الخميس، 24 يناير 2013

هذه محصلة نجوم الغد!

 الأربعاء, 23 كانون2/يناير 2013

من المسؤول عن تصرُّفات الباكين على محمود عبدالعزيز، رحمه الله؟ نسأل الله له الرحمة ولمعجبيه الهداية.
هل الخسارة هي احتلال مدرجات المطار وتكسير بواباته فقط؟ هل الخسارة سمعة مطار الخرطوم المستباح وتعطيل عدة رحلات وتأخر مثلها. إن كان في الدولة عقلاء فهذه الظاهرة أو هذه الواقعة أو هذه الفجيعة أظهرت بجلاء مشكلة كبيرة هي غياب الخطة وغياب المنهج وغياب الإستراتيجية التي لم تكن إلا حبرًا على ورق، أكل بها قوم عيشهم سنين عددا وعندما تبين فشلهم تمت ترقيتهم لدرجة سفير، وسيأتي يوم بعد عدة سنوات نعالج فيه ما خرّبه السفير وكل ذلك بسبب المجاملات والحياء من قول الحق.
     بعد الذي حدث ما المطلوب؟ المطلوب في رأيي دراسة حالة الشباب هذه دراسة علمية يشارك فيها علماء التربية وعلماء الاجتماع وعلماء الاقتصاد «شفتوا كيف لم نتطرّق لعلماء السياسة، لأن السياسة في بلادنا لا يمارسها علماء» لتبحث الدراسة في مسألة الشباب من كل جوانبها لماذا هم كذلك، الأسباب والعلاج؟.
أتقدم بما أراه جديرًا بالبحث، من يزرع يحصد، هذا الشباب وعلى أكثر من عقد من الزمان لم يجمعه إلا برنامج «أغاني وأغاني» وبرنامج «نجوم الغد»، هذا البرنامج الذي استمر لأكثر من عشر سنوات يخرِّج كل أسبوع فنانين وفنانات. بالمناسبة كل من يشارك في هذا البرنامج نجح أو لم ينجح فاز أو لم يفز سيعتبر نفسه فناناً وبقى أحسبوا«10» فنانين كل أسبوع على مدى عشر سنوات وآخرين في الانتظار والكل يريد أن يصبح فناناً ولكل فنان معجبون قلّوا أم كثروا. غير أن معجبي محمود الذين سموه الجان والحوت وبالغوا في ذلك شرّ مبالغة.
منذ عقدين من الزمان لم توظف طاقات الشباب توظيفاً مدروساً، لم تكن هناك مسابقات في الأدب، قصة وشعر لم تكن هناك مسابقات في الإلقاء لم تكن هناك مسابقات في الرياضيات ومهارات أخرى، لم تكن  هناك مسابقات في حفظ القرآن على مستوى واسع، لم تكن هناك مسابقات في الحديث لم تكن هناك مسابقات في الكمبيوتر والاختراعات والابتكارات. حتى هيئة رعاية الإبداع العلمي هذا الاسم الكبير حصر نفسه في زاوية ضيِّقة ولم يعطها حقها كما هو مأمول منه. لذا لم تكن هناك مسابقات إلا في الغناء وهذه نتيجته أن التفت كل الشباب للغناء ساعدتهم في ذلك وسائل العصر من كمبيوترات وموبايلات وmp3  و«4» و«5» كمان وسماعات بلووتث وسماعات فوق الرأس.      إن ما حدث يجب أن يكون نقطة تحوُّل في توظيف طاقات الشباب لخيرهم ولخير بلدهم أما إذا وقفنا في محطة لماذا أرسل جهاز الأمن طائرة خاصة ولماذا لم تحسم الشرطة الأمر باكرًا سيتكرر الأمر ما دامت طاقات هذا الشباب لم توظف توظيفاً يرضي الله ويجعل منهم رجال غد وليس نجوم غد.
ليس هذا قدحاً في معد البرنامج ومقدمه الأستاذ بابكر صديق ولا منصة تحكيمه وشيخها ذي الصوت الرجولي الأستاذ محمد سليمان ما هم إلا قوم وجدوا ساحة خالية ومددوا بضاعتهم فيها بلا منافس.
أتمنى أن يخضع الأمر لدراسة عميقة  يكون لها ما بعدها في رعاية هذا الشباب.

خصخصة نور الدين

 الثلاثاء, 22 كانون2/يناير 2013


ماذا تعني الخصخصة؟ ومن يخصخص ؟ وكيف يختار ما يخصخص؟
كثرة الشكوى من الشركات الحكومية هل هذه نتيجتها؟ ما هي الشركات الحكومية المشتكى منها؟ ما هي الشركات التي أضرت بالسوق وحطمت الاقتصاد؟  ما تاريخها ؟ كيف كونت؟ ومتى كونت؟ ما مقدار نفعها وضررها للجهات التي أنشأتها؟ أين ذهبت حساباتها؟ منْ راجعها؟ ما نصيب المواطن من نفعها وضرها؟
لجنة عبد الرحمن نور الدين منفذة ام موصية أي ترفع توصيتها لمن هو أوسع مشورة منها البرلمان او مجلس الوزراء؟ لجنة عبد الرحمن نور الدين لو أرادت أن تخصخص مطار الخرطوم أيمكنها ذلك دون الرجوع الى أي جهة لا اطالب باستفتاء شعبي حتى نيفاشا لم يستفت فيها الشعب كأخطر اتفاقية. هل سيستفتى الشعب في ممتلكاته؟
أما ان الأمر مدبر مسبقا وحدد المشتري منذ شهور حسب وثيقة الأخ الطاهر ساتي بالسوداني أمس فهنا عدة أسئلة؟ ماذا يعد تحديد مشتري لممتلكات الشعب ومنذ شهور؟ ويُحدِد او يُحدد له ما يريد من ممتلكات الشعب بهذه السرية؟ ماذا يسمى هذا أليس فسادا يجب ان يكف يد الرجل ويعيد النظر في كل ما قامت به لجنته من أعمال سابقا ويوقف ما بين ايديها من خصخصة شركات مثل شركات السكر سنار التي بناها الشعب من دمه ويضعها جاهزة في يد مستثمر أجنبي ؟ لماذا؟ هل هي خاسرة وهل كل خاسر يذبح بسكين عبد الرحمن؟
يا ربي الزول دا غلبتو الشركات المعنية والتي يود الناس خصخصتها مثل شركات الأجهزة الامنية التي ارهقت الاقتصاد وابعدت القطاع الخاص من السوق واستفادت من امتيازات الدولة وحمايتها وصب ربحها في امكان خارج قنواتها وسجلت خسائرها المباشرة ضد مجهول وخسائرها غير المباشرة مثل طرد القطاع الخاص من السوق.
اللجنة الفنية للتصرف في مرافق القطاع العام ، برئاسة عبد الرحمن نور الدين على ماذا نص أمر تكوينها وما هي الصلاحيات الممنوحة لها وهل عليها ان ترفع توصية ام تتخذ قرار إذا كانت الثانية على البرلمان أن يضحك ويشبع ضحك ( هذا بافتراض ان البرلمان ليس تابعا للجهاز التنفيذي وانما رقيب).
ثم عبد الرحمن ولجنته يريدون ان يبيعوا شركات مثل سكر سنار وسكر حلفا التي تاسست على ملايين الافدنة من ارض طيبة تعلم أهلها زراعة السكر ، وصارت محطات تدريب لصناعة السكر، كيف نبيع ارضنا لمستثمر مهما كانت صلة القربى والمؤدة ، كيف تباع الأرض لغريب أليس في التاريخ القريب ما يدمي القلب من امة باعت بغير وعي منها بعض ارضها وصارت غريبة في ترابها ومازالت تعالج هذا الخطأ بدماء غالية. أيعقل هذا؟ أن تبيع محالج قديمة بحجة استبدالها بمحالج جديدة هذا امر مهما ارتكب فيه من خطأ اصلاحه مقدور عليه ولكن بيع الأرض مصيبة مهما صغرت مساحتها . ولكم في الفلل الرئاسية التي بيعت لشركة والشركة استأجرتها لامريكا يعني قاعدة عسكرية ومركز ترصد واستخبارات رغم انف الدولة وكل ذلك من جراء بيع لم يدرس جيدا.
أمسكوا يد عبد الرحمن ولجنته وعيدوا النظر في كل ما فعلت هذه اللجنة إن كان هذا منهجها قبل ان تبيع مطار الخرطوم او القصر الجمهوري لمستثمر.
22 علامة استفهام(؟) مش اسم العمود استفهامات؟ كده بقوا 23    .

إلى مدير عام المرور

  الإثنين, 21 كانون2/يناير 2013

أنس: ما الفرق بين هذه وسيارتك التي بعتها؟
بكري: يا أخي فرق كبير جداً.
أنس : أنا ما شايف أي فرق. نفس النوع ونفس اللون.
بكري: هل تصدق أن الفرق في السعر عدة آلاف؟
أنس: لييييييييه؟
 بكري: الأولى لوحتها «ب ح» وهذه «خ»؟
 أنس: ويعني شنو؟
 بكري: الأولى أنت ملزم علشان تجدد ترخيصها تمشي كل سنة بورتسودان.
أنس: معقولة بس؟ في عهد الاتصالات هذا؟
وقبل أن يقول لي عارف بشأن المرور يمكنك أن تفحص السيارة وتملأ أورنيك «69» في أي مكان، وبعد ذلك تكمل دفع رسوم الترخيص عند مسقط رأس اللوحة.
وسؤال حاضر في ذهن كل من يمشي على قدمين. وما الذي يمنع أن تدفع في أي مكان؟ يمنع ذلك إن لم أقل ضعف الثقة بين الإدارات الحكومية يمكنني أن أقول عدم التنسيق بين هذه الجهات. معلوم أن شرطة المرور تتمتع بشبكة معلومات محترمة صرفت عليها مبالغ كبيرة ودربت عليها أفرادها خير تدريب، ولا بد أن يكون في قمتها مؤهلون لإدارتها بكل أمانة ودقة وحفظ. ما من قسم مرور شرطة في المحليات إلا مربوط بهذه الشبكة يمكن لأي مسموح له من إخراج أية معلومة مرورية في أية لحظة وفي أي مكان. وهذا الهدف الأسمى الذي من أجله تنشأ مثل هذه الشبكات.
طيب المشكلة شنو؟ المشكلة أن ما يدفع من رسوم منه ما يذهب للمحلية وبعضه يذهب للشرطة، وثالث لشركات الشرطة مثل رسوم الفحص. طيب ما المشكلة هذه المحليات تريد حقها يومياً وهو غير متساوي، بعضها يزيد عن بعض كل حسب وعي مواطنه وشطارة مجلسه التشريعي، هذا التفاوت أو سلطة فرض الرسوم المتباينة تجعل كل محلية تصر على أن ترخص سياراتها قدامها ويأتيها ريعها في آخر النهار، ولا يسألون عن تطور خدمة ولا راحة مواطن.
إذا رضينا باستمرار هذه الثغرة  في الدستور السابق التي أعطت الولايات والمحليات الحق في فرض ما تشاء من رسوم أرجو أن لا يتكرر الخطأ في الدستور القادم، ولتتوحد الرسوم وتفرض من مكان واحد وبقانون واحد حتى تنتهي فوضى الرسوم وتباينها.
وقبل أن يتم ذلك يمكن وضع برنامج مالي محاسبي يضمن لكل محلية «حقها» وللمرور حقه، وذلك بأن تورد كل أموال الترخيص في حساب بنكي واحد موضح فيه جهة كل توريد ونصيب محلية الجهة وبمقاصة الكترونية توزع الأنصبة في نهاية كل يوم عملي وينزل لكل جهة نصيبها من أموال الترخيص وما أكثر المتخصصين في هذه العلوم في هذا الزمان. بعدها يمكن أن تتعامل مع أية جهة مرورية وفي أي مكان من السودان الموحد، اللهم إلا إذا كانت بعض الجهات تريد التدريب على فكفكة السودان وتقطيعه.
بالله ما الذي يمنع تطبيق هذا المقترح اليوم وليس غداً. هل لا بد لأي تطور أن تقابله عوائق لتوقفه عند أول خطواته. أكون سعيداً لو قبلت مني سلطات المرور هذا المقترح، وخطت بنا خطوة لنرى السودان موحداً، ويمكن أن ترخص سيارة «ش ك» في بورتسودان و«ب ح» في الجنينة وليس ذلك مستحيلاً إذا قام كل بدوره متناسياً المصالح الخاصة الضيقة.
إلى مدير المرور: ألم أتسامى اليوم عن ما تعدونه صغائر ونراه كبائر؟

هـنـا خــلل كــبير

 الأحد, 20 كانون2/يناير 2013 

معلومة بل محفوظة تلك العبارة التي تقول «فاقد الشيء لا يعطيه». وما أظنها تحتاج إلى شرح وإذا دعا الأمر لا يمكن أن تذهب لحنفية الماء تطلب منها لبناً ولا تذهب للجزار وتطلب منه سكراً.
الحديث عن البحث العلمي والقصور فيه صار أشهر داء حاق بكل الميزانيات، وكنا نظن أن مشكلة البحث العلمي تكمن في الميزانيات المرصودة من قبل الدولة والتي هي دائماً أقل من «1%» ولكنني منذ يوم الأربعاء الماضي «يوم انعقاد منتدى التعليم الإلكتروني بمجلس الوزراء» اكتشفت وكل من حضر المنتدى فقر فاهه دهشة ووكيل وزارة البحث العلمي والتعليم العالي «قصدت تقديم البحث على التعليم العالي». تخيلوا المسؤول التنفيذي الأول عن البحث العلمي يعترف أمام جمع من العلماء والمختصين في التعليم ويناقشون في كيفية تقنين وترتيب التعليم الإلكتروني والاستفادة منه معدِّدين عشرات الأسباب لإنزاله إلى أرض الواقع. ويأتي دور وكيل وزارة البحث العلمي ويعترف أمام الجميع أنه لا يملك «لاب توب» وليس مقتنعًا بأي تعليم غير التعليم الذي يتواجه فيه المعلم والمتعلم وجهًا لوجه ويسمع منه. تخيل أي بحث علمي نسأل عنه ووكيل البحث العلمي لا يملك «لاب توب» ويزيد استنكاره وعدم اعترافه بكل جديد. لا أدري كيف قال هذا الرجل ما قال ووزارته تقدم لها عددٌ بلغ «400» ألف طالب من المرحلة الثانوية ووزارته في أحسن الظروف تستوعب منهم 30 ألفاً «أها اوكيل الوزارة الباقي 370 ألفًا  يمشوا وين؟؟؟». ماذا تنتظر الجامعات ممَّن هذه عقليته لتتطور وجامعة الخرطوم التي عمرها أكثر من قرن ترتيبها العالمي قبل سنوات بعد «2500» ولم أقف على موقفها في السنتين الأخيرتين. أظنها نتيجة طبيعية مادام وكيل الوزارة بهذا التخلف العلمي المشهود.
كان الوزير بروف خميس أكثر سماحة من وكيله حين ضرب مثلاً بحفيده الذي يجيد استخدام الموبايل أكثر منه واعترف هذا جيل آخر لا تنفع معه إلا التقنيات التي يفهمها.
يبدو أنها أزمة كل السودان في كل مؤسساته يتربع على أعلى السلم  متخلف تقنياً «ليس هنا وقف ممنوع قف كما تشاء» من لا يتطور ولا يريد غيره أن يتطور يجب أن يُبعد بأعجل ما يمكن. لا أعني السياسيين فنجاح السياسي وفشله يصعب تقييمه لأن حول كل سياسي مطبلون يمنحونه الدرجة التي يريدها ولكن العلة التي يمكن علاجها ووضع مواصفاتها هي الخدمة المدنية. كيف يكون وكيل وزارة مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بهذه المواصفات؟ من وضع هذا في هذا الموقع وبأي المعايير؟ هل اختيار وكيل الوزارة طالته ترضيات الأحزاب والقبائل ؟ إن كان ذلك كذلك فعلى السودان السلام.
كنت أعتقد اعتقاداً جازماً أن من أكبر علل التعليم في المرحلة الثانوية البون الواسع بين الطالب والمعلم في معرفة تقانات العصر ولكن يبدو أنها خربانة من كبارها.
ما يجري في هذه المؤسسات من الإهمال وعدم الاكتراث بالرجل ذي المواصفات في المكان المناسب فهذه حرب خفية مدمرة، على المدى الطويل ستبين آثارُها. كيف نسأل عن المواصفات في الصلصة والبسكويت ولا نسأل عن مواصفات وكيل وزارة.
أتمنى أن يغادر رجل هذه مواصفاته موقعه فورًا رافعًا يديه عاليتين مستسلماً بأنه عجز عن المواكبة. وإلا فلتُرفع يداه.

جنسيات بالإسكايب

  السبت, 19 كانون2/يناير 2013

ثلاثة من أبناء السودان خرجوا منه بجوازه الأزرق أو الأخضر يحملون شهادة بكالريوس تربية، واحد في الاحياء والكيمياء والثاني في اللغتين الانجليزية والفرنسية، والثالث في الرياضيات والفيزياء.. وكان ذلك في نهايات سبعينيات القرن الماضي أو بدايات الثمانينيات منه، وتفرقوا في بلاد الله الواسعة. الكيمائي محطته الأخيرة أمريكا وجنسية أمريكية، وصاحب اللغات بعد شهادة دكتوراة يعمل في منظمة عالمية وجواز سفر فرنسي، وثالثهم بعد شهادة ماجستير وعودة إلى قريته في شمال الجزيرة «يشاركه القرية دكتور اللغة الفرنسية» يكتب هذه السطور.
جمعتهم بعد عشرات السنين خدمة الاسكايب «ولنا معها وقفة»، واجتروا ذكريات كلية التربية في ذلك العهد، وذكروا عشرات الاسماء والمواقف، وبعدها دخلوا في واقع اليوم، فذكر فرنسي الجنسية أنه لا يشعر بأية غربة والحمد لله، وفخور جداً بالجنسية الفرنسية وراضٍ عنها لدرجة أنه عضو في واحد من أحزابها. أما صاحبنا الامريكي فإنه يقول إنه وقع في فخ ويشعر بأنه في سجن كبير، ورأى أمريكا على حقيقتها، ويسأل الله ان يخارجه منها، ماذا قال الثالث؟ لم يشارك في هذه الجزيئة بما أنه عاد إلى جذوره ولا يحمل إلا جوازاً واحداً. وهو في وطنه الذي إن مات فيه رجل خرجت الآلاف، وإن افتتح فيه مسجد خرجت آلاف، وإن بنيت فيه «مزيرة» سبيل «مكان لوضع الازيار ومفردها زير، وهو جرة فخارية كبيرة لحفظ الماء وتبريده» إن بنيت افتتحها كبير وصرف على افتتاحها أكثر من تكلفتها. ورغم ذلك يكابد ليقضي ما بقي من عمره فيه بين أهله، ويحاول دفع عجلة هذا البلد «الوحلان».
وتشعبت مواضيع النقاش، وبدأت آثار غربة السعودية وخصوصاً وسطها على الأمريكي، وكيف ينظر للأمور من منظور واحد، وصاحبنا الفرنسي أطلق لفكره العنان منفتحاً على كل العالم.
وأخيرا حمدوا الله على هذه التكنولوجيا التي جمعتهم بعد فراق بعشرات السنين، ولكن الذهب لا يصدأ وهذا سر غلاء الذهب. وهذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن تواصل بعد طول غياب مع أصدقاء، غير أن موضوعنا الأول كان عمن السعيد: الذي في أمريكا أم الذي في السعودية أم الذي عاد أدراجه لأرض الوطن؟ وتباينت الإجابات، غير أن صراع البارحة كان عن أي دول الغرب أقل سوءاً لحاملي جنسياتها.
ولو استمع طالبو الروتري لحامل الجنسية الأمريكية لما خسروا فيها نقرة ماوس ناهيك عن دولارات، اللهم متعنا بالعيش في أوطاننا، وولِ علينا خيارنا، واحفظ بلادنا.
وأثنى الفرنسي على الغرب الذي هيأ لنا مثل هذه التكنولوجيا، وعقب الذي في السودان وقال: لماذا لا يستبدل خطباء الجمعة دعاءهم على الكافرين بالدعاء لهم بالهداية؟!

