الجمعة، 17 أبريل 2015

عيون السفير

 
 16-04-2015
صديقي د. حسن التجاني كاتب عمود (وهج الكلم) بـ(الإنتباهة) كتب أمس أنه كان ضمن ضيوف السفير السعودي مع وفد من قادة الرأي، رؤساء تحرير وكتاب، ووصف السفير بأنه سوداني سعودي غير أني سمعت أحد الإخوة السعوديين ذكر شخصاً بعينه ما سألوه عن جنسيته إلا وقال (سعوداني) من كثرة حبه للسودانيين.
الذي يأتي من الخارج يكون شديد الملاحظة لأشياء اعتادها أو ألفها المتعايشون مع الواقع، لذا استوقفني في مقال د. حسن التجاني هذه الفقرة :
(لكن في ذات الوقت أوضح معلا رأيه بكل صراحة في عدم ارتياحه لبعض العمل الصحافي بالسودان، حيث ذكر أنه يمكن أن نصدق شناعة الجريمة في أمريكا، لكن لا يمكن تصديقها أن تقع في السودان، إلا أن صحافيي بعض الصحف السودانية خاصة في مجال الجريمة يأتون «بسكين طويلة مليئة بالدم» وعليها عنوان ابن يقتل أباه بعشر طعنات.. قال معلا هل يصدق أن يقتل ابن أباه بهذه البشاعة؟ وقال إن الخبر تجده في نهايته أن الابن مختل عقلياً.. وإن مثل هذه العناوين تجعل ما يُشاع عن السودان أنه حقيقة، أي أنه دولة إرهاب وقتل، والواقع غير ذلك تماماً.. وأضاف سعادة السفير «السعودي السوداني» أو كما يحلو لي ذلك أن أناديه بحكم تمكنه من معرفة تفاصيل السودان، قال إننا كسفراء لدول كثيرة بالسودان حين نجتمع أو نلتقي في مناسبات نتحدث عن أمن السودان واستقراره ما شاء الله، ولكن إعلامه الداخلي يُضره.. أو هكذا كان يريد أن يوصل رسالته.. لماذا لا يكتب الإعلام خبراً ببلده ويعكس جمالياته وقوة نسيجه الاجتماعي؟.
شكراً سعادة السفير، ولكن من ناحية أخرى كما يقال في نشرات الأخبار نقول للسيد السفير متى تلجأ الصحف المخنوقة لمثل هذه الأخبار عندما يضع للصحف عشرات الخطوط الحمراء يمنع التطرق أو الإشارة إلى قضية كذا ويمنع الكتابة في هذه الأيام عن حادثة كذا، وإياكم وذكر فلان بخير أو شر ما عايزين كلام في الموضوع الفلاني نهائي. والعقوبة معروفة إما إيقاف ليوم أو يومين أو لأجل غير مسمى والصحف كلها هشة ومتواضعة توزيعاً. لذا تلجأ لمثل هذه البدائل لتجد من يقرأ لها غير المنشور في القنوات فلان قام فلان قعد جماهير كذا تسقبل علان كأغرب نوع من الأخبار في العالم .
وينسى المضيقون على الصحف حجم الخسائر من هذه الممارسة ومن هذه أن يلجأ القراء إلى الصحافة الإلكترونية والمواقع حيث لا رقيب ولا مانع ويجد الخصوم متسعاً من الحرية ويقولون ما يشاءون ويضخمون ويكذبون ويدبلجون أسوأ من الذي يحجبه الرقيب (المأمور) ولا مقارنة.
إذا ما وجدت الصحافة الحرية المعقولة (طبعاً ليس هناك حرية مطلقة) لن تلجأ لمثل هذه الأخبار التي ضايقت الأخ السفير السعودي فيصل المعلا.

ليست هناك تعليقات: