السبت، 25 يوليو 2015

آه يا عمر

24-07-2015
الإسلام لا يتألق، ولا يدخل الناس فيه أفواجاً؛ إلا بالتطبيق العملي، والتطبيق العملي، قيمة أساسية من قيم الإسلام، فالناس لا يتعلمون بآذانهم ، بل بعيونهم، ولغة العمل أبلغ من لغة القول، وترك دانق من حرام، خير من ثمانين حجة بعد حجة الإسلام .
ويقول عليه الصلاة والسلام: وهو سيد الخلق، وحبيب الحق هو قدوتنا وأسوتنا، يقول: والله لأن أمشي مع أخ مؤمن في حاجة خير لي من صيام شهرٍ واعتكافه في مسجدي هذا .
ويقول بعض المفكرين: إن مثلاً واحداً أنفع للناس من عشرات المجلدات، لأن الأحياء لا يصدقون إلا المثل الحي ، لهذا كان النبي الواحد بجهاده ، وخلقه ، أنفع للبشرية من آلاف الكتاب الذين ملأوا بطون المجلدات ، بالفضائل ، والحكم ، إن معظم الناس يستطيعون الحديث عن المثل العليا ، ولكنهم لا يعيشونها ، لهذا كانت حياة الأنبياء إعجازاً، وكانت النتائج التي خلفوها معجزةً أيضاً .
ملك عمان التقى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال كلمة دقيقة بالغة الدقة قال: والله ما دلني على هذا النبي الأمي ، إلا أنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شيء إلا كان أول تارك له وأنه يغِلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد، وينجز الوعد.
القدوة الحسنة والمثل الأعلى والأسوة الصالحة: لها تأثير سحري في الناس الذين دعونا إلى الإسلام، لأن الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم ، ويصدقون المثل الحي، ولا يصدقون الفكرة المجردة، بل إنهم في أشد الحاجة إلى مسلم يعيش بينهم ، تنطق أفعاله، وحركاته، وسكناته بحقائق الإسلام، كم مسلم يمتلئ عقله معلومات غزيرة حول الإسلام ، ولكن بينه وبين الإسلام مسافات شاسعة .
سيدنا عمر بن الخطاب عملاق الإسلام، كان قدوة صالحة لأتباعه في عصره ، فكان إذا أراد إنفاذ أمر ، جمع أهله وخاصته وقال: إني قد أمرت الناس بكذا ، ونهيتهم عن كذا ، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا ، وأيم الله لا أوتين بواحد ، وقع فيما نهيت الناس عنه، إلا ضاعفت له العقوبة لمكانته مني ! . فصارت القرابة من عمر مصيبة...! دققوا أيها الإخوة صارت القرابة من عمر بن الخطاب مصيبة .! لأن الخطأ من أقاربه يستوجب عقوبة مضاعفة.
وضع له طعام طيب، وقدم له سنام الجمل، فبكى بكاءً شديداً وقال: بئس الخليفة أنا، إذا أكلت أطيبها، وأكل الناس كراديسها .
(يا راجل الناس هنا تبكي إن لم تمكن من الأطايب).
آخ يا عمر

ماء الدامر بين (البَلَّة .... والبِلَّة)

23-07-2015
سيدي والي نهر النيل.. في البدء أخاطبك معتذراً عبر الصحافة, فأنا لست من محازبيك ولا أدري إن كنت من مظاهريك، الذي أعلمه يقيناً أنني بلا عمامة عشارية، ولا شال مطرّز أتلفحه وكمِّي أقصر من أن يقف عند بابكم. ما أنا إلا نخلة عجوز تجذرت على جرف النيل قبالة داركم، تيبَّس جريدها ! وغداً خاوية. سيدي، أصائل الخيل بالمعلوم لديكم، لا تشرب الماء إلا صفواً ناقعاً وتأنف آسنه، بالأمس القريب سيدي، رأيت بأم عيني وفي وسط سوق حاضرة ولايتك الذي دعاني أن أكتب مخاطباً، رأيت فيما يرى الصاحي، حماراً من تلك الفصيلة المكدودة، التي تسعى باكراً في طلب علفها و(عليقة) سيدها. في عزِّ قائظ حرِّ هذا الصيف يهرع مسرعاً نحو حوض ماء امتلأ، غرس فمه وأنفه في الماء من شدة الظمأ، وبسرعة رفع رأسه دون أن يتجرع جرعة، نفض ما علق به من ماء ثم عاد وهذه المرة للشم فقط ، زفر زفرة نثرت الماء حول الحوض، ثم انكفأ عطشاَ، حسبت أن أتانته قالت له :- (قف عن ورود الماء) ! فلم يرد! عدت أنظر في حوض الماء عن العلة المانعة للحمار. كساني الخجل !!
فهِمتها الحميرُ التي نعدُها غبيةً ، فعافتها! وغابت عن عقول وذكاء البشر فتجرعوها !!
إنه ماء الدامر أتمنى ألا تكون قد رأيته، حسبك من شرابه وأنت بين ظهرانينا، عقوداً نشربه في الدميرة عكراً وطمياً وطينا، ومرة يأتينا بطافي حطبه وعوده، يا سيدي، فيما علمته أنك قد تقلبتَ فيها مدراً، ووبراً وحضراً، وسمعتَ فصيحَها وعاميتها، وفي العامِّية لابد أنك قد أحصيتَ أوصاف آسن الماء من ،(برجوبة، بادوبة، طملة) فبأيٍ منها سيدي تسمي ماء حاضرة ولايتك؟
أخي البلة أقض زمن إمارتك فينا طال أم قصر، جاعلاً جلّ همِّك (تنقية ماء الشرب) ، دعك من (سوق النسوان) و(حظائر البهائم) فسوق (السبت) الذي عدلتموه نسوانا سيظل سوق السبت حتى ولو اجتمعن فيه وقطعن أيديهن، دي الدامر وشرابه طين! قل واحتسب أمر الماء أجراً تخلِّد به اسمك بيننا أبد الآبدين كيف لا والخواجة ( تلِّي) خلد اسمه عقوداً بحفر بئر له في مدينة أم روابة ما زالت تسقي زلال الماء حتى يومنا هذا، والناس يعرفونها (بير تلِّي (.
أتمنى أن ترفع اسمك فينا دهراً بـ (موية البلة (!!
وإن لم تستطع، فزدها (بِلَّة) وتبرجب معنا،
و إلى (طمي ) آخر ولكنه (بشري) نلتقي في الحلقة التالية إن رضيت عنا الاستفهامات.
محمد الفاتح