السبت، 19 يناير 2013

سوداني وخليك سوداني

  الخميس, 17 كانون2/يناير 2013  

المطاعم تتكون من صالات ومطابخ. القاصد لهذه المطاعم لا يعنيه من أمر المطبخ الكثير، ولا يعلم كثير شيء عن نظافته ونظامه، هذه مسؤولية جهات أخرى، ولكن تعنيه الصالة التي يجلس فيها سعتها، نظافتها، برودتها سرعة الخدمات، وربما ابتسامة من يقوم بتقديم الخدمات«كدت أن أكتب النادل ورغم صحتها اللغوية ولكنها تبدو غريبة لذا استعملنا مقدم الخدمات بدلاً عنها وليس لكلمة الجرسون مكان في قاموسي لماذا؟»
بعد هذه المقدمة أدعوكم لصالة «سوداني» ولن أدخل المطبخ. صالة شركة الاتصالات «سوداني» التي تقدم خدمة الهاتف الجوال نحمد لها حمداً يكافئها عليه رب العالمين أن جعلت من سوق الاتصالات سوقاً عالي المنافسة، وحققت أحلام الكثيرين للاستمتاع بخدمات الاتصال والإنترنت وهي التي جرّت الشركات الأخرى للمنافسة وتقديم العروض المتتالية عرضاً وراء عرض، وطبعاً من أروعها التحدث داخل الشبكة كما تشاء، لو قلت مجاناً لطارت عيون المنافسين، فالبزنس لا يعرف المجان.
حققت سوداني انتشاراً واسعاً بعروضها الكثيرة«عرض جنن العالم» وبالغت في تقليل تكلفة الإنترنت خاصة وهي الخدمة التي لا يستغني عنها عاقل، بالغ، راشد«إذا كنت لا تعرف الإنترنت حتى الآن فابحث لك عن نقيض واحدة من الصفات السابقة «ولا أقول كلها خير فقديماً قال المجذوب«أياً يكون الخير في  الشر انطوى».
هذا الانتشار بهذه الأسعار البسيطة يجعلنا نقف إجلالاً لشركة «سوداني» ولكن أين الجودة؟؟ لا أذيع سراً إن قلت هذا الانتشار لازمته رداءة في الاتصال بالإنترنت وضعف في الشبكة مما يجعلنا نقول يبدو أن الانتشار لم تحسب معه سعة الشبكة ولا جودتها. ولكن الزبون في مثل هذه السوق المفتوحة هل سيبحث عن أعذار مقدم الخدمة؟ أم سيتحول لشبكة أخرى ومزود خدمة آخر؟
ضَعف الاتصال بالأنترنت في منطقتنا واتصلت على  شركة سوداني ثلاث مرات وسجلوا بلاغاً باسمي ووعدوا خيراً ولم تتحسن الشبكة، وكما أسلفنا ومستخدم الانترنت لا يستطيع التخلي عنها ولا الانتظار. هذا المستخدم العادي فما بالك بمدمن مثلي«أول مرة كلمة إدمان تكون لشيء حلال» بالمناسبة تعريف مدمن الانترنت هو من يستخدمها أكثر من عشر ساعات في اليوم.
ولو كانت الشكوى فردية لما كتبت، ولكن الشكوى من ضعف شبكة سوداني في كثير من الأماكن لذا نحن الآن نتحدث باسمهم جميعاً ونتمنى أن تُتابع البلاغات المسجلة وتدرس.
أما في مجال الخدمات الاجتماعية فشركة زين تتقدم سوداني والأخريات من رعاية للإبداع وجوائز مثل جائزة الطيب صالح ودورها في الخدمات الصحية وما تقدمه للمستشفيات، كبير وتشكر عليه دنيا وآخرة.
طيب يا عزيزي عملت شنو لما سوداني ضعفت وصارت تقطع receive rate  عامل، صراحة تحولت لزين منذ الساعة العاشرة وواحد وأربعين دقيقة مساء يوم 15/1/2013 م.
غير أن القاسم المشترك بين كل هذه الشركات والذي صار مملاً ومزعجاً هو الإعلانات التجارية وكثرة تكرارها ارحمونا يرحمكم الله.

بداية تمهين صاح

  الأربعاء, 16 كانون2/يناير 2013

«أقسم بالله العظيم أن أكون على الدوام من أسباب رحمة الله بازلاً رعايتي واهتمامي المهني للقريب والبعيد والصديق والعدو والحسن والسيئ والغني والفقير سواسية عندي جميع الناس من جنس وملة وفكر.... والله على ما أقول شهيد».
هذا قَسَم المهن الطبية والصحية وعددهم «26» ستة وعشرون مهنة في قائمة طويلة تبدأ بالمختبرات الطبية والأشعة إلى أن تصل الأطراف الصناعية ضمهم مجلس المهن الطبية والصحية الذي تكون بقانون سنة «2010» وانضم لإخوانه مثل المجلس الطبي والهندسي والبيطري «وربما قريباً مجلس المهن التربوية» وبذا أصبح وحدة من وحدات وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل.
       مجلس المهن الطبية والصحية لماذا؟ قبل أن أُجيب سمعت قبل سنتين تقريباً من والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر أنه لن يسمح بأي مهنة بلا رخصة والتي قبلها شهادة مزاولة المهنة وقال إنه جاء من مصر ووجد حتى الحلاق له رخصة مهنة معلقة على جدار محله نالها بعد مؤهل واجتياز امتحان المهنة.
هل يُعقل أن تصبح المهن عندنا سائبة بلا رقيب ولا حسيب الكل يختار المهنة التي يتمناها بمؤهل وغير مؤهل؟
      بدأ مجلس المهن الطبية والصحية بتصحيح الواقع المؤلم الذي وجده وألزم كل من يريد أن يزاول مهنة طبية أو صحية أن يكون مؤهلاً لها ويكون ذلك بعد اجتيازه امتحان المهنة الذي وضعه متخصصون وبطريقة متطورة عبر الكمبيوتر وبعدها يسجل تسجيلاً دائماً ويسمح له بمزاولة العمل الطبي والصحي وكان القسم الشهير الذي أداه «13600» متخصص بأرض المعارض أمام النائب الأول لرئيس الجمهورية.
    جديد هذا المجلس بعد السجلات المعروفة أضاف السجل المؤقت وهو لتسجيل الأجانب من الذين يعملون في مجالي الطب والصحة. وبالمناسبة إذا ما دخلت مستشفىً خاصًا واستقبلتك حسناء من شرق آسيا فلا تستغرب إن علمت أنها بلا مؤهلات مهنية وكل مؤهلها قامة ممشوقة وشعر ناعم وثغر باسم ومنهن بلا مؤهلات تتطابق وما يقمن به. والأيام ستكشف الكثير وستعيد الطائرات من لا تجتاز فحص الشهادات واجتياز امتحان المهنة.   هذه خطوة مشكورة ولبنة من لبنات الدولة الحقيقية فإذا ما صيغت مثل هذه القوانين وطبقها علماء فإن الدولة بعد قليل ستصبح دولة ينظمها القانون وليس مزاج وقوة الأشخاص خصوصًا السياسيين.
ليت مثل هذا العمل يتكرر في كل المهن حتى لا نجد من يمتهن مهنة وهو ليس أهلاً ويضر حين يقصده الناس للإصلاح. وقد يكون الأمر مقدوراً عليه عندما تمارس العشوائية في مكنيكي ليس مؤهلاً وخرب سيارةً ولكن الذي لا يعوض هو أرواح البشر والنفس الواحدة عند الله عظيمة ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً. جاء اليوم الذي لا يشك فيه مريض أن من يقوم برعايته مؤهل لذلك.
  بغيرة لا أخفيها أتمنى أن أغمض وأفتح وأجد مجلس المهن التربوية يقف في الصف مع هذه المجالس وقديمًا قال أستاذنا مندور المهدي «الكبير» يوم كان عميدًا لكلية التربية في سبعينيات القرن الماضي قال: لو كلية الطب ست سنوات يجب أن تكون كلية التربية عشر سنوات فالطبيب عندما يخطئ يموت شخص واحد ولكن المعلم عندما يخطئ يقتل أربعين طالباً. مبالغة يبررها حب مندور لمهنة التعليم رحمنا ورحمه الله.
نبارك كل ما يقوم به هذا المجلس وقد تحرك نحو الولايات.

الكهرباء الرأس ذهب والأرجل خشب

الثلاثاء, 15 كانون2/يناير 2013  

 

يعز علينا ذكر سالب هذه الوزارة والتي وضعت بصماتها على مفاصل التنمية ولكن نصيحة سيدنا عمر لأن تهدي لي عيبًا من عيوبي خير من أن تضع في يدي دينار. وكلٌّ يكتم غيظاً في انتظار ان تفي شركة توزيع الكهرباء بوعدها معه وينتظر.
كنت أحسب أن هذا هوان الريف على العواصم ولكن بدا لي أن الفاجعة في كل مكان وفي يومين اثنين تلقيت شكاوى مواطنين من تسويف ومماطلات شركة توزيع الكهرباء الغريب الأول من المهندس حيدر الترمذي من وزارة الزراعة التي على شارع الجامعة والمطلوب تركيب محطة كهرباء «محول» لوزارة الزراعة كان الطلب في نوفمبر يعني أكثر من شهرين ولم ينفذ التوصيل رغم وصول المحول والكيبل وذكر حيدر بعض أسماء وحجج المهندسين المماطلين ولكن المساحة لا تكفي ونريد أن نسرد مآسي أخرى في انتظار الحل. إذا كان هذا حال شركة التوزيع مع مصلحة حكومية في حجم وزارة الزراعة تخيل كيف يكون الحال في الريف مع مواطن.
اتصال من ولاية سنار وبالتحديد قريتي عد الفرسان وقرية العزازة نيما تمت الشبكة الداخلية لهذه القرى والخط الناقل على بُعد أمتار ولتوصيل هذه بهذه انتظار دام لسنين، قطعًا هناك مهندسون لهم مبرراتهم ومنها لا توجد سيارة لتحملهم الى هذه القرى أيعقل هذا والمسافة أقل من 60 كيلومترًا  أو هكذا حكى بعض من مواطني هذه القرى!!! «عايزين كم علامة تعجب؟» خذوا هذه هوادة!
في ولاية الجزيرة وبالأخص في محلية الكاملين تم التعاقد مع شركة لتقوم بمد الامتدادات الجديدة للقرى، تدهور الجنيه والتضخم أفسدا العقد وما زالت المشاورات جارية لمدة تعدت السنة والنصف. وشركة التوزيع لا تلبي الطلب في وقته والطلبات «مردومة» أكوامًا ولعدة شهور وتحت كل طلب حجة تأخيره متى يصبح الانتظار صفراً؟ ومتى يلبّى الطلب في يومه وعلى الأكثر في اليوم الثاني؟
ألا يحصي النظام الجديد أو القديم لشركة الكهرباء نسبة ما أُنجز وسبب عدم إنجاز الطلبات هل بناء السدود وتعلية الخزانات صار أسهل من تحرك فريق التركيب والتوصيل؟ من يتابع هؤلاء المتساهلين والذين لا يعرفون للوقت قيمة؟ من يتابع أعذار عدم التوصيل؟ وهل في الأمر إنَّ! أي التأخير لحاجة في نفس يعقوب؟
طيب أليس هناك علاقة بشركة المبيعات وشركة التوزيع؟ كلما زاد التوزيع زاد الاستهلاك وزاد الدخل الرهيب ثم إن الحياة ستتقدم إما صناعة أو زراعة أو ثقافة لماذا لا يحسب كل هذا؟ ربما نجد عذرًا لهذه لمكاتب التوزيع هذه هل هي مكبلة بمراقبة تمنعها الانطلاق؟ ربما برنامج المحاسبة ذهب بهم إلى منزلة لا تعمل حتى لا تخطئ؟؟ معقولة بس؟
صراحة على شركة التوزيع أن تعيد النظر في سلحفاية مكاتبها هذه وتراقبها ليكون منها عائد يطلق البِشر في وجوه هذا الشعب الكالحة. نهدي لهم حالتين للدراسة الأولى حالة محول وزارة الزراعة والثانية قرى سنار التي وقعت طواقي أهلها من رفع رؤوسهم ليروا هل شُبِّكت الأسلاك أم لا؟ هل وجد المهندسون سيارة أم لا؟ وبعدها ليعالجوا انتظار امتداد قرى ولاية الجزيرة الصابر أهلها. هذه حدود علمنا وربما الأمر عام.
بالمناسبة أما زال عقد الإذعان مستمراً بنفس نصوصه؟؟؟ أتمنى أن يُعاد فيه النظر.

قرض قرضاً

 الإثنين, 14 كانون2/يناير 2013

من أشهر عبارات التبرير للقروض: «في حكومة دخلوها السجن؟»
حكاية لجيلي: يوم دخلت العاصمة بصات مرسيدس صفراء اللون تسر الناظرين في سبعينات القرن الماضي إسمها الرسمي شركة مواصلات العاصمة والاسم الشعبي بصات أبو رجيلة، وأحسبها منسوبة لرجل أعمال إسمه عبد اللطيف أبو رجيلة. طبعاً كنا شباباً يومها، وأعجبتنا، وكانت المرة الأولى التي نرى فيها كيف تفتح الأبواب من عند السائق ولا نسمع إلا صوت الهواء المحرك للأبواب. لم نسأل ما علاقة الحكومة بها ولا نسبة أبو رجيلة فيها، ومن ضَمِن القرض.
الذي عرفته أخيراً أن تلك البصات كانت بقرض برازيلي مقداره 4000000 «أربعة ملايين دولار»، لم يسدد حتى يوم الناس هذا، وبلغ الآن مع فوائده أربعين مليون دولار تضاعف عشر مرات. «يومها لم يكن هناك من يسأل عن القرض هل هو ربوي أم لا؟ ولا يسألون عن فتوى تبيح الربا إذا كان الأمر يخص بعض المشاريع».
البرازيل لم تُدخل حكومة السودان السجن ولكنها كل سنة تضع أرباحها المركبة على القرض الذي انتهت بصاته من سنين، واستمتعت بها أجيال ذهب معظمها وترك السداد لغيره، وأزيدكم من الشعر بيتاً، أن قوانين البرازيل تمنع إقراض من لم يسدد بشروط معينة، وهذا ما كان.
 ترى كم قرضاً مثل هذا القرض تضاعف عشرات المرات بعدم السداد وما زال يتضخم كعبء على الأجيال القادمة. لا أريد أن أصل إلى وقف القروض تماماً والكل يقترض على المستوى الخاص والعام. ولكن أما آن أن نقف على تفاصيل هذه القروض ما مقدارها؟ كم نسبة الفائدة فيها ما الشروط المعلنة والمخفية التي تصاحبها؟ لا يقرض مقرض بدون شروط ومهما بلغت سنين الإعفاء التي تفتح شهية المقترضين فالسداد حائن لا محالة.
ألف أهلاً ومرحباً بقروض تبني سدوداً للزراعة والكهرباء عائدها أكبر من الفوائد الربوية وستسدد من  الإنتاج وتحدث حراكاً اقتصادياً وتنمية وحياة. لكن قل لي بربك كيف نقترض لبناء برج ليستمتع فيه وبهوائه وسعته من ولد في قطية أو بيت جالوص ويضع العبء على الأجيال القادمة لتعود إلى أقل من بيت الجالوص. هذه سرقة لم ينص عليها القانون.
مسألة القروض هذه تحتاج لوقفة متخصصين، وتحتاج لقانون يحدد من الذي يقترض وبضمان من؟ وما فائدة القرض، هل هو قرض بناء وتنمية يسدد نفسه من دخله أم قرض دنيء يستمتع به من لا يحسن التقدير ويجعل منه إذلالاً للأجيال القادمة وعبئاً صعب السداد، وتمر الأيام ويصبح المبنى أو الأداة خارج التاريخ out of date، هذه القروض تعدت الأربعين ملياراً من الدولارات في بعض الروايات. إلى متى نفرح بمزيد من القروض.
كمان جابت ليها قرض لدعم الميزانية، يعني لدفع الرواتب؟؟

وبعدين معاكم!!!!

الأحد, 13 كانون2/يناير 2013  

 

الى متى هذا؟
هذه السلطة تمارس الحياء وقد يكون الحياء محمودًا وهو شعبة من شعب الإيمان، ولكن ليس دائماً وبصورة مطلقة. حياء هذه السلطة الذي يجعلها ليس الموافقة بل تشارك في افتتاح مسجد ليس الاعتراض على افتتاح المساجد «حتى لا يقول قائل اسأل نفسك في كم من افتتاحات المساجد شاركت؟ وأرد على هذا ولكنها افتتاحات اقتصرت على فرحة المصلين بصرح جديد عبروا عنها بالصلاة وإكرام الضيوف القليلين جداً». أما افتتاح مسجد طابت بالأمس الجمعة فقد كان مما لا يُرضي عاقلاً ليس من حيث البذخ والإسراف في تجميع البشر وحشدهم حشدًا وأخشى أن يكون من خزينة الدولة الجائع أهلها والتي نسبة الفقر فيها بأرقام الحكومة «43%»  وربما يخرج حصيف ويقول لم تكن لملمة الناس من أموال الخزينة العامة وإنما بأموال الحزب. «أرجوك لا تضحك».
   هل ستكون الإجابة: هذا جزء من احتفالات ولاية الجزيرة بالاستقلال؟ كم ألفا تجمع هناك وهل كلهم فرحون بالمسجد؟ ولم يجمع بينهم إلا حب المسجد؟ أشك وأعرف من الذين حضروا أنهم لن يروا المسجد بعد يومهم ذاك إلا أن يتداركهم الله برحمته. صراحة كبر عدد الحضور والذي سيفاخر به القائمون بأمر الحفل وقد يضمنونه تقاريرهم  ويرفعونه كإنجاز سياسي.. إنه في رأيي المتواضع مؤشر تخلف وكل ما نظرت للشاشة التي نقلت الحفل قلت في نفسي نحن متراجعون للخلف ولا أدل على ذلك إلا هذا الحشد في ولاية تعتبر نسبة الوعي فيها عالية ورغم ذلك لبت، وكل بنيته، دعوة افتتاح هذا المسجد بهذه الطريقة التي تدل على التخلف وعدم تقدير الوقت.
لا أريد أن أقف كثيرًا في نفقات الافتتاح ومن دفعها ومكانها في سلم الأولويات، المتبرعون لله أما وجدتم غير هذا السبيل للنفقة في سبيل الله؟ ألا تعرفون جائعًا ولا أرملة. حسنًا فعل الرئيس بعدم تحدثه في هذه المناسبة، غير أني أشفقت على الدكتور عصام البشير والذي يجيد التحدث في كل مناسبة غير أني أريد منه وهو الوسطي وصاحب المصطلح أين يضع الصوفية في سلمه الوسطي أو مقياس وسطيته؟ وما مكان السلفية في هذا السلم؟ هل يريد عصام توظيف مقدرته الخطابية ولغته الموموسقة الساحرة ليُدخل تحتها كل العباءات وكل المذاهب وهل يريد أن يقول إرضاء كل وإسماعه ما يريد من معسول الكلام هو الحل. في رأيي المتواضع وأنا لست الفقيه وإنما من سواد المسلمين لونًا وليس قلباً أقول هذا ليس الحل ولكن تذكير كلٍّ بتقصيره وتبصير كلٍّ بعيوبه هو ما يوصل الناس ويذهب بهم إلى الأمام وليس الطبطبة على الجروح النازفة. وأين مشروع الإنقاذ الحضاري وهي كل يوم تعود للخلف وتعيد طائفيًا وتقرب صوفيًا أهذه عدة المشروع الحضاري ؟
أما ولايتنا العزيزة فنسألها: أهذه فاتحة احتفالات الاستقلال؟ الاستقلال عن المستعمر الخارجي تم بأيدي الرجال قبل أكثر من نصف قرن فمتى يتم الاستقلال من المستعمِر الداخلي وهل الصوفية إلا وجهٌ من أوجه الاستغلال والاستغفال؟
كثيرون يوافقون هذا الرأي ولكن يمنعهم ما يمنعهم ولن أفسِّر.

ارفعوا عنهم الظلم

 السبت, 12 كانون2/يناير 2013

الأستاذ الفاضل/ أحمد المصطفى إبراهيم/ صاحب عمود استفهامات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستميح سعادتكم عذراً في التغول على عمودكم استفهامات والتي غدت منارة في تقديم النصيحة وإبداء الرأي نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.
عفواً..... نحن ضباط شرطة الجمارك تعيينات 1983 نشعر بغبن وظلم فادح لحق بنا وظللنا نلتمس بزوغ النور وإحقاق الحق طيلة السنوات الماضية في صبر مدحه الله عز وجل بقوله «يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون» صدق الله العظيم
رأينا أن نطرق باب استفهامات نستفهم ماذا جرى.. في ترقيات الشرطة. وما أدراك ما ترقيات الشرطة. الشرطة التي كانت تتم فيها الترقيات خلال العام مرتين أول يناير وأول يوليو من كل عام.. لم تتم أي ترقيات فيها خلال عام «2012م» أي خلال عام كامل من يناير حتى ديسمبر لم تتم فيها أي ترقيات، وفي عام «2011م» كانت هنالك ترقيات واحدة تمت في شهر نوفمبر «2011» مما صب علينا مزيداً من الظلم نحن أبناء الدفعة «83» جمارك.. رغم أن هنالك ترقيات تمت لجهاز الأمن ولقوات الشعب المسلحة ولوزارة العدل سواء السلطة القضائية أو وكلاء النيابة اللهم إلا الشرطة!! أليس هذا بظلم عظيم.
نحن ضباط الجمارك تعيينات «1983م» أكملنا ثلاثين عاماً خدمة ونحن مازلنا في رتبة مقدم شرطة رغم امتلاكنا كل مؤهلات الترقية من  الشهادات فوق الجامعية أو الخبرة الطويلة الممتازة والتي من المفترض أن تضعنا في مصاف زملائنا بالشرطة العامة أو برصفائها بالقوات النظامية الأخرى بحيث تجدهم قد تدرجوا في الرتب ما بين عميد أو رتبة لواء ونحن مازلنا في رتبة مقدم شرطة!!! أليس هذا بظلم عظيم.
نحن ضباط شرطة الجمارك تعيينات «1983م» تم تسكيننا سنة «1991» في رتبة ملازم أول شرطة وقبلنا بذلك على مضض وتخرجنا في كلية الشرطة بهذه الرتبة ووجدنا الدفعة «59» شرطة في رتبة ملازم وظل الحال هكذا لمدة عامين والآن تمت ترقية أبناء الدفعة «59» لرتبة عقداء ونحن ما زلنا رغم أقدميتنا عليهم وعلى الدفعة التي قبلهم مازلنا في رتبة مقدم شرطة!! أليس هذا بظلم عظيم.
نحن ضباط شرطة الجمارك تعينات «1983م» عندما كنا في درجة كبير ضباط بالجمارك «1990» والآن دفعة «1992» عقداء على وشك أخذ رتبة عمداء أما دفعة «1991» والذين كان معظهم حرس جمارك أو سعاة أو طابعات ونحن آنذاك في رتب كبير ضباط هم اليوم معنا في رتبة واحدة في رتبة مقدم شرطة!!
وعبركم نرفع الأمر لسعادة السيد رئيس الجمهورية وللسيد وزير الداخلية لإحقاق الحق تجاهنا.
وجزاكم الله خيرًا
ضباط شرطة الجمارك تعينات «1983م»

الخميس، 10 يناير 2013

منصور، أين اسحق


 الخميس, 10 كانون2/يناير 2013    

منصور الكيخا:     
(يعد منصور رشيد الكيخا أحد أبرز معارضي الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي اختفى في القاهرة سنة 1993، رمزاً لقضية المختفين قسريًا في الوطن العربي وحول العالم، وكان قبل اختطافه من أبرز الدعاة لأهمية توفير ضمانات لحماية كافة الأشخاص من الاختفاء القسري منذ نهاية عقد الثمانينيات). منقول..
قرأت مرة كيف تم اختطاف منصور الكيخا، رغم الحذر والتمويه الذي كان يمارسه في الفندق الذي نزل فيه بالقاهرة وكيف تواطأت المخابرات المصرية والليبية على اختطافه وتسليمه للقذافي وكيف كان يعامله القذافي، كانت زبانية العقيد القذافي تربطه بحبل من رقبته ويطلبون منه أن يمشي على يديه ورجليه وأن يقول هَوْ هَوْ كما الكلب أمام القذافي ويضربونه بالسياط ليستمتع القذافي بإهانته ولكنه لم يقُلها أبداً إلى أن مات. رحم الله منصور الكيخا الذي وضع القذافي جثمانه في ثلاجة ولم يدفنه لخوفه منه حيًا وميتاً.  
هذا بمناسبة دفنه هذا الشهر بعد أن دل السنوسي على مكانه.
أين إسحق؟
صراحة مللت من هذا السؤال كلما قابلك أحد سألك أين إسحق يقصدون إسحق أحمد فضل الله الذي كانت في كتابته متعتان متعة المعلومة ومتعة اللغة وكأنه يكتب تلغرافات. زاملت الأستاذ إسحق في عدة صحف أولها (الإنقاذ الوطني) يوم كان المسموح به صحيفتين فقط وأين ما ذهب إسحق ذهب معه قراؤه الذين يعتبرون الرقم القياسي إن كان في بلادنا أدوات لقياس مثل هذه الأغراض. كيف تعرف عدد قراء كاتب؟ السؤال موجه لكثيرين أولهم مجلس الصحافة والمطبوعات ومن بعده رؤساء تحرير كل الصحف ومجالس إداراتها. (هل أجبنا عن: كم عدد مواليد السودان؟ في غياب شهادات الميلاد التي صارت توزع بالقطارة حتى نجيب عن: كم عدد قراء فلان؟).
كيف نجيب عن هذا السؤال أين إسحق؟.
الصحيفة كل يوم تعبر عن اختفائه بالعبارة المألوفة يحتجب اليوم وهذه العبارة تعني أنه سيعود غداً وانتظرنا (غدنات) كثيرة ولم يظهر إسحق. في يوم أفرحتنا هذه الصحيفة وقالت غداً يواصل الأستاذ إسحق الكتابة ولم يحدث. نحن الذين نعتبر زملاءه رغم أنها أصبحت زمالة افتراضية كما تقول لغة الإنترنت بمعنى أنها زمالة غير حقيقية والزملاء هنا لا يتقابلون إلا نادرًا كل الكتاب يرسلون موضوعاتهم بالإيميل إلا بعض العواجيز الذين لم يتعلموا هذا الفن لا داعي لتسميتهم مش كدا يا د. عبد الماجد أوعه بالكم ود الريح رهيب جداً في التعامل مع الكمبيوتر والإنترنت.
نعود لإسحق كيف نجيب عن هذا السؤال؟ أين إسحق ومتى يعود إسحق؟
هل حمل إسحق غير قلم bic هذا؟ كم سنة كتب إسحق بهذا القلم؟ كم خيرًا كتب وكم شرًا كتب به؟ في حديث النبي صلى الله عليه وسلم وفي إجابته عن سؤال لماذا أكثر أهل النار من النساء قال: يكفرن العشير. ما رأيت منك خيرًا قط. 
بالله من منع إسحق الكتابة؟ وهل منع الكتابة قانوني ويتماشى مع الدستور القديم ناهيك عن الدستور الموعود؟ لماذا يوقف القلم أليس الأجدر الرد على الكلمة بالكلمة أو المحكمة؟.
هل أجبت عن السؤال أين إسحق؟ أتمنى ألا أسمع هذا السؤال مرة أخرى.

احتفالات التعلية.. كيف؟


  الأربعاء, 09 كانون2/يناير 2013 

كتبت عن تعلية خزان الرصيرص عدة مرات آخرها (اليوم نرفع جدار خزاننا) نشر ذلك يوم افتتاح التعلية الذي هو نفسه يوم الاستقلال، الذي هو بداية سنة ميلادية، نسأل الله أن تكون خيراً من سابقتها. طبعًا بعد الافتتاح كتب كثيرون عن تعلية الخزان وفوائده ومنهم من صور الحفل بقلمه مثل صديقنا العزيز عبد الباقي الظافر لم يترك شاردة ولا واردة في ذلك اليوم إلا وكتبها حتى النحل لم يسلم من قلمه، بمناسبة الظافر يوم كنت أكتب في (التيار) فك الله قيدها، كان الأخ عثمان ميرغني يتحدَّث عن مهنة الصحافة وقارن بين الدارسين للصحافة والكتاب الذين جاءوها من تخصصات أخرى وضرب مثلاً بأستاذة كانت تقف أمامه والظافر، وحكى كيف قضى الظافر ليلة الأمس بين مخفر شرطة وما لاقى من عنت حتى يخرج بخبر صحفي تابعه متابعة شاقة وكأني به يقول وفي ذات الأثناء صاحبتنا دي نائمة... قلت ذلك لأنني والأخ الظافر كنا نجلس معًا وبيده مفكرة وقلم كل مرة يكتب سطرًا وأنا مستمتع بالحفل ومناظر الخزان وانطلاقة الماء التي حركت كل شيء حتى الطيور كان لها منظر جميل وهي تطير في جماعات لتكمل اللوحة الجمالية حسًا ومعنى وكأن أحدًا أطلقها من قفص.
مناسبة كل ذلك نريد أن نكتب عن الاحتفال وترتيبه بعد أن كتبنا عن فرحتنا بالخزان وتعليته ودردقة الكورة للمتعافي لنرى السودان أخضر يُصدِّر ولا يستورد الطماطم من الأردن وأرض الجزيرة تئن من الإهمال وأحيانًا من العطش.
رغم أني كتبت كثيرًا محتجاً على الاحتفالات وما يصرف عليها من مال وما تضيعه من وقت هو مكون اقتصادي حقيقي إلا أنني لا أنكرها جملة واحدة مثلاً تعلية الخزان حلم تحقق يجب الاحتفال به وأن يفتحه الرئيس رغم ما به وعليه من مهام. ولقد كان رفعًا للمعنويات التي أهبطها الاقتصاد وتدهور سعر الجنيه بتلك الوتيرة ووصول التضخم إلى 43%.
بعد كل هذا أريد أن أدلف إلى التنظيم والإعداد الجيِّد للاحتفال، لله در القائمين به!، بداية الإعداد الجيِّد وبطاقة الدعوة وما صاحبها من إرشادات وتفاصيل دقيقة حتى مكان الاحتفال حُدِّد على الورق بدقة وبألوان لكل فئة وحتى مكان (الحمامات) في خريطة المواقع وما أدراك ما (الحمامات) لكبار السن ومرضى السكري في هذا الشتاء! وبطاقات الصعود للطائرة وكل من رأى جمال حسن سعيد في قناة النيل الأزرق في إعلان تجاري لشركة تاركو للطيران تمنى أن يكون نصيبه في الطائرات تاركو ليتأكد من مقولة جمال (لو السفر ما بي تاركو أحسن تفارقو)، ولحسن الحظ كان من نصيبي أن أكون ضمن ركاب البوينج 737 التابعة لتاركو في الذهاب وكانت العودة بطائرة ايرباص في غاية الروعة، وأيضًا تابعة لتاركو للطيران ومن قلوبنا نهنئ شركة الطيران هذه ونتمنى لها كل تقدم.
لم يكن في الحفل إلا خلل واحد ترتب عليه خلل كبير وذلك ـ تأخر بدايته ساعة كاملة بدلاً من الحادية عشرة بدأ الثانية عشرة مما جعل الصف الأول في مقصورة الاحتفال خارج الظل قبيل نهاية الاحتفال وما أدراك ما الصف الأول ومن في هذا الصف لا يحتمل حرارة الشمس مما جعل المنظمين يحاولون تدارك الخطأ بزحزحة الكراسي على ضخامتها إلى حيث الظل.
بالله في داعي أكرر ما قيل في الحفل ومن حضر الحفل؟ كُتِب ذلك في عشرات الصحف والاحتفال بإنجاز مثل هذا يستحق السفر.

الخـزنـة قفلـت


ا 

 الثلاثاء, 08 كانون2/يناير 2013   

كم مرة سمعت هذه العبارة؟ اسمعك تقول مية مرة.
بالله في حد في الدنيا يقولوا ليهو هاك قروش يقول لا تعال بكرة؟
      كانت أيام العمل ستة أيام في الأسبوع، يومها كانت الخزنة أو مكان استلام أموال للدولة، تفتح لاستلام المال من المواطنين عند الساعة التاسعة وتقفل عند الساعة الثانية عشرة بحجة المراجعات والتوريد وما يعرف بتقفيل الخزنة. استمر هذا الوضع رغم أن عدة مستجدّات أطلَّت على الحياة السودانية منها أن أيام العمل صارت خمسة وليست ستة، وفي هذا الوضع الجديد صار يوم العمل ينتهي عند الرابعة ما جعل البنوك تمدِّد وقت تعاملها مع الجمهور إلى الساعة الثانية والنصف ظهراً. أما حبايبنا ناس الخزنة قفلت فلم يزيدوا ساعات التعامل مع الجمهور ولم يطالبهم المخدم الذي هو الحكومة بتمديد هذا الزمن وظلوا يقابلون الجمهور بوجه طلق تداخله شماتة لكل من جاء بعد الثانية عشرة «الخزنة قفلت» بالله أين يقضي هؤلاء الساعات الاربع الباقية؟ وفي ماذا؟ أم تعال بكرة هي عملهم الجديد!
مناسبة ذلك أن جامعة الخرطوم «الحاجة العجوز وحبوبة الجامعات» ما زالت لها وحدة تابعة للشؤون العلمية تستلم رسوم استخراج الشهادات التي كانت على زماننا بجنيه لا أدري بكم جنيه هي الآن؟ هذه الوحدة مسؤولة عن كل الجامعة وبها ثلاثة موظفين «كما قال محدثي الثائر من عندهم وقالوه بالخزنة قفلت وجن جنونه وجنني معه».
كثير من الجامعات الآن لا تتعامل مباشرة مع هذه الرسوم ولقد أسندت الأمر للبنوك أو بالأحرى بنك فيصل أذكره هنا بالخير رغم غبينة قديمة معه، هذا البنك يستلم رسوم عدة جامعات ويرتب لها حساباتها أفضل مئة مرة من الأموال المباشرة التي تتبادل بين طالب وموظف و... و... و... و... وبنك.
    لماذا تأخرت جامعة الخرطوم عن هذا التعامل عبر البنوك؟ وهل هي آخر جامعة أم بقيت أُخر. كيف يُقبل من المؤسسات التي رسالتها التطوير أن تكون هي آخر من يمارس التطوير؟
الغريب أن رسوم الدراسة حسب ما علمنا تُدفع لجامعة الخرطوم عبر البنوك، لماذا لا تدفع كل الأموال المتعلقة عبر البنك؟ هذا سؤال أم كل سنة يدخل حساب وربما يكون مربكاً لبعضهم دخول أكثر من حساب في السنة؟
صراحة ليس أفضل ولا أسهل من أن يدفع المواطن للدولة عبر البنوك ويأتي حاملاً إشعار البنك بالاستلام. وكل جهة ترفض هذا الإجراء هي قطعًا جهة مستفيدة من التخلف إما أنها تجنب هذه الأموال أو لا تريدها أن تظهر في الحسابات أو هي أكثر من المنصوص عليه وربما لأتفه من ذلك الاستفادة من الكسور.
أيما جهة حكومية تُصِرُّ على أن يقف المواطن أمامها ليدفع لها مالاً هي قطعًا جهة مستفيدة بدرجة ما من هذا التخلف. ولا أريد أن أضرب مثلاً بوزارة الداخلية التي تثقل ظهرك بأورارق بيضاء مثل دعم الشرطة ودعم المكتب ووو كلها ستختفي إذا ما دفع المواطن الرسم المقرر بقانون عبر البنك..
اللهم املأ عين المستفيدين من التخلف أو خذهم إليك.

