الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

جمعيات المنتجين والتعتيم

جمعيات المنتجين والتعتيم

21-09-2015
ما رأيت في حياتي ما يعيش على جهل قواعده وهو فرح بذلك مثل اتحاد المزارعين والأحزاب الطائفية حتى تطول الطاعة العمياء. وما علموا، سامحهم الله، أن العدو العاقل خير من الصديق الجاهل وها هم يحصدون النتائج، أن ضاعت الزراعة على القياديين والمزارعين وضاعت السياسية والحكم على السادة والرعاع.
كم من المزارعين لم يسمع بقانون جمعيات المنتجين؟ والذين سمعوا من أين سمعوا؟ وبعدما سمعوا ماذا فعلوا؟ ما هي قصة جمعيات أصحاب المهن الزراعية والرعوية؟
مثلما جاءت روابط مستخدمي المياه في قانون مشروع الجزيرة كأضعف نقاط القانون وليس العيب في نظريتها ولكن المستفيدين من جهل وتجهيل المزارعين أرادوها هكذا أن تولد ميتة وغير فاعلة ولا يدري كثير من المزارعين عنها كثير شيء ورفعت أسماء ديكورية وظلت الهيمنة (للكباتن).
اتحاد مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل كأكبر اتحاد من حيث القواعد وأهمية المشروع الكبير كانت دائماً عين الأحزاب عليه وتنافس للفوز به وخصوصًا الأحزاب الحاكمة حتى يصبح حائلاً بينها والمطالبة بحقوق المزارعين ليكون يد الحكومة التي تأكل بها حقوق المزارعين وترضى الاتحادات من لدن الحزب الشيوعي الذي دفع ثمن ذلك وزارة الصحة لمزارع إلى أحزاب السادة أو الاحزاب الطائفية أمة وديمقراطي ولكن ما رأينا أشنع وأبشع من اتحاد حزب المؤتمر الوطني.
خلاصة الأمر تم حل الاتحاد بعد ربع قرن، وفرح الناس بترجل هرقل وهبنقة. ولكن كل الخوف أن يخرجوا من الباب ويعودوا من الشباك عبر هذه الجمعيات الجديدة التي لا يعرف كثير من المزارعين لا أهدافها ولا طريقة تكوينها ولا مداها الزمني ولا تسلسلها الهرمي.
المطلوب الآن حملة إعلامية ضخمة تبصر كل المزارعين بأهداف هذه الأجسام الجديدة وطريقة تكوينها وتوزيع قانونها حتى يدخل كل بيت وحلقات نقاش لكل محصول والمستوى التعليمي المطلوب لقيادة هذه الجمعيات حتى يرتفعوا بكل حلقات الزراعة من تقاويها الى تسويقها بأحدث الاتصالات والطرق.
كما أسلفنا كثير من الجهات كانت تتغذى بالوصاية على المزارعين ولم يدخل بيت مزارع منذ القرن الماضي دليل إرشاد مطبوع واحد لأي محصول ولا نشرة مكتوبة عن آفة ولا عن منتج. لو كان ذلك صعباً في ماضي الأيام لماذا يصعب في أيام الطباعة الرقمية والتصوير الرقمي للمستندات ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت.
رب قائل أو مستفيد أن المزارعين لا يقرأون ولا يعرفون الانترنت وهذه حجة ضعيفة ما من بيت مزارع الآن إلا وفيه جامعيون ومستعدون للزراعة إن كانت منتجة وبمستوى متطور ومستعدون لحمل المعاول والهواتف الذكية معيناً للزراعة. حدثني مزارع شاب أنه زرع سمسماً وكل معلوماته كانت من الانترنت مثل هذا يحتاج قادة في حجمه وليس (جهاليل) مؤهلاتهم سياسية. حلوة جهاليل أليس كذلك؟ طيب مش؟
الزراعة مقرونة بصدق تكوين جمعيات المهن الزراعية.

ليست هناك تعليقات: