السبت، 23 مايو 2015

الطلب المستحيل

 
21-05-2015
أتمنى أن يقرأ ما أكتب اليوم تنفيذي عاقل.
المسافة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة (400) كلم تقريباً تقطعها بسيارة أجرة أو بسيارة خاصة أو بأي وسيلة ولا تجد نقطة توقيف واحدة، إلا استراحة لصلاة أو طعام، هذا في بلاد بها عشرات إن لم نقل مئات الجنسيات وأحوج ما تكون للأمن وسط هذا الخليط من الجنسيات.
بالمقارنة المسافة بين مدني والخرطوم 186 كلم وبها أكثر من عشر نقاط توقيف مرورية أو تحصيل رسوم الطرق السريعة (السريعة هنا مجازاً وكيف يكون طريقاً سريعاً والتوقف يأخذ ساعة على الأقل بافتراض أن به 12 نقطة توقيف في كل واحدة خمس دقائق مثلاً ولا أريد أن أقف كثيراً عند عدالة التوقيف حتى لا أضيع المساحة في بدهيات كتبناها كثيراً).
لهذا التوقيف في كل طرق السودان، وما طريق الخرطوم مدني إلا مثالا، له آثار جانبية ذات مردود سيء على الاقتصاد، والمواطنة أي التربية الوطنية، والحياة الاجتماعية.
طلبي أن تقوم جهة ذات صوت مسموع، الاستراتيجية القومية مثلاً، بدراسة علمية بحتة ويقوم بها متخصصون يشركون عدداً كبيراً من الباحثين طلاب دراسات عليا مثلاً لبحث الأمر من كل جوانبه مستفيدين، ولتكن البداية هذه القوانين منْ كتبها؟ ومنْ وضعها؟ والظروف التي وضعت فيها والظروف التي أجيزت فيها وما هي جهات الضغط وما أهدافها القصيرة، أشك أن لها أهدافاً بعيدة، وكيف طبقت؟
إذا ما تركت الإجابة لجهة واحدة، مستفيدة من التخلف، كلما زاد الزمن كان الخراب أكبر وتزيد تكلفة إصلاحه.
الذي أتمناه أن تكون دراسة متأنية تغوص عميقاً في عيوب القوانين وعيوب التطبيق وأثر ذلك على الاقتصاد والأخلاق والدين والتربية الوطنية. ليس تضخيم ذات ولكن أحسب أنني أرى ما لا يراه كثيرٌ من التنفيذيين وأحس بأوجاع وخراب اقتصاد وتدني أخلاق لا تجبره المبررات التافهة لهذه النقاط.
ويفترض أن تكون جهة الدراسة لا تضم ذا مصلحة آنية أو مستفيداً من الواقع ويحمل على كتفه من المبررات ما ملّ القوم من سماعه. وأن تكون جهة الدراسة مسنودة بصلاحيات واضحة وواسعة وميزانية كافية لا أقول مفتوحة (معقولة بس).
عودة إلى أرشيفي أنقل لكم هذه الفقرة من مقال بعنوان (اعترافك جاء متأخرًا يا محجوب في أكتوبر 2010 (في صحيفة السوداني بوجهها الجديد عدد الأمس 11 /10/2010 م في باب اعترافات صغيرة قال الفريق محجوب حسن سعد مدير عام الشرطة السابق (مشاكل المرور كانت تزعجني للغاية وكنت يوم الخميس عشية إحالتي للمعاش أفكر في إصدار قرار بإلغاء كل التسويات المرورية لأن التسويات المرورية كانت واحدة من نوافذ الفساد). "لاحظوا معي واحدة من نوافذ الفساد".
أمقنع هو هذا الطلب المستحيل؟ مقنع لمن، هنا السؤال؟

قانون الشركات لسنة 2015

 
19-05-2015
أخيراً اختفى أقدم قانون في السودان، قانون الشركات لسنة 1925 لم تطله يد تسعين سنة كاملة. وقطعاً هو من القوانين المؤثرة جداً في الحياة الاقتصادية. وتعريف، أي تعريف، لا يمكن أن يصمد كل هذه السنين بلا تعديل.
وفي هذا الأثناء، 90 عاماً، لابد أن يكون القانونيون قد رصدوا الكثير من عيوب وثغرات هذا القانون، نوع الشركات، وإنشاء الشركات، تصفية الشركات، مجالس إدارة الشركات ومراجعة الشركات.
ما عادت الثقة بين الأفراد كافية لصمود الشركات ونجاحها واستمرارها لابد من قانون يحمي جميع الأطراف وينصفها عند الخلاف. هذا على صعيد الشركات المحدودة.
أما إذا ما قفزنا لشركات المساهمة العامة وهي أساس الاقتصاد في كثير من دول العالم الرأسمالي وهي التي تحفظ وتساهم في النمو الاقتصادي وتحريك الكتلة النقدية وتدويرها وانعكاسها على الأفراد والمجتمع.
ويلاحظ قلة شركات المساهمة العامة في السودان لعدة أسباب حتماً عالج القانون الجديد 2015 مسألة هذه الشركات؟ كثير من شركات المساهمة العامة السابقة فاشلة لقلة الضوابط وسوء الإدارات التي تقوم عليها إذ لا يسألها عن نجاح الشركة أحد ولا جمعياتها العمومية تدري عن التفاصيل، وكثيرًا ما تفبرك مخرجات الجمعيات العمومية مسبقاً ولا يجد المساهم جهة تنصفه. وبعد سنوات قليلة تنهار شركة المساهمة العامة دون أن تحقق للمساهمين أرباحاً تذكر، وربما تحقق لمجلس الإدارة والإدارة مصالحهم الخاصة. يكون نتيجة ذلك فرار المساهم من هذا النوع من الشركات فرار القط من الأسد.
ورابط آخر هو سوق الخرطوم للأوراق المالية وارتباطه الوثيق بتحديد سعر أسهم شركات المساهمة العامة لابد من بعث الحياة في هذا السوق ومعالجة نقاط ضعفه وكيفية إدارته وإعلام الناس بدوره وبشفافية.
تروني حتى الآن أتحدث حديثاً عاماً عن قانون الشركات دون تفاصيل المهنيين وقطعاً هو قانون مهم جداً ولكن أحسب أن ما يلي عامة الناس منه شركات المساهمة العامة وكيفية شيوع ثقافة هذه الشركات وبث الثقة فيها وتبصير المساهمين بما يضمن حقوقهم.
ولابد من حديث واضح ومفصل للذي جدّ في هذه القانون الجديد ليضمن حقوق المساهمين في حالة خسران هذه الشركات أو سوء إدارتها أو سوء إدارة جمعياتها العمومية، حتى تصبح ثقافة شركات المساهمة العامة بديلاً لإيداع أموال الناس في بنوك لا يربح عندها عميل بل يطالب برسوم مسك الدفاتر ورسوم استخراج بطاقة الصراف الآلي (عالم ما تستحي).
نطمع أن يتواضع إعلام وزارة العدل بأن ينزل للناس جديد هذا القانون وخصوصاً في الجانب الذي ذكرناه، شركات المساهمة العامة، لأجهزة الإعلام وتوضيح ذلك بالتفصيل حتى لو يستعين بالدراما وجمال حسن سعيد وخلف الله والعبارة الشهيرة (يا خلف الله ما عذبتنا).
يا أخي ما تساهم قروشك خاتيهن في حفرة مالك أسهم أحسن.

شباب الحوادث يحرجون الساسة


18-05-2015
ليتني كنت هناك لحظة افتتاح غرفة العناية الكاملة للأطفال التي شيدها شباب شارع الحوادث وقصت الشريط بائعة الشاي الحاجة قسمة جزاهم الله خيراً. لا أعرف من أعضاء هذه الجمعية أحدًا وسمعت بهذه الجمعية الطوعية كثيراً وكيف يسهرون الليالي ليغيثوا مريضاً لم يجد الدواء وأقرانهم في شارع النيل يلعبون ويقضون الوقت في اللهو والغزل. لكن هذه المرة أرادوه إبداعاً بالجملة، حيث كانوا في السابق يحلحلون مشاكل المحتاجين واحداً واحداً ولكنهم هذه المرة بدأوا نهجاً آخر حيث قاموا بعمل كبير وحل مشاكل بالعشرات في وقت واحد وكانت غرفة العناية بمستشفى محمد الأمين للأطفال بأم درمان. سبحان الله رأيت هذا المستشفى قبل عدة سنوات كان تحفة وغاية الجمال والنظافة وكتبت معجباً بذلك. ماذا جرى له؟
رأيت على الواتساب صورة غرفة العناية بالأطفال قبل الصيانة ورأيت صورتها بعد الصيانة، والله لو كنت وزيرًا لصحة ولاية الخرطوم لتقدمت باستقالتي والله لو كنت معتمداً لأم درمان لتقدمت باستقالتي والله لوكنت واحدًا من اتحاد الطلاب الذي ينتظر سيارات بـ 22 مليار جنيه لن أقول لانتحرت لأن الانتحار حرام، لكن لبكيت طويلاً على اتحاد يشتري ويجدد سياراته سنوياً في بلد هذه غرفة عناية أطفالها والغافلون من أعضاء اتحاد الطلاب أبناء الفقراء يتنكرون لماضيهم ويصعدون على جثث الشعب ليصلوا الى طبقة عليا على سيارة جديدة وربما كان يتمنى والده حماراً بدل الأتان.
بالله كيف ينام المسؤولون وهذه غرفة العناية الكاملة بالأطفال وأسلاك الكهرباء هذه حالها والجدران هذه حالها. نفترض أن تقصيراً إدارياً حجب عنهم حالها قبل الصيانة المباركة بمنظمة شارع الحوادث، كيف ردة الفعل عندهم الآن، وقد بلغت صورته ملايين الناس يا ربي امكن مشغولين في توزيع وزارات الحكومة؟ من هنا لتكن وزارة الصحة من نصيب منظمة شارع الحوادث والتي عرفت أوجاع الناس أكثر من كل وزراء الصحة الذين مروا على وزارة الصحة الاتحادية والولاية.
شباب ائتمنهم الناس على صدقاتهم وما خذلوهم ولم يؤثثوا مكاتبهم ولم يركبوا منها سيارات بالمليارات، لله درهم من شباب أصبحوا قدوة في تقديم العام على الخاص وخير العامة على خير النفس.
بالله كيف يسأل سياسي عن رفاهيته وميزانية الصحة أقل من 5%؟ وفي رواية هي 2% فقط. كم يحتل بند المخصصات الدستورية؟ كم هو الإنفاق الحكومي وما نسبته من الميزانية العامة؟
مستحيل أن نطالب السياسيين بالتجرد ليصل إلى تجرد شباب شارع الحوادث فالذي فوزوه في دائرتنا لم يسمع بكلمة التجرد والتطوع وتقديم الخير أبداً. وكم مثله من لاهث على رفاهيته متكسباً من السياسة.
دعوة من هنا فليقهر المجتمع الساسة والسياسيين وليحرجهم كما أحرجهم شباب شارع الحوادث.

تهنئة للتلاميذ.. على طريقتي

 
12-05-2015
ها وقد هدأ سيل التهانئ للناجحين في امتحانات الأساس، ولسان حالي مثل قول السيد محمد أحمد محجوب يوم هنأ السيد الصادق المهدي برئاسة الحكومة في 1967 قائلاً: لا أريد أن أضيع عليه بهجة يومه هذا لقد تمناه سنيناً.
وما أردت أن أعكنن الصغار الفرحين بالفوز حتى لا أضيع عليهم وعلى أسرهم بهجة يومهم ذاك. ولكن أما آن لنا أن نسأل عن واقعية هذه الدرجات المنثورة على الورق؟
هل تنطبق هذه الدرجات على واقع حال هؤلاء الصغار الذين أصبحوا سلعاً يتاجر بها؟ والتجارة التي أعني لا تقتصر على بعض المدارس الخاصة، هناك تجارة أسوأ منها وهي متاجرة المستويات الوظيفية كل يتودد للذي فوقه بنتيجة تفرحه ليرفعها لأعلى بدءاً من مديري المراحل في الوحدات الإدارية والمحليات ثم في الولاية كل هذه السلسلة تريد رضا من فوقها حتى يصل الأمر للوزير الولائي الذي بدوره يريد أن يرفع رأسه لدى الوالي وربما يترنم الوالي مبسوط مني.
يا قوم إن تربية الأجيال هي عماد بناء الأمم وأي نتيجة غير حقيقية أشد من السرطان فتكاً بمستقبل هذه الأمة. أنا لا اتهم جهة بعينها بأنها باعتنا الترام وأعلنت نتائج لا يصدقها الواقع. وأعلم أن كثيرين مستعدون أن يقولوا: هذا كلام فارغ وهذا رجل لا يرى إلا نصف الكوب الفارغ هذا إن لم يذهبوا أكثر من ذلك ويقولوا تربية شيوعيين.
لا أريد تكذيباً ولا تصديقاً لدحض ما أوردت أن هذه النتائج فيها خلل في مكان ما ربما الامتحان، ربما المراقبة، ربما التصحيح، وعلى طريقة الأسئلة أو ربما كل ما تقدم صحيح.
قبل كل ذلك المقياس الجديد الذي أريده في بحث هذه المشكلة ليس تقارير ولا رداً صحفياً يبدأ بالآية: (إن جاءكم فاسق بنبأ)..... الرد الذي أريده متابعة المقبولين وتحصيلهم في السنة الأولى من المرحلة الثانوية ومقارنة ذلك بنتائجهم ودرجاتهم التي دخلوا بها المرحلة الثانوية.
أُريدها دراسة واسعة تشمل كل الولايات حيث إني لا أتهم ولاية بعينها رغم معرفتي بجرائم سابقة مماثلة حيث وصل إلى الثانوية من لا يعرف القراءة ولا الكتابة وحاصل على مجموع فوق 200 درجة.
مثل هذا التلميذ أول ما يحتقر سيحتقر كل من تسبب في غشه وإبلاغه بأنه ناجح ودخل الثانوية وفيها اكتشف أنه يحمل شهادة غير حقيقية. وعندها يبدأ المجتمع في فقد فضيلة الصدق، وهاك يا خراب أخلاق.
هذا مقياس لا تنازل عنه ربط النتيجة بتحصيل السنة الأولى ثانوي. وإن صح فمرحباً بمؤتمرات النتائج في كل القنوات وليس قناة واحدة. وإذا ما صح ما أوردته فأبعدوا المظاهر السياسية عن تربية الأبناء.

المطار الجديد لماذا؟

 
10-05-2015
في قناة اسكاي نيوز وفي شريط الأخبار قرأت خبرًا يقول مطار دبي في مارس عدد المسافرين كان 6.7 مليون راكب في شهر واحد 6700000 راكب سألت نفسي كم عدد مسافري مطار الخرطوم؟ لأقارن.
استعنت بصديق كان وكيلاً لوزارة الطيران وسألته بعد أن أوردت خبر اسكاي نيوز. وطلبت منه إجابة السؤال فقال: مليونا راكب في السنة. قلت: فقط؟ قال نعم وسرحنا في حديث طويل وكان سؤالي الآخر طيب ألا يفي هذا المطار لهذا العدد. قال من القوم من قال المطار يجب أن يكون بعيداً وليس في وسط المدينة.
قلت له يوم كنا صغارا أطفالاً في نهاية الخمسينات وبداية الستينات كان هذا المطار بعيداً عن المدينة الخرطوم ومازلت أذكر يقولون: خلاص قربنا للخرطوم وصلنا المطار ونسير مسافة حتى تبدأ الخرطوم لم تكن هناك احياء العمارات ولا الصحافة وقطعاً ولا أركويت.
وذكرت له أنه في بداية التسعينات أنشأت المملكة العربية السعودية مطاراً يبعد عن المدينة 60 كلم. الآن زحفت الرياض على المطار الجديد ولم يعد بعيدًا، لا جداً ولا غير جداً. ومجرد فكرة المطار الجديد جنوب ام درمان امتلأت صفحات الاعلانات بالأراضي التي حوله.
ومطار هيثرو الشهير في قلب مدينة لندن لدرجة انه يمنع فيه الطيران بعد الحادية عشرة لينام الناس. هذه الأمثلة ألا تكفي لهزيمة رأي أن المطار يجب أن يكون بعيداً.
ذكر لي الأخ الوكيل الأسبق بأن هناك دراسة محترمة خلصت الى ان هذا المطار يمكن ان يعمل عشرين سنة أخرى مع بعض التعديلات والتحسينات. وأن كثيرا من مساحة المطار الحالي مهدرة وتحتلها جهات لا علاقة لها بالمطار (وبدون أمثلة حتى لا يقوم علينا جماعة المصالح الخاصة).
طيب مجرد خطوات تنظيم وقرارات حاسمة واقتصاديين قلبهم على البلد يمكن أن يكسب هذا المطار مساحات جديدة ويكفي البلاد مزيداً من الديون (والصين لا تعرف إعفاء الديون).
هذا مثال لهوان المؤسسات العظمى على بعض الناس ولا محاسب، السكة الحديد، مستشفى الخرطوم الآن يبكيه الناس إلا الفاعلون. هل جشع وجوع ولاية الخرطوم للأراضي وراء هذه التحركات (عيب مش ح اقول المؤامرات ولا السمسرات).
عودة لمطار الخرطوم هل يمكن أن يعاد النظر في مشروع المطار الجديد والناقل الوطني يستأجر طائرة أو طائرتين.
بالمناسبة في طائرة اسمها بوينج 777 سعتها 450 راكبا متى سيكون لسودانير أسطول منها؟؟

