الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

فلتكن البداية للتغيير


 
 
مشهد  :
رجل بدين من الوزن الثقيل يقف صامداً ومتماسكاً بكل رزانته أمام آخر نحيف وهزيل يكيل السباب للبدين ويرفع صوته ويتوعد ويزمجر والبدين ساكت كأنه جبل وكلما زاد صياحاً زاد البدين رزانةً. كان شيخ عجوز ساخر يشاهد الموقف بين آخرين شهدوا  تطاول النحيف الأحمق على ذلك الرجل البدين الرزين، فما كان من الشيخ العجوز أن قال: بالله اذا ما رفع الرجل السمين يده وهوى بها على هذا المزعج هل للنحيف رد غير ان يقول: يا ناس اشهدوا ، اشهدوا يا ناس.
تقول العرب ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه ) جيشنا فوق الرأس وأثبت أنه مكان احترام شعبه عدة مرات لذا على الساسة أن لا يفقدوا الشعب ثقته في جيشه بمنازلة من لا يملكون عتاده وتقاناته، وفي الحدود التي نريد الجيش لها هو غاية المسئولية والثبات والانضباط ولا داعي للزج به خارج الحدود التي لا يستطيعها ولا يملك مقوماتها. إسرائيل  ليست  الدويلة غير الشرعية المعروفة ولكن خلفها دولاً مبتزة وما اسرائيل الا امريكا ولم ترفع دول المواجهة ومن حولها صوتها على اسرائيل اللهم الا ايران وحزب الله وذلك لامتلاكهم من الاسلحة ما يمكن ان يردوا به ، لذا امريكا ومن خلفها اسرائيل تعملان الف حساب لايران لامتلاكها من الاسلحة ما يقع في خانة ( عليَّ وعلى أعدائي). والى ان نملك مثل ذلك السلاح علينا ان نكرس كل امكاناتنا  الى خدمة هذا الوطن البكر.
 (في عام 1957 حقق الاتحاد السوفيتي السابق انذاك انجازاً علمياً رائعاً باطلاق القمر الصناعي الذي يحمل الكلبة لايكا الى الفضاء الخارجي وبذلك سجل يومها تفوقاً علمياً عالمياً في هذا المجال وعلى اثر ذلك بادرت الولايات المتحدة الامريكية بكافة مؤسساتها التعليمية والعلمية مدعومة من الادارة الامريكية الى اعادة النظر في كافة مناهجها التعليمية والعلمية، فاخذت تولي تدريس الفيزياء والعلوم الرياضية اهتماماً مركزاً في كافة معاهد التعليم وعلى اختلاف مستوياتها بالاضافة الى ازدياد الاهتمام بمعاهد البحوث العلمية والتكنولوجية وتوجيه موضوعاتها نحو الفضاء مما انعكس في سخاء صرف الاموال اللازمة لمستلزمات البحوث والتجارب ورعاية الباحثين والعاملين في مجالاتها، ولم تمضِ الا اعواماً قليلة حتى حققت التكنولوجية الامريكية تفوقاً فضائياً بالهبوط على سطح القمر. وكان ذلك طبعاً بفضل التطوير الذي احدثته في مناهجها، وكذلك عملت اليابان على تطوير مناهجها وغيرت السياسة التعليمية لتكون مواكبة لما يجري في البلدان المتقدمة فحققت نجاحات كبرى، وهناك امثلة عديدة شهدتها دولاً متعددة غيرت وطورت مناهجها حسب احتياجاتها وخططها التنموية فحققت ما تصبوا اليه من نجاحات، ولا زالت امريكا تشعر بانها مدينة في كل ما حصل فيها من تطورات علمية ومن انجازات تكنولوجية من غزو الفضاء الى الانترنت لتغيير المناهج التعليمية الذي احدثته في عام 1957  الا يحق لي ولغيري من المهتمين بامور التربية ان نتساءل متى تبدأ وزارة التربية بالتغيير المنشود للمناهج التعليمية؟) بين القوسين من الانترنت.
يجب ان نحصر المعركة الآن في معالجة عشرات الاخفاقات الداخلية مثل تدني الزراعة تدني الصناعة سوء ادارة المال العام تربية المواطن صحة المواطن أمن المواطن تحديد الاولويات. ( صراحة تنتابني نوبة عندما تذكر كلمة استراتيجية لذا تحايلت عليها بتحديد الاولويات وتنفيذها).
وقبل ذلك مكنسة (هوفر) تكنس كل التشوهات السياسية التي احدثتها الترضيات غير المدروسة والتي اوصلتنا الى ان يصبح وزير السياحة انصاري سنة ووزير الاعلام طبيب ووزير الاستثمار طبيب اسنان وهلم جرا.
حصنوها بالعدل