 رضينا

حوسبة الزواج والطلاق

22-07-2015
حديث اليوم ليس عن ندرة دفاتر قسائم الزواج والطلاق فقد تطرقنا لذلك قبل اليوم ورأينا توجيهاً من رئيس القضاء يوم زار مطبعة القضائية بتوفير كل احتياجات المحاكم من المطبوعات. ولا زالت دفاتر الزواج تغيب الشهر والشهرين عن شمال الجزيرة الذي أعيش فيه ولا علم لي بباقي السودان.
ربما تحل الحوسبة هذه المشكلة وغيرها.
في مناسبة اجتماعية ذكر أحدهم أن مطلق ابنته يرفض إعطاء قسيمة الطلاق بعد نهاية العدة وعزا ذلك لعدم تسجيل تاريخ الطلاق لدى جهة رسمية تفصل في تظلمهم.
الملاحظ الآن أن مشكلة كبيرة تحدث عند الطلاق إذ يصر بعضهم تشفياً ألا يستخرج قسيمة الطلاق بعد انتهاء العدة ويجعل أهلها كلهم في حالة ترجي للمطلق ليبدلها الله رجلاً غيره وهو يصر على عدم إرجاعها وعدم إطلاق سراحها.
يأتي هذا الخلل لعدم تدوين يوم الطلاق ومن ثم يكون من حق أي جهة عدلية بعد انقضاء المدة أن تستخرج قسيمة الطلاق لتكون المطلقة في حل من مطلقها دون تعسف منه.
معطيات حل هذه المشاكل متوفرة تريد من يربطها والأمر بيد القضائية والمركز القومي للمعلومات والسجل المدني. لتجتمع هذه الجهات وتجعل أمر استخراج قسيمة الزواج وقسيمة الطلاق مربوطتين بالرقم الوطني وعبر بوابة السودان الالكترونية ومع كل المحاكم يدخل القاضي أو كاتب العدل أو مراقب المحكمة حسب النظم التي تعرفها القضائية ويدون الزواج في الشبكة بالرقم الوطني عندها لن نجد زوجاً له خمس زوجات ولن نجد مطلقة معلقة فيوم طلاقها مرصود وعدتها معروفة وعليه الرجع أو التسريح بإحسان.
ويترتب على هذا فوائد كثيرة تستفيد منها عدة جهات وزارة التخطيط الاجتماعي مثلاً ستعرف نسبة الزواج ونسبة الطلاق ومكانه وأسبابه وتبدأ علاجه بإحصاءات صحيحة ومعلومات موثقة.
تستفيد السلطة القضائية وتوفر المعلومة للجهات التي تطلبها وخصوصاً في السفارات في دول المهجر ويترتب على ذلك، حسب القانون، حل كثير من المشاكل الاجتماعية التي بدأت تطل برأسها في دول المهجر.
هذا ما يبدو لي أنا الفرد ولكن إذا ما جلست الجهات الرسمية السلطة القضائية والمركز القومي للمعلومات والسجل المدني ووزارة الرعاية الاجتماعية سيخرجون بأضعاف ما ذكرته سيما إذا ما استعانوا بأخصائي نظم معلومات.
هذا على المدى القريب وعلى المدى البعيد ستتراكم "داتا" يستفاد منها في كثير من مناحي الحياة.
غير أن المهروشين لن يستطيعوا أن يتزوجوا الثانية سراً إذ ستخرج كل قائمة زوجات من يريد عقد زواج او قسيمة زواج وربما يتبحبح مصمم البرنامج ويظهر عدد مرات زواج صاحبنا وعدد مرات طلاقه لتفر الزوجة الجديدة بجلدها إذا ما علمت انه رجل مزواج مطلاق لعاب لا يقيم للعلاقة الزوجية ما تستحقه من احترام.
سؤال: زواج المسيار عنده عقد وقسيمة؟

عادل الباز – كارلوس

21-07-2015
الكتب مثل الطعام منها ما هو دسم ومنها ما هو لذيذ ومنها ما لا غنى عنه وأخيراً منها ما يصعب أكله وإذا أُكل يصعب هضمه.
أمامي عدة كتب في قائمة الانتظار أنظر إليها، منها ما ابدأه وأضع حداً لما قرأت لأعود إليه. غير أن هناك أربعة كتب في الآونة الأخيرة التهمتها التهاماً ودون مضغ وكأن أحداً سيخطفها مني. اثنان للمبدع الشاب الأستاذ عماد البليك هما (دماء في الخرطوم) و(الشاورما) والثالث (شوق الدرويش) لزيادة حمور. وآخرها تحفة الأستاذ عادل الباز (أيام كارلوس في الخرطوم).
رب سائل لماذا لم تكتب عن الكتب الثلاثة وكتبت عن هذا؟ روايتا البليك أدبيتان وتحتاجان نقداً أدبياً وليس لي باع في النقد الأدبي، واكتفيت بالاستمتاع بهما. وحب الدرويش تحتاج معرفة ببواطن أمور تاريخنا وخصوصاً فترة المهدية وبالأخص فترة حكم الخليفة عبد الله التعايشي، وأيضاً باعي في ذلك قصير. واكتفيت بالتعلم والاستمتاع.
غير أن رواية الباز واقعية ومعاصرة وفيها من جديد أدب الرواية الكثير، وأكثر ما لفت نظري ذكر الأسماء صريحة ومعروفة اللهم إلا ما تقتضي مواقفه الرمز إليه باسم آخر لحساسية الدور أو لاعتبارات أخرى كاحترام حرمة الأموات أو سرية ما قاموا به. وفي غير ذلك تجد المحبوب عبد السلام وعطا المنان بخيت والخطيب وصلاح ونافع وحسب الله وهم الآن يمشون بيننا. وتجد في قائمة غير السودانيين أبو نضال وهاني والملك عبد الله وأسماء من اليمن والأردن والعراق.
في كارلوس عادل تجد نفسك أمام تقرير أمني متكامل وليس قصة وطبعاً الفرق بين التقرير الأمني ورواية عادل أن عادل أديب وذو قلم يقطر عسلاً وتكاد تذوق دسم العبارة ورشاقتها في وقت واحد والتقرير الأمني يقدم لك المعلومات وكأنها حجارة يقذف بها على رأسك أو كأنه مسألة رياضيات أهم ما فيها العبارة الأخيرة الشهيرة (وهو المطلوب).
لا تنسى رواية الباز السياسة في السودان وخصوصاً فترة التسعينات ويوم كان للمركب أكثر من ريس ويكاد يصور لك كيف تسير الأمور ويتنبأ بما هو آت ولكنه ترك ذلك لذكاء القارئ.
غير أنه صوَّر جهاز الأمن صورة مدهشة وذكاء متقد ومتابعة وحذق للمهنة بل وأشار لتخصصات دقيقة ما كان للمواطن العادي أن يعرف حتى اسمها وتمثل ذلك في تخصص مركزو كوكو.
كتب عادل الرواية على طريقة المشهد ويسر له ذلك أن يقفز من مشهد لآخر لا يربطهما رباط زماني أو مكاني ليعود متى ما شاء ليواصل مشاهده في حرية ممتعة.
عادل الباز يحب الخروج على التقليد حتى الإهداء كان بطريقة عادل، وفي الصفحة قبل الأخيرة حتى سيرته الذاتية لم تأت في الغلاف الأخير كما اعتاد الناس بل جاءت في الصفحة.
للذين يريدون أن يعرفوا كيف دخل كارلوس، أشهر مطلوب، الخرطوم وكيف قُبض عليه وكيف سلموه فرنسا.
ترويج: منْ لم يقرأ (أيام كارلوس في الخرطوم) للأستاذ عادل الباز فاته خير كثير.

ثلاث ساعات رقمية



القاعة جميلة جداً ومريحة جدا كيف لا وهي في وزارة التعليم العالي يبدو لي أن هذه من الوزارات القلائل التي تعرف ماذا تفعل. موقعهم على الانترنت دسم جداً     يقومون بحل المشاكل بسرعة يقبلون المقترحات بصدر رحب. آه لو حققوا أمنيتي بحصر كل الاطروحات العلمية من ماجستير ودكتوراه وأوراق بحثية في موقع واحد حتى تعرف كل رسالة موضوعها، تاريخها، صاحبها، مشرفها، توصياتها، حتى يُستفاد منها ويرجع اليها كل باحث ويسهل تطبيقها عملياً.
نتجاوز المكان للزمان الثلاثاء 14/7/2015 م من 11 – 2 ظهراً. المركز القومي للمعلومات منتدى الاعلام الرقمي الخامس بالمركز القومي للمعلومات يناقش الفرص والتحديات لأورنيك 15 الإلكتروني.
قُدمت أربع أوراق كل واحدة تعج بمفيد المعلومات. الخاطرة التي استحوذت على تفكيري وكل من هؤلاء الشباب يقدم خبراته إن السياسيين هم العقبة الكؤود في حياتنا مثال كمال عبد اللطيف يتحدث عن الحكومة الالكترونية منذ 2005 يوم كان وزيرا بمجلس الوزراء ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا أشك في أنه كان يعرف من أين يبدأ.
تعاون هذه الجهات المركز القومي للمعلومات وشركات الاتصالات وشركة النيل ووزارة المالية في هذا المشروع الالكتروني الذي اعتبره عادل الباز زلزالاً. ووصفت منفذه أمس بأول وزير مالية واضيف اليوم لأول مرة تعرف وزارة المالية ال ليها وال عليها.
مما يستوقف في ورقة وزارة المالية التي وضعت على دهشتنا من عدد الرسوم الذي ذكرها الوزير قبل أيام انها 36000 رسم جاء مقدم الورقة يقول بلغ العدد 173000 رسم (انزلوا أيديكم من رؤوسكم علشان تكلموا) بالله البلد دي كانت ماشة كيف؟
كل يوم تكتشف وزارة المالية كشفاً جديداً مثال آخر واحدة من الجهات احتجت في تأخر اجراءات ايصال (15) الالكتروني ليوم او يومين اتصل مديرها محتجاً على وزارة المالية: تعرفوا نحنا في اليومين ديل فقدنا كم مليار وحدد رقماً. رجع وكيل المالية ليقارن ما قاله المدير المحتج مع الميزانية السابقة التي اعترفت بدخلها اليومي دون أن تشعر ووجد الوكيل أنهم ما كانوا يعترفون به في السنة أي إيراداتهم في سجلات المالية تساوي يوم أو يومين وينوموا بالباقي.
لا أريد أن أشغل القارئ بالأمور الفنية من تأمين وتغطية الشبكات والبدائل ومستقبل الاتصالات وتوزيعها لتكون بنية تحتية لحكومة الكترونية كاملة الدسم يقضي المواطن كل إجراءاته من منزله لا ينقصها الآن إلا السداد عبر الانترنت من أي حساب بنكي لحساب حكومي معروف.
في مداخلتي قلت المواطن يريد أن يرى هذه الجبايات تنعكس عليه خدمات حتى يدفعها بطيب خاطر كما في الدول الغربية يدفعها ويتلقى خدمات التعليم والعلاج وخلافة أما إذا ما استمر الصرف الحكومي على ما هو عليه و(45)  وزير دولة لن تستقيم الامور. ويجب أن تكون الرسوم معقولة وأي عدم معقولية فيها سيبحث الموظف والمواطن على طرق أخرى.
اتركوا إدارة هذه الدولة لهؤلاء الشباب.