اعمال واستثمار

أ
10-05-2015
في التلفزيون في زمن مضى كانت هناك نشرة أخبار سياسية وبعدها النشرة الجوية. بمرور الزمن أضيفت نشرة اقتصادية ولحقتها نشرة زراعية بعد إلحاح من المزارعين وهناك نشرات فنية وثقافية. المهم التلفزيون وجد نفسه مضطرا إلى إعطاء كل مناشط الحياة حقها من زمنه وليس احتكاره للسياسية والسياسيين أأقول البائسين؟ مش ح اقول.
في الصحافة صحف سياسية وأخرى رياضية (صراحة لم اقرأ في حياتي صحيفة رياضية ولا صفحة رياضة وآخر لاعب أعرفه جكسا وقاقرين لا تنسبوني لفريق، لست مع أحد منها جميعاً. ما تزعلوا كل ميسر لما خلق له) وظهرت الصحف الاجتماعية، وكل هذه في صعود وهبوط حسب الحالة.
أما الصحف والمجلات الاقتصادية رغم كثرة المحاولات في هذا المجال لم تصمد إلا إيلاف، خالد التجاني النور، حفظهما الله إيلاف وخالد. وتتعدد أسباب ضعف الإعلام الاقتصادي ربما منها أن أصحاب المال في شغل عن القراءة ومؤسساتهم لا تهتم بالدراسات نسبة لأن الاقتصاد تقليدي جداً ومعظم الشركات شركات أفراد وأسر وحكومة، وكل هذه لا حاجة لها بنشر أخبارها للعامة. أما إذا كان الاقتصاد بخير وشركات المساهمة العامة هي سيدة الموقف وسوق الأوراق المالية وهبوط وصعود الأسهم تصعد معه وتهبط أرواح لو كان ذلك كذلك لانتشرت ثقافة الاقتصاد ومتابعته كمتابعة نتائج المباريات.
قبل عدة شهور زارنا بصحيفة "الصيحة" أحد طلابي الذين درستهم في زمن مضى في السعودية المهندس عباس عبده مختار، يعرض علىَّ مشروعا همّ به وهو مخطوطة اقتصادية برؤية جديدة قلت له دعنا نشرك بعض الإخوة الحضور وكان الأخ رئيس التحرير الأستاذ أحمد التاي والأستاذ صلاح عووضة وشخصي وأدرنا معه نقاشاً حسبما جاد به عقلنا في تلك اللحظة، ومما أذكر أنه كان يريدها باللغة الانجليزية وقلنا له يجب أن تكون باللغتين العربية والانجليزية حتى تستهدف أكبر قدر من القراء.
الآن بالأسواق (تقرير أعمال واستثمار) مؤقتاً نصف شهرية وبعد قليل ستكون أسبوعية وهي 8 صفحات باللغة العربية وترجمتها 8 صفحات باللغة الانجليزية. فيها جهد علمي وصحفي على مستوى عال من التخصص صراحة هي ليست صحيفة عامة أي ليست للتسلية زبائنها كل كليات الاقتصاد وكل الشركات التي تعمل بعد دراسة وليس برأي الفرد مدير أو مالك.
في الأسواق تجربة اقتصادية جديدة في كل عدد تطرح ملفاً طرحا موسعا وبدراسات مثلاً العدد الأول كان الموضوع (تربية النعام في السودان ازدهار يلوح في الأفق) لم يترك شاردة ولا واردة ولا غنى لمستثمر جديد أو قديم في هذا المجال عنه.
في العدد الثاني الملف (قطاع الطيران في السودان الإقلاع رغم كل الصعاب) يفصل لكل تجربة الطيران في السودان ويقارن مع العالم شرقه الأوسط وأفريقيا والغرب (بالمناسبة أمريكا -5% بالسالب).
إلى جهات الاستثمار الفعلي والتصوري أو الاستثمار السياسي لا غنى لكم عن هذا التقرير.. والله الموفق.

السفر وفوائده



08-05-2015
في السفر فوائد كثيرة وليست محصورة بسبع فوائد، وقبل أن نذكر هذه الفوائد سرداً نشير إلى ما قاله الإمام الشافعي في فوائد السفر؛ حيث قال – رحمه الله رحمة واسعة -:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا *** وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تـفـريج هـم واكـتـسـاب مـعـيشـة *** وعـلـــم وآداب وصــحـبـــة مـاجـــد
فذكر خمس فوائد وهي: تفريج الهموم، فإن للسفر فسحة للنفس وإجماماً لها، وذكر طلب الرزق وهو الضرب في الأرض، وذكر طلب العلم النافع ثم تحصيل الآداب فإن السفر سمي سفراً لأنه يُسفر – أي يظهر – أخلاق الناس، وذكر صحبة كرام الناس فإن السفر يُوجد الفرصة بصحبة الأخيار ومخالطتهم.
ومن فوائد السفر: استجابة الدعاء، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ: دعوة المظلوم، ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر) رواه الترمذي.ومن فوائده: الخبرة في الناس ومعرفة أخلاقهم، وهذا يُعبَّر عنه بتجربة الناس.
فهذه سبع فوائد ، ومن فوائده أيضاً صيانة النفس من الذل، فإن الإنسان قد يقيم بأرض يُذل فيها فيسافر طلباً لعزة نفسه، بل وأعظم من ذلك الهجرة من ديار الكفر إلى ديار الإسلام كما كان ذلك أيام النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان المسلمون يهاجرون من أرض الكفر إلى أرض الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه أبو داود في السنن.
ومن فوائد السفر النسك والعبادة كالسفر إلى الحج.إذا علم هذا؛ فإن فوائد السفر فوق ذلك، والمقصود الإشارة والتنبيه وليس الحصر.
أن كثيراً من الناس يُخطئ في فهم هذه الفوائد، فيظن أن السفر يحققها بمجرد حصوله، وليس الأمر كذلك؛ فإن السفر ليس مقصوداً لنفسه بل إن السفر مقصود لتحصيل المصالح الدينية والدنيوية، فمتى كان السفر محصَّلاً للمصلحة المعتبرة كان مطلباً حسناً وإلا لم يكن كذلك، وبيان هذا أن نعلم أن السفر تشمله وتعتريه الأحكام الخمسة:
1 فيكون مباحاً إذا قُصد به أمر مباح كطلب الرزق وتحصيل المعاش.
2 ويكون مستحباً إذا قُصد به أمر مستحب كالخروج إلى الحج المستحب بعد حج الفريضة، وكشد الرحال إلى المساجد الثلاثة (المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى)، ونحو ذلك من الأمور المستحبة.
3 ويكون واجباً إذا قُصد به أمر واجب كالسفر إلى فريضة الحج، وكالهجرة من ديار الكفر إلى بلاد المسلمين.
4 ويكون مكروهاً إذا قُصد به أمر مكروه، وقد عدَّ طائفة من أهل العلم السفر من أجل اللهو من السفر المكروه.
5 ويكون حراماً إذا قُصد به أمر محرم كمن يسافر لطلب الفواحش والمحرمات والعياذ بالله تعالى.
إذا ثبت هذا؛ فإن السفر قد جاء بيان حاله أتم البيان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نَهْمَتَهُ فليعجل إلى أهله) متفق على صحته.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن السفر بدون حاجة من المكروهات، وأن المطلوب المستحب أن يبادر الإنسان إلى الإقامة عند تحصيل غرضه من السفر، فهذا هو القول الفصل الذي جاء عن النبي صلى الله عليه في السفر وهو أفضل ما يتعلق به المؤمن ويعمل به.
(منقول بتصرف)

