الجمعة، 26 أبريل 2013

وجاء يوم كنانة

 الخميس, 25 نيسان/أبريل 2013 

برفقة طيبة وفي بص مريح يمشي الهوينا يوم السبت الماضي، توجهنا إلى كنانة الخير، وعندما قلت لإخوة الرحلة الأخ أبشر الماحي الصائم والأخ أو الأبن الحاج أحمد المصطفى المذيع الرائع، اليوم سأرى كنانة باستغراب قالوا أولم تزر كنانة قبل اليوم؟ قلت هذه المرة الأولى. همس أبشر لا تكرر هذا الحديث فليس من المعقول ألا تكون زرت كنانة. قلت: ما العيب في ذلك لم أدع لزيارتها قبل اليوم وليس سهلاً وغير مسموح أن تزرها من تلقاء نفسك لأنها منشأة اقتصادية مهمة، الدخول إليها يحتاج إذناً. المهم لكل أجل كتاب.
على طول الطريق وما أطوله! والحاج يقارن بين الجزيرة وبحر أبيض ويقول انظر إلى بؤس هذه المناطق، وحقاً الفرق كبير من حيث الكثافة والمنظر الخارجي، ولكن هذا لا يمنع من أن كليهما ضائع كما يقول فرفور.
دعونا نتجاوز الطريق الذي انتهى بعاصمة ولاية النيل الأزرق رَبَكْ اسم هذه المدينة ضبطه أي تشكيله فرض عين. نعم هنا حياة حقيقة وبشر وطرقات تعج بالحياة ومعمار لا بأس به «أذكر أن تقدير موضوع الإنشاء في المدارس كان يتدرج من ممتاز إلى جيد جداً حتى يصل لا بأس».
هذه منشأة واسعة ومرتبة ومنظمة نظاماً جميلاً، ومعمار واستراحات وكل ما يجعلها رائعة، ورحابة بين كل استراحة وأخرى أو منزل وآخر مساحات تجعل التهوية لو لا روائح المصنع شيئاً رائعاً.
وجاء يوم الاحتفال صباح الأحد وجاءت علية القوم بالطائرة فوقتهم أثمن من أن يضيع في السفر بالبصات. وقدم الحفل مذيع رائع ليس بكثير الكلام ولا قليله، وسليم اللغة ومرحا ومبتسما حدثنا الأستاذ نصر الدين الحسين والأستاذ محمد المرضي التجاني بلغة العلماء وبينوا بداية فكرة الوقود الحيوي «الترا ي 10» وقارنوا بينه والوقود البترولي وتجارب العالم وكيف وصل الأمر إلى يوم التدشين هذا، حيث سنرى التجربة واقعاً، سائل مخلوط يصب في جوف السيارات والمسدس بيد وزير النفط. بعده تحدث الأخ عبد الوهاب محمد عثمان وزير الصناعة وعدّد فوائد صناعة السكر وكيف هو قاطرة لصناعات كثيرة كما أسلفنا في المقال السابق.
وعدتكم بأن تكون «وغيرهم» عنواناً لمقال ولكن فلتكن مقالاً لفقرة.
غير أن السيد والي النيل الأبيض بالإنابة شنيبو قد قال كلاماً كثيراً دعونا من فائدته وعدمها غير أنه صنف الصحافيين هكذا «الصحافيون الوطنيون الصادقون وغيرهم» ومن حرصه على الاستعداء خفت أن يقول أمثال فلان وفلان.
 كان يوماً رأينا فيه وجهاً مشرقاً للتنمية وآمالاً تستحق أن يعلق عليها ونقول للأجيال القادمة رغم كثرة السياسيين وعدم منفعتهم للناس أمثال صاحبنا وغيرهم إلا أن هناك عقولاً تبني هذا الوطن رغم البطء وضياع كثير من الزمن في ساس يسوس إلا أن تنمية تمشى ولو كالسلحفاء.
دار نقاش كان رأي أبشر الماحي أن الصحف لا ترى إلا النقد لدرجة أحبطت الناس، ويجب أن نركز على الإيجابيات، اعترضت بأن مهمة الصحافة أن تراقب وتقول هنا خلل اصلحوه، ورغم ذلك نبحث عن الذي يفرح لنقول هنا شيء جميل مثل يومنا هذا.
في شوق لمصنع السماد العضوي.

مالية ولاية الجزيرة مرة أخرى

 الأربعاء, 24 نيسان/أبريل 2013

وجد موضوع الأحد الماضي (مالية ولاية الجزيرة كيف تدار؟) صدى واسعاً وتلقيت عشرات المكالمات كلها تؤيد ما طرحنا من خلل في كيفية إدارة المال في ولاية الجزيرة. غير أن المكالمة الأهم كانت من صديقي الأستاذ صديق الطيب وزير المالية ودار بيننا حوار ودي طويل. أولاً أشكر له وصف كتابتنا بالموضوعية وزدت الأخ الوزير من الشعر بيتاً وقلت له رددت على أحد الأصدقاء الذي فهم الموضوع على كيفه قلت له إنت يا صديقي موتور سياسيًا أما أنا فأسعى للإصلاح وضحكنا ونفى الصديق أن يكون موتورًا سياسيًا حفظه الله.
من الذي برر به الوزير أنه لا يعطي المحليات نصيبها القانوني أن هناك محليات ليس لها مورد وخصوصًا الأراضي وضرب مثلاً ببعضها ولا بد من تنميتها من مال غيرها.
هنا جنّ جنوني وأنا أعلم علم اليقين أن محلية الكاملين لم تستلم من مباع أراضيها (25%) التي نص عليها القانون  مليماً واحداً وقلت للسيد الوزير أمامك قانون إما أن تطبقه أو تسعى لتعديله وكدت أن أقول له وإن عجزت في الاثنين فليس أمامك غير الاستقالة. بالمناسبة هذا ليس رأيي وحدي ولكن كل مستنير صار يعلم أن محلية الكاملين مظلومة تمامًا وأعوذ بالله من الجهوية التي أُجبرنا عليها. على سبيل المثال مدينة البشير الطبية بيعت بمبلغ (30.8) مليار جنيه بالقديم بالقانون نصيب محلية الكاملين منها (7.5) مليار جنيه طبعًا (0.8) تركناها صدقة تخيل محلية تظلم مثل هذا الظلم وبعض طرقها لم يتقدم منذ (11) سنة مثل طريق اللعوتة، المعيلق، أبو عشر وجاءت فكرة عشرات الطرق بعده ونفذت وطريق ود السائح أيضًا مركون في الرف مثل أخيه نحن لا نحسد المناطق التي وصلتها الطرق بعد هذه. والتنمية والله تعجبنا في أي مكان ولكن حصانة الحكم في العدل حصنوها بالعدل.
ما لم أقله للسيد الوزير أن هناك مجلس قسمة الموارد برئاسته وعضوية كل معتمدي المحليات ورؤساء المجالس التشريعية للمحليات منوط به أن يجتمع شهريًا ليقسم موارد المحليات وفق علاقة منصوص عليها بالقانون، هذا المجلس لم يجتمع منذ أن أصبح أخي صديق الطيب وزيرًا للمالية ولم يسأله والٍ ولا مجلس تشريعي وكل هذه السنوات يقسم الموارد كما يشاء. مما ذكره لي الأخ الوزير أنه يصرف على المحليات تنمية وضرب لذلك مثلاً الإجلاس والكتاب المدرسي والفصول ويحسب ويخصم من نصيبها. قلت له لو عاملتك وزارة المالية الاتحادية مثل هذه المعاملة هل ستقبل؟
لا يحجر إلا مال السفيه إن كانت كل هذه المحليات سفيهة وتستحق أن يحجر وزير المالية أموالها ويتصرف فيها نيابة عنها فليخطو خطوة أكبر ويحل كل هذه المحليات وليفعل بعدها بالمال ما يشاء وكيف يشاء. بالمناسبة السفيه في الشرع الذي لا يحسن التصرف في ماله.
(وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَآءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) (5) النساء.
يا صديقي صديق الطيب والله إني ناصح، لا يمكن أن تسير الأمور هكذا وكما أسلفت ليس هذا رأي خاص ولكن صارت قناعة كل عالم بالأمور في محلية الكاملين وربما محليات أخرى ونخشى من عواقب لا يستطيع حلها بالمال.
كثيرون عليهم متابعة هذا ولكن يحمون مناصبهم بالسكوت. اعلموا أنها لا تدوم لأحد.
مازلنا نرجي ما بأيدينا من وثائق مترعة بالأرقام ليوم آخر.

بلـد السُـكّروE10

  الثلاثاء, 23 نيسان/أبريل 2013
 
كلما ذكرت كنانة انصرف الذهن إلى السكر فقط، وذلك لسنوات طويلة منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث بدايات شركة سكر كنانة كأنجح شراكة بين مؤسسات ودول عديدة السودان الكويت السعودية وبعض البنوك «تخريمة كل مصانع السكر قامت في العهود العسكرية الفريق، عبود، المشير نميري، والمشير البشير».
قبل سنوات قليلة صرنا نسمع بمنتجات كنانية غير السكر مثل الأعلاف للأبقار الحلوب ومنتجات الألبان من حليب وزبادي ما عدنا نراها في الأسواق وغير ذلك «بالله احفظوا غير ذلك دي كويس ستكون عنوانا بإذن الله».
بدعوة كريمة لملتقى إعلامي من شركتي سكر كنانة والنيل للبترول، حدثونا عن جديد الشركتين المتقدم الإيثانول، وكيف يمكن أن يكون طاقة نظيفة، يعني أقل تلوثاً، وهذا التلوث هو ما يدير رأس العالم الغربي، حيث بلغت كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء 7.1 مليون متر مكعب، وهو في ازدياد ما لم يبحث العالم عن بديل للطاقة البترولية، ولا أدل على الاستشعار بخطره من أن الاتحاد الأوربي قرر استعمال الوقود الحيوي الإيثانول بنسبة 15% بحلول 2015م ويتدرج في ذلك. بالمناسبة في سنة 2050م للذي يدركها سيكون البترول مشكلة كبيرة حيث أن الاستهلاك اليومي اليوم «87» مليون برميل من البترول وسيصبح في عام 2050م الاستهلاك اليومي «140» مليون برميل، وهذا البترول طاقة ناضبة طال الزمن أم قصر، وكل هذه المعلومات وغيرها مثل معلومة أن البرازيل الآن تستخدم الوقود الحيوي بنسبة 85% و15% فقط بنزين «يللا بلا أوبك بلا لمة» من السيدين المديرين المرضي ونصر الدين.
ونعود لكنانة والنيل للبترول، هذه الزيجة المباركة، فقد وفرت النيل تجربة استخدام الإيثانول وهو مشتق من مشتقات قصب السكر أو صناعة السكر «بالمناسبة زمان كنا صغاراً في المرحلة المتوسطة، وفي رحلة مدرسية زرنا مصنع الجنيد، وكان المولاص يصب في النيل الازرق»، والآن المولاص صار اكثر قيمة من السكر كما حدثنا محمد المرضي التيجاني، فمنه يخرج الإيثانول موضوع حديثنا اليوم، ومنه الخميرة ومنه السماد العضوي، وبالمناسبة بوصفي مزارعاً اكثر ما اعجبني وزاد صدري انشراحاً ان السماد العضوي سيدخل السوق قريباً حسب قول المرضي، وابشري يا زراعة ولا وألف لا للسماد الكيميائي بتاع السماسرة.
وهذه المخرجات سيصنع منها بلاستيك نظيف، وستدخل في صناعة البوهيات، وقُصر الحديث أن قصبة السكر ليست فيها فضلات فكلها خير وبركة، وما تشربه من الماء ينفعها ان شاء الله. ثم من يصدق ان هذا المصنع على ضخامته والمدينة كلها مع كبرها تضاء بكهرباء وقودها البقاس، وهو لمن لا يعرفه ورتاب القصب «بعدين ورتاب دي يشرحوها كيف؟ انا ما لي إما قوقول أو الحبوبة أو الجد يلا يا حناكيش اختاروا».
خلاصة الأمر اذا ما وجدت بعد الآن سيارة تصب وقودها من ماكينتين اعلم انها أخذت 90% من البنزين واضافت اليه 10% من ULTR E10 وهذه العشرة في المئة بداية وستزيد الى 20% و30%، والى هنا هذه الماكينات المستخدمة الآن تقبل هذه النسبة ولكن بعد الثلاثين تحتاج ماكينات سيارات غير هذه.
وتخفيض استهلاك البنزين 10% مكسب كبير من ناحية اقتصادية، ولكن القيمة الحقيقية أن هذا «الالترا تن» وسيكون بعد أيام لفظاً عادياً على كل لسان سائق تاكسي أو ليموزين «الالتر تن» يقلل التلوث ويطيل عمر الماكينة ويزيد الاحتراق ويقلل الفرقعة وارخص من البنزين، لكن بي كم؟ هذا السؤال الذي سألناه عشرين مرة ولم يجبنا احد لا نصر الدين الحسين مدير النيل ولا محمد المرضي العضو المنتدب لكنانة «خلي بالك ح يسعر الحكاية دي علي محمود وزير المالية، وأخشى أن يضع عليها ما يزيد سعرها على البنزين، مستدركاً مبلغ الدعم، ويبرر ذلك الدولة تدعم البنزين لكن الترا تن لا».
بإذن الله نكتب عن يوم التجربة في كنانة الخير. ولن ننسى «وغيرهم».

ورحل فريد عصره كمال حنفي

  الإثنين, 22 نيسان/أبريل 2013

لم ألتقِ د. كمال حنفي في حياتي وحياته إلا مرة أو مرتين وكلما قرأت عموده بأخيرة الرأي العام (إلا قليلا) أشعر بأني أقرأ لكاتب فريد عصره، كتابة في غاية الامتاع والعلمية إلى أن يخيل إليك أنه يكتب ليمتع نفسه أولاً ولا يهمه من القُراء مدح ولا هجاء ولو لا تواضعه لسمى عموده للأذكياء فقط.
كمال حنفي الطبيب شهد له الناس بأنه لم يهاتر ولم يناكف ويمكننا أن نقول ذو قلم أملس ونظيف رحمه الله رحمة واسعة وبالمناسبة لي مقولة أكررها كثيرًا أهلنا الحلفاويون مريحون جداً ولا يتعبونك في اكتشاف إما أن يكون طيب بنسبة (100%) أو غير ذلك وبنسبة (100%) يعني تيرمومترهم لا يقرأ إلا المائة والصفر ولا يقف في أي مكان بين الرقمين.
ذكر الأخ مكي المغربي ملاحظة أن كمال حنفي لم يتقلب في سوق الصحافة من صحيفة لصحيفة كما نفعل نحن (بالله مش أحسن من أن أقول كما يفعل الآخرون؟) ولم يغير مكانه في الصحيفة ولا أسلوبه فهو يريد أن يكتب ولا تهمه مضاعفات الكتابة لست متأكداً ولكن لا أحسب أن عموده منع من النشر يومًا ولا أحسب أنه استدعى من قبل نيابة الصحافة.
اللهم ارحم كمالاً الكاتب العلمي المبدع وآخر ما كتب كان عن بصمة العين التي ثبت أنها أكثر دقة وثباتًا من بصمة الأصبع وطبعًا كتبها باسلوبه وطالب السجل المدني أن يتطور مع العلم ويميزنا ببصمات عيوننا. كمال بصمتك على الصحافة لا شبيه لها رحمك الله رحمة واسعة.
جاءني الإيميل التالي من صديقي وزميل دراستي الطيب مصطفى النور (النور مهمة جداً حتى لا تختلط الأسماء) مدير مدارس القبس العالمية. وهذا أول إيميل منه وهزه موت زميله د. كمال حنفي إلى إيميل الطيب:
علو في الحياة وفي الممات
غيب الموت أخانا د. كمال حنفي الطبيب والعالم والإنسان، وهذا مصير الأولين والآخرين ولا نقول إلا ما يرضي الله،
جمعتني الأيام بالأخ كمال خلال سنوات الدراسة بمدرستي وادي سيدنا وحنتوب الثانوية، فكنا زملاء دفعة وصف وداخلية، كان كمال يقرأ الرياضيات والفيزياء بعقلية الأديب وإحساس الشاعر ويقرأ الأدب العربي والإنجليزي بمنطق خوارزميات الرياضيات وفلسفة العلوم ونظريات نيوتن وأنشتاين لتفسير ظواهر الحركة والسكون في الكون بأبعاده الأربعة، وبهذا الفهم أقبل كمال على الحياة بعقل متفتح وعبَر عن قضاياها بأسلوبه السهل الممتنع.
تفرقنا في دروب الحياة وذهب كل منّا إلى مبتغاه ومآلاته إلاّ أن رابطة الإخاء الحق وأوشاج علاقات الرابط الفكري بيننا لم تنقطع. ظللت أقرأ لكمال كتاباته وأستمع لأحاديثه في أجهزة الإعلام فكانت قناعاتي الراسخة تزداد يقينًا أن كمال نسيج وحده، وأنه يحلق بعيدًا في آفاق وعوالم تربط بين المثالية والواقعية بمفهوم كمال للحياة بمعناها الواسع.
عاش كمال وذهب كنسمة ناعمة في ليل صيف مقمر، أسعد الناس من حوله طبيبًا وصحفيًا ورقمًا اجتماعيًا لا يمكن تجاوزه.
اللهم إن كمال قد جاءك فقيرًا إلاَّ من رحمتك فتقبله قبولاً حسنًا وتجاوز عن سيئاته وسلام عليك أخي كمال في الخالدين، وإنا لفراقك لمحزونون.

مالية ولاية الجزيرة كيف تُدار؟؟

 الأحد, 21 نيسان/أبريل 2013

الأخ العزيز صديق الطيب وزير المالية بولاية الجزيرة، لا نشك لحظة في أنه حريص على محاربة الفساد لدرجة كبيرة، بل كبيرة جداً، حتى صارت عنده فوبيا فساد، فصار يرى في كل إجراء شبه فساد، ويتقصى عن كل قرش أين صُرف ومن صرفه وفيم صرفه، كل هذا نحمده لهذا الرجل الفاضل. غير أن ذلك لا يمنعنا من أن نقول إن تعطيل القوانين هو أيضاً فساد، ولو كان هناك فساد ناعم وفساد خشن، لصنفنا اختلاس الأموال بأنه فساد خشن، وتعطيل القانون والقفز فوقه فساد ناعم. وتعطيل التنمية بحجة محاربة الفساد أيضاً خلل، فقد توقف مشروع قرابة الشهرين بعد أن بدأ، كل ذلك ليتأكد الوزير من خلوه من شبهة الفساد، وبدأه من الصفر والحمد لله تم استئنافه بعد خلوِّه من شبهة الفساد، ولكن كم من الناس تضرروا من هذا التأخير؟
أمامي عدة مستندات بخصوص تغيير غرض الأرض، ومعظمه من زراعي لسكني، وما رأيت في حياتي العكس، وهل على العكس رسوم؟ تغيير الغرض مورد مهم من موارد مالية ولاية الجزيرة وغيرها من الولايات، وقرب ولاية الجزيرة من ولاية الخرطوم التي نفدت أراضيها، أعطى أراضيها ميزة وقيمة مضافة، وكل ذلك في محلية الكاملين التي تشكو مرَّ الشكوى من عدة أشياء، أولها ضياع أراضيها على يد وزير المالية ووزير التخطيط العمراني ووزير الزراعة بلا مقابل، وسنفصِّل ذلك كثيراً في الأيام القادمة، حيث ينص القانون على أن للمحلية المباعة أرضها «25 %» من عائد تلك الأرض، ولكن هذا نص وضعه وزير المالية في الفريزر، ويصرُّ على عدم تنفيذه مما حدا بمعتمد المحلية ألا يوقِّع على موافقة وزراء القطاع الاقتصادي، وهم وزير التخطيط ووزير المالية ووزير الزراعة والمعتمد المعني. وهذا التوقيع يأتي بعد مسلسل من الإجراءات تقوم بها لجنة تُسمى اللجنة الفنية لتغيير استخدامات الأرض، هذه اللجنة مكونة من مدير عام وزارة التخطيط العمراني ومدير عام وزارة الزراعة ومدير عام وزارة المالية ومدير الإدارة العامة للتخطيط العمراني مدير عام المساحة رئيس الإدارة القانونية مدير الإيرادات وزارة المالية مدير الإدارة العامة للزراعة وممثل جهاز الأمن والمخابرات، بعد أن يوافق هؤلاء العشرة العظام يرفعون توصيتهم لوزراء القطاع الاقتصادي، وبعد موافقتهم يتم تغيير الغرض وتحديد الرسوم.
لا أدري على ماذا تنص اللائحة، وإذا رفض أي من هؤلاء هل يتم البيع؟ أمامي ما يفيد أن معتمد الكاملين لم يوقِّع على هذه التوصيات أبداً، ورغم ذلك تغيَّر الغرض ودخل المبلغ إلى جوف وزارة المالية، ولم تنل محلية الكاملين غير صفر كبيييييييييييييييييير من هذه المليارات. سنعرض جداول الأراضي المباعة من محلية الكاملين لاحقاً.
من يوقف هذه المخالفات وهذا التضارب وهذا التعدي على الحقوق، أي عاقل يقول يجب أن تكون للوالي كلمته وللمجلس التشريعي كلمته، فيما يعلم الجميع أن السيد الوالي لا يقبل كلمة في صديقه الأستاذ صديق الطيب فهو مفوض تفويضاً كاملاً لا يُسأل عما يفعل. ويبدو أن السيد الوالي العالم في علم النفس إذا أحب شيئاً وضعه في موضع الكمال، وإذا كره شيئاً وضعه في محل الصفر. ولعمري هذه نظرية من نظريات علم النفس لم نقف عليها. أما المجلس التشريعي، فقد برَّر موقفه تبريراً كاملاً أن لم تقدم له أي شكوى مكتوبة ولا يعمل بحديث المجالس. لكن أليس عليه متابعة ما سنَّ من قوانين؟ مستويات الحكم المحلي الثلاثة كل واحد يهمش المستوى الذي تحته والنهاية هي عفص الشعب ووضعه تحت...
كل ما بين أيدينا من وثائق مليئة بالأرقام قابل للنشر في مقبل الأيام.