إبراهيم إسحاق في أم درمان

  الأحد, 28 تشرين1/أكتوير 2012
 
تتبارى القنوات السودانية في الاعياد في حشد أكبر عدد من المغنين وخصوصاً صغارهم، وما أكثر الغناء والمديح في قنوات السودان وكأنهم يريدون أن يقولوا إن المستمع أيام الأعياد لا يريد إلا الغناء والمديح. ولعمري إن جزءاً كبيراً من هذا الشعب لا يوقفه الغناء، ولأكون دقيقاً ما عاد يوقفه الغناء.
خرجت علينا يوم العيد قناة «أم درمان»، هذه القناة التي نكن لها احتراماً شديداً، وهاتفت حسين خوجلي يوماً وقلت له كأني بك تريد أن تقول هذه القناة تعويض لجيلنا، وسنرفع دعوى ضد قناة «أم درمان» لجذبها لنا وأخذها من وقتنا الكثير. قناة «أم درمان» استضافت في هذا العيد في حلقة رائعة روعة إبراهيم إسحاق ومعه الناقد مصطفى الصاوي، وقدمت الحلقة الأستاذة ملاذ حسين خوجلي، وصراحة في بداية الحلقة حدثت نفسي ماذا تريد أن تقول هذه «الفنطوطة» مع هذا الأديب العملاق، وشهادة لله «شهادة ولم أقل شهادتي» أن ملاذ كانت رائعة وقامت بدورها خير قيام.
صراحة هذه القناة السودانية هي الوحيدة التي استوقفتني في يوم العيد وصباح اليوم الثاني، قلت السودانية لأن قناة الرسالة كان لها النصيب الأكبر، أما بقية القنوات السودانية فجلها غناء. ويا سادتي القائمون على أمر القنوات لا بد من خطط، لا بد من دراسات، فهذه القنوات يمكن أن تبني أمة ويمكن أن تهدمها.
ما جعلني أتسمر أمام قناة «أم درمان» ليس علاقة الصداقة التي تربطني بالأستاذ إبراهيم إسحاق، بل أن الحلقة كانت مفيدة جداً لكل أديب محترف ومشجع أدب مثلي، فالنقد تخصص قلة هم رجاله، وحين يلتقي الكاتب الأديب والناقد وجهاً لوجه وتتوسطهم ملاذ  عندها تكتمل الفائدة. وكثيرون يعتبرونه والطيب صالح فرسي رهان، ولكن الشهرة قسمة وظروف. وبما أن المساحة مساحة عمود صحفي لا تفي بجزء من المئة من مسيرة إبراهيم إسحاق، لذا ما هذه الا خواطر. وشد ما آلمني في هذه الحلقة أن إبراهيم قال إن كل أعماله طبعة أولى وليس منها ما طبع مرتين، وتعلمون أن ذلك من الإمكانات المادية، فعلى مؤسساتنا الثقافية إعادة طبع هذا الكنز «حتى تكتمل الصورة» من هنا أناشد الأستاذ الطاهر حسن التوم «هيئة الخرطوم للطباعة والنشر» والسموءل خلف الله «أروقة» ومراكز أخرى، أن تعيد طبع هذه الروايات والقصص.