عمارات و دلالة سيارات


 

«سيدي محافظ الخرطوم نشكو لك وجود الظلط في حفرنا» محمد عبد الله الريح في سبعينيات القرن الماضي.
مثله اليوم سماسرة سوق السيارات جنوب السوق المركزي يرفعون شكواهم لوالي الخرطوم ومعتمد الخرطوم: سيدي المعتمد نشكو لك وجود عمارات ومساكن المواطنين حول سياراتنا والتي لها حرية الوقوف والتنقل وأفضلية كل ذلك ولو منعنا أصحاب المساكن من الخروج بعوائلهم أو بدونها فلا يحق لهم الخروج قبل أن نبيع آخر سيارة وعندها يمكنهم التنقل والخروج من بيوتهم عصرًا أو ليلاً. وقبل ذلك نشكو لك هؤلاء المواطنين فإنهم لا يفتحون بيوتهم لنتبول فيها مما يضطرنا أن نتبول حول أسوارهم وربما نفعل أكثر من ذلك، كما أنهم لا يساعدوننا بتقديم الشاي والقهوة مما اضطرنا لنأتي ببائعات الشاي ليقدمن لنا أكثر من خدمة علاوة على بيع الشاي والزنجبيل يطردن عنا السأم والملل عند كساد الأسواق وقلة المشترين هذه مجمل شكوانا لك. سيدي إما أن تهدم هذه المساكن لتخلو لنا ساحات مريحة لبيع السيارات في ما يُعرف بدلالة السوق المركزي أو تجد لهم مكانًا آخر.
تخيل نفسك بعد تعب وجهد وبذل مال كثير استطعت أن تبني بيتًا أو عمارة إن للسكن او الاستثمار وتُفاجأ بعد تمامها أنها عديمة الجدوى إذ يصعب العيش فيها وكثيرون يدخلون بيوتهم ويجدون أنفسهم محاصرين بدلالة السيارات لا يستطيعون الخروج من منازلهم لا مشيًا ولا على سيارات فالمخارج كلها مواقف لسيارات الدلالة تحيطها من كل جانب تسد الطرق، والغريب أنها تغسل في أي وقت وفي أي مكان مما يسبب طينًا ووحلاً مزعجًا للساكنين عفوًا المعتقلين. علاوة على ذلك أنهم يتبولون حول أسوار منازل السكان ولا يغادرون هذا السوق حتى بعد مغيب الشمس إذ بعد الغروب يحلو السمر مع بائعات  الشاي و...
بعد كل هذه الفوضى لو فكرت في بيع منزلك لن تجد مشتريًا.. من يشتري منزلاً هذه مواصفاته؟
السؤال إذا سألنا السيد معتمد الخرطوم أين سوق السيارات في محليتك؟ كيف ستكون إجابته؟
وسؤال آخر ماذا تجني محليتك من بيع السيارات التي عمولتها للسمسار قد تصل إلى ألف جنيه تترك هؤلاء بلا رعاية وتؤجر الدرداقات للأطفال بعشرة جنيهات؟ ومع بداية هذا العام رفعها المحتكر إلى 12 جنيهًا وعندما احتجوا جاءتهم شرطة مكافحة الشغب بالله من أولى بشرطة مكافحة الشغب هؤلاء الأطفال أم الموظفون الذين لا يُجيدون التقدير ولا فرض الأتاوات أم السماسرة.
الأخ معتمد الخرطوم لا بد من مكان لبيع السيارات غير هذا العشوائي تنظم فيه هذه الأسواق كما رأينا في مدن كثيرة أقربها مدينة بحري سوق منظم كل دلال له مساحة يعرض فيها ما معه من سيارات بعيدًا عن منازل المواطنين. يكون جميلاً بل واجبًا عليك أن تجد مكانًا غير هذا لمزاولة هذه المهنة متعددة الجوانب. وليكن لكم فيها جعل يفدي أطفال الدرداقات.
أتمنى أن تنقذوا هذا الحي من هذه الدلالة.

الأحد، 6 يناير 2013

اغتصاب مهنة


 

الخبر الذي هز المجتمع، المعلم المطرود من عدة مدارس واستقبلته المدرسة الخاصة بالأحضان وفعل فيها ما فعل واغتصب من تلاميذها «26» وعشرين تلميذاً. قبل التحقيق نقول أين الخلل؟ أين الخلل؟
ما رأيت خلالا لا وجيع له إلا هذا الصبر على عدم ضبط مهنة التعليم. للطب مجلس طبي منذ «1955م» بقانون نُفِّذ «1968م». يمنح الطبيب الذي يجتاز شروط التسجيل رخصة مزاولة المهنة ويظل رقيبًا عليه وذلك بعد أداء قسم ويحاسبه كدرجة من درجات المحاسبة والتي قد تتعداه للمحاكم.    
المجلس البيطري بدأت الفكرة سنة «1949م» إلا أن التنفيذ بدأ «1954م» مهمته تنظيم مهنة البيطرة. هل الفرق بين اهتمامنا بحيواناتنا وأطفالنا بهذا البُعد ننظم مهنة رعاية الحيوان في سنة «1954» ميلادية ولا ننظم مهنة رعاية البشر حتى يومنا هذا؟
وللمهندسين مجلس وللمحامين اتحاد. وللمهن الطبية مجلس جديد لنا معه وقفة تفصيلية قريباً، ما من مهنة إلا لها مجلس يحدد شروط الالتحاق بها ويضع صاحب العضوية تحت الرقابة اللهم إلا مهنة التعليم التي أصبحت مهنة من لا مهنة له!!
هانت عليهم وأهانوها وها هو المجتمع يحصد هذه الأخطاء في ممارسين لا نقول لا كفاءة لهم فقط ولكن لا أمانة لهم بل عار ووصمة خزي وعار على المجتمع تمثلت في فعل هذا المريض وغير السوي والذي ما كان له أن يمارس هذه المهنة لو كان لها مجلس يضع نقطة حمراء أمام اسمه من أول تجاوز في المدرسة الأولى.
صراحة بعد هذه السطور التي كتبتها بغضب شديد قلت اتصل على ابن الدفعة وكيل وزارة التربية الأخ محمد أحمد حميدة ولقد طمأنني الرجل وقال إن من توصيات مؤتمر التعليم الأخير هذه التوصية والآن القانون بوزارة العدل.
وكما فعل عريان السنة مع الترزي يوم العيد، نطالب وزارة العدل بشدة رغم مهامها الكثيرة أن تضع هذا القانون ضمن أولوياتها لتنجزه بسرعة ليقدَّم لمجلس الوزراء والمجلس الوطني ويصبح قانونا نافذاً يُذهب عن هذه المهنة كثيرًا مما حاق بها ويُذهب الخبث ويجعل منها مهنة محترمة يمارسها مهنيون يعرفون أصولها ويؤدونها بحقها تربية وتعليمًا وليس قلة تربية.
حتى نضمن مجتمعًا فاعلاً وصالحاً وكوقاية تعين وزارة العدل أن تنجز هذا القانون بالسرعة القصوى حتى يقلل لها كثيرًا من البلاغات التي مردها الداخلون لهذه المهنة من الشباك.. إنها مهنة من لا مهنة له.
يبدو أن مركزية الحكم وعدم توزيع الأدوار هو ما يجعل مثل هذه القوانين لا تجد حظها من الأولوية. إذ في كثير من الأحيان ما لم يأتِ الأمر من أعلى الكابينة لا تقوم مؤسسة بدورها العادي.. لماذا؟
بناء الدولة ذات القوانين والنظم أفضل على المدى البعيد من انتظار نفحات السياسيين و«عتماتهم، هذه لا يفهمها إلا أهل الإبل». دعونا نبني دولة المؤسسات والقوانين وليس دولة حكم الأفراد.

المزيد من المقالات...

تعقيبات


 