إعادة تأهيل محمد عبد العاطي

  السبت, 20 نيسان/أبريل 2013

لم يكن يوم الجمعة  12/4/2013 م يومًا عاديًا على قرية «عمارة أبيد» التي تقعر بالقرب من اربجي وكلاهما بعد
 الحصاحيصا في طريق الخرطوم مدني «أوع تكون الحصاحيصا ذات نفسها تحتاج من يعرف بها تبقى مصيبة».
   سبقت ذلك اليوم عدة رسائل على الموبايل يدعو فيها صديقنا العزيز
 محمد عبد العاطي عبد الرحيم أصدقاءه ومعارفه ليوم زواجه، كلما جاء ذكر زواج  محمد عبد العاطي نعم؟! زواج صديقكم وانتم ستينيون!!! ضع من علامات التعجب ما تشاء. الأخ محمد عبد العاطي الدفعة التي سبقتنا على معهد المعلمين الذي اصبح كلية التربية ونحن فيه، أي دخلناه باسم وخرجنا منه باسم، هذا ليس موضوعنا طبعاً. زرته يومًا
 في مشتله الرائع بالحصاحيصا ومعي بنتي عرفتها عليه هكذا: اعلمي هذا الشيوعي  الوحيد الذي صَوّتُّ له في حياتي. صراحة شيوعية محمد لها طعم خاص ولا ادل على ذلك من ذلك المركز الصحي بعمارة ابيد الذي شيده باسم  والده «مركز صحي عبد العاطي عبد الرحيم» ومسجد بنفس لون المركز على الطريق العام هذا غير ما يذكره أقاربه وأهله من افضاله عليهم وما أكثرها ولا نريد أن نظهر ما اراده سراً. شيوعية محمد فيها نظر
 حيث عمل بعد تخرجه في المملكة العربية السعودية عمل في البنك السعودي الأمريكي  قمة الراسمالية والرجعية في حسابات الشيوعيين «لن اندهش ابدًا اذا ما علمت ان محمد لم  يكن شيوعيًا في يوم من الأيام ولكنه  بطبعه لا يعرف الا حلاوة المعشر والوفاء وجندوه ولم يحرجهم».
   أكثرنا الحديث عن محمد عبد العاطي كثير الصحاب الوفي لهم. محمد بعد  انفصال دام 12 سنة قرر إعادة التأهيل، هذه الكلمة التي تطلق على الخزانات والطرق والمشروعات الضخمة ودعا من معارفه عددًا كبيرًا جدًا ولا ادل على كثرة الزائرين أن شرطة المرور كانت تنظم وقوف السيارات. من كلية التربية تجمع في ذلك اليوم أكثر من  ثلاثين، منهم من لم نقابله منذ «35» سنة وكثيرون التقوا في ذلك اليوم بعد فراق سنين لدرجة اضطر بعضنا ليعرف الآخر باسمه من تغير الملامح وما تفعله السنون بالناس الا أن فاكهة الحفل الاستاذ عبد الله عبد القيوم «دقيس» لم يحتج لمن يعرفه ومن لا يعرف دقيس؟؟ جاء الزاكي جمعة من الابيض «تخيل!» وجاء محمد علي عبد الرحمن «دنيا» من سنجة «دنيا اسم صحيفة يومية كان يصدرها في الكلية» وجاء عمر الحاج من كوستي وجاء من قبيلة فعّال ترتار وكرار ولم يشرفنا رفاس ودقاش وتوفي الى رحمة مولاه حجاز.
 رزق خالد برزانته «امانة ما ورط راجل ح تذكر اسماء كل الذين حضروا ؟» غير ان بابكر العربي جاء ومعه حرسه وجاء الموجيك الكبير والموجيك الصغير الموجيك تعني في اللغة الصينية المزارع وكان الموجيك الكبير عبد الله حمد عباس شيوعيًا صينيًا كافرًا بشيوعية ماركس ولينين ومازال، هدانا وهداه الله واحسن خاتمتنا وخاتمته، اما صديقنا ازهري فقد طلقها منذ زمن بعيد وهكذا. هذا جزء من كوكبة كلية التربية غير ان
 فضيلة الشيخ عيسى كشان بلحيته الطويلة المعفاة وشاربه المحفوف وجلبابه القصير قد احتاج ان يضع ديباجة إذ استغرب كل من رآه من معارفه السابقين والباقي عليكم تموه. «أي  مساعدة؟ القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن». الأمين الزبير طالب الزاكي بعشر جنيهات اقترضها منه قبل «30» سنة ويريدها بسعر اليوم أو سيذكر فيما كانت.
 طبعًا جاء ضيوف كثر من غير قبيلة التربويين كان قطاع البنوك حاضرًا بكثافة حيث قضى محمد كل حياته العملية في البنوك خارجيًا وداخلياً. جاء بفرقة مديح وفرقة مغنين وجاءت جماعات صوفية وكان جمع من ألوان الطيف السياسي الذي لا يستطيع جمعه الا محمد عبد العاطي، وزراء مؤتمر وطني ومستشارون كل ما ذكرت كان في حديقة المنزل الرائعة وما بالصيوانات لا يعرفهم الا محمد وإخوانه. متعك الله بحياة زوجية
 سعيدة وادام الله عليك نعمة الصحة والعافية يا أيها الرجل المحبوب لكل من عرفه. ألم اقل لكم إنه يوم غير عادي؟

السبت، 20 أبريل 2013

احترم عقولنا يا وزير النفط

  الخميس, 18 نيسان/أبريل 2013

هل ينتظر السيد وزير الدولة بالنفط فيصل حماد من يصدق الخبر المنشور بـ «الإنتباهة» يوم الثلاثاء أول أمس؟ إن كان ذلك كذلك فالمثل يقول «الرماد كال حماد». واليكم الخبر وليدخل كل مطبخه بعد ذلك.
«كشف وزير الدولة بوزارة النفط المهندس فيصل حماد عبد الله عن اكتشافات جديدة فى مجال النفط سترتفع بإنتاج السودان إلى «160» ألف برميل في اليوم بنهاية العام الجاري، في الوقت الذي وصلت فيه إلى البلاد باخرتان محملتان بـ «9» آلاف طن من الغاز في طريقها للتوزيع.
وتوقع حماد لـ «إس. إم. سي» عدم انخفاض أسعار الوقود ومشتقاته الأخرى  بعد التوصل إلى مصفوفة تطبيق الاتفاقيات التي تم توقيعها مع دولة جنوب السودان أخيراً، وفي ما يلي عدم انسياب سلعة الغاز وتذبذب أسعارها اتهم الوزير بعض التجار ووكلاء التوزيع بالتسبب في ذلك بالتخزين، مؤكداً أن شركات التوزيع تتسلم حصصها كاملة، وأن الغاز متوفر بما يفيض عن الحاجة، واصفاً ما يحدث بأنه  ظاهرة عرضية».
ولن نقف كثيراً عند الاكتشافات الجديدة ولا الإنتاج اليومي المتوقع ولكن دعونا نقف مع تضارب ما جاء في الخبر حول الغاز.
1- وصلت إلى البلاد باخرتان محملتان بـ «9» آلاف طن من الغاز في طريقها للتوزيع.
2-  وفي ما يلي عدم انسياب سلعة الغاز وتذبذب أسعارها اتهم الوزير بعض التجار ووكلاء التوزيع بالتسبب في ذلك بالتخزين.
3-  مؤكداً أن شركات التوزيع تتسلم حصصها كاملة.
4- وأن الغاز متوفر بما يفيض عن الحاجة، واصفاً ما يحدث بأنه ظاهرة عرضية.
هذه أربع نقاط التضارب فيها لا يحتاج لأي معدل من الذكاء فوق الستين ليكتشفها «ما دون الستين يعتبر متخلفاً». أما الفقرة الثانية التي تتهم الوكلاء بالتخزين «يا ربي أزهري باسبار  ده نسى ليهو ورق فوق التربيزة ؟؟» فهذه الحجة ضعيفة جداً الغاز لا يخزن ومن أ صعب السلع تخزيناً، والذي يخزنه إذا فرضنا صغر عقولنا وهوانها على الوزير فيصل حماد، متى يريد أن يبيعه إن لم يكن الآن، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز خارج الخرطوم.. ما في داعي للارقام حتى لا تُطبع. أما الفقرة الثالثة أن شركات التوزيع تتسلم حصتها كاملة، بيني وبينك مستودعات الشركة منْ غير شركة النيل الحكومية تتسلم حصتها كاملة؟ ولا تدخل الى المستودعات فقط انظر الى عشرات الشاحنات المحملة بالاسطوانات وتقف لا أقول يوماً ويومين بل عشرات الايام.
أما الفقرة الأخيرة «أن الغاز متوفر بما يفيض عن الحاجة»، طيب مستورد باخرتين ليييييييه ؟؟؟ أم تعني حاجة العاصمة حيث أولاد المصارين البيض!!! يا سيادة الوزير حماد كنت ستنال احترامنا لو قلت الموقف كالآتي: توقف المصفاة للصيانة لمدة «45» يوماً واحد من الأسباب، وما ذكرته الوزارة العام الماضي أن الغاز لن يتأثر بعد اليوم بتوقف المصفاة كان كلاماً لم يجد حظه من التنفيذ. وكنا نحترمك جداً لو قلت إن الاستهلاك ارتفع الى «1500» طن في اليوم، وهذا محمدة يشكركم عليها د. عبد العظيم ميرغني مدير الغابات، مما يعني أن غاباتنا بخير وما عادت تُقطع وقوداً.
كنا نحترمك جداً لو قلت إن وزارة المالية لم توفر الاعتماد اللازم في وقته مما سبب فجوة يصعب سدها في أسبوع أو أسبوعين. أما أن تشبكنا استوردنا باخرتين الغاز.. متوفر.. يا اللهم إلا إذا كنت تسكن حياً الغاز فيه يوزع بالأنابيب وليست لك علاقة بأي أغبش من أهلك، يا ربي فيصل من وين إمكن أهله ما غبش!
احترموا عقولنا أيها السياسيون.

الأربعاء، 17 أبريل 2013

مكاوي سكة حديد

  الأربعاء, 17 نيسان/أبريل 2013

مَن مِنْ الناس لم يفرح بخبر قطار حلفا الذي سار بعد توقف «13» سنة؟ وفرحتُ به رغم قلة علاقتي بالقطارات وقلة رحلاتي بها حيث كان نصيبي منها بعض أسفار قصيرة يوم كنا أطفالاً فيما بين سندة ود لميد، والسندة أقل من المحطة وهذه تعابير يعرفها ذلك الجيل، سندة ود لميد هي أقرب نقطة على السكة الحديد لقريتنا « الشيء دي تبقى مدينة متين؟ وما هو تعريف المدينة؟ دعوني أجيب عن هذا السؤال قبل أن أواصل. تعريف المدينة حسب قانون الحكم المحلي هي التي سكانها «30» ألف نسمة. ولكن، مرة تانية معليش» كان هناك، يوم كنا أطفالاً، قطار يسمونه المحلي مخصص لنقل الركاب بين الخرطوم ومدني، ليته يعود، ولا مواصلات في ذلك العهد إلا المحلي والعظمة. والعظمة هذه بصات كان يطلق عليها رسمياً البص السريع، وشعبياً العظمة، تحولت بعد تأميم الشيوعيين الأليم إلى الشركة الوطنية للنقل. وأطول رحلة لي بالقطار كانت رحلة جامعية رصدت لها جامعة الخرطوم مبلغ «50» جنيهاً لطلاب جمعية الفيزياء بكلية التربية، كان ذلك في منتصف السبعينات. أكرمتنا السكة الحديد بعربتي ركاب لا أذكر درجتها، تحركنا من الخرطوم إلى سنار إلى القضارف ثم إلى كسلا وبورتسودان، وعدنا بالاتجاه الآخر هيا عطبرة والخرطوم. مدن التوقف  كسلا بورتسودان عطبرة رحلة مازال طعهما في حلقي، هل ستكون لذلك مضاعفات على مرض السكر؟؟
هذا كل نصيبي من رحلات القطار، وبرضو فرحت بعودته ما بالك بمن لا يعرفون السفر إلا به من أهل الشمال الذين دونوا ذلك بأشعارهم وأغانيهم «يا سايق القطار قوم بينا لي بت الشمال ودينا». أما اهل الغرب فقد انتدبوا سفيرهم وشاعرهم محمد المكي إبراهيم الذي حفر قصيدته «قطار الغرب» في وجدان الشعب السوداني، وأول من نبه للتباين بين الخرطوم وباقي السودان.
ونعود بعد هذه المقدمة الطويلة والتي نتمنى ألا تكون مملة.
السكة الحديد التي شعار أهلها «لا بديل للسكة حديد إلا السكة حديد» مرفق مهم وبنية تنمية لا تخطئها عين، انتدبت لها الدولة بعد وهادها الطويل المهندس مكاوي محمد عوض الذي وضع بصماته على الكهرباء يوم كان مديرها وما أخرجه منها إلا.. . ليست لي علاقة خاصة مع مهندس مكاوي، ولكن المرات القليلة التي لقيته فيها في مسائل عامة يوم كانت الكهرباء ذي الزفت وكلها مشكلات وكانت العقوبات جماعية وردود الأفعال عنيفة وفي هذا الجو كان مكاوي رجلاً حازماً لا يعرف لين القول ولا الدغمسة ويصر على رأيه وكثيراً ما كان رأيه مخالفاً لرغباتنا، ويصر وننتصر عليه مرة وينتصر علينا مرات.
مكاوي رجل عملي وهذا ما ينقصنا لا يعرف اللف والدوران كعادة أهله في الشمال القصي «ركز معاي على القصي دي من فضلكم ولو عندي مسافات لحددت كيلومترات من أين يبدأ القصي». عموماً لم يخيب الرجل ظننا فيه يوم نُقل من الكهرباء إلى السكة الحديد، وبإذن الله السكة الحديد ستعود بضائع وركاباً على يد مكاوي ورجاله. وقريباً سيصبح الحجز على رحلات القطارات بالانترنت وتحدد درجتك ومقعدك من البيت وتأتي للمحطة ومعك كود الرحلة، كل ذلك سيحدث بإذن الله على يد مكاوي ورجاله، ولن يطقطق الكمساري ولن يحمل مقصاً ليقص التذكرة، ولن يكون على سطوح العربات فارون من الدفع.
أعانك الله يا باشمهندس ولا نملك إلا أن ندعو لك .

ساتي يسأل عن حقوقه

  الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013

مجرد ذكر ساتي ستكون أذهان الكثيرين انصرفت نحو صديقنا الطاهر ساتي الذي يكتب في صحيفة السوداني العمود المخيف «اليكم». ولكن ساتي اليوم هو الأستاذ محمد عثمان ساتي وهذه ليست المرة الاولى ولا الثانية التي نكتب فيها عن هذا العَلَم من أعلام التربية وعلم من أعلام مدني وعلم من أعلام كُتَّاب الأطفال. كتبنا قبل اليوم وقلنا حفر الأستاذ ساتي اسمه منذ ان كنا أطفالاً في المرحلة المتوسطة، حفظنا اسمه من طلابه في مدرسة مدينة السريحة الابتدائية يوم كان مديرها وقائدها نحو الإبداع.
يوم كتبنا «عمكم ساتي يحكي لكم» واستعرضنا ما كتبه للأطفال في وقت ندرت فيه الكتابة للأطفال طلبنا من الجهات المنوط بها التربية وخصوصًا تربية الاطفال أن تطبع أعمال ساتي وتنشرها لأطفال السودان، الكتابة للأطفال ليست بالأمر السهل فهي علم وفن ولا يجتمع العلم والفن الا في المبدعين.
حقق الله حلمنا يوم طرح المركز القومي للمناهج والبحث التربوي وتحت رعاية رئيس الجمهورية «مشروع الألف كتاب» خلال عشر سنوات أي مائة كتاب كل سنة ووضع شروطًا لما سينشر ووضح أهدافًا للكتابة في غاية العلمية والمهنية وبث إعلاناته في 2009 م. وكعادة كل المشروعات الرائعة التي ينتهي فيها العزاء بمراسم الدفن تكفي النية أحيانًا وأحيانًا يكفي أن يعرف الرئيس أو نائبه فلان او فلانة في موقع كذا ومع السلامة بلا أهداف بلا كلام فارغ وفي أحايين أخرى ينتهي باستلام مال الرعاية من الكبير ونزوله لحساب الجهة.
الأستاذ محمد عثمان ساتي قدم كتبه حسب الإعلان المنشور في الصحف تخيلوا كم كان نصيب كتبه من المائة كتاب؟ قطعًا تقدم عشرات الكتاب وكلٌّ يمني نفسه بأن يحقق كتابه الشروط والتحكيم ليسجل اسمه في كتب الأطفال التربوية أما عمنا ساتي فقد كان نصيبه بعد تحكيم علمي من لجنة مختصه «16» كتابًا من المئة كتاب بالله أليس هذا رجلاً أمة. يكوش على 16 فرصة من مئة فرصة وكتبه الفائزة منها أثنان باللغة الإنجليزية والباقي باللغة العربية. كتابان في العشرة الأوائل «أنا والشجرة الخامس» و« a boy in the morning  الثامن» وهكذا حصد ساتي 16 كتاباً.
في خطابات أنيقة أخطر المركز القومي للمناهج الفائزين  في مارس هذا. وسكت عن الجانب المهم في الموضوع الجانب الثاني المقابل المادي الذي رصد لهذه الكتب والذي علم أنه برعاية رئيس الجمهورية لم يذكره أحد وعندما سألوا عن المقابل المادي لهذه الكتب الفائزة وما ادراك ما المقابل المادي لرجل في المعاش وفي عمر ساتي. جاءهم رد أغرب من الخيال هذا المبلغ المرصود للكتب الفائزة تم تحويلها لصيانة مباني بخت الرضا. ألا يجبر مثل هذا القول سامعه ليقول: بخت الرضا في السماء ما لقيتو ليها غير قروش المساكين ديل لإعمارها.
كيف يُتخذ قرار في حق آخر دون مشورته ودون رضائه هذا إذا كان المبلغ حقًا تم تحويله لصيانة بخت الرضا. المصيبة يكون رقد بيهو أخو بنية. من يتحقق في هذا؟ ساتي وآخرون ينتظرون الحقيقة قبل أن يرفعوا أيديهم إلى الله الذي لا يرد دعوة مظلوم.

هذه مشكلة.. وهذا حلها!


  الأحد, 14 نيسان/أبريل 2013

عدة هواتف في اليوم تطلب مني أن أكتب عن مشكلة المواصلات، خصوصاً بين الكاملين والخرطوم، هذه المنطقة التي تعرف بشمال الجزيرة التي أفقدها ارتباطها بالخرطوم أن تفكر التفكير السليم، ولم تطرح المشكلة  هكذا: لماذا السفر إلى الخرطوم؟ وظلت تفكر بطريقة واحدة هي كيف نسافر للخرطوم؟
لاحظت منذ زمن أن أهل هذه المنطقة شمال الجزيرة، يصحون الصباح ويتجهون للخرطوم الطبيب والممرض والمريض ويتبادلون الخدمة في الخرطوم ويعودون مساءً. وبنفس القدر يركب الأساتذة والطلاب ويدرسون في الخرطوم ويعودون مساءً. إذاً المسألة مسألة مواعين  بمعناها البلدي ومسألة بيئة مناسبة إذا ما أردنا استخدام لغة العصر التي تزين للمذبوح تقانة الشفرة التي بها سيُذبح.
تجربة اليوم هي على طريقة التفكير السليم. مستشفى اللعوتة التخصصي بدأ تقديم خدمات متطورة للجمهور تغنيهم عن مشقة السفر إلى الخرطوم، بدأ ذلك يوم 13/4/2013 م بعيادات اختصاصيين، وبدأ بثلاثة تخصصات نساء وتوليد، أنف وأذن وحنجرة، أطفال، وأعلن عن ذلك في ما حوله من قرى. الذين استفادوا من هذه العيادات في أول يوم مع حداثة التجربة «80» مراجعاً إذا ما حسبنا هذا بحسابات الواقع أن هؤلاء «80» مريضاً سيسافر معهم «80» مرافقاً، يعني «160» شخصاً «هذه حمولة 5 حافلات» كانوا سيذهبون إلى الخرطوم طلباً للعلاج أو غير المستطيعين على النفقات الباهظة من مواصلات ومصاريف ومقابلة أطباء الخرطوم، سيموتون بمرضهم. هذه التجربة وفرت أموالاً طائلة نسبة لرمزية تذكرة الدخول للطبيب وتوفير يوم من العمر ومصاريف الترحيل والإعاشة في الخرطوم.
وقف على هذه العيادات المدير الإداري للمستشفى الأستاذ عثمان الفيل، وكل العاملين كانوا في خدمة الإختصاصيين وكان يوم تقديم خدمات طيب شكر المستفيدون منه العاملين بهذا المستشفى الحديث. ووعدهم المستشفى بعيادات في تخصصات أخرى في القريب إن شاء الله وسيكون يوم السبت من كل أسبوع لهذه التخصصات وستحدد أيام أخرى لتخصصات أخرى بإذن الله. في رأيي كثير من المشكلات إذا ما نظرنا إليها بطريقة أخرى سنجد حلولاً أفضل. سيكون حل مشكلة المواصلات في توطين  الخدمات من تعليم وصحة وخلافه من بضائع بأسعار معقولة بسعر الخرطوم.
يعني أن هذا حل عشرات الحافلات تدخل الخرطوم صباحاً وتعود مساء، وليس هناك راض عنها، تحمل من يتبادلون الخدمة بعد سفر شاق وصرف أكثر مشقة. مشكلة الحافلات وخصوصاً مواصلات ألتي صارت على كل لسان وذلك لعدم التزام سائقيها بالوصول إلى المحطة الأخيرة في آخر مسار بالأستاد بل معظمها صار يقطع الرحلة في كوبري السوق المركزي ويواصل إلى نهاية الشوط وكأنه حافلة مواصلات داخلية، مما ترتب عليه زيادة كبيرة في تكلفة السفر من شمال الجزيرة إلى الخرطوم، ليس هذا فحسب بل هذه المواصلات بالذات صارت غير ملتزمة لا بسعر تذكرة ولا بداية ولا نهاية وليس هناك رقيب عليها.

الأحد، 14 أبريل 2013

الخرطوم حقيقة ومجازاً

  السبت, 13 نيسان/أبريل 2013

عُرفٌ سرى في نشرات الأخبار العالمية والمحلية حيث تذكر البلاد بعاصمتها وهي كما يقولون يذكرون الجزء ويريدون الكل، على سبيل المثال الخرطوم وجوبا تتفقان على كذا وكذا «بالله كل واحد يكمل كما يريد في محل كذا وكذا هذه، وما اوسعها من حرية اختيار». يقفز الذهن عند ذكر الخرطوم وجوبا مباشرة الى ان المقصود السودان والسودان الجنوبي «كما يلح د. عبد الماجد».
بعض المسؤولين، هدانا وهداهم الله، ولكثرة سماعهم لهذا الطَرقْ على ذكر العواصم حسبوا ان السودان هو الخرطوم وما عداها غير مهم وصارت الخرطوم من كثرة الاهتمام بها قبلة كل المهمشين وزحف الناس غير محرمين آمين شطر الخرطوم بعوائلهم في نزوح خفي كالورم الخبيث يدب دبيبًا ولكنه في النهاية قاتل الا ان يتداركه الله برحمته. وهذا مما جعل سكان العاصمة ثلث سكان السودان ومازال خلل المعادلة قائمًا ما دامت الحكومة لا تعرف إلا ارضاء الخرطوم بوفرة الخدمات وتجاهل ما بقي من السودان.
طالت المقدمة لنضرب لذلك أمثلة أزمة الغاز تطل برأسها للمرة العشرين ولا سبيل لحل تشوهات الازمات الا الوفرة ولكن منهم من هداه الله لحل فطير فلتسكت الخرطوم ولا يهمنا باقي السودان، تجتهد كل الجهات المنوط بها اسكات الخرطوم وتحاول بشتى الطرق ان تظهر الواقع وكأنه طبيعي وتجتهد شركة الحكومة في توزيع الغاز بسعر «15» جنيهًا للأسطوانة وفي مدن قريبة من الخرطوم لا يجد الناس الغاز بأي سعر وقد وصلت الاسعار اضعاف السعر المعلن في تفاوت غريب.
هذا مثال من تدليل الخرطوم واهمال ما عداها، مثال آخر الوجع المستمر الذي يسمى المخالفات المرورية في الخرطوم المخالفة بمبلغ 30 جنيهًا وبعد ان تخرج من الخرطوم بمترين في طريق الخرطوم مدني مثلاً تصبح المخالفة بمبلغ 50 جنيهًا. هل يُعقل ان تكون الشرطة التي اصرت على اتحاديتها كثيرًا وصار في الأمر جدل واسع ان تفرق بين المواطنين بأن يكون للخرطوم قانونها ولبقية السودان قانونه؟؟؟ بالمناسبة لم استرسل في وصف المخالفة المرورية التي هي مورد جباية لا غير وكتبنا في ذلك كثيرًا ولكننا اليوم لسنا بصدد قناعتنا بما يدرج تحت عبارة المخالفة المرورية وهو ليس كذلك وما هو الا تكبير كوم، السلامة تجلس بعيدًا وتفرك يديها من سوء ما اريد بها وكيفية استغلالها.
يمكن ان نحسب مئات الفروق بين الخرطوم وباقي السودان ليس على طريقة المنلوج بتاع الستينات الذي يدور حواره بين قروية وبنت العاصمة « لالالا يا قروية ». ولا نملك الا ان نقول، الرسول صلى الله عليه وسلم اوصى بالعدل بين الابناء فالولايات كالأبناء يجب ان يعدل بينها وان لا تنتهج الحكومة نهج أم التيمان التي لا ترضع الا الذي يبكي.
نتيجة هذه التصرفات ستكون كارثية وذلك بأن يرحل كل السودان للخرطوم، اوقفوا الزحف. وفي الختام لا نستطيع الا ان نهديكم بيت شعر محمد المكي ابراهيم في آخر قصيدته قطار الغرب. ما تعس رأسًا مشلول الأقدام.

تعقيبات وبريد

 الجمعة, 12 نيسان/أبريل 2013

الأستاذ أحمد المصطفى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، اطلعت على مقالك والذي يتحدث عن منح الدرجات العلمية وخصوصاً الدكتوراه الفخرية والتي هي عندي كابن التبني الذي ترعاه أسرة معينة، ووددت مشاركتك في هذا الموضوع، فالخليفة الخامس سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه كان من أكثر المترفين في عصره وكان يؤتى له بأنعم الثياب فيقول ما أخشنها!! وكان الناس يمنحون الغسالين مبالغ مالية لغسيل ملابسهم بعد ملابسه حيث تمكث تلك العطور أكثر من سنتين ولكن بعد أن تولى الخلافة كان يؤتى له بأخشن الثياب فيقول ما أنعمها!! سبحان الله!! ما سر هذا التحول العجيب في حياة الخليفة الخامس؟ وعندما سُئل عن ذلك رد قائلاً تقت إلى الإمارة فلما وجدتها تقت إلى الخلافة فلما وجدتها تقت إلى الجنة، يا للعجب!! كانت الإمارة والخلافة عنده لغاية معينة هي الوصول إلى الجنة وليس إلى مراتب الدنيا العليا والقصور والفلل والحاشية وما إلى ذلك مما يفعله سلاطين كل زمان!!، هذه هي الشخصية المثالية والنموذجية في تاريخنا الإسلامي والتي يجب أن نضعها نصب أعيننا، ولكن تاريخنا القريب أيضاً حافل بمثل شخصيات لها عبق التواضع فالبروفيسور عبد الله الطيب يُحكى عنه أنه قال قولته المشهورة وهي أنه زهد في درجة الدكتوراه عندما حملها من لا يستحقها، وكذلك زهد في درجة الأستاذية أيضاً عندما حملها من لا يستحقها، لك الله يا ابن الطيب ما دريت الذين حملوا هذه الدرجات من بعدك ولربما يصدق عليك ما ورد في الحديث الشريف عندما يُنتهر أقوام من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة من حوض الكوثر فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم أمتي أمتي أمتي فيقال له لم تدرِ ما أحدثوا بعدك، فو الله لو عُرضت الدرجات العلمية الموجودة الآن عليك والتي تُمنح بسخاء لرأيت ذات السياط التي تضرب أمة نبينا المحدثين وتبعدهم عن الحوض وهي تُبعد لأنها مُنحت ذات الدرجات العلمية الآن لأن فيها من العيوب ما يندى له الجبين، ولا نود أن نزيد أكثر من ذلك وإن كان عندنا ما يقال في هذا المجال.
د. محمد علي محمد علي الضو
كلية التربية - جامعة بخت الرضا
الرسالة الثانية: للمعاشيين قضية
الأستاذ أحمد المصطفى بعد التحية والاحترام «نحن في زمن كل شيء فيه جائز الله يكون في عون السودانيين جميعاً، لعل مصيبة الأطباء ليس أول مصيبة لأفراد الشعب السوداني ولعلي أرى أنَّ مصيبتهم أهول بمــراحل من غيرهم على الأقل نجد أن الطبيب بلغة «العسكر» يتصرفون يعني عيادات خارجية وبدل عمليات، فما بالك بمن عمل لأكثر من 40 سنة ويستقطع من راتبه شهرياً وعندما يبلغ من العمر «60» سنة يتعشم بما يسمى بالمعاش في ناس ليها خمس سنين وما قادرين استلموا معاشهم رايك شنو ايهما أفضل اربع شهور للا خمس سنين بدون دخل ... فما بالك بمن يعول بنات.
> تعليق الاستفهامات
المعلوم أن صندوق المعاشات هو أكثر جهة بين يديها أموال ألم يسمع هؤلاء بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: مطل الغني ظلم.

الدكتوراه الفخرية.. ما لها؟

  الأربعاء, 10 نيسان/أبريل 2013

كتبنا في هذه المساحة قبل اليوم عن فوضى الألقاب العلمية التي ما عاد يُعرف من يمنحها؟ ومتى يمنحها؟ وكيف يمنحها؟ وشكونا من اختلاط الأمر وتشابك السياسة والإعلام وحشر أنفها في ما لا علاقة لها به. ولمحنا إلى ألقاب علمية يتباهى بها أصحابها ولم نجد لها سندًا ولا مرجعًا منحوها لأنفسهم واستغفلوا بها الناس وأكلوا بها عيشاً زمنًا طويلاً ولم يسألهم أحد وبعد أن فضحوا لم يعاقبوا ولو بحلاقة الشعر المضفر ولم ينتهوا ولم يتوبوا من كذبتهم ومازال العرض مستمراً.
لم نعلم حتى الآن هل حركت وزارة التعليم العالي الأمر وقننته أم اعتبرت ما يُكتب وما يقُال عن فوضى الألقاب العلمية مجرد ضجة صحفية؟ اقترحنا قبل اليوم أن تكون هناك جهة ضابطة للألقاب العلمية والبحوث يسجل فيها كل درجة علمية من منحها؟ وكيف منحها؟ ومتى منحها؟ وما مادة بحثها وكيف يستفاد منها؟ ولنبدأ بسحب كلمة دكتور من الأطباء ليحل محلها طبيب فلان حتى لا تختلط الدكتوراه مع بكالريوس الطب وبكالريوس البيطرة والصيدلة لمجرد أن كلمة طبيب يقابلها في اللغة الإنجليزية دكتور.
ونحن في دهشتنا من فوضى الألقاب العلمية إذ بوافد جديد يطل برأسه لا بل يدخل بجسمه كله وهو الدكتوراه الفخرية وهي درجة تُمنح مجاملة بلا بحوث ولا تسجيل تُمنح في الجامعات الراقية لشخص أثر في الحياة أثرًا إيجابياً نسوق لذلك مثلاً الدكتوراه الفخرية التي منحتها جامعة هارفرد لبل قيتس صاحب شركة Microsoft  مايكروسفت، الجامعة الأولى والرجل الأول في دنيا المال والبرمجيات. في مستواها الأدنى تمنح درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة فقيرة لرجل تافه وهي وعاء من أوعية التسول تمنحها الجامعة وهي مكرهة ويتقبلها الرجل وهو يعلم أنه لا يستحقها أتريدون مثالاً، القذافي والجامعة تلك  لن أذكر إلا حرفها الأول كما قال ذو العاهة إنه لن يخبر إلا بالحرف الاول فقط من اسم محبوبته قيل طيب قول الحرف الأول رد: فاطمة بت عبد القا....
لم يقتصر الأمر عند أغنياء الخارج بل بحثت بعض الجامعات في المجتمع وصارت تمنح درجات فخرية لكل من تظن أنه يمكن أن يُدخل يده في جيبه ليتبرع أو يقدم شيئًا. وزاد من بريق هذا التسول أن هذه الشهادة الفخرية التي مكانها جدار الصالون صارت تتقدم أسماء اصحابها في الإعلام لأغراض على صيغة ضعف الطالب والمطلوب. أتريدون مثالاً منقولاً، لم أقرأ في حياتي صحيفة رياضية ولا صفحة رياضية قط ولكن نقل إلي صديقي أزهري عثمان أن صفحات الصحف الرياضية صارت سوقًا امتلات بدكتور فلان والدكتور فلان وكلها دكتوراه فخرية لا يحق لحاملها أن تتقدم اسمه.
هل نطمع في قانون ينظم هذه الدرجات العلمية؟ ينظمها وينفي خبثها حتى يُحترم من يحملها احترامًا يستحقه وتستفيد من علمه أجيال قادمه أم نترك هذه الفوضى حتى نصل يومًا يقدم فيه مقدم الحفل: والآن مع الفنانة الدكتورة مستورة القلعة. 

(R0) يأكلون النيم

 الثلاثاء, 09 نيسان/أبريل 2013

أن يعجز صاحب مصنع طوب في أن يعطي عماله مرتباتهم لشهر أو شهرين نسبة لظروف السوق قد يصبرون وقد لا يصبرون وذلك حسب معرفتهم بظروفه وصدقه. ولكن أن تفعل ذلك الحكومة ممثلة في وزارة المالية أو وزارة الصحة فهذا ما لا يقبله عقل.
كتبنا قبل اليوم عن فئة من الأطباء عددهم دون الألف بقليل كان هناك اعتقاد سائد أن وزارة الصحة استنجدت بهم لتفشيل الإضراب الشهير قبل عامين تقريباً. وجاء من صححنا أن هذا اعتقاد خاطئ وتم توظيفهم كنواب اختصاصيين لم يحسموا أمر اختيار تخصصهم، وفي هذه المدة يكون لنائب الاختصاصي الفرصة الكافية لاختيار التخصص الذي برع فيه. ويستفاد منهم في المستشفيات بوظائف كاملة الدسم ومصدقه من وزارة المالية.
ماذا جرى ومرتبات هؤلاء الأطباء كانت تصرف ومصدقة. ماذا جرى هذا العام هل ألغيت الوظائف؟ هؤلاء الشباب لم يستلموا أي راتب منذ مطلع هذا العام يعني دخلوا في الشهر الرابع ومازالوا يبحثون عن رواتبهم، هل هي في وزارة الصحة أم وزارة المالية؟ وما سبب عدم صرفها إلى يوم الناس هذا؟
لا تحسب عزيزي القارئ أن مرتباتهم مما يفقر الوزارة فهي لا تكفي إلا بالمباصرة في حدود «600» جنيه يعني «20» جنيهاً في اليوم، تخيل طبيب يومه «10» ريالات سعودية وعلى اتصال بمن هاجروا من زملائه عبر الفيس بوك أو الاسكايب والتلفونات الحديثة التي ليس لشركات الاتصالات فيها نصيب غير أجرة الانترنت. كيف تطلب منه الإبتسامة والصفح وهو يرى المال العام المختلس بالمليارات، حسب تقرير المراجع العام، ويرى المال العام يهدر في المؤتمرات والاحتفالات والسفريات والنثريات.
بالله اقرأ هذه الرسالة وكيف عبر صاحبها وهو طبيب كبير بدرجة بروف عن حال هؤلاء الأطباء:
«لعلي قرأت لك كلاماً قبل فترة عن فئة من نواب الاختصاصيين أو ما يعرفون بـ( Registrar Zero ) وهو مصطلح بحثت في كل المعاجم فلم أجد له تفسيراً خلاصة الأمر أن هذه الفئة من الأطباء قد دخلوا شهرهم الرابع ولم تصرف لهم مرتباتهم، وهو أمر يدعو إلى الحيرة. فإذا كان لوزارة المالية مشكلات مع وزارة الصحة أو مجالسها، فما ذنب هؤلاء المساكين؟ كيف يرجى من أحدهم أن يؤدي واجبه تحت ظرف المسغبة والجوع؟ حكى لي أحدهم أنه دخل إلى غرفة العمليات وعيونه «مزغللة» من عدم تناول وجبة الإفطارلأن ليس معه ما يشترى به ساندوتشاً يسد به رمقه. إني لأعجب أن يكون فى وزارة الصحة أو اتحاد أطبائها مسؤولاً ينام ملء جفونه ومنسوبيه يتعرضون لمثل هذه «الملطشة». إن هؤلاء الأطباء وعلى الرغم مما حاق بهم من ظلم ما زالوا صامدين صامتين فلوا أنهم «نضموا» لكانوا على حق لأن الله سبحانه قد أباح الجهر بالسوء من القول لمن ظلم، ولأنهم إن فعلوا ذلك لوصموا بأنهم يتلقون توجيهات من جهات داخلية وخارجية تريد تقويض المشروع الحضاري أو لمسحت أسماؤهم من الكشف لأنه أصلاً مكتوب بقلم الرصاص أو قلم «الأرتواز» أرجو منكم أخي فتح هذا الملف «أو هذا الجرح» أن تصرف مرتباتهم لا ليعينوا أسرهم ولكن لتقليص فجوة الدعم الذي يتلقونه من هذه الأسر المكلومة التي أنفقت «الوراها وقداما» لتأهيلهم». انتهى.
يا وزارة الصحة وكيلاً ووزيراً، يا وزارة المالية قال صلى الله عليه وسلم: «مطل الغني ظلم». بنص الحديث أنتم ظلمة ماطلتم هؤلاء الأطباء «3» شهور والرابع مضى ثلثه ولم تدفعوا هذه الرواتب.
حسبنا الله ونعم الوكيل.