ولفائدة القراء الذين لا يعرفون إبراهيم إسحاق نقتبس من الانترنت «إبراهيم اسحق إبراهيم أديب سوداني، وروائي وقاص وكاتب. ولد إبراهيم بقرية «ودَعة» بمحافظة شرق دارفور بغرب السودان في العام 1946م. وتقلد منصب رئيس اتحاد الكتاب السودانيين في عام 2009م. وهو عضو في مجلس تطوير وترقية اللغات القومية في السودان.
 مسيرته مع الكتابة:
ــ استقبال القراء لروايته الأولى «حدث في القرية» كان متجاذباً بين الترحاب والرفض، فالمعجبون بها أشادوا ببنائها الفني وآخرون أزعجتهم لغة الحوار بلهجة الأرياف في دارفور. وفي عام 1970م كتب رواية «أعمال الليل والبلدة»، واتصل به الأستاذ البروفيسور محمد إبراهيم الشوش فطلبها للنشر فظهرت في عام 1971م. وكتب إبراهيم رواية «مهرجان المدرسة القديمة» في عام 1972 ولم تنشر إلا في عام 1976م، وبعدها كتب رواية «فضيحة آل نورين» التي لم تنشر إلا في الخارج، وبعدها ضاعت ووجدت عام 2004م، وقد لعب المرحوم قيلي أحمد عمر دور الحارس لعمله في هذه الحقبة الحرجة، فقد اتخذ التعويق لظهور أعماله في حيز الطبع ملامح لا تخفى على أحد من جانب الأدباء حراس اللغة العربية الصافية، فلم يظهر إبراهيم إسحاق في ندواتهم ولا على ملاحقهم في الصحف والمجلات، ولا يُذكر اسمه في حديث الوفود السودانية التي تتكلم عن الأدب السوداني، وكان الجو الثقافي حينها ملبداً بـ «صراع مخلص» بين تيارين أدبيين: أحدهما تقليدي يرى أن إنتاج إبراهيم إسحاق ينافس لكنه يخرب اللغة.. والتيار الآخر كان يجاري الأساليب الفنية العصرية ولا يرى في عمله خطراً. ونشر له قيلي يرحمه الله حوالى ست قصص قصيرة في مجلة «الخرطوم»، ثم نشر رواية «أخبار البنت مياكايا» كاملة في نفس المجلة في عام 1980م، الى جانب نشره لكتابه «الحكاية الشعبية في إفريقيا» على أجزاء في نفس المجلة في عام 1976م، وساند المرحوم محمد عبد الحي ويوسف عايدابي عمله، فنشرا له في ملحقهما الرائع بجريدة «الصحافة» حوالى ست قصص قصيرة وبعض التنظيرات في فهم دور الرواية السودانية في الثقافتين العربية والإفريقية. وفي هذه الحقبة ما بين 1976م و1982م توالى نشر قصص إبراهيم إسحق ومحاوراته في ملحق «الأيام» الثقافي بإشراف المبدع السردي عيسى الحلو، ودافع عن رؤيته للصناعة السردية في مجلة الثقافة السودانية، كما عرض آراؤه الثقافية في هذه المجلة المذكورة وفي مجلة «الخرطوم» وفي مجلة «الدوحة» القطرية ومجلة «سوداناو» الإنجليزية الصادرة عن وزارة الإعلام السودانية، وقد تكللت كل هذه المساندة بإيجاد دور بارز في مهرجانات الثقافة على عهد مايو حتى مُنح نوطاً تشجيعياً في عام 1979م».