الاسمنت في الحالتين أنا ضائع

 
07-05-2015
لماذا يفرح الناس بالإنتاج المحلي؟ لماذا توضع الإستراتيجيات لتوطين الصناعات محلياً؟
قبل عقدين من الزمان كان استيراد الأسمنت كبيراً ويستورد بكميات كبيرة ويحتاج ترحيله إلى أساطيل نقل ضخمة، وكل ذلك ينعكس على سعره غلاءً، وغلاء مدخلات البناء ينعكس على أسعار المباني والإيجارات.
بعد هذه المسلمات قبل بضع سنوات وصل طن الاسمنت 500 جنيه وقتها طالت البلاد نهضة عمرانية وصلت حتى القرى وتغير شكل المباني وبدأ الناس يعمرون رأسياً وكثير من الذين بنوا في ذلك الوقت استخدموا الاسمنت والسيخ وتطور شكل المباني حتى في القرى وكاد يختفي البناء بالطين وخفت صوت أسعار الأراضي وما عاد الناس يشكون ضيقاً وكل ذلك بالتوسع الرأسي.
الآن طن الاسمنت في حدود 1300 جنيه ويتفاوت السعر من مكان لآخر حسب البعد والقرب من الأسواق والمصانع. مع ارتفاع في أسعار السيخ، ولهذين السببين وأسباب أخرى انتكست النهضة العمرانية وصارت مقصورة على الميسورين فقط. في خاطري سؤال هل من جهة حكومية ترصد هذه التحولات وتدرس أسبابها؟ أم نحن في بلاد لا تعرف إلا الانتخابات استحقاق دستوري، والميرغني عائد قبل رمضان، والترابي وكمال عمر والصادق ومريم.
توطين الصناعات محلياً لا يفرح المواطن إن لم يجد له أثرًا في حياته. كم فرح الناس بمصانع الاسمنت التي قامت في السنوات الأخيرة، أسمنت عطبرة، اسمنت التكامل اسمنت ربك، وهلمجرا. وإذا ما سألت أصحاب هذه المصانع لماذا أسعار الاسمنت مرتفعة مطوا شفاههم طويلة اسأل الحكومة كم تضع عليه من الضرائب واسأل المحليات كم تضع عليه من رسوم واسأل أيضاً عن أسعار الوقود لتعرف لماذا الاسمنت بهذا السعر الخرافي؟
الحكومة الاتحادية عندها مؤسسة اسمها صندوق الإعمار حق غلام الدين كما يقولون والولايات عندها إسكان شعبي. كل ذلك لتوفير المسكن للمواطن. إذا سألنا كم أنجزت هذه الصناديق وبأي نسبة حلت المشكلة؟ لا أريد أن أتسرع وأختلق ارقاماً ربما يجيبون. لكن المشاهد أن أداء هذه المؤسسات ضعيف جداً ولا يفوز به إلا قليلون وأحياناً لا يكونون في حاجته ولكن الظروف السمحة هي من أوقعته فيهم.
أتمنى أن تقارن الحكومة بين ما يعود عليها من ضرائب ورسوم من مواد البناء جميعها وتقارنه بمردوده على المواطنين إذا ما رفعت يدها الثقيلة الملطخة بالضرائب والرسوم ولا نطالبها بدعم أبداً تقارن بين هذا ومؤسساتها التي صنعتها لحل المشكلة.
بالمناسبة العائد على الحكومة من الضرائب والرسوم وكبره هو الذي يؤدي إلى زيادة الصرف الحكومي ورفاهية السياسيين ويضاعف من مصائب المطالبة بتقسيم الثروة وهذه ليست ثروة حقيقية إن هذه الضرائب والمكوس المفروضة على الضعفاء تذهب لمتعة السياسيين. وتضاعف الهبل السياسي.
أمنيتي أن تدرس جهة هذه المسألة دراسة جادة وترفع توصياتها لمتخذ القرار لنقرأ يوماً. (إعفاء مواد البناء من كل الضرائب والرسوم).
ربما هناك رجل رشيد

اجتماع المواصلات وما لم يُقل

 زائر
06-05-2015
سأبدأ بالخبر (الخرطوم: أعلنت حكومة ولاية الخرطوم عن خطة شاملة لمراجعة حزم النقل والمواصلات بالخرطوم وتفعيلها خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدة وصول "6" من قطارات المواصلات لتشغيلها في المرحلة الأولى، بالإضافة إلى وصول البص النهري رقم "3"، مؤكداً اكتمال المراسي النهرية الـ"5" خلال أسبوع.
يمضي الخبر: وقال الخضر إن خطة النقل العام تستخدم "20138" حافلة صغيرة، و"649" ميني بص و"419" من البصات الكبيرة، وأشار إلى أن الاجتماع وجه بالإسراع في إجراءات صيانة البصات التي ستدخل في هذه الحزمة وكشف عن تركيب "200" محطة بص مؤكداً العمل في "600" محطة أخرى فضلاً عن "350" علامة توضح خطوط السير. وقال إن الاجتماع وجه بإلزام الحافلات بالخطوط المحددة لها بـ "الاستيكر."
من يقرأ الخبر يخيل إليه أن جميع سكان ولاية الخرطوم في حالة حراك.
أنا من جيل ركب في سبعينات القرن الماضي بصات المرسيدس الصفراء منسوبة لرجل الأعمال عبد اللطيف أبو رجيلة. وكانت قبلها بصات بلوبيرد. هذه البصات حلت مشكلة المواصلات في سبعينات القرن الماضي وبقرض من البرازيل وصل العام الماضي بفوائدة المتراكبة 44 مليون دولار. واتكسرت وانتهت وبقي الدين المركب. لو فتح الله على (مايو) حينها وبدل البصات عملت مترو أنفاق أو فوق الأرض لما بقيت أزمة المواصلات هاجس كل حكومات الخرطوم المتعاقبة. كل هذه البشريات التي خرج بها اجتماع السيد والي الخرطوم هي حزمة مسكنات وليست حل مشكلة اللهم إلا النقل النهري والقطارات الجديدة أما البصات الكبيرة والمتوسطة والميني هذا تكرار إعادة حلول ثبت فشلها.
وكل هذا كوم وما لم يتطرق إليه اجتماع الوالي هو النزوح إلى الخرطوم إلى متى؟ ولماذا؟ وكيف يوقف؟ دون دراسة ودون قسم يمكنني أن أقول نصف النازحين إلى العاصمة في ربع القرن الماضي لو وجدوا خدمات في ولاياتهم لما نزحوا إلى العاصمة ولما احتاجت العاصمة إلى 70% من القمح المستورد وملايين الأمتار المكعبة من الماء.
لا بد من دراسة علمية لتجيب على سؤالين اثنين، كما يقول جماعة الجزيرة في برنامج ما وراء الخبر. السؤالان المطلوب الإجابة عنهما كيف نوقف النزوح إلى الخرطوم والثاني كيف نعيد نازحي الخرطوم من حيث أتوا؟
لا يمنع الإجابة عن هذين السؤالين من المضي في المسكنات فوسط الخرطوم والناس وقوف في انتظار المواصلات يقطع القلب إلى حد البكاء بالدموع والغريب أن كثيراً من أصحاب السيارات الخاصة فقدوا الإحساس بمن حولهم وتجد أحدهم وحيداً في سيارة، والناس بالعشرات على جنبات الطريق ولا يخطر على باله حمل بعضهم وهم في طريقه لا يكلفونه إلا دقيقة أو دقيقتين يمكن أن يقفها في أي إشارة مرور.
شكراً والي الخرطوم على هذه البشريات ولو مد الله أيام ولايتك على هذه الولاية خلد اسمك فيها بمترو أنفاق حديث، وابحث لجامعة النيلين غير هذا المكان وهذا وحده كفيل بتحسين وسط الخرطوم.
 