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

عبد الرحيم لا تدفع

  الإثنين, 08 نيسان/أبريل 2013

دائمًا ما أتجنب ذكر الأسماء ولكن قدري أن تكون عناويني لثلاثة أيام على التوالي أسماء.
حمدنا الله على سلامة العالمين د. محمد عبد الله الريح ود. الطيب زين العابدين الذين أُجريت لهما عمليات قلب مفتوح بمركز السودان للقلب وكتبنا وكتب ود الريح عدة مرات وأتحفنا الطيب بمقالة رائعة في هذا الأسبوع شكر فيها وقارن وحمد وتبصر ونظر للدنيا بعيون جديدة. طبعًا عشرات أُجريت لهم عمليات في هذه الفترة ولكنهم لا يكتبون وغير مشاهير لذا ود الريح والطيب هنا مثالاً ليس إلا والحمد لله على سلامة كل مريض أُجريت له عملية قلب.
موضوعنا اليوم بعد الإشادة بخدمات هذا المركز التي كتبنا عنها قبل اليوم وما يقدمه فخر للطب السوداني وتوطين علاج بالداخل يوفر ملايين الدولارات تذهب ولا تعود ومضيعة وقت ومرافقين وهكذا. موضوع اليوم ان كلا العالمين وآخرون ذكروا أن مبنى بديل لهذا المبنى الذي ما عاد يفيء بالغرض على نحو عصري. وهناك مبنى بديل تحت التشييد ومتوقف فيه العمل تمامًا ويحتاج لمبلغ خمسة ملايين دولار فقط كما ذكر العالمين ود الريح والطيب في كتاباتهم.
مركز السودان للقلب يتبع للخدمات الطبية بالجديد أو السلاح الطبي بالقديم وهي تابعة لوزارة الدفاع وما أدراك ما ميزانية وزارة الدفاع يبدو أنها من الميزانيات التي لا تُخفض ولا تُراجع. المتجول في شوارع الخرطوم القديمة سيجد شرقها تناثرت فيه الأبراج التي على رأس أحدها طائرة مما يعني أنه رئاسة القوات الجوية، وعلى برج آخر باخرة مما يعني أنه رئاسة القوات البحرية بزيها الأبيض مثل الحليب. لم نرَ على البقية دبابات لتكون رئاسة المدرعات ولم نرَ كمانًا ولا بوقًا ولا دربكة لنعرف سلاح الموسيقا (بالمناسبة حكاية سلاح الموسيا لم تدخل في رأسي إطلاقاً).
السيد وزير الدفاع ذو تجربة واسعة في البناء منذ أن كان وزيرًا للداخلية وحتى اليوم لماذا لم يكمل السيد وزير الدفاع مبنى مركز القلب الذي صار مطلبًا شعبياً ووطنيًا والكل يعرف أن المبنى لا يحتاج إلا لمبلغ خمسة ملايين دولار وهذا المبلغ بالنسبة لوزارة الدفاع مما ينسى في قاع الخزنة.
لم تبق الا لغة المعاندة فبعضهم لا يفعل الا اذا نُهي ويفعل عناداً لنجرب الأمر مع وزير الدفاع السيد عبد الرحيم محمد حسين ( ربما هو البديل القادم في بعض الروايات). السيد وزير الدفاع نرجوك ونتوسل اليك بكل عزيز لديك ان لا تكمل مبنى مركز القلب الجديد لا تفعلها من فضلك فهذا المبنى سيضاعف عمليات القلب التي تجرى وسيريح كثيرين من السفر للخارج وكل هذه من دواعي عدم تكميله وكما يمكنك ان تبنى عدة ابراج لتقنع الناس ببيئة عمل عسكرية مفخرة وهذا هو المهم والأهم وما فائدة مركز القلب؟ وعندما تُسأل قل: هو انا وزير صحة ولا وزير ددددفاع.
  هذه الفقرة منعت من النشر

عند أسامة الخبر

  الأحد, 07 نيسان/أبريل 2013

عندما دعتنا لجنة د. تاج السر مصطفى وبعض الإخوة الكتاب الصحافيين والصحافيين للاجتماع بها بمجلس الوزراء يوم السبت الماضي 30 مارس 2013 م لتسمع منا عن مشروع الجزيرة في مسلسل طويل اعتمدته منهجاً أن تسمع من كل المهتمين والمهمومين بمشروع الجزيرة وما آل إليه. كانت المحاور ثلاثة: الأول وضع المشروع بين عام2000 إلى 2012م، والمحور الثاني قانون 2005 م، والأخير رؤية مستقبلية للمشروع.وأسرفنا في الحديث ولكن الذي اتفق عليه كل المتحدثين د. البوني وأحمد الشريف وشخصي الضعيف جداً هو أن لب المشكلة الآن الري، ما لم يكن هناك ري مضمون طول السنة تصبح الزراعة قمار حلال وأكبر مشكلات قانون 2005 هو أن وزارة المالية لم تقم بما عليها كما نص القانون بصيانة شبكة الري.
في مساء الأربعاء استضاف الأخ طلال مدثر في برنامجه الرائع المحطة الوسطى بقناة «الشروق» الأخوين د. تاج السر وصلاح المرضي واستطلع المزارعين وتواصل مع آخرين بالهاتف وكانا من المتداخلين بالهاتف. أجمع الجميع على أن العقبة الكؤود الآن تأهيل شبكة الري وإيجاد ري حديث.
في أخبار الخميس بصحيفة «الصحافة» هذا الخبر الرائع: «طالب وزير الموارد المائية والكهرباء، أسامه عبد الله، بأن تؤول عمليات الري بكل المشروعات القومية لوزارته، وقدم عبد الله للجنة مراجعة الأداء بمشروع الجزيرة رؤية وزارته حول الوضع الراهن بمشروع الجزيرة والمناقل، مطالباً بأيلولة عمليات الري وذلك من مآخذ الترع الرئيسة والفرعية وحتى فم أبو عشرينات، وفق محددات معينة منها تصدي الدولة عبر وزارته لعمليات صيانة وتأهيل مرافق الري ومنشآته بالمشروعات الزراعية».
في رأيي أن «80 %» من مشكلة مشروع الجزيرة هذا حلها ووزارة أسامة أو أسامة اشتهرت بالمشروعات الكبيرة سد مروي، تعلية خزان الروصيرص، خزاني أعالي عطبرة وستيت وهكذا من البنيات التحتية التي تكلف مليارات الدولارات. وعندما يقال لأسامة ري مشروع الجزيرة في حاجة لمبلغ «845» مليون دولار سيكون رده: بس!! أو فقط!! وبعد أن تنجز وزارة الري وتأهل قنوات الري وتبتكر منظمات ري جديدة وعدادات مياه لكل نقطة خارجة أو داخلة بالاتقان والتجويد والجودة بعد زن يحدث كل هذا ويتم صرف المياه بعقودات بكميات وعدادات حديثة عندها سيكون سعر المتر المكعب كذا، ولن يطلب مزارع ماء أكثر من حاجته ولن يهدر لتراً محسوباً عليه.
أما إذا ما طلب من وزارة الزراعة بعد أن تضمن لها وزارة الري الماء عند أبو عشرين إذا ما قيل لها أعيدي تسطيح كل الأرض بالليزر وإن لم تفعل سنحول المشروع لوزارة الطرق والجسور. إذا ما تم كل هذا وكله لا يدخل في قائمة المستحيل فقط يحتاج همة وإرادة ووضع الأموال في ما تحتاجه سيعود كل مبلغ دخل الجزيرة في موسم واحد وسيحرك اقتصاد السودان حركة واسعة.
من هنا أصفق وأصرخ يا أسامة استلم الري وهذا قبل أن تقدم اللجنة توصياتها.

أولاد حميدة حافظ ومأمون

 السبت, 06 نيسان/أبريل 2013

في عمود «حاطب ليل» بصحيفة السوداني يوم الأربعاء رسالة بعنوان «لو قالها غيرك يا البوني» من د. حافظ محمد علي حميدة شقيق البروفسير مأمون حميدة. يدافع فيها عن شقيقه وسياسة شقيقه الصحية الذي هو وزير الصحة بولاية الخرطوم وصحة الخرطوم تمثل «70%» من صحة السودان «النسبة من رأسي بدون أي مرجع» ومن ما قاله يدافع به هذه الجملة «لعلك تتفق معي أخي الكريم أن سياسة نقل الخدمات للأطراف هي سياسة سليمة وهي يجب أن تكون الغاية من تطبيق الحكم اللامركزي كما جاء فى عمود سابق لشخصكم الكريم».
قلنا قبل اليوم في هذا العمود ونعيد فكرة نقل الخدمات للأطراف متفق عليها ولكن المصيبة في التنفيذ. وقلنا لا توقف خدمة بالقانون والأوامر الإدارية قبل أن تجد لها البديل المقنع، وضربنا لذلك مثلاً لم يقل أحد للناس اتركوا أشرطة الكاسيت ولكن بعد توفر تقنيات بديلة من أجهزة MP وذاكرات الموبايل والكمبيوتر اختفى شريط الفيديو وشريط الكاسيت. مثال آخر لم يقل أحد بلاش تصوير بالأفلام وتحميضها ولكن تقانة الديجتال أحالت الأفلام الضوئية للمتاحف. وكذا لم يقل للناس لا داعي لساعة في المعصم فهي موجودة في الموبايل والسيارة وعلى كل جدار واختفت الساعات من المعاصم اللهم إلا عشاق حقيبة الفن.
وإيقاف مستشفى جعفر ابنعوف للأطفال بضربة واحدة غير مقنع مهما قيل من تحويله لمستشفى مرجعي فالجائع الذي يتمنى عصيدة لا يمكن أن تقول له انتظر كم شهر علشان نعطيك بيتزا. أولاً تأهيل الأطراف لتقدم خدمة تقطع الرجِل عن  مستشفى جعفر ابنعوف أي بعد أن يصبح تردده «10» أطفال في اليوم بدلاً من «800» حالة عندها يكون البديل قد قام بواجبه. أما دلق الماء في انتظار السراب فهذا يمكن أن نقول سوء إدارة إذا أحسنّا النوايا وإلا يكون شيئًا آخر.
والذي وضح حتى الآن أن ولاية الخرطوم أرادت أن تتنصل من مجانية علاج الأطفال الذي تظن أنه مرهق في غير مراعاة لقوله تعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً» مع هوان النفس البشرية على الناس، وأرادت أن تعالج طيور الجنة بمقابل مادي نختلف على كبره وصغره، بالمناسبة في مستشفى ابراهيم مالك «40» جنيهًا بعد أن كان مجانًا في مستشفى جعفر ابنعوف.
الغريب في كل هذا الأمر وعودة لموضوعنا أولاد حميدة هل بلغ الأمر درجة أن يدافع عن بروفسير مامون شقيقيه حافظ حميدة . أليس هذا دليلاً على أن سياسات الرجل الصحية فقدت كثيرًا من المؤيدين حتى د. المعز بخيت صمت ولم يجد د. مأمون من يدافع عن سياساته إلا د.حافظ الذي نقتبس هذه الفقرة الخجولة من رسالته :«يبقى السؤال المشروع هو هل تم تجهيز البدائل لحوادث مستشفى جعفر بن عوف على الوجه المقبول؟ والإجابة على هذا السؤال تأتي من أهل الذكر وهم جمعية اختصاصيي طب الأطفال الذين زاروا تلك البدائل زيارات متعددة وشهدوا بما رأوا وكان شهادتهم أن تلك المستشفيات التي حددت كبدائل لحوادث جعفر بن عوف «الأكاديمي وبشائر وإبراهيم مالك» قد تم تجهيزها بشكل طيب نال منهم الرضاء...» انظر لكلمات مثل «الوجه المقبول» و«بشكل طيب نال الرضا». يا حافظ خذ الشهادة من متلقي الخدمة وليس من موظفي مأمون.
من أمثالنا السودانية المبالغ فيها: اثنين كان قالوا ليك راسك ما في اتبنو.

السبت، 6 أبريل 2013

الكفيل السعودي والسوداني

  الخميس, 04 نيسان/أبريل 2013

أخبار الإنترنت تقول إن رجل أمن سعودي أردى سودانيًا قتيلاً بمسدسه بعد أن طلب من السوداني إقامته وقام بقصها نصفين، هنا لطمه السوداني قائلاً انت عارف دي كلفتني «12000» ريال سعودي وسدَّد اللطمة التي أخرجت المسدس الذي أخرج الروح.
كثيرٌ من الأقلام المنصفة واسعة الرؤية تطالب بإلغاء نظام الكفيل في السعودية والذي تتفرد به على غيرها من الدول. ونظام الكفيل لمن لا يعرفه أو لم يسمع به هو أن يكون دخولك للسعودية مسؤولية جهة سعودية حكومية أو شركة أو صاحب عمل، عندما يكون الكفيل جهة حكومية هذا أحسن الأحوال إذ تتمتع بكامل حقوقك وتعيش في عزة وكرامة ما دمت محافظًا على قوانين البلاد. عندما يكون الكفيل شركة تقل الكرامة قليلاً وقد يوفق العامل في شركة محترمة لا تقل عن الجهات الحكومية ولكن ثالثة الاثافي «حلوة يا عبد الماجد» عندما يكون الكفيل فردًا عندها يصبح العامل عبدًا لهذا الكفيل يفعل فيه ما يشاء ويفرض عليه من الأموال كما يريد وإلا طرده لخارج المملكة وسيكون سيف الطرد مسلطًا عليه في أي لحظة والأدهى والأمر ألّا يكون له عمل ويتركه يعمل عند غيره نظير مبالغ معينة سنوية إضافة للرسوم الحكومية من تأمين صحي ورسوم إقامة ونقل كفالة تتزايد كلما زادت مرات النقل هذا إن رضي الكفيل.
هذا باختصار نظام الكفيل في المملكة السعودية وتسأل المقيم ما الذي يجبرك على هذا؟ الرد جاهز ومتفق عليه «يجبر على  المر الأمر منه». معظم بلاد هؤلاء المكفولين طاردة لمواطنها لا يجد فيها عملاً ولا لقمة عيش سهلة إن كان من شرق آسيا أو من دولة عربية غير نفطية.
ظل نظام الكفيل عرضة للنقد من ذوي الضمائر الحية من الدعاة والكتاب السعوديين و منظمات حقوق الإنسان. ويبدو أن مقتل هذا السوداني على يد رجل الأمن السعودي وتحريك اليمنيين لاتفاقية «1934» التي تنص واحدة من بنودها على حرية تنقل وإقامة مواطني البلدين والتي وجدت السعودية حرب الخليج ووقوف اليمن موقفًا لم يعجبها وجدتها فرصة لتتنصل من هذا الحق وطردت جل اليمنيين الذين كانوا يقيمون أحرارًا في السعودية وأدخلتهم مع الآخرين في نظام الكفيل، يبدو أن هتين الحادثتان ستحركان الحكومة السعودية لسنّ قانون آخر يلغي نظام الكفيل وهذا ما يتمناه الدعاة والمصلحون.
ما يحير في أخبار الأسبوع الماضي أن نوابًا من البرلمان يطالبون بنظام الكفيل في السودان في وقت يستهجن فيه كل العالم هذا النظام على دولة في قامة المملكة العربية السعودية فما بالك بدولة مواطنها هان عليها داخليًا وخارجيًا هل يريد هؤلاء أن يملأوا صحف العالم بالرسوم الكاريكاتيرية التي تستصغر السوداني الذي على فقره يريد أن يضع من هو أفقر منه تحت رحمته.
الحل هنا وهناك قوانين عمل منصفة للطرفين الحكم فيها القانون وليس
أمزجة المواطنين وللسفارات ووزارة العمل القول الفصل منذ بداية التعاقد وشروطه إلى طريقة إنهائه وفوائد ما بعد الخدمة.
هل نحلم بمراجعة كل الاستقدامات وما يسمى الإقامات الحرة التي يرتفع سعرها بلا مقابل كلما تدنت العملة المحلية؟
اللهم ارحم شهيد الإقامة. كل الإنترنت تصرخ ماذا فعلت السفارة؟

توسعة طريق الخرطوم مدني

  الثلاثاء, 02 نيسان/أبريل 2013

اخبار مفرحة
وفد برئاسة الأخ رئيس المجلس التشريعي لولاية الجزيرة د. جلال من الله، وأعضاؤه الأخ أحمد محمد سعيد رئيس لجنة التشريع، والأخ عوض الكريم الخضر رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأخ يوسف الزبير معتمد الكاملين ود. عبد اللطيف البوني وشخصي الضعيف جداً، كان ذلك قبل شهر تقريباً. مهمة هذا الوفد متابعة حلم ولاية الجزيرة وحفظ أرواح المتحركين على طريق الخرطوم مدني الذي أصبح اسمه منذ أكثر من عشرين سنة طريق الموت.
كنا نعلم أن الأخ وزير الطرق السابق المهندس عبد الوهاب محمد عثمان قطع شوطًا طويلاً في هذه التوسعة لذا كان لزامًا علينا أن نبدأ منه واستقبلنا وزير الصناعة الآن ووزير الطرق السابق في مكتبه الفسيح خير استقبال كعادته وشرح لنا أين وصل هذا المشروع وكانت الدراسات قد أُجريت في عهده واستمرت زمنًا ليس بالقصير نسبة لتعقد المشكلة ومرور الطريق بالقرى ويضيق حرم الطريق حينًا ويتسع أحيانًا. ورغم ذلك اكتملت الدراسات وطرح الطريق بنظام B.O.T.  وهناك عدة شركات ترغب في تنفيذه بعد هذا الحديث الجميل المطمئن اتصل عبد الوهاب عدة مرات على وزير الطرق الحالي د. نهار الذي كان خارج البلاد أو هو عائد من خارج البلاد وبعدها اتصل بعزيزنا وزير الدولة المهندس الخلوق حامد الوكيل الذي رحب كثيرًا بمتابعة ملف المشروع وخرجنا من عبد الوهاب مبسوطين «24» قيراط واتجهنا بعد أن اعتذر د. البوني لارتباطات بالجامعة. تحرك الوفد إلى المدير العام لهيئة الطرق والجسور وكان كإخوته مرحبًا وفاتحًا ذراعيه لتكملة المفاوضات مع الشركات واختيار صاحبة أحسن عرض.
الخميس الماضي وأنا في طريقي للخرطوم إذا بعشر سيارات فخمة تتقدمها ويويويويو علمت أن ولاية الجزيرة دخلها زائر كبير استفسرنا وقالوا هذا السيد وزير الطرق والجسور في زيارة لتفقد طريق الخرطوم مدني وكيفية البداية في توسعته ألف هلا. معقول الواحد يقدر يعلق على عدد العربات أو الإجراءات في موضوع توسعة الطريق الذي حصد الأرواح بالآلاف وإحصاءات الحوادث مخيفة وما سبَّبته من موت وأذى جسيم يصعب نشره.
مرحبًا بالسيد وزير الطرق ووفده ونتمنى أن تكون سياراتهم وقعت عشرات المرات في حفر الطريق التي هي دائمًا في ازدياد وكل يوم تظهر حفرة أو تتوسع حفرة وحكومتنا في مدني وجدت البديل طريق الشرق وما عادت تعرف معاناة المواطنين من هذه الحفر والتي ستتسبب في حوادث مؤلمة طال الزمن أو قصر ما لم تُصَنْ. طبعًا الوفد لم تحبسه شاحنة فيات تسير بسرعة 25 كلم/الساعة وتحبس خلفها عشرات السيارات لذا صار اسم الفيات العريس، هو دائمًا يتقدم وخلفه الآخرون.
وأيضًا لن نسأل الوفد في كم نقطة مرور وقفت؟ معقولة بس !!!
على كل فرحتنا بخبر توسعة الطريق تمنعنا من سؤال هل المتابعة عمل تنفيذي أم تشريعي؟ مش حنسأل المهم التنفيذ. متى نرى الآليات على جنبات هذا الطريق؟؟ ليصبح مسارين من كل جانب وبعدها فليتبختر العريس الفيات كما يريد بأي سرعة يستطيعها.