أولاد بت حمدوك وعيد الأم

  الخميس, 25 تشرين1/أكتوير 2012

ما عليكى ماعليكى إنتى سويتي العليكى جيل وجيل تربى على يديكي
انتى يا نبع المحنة نحن من خيرك نهلنا إنتى يادوحنا وشجرنا والشكر نهديه إليك
العمر بسرعة مرا وإنتى خيرك استمرا«مع الإعتذار للشاعر كامل عبد الماجد  للسرقة الأدبية من مقاله بالسودانى19-10- 2012م» بهذه الأهزوجة التف أولاد بت حمدوك حول أمهم الرءوم من كندا وأستراليا جاء عاصم وعصام من الرياض جاءت هدى من الخرطوم جاء عبد الله وعبد الغنى بزوجاتهم وحفيداتهما وأحفادهما
من الإمارات، جاءت آخر العنقود هند من أديس جاء عبدالرحمن...... كانت فرحتها الغامرة ليست بالهدايا التي أحضروها بقدر ما كانت فرحتها باجتماع شملهم حولها للاحتفاء بها.
عهد بالبرنامج المصاحب لهند التى خرجت به عن المألوف هذه المرة فأخذت والدتها فى عربتها «الإفراج المؤقت»لأقرب محل لتجهيز العرائس. فأخذت حاجة النسمة حمام زيت وساونا ومساج... والله يابتى الله افتح عليكي حسيت برقبتي خفيفة.. يا ماما إنتى شفتي حاجة ..لو سمحتي لبسيها الفستان الأبيض.. دا شنو يابتي الله يجازي محنك نحنا بعد دا غير الكفن وتوب الصلاة الأبيض ما بنلبس حاجة.. لا يا ماما بعد الشر عليك....
خرجت حاجة النسمة بفستانها الأبيض تتهادى بين يدي هند... وفى المنزل أعدت هدى كوشة حفت بالزهور ولمحاسن الصدف قد صادف هذا اليوم عيد زواجها الخمسين. لكن المشكلة من يملأ الكرسي الثاني حيث أن ود حمدوك قد رحل قبل سنوات، وجاء الحل سريعا من عبد الرحمن أن توضع صورة مكبرة«100 سم*50 سم» لود حمدوك على الكرسي الثانى ونكتب تحتها الآية «وألحقنا بهم ذرياتهم» وحفت الكوشة بحفيداتها وهن يلبسن فساتين زفاف حلوة..
جلست حاجة النسمة على كرسيها وتنهدت وتمتمت قائلة: الهدم الرهيف ما ينفعوا الرافي وكضاب من يجيب محنة الجافي ....يا حاجة أنتي الخير والبركة والدهب لا يصدأ... قالها عصام وصدح عاصم «الليل ... الليل العديل والزين» ونثر عبد الغني الورد بينما علا صوت عبد الله بالتكبير جزلاً.
نظرت بت حمدوك للصورة التي بجوارها «أي أي أبو هدي ... فتبلمت وجرت مقناع الحشمة الحرق جوفي.. يا ماما دي صورة بابا بس... يا بتي كان بقت دي «جتتو» كان قطعتوني ما بقعد حداه».
كاميرا أفراح أفراح كانت حضورا.. في هذا الحفل البهيج نلقي بالعروس: والتي قالت: في العشرينيات يومداك كان دا عرسنا في الكوشة لا جلسنا لا تحركنا
بالزيت المر لراسنا نحن طرشنا
بساونا ومساج لجلدنا ما خرشنا
لتوب العفاف نحنا لبسنا
ما خلينا فستان الزفاف كشف لكرشنا
ما شابنك يدينا  لــ slowly نحن تب ما رقعنا
أمسك يا جدع ... رقبة قزاز ليها رفعنا
بعد ثلاثة للزوجية نحن حرصنا
 الأمات الكبار لشباكنا نحن حرسنا
قبال آذان الفجر لبينا نحن مرقنا
بنوت الزمن «داك الحزة» لفندقنا هن حجزنا
عينين قوية في  أيدين عريسن اتلولون
هذه الاحتفالية كانت بقاعة الصداقة وأبناء الجزيرة يدشنون مشروع المليار دولار لإعمار الدار فقد كان الحضور نوعياَ، فقد ازدان الحضور بوجود مؤسسة حمدي الاستشارية وبنك المال المتحد وبنك الاستثمار المالي و د. عبد القادر محمد عبد القادر والأديب الأريب د. عمر محمود خالد والشيخ نزار المكاشفي  بصمته وسمته، والموسيقار محمد الأمين والفريق المدهش عبدالرحمن سر الختم والنطاسي البارع كمال أبوسن والخليفة الشيخ مالك حسين والمجاهد الثائر الزبير بشير والفريق الأول عبد الرحيم محمد حسين و جميلة الجميعابي، وليلى أحمد سعيد، ود. فاطمة عبد المحمود. وعصام الترابي، وإبراهيم خبرة والسماني عبد المحمود، وجمع غفير من قيادات الدولة والمجتمع وفتح باب الإكتتاب وثورة / ثورة حتى التنمية.
واحد سأل ليه زول قال ليه ناس الجزيرة ديل ما لم مساكين؟ قال ليه أبدا لكن مشكلتهم عينم مليانة وبطونم شبعانة لذلك فإن الفضل فيها باق.
فتكم بعافية
محمد علي خير السيد / المحامي
مصور حفل عيد بنت حمدوك
قاعة الصداقة / شتاء 2012م
< كسرة:
متى يستقيل الوزير؟
عيدكم مبارك وكل عام وبلادنا بألف خير.«أعفو مننا».