الثلاثاء، 5 مايو 2015

وصفة للولاة الجدد

  

05-05-2015
بدأ الحديث عمن هم الولاة الجدد؟ وكيف سيختار الرئيس الولاة الجدد؟ لا أريد أن أسأل عن هل ستكون القبيلة من مواصفات الوالي، وهل يجب أن يكون الوالي من نفس الولاية؟ وهل يستشير الرئيس مجالس الحزب (القيادية) أم سيستشير الجهات الأمنية؟ أم سيعود لقواعد الولايات أعطونا خمسة أسماء وخلوا الباقي علينا لنختار منهم واحداً.
كل هذا جُرب والمثل يقول (المُجرَّب لا يُجرَّب) إلا إذا ... بلاش خلونا في الولاة. يبدو أن المشكلة ليست في الأسماء ولا طريقة الاختيار المشكلة في توصيف مهام الوالي وما هو مطلوب منه إما أن تختار شخصاً بلا أهداف واضحة وكل يستعمل ما جاد الله عليه به من مواهب ليدير ولايته. مثلاً موهبة بعضهم الخطابة ويظل (يحلقم في الجموع) إلى أن تنتهي دورته او تُنهى باستدعاء ليقدم استقالته وهو يحلقم. وموهبة آخر الدهاء والكيد بين الناس ليبقى أطول فترة ممكنة ومثل هذا عندما يغادر الكرسي يكون قد جعل من الولاية بؤر لهب تحتاج سنيناً لتنطفئ. وآخرون لا يحركون قلماً إلا بعد أن يبحثوا ما الذي يرضي الجماعة الفوق. ومن الولاة من يستعين بالقوى غير المرئية ليبقى أكبر عدد من الحجبات عفوًا عدد من السنوات.
أحلم بأن في القوم رجل رشيد يحمل المؤتمر الوطني بوضع (روشتة) للوالي حبة صباح حبة بعد الظهر حبة قبل النوم. مواصفات الوظيفة هي ما تبدأ به المؤسسات التي تعرف ما تريد.
الأخ الوالي الجديد في أي ولاية كانت عليك بدراسة حالة الولاية مكوناتها البشرية وليكن كل شيء بعلمية لا تسمع من العامة واللاصقين في مكاتب الحكومة على مر الحكومات المتعاقبة هؤلاء أس البلاء في كل الولايات. الاستعانة بالعلماء والبحوث وتقارير الجهات الأمنية.
الأخ الوالي الجديد عدد الظهور في نشرات الأخبار وكثرة الحشود ولملمة الأطفال وتصاعد الغبار لا ينجيك من سؤال يوم القيامة ماذا فعلت لرعيتك هذا إن لم يضاعف لك الأسئلة السالبة لمَ عذبت هؤلاء وكم صرفت على هذا المنشط التافه. ثم أدر عينيك في كل دول العالم المتخلف منها والمتحضر هل فيهم من يمارس عادة تجميع الناس والحديث إليهم مباشرة في هجير الشمس للعامة وللـ VIP داخل صيوان وعشرات من السيارات تحيط بالمكان وماكيناتها تدور لتظل السيارة باردة عند عودة صاحبها إليها.
الأخ الوالي الجديد عدد الطلعات التي يسجلها موظفو مكتبك ليست انجازا ولا تنمية والتنمية الجد ما يعود على مواطن الولاية بالنفع فلا تضيع وقتك ووقت رعيتك في اللملمات والغناء والرقص أو العرضات.
بعد ذلك اختيار المعاونين ولو كان لنا نغير في الواقع فانت لا تحتاج الا لثلاثة فقط مالي ، واداري و قانوني وكل هذا الكومبارس بدع ليزيد المتكسبين من السياسة والذين لا صنعة لهم. الحديث يطول ولكن المساحة خلصت فقط خذ هذه.
كل من مد عنقه لوزارة اطرده.

سيخ على كيفك

 
04-05-2015
الحديث اليوم ليس عن طائفة السيخ الهندية، ولكنه حديث عن مواصفات السيخ السوداني.
نبدأ، من يراقب سوق الحديد في البلاد؟ مسؤولية من مواصفات الحديد تحديداً حديد البناء؟ مصانع الحديد المنتشرة والتي تملأ الشاشات بالإعلانات التجارية، وغيرها مصانع كثيرة من صغرها وانتشارها في أماكن منزوية تشك أنها قامت (بروس)، وهنا لابد من شرح كلمة بروس، البروس يا أبنائي الشباب النبات الذي يقوم دون أن يزرعه مزارع يعني بذرة موجودة سلفاً في الأرض يأتي المطر وتنبت من غير نظام وبلا رعاية (أها وضحت نمشي)..
إذا دخلت سوق السجانة وسألت كم عدد السيخ في طن الحديد 3 لينية مثلاً (وبالمناسبة اللينية دي وحدة منقرضة متى نحسب بالمليميتر؟) إذا سألت عن عدد سيخ الطن لن تجد إجابة واحدة من قائل 46 سيخة، وربما تجد إجابة 50 سيخة وربما يصل الى 56 سيخة علماً بأن الطول موحد وهو 12 متراً. مما يعني مساحة القاعدة أو سماكة السيخ ليست موحدة، وهذا خلل كبير يؤدي إلى مشاكل في البناء كبيرة ربما يتسبب في تصدع المباني إن لم نقل انهيار العمارات.
هذا الخلل في مواصفات السيخ من المسؤول عنه، وزارة الصناعة التي منحت هذه المصانع رخصاً، وهل من شروط الوزارة لهذه المصانع أن تحدد لها وحدة جودة تجيز كل منتج حسب المواصفة التي تحددها هيئة المواصفات والمقاييس. إن لم يكن كذلك واكتفت وزارة الصناعة برسوم رخصة المصنع وزيادة الحوافز الرماد كال حماد.
هل يعقل أن تعمل هذه المصانع دون ضبط جودة ولا مراجعة، يعني من الفرن إلى السوق؟ في أي بلاد الله يحدث هذا غير سودان البدو هذا؟ من يتحمل ضبط المنتج الصناعي، وهذا ما بدا لنا من سلعة واحدة كيف بقية السلع، هل كل مصانعنا تعمل بدون ضابط جودة ولا مواصفات؟
ما ذنب الزبون الذي حسب أن (كل المدردم ليمون) وذهب للسوق ليشتري بالعدد وليس بالوزن؟ ذنب هذا على من يا وزير الصناعة إذا ما انهار بيته بعد سنة أو تصدع.
سؤال اتحاد المهندسين واتحاد المقاولين هل سألوا أسئلتنا أعلاه؟ وما الإجابة كيف يختلف عدد سيخ الطن الذي هو بنفس الطول حديد نحيف وحديد سمين سنة الله في خلقه مش كده؟
إذا ما جاء سيخ مصر عبر المعبر الجديد مستغلاً الكوميسا هل ستصمد مصانع الحديد؟ أم سيعزفون سيمفونية حماية المنتج المحلي وتبدأ الولولة واللولوة؟
بمناسبة هذا المعبر الجديد بين مصر والسودان خريطة السوق كلها تحتاج مراجعة وليس الحديد فقط كهرباء رخيصة وعمالة رخيصة في مصر والعكس في السودان هذا إن لم نذهب لما تضعه الدولة من ضرائب ورسوم على منتجاتنا المحلية.
بلاش هرجلة سياسية الاقتصاد هو الأولى بالعك.