السجل المدني يتخلَّق

 الإثنين, 01 نيسان/أبريل 2013

يوم الخميس الماضي جمعني صديقي علي البصير الناشط بهذه الصحيفة وكل من فيها ناشط «علشان ما يقوموا يحمروا لينا» جمعني البصير بقيادات السجل المدني، وذلك بعد أن كتبنا ثلاث مرات عن معاناة الناس مع شهادة الميلاد التي كانت أسهل من حبتي بندول يوم كانت عند الإحصاء، وصارت مثل عملية القلب المفتوح، تسجيل ودور ورسوم. مشينا اليهم وفي النفس كل معاناة المواطنين طيلة الشهور الماضية التي شهدت تحول شهادة الميلاد من الإحصاء ود الناس إلى السجل المدني.
ليس هناك من يرفض التطوير، وقد كنت أنادي بالحكومة الالكترونية منذ أن كان كمال عبد اللطيف وزيراً بمجلس الوزراء، ووعد بأن يكون ذلك العام هو عام الحكومة الالكترونية. وهذه آخر السطور في خطابه :« كمال عبد اللطيف وزير الدولة بمجلس الوزراء»
الورقة مذيلة هكذا
اليوبيل الذهبي للأمانة العامة لمجلس الوزراء يناير 2004م: تحت شعار بسط التقانة دعماً لاتخاذ القرار 27/1/2005م». يعني مضت تسع سنوات على ذلك الشعار ولم يطبق. ومن ينادي بالحكومة الالكترونية منذ 2004م لا يمكن أن يرفض أي تطور معلوماتي.
وذهبنا إلى قادة السجل المدني العميد النيل والعقيد العباس وقابلونا ببشر وترحاب، وحكوا لنا عن النقلة التي تجرى في السجل المدني وخصوصاً تسجيل المواليد والوفيات، ويجب أن يكون كل سوداني مسجلاً في قاعدة بيانات ضخمة ومؤمنة تماماً، وأعدوا لذلك عدته من سيرفرات وشبكات وربط شبكي. وبعد تنوير طويل وجولة على كل الأقسام مع سعادة العقيد العباس، تأكد لنا أن هذا المشروع مشروع متقدم جداً ويقوم عليه مخلصون وسيبلغ تمامه يوماً ما متى؟ الله أعلم. إذ ليست هناك خطة واضحة بتواريخها وكل ذلك بالطريقة السودانية المشهورة.
وأنا متأكد أن من القراء من ينتظر «ولكن» ولن أخذلهم، ولكن كعادة هذه الحكومة التي عندها أن السودان هو الخرطوم ورضاء الخرطوم هو ما تسعى اليه. خذ مثلاً ما أن تطل أزمة غاز حتى يحجز الغاز للخرطوم، وكذا الدقيق للخرطوم، وهكذا في كل الخدمات، وحتى غرامات المرور في الخرطوم «30» جنيهاً وفي باقي السودان «50» جنيهاً، وهذا على طريق الخرطوم مدني وربما تزيد كلما بعدنا عن الخرطوم.
وبنفس الطريقة كل شيء في السجل المدني في الخرطوم، وسيخرجون للولايات بعد ذلك، لماذا لا يكون كله في وقت واحد؟ ما المشكلة فالاتصالات في كل مكان والكهرباء في كل مكان، والخريجون الذين يجيدون التعامل مع الكمبيوترات والشبكات بمئات الآلاف ويبحثون عمن يوظفهم، فلماذا الإصرار على القوائم القديمة؟ «تلطيف لكلمة أخرى كلٌ يخمنها على مزاجه».
طبعاً كل قيادات الشرطة على مستوى ممتاز، وكلما تنزل تحت يتفننون في إذلال المواطن، على سبيل المثال في الخرطوم لا يطلبون من المواطن صورة صفحة المولد ويكتفون بإفادة المستشفى باسم المولود واسم والده واسم والدته ومكان الميلاد، وهكذا، وختم المستشفى، أما اهل العوض فمطالبون بإحضار صورة الصفحة مختومة من المستشفى، ولا أدري لماذا؟ هل الخلل في مستشفيات الاقاليم؟ وفي الخرطوم تمتد ساعات العمل طويلاً أكثر من الدوام الرسمي، وفي الأقاليم يخرجون عدداً محدداً من الأرانيك « والسبق يأكل النبق والمتأخر يأكل نيم أو ......».
وأكرمنا العميد النيل بأن ضاعف لولاية الجزيرة حصتها من الشهادات القديمة، وعرفنا بمدير السجل المدني بولاية الجزيرة العقيد عماد الذي أبدى بدوره استعداداً لحل كل المشكلات المعلقة، وسيبدأ في نشر خدمة شهادات المواليد على المحليات. ولم ننس أن نسأله عن أن رسوم شهادة الميلاد في الخرطوم «33» جنيهاً فلماذا هي في ولاية الجزيرة «38» جنيهاً؟ فقال هذه الخمسة جنيهات أجازها مجلس تشريعي ولاية الجزيرة، يعني هدية المجلس التشريعي لمواطنيه.
فهل سيأتي يوم تربط فيه شهادة الميلاد بالرقم الوطني، أي يمنح المولد رقمه الوطني مع شهادة الميلاد؟ وهل سيأتي يوم تقدم فيه الشرطة شهادة الميلاد لوالدته وسط باقة من الورد مع رسالة فيها تهنئة الشرطة بالمولود والدعاء له بأن يصبح مواطناً صالحاً محباً لوطنه؟ دعونا نحلم بشرطة تحمل الورود وليس السوط والايصالات.

الجمعة، 5 أبريل 2013

السوداني بي كم؟

  الأحد, 31 آذار/مارس 2013
 
لا أسأل عن الخروف ولكن عن الإنسان السوداني؟
هذا حال السودانيين في تلك الدولة كما وصفهم خطاب رسمي:
1/   تدني المرتبات لدرجة كبيرة بالنسبة لغيرهم حيث لا تكفي لإعاشتهم أياماً.
2/   كثير من هؤلاء القادمين لا يحمل عقد عمل وإن حمله عادة ما تكون صورة غير موثقة من الجهات المعنية مما يجعلها تفقد أية حجية قانونية.
3/   بعض المستقدمين إلى هذه الدولة بموجب تأشيرات تجارية، أي زيارة، وهذه وفقاً لقانون هذه البلاد لا تتيح لهم العمل والإقامة مما يعرضهم لكثير من التعقيدات ويصعب استخراج إقامات عمل لهم.
4/   يبقى بعض هؤلاء المستقدمين لفترات طويلة قبل أن يلتحق بالعمل مما يعرضهم لهزات نفسية حيث أن من بين الموجودين الآن من مضى على وجوده «3» أشهر لم يستلم عملاً ولا راتباً.
5/  رغم ضآلة الراتب ورغم ما دفعه هؤلاء من مبالغ لشركات الاستقدام بالسودان فإنهم يطالبون بعد الالتحاق بالعمل بسداد مبالغ شهرية لشركات الاستقدام.
6/   يتردد أن شركات الاستقدام تتعاقد مع الجهات الحكومية على مرتبات كبيرة في حين تصرف لهؤلاء المستقدمين ثلث الراتب الذي تعاقدت به مع الجهات الحكومية مما يحقق للشركات أرباحاً كثيرة على حساب هؤلاء المستقدمين.
خذ نفساً طويلاً واخرج ما كتمت بين ضلوعك من هواء ساخن.
هذا بعض من مهانة السوداني على دولته وهذا فقط مثال مهذب جداً، وفي أكثر من دولة يعاني السودانيون معاناة شديدة من شروط الخدمة التي قبلتها لهم دولتهم وتركتهم نهباً لشركات الاستقدام ووكالات الاستقدام «التي ملفها الآن على كل لسان وفي السهلة بعد أن تحول بعضها لمكاتب قوادة».
ما لم تذكره النقاط سالفة الذكر أن تقنيي المختبرات الذين فجروا قضيتهم  مشكورين أن الوكالات الثلاث التي بدأت التفاوض معهم بهذه الشروط المجحفة، زادت عليها شرطاً آخر هو أن يوقعوا على ايصال أمانة بمبلغ «1750» ديناراً كويتياً يسدد على مدى سنة ونصف يكونون خلالها عرضة لخيانة الأمانة وعقوبتها،وما ذلك إلا لوضعهم تحت جزمة هذه الوكالات «لم أقل رحمة بل قلت جزمة». هؤلاء الشباب من تقنيي المختبرات وقفوا موقفاً رجولياً ولم يتهافتوا على لاغتراب بل فضحوا الوكالات ووزارة العمل على حد سواء، إذ لا يعقل أن تترك وزارة العمل أمر استخدام المواطن السوداني للسوق الذي لا يرعى كرامة السوداني وكرامة السوداني هي أعز ما يملك.
أعيد سؤالاً، هل نحن في تقدم أم في تقهقر، في سبعينات القرن الماضي كان التعاقد يتم مع الوزارة المعنية في البلد الراغب. تعاقدنا مع لجنة التعاقد القادمة من وزارة المعارف السعودية برئاسة المغفور له بإذن الله الشيخ الصلفيح وبشروط حكومية بين الحكومتين ولم يدخل أي سمسار أو مكتب نخاسة بين الطرفين. لماذا لا يحدث هذا الآن؟؟
هؤلاء التقنيون أخرجت دولة الكويت ممثلة في وزارة الصحة مبلغ «750» ديناراً مع كل الشروط الأخرى وكالات النخاسة والاتجار بالبشر تريد أن تتعاقد معهم بـ «250» ديناراً فقط ووصل أمانة بمائة دينار شهرياً تقطع من رواتبهم، يعني سيعملون شهراً كاملاً بمبلغ «150» ديناراً . أليس هذا مشروع مجرم أو مشروع...
يجب، ولا استسيغها كثيراً ولكن هنا أكررها يجب أن يُعاد النظر في كل قوانين الهجرة والتعاقد حفظاً لكرامة السوداني التي ما عاد يملك غيرها. وأن تكنس كل وكالات الاستقدام بجرة قلم وتنشأ على قواعد إبراهيم.
بدون تخريمة.

إجازات إجبارية.


  السبت, 30 آذار/مارس 2013

كثيرًا ما يأتي في الأخبار أن الرئيس الأمريكي يقضي عطلته في منتجع كذا، وأشهر هذه المنتجعات كان في كامب ديفيد والذي وُلد من رحمه التطبيع بين مصر وإسرائيل. بالمقابل  قلّما نسمع بواحد من سياسيينا أنه أخذ قسطًا من الراحة بعيدًا عن العمل اليومي «بالمناسبة العمل اليومي هذه تلطيف فقط إذ ليس هناك عمل يومي مبرمج وإنما لكل لحظة برنامجها قد يكون اقتتاحًا أو تقديم عزاء في ميت أو عقد قران وهلم جرا».
في المؤتمر الصحفي الأخير للسيد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان أو كما يحلو لبعضهم شيخ علي وهنا سأترك كل ما قاله وما سُئل عنه لأنه أذيع عدة مرات ونُشر وما خلت صحيفة في الأيام الفائتة من تعليق عدد من كتابها على حديثه. غير أني أريد أن أقف عند غزل صديقنا عبد الماجد عبد الحميد رئيس تحرير الأهرام اليوم في شيخ علي وعودته بكامل لياقته وتمنى عبد الماجد أن يجبر كل السياسيين على أخذ إجازاتهم ليعودوا بلياقة كاملة مثلما عاد السيد النائب الأول وقال منهم من لم يأخذ إجازة منذ عشرين سنة.
يا عبد الماجد
الذي نراه أن سياسيينا مكنكشون تمامًا وفرحون بمناصبهم إلا من رحم ربي ليسوا هم فقط ولكن حتى عائلاتهم يبدو أنها سعيدة بما هم فيه لأن المواطن السوداني مواطن غير منتج نستغفر الله من هذا التعميم ونقول كثير من نخبنا غير منتجة ووجدت في العمل السياسي راحة ومتعة لا يمكن أن توفرها لها أي مهنة أخرى. ثم الوصول لهذه المناصب السياسية ليس له ضوابط ولا مؤهلات بل يمكن أن نبالغ ونقول إن تواضع المؤهلات مع قليل من كسير التلج يمكن أن تبلغ سياسيًا منصبًا رفيعًا وبعدها يجهد نفسه ليس في الأداء من خلال هذا المنصب بل كيف يحرس هذا المنصب قبل أن يأتي من يكسر الثلج بطريقة خير منه ويُفقده منصبه. لذا يا عبد الماجد منهم من لم يأخذ إجازة عشرين سنة ولن يطلبها.
بالمناسبة حتى بعض الموظفين لا يأخذ إجازته حتى لا يقوم آخر بما يقوم به وبذا يكون فقد واحدًا من أسباب بقائه لمدة طويلة.. كثيرون يصورون ان ما يقومون به لا يمكن أن يقوم به غيرهم فإذا ما أخذ إجازة وقام آخر بالدور وبطريقة افضل منه لأن هذه سنة الله كل جيل خير خبرة من الجيل الذي سبقه وهنا سينكشف أن القبة ليس تحتها فكي.
لذا من هنا أتمنى أن تكون الإجازات إجبارية للجميع وفق برنامج معين يبدأ بالتخيير وينتهي بالإجبار، اختار إجازتك متى تريدها؟ فإن قال لا أُجبر على أخذ إجازته وحل محله نائبه لتتوزع المعرفة وليتفانى كلٌّ في دوره ويخلف معرفته لغيره.
رب قائل المكتب أريح من البيت ماذا تنتظر ممن لم يُرحه بيته؟؟