أول وزير مالية

 15-07-2015
أولاً نقدم اعتذارنا للسيد وزير المالية في تأخرنا في الإشادة بتنفيذ التحصيل الالكتروني اللبنة الأولى من لبنات الحكومة الالكترونية التي بح صوتنا ونحن نطالب بها منذ 2005 م لست وحدي الذي يجب أن يعتذر للسيد وزير المالية بدر الدين محمود بل كل الإعلام مقصر في الوقوف مع السيد وزير المالية الذي يسعى رغم الصعاب ليكون ولياً على المال العام وبذا صار هو أول وزير مالية يعرف إيرادات الدولة مع اعتذارنا لكل الوزراء السابقين.
دعوني أحكي هذه الحادثة في مؤتمر صحفي لواحد من وزراء المالية السابقين كان يتحدث عن ملامح الميزانية القادمة وليس فيها أي زيادات على الضرائب ولا أي رسوم. كان نصيبي في المداخلة أن قلت له أنت لست وزير المالية الوحيد وذكرت له أن شرطة المرور في ذلك اليوم زادت رسوم المخالفات المرورية وزاد أصحاب الحافلات الأجرة في نفس اليوم.
نعود للسيد بدر الدين محمود الذي وصفناه بأنه أول وزير مالية حقيقي.
بهذه الخطوة المباركة انكشفت عورات اقتصادية كثيرة، لم يكن مرصوداً منها إلا التجنيب كأسوأ ممارسة مالية. وللذين لا يعرفون التجنيب هو التصرف في الأموال خارج السيستم ويسهل توزيعها بلا قانون (طبعا (توزيعها) دي كنوع من الأدب إذ الكلمة الصحيحة كلمة ثانية) والمجنبون يفعلون ببعض المال المجنب ما يُرى ولكن لا أحد يعرف حجم المال المجنب وكم الباقي.
السيد بدر الدين محمود سيسجله التاريخ كأول وزير مالية عملي ولا يكثر الحديث وجعل همه الولاية على المال العام ورغم الصعاب التي يضعها المستفيدون من التخلف إلا أن الرجل مصر إصراراً يشكر عليه شكراً ودعاء يدخله الجنة بلا حساب.
عدة تصريحات أصدرها السيد الوزير بأن رسوماً كثيرة تجبى بلا قانون وأحيانا تكون دون علم المستوى الأعلى. (مثال من عندي. دعم مكتب في واحدة من الجهات، وملف عبارة عن ورق بوستر مطبوق بعشرة جنيهات) هذا ما قابلنا ولكن الوزير قابلته 36000 نوع من الرسوم. لا حول ولا قوة إلا بالله ألا تهد هذه أقوى اقتصاد؟).
الثورة انطلقت (كما يقول ود الأمين في ملحمته) ولا رجعة للخلف أبداً كل قرش دولة مرصود مرصود مرصود والحمد لله. ويقيني أن الإيرادات ستتضاعف عشرات المرات ويمكن أن تحذف كثيراً من الجبايات غير المبررة وتنعكس على دخل المواطن والتي كان تجار السوق يجعلون منها ذريعة لرفع أسعارهم.
أما جماعة (مواردنا الذاتية) حقهم راح لن تكون هناك موارد ذاتية لو حرسها وعي المواطن وهنا يجب أن يكثف الإعلام بتبصير المواطن بالقوانين التي تحدد الرسوم وأين يذهب عند المخالفة.
وأقترح أن يكون هناك رقم هاتف مختصر يبلغ به كل مواطن رأى خللاً وجباية فيها شبهة عدم قانونية أو تلميح لاستبدال التحصيل الالكتروني برشوة يحدد المكان والزمان وتترك المتابعة للجهات الأمنية.
لك الاحترام والتقدير يا بدر الدين محمود.

أحزاب الرجل الواحد: الميرغني

أ14-07-2015
كنت أريد أن أكتب العنوان على طريقة الرياضيات (1> 10 تقرأ واحد أكبر من عشرة) لكن تذكرت أن الرياضيات علم خشن ولا تصلح لغته للكتابة الصحفية. خبر صحيفة التيار (جارتنا وبت حارتنا وبنريدها) خبرها أمس يقول: في تطور لافت قرر زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، محمد عثمان الميرغني، استدعاء كبار قادة حزبه إلى اجتماع عاجل بالقاهرة لحسم قضايا حزبية مهمة للغاية ظلت معلقة طيلة الفترة الماضية. وقال القيادي البارز بالأصل أحمد السنجك لـ(التيار) أمس (الأحد) إن الميرغني سيغادر مقر إقامته بالعاصمة البريطانية التي مكث فيها قرابة العامين إلى القاهرة غضون الأيام القادمة، مؤكداً أن الميرغني يستدعي قادة حزبه لاجتماع فور وصوله لتداول قضايا حزبية ووطنية. هذا جزء من الخبر.
بالله أليس خبراً يجعل عروق الرأس (تطقطق)؟
والناس تبحث في أن تكون المفاوضات والمحادثات مع المتمردين في الخرطوم وليس دول الجوار ولا الاصدقاء والميرغني يستدعيهم ليجتمع بهم في القاهرة! (يا ربي مشكلة قطوعات الكهرباء هي السبب؟ أم تذكرة الواحد أغلى من تذاكر العشرة؟.
"ما الذي يجعل رئيس حزب سنين عددا خارج بلاد حزبه؟ استخفاف بالقواعد أم تعالى الرئيس؟ أم كل ما تقدم صحيح.
ما الفرق بين الاجتماع في القاهرة والاجتماع في الجنينة؟، هل تصعب إدارة اجتماع الجنينة؟ هل كلمة كبار قادة حزبه معرفة أم هي هلامية ربما كبير اليوم هو صغير الغد إن أبدى تزمراً أو قال رأياً مخالفاً. أليس لهذا الحزب مكتب قيادي مثل حزب الجماعة إياهم؟ إن شاء الله ديكور ما هي كلها أحزاب رجل وأحد وفي رواية حزب الرجل الواحد وبناته أو حزب الرجل الواحد وأولاده أو حزب الرجل الواحد وشلته.
نعود لحزب الميرغني وحديث السنجك أها يا السنجك الماشين القاهرة كم؟ وتذاكرهم على منو؟ وإقامتهم على منو؟ والاجتماع متين ووين؟ واجتماع لكل المدعوين للتفاكر أم واحد، واحد يتلقى الأوامر من الميرغني ويقلب وشو ويكفيه شرفا ان رأى الميرغني.
بالله الذي ينتظر ديمقراطية من وراء هذه الأحزاب المتكلسة أليس كالأعمى الذي يبحث عن قطة سوداء في غرفة مظلمة والقطة ليست هنالك؟.
كمتمثل عضوية هذه الأحزاب من جملة تعداد الشعب السوداني؟ إحصاءات انتخابات 1986 لم تعد صالحة أبداً هنا أجيال لا علاقة لها بالماضي القريب والماضي البعيد. من يمثلها؟ من يقودها ألى أحزاب مواكبة يتقدمها وطنيون علماء هذا ما يجب البحث عنه بشدة. واستخدام المساحيق في الأحزاب القديمة لن ينطلي على هذه الأغلبية الصامتة. (قديمة قدر كيف يعني؟) أنا ما بفسر وأنت ما تقصر كما يقول بروف البوني رد الله غربته الكتابية.
أليس في هذه الأمة مهاتير ولا أوردغان؟

