السبت، 25 يوليو 2015

آه يا عمر

24-07-2015
الإسلام لا يتألق، ولا يدخل الناس فيه أفواجاً؛ إلا بالتطبيق العملي، والتطبيق العملي، قيمة أساسية من قيم الإسلام، فالناس لا يتعلمون بآذانهم ، بل بعيونهم، ولغة العمل أبلغ من لغة القول، وترك دانق من حرام، خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام .
ويقول عليه الصلاة والسلام: وهو سيد الخلق، وحبيب الحق هو قدوتنا وأسوتنا، يقول: والله لأن أمشي مع أخ مؤمن في حاجة خير لي من صيام شهرٍ واعتكافه في مسجدي هذا .
ويقول بعض المفكرين: إن مثلاً واحداً أنفع للناس من عشرات المجلدات، لأن الأحياء لا يصدقون إلا المثل الحي ، لهذا كان النبي الواحد بجهاده ، وخلقه ، أنفع للبشرية من آلاف الكتاب الذين ملأوا بطون المجلدات ، بالفضائل ، والحكم ، إن معظم الناس يستطيعون الحديث عن المثل العليا ، ولكنهم لا يعيشونها ، لهذا كانت حياة الأنبياء إعجازاً، وكانت النتائج التي خلفوها معجزةً أيضاً .
ملك عمان التقى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال كلمة دقيقة بالغة الدقة قال: والله ما دلني على هذا النبي الأمي ، إلا أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له وأنه يغِلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد، وينجز الوعد.
القدوة الحسنة والمثل الأعلى والأسوة الصالحة: لها تأثير سحري في الناس الذين دعونا إلى الإسلام، لأن الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، ويصدقون المثل الحي، ولا يصدقون الفكرة المجردة، بل إنهم في أشد الحاجة إلى مسلم يعيش بينهم ، تنطق أفعاله، وحركاته، وسكناته بحقائق الإسلام، كم مسلم يمتلئ عقله معلومات غزيرة حول الإسلام ، ولكن بينه وبين الإسلام مسافات شاسعة .
سيدنا عمر بن الخطاب عملاق الإسلام، كان قدوة صالحة لأتباعه في عصره ، فكان إذا أراد إنفاذ أمر ، جمع أهله وخاصته وقال: إني قد أمرت الناس بكذا ، ونهيتهم عن كذا ، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا ، وأيم الله لا أوتين بواحد ، وقع فيما نهيت الناس عنه، إلا ضاعفت له العقوبة لمكانته مني ! . فصارت القرابة من عمر مصيبة...! دققوا أيها الإخوة صارت القرابة من عمر بن الخطاب مصيبة .! لأن الخطأ من أقاربه يستوجب عقوبة مضاعفة.
وضع له طعام طيب، وقدم له سنام الجمل، فبكى بكاءً شديداً وقال: بئس الخليفة أنا، إذا أكلت أطيبها، وأكل الناس كراديسها .
(يا راجل الناس هنا تبكي إن لم تمكن من الأطايب).
آخ يا عمر

ليست هناك تعليقات: