكنه فرض نفسه وصار على كل لسان. ما ذُكر اسم وزير العدل د. عوض الحسن النور إلا وشهد له من يعرفونه بكل صفات الخير. بالمناسبة التفاؤل بالأسماء من السنة وقد غيَّر الرسول صلى الله عليه وسلم أسماء بعض الصحابة من أسماء خشنة كنار وحرب إلى أسماء أنعم وكذلك فعل الإمام المهدي غيَّر بعض الأسماء إلى حلو وعديل بدلاً من أضدادها تأسياً بالرسول صلى الله عليه وسلم. ووزير العدل عوض ليعوضنا ما مضى من نقصان العدل وهو حسنٌ وهو نور.
كثيرون كتبوا مشفقين عليه مما سيجد من مطبات إن هو سار على هذا الطريق. دعونا نحسن الظن ونقول إن اختياره جاء لهذه المهمة بكل تعقيداتها وإن تصحيحاً لكل أخطاء الماضي هو هدف هذه المرحلة وبإرادة سيادية عليا والفوق مستعدون لخلاص البلاد ورفع وصمة عار الفساد التي صارت متلازمة مع اسم السودان وجعلت من السودان في ذيل القائمة (بالمناسبة قالوا أخوانا الصوماليين زعلانين من خوف بعض السودانيين مما يسمونه بالصوملة ويعتقدون أنهم وبحالهم هذا هم خير من السودان).
السؤال المخيف هل وضع للسيد وزير العدل سقف محدد لمراجعة المفسدين وقضايا الفساد؟ ما لم يكن العدل مطلقاً والقانون على الجميع ستحل بهذه البلاد كارثة أسوأ من الفساد. أعني إذا ما رفعت راية حمراء عند نقطة معينة تمنع وزير العدل من الاقتراب من مكان معين أو أسماء معينة هنا سيفقد المواطن الثقة في كل الذي أمامه وإذا ما أصر وزير المضي فوق المطبات وجاء بيان أو مرسوم بإعفائه هنا ستكون الكارثة الكبرى.
حتى الآن الطريق سالك أمامه وأرى السيد وزير المالية يسير في نفس الاتجاه وبعيون مفتوحة إذا صلحت النوايا وترفع القوم عن الصغائر. وعندما سأل شيرشل بعد الحرب العالمية الثانية كيف الموقف الاقتصادي في بريطانيا قالوا سيء جداً. قال: كيف العدل قالوا بخير قال إذاً بريطانيا بخير.
مثلاً لا نريد أن نعرف لماذا السكوت عن قضية شركة الأقطان ومن أوقف القضية (ولأ ما وقفت أمكن أنا الماعارف وهي شغالة) نريد لمثل هذه القضية التي شغلت الناس وتسببت في خراب اقتصاد لا يعلمه إلا الله وليس لموسم واحد ولكن سنوات عديدة كنا نراقب على قدر حالنا ونقول هنا خطأ وصراحة ما كنا نحسبه بهذه الفداحة التي تبدت بعد دخول القضية إلى ساحة القضاء.
لا يتصور شخص الكم الهائل المتضرر مما كان يجري من فساد في شركة الأقطان وإلى يوم الناس هذا، هناك متضررون صغار ينتظرون رفع الظلم عنهم ناهيك عما أصاب البلاد كلها مما كان يجري من فساد في شركة الأقطان.
سيدي وزير العدل دعواتنا معك.

تفشي وباء الغناء

 03-10-2015
لست ضد الغناء، ولكن بقدر وبنوع وشروط.
المتابع لقنواتنا السودانية وما أكثرها ولكني اشاهد منها من حين لآخر الشروق، النيل الأزرق وطيبة، أم درمان وطفشت مني القناة السودانية تلفزيون السودان. هذه القنوات تفشت فيها ظاهرة مكررة غلب عليها التشابه والتكرار فكثير من وقت هذه القنوات مهدر في الغناء حلقة من الناس بينهم بنت كل مؤهلها تعري رقبتها وتضحك ضحكاً مصطنعاً وبجانبها ولد يثرثرون ويغنون هذا هو الشكل الغالب ولا يعني بنسبة 100% ولكن فوق 80% من وقت هذه القنوات مكرر بهذه الصورة وخصوصاً في الأعياد.
إذاعات الـ إف إم وما أكثرها بعد أن كانت 105 القرآن الكريم، 89 خرطوم الاقتصادية و100 البيت السوداني و95 إذاعة أم درمان 101 إذاعة المساء، اليوم ما من عدد عشري إلا وبه إذاعة إف إم، لا أدري كم عددها، وهذه مع تفشي الغناء تهريك بالإعلانات التجارية المكررة والمملة جداً وصل الحد بإحداها وهي هوى السودان 88.3 أن تقطع الأغنية لتقدم إعلاناً تجارياً (الله يستر ما يقطعوا القرآن ويقدموا إعلاناً تجارياً أو الأذان الله أكبر الله أكبر.. الهير كنترول هير كنترول.. أشهد أن لا إله الا الله).
هذه القنوات وهذه الاذاعات كيف تدار هل لها رسالة، هل لها رؤية، هل لها مجالس تخطط لها؟ هل من خبراء وراء هذه القنوات أم كل بنت تكشف رقبتها وتضع جزءاً من قماش على رأسها وبجانبها ولد وحولهم مغنٍّ وهاك يا عك لا يسمن ولا يغني وكلام لا قيمة له وأسئلة أشبه بالخاصة لا تفيد المشاهد وهاك يا غناء.
ألا يمكن أن تخدم هذه القنوات التربية والصحة والزراعة والتثقيف والمساعدة في نقل المجتمع وبناء الأمة وحتى هذه تحتاج خبراء إعلام يجيبون على سؤال كيف تقدم المعرفة؟ ليس كافياً أن تأتي بخبير زراعة ليحدث الناس طق حنك، يمكن أن يقدم فيلماً متعوباً عليه، فيه كل خطوات زراعة محصول معين مع تعليق خلفي لشرح الخطوات بالتفصيل من الزراعة إلى الحصاد إلى التغليف إلى التسويق. وكذا في التربية يشرف عليها تربويون يحددون الأهداف وينفذها خبراء إعلام.
صراحة كثرة الغناء وسهولة توصيله وانتشاره في هذه الأجيال تحتاج دراسة أعمق من مقال صحفي. دراسة تقارن ساعات برامج الغناء مقارنة بالزمن الكلي للقناة، نوع الغناء المستهدفين وأوقات ترويحهم، ولكل جيل ما يسمعه، ولكن بقدر لا يعقل أن تمر على أربع أو خمس إذاعات تجدها كلها في حالة غناء، غناء، شنو هو ما في حاجة غير الغناء.
متى نجعل من هذه القنوات وهذه الإذاعات منابر توعية بطرق مدروسة تقدم في شكل دراما ذكية أو أفلام مدروسة بعناية؟
الكابلي خط أحمر

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده

 02-10-2015
في هذه الأيام انتشر القتل وسفك الدماء والاعتداء على أموال المسلمين سواء من قبل الأنظمة والحكام على الشعوب، أو من بعض أفراد الأمة على بعضهم البعض، والكل يسيره الهوى والشيطان لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.. وهذا من أشد ما يخالف به الإنسان دين الله تعالى وشرعه.
وما هذا النتاج الخبيث إلا بسبب البعد عن تعاليم الإسلام.. فلطالما حاربت الأنظمة الإسلام وشرائعه ورمت أهله بالتطرف.. حتى انسلخ الناس من دينهم فانقلب الأمر على الجميع وأصبحت الدماء والأعراض والأموال لا حرمة لها
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: (الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ) عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قال: (إِنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ).
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(تَدْرُونَ مَنْ الْمُسْلِمُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ قَالَ: تَدْرُونَ مَنْ الْمُؤْمِنُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : مَنْ أَمِنَهُ الْمُؤْمِنُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ).
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْمُرَاد أَفْضَل الْمُسْلِمِينَ مَنْ جَمَعَ إِلَى أَدَاء حُقُوق اللَّه تَعَالَى أَدَاء حُقُوق الْمُسْلِمِينَ. اِنْتَهَى .
وَيُحْتَمَل أَنْ يَكُون الْمُرَاد بِذَلِكَ أَنْ يُبَيِّن عَلامَة الْمُسْلِم الَّتِي يُسْتَدَلّ بِهَا عَلَى إِسْلامه وَهِيَ سَلامَة الْمُسْلِمِينَ مِنْ لِسَانه وَيَده .
(تَنْبِيه): ذِكْر الْمُسْلِمِينَ هُنَا خَرَجَ مَخْرَج الْغَالِب ;لأَنَّ مُحَافَظَة الْمُسْلِم عَلَى كَفّ الأَذَى عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِم أَشَدّ تَأْكِيدًا; وَلأَنَّ الْكُفَّار بِصَدَدِ أَنْ يُقَاتِلُوا وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يُحِبّ الْكَفّ عَنْهُ. وَالْإِتْيَان بِجَمْعِ التَّذْكِير لِلتَّغْلِيبِ, فَإِنَّ الْمُسْلِمَات يَدْخُلْنَ فِي ذَلِكَ .
وَخَصَّ اللِّسَان بِالذِّكْرِ لأَنَّهُ الْمُعَبِّر عَمَّا فِي النَّفْس, وَهَكَذَا الْيَد لأَنَّ أَكْثَر الأَفْعَال بِهَا
وَفِي التَّعْبِير بِاللِّسَانِ دُون الْقَوْل نُكْتَة: فَيَدْخُل فِيهِ مَنْ أَخْرَجَ لِسَانه عَلَى سَبِيل الِاسْتِهْزَاء. وَفِي ذِكْر الْيَد دُون غَيْرهَا مِنْ الْجَوَارِح نُكْتَة: فَيَدْخُل فِيهَا الْيَد الْمَعْنَوِيَّة كَالاسْتِيلاءِ عَلَى حَقّ الْغَيْر بِغَيْرِ حَقّ . والْهِجْرَة ضَرْبَانِ: ظَاهِرَة وَبَاطِنَة. فَالْبَاطِنَة: تَرْك مَا تَدْعُو إِلَيْهِ النَّفْس الأَمَّارَة بِالسُّوءِ وَالشَّيْطَان. وَالظَّاهِرَة :الْفِرَار بِالدِّينِ مِنْ الْفِتَن. وحَقِيقَة الْهِجْرَة تَحْصُل لِمَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّه عَنْهُ, فَاشْتَمَلَتْ هَاتَانِ الْجُمْلَتَانِ عَلَى جَوَامِع مِنْ مَعَانِي الْحِكَم وَالأَحْكَام .
وَالْمُرَاد بِالنَّاسِ هُنَا الْمُسْلِمُونَ كَمَا فِي الْحَدِيث الْمَوْصُول, فَهُمْ النَّاس حَقِيقَة عِنْد الإِطْلاق ; لأَنَّ الإِطْلاق يُحْمَل عَلَى الْكَامِل, وَلا كَمَال فِي غَيْر الْمُسْلِمِينَ .
منقول بتصرف

الأراضي بداية إصلاح الفساد

30-09-2015
وزير العدل كأنه أراد أن يقول: من هنا نبدأ والزمن لا يضيع حقاً والمنصب ليس فوق القانون. ذلك بقراره تكوين لجنة لمراجعة تخفيضات القطع الاستثمارية في ولاية الخرطوم والتي شغلت الرأي العام في سنة 2014م، بعد أن كُشف وقتها عن تجاوزات في الأراضي تتم بخطابات من مكتب الوالي السابق البيطري عبد الرحمن الخضر، وذلك بعد أن ظهر ثراء فاحش وسريع على المتهمين. وتندر الشارع العام مما عُرف بالتحلل وهو أن يدفع بعض المتورطين مبلغ 17 ملياراً سموه التحلل وطُوي الملف على عجل.
لجنة السيد وزير العدل تريد أن تفك طي الملف إذ القانون لا يمنح الوالي ولا وزير التخطيط العمراني ولا مدير الأراضي حق تخفيض رسوم القطع الاستثمارية. وقد كانوا يحصلون على التخفيض الذي لا يكلفهم إلا حبرًا واختاماً ويجنون به أموالاً طائلة.
وبعد.. المعلوم أن أرض السودان واسعة جداً والكثافة السكانية بالنسبة لهذه الأرض مبالغة في التدني يوم كانت أرض السودان مليون ميل مربع، قبل الانفصال، وكان عدد السكان بين 30 و40 مليوناً طبعاً لا توجد إحصاءات دقيقة رغم وجود جهاز مركزي للإحصاء، يعنى بالمعلومات القديمة أعلاه وعلى أعلى تقدير 40 شخصاً لكل ميل مربع (كم تمنيت لو كانت المساحة بالكيلومتر المربع أو الهكتار لانقراض النظام البريطاني عالمياً حتى أهله خلّوه)، ما الذي يجعل أسعار الأرض في الخرطوم أغلى أرض في العالم أغلى من اليابان التي كلها جزر وجبال وتطور. لا شيء، للإجابة على هذا السؤال إلا الفساد والسماسرة الذين جعلوا من الاراضي سوقاً غريباً. ليسوا وحدهم أيضاً غياب خطط الحكومة لإسكان المواطنين إلا من إسكان شعبي لفئات معينة وبخطى خجولة.
أحد خبراء الاقتصاد في بلادنا قال لن ينصلح حال الاقتصاد السوداني إلا بهزة عنيفة في سوق الأراضي والعقارات.(كعامل من عوامل الإصلاح وتتحول الكتلة النقدية للإنتاج هذه من عندي).
هل ينتظر السيد وزير العدل شهري اللجنة المكلفة بملف الاراضي الاستثمارية أم سيفتح ملفات أخر؟ وزير العدل ووزير المالية بريق أمل إصلاح يشد على يديهما ويُدعى لهما بالتوفيق.
المعلوم أن أراضي الخرطوم الآن على تطبيق إلكتروني ممتاز جداً ما أن تكتب اسم شخص إلا وتظهر لك كل قطع الأراضي التي يملكها ألا يوجد قانون يسأل من يمتلكون عشرات قطع الأراضي من أين لك هذا؟
وهل لوزير العدل الحق أن يسأل مثل هذا السؤال عبر لجنة؟ وهل إبراء الذمة مفعل؟ وهل يمكن مقارنة تواريخ امتلاك قطع الأراضي مع تاريخ الوظيفة؟ وهل يمكن حساب دخل الموظف مع امتيازاته ومقارنة ذلك بما يملك من قطع الأراضي؟
السيد وزير العدل أكثر من لجان المراجعة الخروقات كثيرة.

تزاحم الحجاج إلى متى؟

29-09-2015
لم يعكر صفو العيد إلا حوادث تدافع الحجيج الذي أدى إلى عدد كبير من الوفيات رحمهم الله والجرحى شفاهم الله. وعكر صفو عيد الخرطوم اختفاء الخراف فجأةً، وخلو أماكنها ومازال لغزاً هذا الاختفاء وفي انتظار فك طلاسمه.
لا نشك لحظة أن المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً تفعل أقصى ما في وسعها ليتم موسم الحج بسلام ويعود ضيوف الرحمن بسلام، ودائماً كان يحدث هذا، ويعود الحجاج مبهورين مما قدمته لهم حكومة المملكة ومحسنوها ومحتسبوها ويقارنون منْ من الدول تستطيع أن تقدم للحج مثل ما تقدم حكومة المملكة العربية السعودية.
لست مهندساً حتى اقترح حلولاً هندسية تحد من تدافع الحجيج وخصوصاً في يوم النحر وهذه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها كوارث في يوم النحر.
ولكن ذلك لا يمنع من أن ندلى بدلو ليكن واحداً من دلاء كثيرة ستسكب في حوض الحلول التي ستقترح لمنع تكرار هذه الفواجع. ولن نستبق التحقيق الذي ربما يثبت أن وراء الحادث فعل جنائي.
قبل ثلاثين سنة تقريباً سمعت الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله يرجو المسلمين بعدم تكرار الحج، وأن يكتفوا بحجة الفرض ويفسحوا المجال لغيرهم من المسلمين الذين سيحجون مرة واحدة ليحجوا في يسر. وطلب منهم أن ينفقوا ما يحجون به على الفقراء والمساكين. ووجوه الخير التي يمكن أن يصرف فيها المسلم ماله صدقة كثيرة جداً.
سهولة السفر وسهولة الاتصالات من المغريات لتكرار الحج وجعلت من الحج أنواعاً، حج سياحي وحج مؤسسات وحج عامة. ليس صعباً الآن حصر منْ حج مرة واحدة ومن يحج كل عام وما بينهما من عدد حجات متفرقة.
إذا لم يتعارض الأمر مع نص شرعي ولا يوجد من يفتي بعدم تكرار الحج لماذا لا يمنع تكرار الحج إدارياً فمن حج حجة الفرض لا يسمح له بحجة أخرى بتاتاً أو كل عشر سنوات مرة. هناك دول تطبق ذلك من تلقاء نفسها ماليزيا مثلاً رغم رغد عيشها للحج مؤسسة رصدت كل المسلمين وحددت لكل مسلم سنته التي سيحج فيها ومربوط ذلك بدفع ميسر يدفعه الحاج على سنين طويلة عبر (تابونق حاجي) وحين يقرب الحج يدرب تدريباً كافياً.
ومن المظاهر التي تشارك في زحمة الحج الوفود الرسمية كل من عين وزيراً أو سفيراً نوى الحج وحج على حساب الخزينة العامة، هذا في السودان وفي دول أخرى المشكلة في الحاشية التي تحيط الرسمي رئيساً أو أميراً أو وزيراً هؤلاء الأكثر تسبباً في زحمة الحج، ويجب أن يخيروا بين عدم الحج أو أن يحجوا مثل عامة خلق الله. وإذا ما حد حجهم مع المكررين وهؤلاء الرسميين سينخفض تلقائياً عدد الجنود المنظمين للحج.
أحسب أن من ذكرتهم يمثلون 50% من الحجاج.