تعقيب على: هملة الدرجات العلمية
 لماذا يصل الفساد إلى العلم والعلماء بالجامعات؟! هذا يرجع في تقديري إلى تقديم العلاقات الخاصة بالتنظيم والمنظمات على الصالح العام. وهذا بدوره يرجع إلى أن المناخ الاجتماعي لم يعُد كما كان بعهد الآباء والأجداد بعد أن ظهرت آثار عوامل التعرية والتصحُّر. من منهج تعليم وإعلام وفلسفة حكم. ألم يقل د. الترابي في فقه الضرورة «الكذب من أجل المصلحة يجوز» وألم يقل مدير إحدى الجامعات الكبيرة كما قرأت بالصحف: «إننا بمرحلة السعي للوصول إلى السلطة كنا نزوِّر». أما بعد الوصول فيجب الالتزام بالصدق.
كما يرجع إلى غيرة السودانيين التي لا ترضى بما قسمه الله لها. إلى حد قيام «07» حزباً سياسياً. بل إلى حد أن الشقيق يحسد شقيقه دع عنك ابن عمه. ألم يقل د. محمد عبد الله الريح إن «99%» من الحسد في العالم في السودان. والـ 1.% يخرج بالنهار ويعود بالليل ليبيت عندنا؟! وبالمثل قال د. كمال أبو سن بالإنتباهة «6/11/2102م ص 8». وقال د. أبو القاسم قور بالرأي العام تحت عنوان «الحسد السوداني الأصيل». ومما يؤكد هذا أن حواتيًا متطاولاًَ في حمور عندنا قال: «أنا كمان دكتور» سُئل: دكتور «في شنو؟!» قال: صيد الحوت. فتأمل. كلمة «دكتوراه» المعنى العلمي لها «مكتشف» لهذا تدقِّق الجامعات ألاّ يكون موضوع رسالة الماجستير والدكتوراه مطروقاً.
أ.د. عبد الله عووضة حمور
تعقيب على: «تاركو للطيران»
 الاخ أحمد التحايا والود.. ابن الجزيرة البار ونحن أهلك وعشيرتك
لفت انتباهي إشادتكم بشركة تاركو للطيران. أعتبر هذه الإشادة في محلها تمامًا ومُستحَقَّة لهذه الشركة. سافرت مع هذه الشركة قبل أقل من شهر من الخرطوم إلى الدمازين وكانت المرة الأولى التي أعرف فيها أن هناك شركة طيران اسمها تاركو. أقلعت بنا الطائرة في موعدها بالضبط. قدموا لنا وجبة فطور في منتهى الجودة والكمية أيضًا. طاقم الطائرة راقٍ لدرجة لافتة. عند العودة قدموا لنا وجبة خفيفة لا تقل جودتها عن وجبة الإفطار فمازحت المضيفة وقلت لها أكيد الشركة خسرانة، فقالت لي: ما السبب؟ فقلت لها وجباتكم دسمة وكميتها غير معقولة، فضحكت وقالت لي: نريد أن نكون متميزين، فقلت لجاري بالطائرة لا أصدق أن ذلك يحدث في السودان الواجب دعم هذه الشركة إعلاميًا حتى يتسنى لها أن تتطور. والغريب في الأمر أنه بعد أسبوع من ذلك ذهبت إلى واجب عزاء لأحد أقربائي وسألت عن قريب لي يعمل طيارًا «كابتن التلب» وهو من أقدم وأقدر الطيارين  في سودانير سابقًا لأقدم له واجب العزاء، فقالوا لي ذهب إلى جنوب إفريقيا للتحضير لدورة طيارين يعملون معه في الشركة، فسألت: أي شركة؟ قالوا لي تاركو للطيران.. فقلت: الآن عرفت سبب تميُّز هذه الشركة.
شكرًا الأخ أحمد وشكرًا للكابتن حسين التلب ابن صراصر البار وأخيرًا مزيدًا من التقدم لشركة تاركو للطيران.  
أخوك مهندس/ أحمد عبد الله دفع الله  
تعقيب على: أوباما وحادث أم دقرسي
أضم صوتي إلى صوتك الواضح في دعوة المسؤولين للاهتمام بصيانة وإضاءة الطريق، وبالرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد ونعرفها ونقدرها تماماً إلا أننا نتساءل: لماذا لم يستجب المسؤولون لهذا النداء المخلص قبل الضائقة الاقصادية أيام «الطرفة والبحبوحة» التي رأيناها تنتظم طرق وجسور العاصمة وتزين النيل وتربط ضفتيه داخل وخارج العاصمة في النيل الأزرق والنيل الأبيض والنيل الكبير من نهر النيل إلى الشمالية الكبرى؟.. ولعل مدني هي العاصمة الثانية بعد الخرطوم وأم درمان وهي عاصمة الجزيرة ذات الكثافة السكانية التي تنافس أكبر ولايات السودان من حيث المساحة والسكان والنشاط التجاري والزراعي والاجتماعي والأكاديمي والثقافي والفني والرياضي ويكفي في التعليم أن نذكر «حنتوب» وجامعة الجزيرة، وفي مجال الزراعة أن نذكر مشروعي الجزيرة والمناقل.
ومنذ عدة عقود كان طريق مدني الخرطوم محفوفاً بالمخاطر ولكم قتل الأفراح وأبكى النساء والأطفال وضاعف من الأحزان والأتراح، بينما  الغرض منه إعطاء سبل الحياة السهلة وتوفير الوقت لا إهداره ومن ثم إهدار العمر في طريق أفضل منه السفر لمدة يوم كامل بالقطار والصبر على أكل «الطعمية البايتة والبيض المسلوق منتهي الصلاحية»، كما أن الغرض من الطريق الانتقال السلسل الآمن وتحقيق التواصل التجاري والاجتماعي والتعليمي وربط المنطقة بولاية الخرطوم والولايات الأخرى.
أخوكم/ السر محمد أحمد مصطفى ــ الشاعر
جدة ــ المملكة العربية السعودية
> من الاستفهامات: اضطررنا لاختصار الرسائل حتى نتمكن من نشر بعضها.

عودة الميرغني .... تاني!!


 

خبر «السوداني» يوم الجمعة 28  12-- 2012 م في صفحتها الأولى يقول: «من المقرر أن يصل خلال الأيام القادمة مساعد رئيس الجمهورية جعفر الصادق الميرغني لمواصلة مهامه الدستورية بالقصر الجمهوري بعد زيارة خارجية طويلة. وقال وزير وزارة مجلس الوزراء القيادي بالاتحادي الأصل أحمد سعد عمر في تصريح، إن مساعد رئيس الجمهورية سيصل البلاد خلال أيام لمواصلة مهامه في حكومة القاعدة العريضة».
من أمثال العرب «لا تلد الحية إلا مثلها».
ومن الأمثال السودانية: «ود الوز عوام» ومنها أيضاً «ود الفار حفار».  
بالمناسبة، ما سر غياب المراغنة المتكرر عن السودان؟ وبعد كل غياب طويل تمتلئ الصحف بأخبار كالخبر أعلاه أو عودة الميرغني قريباً، وفي مرة ولم يسأل الناس عن الميرغني، ولكنهم أجابوا لا نضمن سلامة الميرغني يعنون السيد محمد عثمان كتبت بعد ذلك الخبر الآتي:-
«قال عثمان عمر الشريف «بعد الذى جرى لا نضمن سلامة السيد محمد عثمان عند حضوره السودان» صحيفة «الأحداث» 17/2/2008 يشهد الله أنني لست ميالاً للكتابات السياسية لبؤس الواقع السياسي وقلة المردود منها. لكن مثل حديث العضو «المحترم» أعلاه عن سيده يفقع مرارتي ويجبرني على أن «أنفش» في عمودي هذا. ما ذُكرت الصوفية إلا وذُكر الزهد «رغم شكي في صوفية البعض». درجة من درجات الصوفية تُخصي العقل وتجعل من الأتباع اتباعاً منفذين لقول شيخهم أو سيدهم بلا إعمال لرأي خاص أو مشورة. ولكن بعد هذا الوعي وهذا الانفتاح المعرفي وهذه القنوات التي لا تحصى وهذه الجامعات التي فاق عددها عدد المدارس الثانوية أيام «الأسياد» يأتي عضو من الاتحادي الديمقراطي أو الوطني الاتحادي أو الشعب الديمقراطي «أضعها في سلة واحدة لعدم وضوح الفواصل بينها ولكنها في النهاية غير واضحة الفواصل وأزيد وليست بالأمر الشاغل لكثير من السودانيين وأحزاب الساحة السياسية السودانية»، ويقول إنه لا يضمن سلامة السيد محمد عثمان الميرغني عند حضوره للسودان. على ماذا أنت خائف عليه؟ وما هي السلامة التي لم تجدها لنفسك و«40» مليون نفس سودانية، وتريدها لسيدك محمد عثمان؟ وإن كانت سلامة سيدك محمد عثمان أهم من سلامة كل هؤلاء، فادرأ عنه الموت واجعله حياً إلى يوم القيامة لتستمتع بنظرة من أبي هاشم»أ.هـ .
كان هذا الحديث الساخن قبل خمس سنوات، والحمد لله عاد الميرغني واستوزر عثمان الشريف ورفاقه وضمنوا سلامة الميرغني وعيشه، بل صار ابنه مساعداً لرئيس الجمهورية. وتتكرر الأسطوانة ويخرج جعفر الصادق الميرغني مساعد رئيس الجمهورية ويغيب عن القصر عدة شهور، ولكن الحمد لله ها نحن نُبشر بعودته قريباً بدون تاريخ لا يوم ولا ساعة. ياللا افرحوا كلكم، سيعود المساعد يوماً ما.
كل هذه المدة، هل هي خروج بإذن ومخصصات؟ هل كان الرجل في مهمة رسمية لعدة شهور؟ هل الدستوريون الكبار في نظامهم وشروط التحاقهم مواصفات وعقد يوضح العلاقة بينه والدولة، أم أن هناك من لا يُسأل أين سافر، ولماذا وبكم وماذا أنجز؟ كالخروج مع جماعة البلاغ «الأحباب».
مرحباً بمساعد رئيس الجمهورية والحمد لله على السلامة. وعليه أن يرينا هل كان في رحلة خاصة أم مهمة رسمية؟ وما نصيب الشعب السوداني من هذه الرحلة الطويلة، ماذا ربح الشعب السوداني وماذا خسر؟ ما الفوائد التي جناها الشعب السوداني وكم صرف على هذه الرحلة الطويلة؟
بالمناسبة، هل يمكن أن تكون إجازة بدون مرتب؟ اسألوا شئون الأفراد في القصر؟

اليوم نرفع جدار خزاننا


  

من لم يفرح بهذا ففي وطنيته شك!
  مع حلاوة صوت وردي وروعة تلحين وكلمات الأغنية الوطنية التي يغنيها وردي وترددها الإذاعات والقنوات في مثل هذه الأيام من كل عام، والتي مطلعها «اليوم نرفع راية استقلالنا» للشاعر عبد الواحد عبد الله ورغم ما فيها من مبالغات مثل:
«كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية
خاضوا اللهيب وشتتوا كتل الغزاة الباغية
والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية
ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية»
نعلم أن الكذب مباح لصالح الحرب، ولكن هل هو حلال في نتائج الحرب؟ الأمر لكم! أم أن أعذب الشعر أكذبه؟
مهما قلت في هذه الأغنية الوطنية ولكنها ستظل تغنى مطلع كل عام وعند ذكرى الاستقلال. حلاوة الكلمات وحماستها وروعة لحن وردي وصوته كلها من مقومات هذه الأغنية الوطنية وسنرددها مع وردي وعبد الواحد عبد الله: يا أخوتي غنوا لنا غنوا لنا.
غير أن الذي يرفع اليوم ليس علماً من القماش، ولكنه جدار من الخرصانات وحائط خير رفع عشرة أمتار فوق خزان الروصيرص، ظل حلماً منذ أن افتتح ذلك الخزان. بدأ تنفيذ المرحلة الأولى في عام 1961م في عهد الرئيس الفريق إبراهيم عبود اكتملت في عام 1966م وتم الافتتاح في يوم 10 ديسمبر 1966 على يد الزعيم إسماعيل الأزهري. وظلت المرحلة الثانية تتقاذفها الحكومات والثورات ككرة اللهب إلى أن جاء هذا اليوم، وتمت المرحلة الثانية تزيد السد عشرة أمتار ارتفاعاً، وبحيرة طولها «25» كلم لتحجز خلفها «7.4» مليار متر مكعب من الماء وزيادة في الكهرباء مقدراها «40 %».
تتمثل الفوائد الاقتصادية لمشروع سد الروصيرص في:
 ترتفع السعة التخزينية من «3» مليارات إلى «7.4» مليار متر مكعب.
- يعمل على توفير المتطلبات المائية كاملة للمشاريع الزراعية المروية القائمة علي النيل الأزرق وعدم اللجوء إلى قطع المساحات المروية في سنوات الجفاف.
- توفير المتطلبات المائية اللازمة لإعادة تعمير وتأهيل التوسع الرأسي في مشاريع الطلمبات القائمة علي النيل الأزرق.
- التوسع في الزراعة المروية  في مساحات قد تصل إلى «1.5» مليون فدان  لضمان الأمن الغذائي المحلي والإقليمي وفتح الباب نحو الاستثمار في مجال الزراعة المروية.
- زيادة مساحة أراضي الجروف التي تنشأ في البحيرة بحوالي «71.400» فدان بزيادة «100%» عما هو قائم.
- زيادة الثروة السمكية والصيد من البحيرة بما قدره «70%» من الوضع الحالي.   توفر ظروف اجتماعية واقتصادية وبيئية ومعيشية وخدمية أفضل للسكان بعد أن تم توطينهم  في مواقع نموذجية وتحسين مستوى الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية.
- زيادة التوليد الكهرومائي من الوحدات القائمة بدون تكلفة إضافية بنسبة «40%».
- زيادة التوليد الكهرومائي من مأخذ ترعة كنانة ومأخذ ترعة الدندر والرهد.
- زيادة الطاقة الكهرومائية من المشروعات المائية القائمة سنار ومروي والمقترحة كالشريك وكجبار.
أليست هذه فوائد تستحق الشكر والحمد لله، والشكر لكل من قاموا بها من مهندسين وعمال وسياسيين، ويستحقون شكرنا جميعاً، ولكن ما زالت ترن في أذني إجابة الوزير أسامة عبد الله عن السؤال: قلتم إن سد مروي سيكون له كبير الأثر على الزراعة في الشمالية، ولم نر ما يسر حتى الآن؟ أجاب الوزير بقوله: عليَّ توفير الماء والكهرباء، والزراعة مسئولية آخرين وتحتاج جهوداً كبيرة.
هل ننتظر أسامة أن يغسل يديه من سد أعالي عطبرة وسيتيت لينقل لوزارة الزراعة؟ أم على الزراعة من هم ليسوا أقل من أسامة؟؟
ما لم يتبع هذا الإنجاز إصلاح شبكة ري مشروع الجزيرة والتي تحتاج لأقل مما صرف على هذا السد بكثير ليزرع المشروع طوال السنة، وتعود لمزارع مشروع الجزيرة ابتسامته وللاقتصاد عافيته.
انتهى زمن العزف المنفرد، نريد أوركسترا كاملة لا يهم من المايسترو.