الخطر الكبير

14-07-2015
قبل أكثر من عشر سنوات تقريباً أصدرت ولاية القضارف، في عهد واليها البروفيسور الأمين دفع الله، قرارا بمنع أكياس البلاستيك في الولاية. الحكمة من القرار أن هذه الأكياس أضرت بالحيوان وتسببت في نفوق نسبة كبيرة من الثروة الحيوانية، والسبب الآخر أن هذه الأكياس التي تنتشر في الأرض الزراعية مضرة جدا حيث إنها لا تتحلل بل تبقى مفسدة للتربة.
رغم المبررات القوية للقرار ولكنه وجد من يعترض عليه من أصحاب المصالح الخاصة أصحاب مصانع البلاستيك المصنعة لهذه الأكياس ودخلوا المحاكم بحججهم التي سنذكرها لاحقاً وانتصرت العدالة لقرار ولاية القضارف. ويومها تلمظنا طعم الحكم اللامركزي بين أسنان وشعرنا بفائدته لأول مرة.
حاولت ولاية الجزيرة في عهد عبد الرحمن سر الختم أن تفعل ما فعلت القضارف أصدرت نفس القانون بمنع استخدام أكياس البلاستيك، وأسرعت أجهزة ولاية الجزيرة في تطبيق العقوبات بصورة منفرة جداً وعلى مستوى واسع لدرجة تطبيق العقوبات وانتشارها كان اسرع من نشر الخبر.
جمهورية رواندا تلك التي خرجت من المذابح الجماعية الفظيعة التي تحدث العالم أنها أبشع مجزرة في التاريخ (متناسين طبعا ما حدث في البوسنة لأنه بيد غربيين) رواندا الآن تشع حضارة وعدالة وتقدم والذي يهمني منها هنا أنها تمنع استخدام أكياس البلاستيك تماما ويؤخذ من القادم إليها ومن المطار كل بلاستيك معه وكأنه مخدرات ويعطى كيسا من الورق جميل.
سألت العم قوقل ووجدت ورشا عقدت هنا في السودان لهذا الغرض وإقرارا تاماً بخطورة أكياس البلاستيك على البيئة والمعترضين حسنوا لمنتجهم وعزوا الاضرار لسوء الاستخدام الإنساني حيث يجب أن تجمع في حاوبات قمامة خاصة وتدور. (قياسا إذا ما صدر قرار بمنع الخمور هل ستأتي صانعاتها ليقلن الخمور ليست ضارة إذا ما شربت بطريقة خاصة؟)
قرار القضارف لم يمت ومازالت فيه روح في القضارف ولكنه في الجزيرة ولد ميتاً والسبب الأول هو عدم توفير البدائل الكافية وليس ثقافة الإنسان لأن هذا الإنسان قبل 40 سنة تقريبا ما كان يعرف هذه الأكياس وله أكياس ورق وقفة ملاح والأرض نظيفة والشوارع نظيفة.
بالمناسبة إذا ما أرادت ولاية الخرطوم على وجه الخصوص أن تخطو خطوات نحو النظافة فليكن منع البلاستيك أول عوامل نظافة الخرطوم.
يبدو أن إجماعا تاماً من متخصصي البيئة والزراعة والحيوان على خطورة أكياس البلاستيك وانها ستتلف الأرض وتميت الحيوان وتشوه الشوارع.
وليس هناك عقبة قانونية تقف دون إصدار قرار المنع ولكن العقبة في البدائل وإقناع أصحاب المصانع بتصنيع أشياء أخرى مفيدة.
متى يستشعر ولاة الأمر هذا الخطر ويقرأوا ما كتب عنه في الورش. البحث على بدائل ورقية نظيفة.
عبد الرحيم نصف قمامة الخرطوم أكياس بلاستيك ماذا أنت فاعل؟.

ولاة دفع رباعي

12-07-2015
أصدر بعض الولاة الجدد قرارات رفع لها الكثير حاجب الدهشة ولسان حال المواطنين كحال ذلك الذي طلب من كاتب العرضحال أن يكتب له مظلمة ليقدمها للمحكمة عندما فرغ الكاتب من العريضة (لو قلنا لما فرغ العرضحلجي من الكتابة قد لا يفهم كثيرون إن شاء الله منتظرني أشرح؟) صاحبنا العرضحلجي قرأ له مظلمته ودخل الزبون في نوبة بكاء. يا زول مالك قال: أنا مظلوم الظلم دا كله وما عارف.
والي الخرطوم الجديد (طبعا توفيرا للوقت لا داعي للاسم الثلاثي والرتبة الطويلة ديك) وجد في عهدته (164) مستشاراً وخبيراً استغنى عنهم جميعاً ولكن في حلقنا سؤال بالله من فضلك اشف غليلنا كم كان يتقاضى هؤلاء؟ كم صرفوا من مرتبات ومخصصات وتسيير وماذا أنتجوا؟ لابد من توضيح هذا الأمر لنسأل بعده كيف تم تعيينهم؟ ومتي؟ ولماذا؟
ووالي الجزيرة الجديد د.إيلا أصدر قرارات مفرحة بالجملة بدأها بإنهاء المتعاقدين وهؤلاء مثل المستشارين لهم رواتب ومخصصات لا علاقة لها بدرجات الخدمة المدنية ورواتبها ويجلسون مع موظفي الدولة في نفس المكاتب (دا يصرف تلاتين ألف ودا يصرف ألف ونص). بالله كم من الغبن أفشى هؤلاء؟ وأشعروا الناس بأنهم طبقات طبقة ممكنة وطبقة مهمشة في وطن واحد. وقرار آخر بإنهاء المنتدبين من انتدبهم ولأي مهمة؟ لابد من هذا السؤال؟ وقرار بإرجاع المفرغين هنا سؤال هؤلاء المفرغون هل كانوا يأخذون رواتبهم من الدولة ويعملون في الحزب هنا يجب معاقبة الحزب قبل الفرد. كيف استحلوا هذا؟
والذي ننتظره ألا يشغل فرد وظيفتين مهما كان خارقاً (وظيفة لكل فرد على طريقة الانتخابات صوت واحد لكل شخص) بهذه القرارات تكون مظالم كثيرة رفعت وغبن زاح من كثير من النفوس والحمد لله.
غير أن السؤال الذي يطرح نفسه، ما حدث في هاتين الولايتين لماذا لا يحدث في كل الولايات وبأمر من المركز. (قال مركز. هو فوق تلقاها أخير الولايات) وهل يصبح الإصلاح إصلاحا إن لم يكن شاملاً ما معنى السواعد العريضة والأرجل القوية إذا كان الرأس لا يعمل كما يجب (مش عايز أقول فيه توحد او تخلف(.
غير أن مراجعة مجالس الإدارات أولى من كل هذا. من بوابة مجالس الإدارات التي تكتب مخصصاتها بيدها وتكرار الوجوه فيها تجد أحدهم رئيس مجلس إدارة بحكم المنصب ويستمتع بمخصصاتها. اللهم ارحم أخونا عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة الأسبق الذي كان رئيسا لمجلس إدارة سكر كنانة بحكم المنصب وحول كل مخصصات رئيس المجلس لخزينة الدولة وكانت دسمة وبالدولار.
مراجعة تكرار الاسم في عشرات مجالس الإدارات صاحبه لا يرى غبارا في هذا ويبدو عليه الثراء ويحسبه حلالاً ويشمه الناس فساداً.
راجعوا قبل أن تتراجعوا

شرطة المرور والأورنيك الالكتروني

 09-07-2015
يا سلام ما أمتع السفر هذه الأيام على طريق الخرطوم/ مدني، وربما على كل الطرق في السودان. وسبب المتعة أننا رجعنا إلى زمن سابق ما كانت السيارات تقف إلا للتبريد أو لعطل ولا توقفها نقاط الحكومة.
في المسافة بين مدني والخرطوم أكثر من ثمان نقاط مرور سريع كل 25 كلم نقطة مرور سريع بالإضافة لعدد من دوريات الرادار طبعا هو ليس رادار كما نعرفه وإنما تصوير رقمي خاص.
كل هذه النقاط تمارس الخطأ المشهور أن تقف لتثبت أنك ماشي صاح في حين الأصل أن توقف عندما تخطيء لتثبت أنك صاح. مثلاً كيف يوقف الشرطي سيارة تسير في مسارها الصحيح وباتزان ليطلب من صاحبها رخصة القيادة هذا ما لا يحدث إلا هنا. ما دام لم يمارس خطأ سير يجب ألا يوقفه أحد. طبعا سيكون ردهم عايزين نعرف الرخصة مجددة أم لا؟ الحل المنطقي الذي يجعل الرخص تتجدد في وقتها شبكة المرور رسالة اوتوماتكية بقي على صلاحية رخصتك أسبوع أنتبه. وبعد الانتهاء إذا لم يجددها الذي يؤخرها شهر عليه غرامة كذا عبر السيستم والذي يؤخرها شهرين تضاعف الغرامة وتلغى الرخصة غير المجددة بعد ثلاثة أشهر. مثلاً
ترخيص السيارة على الزجاج لا يحتاج درس عصر بشهره وسنته. لماذا التوقيف؟
نسأل هذا السؤال من زمن طويل ولمَّحنا أن هدف الجباية أوضح من هدف السلامة. إلى أن جاءت الإجابة العملية الآن تجر أذيالها. منذ مطلع هذا الشهر يوليو والبداية بالتحصيل الالكتروني وقفت كل هذه النقاط ولم يوقفوا أحداً ولم ينبهوا أحداً ولم يستخدموا ميكروفوناتهم لإرشاد مخطئ معظمهم قابع في سيارته نائم أو صاحي هذا ما لم أقف عليه.
توقف عمل هذه النقاط بتوقف الأورنيك الالكتروني يعني أن مهمتها جباية وليس أي شيء آخر. ونسأل الله ألا تصلهم هذه الأرانيك الالكترونية إلى يوم يبعثون حتى يسترزق كثير من خلق الله الذين كانت شرطة المرور السريع عائقاً دون حركتهم. وينتعش الاقتصاد.
أما تحصيل مخالفة السرعة عبر ما يُسمى بدوريات الرادار فهذه في كثير من دول العالم تسجل المخالفة على الأجهزة ويعلم صاحبها عبر الموبايل وتحسب عليه ويدفعها عند أول طلب معاملة حكومية (متعبين الناس كل دورية فيها اثنين ثلاثة وموقفنهم في الشمس علشان شنو؟)
يا أخوانا الذي أعرفه أنا المسكين دا ألا يعلمه المتخصصون في الاقتصاد والأجهزة الأمنية والشرطية وقادة الشرطة؟
من أروع ما قرأت عن التحصيل الالكتروني وما كشفه مقال لدكتور عادل عبد العزيز قال فيه إن الايرادات بنسبة 90% تأتي من الضرائب والجمارك والموانيء البحرية والباقي هو معركة بين آلاف الجهات الجابية التي تستهلك جباياتها محليا حوافز وتسيير ولا تستفيد الخزينة العامة منه إلا إشانة سمعة الحكومة وتكريه المواطن في وطنه مما يلاقيه من هؤلاء الجباة، واقترح عادل إلغاء الحكم المحلي التحيت والإبقاء على الاتحادي والولائي فقط أو هكذا قال.
تاني أن سمع واحد يقول الجباية ليست الهدف.

هواية تعذيب الحجاج

 08-07-2015
أولاً أثنيت قبل أسابيع على التقديم للحج عبر الانترنت وأشدت بالتجربة أيما إشادة تجدوني اليوم أقول آسفا على ما قلت. حيث أنه لا ينطبق على ولاية الجزيرة ونريد اليوم أن نطلعكم كيف تعذب إدارة الحج والعمرة بولاية الجزيرة عباد الله في الصيف والصيام.
قبل ذلك كان حجاج شمال ولاية الجزيرة المتاخمون لولاية الخرطوم يبدأون حجهم بكذبة وهي أنهم يتحصلون على شهادة مواطنة من أي لجان الخرطوم الشعبية يتفادون بها السفر إلى ود مدني إذ لا يعقل أن يذهب مواطن من بتري التي تبعد 20 كلم من الخرطوم ويقطع 160 كلم إلى مدني فقط لأنها عاصمة الولاية.
هذا العام الرقم الوطني المربوط بموقع الحج والعمرة يحدد الموطن وكان لزاما على حجاج شمال الجزيرة أن ينتسبوا لولايتهم ومادام الأمر لا فيه سفر ليس هناك مشكلة وقدم الحجاج وجاءت نتيجة القرعة عبر الانترنت أو الموبايل. و(لحد هنا كويسين).
يبدو هناك من قال معقولة بس وكيف نتلذذ بالجمهرة والصفوف والرجاءات والواسطات معقولة كده ونحنا حاكمين شنو يقدموا من بيوتهم وخلاص. خلونا نعلن ان عندنا فرص لأن بعض من فازوا في القرعة لم يكملوا لأي سبب ربما قدموا كده بس لأن التقديم سهل أو لأي عذر آخر. وبدلاً من أن تطلب إدارة الحج والعمرة من البرنامج أن يحدد فائزين بقدر الذين تخلفوا لم تفعل ذلك إما جهلاً او سوء إدارة أو (متقريفين) للزحمة وعذاب خلق الله.
أعلنوا يوما للمعالجات كان الاربعاء الماضي يوم 1/7/2015م وجاء عدد كبير بين الألفين والثلاثة آلاف طبعا كل حاج سيكون معه على الأقل مرافق امتلأ حوش الحج والعمرة بالبشر والشوارع المحيطة بها تعطلت فيها الحركة تماماً طبعا إدارة الحج والعمرة تقع على أهم شارع في مدني شارع النيل.
تخيلوا كيف سيختارون الفرص الناقصة من هذا الجمع؟ قالوا بالقرعة! (لم اقترب من موقع القرعة لأرى هل هناك طاقية وضعت فيها الاوراق أم لا). كان يوما حزينا ومرهقاً لأكثر من 90% من الذين حضروا للمعالجات ومرافقيهم وفي رمضان. المرضى هم أقل الناس عذاباً في يوم الحج والعمرة بولاية الجزيرة.
بالله كيف تختار ولاية الجزيرة من يقومون على هذه الإدارات؟ ما هي مؤهلاتهم الادارية ما هي خبراتهم؟ أعرف حاجة وعدت بأن يعالج أمرها لحج هذا العام من شمال الجزيرة ذهبت لمدني ثلاثة أيام متتالية وفي كل يوم يستأجرون سيارة بـ (400) جنيه وفي كل مرة معها زوجها وولدها كل هذه الاسرة تذهب لوعود لم يف بها من وعدوها بالمعالجة. يبدو عدم الشفافية واضحا في المعالجات وما أخرجوها من (السيستم) الا لأسباب هم بها أعلم ولكن المراقب يرى أنهم يستصغرون المواطن ويتلذذون بعذابه و(مرمطته).
إذا ما طالب سكان شمال ولاية الجزيرة بالانضمام للخرطوم معهم ألف حق.
الصيحة