علي كرتي أيرضيك هذا؟

 

 الأربعاء, 24 تشرين1/أكتوير 2012  

وزير الخارجية الأستاذ علي كرتي لا نريد أن نسألك عن العلاقات الأمريكية ولا العقوبات الأمريكية ولا عزلة السودان الدولية. نريد أن نسألك هل لنا سفارة في الهند؟ وهل تتقاضى مخصصاتها بالدولار على دائر السنت؟ هل هناك من يقف على أدائها وخدماتها للسودانيين هناك؟
أما نصيحتي لطلابنا بالهند أن يشتري كل منهم بعد التخرج طائرة خاصة لمتابعة معاملاته بين الهند والسودان. وإلى مأساة هذا الخريج. كتب الآتي:
ذهبت في ذلك اليوم الموافق 10/ 6«شهر ستة يوم عشرة» أحمل شهاداتي التي تعبت فيها ست سنوات عجاف في بلاد الغربة،  موثقة أولاً من الخارجية والتعليم الهندي ثم من سفارة السودان بالهند، حملتها إلى التعليم العالي لعمل التوثيق،  فقالوا لا بد أن تعمل معادلة أو تقويم  ثم يوثق التقويم هذا، قلنا خير وبركة.  قالوا اذهب للخارجية   ذهبنا للخارجية،  قالوا ادفع خمسين دولاراً بالنقد الأجنبي (50$) ذهبنا فدفعنا مايعادل «280ج دولاراً»،  ثم أخذت الإيصال المطبوع هذا وقالوا ارجع به للتعليم العالي،  ذهبت الى هناك وأعطيته الإيصال، أعطاني إيصالاً وقال لي: خلاص أمشي، أمشي وين؟ وين المعادلة؟ قالوا لا نحن بنرسل للسفارة عشان نتأكد من صحة شهاداتك دي بأنفسنا، لأنه في تزوير «يا أخوانا في زول مزورة شهادة بجيكم عشان تعملوا له معادلة؟ حصلت، طيب كم مرة؟ طيب زول قدر يزور ثلاث شهادات بأختامها وأشكالها يغلبه يزور ورقة المعادلة دي ويمشي يقضي أغراضه دون أن يصل للتعليم العالي؟ وبعدين في مزور شهادة يقدم للمعادلة ويعرف أنه أرسلت لتأكيد صحتها، ويجي كل فترة يسأل جات ما جات؟ الله المستعان، طيب خير، أجيكم متي؟  قالوا ما معروف لكن أخد فترة وتعال، يعني اليوم دا ضاع ساي بين الخارجية والتعليم العالي، وأنت شفت حاجة ؟!
منذ ذلك التاريخ «10- 6» وأنا أتردد على التعليم العالي لأخذ ورقة المعادلة «التقويم» هذه، بعد كل أسبوعين أذهب الى هناك وأرجع بدون أية إفادة أو نتيجة، وكل تعبك وأحلامك وأشغالك وكل مشاعرك تختصر في كلمة واحدة «مافي شي» ثم بعد فترة أصبحت هذه الكلمة مثل الشحدة ثم تصبح أنت أيضا مثل الشحاد الثقيل. طيب، القصة شنو؟ القصة والله نحن ناس التعليم العالي ديل ما عندنا شغلة بك تتأخر تقعد تموت تشحد، لو ما جاتنا إفادة السفارة دي ما بنعمل لك حاجة، دا قرار، قلت: قال سيدي رسول الله «من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم، احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة». طيب يا أخوانا أنا ما اعترضت على الشغلة دي كلها، لكن عندها وقت ولا كيف؟ والله ما عندنا شغلة تجي بعد سنة بعد سنتين ما عندنا شغلة، أمشي أصبر بس هكذا لسان الحال والحال...!