اسامة عبد الله يفضفض


 

الوزير أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود اشتهر بقلة الكلام وقلة التصريحات والبعد عن الإعلام، فما أحسب أنه شارك في المنابر الإعلامية المشهورة مثل «حتى تكتمل الصورة» ولا «مؤتمر إذاعي» ولا «المحطة الوسطى». وهذا الغموض والبعد عن الإعلام ذو وجهين، فمنهم من يفسره على طريقة أن لسان حال أسامة يقول: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ». أو شعار العسكرية المشهور: «البيان بالعمل». ومنهم من يضعه في منزلة «سيبهم يقولوا أنا عايز منهم حاجة». أسلوب الصمت جر على أسامة عدة اتهامات وبدأ أعداؤه وليس هناك رجل بلا أعداء، ومَثَل أهل غرب السودان المشهور يقول: «الما عنَدَه عدو ولا راجل». اتهم الرأي العام أسامة بأنه مسنود من الرئيس، وهذا يكفيه لينجز ما يرى ولا يحتاج إلى إشارة خضراء من الرئيس وهي جاهزة دائماً. سافرت مع الوزير أسامة مرة إلى مروي ومرة إلى الدمازين أو الروصيرص، ولم أسمع منه كلمة، دائماً يترك الكلام للآخرين من المهندسين القائمين على الأمر ويكتفي بطأطأة رأسه فقط. في يوم الإثنين الماضي، دعت وزارة الكهرباء والسدود الأجهزة الإعلامية ورؤساء التحرير وكتاب الأعمدة للقاء تفاكري حول تعلية خزان الروصيرص، ذلك الحلم الذي تحقق، بدأ أسامة بمصافحة كل الحضور فرداً فرداً وهذه جديدة جداً «فسروها بطريقتكم» كان مقرراً للقاء أن يبدأ في الثانية، والتزم الكثيرون بالموعد إلا وزير الإعلام  هداه الله،  فقد جاء وزير الإعلام، الطبيب أحمد بلال  متأخراً ساعة كاملة، وتأخر بداية اللقاء كل هذه الساعة في انتظار سعادتو!
 في ذلك اليوم تحدث أسامة كثيراً جداً، وكأنه كان مخزناً هذا الحديث  كل السنين الماضية ليخرجه في يوم واحد، يوم يتحقق الحلم. من أشهر الأسئلة التي كتم أسامة الإجابة عنها كل هذه السنين، السؤال الذي ملأ الأفق ودخل كل أذن: أيهما أولى، سد مروي أم تعلية الروصيرص؟ وذكر الوزير أسامة أن أكثر من روج لهذا الزعم هو السيد الصادق المهدي، وأخرج قراراً من مجلس الوزراء أصدره المجلس الذي كان رئيسه الصادق نفسه موقع عليه أن مجلس الوزراء في سنة 1988 أصدر قراراً بهذا الخصوص ملخصه أن أي مشروع تكتمل دراسته ويوجد تمويله ينفذ.
 بالله لماذا لا نقفز فوق السؤال ونقول الحمد لله قد تمَّا معاً، ولا معنى للوقت في كثير من الأحيان وشعارنا لكل أجل كتاب. انتهى اللقاء ووقفنا مع الوزير أسامة خارج القاعة وقفة طويلة أجاب فيها عن كثير من الأسئلة التي لم تطرح في القاعة مثل: قلت له إنك أنشأت شركات الكهرباء لتخرج بها من سلم رواتب الخدمة المدنية لتضع ما يريحكم من الرواتب على منسوبي الكهرباء وهم الآن يتعاطون رواتب أضعاف زملائهم في الخدمة المدنية. رد بأنهم وجدوا تفاوتاً في الرواتب رهيباً. الفرق بين أعلى راتب وأقل راتب يعادل «40» ضعفاً، ووضعنا نظام system ينصف الجميع ولا يخرج عليه أحد أبداً. واعترف لنا بأن كثيراً من الجهات في الدولة لا تحب النظام وتفضل اللا نظام لتفعل ما تريد.
لا يمكن حصر كل  ما قاله الوزير أسامة في ذلك اليوم فكأنه كان «مكنوناً» وانطلق.«لا لا لن أشرح معنى مكنون». لا يسعنا في هذا اليوم الإثنين آخر أيام 2012 وغداً بإذن الله يصبح السودان محتفلاً بتعلية خزان الروصيرص، هذا الحلم الذي أدرج منذ 1961 في برنامج كل الحكومات التي تعاقبت، ولم ينفذ إلا في هذه الحكومة كثيرة الإنجاز وكثيرة الأخطاء. مبروك وألف مبروك هذا الإنجاز الذي قال عنه الطيب مصطفى في اللقاء التفاكري: «والله لو أنجزه ياسر عرمان لهنأته به». بالله عايزين شهادة لعظمة هذا الإنجاز أكثر من كده؟
ويبقى السؤال: وكيف الاستفادة منه للزراعة؟ والذي أجاب عنه أسامة هذه ليست مهمتي؟
عوافي يا متعافي استلم!

اشادوا ببورتسودان و(تاركو)


 

وفد من منظمة سعودية له سهم في إعمار ولايات الشرق لهم عدة مشاريع رائعة في ولايات الشرق الثلاث، ومن قبلها إسهاماتهم في دارفور وجهات عديدة في السودان حتى الجزيرة لها نصيب في إسهامات المنظمة، لا أريد أن أسمي المنظمة لأسباب من باب «حاجات تانية حامياني». زار الوفد البلاد هذا الأسبوع، تربطني علاقة قوية جداً مع رئيس الوفد السعودي، عُشرة امتدت لعشرات السنين أدامها الله، بدأت يوم كنا نعمل معاً. لم أقابلهم قبل سفرهم إلى القضارف وكسلا وبورتسودان التي ذهبوا إليها بالسيارة، وكان بيننا اتصال بالهاتف.
طبعاً ليس هذا الخبر، ولا أنا الجهة التي تورد تقرير الزيارة ولا تقييمها رغم أني على علم بأنها مفيدة لأهل الشرق فائدة كبيرة، ونسأل الله أن يحقق الأهداف التي من أجلها بُنيت المباني، ويبدو لي أن بناء الجدران أسهل بكثير من بناء الإنسان، ولتشمر ولايات الشرق بعد هذه المباني، وليكن شعارها نبدأ من حيث وقف الآخرون ولا داعي لتكرار التجارب المجربة.
صراحة لم يحدثني صديقي رئيس الوفد الذي يزور الشرق للمرة الأولى عما شاهده في القضارف ولا كسلا كثيراً، ولكنه منذ أن حط رحله ببورتسودان أدهشته المدينة نظافتها وإنارتها وجمال شوارعها، وأيدته على ذلك. وأنا الذي آخر زياراتي لبورتسودان كانت في عام 2008 م، وشهدت يومها في عدة مقالات بتطور بورتسودان المطرد وشكرت واليها على هذه الإنجازات، وأعقبني تطور كبير مهرجانات سياحة واستثمار وكده. إخواننا المصريون لا يقولون للأعور يا أعور، بل يقولون له (عينك واحدة حلوة أوي) ويسكتون عن الأخرى. فهؤلاء قالوا بورتسودان حلوة أوي وسكتوا عن القضارف وكسلا. من عندي كسلا تملك كثيراً من مقومات الجمال مما لا تملكه بورتسودان، ولكنها كبدوية جميلة، وماذا ينقص البدو؟ الكل عارف.
 أن يشهد وفد قادم من السعودية دولة البترول الأولى في العالم، فهذه شهادة تحفظ في الصدور وتعلق على الجدران وشهدوا لبورتسودان، وشهدوا لـ«تاركو» للطيران وما أدراك ما «تاركو»؟ الطائرة التي أقلتهم  من بورتسودان إلى الخرطوم والتابعة لشركة «تاركو» للطيران، أثنوا على انضباطها في الوقت ونظافتها وسلاسة إقلاعها وهبوطها وتعامل الطاقم، أثنوا ثناءً كثيراً استوقفني. عندما يثني سعودي استخدم عشرات شركات الطيران العالمية وسافر مئات السفريات لعدة أنحاء في العالم لم يترك آسيا ولا أوروبا ولا أمريكا ولا إفريقيا، وبعد كل هذا يثني على شركة طيران سودانية اسمها «تاركو» هنا يجب أن نرفع رأسنا ونقول الحمد لله نحن بخير، حتى ولو كانت شركة خاصة وليست شركة القطاع العام. يبدو لي، والله أعلم أن سودانير ليست شركة القطاع العام الوحيدة الخاسرة التي خرجت من السوق بسوء الإدارة، فكثير من شركات الطيران التابعة للقطاع العام في كثير من بلاد العالم الثالث انهارت، حتى «بان أمريكان» خرجت من السوق، ولكن بعض الدول تصر على دعم الشركات الخاسرة حفظاً لاسمها وكرامة الدولة.
عودة إلى «تاركو» أليست هذه الإشادة بهذا الإنجاز السوداني تستحق أن نفخر بـ«تاركو» كسودانيين جميعنا أم يفرح بها أصحاب الشركة فقط؟ هذا السؤال للنقاش العام وفي انتظار ردودكم.