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

النزوح من أجل الانترنت

 07-07-2015
أول شكوى والي الخرطوم الجديد أنه يشكو من نزوح للخرطوم من الولايات طلباً لخدمات التعليم والصحة (والهوت دوق والكوكاكولا التي بالصهاريج) ما بين القوسين من عندي. ولم يتحدث عن اللجوء.
بهذه الوتيرة المتسارعة للنزوح طلبا لخدمات ولاية الخرطوم والتي لا يرضى بها أهلها وأهل الأرياف يتمنونها ومع هذا التباين الواضح في كل الحياة السودانية (بالمناسبة في واحدة من قنواتنا شاهدت دعاية لورق جدران ألماني. ألم يسأل هؤلاء كم من الشعب السوداني لا جدران له أصلاً).
المعركة الآن الدائرة بين شركات الاتصالات ووزارة الاتصالات وشباب المقاطعة والخوف من فشل الحكومة الالكترونية التي ستوضح كثيرا من المفارقات ومنها على سبيل المثال عدم تغطية كثير من مناطق السودان بحجة عدم الجدوى التجارية لشركات الاتصالات، ثم ستكشف هذه المعركة أيضاً تباين الخدمات في حين الخرطوم على مشارف الجيل الرابع مازالت أماكن كثيرة تشكو من انترنت ما قبل الأجيال. (أول ما دخلت الانترنت في أواخر تسعينيات القرن الماضي عبر شركة سودانت كانت عبر خطوط الهاتف الثابت وكانوا يأخذون منا 250 جنيها بلا سبب فتحة خشم وبعدها فاتورة هاتف وفاتورة نت يبدو أن بعض أقاليم السودان مازالت على ذلك النظام العقيم والبطيء).
إذا تأخرت الدولة في بسط الخدمات خارج الخرطوم وعدالتها بين الولايات مما جعل المواطنين ينزحون إلى الخرطوم بحجة تعليم أبنائهم وصحتهم. وكان الأمر ميسورا في بداياته فقط كان المطلوب التخطيط السليم والعدالة في توزيع الموارد. وعندما فشلت في ذلك صارت عندها مشكلتان توفير الخدمات للخرطوم لمقابلة الطلب المتزايد وتوفير الخدمات في الولايات (ليقرعوا الباقيات).
الآن المشكلة تتكرر وحلها بالنسبة للحكومة بسيط فقط رؤية وأوامر وقوانين. الرؤية التي أعنيها أن تفكر وزارة الاتصالات تفكير غير الجبايات كلما طلبت شركة اتصالات إدخال خدمة طالبوها برخصة بملايين الدولارات.
والأوامر والقوانين تفعيل العقود التي تلزم شركات الاتصالات بتغطية كل السودان دون النظر للجدوى التجارية (إن شاء الله حِلة فيها موبايل واحد يجب أن تصله شبكة قوية جداً).
هذا أو الطوفان
سنجد بعد اليوم نازحين إلى الخرطوم بحُجة (يا أخي دي بلد شبكتا حتى الآن 3G أنا ماشي اسكن الخرطوم علشان استمتع بشبكة متطورة). هذا ليس خيال ولكن سيصبح واقعا قريباً ما لم تقم كثير من الجهات بدورها بنظرة كلية وليس من ثقب المصالح الخاصة.
على والي الخرطوم الجديد إدراج هذا البند في أسباب النزوح ويسعى بقدر المستطاع أن يوقف هذا النزوح بتدابير استباقية واضعا يده مع الهيئة القومية للاتصالات وشركات الاتصالات.
على صعيد خاص إذا لم تطور الانترنت في قريتي سأكون أول النازحين للخرطوم لهذا السبب.
طبعا ليس بيننا وهذه الشركات عقود ولا نعرف كيف نشتكي وشغلتنا كلها رجاء من فضلك يا فلان وتشكر يا فلان صلحوا لينا الشبكة.
سودانيون يا رسول الله.

قدح الحكومة الالكترونية فاضي


6/7/2015

كان مقدم الحفل رائعا جداً ومتمكنا جداً وواثقاً من نفسه جداً، ما شاء الله عيني باردة، كل المفقود أنه لم يُعَرِّف نفسه ولم يُعَرِّفه لنا أحد.
ذكر د. عادل عبد العزيز في عموده أن كلمة نائب رئيس الجمهورية، المكتوبة لم تكن موفقة ولو ترك حسبو على سجيته لقال أحسن منها. هنا مشكلة. عقب كل كلمة من كبير غير موفقة تربك المشهد السياسي أو الاقتصادي نقول ليتهم تركوا عادة المخاطبة المباشرة لكلمات تعد بعناية يقوم بها متخصصون. ليت د. عادل عاب صياغة الكلمة ومواتها ولكن طرحه لبديل الكلام من الرأس الذي يوفق فيه بعضهم ويغطس حجرنا بعضهم بديل غير موفق دائماً قد يكون موفقا عند زيد ولكن عند عمر لا.
كل ذلك كان في فندق كورنثيا في 30/6/2015 وطبعا هذا تاريخ كانت تقام فيه الاحتفالات بمرور كذا سنة على ثورة الإنقاذ، هذه السنة لم نسمع بعيد الإنقاذ كما عودونا.. يا ربي عقلوا واللا خجلانين؟
ربما أرادوا احتفالاً عملياً غير الهرجلة التي كانت، واختاروا إنجاز وزارة العلوم والاتصالات الفرِحة أو الفرحانة بإنجاز بوابة السودان الالكترونية كمقدمة للحكومة الالكترونية التي سبقتنا عليها كل الدول المتقدمة (كنت أريد أن أقول المحترمة) طيب لأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي (يا ربي الحكومة الإلكترونية جات؟).
في الحفل ذكرونا بالمؤسسات التي استفادت من البوابة الالكترونية، وعلى رأسها كالعادة وزارتي التعليم العام والعالي (أعلن تحيزي للتعليم) وزارة الصحة والكهرباء، والحج والعُمرة (يا أخوانا ناس الحج ديل نقدناهم اشتكونا مدحناهم ولا قالوا كتر خيرك)، السجل المدني، الخدمة الوطنية. وفي انتظار مستفيدين آخرين.
كثير من هذه الخدمات التي تمت عبر الانترنت واراحت البلاد والعباد وخير مثال التقديم عبر البوابة الالكترونية لحج هذا العام وكيف وفرت للناس الجهد والمال والوقت والأنفس (الأخيرة دي إشارة للذين ماتوا في القضارف قبل عامين وهم يتدافعون ليقدموا للحج وانهار عليهم حائط المدرسة).
أطباء الامتياز منذ عدة سنوات وقبل الرقم الوطني يتعاملون في توزيعهم من منازلهم في يسر وعدالة. الطلاب الآن لا يتدافعون في صفوف ليقدموا للجامعات لا في الشمس ولا في الظل كل من منزله متشاورا مع أسرته إلى أن يصلوا لاتفاق وعبر الانترنت يقومون بالتقديم للجامعات.
والكهرباء كانت رائدة في الدفع المقدم (يا حليل أيام مكاوي) ولكنها الآن إمدادها في تقهقر والدنيا رمضان. ها نحن نقدم في أدب الإيجابيات ولكن الصفحة الثانية ستكون ساخنة وتتطلب حصر المقصرين وأعداء التطور إما لتخلفهم التكنولوجي أو حفاظاً على مصالح قد تضيع مع شفافية الشاشات والداتابيزdatabase.
نقول المركز القومي للمعلومات والسجل المدني تكاملا وقدما هذه الخدمات مع وزارة الاتصالات .
انتظرونا غداً بإذن الله لنحاول وضع النقاط على الحروف إن شاء الله.
دح الحكومة الالكترونية فاضي(2-2)