100 مليون دولار خيش

  
03-05-2015
المستفيدون من التخلف هل يمكن القضاء عليهم؟ وأيهما أسهل القضاء عليهم أم على التخلف؟ لا شك أن الحرب على التخلف سلاحها العلم.
كتبت في مارس عن نجاح موسم القمح في مشروع الجزيرة وأعقبته في أبريل بـ (القمح وسوء الخاتمة)، وكان الأخير بسبب ما وجد الحصاد من عقبات في نوعية الحاصدات وقلتها ورداءة بعضها وسوء توزيعها وابتزاز القائمين عليها للمزارعين، ولم يكن الترحيل بأحسن حالاً من الحصاد، وكلاهما قتل أو كاد يقتل فرحة المزارعين.
أقتبس لكم من موضوع القمح وسوء الخاتمة هذه الفقرة (ومن الآن يجب تغيير طريقة الحصاد وأسلوبه ولابد أن تختفي هذه الحلقة بإدخال تقانة حصاد من المزرعة إلى الشاحنة قمح سائب لا جوالات ولا عتالة ولا ترحيل ولا ابتزاز.
جاهزون لمتابعة المقترح مع الجهات غير المستفيدة من التخلف). في قناة النيل الأزرق إف إم في سبتها البوني استضاف الأستاذ صلاح حسن مدير عام البنك الزراعي وتطرقا لعدة مواضيع والعبارة أو القنبلة التي فجرها الأستاذ صلاح أن 500 ألف فدان قمح في مشروع الجزيرة تزرع بطريقة علمية تكفي حاجة البلاد من القمح. (الحمد لله رب العالمين أن جاءت الشهادة من خبير محايد).
بعد الحلقة اتصلت على الأخ صلاح والذي بشرنا بأن الحصاد العام القادم سيكون مختلفاً جداً وطرحت عليه سؤالاً عن الخيش بكم يستورد السودان من الخيش، ولعلمكم وظيفة خيش القمح هو حمل القمح من الحواشة إلى المطحن فقط. هل تصدقوا أن هذا السودان الما عنده وجيع يستورد خيشاً بمبلغ مائة مليون دولار سنوياً. 100 مليون دولار شوالات!! (والشيء بالشيء يذكر، انتو مشروع الكناف بقى عليهو شنو؟ كم جوال أنتج)؟
البديل حمل القمح سائباً من الحواشات إلى الصومعة، ولكنكم لا صوامع لكم. هل تصدقون أن هذه المائة مليون دولار يمكن أن تنشئ سبع صوامع سعة الواحدة 100 ألف طن قمح. من يخطط لهذا الاقتصاد المقاولون والسماسرة؟
من هنا نقول لن نرجع للوراء وقدما مع العلم والعلماء والمخططين الحادبين على المصلحة العامة. وعلى وزارة المالية أن تحسبها صاح وتحول هذه المبالغ المهدرة في استيراد الخيش وتحول هذا البند إلى بنى تحتية صوامع في المناقل ومدني والكاملين أو المعيلق حسب دراسات المختصين.
ها هو مدير البنك الزراعي، جزاه الله خيراً، يبشرنا بحل مشاكل عدة حلقات التمويل، الحصاد والتسويق. طبعاً لابد من معرفة أعداء كل مرحلة والمستفيدون من التخلف والمستفيدون من قوة الحكومة كل هؤلاء لابد من وضعهم تحت السيطرة ولو اضطر الأمر لتدخل قوات الدعم السريع.
وأسوأ ما في مشروع الجزيرة شخصنة القضايا جماعة فلان وجماعة فلان وعلان. هل ستتحقق الأمنية وننعم بموسم قمح وفير وقمح لا تمسه الأيادي من السنبلة إلى الصومعة لا عتالة ولا سماسرة حصاد ولا مبتزي ترحيل.
نسأل الله ذلك.

مخالفة دورية مرور سريع

  
30-04-2015
سعة الصلاحيات عند دوريات المرور تحتاج فهامة. إليكم ما حدث لي (طبعاً يحدث مع آلاف غيري) صبيحة الإثنين 27/4/2015 عند محطة تحصيل رسوم الطرق القومية في أبو عشر حوالي الساعة الثامنة صباحاً. سيارة شرطة مرور سريع تقف في ظل المحطة وشرطي يحمل ورقة في يده ويوقف بعض السيارات ويترك بعض. فهمنا بعد ذلك أنه يتصيد السيارات التي ظهرت على اللاب توب الذي في سيارة الدورية متجاوزة السرعة المقررة على السيارات. الملاكي مسموح له بسرعة 90 كلم/س فقط أو بالضبط، وكأنه سيارة ديجتال يضبطها صاحبها على سرعة معينة لا تتعداها أبداً، وليس سرعتها برِجل بشر يمكن أن تزيد كلم أو اثنين أو خمسة وتعود. كل هذا سنعود إليه.
كنت من جملة الموقوفين وجدت أمامي عدداً من الأشخاص يترجون الشرطي الذي بالسيارة بأن100 جنيه أمر صعب عليهم ويحكون ظروفهم ويطالبونه بالسماح أو إيجاد حل لمصيبتهم.
بالمناسبة ليس بالسيارة ضابط وكان قراراً مشهورًا يقول أن لا تكون دورية مرور إلا بقيادة ضابط. الشرطي تخفيفاً على المحتجين قال خلاص ادفع خمسين، دفع أمامي أحدهم خمسين جنيهاً رماها الشرطي جنبه وهرول صاحبها مبسوطاً وذهب، جاء دوري عرض عليّ الشرطي صورة سيارتي على شاشة اللاب توب: دي سيارتك؟ قلت: نعم قال عليك مخالفة رادار. كم سرعتي عند التصوير قال 95 كم/س قلت يا أخي هذا خطأ بسيط ليس بيني وبين المسموح به غير 5 كم ولابد في القانون متسع لهذه التجاوزات البسيطة. لا القانون قال 90 فقط. طيب الحل قال ادفع خمسين جنيه قلت باستغراب بدون إيصال؟ قال لا نجمع كل اثنين ونديهم ايصال واحد تخفيفاً عليكم (في سري قلت يا عيني طيب ما تجيب ايصالات ابو خمسين).
المهم دفعنا أنا وجاري في باب البوكس كل واحد خمسين وقال اتفقوا نكتب الايصال باسم منو فيكم؟ وكان باسمي ورقمه 0179367 بتاريخ 27/4/2015م.
نسأل عن سعة الصلاحيات في الدفع التي خفضت الغرامة إلى النصف وليست هناك صلاحية في السرعة ولو كيلو واحد من يصدق هذا.
نخرج من الحالة الخاصة ونسأل قادة المرور هل تحقق مثل هذه الدوريات أهدافها؟ وسائقو البصات السفرية الضخمة يحفظون أماكن الرادار ويسيرون بسرعة فوق 100 كلم/س ولا يسألهم أحد. صراحة لا أدري هل هو حفظ أماكن الرادار أم مهارات وخبرات أخرى التي تجعلهم يسيرون بهذه السرعة.
ثانياً أجهزة هذه الدولة كيف تعمل؟ ما دام ليس في النية توسعة الشوارع كما في كل بلاد الله لماذا لا تفرض مواصفات على السيارات المستوردة والمحلية أن تكون أقصى سرعتها خمسة كلم/س. طيب أو تزود بأجهزة ضبط سرعة بحيث لا يترك تحكم السرعة للرِجْل البشرية.
نطالب قادة المرور برقابة آلية مركزية لا تمسها يد بشر؟ هذا إن كان هدف المرور السلامة وليس أي شيء آخر.

التحية لثورة التعليم العالي

 28-04-2015
في ثمانينيات القرن الماضي زميل عمل في السعودية حدثنا عن التحاق ابنه بتخصص جديد ليس في دولة عربية غير الأردن، هذا التخصص هو هندسة المعدات الطبية. الدافع إليه تقدم الطب وكثرة الأجهزة الطبية المتجددة دائماً مما يتطلب تخصصاً دقيقاً متفرعًا من الهندسة الكهربائية وربما يمزج بينها والهندسة الميكانيكية (هذا من عندي إذ لم أقف على ما يدرسه هؤلاء المهندسون).
قبل يومين تعطل جهاز الموجات الصوتية بمستشفى اللعوتة، طبعاً كثيرون تبادر لأذهانهم سؤال: هو بالله أجهزة الموجات الصوتية وصلت حتى مستشفى اللعوتة؟ نعم وأجهزة أخرى وطاقم كبير من الأطباء والكوادر الصحية وكلهم من أبناء هذه القرية الرائع أهلها يقومون بواجبهم المجتمعي خير قيام. بعد عون متتابع من أهل القرية ووزارة الصحة بولاية الجزيرة ووزارة المالية بولاية الجزيرة والتأمين الصحي.
ليس هذا موضوعنا، الموضوع أن يتعطل جهاز الموجات الصوتية ما الحل؟ بسيطة والحمد لله اليوم جمعة هل يوجد في قرية اللعوتة مهندس معدات طبية، نعم، مهندسان وليس واحداً م. علي أحمد علي، وم. ماريا بشير محمد أحمد، وكلاهما تخرج في جامعة السودان، جاء المهندسان وفكا الجهاز وحددا العطل وفي اليوم التالي كان الجهاز جاهزاً للعمل والحمد لله. هما يعتبران أنهما لم يفعلا إلا الواجب. شكرنا لهم بلا حدود وفخرنا بهم بلا حدود أيضاً ونسأل الله لهما التوفيق.
ولكن لنبعد عن الحالة الخاصة قليلاً ونقف على محاسن ثورة التعليم العالي التي وجدت من النقد ما يهز الجبال بنظرات ضيقة لا ترى إلا من زاوية الكمال، وهو شيء حميد ولكن في كل شيء واقتباساً من الفقهاء ما لا يدرك كله لا يترك جله. أعني إذا لم يكن الكمال في مقومات إنشاء جامعات بمواصفات عالية لا يعني أن نصبر وأن ينتظر الطلاب في الرصيف إلى أن تكون الجامعات كلها بمواصفات جامعة كذا (إذا قلت الخرطوم هل أكون منصفاً؟).
إذ أعنون لهذا المقال (التحية لثورة التعليم العالي) أعني ما أقول وخيرها أكبر من شرها وليستمر التجويد جنباً الى جنب مع التوسع في القبول ولا يمنع أحدهما أحداً تطويراً مستمراً. ومن ثمرات ثورة التعليم الكثيرة أن صار مثل هذا التخصص متوفراً في القرى ولا تشد إليه الرحال وليس حكراً على العواصم وأبناء الأحياء الراقية.
ولابد من تحية جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا هذه الجامعة المفخرة التي أنشأت هذا التخصص منذ 1996 م ولم تقصر جامعة الجزيرة (الخاتية القول) أن تبعتها في هذا التخصص ولو بمسمى آخر في النهاية هناك جامعات تعي دورها تماماً وتسد الثغرات وتحترم الجامعة العجوز الجميلة ومستحيلة العصية على التطوير.
التعليم والتعلم هما الخير كله.
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).

دراما برلمانية

 
27-04-2015
دعونا نتخيل أن المرشح (ع ف م ي) ترشح في الدائرة 4 ربك القومية بولاية النيل الأبيض أي ليكون عضواً في المجلس الوطني أو البرلمان القومي تحت أي حزب فليكن الاتحادي جناح (أي واحد هو بقي عنده كم جناح أنا عارف جناح كانت تستعمل لحزب الأمة جناح الصادق وجناح الإمام. لكن عندما تصبح الانشطارات كبيرة سنبحث عن الريش وليس الأجنحة فالملائكة لها أكثر من جناحين) .
افترضنا أن المرشح (ع ف م ي) لم يكن متأكداً من الفوز وهو مُصر على أن يصبح نائباً في البرلمان القادم. فكر وقدر مرتين وراقت له فكرة أن يترشح في دائرة ثانية، فلتكن الدائرة 16 الحوش القومية بولاية الجزيرة وإن وجد وقتاً سيترشح في ثالثة. طبعاً على حسب علمه قانون الانتخابات لا يمنع الترشح مرتين ولكن يمنع التصويت مرتين وأُمال حبر المرشحين وينو؟ لو كان ممنوع الترشح أكتر من مرة.
الفكرة سارت كما يجب لم يعترض أحد على ترشحه مرتين وألصق ملصقاته وأدار حملته الانتخابية بكل عدل كل يوم لدائرة كما يفعل زوج المرأتين. انتخبوا مرشحكم القوي (الأمين) (ع ف م ي) وسيكون خير خادم لكم.
قبل أن تظهر نتائج الانتخابات هناك عدة احتمالات أولها أن يفوز السيد (ع ف م ي) في الدائرتين حكاية الاحتفال بالفوز مقدور عليها يوم هنا ويوم هناك المسافة ليست بعيدة بين جنوب الجزيرة وعاصمة النيل الأبيض ربك. لكن الإشكال سيدخل قاعة البرلمان ويجد اسمه في مقعدين ولست أدري كيف ترتب المقاعد داخل المجلس أبجدياً أم جغرافياً إن كانت أبجدية ما في مشكلة سيكون له مقعدان متجاوران يمكن أن يضع عمامته ومركوبه على واحد من المقعدين ويجلس في الآخر. أما إذا كانت توزع جغرافيا فسيتعب الرجل حيث يجلس كل يوم من أيام جلسات المجلس في مقعد، والحمد لله أنه مرشح باسم حزب واحد وليس باسم حزبين، إذاً آراؤه ستكون متجانسة في أي المقعدين جلس، معبرة عن رؤية حزبه وبرنامجه الانتخابي واستراتيجية الحزب المتفق عليها منذ أن عقد مؤتمره العام قبل سبعين سنة.
وإذا ما فاز في دائرة واحدة ولا يعلم العامة أيهما هي فسيتعب الرجل حيث سيكون ممثلاً لناخبي الدائرتين وكل يطلب منه أن يقدم لهم خدماته وتوصيل أفكارهم في إدارة شؤون البلاد.
وإذا لم يفلح في أي من الدائرتين ستقول المفوضية لم نشغل أنفسنا بترشحه في دائرتين لأننا نعلم أنه لن يفوز في أي منهما علشان كده ما اشتغلنا بيهو كتير ويحاسبو ربه. "بس كلفنا حبر وورق ورمز زيادة". ما لم نقف عليه بعد هل كان له نفس الرمز في بطاقة الانتخابات أم رمزين مختلفين؟
(ع ف م ي) عضو تفتيحة في مفوضية تفتيحتين.

الواتساب نعمة أم نقمة؟

 
25-04-2015
الشاعر بشار بن برد منعه الخليفة من الغزل. فكتب
يَا مَنْظَراً حَسَناً رَأيْتُهْ من وجه جارية فديته
لَمَعَتْ إِلَيَّ تَسُومُنِي لعب الشباب وقد طويته
وتقول: إنك قد جفوتَ وَكُنْتَ لِي شَجَناً حَوَيْتُهْ
فأريد صرمك تارة وَإِذَا ارْعَوَى قَلْبِي نَهَيْتُهْ
وَأرَى عَلَيْكَ مَهَابَة وَيَحِلُّ ذَنْبُكَ لَوْ بَغَيْتُهْ
ثم اعتذرت من الصدود فمَا سخطْت وما ارتَضَيْتُهْ
يا سلم طاب لك الفؤاد وعزَّ سخْطكِ فَاحْتَمَيْتُهْ
والله رب محمدٍ ما إن غدرتُ ولا نويته
أمسكت عنك وربما عرَض البلاء ومَا بغيْتُهْ
إِنَّ الْخَلِيفة قَدْ بغى وَإِذَا أبى شيْئاً أبَيْتُهُ.
وها نحن وقد أبى الخليفة وما ترك لنا إلا نسأل هل تطبيق الواتساب على الانترنت نعمة أم نقمة؟ عرضت السؤال على طالبة بالقرب مني وكانت إجابتها الاثنين معا نعمة ونقمة. أي الإفراط في استخدامه مصيبة إذ يهلك الوقت هلاكاً، وفي نفس الوقت مفيد في ربط الأفراد والجماعات، يربط مجموعة العمل الواحدة ربطاً بدون تكلف ويخلطون فيه بين الجد والهزل. والواتساب صار نشرة أخبار مستمرة لا تنتظر رأس الساعة كما جرت العادة في القنوات والإذاعات. وربما تصغر دائرة الواتساب في مجموعة الأسرة الواحدة ويتواصل أفراد الأسرة ويعرفون أماكن بعضهم البعض وأخبار أفراد الأسرة وتحركاتهم.
كل ذلك مما يحسب في منزلة الاستعمال الموجب للواتساب. أما إذا بدأنا نعدد في الاستعمال السالب للواتساب من ترويج لأخبار كاذبة وتشويه سمعة أفراد أو جماعات فلن تسعه صفحات كل هذه الصحيفة.
أما الفيديوهات والصور فهنا المصيبة الكبرى فهي مهلكة للذاكرة والذكرى. ولكن يمكن أن يحسب له بنقل المواعظ والإرشاد والتذكير بقصص ونشرها على نطاق واسع أي مركز دعوة متحرك وعلى نطاق واسع وبدون تكاليف تذكر وكل ذلك يعتمد على أعضاء المجموعة واحترامهم لبعضهم وما يربطهم من روابط مهنية أو صداقات أو أصحاب المهنة الواحدة لينقلوا خبرات بعضهم بعضا.
أما إذا كانت المجموعة مجموعة أهل أو قبيلة أو باختصار يمكن أن نقول حل محل جمعية أبناء كذا. ولا يحتاجون لأجرة دار ولا كتابة يافطة ولا رسوم اشتراك يمكن أن يجتمعوا في هذا الواتساب وكل يدلي بدلوه ويقول ما عنده ويخرجوا باجتماع ناجح.
لذا الواتساب لمن يعرف أن يستخدمه في وقت محدد ولأغراض محددة مفيد وموجب أما إذا ما أخذ من الوقت أو استنزف كل الوقت فتلك المصيبة.
أحقا أن كبيراً قال لو ما نكات الواتساب، كنا طرشقنا؟
.