بالأمس ما تركنا حسنة نعرفها إلا وذكرناها لوزارة الاتصالات. رغم كل الذي قلنا فيها من خير إلا أن عيبا استعصى خروجه من وزارة الاتصالات ذلكم هو شرهها للرخص وبأثمان باهظة كلما سألنا شركات الاتصالات لماذا بدأتم كالصاروخ رقي وتقدم والآن لا تواكبون حتى الصومال. الناس تتحدث عن الجيل الخامس والجيل الثالث لم يغادر الخرطوم. كان ردهم كلو من وزارة الاتصالات والهيئة القومية للاتصالات. تفرض علينا في كل خطوة رخص وبأثمان باهظة. بالله ألا تكفي 30% ضريبة على كل مشترك أليست كافية وتجعل وزارة الاتصالات تغير نظرتها في العائد المباشر وتنتظر غير المباشر الناتج عن تطور الاتصالات؟
السيد مدير المركز القومي للاتصالات ذكر في كلمته أنه يرجو من السيد نائب رئيس الجمهورية أن يحث الجهات الحكومية أن تدخل بوابة السودان الالكترونية وصاحب الكلمة المكتوبة لم يتطرق للأمر عله يريد أن يدرسه جيداً.
رغم نافذة سداد في بوابة السودان الالكترونية، إلا أن السداد هو أكبر عقبة تواجه بوابة السودان الالكترونية وللفائدة هذا موقعها www.esudan.gov.sd وتواجه من بعدها الحكومة الالكترونية.
بنك السودان المركزي هو حجر العثرة الذي يقف في طريق الحكومة الالكترونية (طبعا ليس وحده) وكل هذه المعالجات من محافظ ونوافذ يمكن أن تقوم بها المصارف وتحول من حسابك لأي حساب آخر حكومي أو خاص. لابد أن يفتح بنك السودان هذه الخدمة حتى يسدد المواطن كل الرسوم من حسابه في أي بنك لأي جهة معلومة رقم حسابها. لِمَ التلكؤ يا بنك السودان برضك عندك رخص على كل خدمة جديدة.
يا مدير المركز القومي للمعلومات حدد حجار العثرة التي تقف في طريق الحكومة الالكترونية وارفعها للنائب ولا تترك الطلب معمما هكذا.
غير أن هناك علة كبرى بالمناسبة بحثت في موقع بنك السودان على الانترنت لأعرف عدد الصرافات الآلية وتوزيعها ولم أجد إجابة محدثة آخر معلومات بهذا الصدد 2012 تخيل!
الواقع الذي أمامي يقول الخرطوم في وادٍ والسودان في وادٍ آخر ولاية قريبة من الخرطوم ولاية الجزيرة أرادت تحويل رواتب الموظفين للبنوك ليصرفوها ترى ماهي العقبة التي واجهتها، قال محدثي: مدني فيها 6 صرافات آلية فقط وكثيرا ما يكون نصفها معطل. الذي أعرفه مدينة الكاملين فيها صراف آلي واحد وعلى مستوى المحلية توجد 6 ماكينات فقط. وطبعا أم القرى (يخربها ولا التكتح) وكذا القرشي.
طيب إذا كان هذا الواقع في ولاية الجزيرة القريبة من الخرطوم كيف هو واقع تلك الولايات البعيدة.
عندما قال مقدم الحفل الرائع هذه تهاني تقدم التهاني للشعب السوداني وأردف بقصة صاحب القدح الذي أسهب في وصف قدحه، حلف صاحب الوليمة طلق القدح حقك لكن الفيهو حقي. وقال ها نحن نقدم قدحا فاضيا وعلى مؤسسات الحكومة ملئه يا ود عمي لن يملأوه إلا بالعين الحمراء هناك مستفيدون من التخلف.
ورغم كل هذا شكرا بوابة السودان الالكترونية.

جريمة أغاني وأغاني

 04-07-2015
باعنا في عالم فن الغناء قصير أدواتنا فيه الإحساس بالطرب ومن لا يطرب غير الحجر؟
شغل برنامج أغاني وأغاني الذي يقدمه الشاعر الأستاذ السر قدور (أقول الأخ أقول العم أقول الجد بلاش) شغل الناس في سنواته الأولى، ولكن بدأ في الانحدار كل سنة يقل بريقه هذا في رأيي طبعاً. ويبدو أن هذه السنة أضعفها.
اقول ذلك رغم عدم متابعتي له طبعا ناس دندش يتابعون حتى لبس طه سليمان يحلها الشربكا.
كل ذلك كوم لكن يوم ناداني واحد من أولادي لاسمع أغاني الكابلي من غيره صراحة لم احتملهما سمعت ولم انتظر السر قدور ليقول لأحدهم هائل.. هائل.. بل قفلت التلفزيون حتى لا أصاب بصدمة سكري أو نوبة ضغط.
بالله لو كان الكابلي أداها كده كانت قعدت إلى يومنا هذا؟ أسأل الله ألا يكون الكابلي سمع بهذه الجريمة ولا محبيه ومحبي صوته الرجولي وثقافته الواسعة ونطقه السليم وأداؤه الرائع الذي لا يوجد له مثيل في رأيي طبعاً)
كيف تجرأ هؤلاء الصبيان والصبايا (طبعا ما حافظهم كلهم وخائف اتورط). بالمناسبة السودان مش فيه ملكية فكرية هل يمكن أن يقوم واحد من محبي الكابلي ويرفع دعوى على أغاني وأغاني؟
طبعا هم يرددون أغاني غيرهم منذ زمن ولكن لم اشعر بجريمتهم إلا يوم شوهوا أغاني الكابلي. يومها كدت أقول اللهم شوه من شوه غناء الكبير الكابلي، ولكني لعنت إبليس.
يا عمنا السر قدور قطعا تملك ما لا نملك في الفن ولا نجي في أصغر أظافرك نستحلفك بالله هل كنت راضٍ عما حاق بأغاني الكابلي؟ طبعا حاق طوالي تذكرك (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ).
أسأل الله الكريم ألا تحفظ قناة النيل نسخة من حلقة الكابلي وأن يطقها فايروس يطششها لي يوم القيامة. وإن وجدت من رفعها على الانترنت نسأل الله ان لا تفتح مع أحد.
هذا ما لزم من حنقي واستيائي لكن سؤال خطر لي هل غضب كل من يهوى غناء مطرب معين مثل غضبتي يوم تغني أغاني مطربه المفضل أم بالغت أنا كثيراً؟
وربما أنهم أجادوا ما دون الكابلي؟ والكابلي عصي على التقليد على الأقل في نظري.
يا شباب أغاني وأغاني وعمكم الكبير يجب أن تعتذروا للأستاذ عبد الكريم الكابلي ومحبيه عما اجترفتم في حق روائعه التي لا تقبل التجريب.
أحد كتاب الراكوبة لا أريد أن أذكر اسمه أثنى على حلقة الكابلي، صراحة زعلني أكتر من زعلي على جريمة صبيان أغاني وأغاني.
ما تهوبوا ناحية الكابلي أبدأً سامعين.
غداً بإذن الله (قدح الحكومة الالكترونية فاضي).

عودة الصادق المهدي

 02-07-2015
لست ميالا للكتابة السياسية لعدم جدواها وما هي إلا كالحديث عن الهلال والمريخ كل في مكانه. واقع سياسي غير متطور أحزاب يسيطر عليها أشخاص أو بيوتات أو شلل أو مبتزون (الحريف يوزع ويعطي كل حزب نصيبه من هذه الأوصاف).
غير أن خبراً مثل عودة السيد الصادق المهدي بعد العيد لابد أن يحركني، وقبلها حركني خبر كان يقول عودة الميرغني قريباً وكتبت يومها بما معناه أفرض جاء أو لم يجئ ما الفرق؟ وثار مريدوه وغضبوا وكالوا السباب غفر الله لي ولهم.
اليوم بعض من تشابه بين الخبرين ولكن الفرق كبير بين الرجلين. إن السيد الصادق المهدي أو الإمام أو الحبيب كما يقول أنصاره وأحبابه، رجل يتمتع بدماثة خلق وحبيب إلى نفوس الكثيرين وتجده في المناسبات الاجتماعية والمناسبات العامة مشاركاً في كل ملتقيات الأدب والفكر والثقافة وله رصيد من الأصدقاء كبير (لم يحدث لي شرف صداقته حتى لا يتهمني أحد بأني أكتب من هذا المنطلق). وفوق كل ذلك أنه رجل يتجنب العنف ولم يحاول الوصول إلى الكرسي بالعنف والسلاح إلا مرة واحدة في تحالفه مع الاتحاديين والإسلاميين يوم قدموا من ليبيا في يوليو 1976 م. وطرشقت وأبدى فيها مكراً على حلفائه يوم ظن النصر تحقق وقالوا يومها إنه رفع يديه: وقال لهم هذه مهدية خالصة. أو هكذا قالت الصحف فيما بعد.
بعد كل هذا الثناء على السيد الصادق المهدي. نقول ولكن السيد الصادق المهدي السياسي رجل متقلب الأطوار وليس له خط واضح ولا رأي صريح في كثير من المسائل حتى الديمقراطية التي يتعكز عليها وأنه آخر رئيس منتخب انتخابات حُرة ونظيفة اطيح به. هذه الديمقراطية التي ينادي بها ليل نهار تقف عند عتبات بابه يوم يكون الأمر داخل الحزب حتى أبناء عمومته لا يريد لهم نصيب في حزب ورثوه معا ويكاد الحزب ينحصر ليس في بنيه بل حتى هؤلاء في بعضهم وليس جميعهم. فما بالك بالدكتور إبراهيم الأمين؟
إذاً عودة السيد الصادق المهدي ليست شأناً عاماً ولا تستحق الصفحات الأولى من الصحف. إذ الأمر سيان بقي بالداخل أو الخارج هذا فيما يتعلق بالسياسة طبعا ولكن الرجل الاجتماعي مرحباً به.
إذا سألنا طلاب أولى علوم سياسية هل السيد الصادق المهدي معارض لهذا النظام أم مؤيد له؟ كيف ستكون إجابات الطلاب؟ وإذا ما أردفنا بسؤال آخر ماذا يريد السيد الصادق؟ إجراء انتخابات حُرة ونزيهة هل يظن أنه سيحصل على عدد المقاعد التي نالها في انتخابات 1986 م قطعا لا. ولنفرض أنه حاز على أغلبية الأصوات كما يشتهي ماذا هو فاعل بعدها؟..
لا يظن أحدكم أن الواقع يعجبني ولكنه خيار بين السيء والأسوأ.

سعودية أم مصرية؟

 01-07-2015
تخيلو؟ هذه إجابة أي سؤال؟ ما هو السؤال الذي كانت إجابته سعودية ولاّ مصرية. الحديث هنا ليس عن جامعة ولا سيارة طبعا قد تستغرب أخي القارئ إن قلت لك هذه إجابة صاحب الدكان (طبعا هو كاتب عليه سوبر ماركت ولكنه في الحقيقة دكان إذ بينه والسوبرماركات التي رأينا بعد المشرق والمغرب) طلب منه الزبون صابونة حمام فكان الرد سعودية واللا مصرية؟ ما هذا التردي بعد
ستين سنة من الاستقلال ونستورد صابون الحمام أليس هذا من العيوب التي لم يقف عندها الناس كثيراً. من فتح هذه الأسواق لكل السلع؟ وكيف تنافس صناعتنا المحلية؟ أعلم أن مصر معنا فيما يعرف بالكوميسا وهي مجموعة دول شرق ووسط أفريقيا بينها سوق مشتركة لتشجع التجارة والشاطر من يستفيد من مزايا الكوميسا وهنا وجدت مصر سوقاً ما كانت تحلم به وصدرت لنا كل الغثاء والبلاستيك وتوافه الأمور من لعب أطفال وحلويات وصابون حمام.
ولم نصدر لها إلا الإبل وهذه قبل الكوميسا وبعض من خراف. من يقرأ واقعنا مع الكوميسا لفكر فورا في الخروج منها إلى أن يعدل حالنا المائل في الصناعة والزراعة والتجارة ثم بعد ذلك يدخل بعد دراسات مضنية في مثل هذه التحالفات التجارية.
كيف تستورد دولة سكانها أكثر من ثلاثين مليون تقريباً (في انتظار التعداد القادم لنقول العدد بالضبط). دولة نالت استقلالها قبل ستين سنة تقريبا تستورد توافه الأمور والتي تشبه الصناعات اليدوية! قبل عدة عقود كان الصابون يصنع هنا غسيل وحمام لماذا توقفت صناعة صابون الحمام (أعلم أن بعض الأصناف تصنع ولكنها ليست منافسة للمستورد لذا كان الاستيراد). والصابون هنا مجرد مثال كثير من الصناعات توقفت والأسباب شبه معروفة إما غلاء الكهرباء أو رسوم الدولة المتعددة.
أليس في هذه الدولة من يقرأ الاقتصاد طويل المدى ومتعدد المنافع هل كل القائمين على الاقتصاد لا يعرفون غير الضرائب والجمارك وجمعها وصرفها على الدستوريين؟
أين اتحاد أصحاب العمل أين الغرف الصناعية؟ ماذا تعمل وزارة الصناعة) بالمناسبة كل وزارة صار فيها وزير اتحادي وعدد من وزراء الدولة) ماذا يفعل هؤلاء؟ اجيبونا أعيدونا لزمن صنع في السودان made in Sudan. كم عدد المصانع المتوقفة ولماذا؟ هذا هو السؤال المدخل. هل حرية التجارة تعني أن نستورد كل شيء؟ مفيد وغير مفيد؟ هل تعني أن تهدر العُملة في أشياء وجودها لا يشعر به أحد وعدمها لا يغلق نوم احد؟
مراجعة سريعة يا وزارة الصناعة لما يستورد ويمكن أن يصنع هنا. هذا لا يعني أن نفتح الباب لرجال الأعمال أن يحجز لهم السوق بدون تجويد ودون سعر مقبول. تشجيع الصناعات المحلية واجب مع وضوح لأصحاب الصناعة تجودوا وإلا الاستيراد؟
تنويه
نعيد نشر المقال نظرا للتداخل الذي صاحب بعض فقراته.

ماذا كتبتم لـ(إيلا)؟

 28-06-2015
يطاردني هذا السؤال أين ما ذهبت في المناسبات الاجتماعية. أها إيلا دا قلتوا ليهو شنو؟ يعول الناس في الجزيرة على واليهم الجديد الدكتور محمد طاهر إيلا أن يخرجهم من حالة الإحباط التي أوردتهم فيها زمر وشظايا المؤتمر الوطني والتحالف، وكل يحسب أنه الفرقة الناجية المنجية وغيره شيطان رجيم لا خير فيه. إلى أن أقعد التشاكس الحياة في ولاية الجزيرة. نحسن الظن ولا نتهم أي من الفرق بالسعي وراء المصالح الخاصة، لأننا في رمضان.
وعندما يسألوننا ماذا كتبتم لإيلا نجيب الحمد لله إيلا أنضج منا وأكثر منا خبرة في الإدارة وذو تجارب عديدة وما نحسبه في حاجة إلى وصايانا أو تذكير اللهم إلا ذلك الذي ينفع المؤمنين.
واستبشر الناس خيراً بقراراته الأولى من إعفاء للمتعاقدين الذين كأنهم أتوا من كوكب آخر أو من اليابان ومرتباتهم ثلاثين ضعف موظفي الخدمة المدنية. والذين قبله يعلمون ذلك ولكن صاحب القرار الصحيح لا يجامل ولا يخاف. وقرار آخر بإلغاء استئجار البيوت والسيارات. وهذا باب كان لمجاملة بعض الفاقد السياسي (يا أخوانا أخونا فلان دا أجروا بيتوا علشان يعيش وهو طبعاً طلع من التشكيل الأخير ويأجر البيت ليس لحاجة ولكن (رقعة) لصاحبه)، هذه بدايات موفقة من رجل عرف داء والدواء ولأنه قادم من بعيد لن يتهمه أحد في أنه يقصد فلان أو فلان.
كل النكات كانت تنسب لود نفاش قالها أو لم يقلها ونحن نعيش حالة مثل هذه كل ينسج قراراً كان يشتهيه وينسبه لإيلا.
إن كان من وصية للسيد الوالي إيلا ألا يسرف في التصريحات عن مشروع الجزيرة، فالأمر أكبر من هذه التصريحات ويحتاج صبراً ورؤية يجب أن ترسم بدقة وفي زمن مهل بلا تعجل، فالمسألة معقدة والمستفيدون من الخراب كثر وأصحاب المصالح الخاصة أكثر من الهم على القلب كما يقول أهل الشام.
ويجب أن يصبر مواطن الجزيرة على الوالي الذي عرف عنه التأني ودراسة الأمور بروية. ليس مشكلة ألا يحدث جديد لشهرين ثلاثة بل ستة أشهر حتى يعرف كل عرجات الماضي فقط أتمنى ألا يكون مصدره حزب المؤتمر الوطني ولاية الجزيرة ليس فيها حزب فيها شلل تطبخ ما تريد باسم الحزب وكل له (تكله) وناره يطبخ ما يريد متى ما يريد.
في موضوعنا الماضي بعنوان (إيلا الحدث) كان السطر الأخير هذه العبارة (والواقف في حلقي دا أوصله ليه كيف؟)، ويسألونني هل أخرجت الواقف في حلقك وأقول لا والله حتى الآن لا. وأتمنى أن أخرجه قبل أن يقتلني.
لا نملك إلا أن ندعو لوالينا الجديد بالتوفيق لخدمة البلاد والعباد وأهلنا بقولوا المطر من رشتو والعريس من بشتو. متفائلين جداً بأن يعود للجزيرة ماضيها وتتصدر كما كانت وأن يعود كل الذين نزحوا للخرطوم بشيش.