لسودان الأول


22-04-2015
دعونا نرفع رؤوسنا عاليةً مفاخرين بهذا الإنجاز العلمي. إلى الخبر (وقّعت كلية الطب جامعة الخرطوم والكلية الملكية البريطانية للجراحين في "إدنبرة" اتفاقية تم بموجبها اعتماد السودان أول مركز عالمي لامتحان الجزء الثاني بتخصص الجراحة بمركزها في سوبا، وذلك بحضور رئيس الجمعية الملكية للجراحين في بريطانيا، مدير جامعة الخرطوم، عميد كلية الطب، وعدد من الأطباء والأساتذة في كلية الطب.
وتشير "التيار" إلى أن تأسيس كلية الجراحين الملكية في إدنبرة يرجع إلى سنة 1505، عندما أسس جراحو إدنبرة ما سمي بالنقابة المهنية في إدنبرة (بالإنجليزية: Craft Guild of Edinburgh) والتي منحها الملك جيمس الرابع ملك اسكتلندا ميثاقاً ملكياً سنة 1506، ويعدّ الأمير فيليب، دوق إدنبرة هو راعي الكلية الحالي، وتمنح الكلية شهادة عضوية الكلية الملكية للجراحين، وشهادة زمالة الكلية الملكية للجراحين.(
كان في قريتنا رجل صاحب لواري بدفورد لا يعرف من اللغة الإنجليزية إلا ثلاث كلمات (Made in England) إذا وجد هذه الكلمات على العلبة اشترى قطعة الغيار وإلا فلا يشتري. والعالم كله في الطب ذلك الرجل لعراقة الطب في بريطانيا والناظر إلى عيادات ومراكز شارع الاسبتالية يجد كثيرين يضعون صفة عضو كلية الجراحين بأدنبرة.
يحق لكلية الطب جامعة الخرطوم أن تفخر وهي ترفع رأس السودان بأن هذا الإنجاز وهو دأبها من زمن كان يقول طلابها نحن زبدة الزبدة (we are the cream of the cream) متباهين حتى على زملائهم من الكليات الأخرى.
مثل هذا الإنجاز واجتياز المواصفات البريطانية وحرص بريطانيا على أشيائها وتقاليدها وسمعتها حتى الملكة ليس أمراً سهلاً أن تقبل ما لم تجد ما يقنعها برصيف وند يستوفي كل شروطها ويحفظ لها سمعتها في مركز في سوبا تابع لجامعة الخرطوم سيحج إليه طلاب الجراحة من كل دول الجوار.
هل يعترف السياسيون مرة أنهم يجحفون في حق هذه الكلية العريقة كلية الطب ويصرفون عليها كما يصرفون على ترضيات السياسيين ترضية حزب تافه أو حركة مسلحة كفيلة بأن تجعل كلية الطب في جامعة الخرطوم غير محتاجة لقبول خاص.
شكرًا لكل من بث فينا أمل أن هذه البلاد بخير.

الاتصالات ليست بخير

 22-04-2015
طرب الشعب السوداني في تسعينات القرن الماضي للقفزة في مجال الاتصالات وفاخرت الحكومة بنجاح خصخصة الاتصالات، وكادت تخصخص كل شيء، ولكن الحمد لله بعد فشل عدة خصخصات مسكت يدها.
دنيا الاتصالات في العالم في تطور مذهل وسريع سرعة فائقة، أجيال الحواسيب وأجيال الهواتف الذكية تسرع بوتيرة متسارعة جداً لابد أن تواكب، رغم تكلفة المواكبة الباهظة، أو يكون مصيرك مصير نوكيا 3310 المشهور.
حزمة خدمة المكالمات الصوتية في طريقها للانقراض أو كل يوم يقل الطلب عليها وكثير من تطبيقات الانترنت تقدم خدمة المكالمات المجانية لذا قل أن يطلب شخصٌ شخصاً آخر عبر الهاتف متى ما كانت شبكة الانترنت ممتازة.
التنافس القادم على خدمات الانترنت وهذه حالها في بلادنا كئيب جداً بطء وقلة انتشار. نسأل أي جيل تقدم لنا شركات الاتصالات في خدمة الانترنت؟ لن تجد كل شركة توزع خدماتها كما تشاء وأينما تشاء، ولا يصعب على شركات الاتصالات إذا ما توفر الزبون والحرية. طبعاً لا سبيل للتطوير إلا المنافسة ورغم وجود المنافسة وهي على أحسن حال أربع شركات تنفق على الإعلان التجاري إنفاق من يدرك أنه متى ما غفل عن الزبون راح فيها.
يبدو أن هناك خللاً أو هناك بيروقراطية تقف ضد تطور هذه الشركات أو حب جباية في تكرار الرسوم على كل تطور جديد. وإذا ما ذهبنا إلى هيئة الاتصالات المنوط بها ضبط هذه الشركات (ضبطاً موجباً طبعاً) نجدها مفرطة تفريطاً بائناً إذ لا عدالة في توزيع الخدمة على جميع أهل السودان. وهذا كفيل بأن يزيد من عوامل النزوح عاملاً آخر كان الناس ينزحون إلى المدن لخدمات التعليم والصحة والطرق وبعد هذا سنجد من ينزحون إلى الخرطوم أو المدن لتلقي خدمة انترنت من أحدث الأجيال.
هل تترك هيئة الاتصالات كل شركة وهمتها أم عليها واجب إلزامها بالتطوير وعدالة التوزيع. في قريتنا ثلاثة أبراج لثلاث شركات إحداهما لا تقدم خدمة الانترنت إطلاقاً، واحدة خدمتها ثابتة، أما الثالثة وهي الرائدة لا تقرأ أو غير عابئة بزبائنها في تحسين ما تقدم من خدمة. هل يعقل أن يصل عدد المتصلين في لحظة واحدة أربعة آلاف مشترك من برج زين وتظل الخدمة كما هي، ولك أن تتصور كيف تكون سرعة الانترنت المقدمة لهؤلاء الآربعة آلاف متصل.
ثقافة الشكوى غير منتشرة في الحياة السودانية إلا من فلق أو خرج من راسه دم هنا بشتكي لكن أن تدفع لشركة اتصالات وتدفع ضريبة للدولة 30% كأعلى ضريبة في العالم وليس 30% بل هناك ضريبة أخرى على المشتركين 1% وعلى شركة الاتصالات ورغم كل ذلك الخدمة سيئة والانترنت بطيء كالسلحفاة ولا نشتكي إلا لله.
من هنا أتقدم بشكوى لهيئة الاتصالات الحكومية التي تتحصل من رخص الشركات ملايين الدولارات وتجذب ملايين المشتركين لديوان الضرائب أن خدمة الانترنت ضعيفة في كل السودان وغير مواكبة.