«أمشي أصبر بس» هذه الجملة كل ما تحصلت عليه، وقد قابلت المدير المسؤول عن التقويم هذا بعد أن مل الموظف ترددي ومطالبتي لهذا التقويم، وسألت عن الحل لهذه المشكلة بعد أن عرضت عليه كل مايتعلق بفترة دراستي «من إيصالات الرسوم الدراسية، والشهادات الفصلية، وبطاقات دخول قاعة الإمتحان، وأوراق الإقامة، حتى الظروف المختومة بالشمع التي أرسلت بها الشهادات من الجامعة الى الداخلية هناك، والجواز وبه فترة الإقامة منذ دخولي الهند الى آخر لحظة، حتى عقود الإيجارات كنت أحتفظ بها» وخلاصة كلامه لا فائدة.!
خلاصة الأمر قالوا لازم تضرب للسفارة وتتابع بنفسك. اتصلت أكثر من عشر مرات كل اتصال لا يقل عن عشرة جنيهات، وخلاصة هذه الإتصالات نحن رسلنا للجامعة منذ 16- 7 ولم يأتنا منها رد وعملنا استعجال مرتين بتاريخ 10- 8  و15-10 جزاكم الله خيراً، فما هو الحل؟ يا أخي لو عندك زول هناك خليهو يمشي الجامعة يتابع لك.. هذا كلام السفارة، طيب، وكان ذلك اليوم هو 19-10 الجامعة قالوا ما جانا طلب من السفارة.! وبعدين؟ ثم ترجع لتتصل بالسفارة لا أحد يرفع لك السماعة، ماهو الحل؟ لا أحد يعرف لك شيئاً، لا التعليم العالي، ولا الخارجية، ولا السفارة ولا الجامعة!
طيب نحن بنلوم في الكفار البعذبوا المسلمين بتهم الاشتباه ليه؟ ولا البفرضوا علينا عقوبات اقتصادية عقاباً وبسنوا قرارات وقوانين ضدنا ليه؟
ماترانا نحن ذاتنا البنلوم وندين ونستنكر ديل بعمل كدا بالمسلمين، ما كله فهم وإجراءات،«إذا القانون لم يحكم بالأخلاق والعدل والرفق أصبح فوضي وعبثاً بالعباد، فالنبي حتى في نحرنا للبهائم يأمرنا بالرفق والإحسان، فإذا ذبحنا أن نحسن الذبح ونريح الذبيحة»، حسبنا الله ونعم الوكيل ...!
أ .ح. م
> كسرة:
شكراً إدارة الجمارك لموافقتها بالإفراج عن سرائر مستشفى جبل موية. وسنفرد لذلك عموداً بعد العيد.

شرطة المرور في الاتجاه المعاكس


الثلاثاء, 23 تشرين1/أكتوير 2012

اليوم الثلاثاء 23-10- 2012م يبدأ التفويج، وهذه من الأيام التي تكون فيها شرطة المرور للسلامة فقط، وليس التصيد والجبايات، ولا يملك أي مواطن إلا أن يقول جزاهم الله خيراً على هذه الخدمة في هذه الأيام المباركة.
كتبنا تحت عنوان «عجيب أنت يا وطني» للبروف أزهري حمادة حيث قال: «ذهب إلى مجمع العلاقات البينية بشارع المطار بغرض تجديد رخصة قيادة السيارة لابنه الصادرة من ولاية الجزيرة قبل خمس سنوات.. طلبت السلطات من الابن الانخراط في  كورس تأهيلي بأكاديمية تتبع لشرطة المرور... بعد ذلك  على الابن أن  يجتاز  امتحاناً لمعادلة رخصته الولائية برخصة القيادة الخرطومية... تعجبت وتساءلت هل هذا نظام جديد بعد سفلتة معظم شوارع الخرطوم!! هل أصبحت هناك رخص للقيادة، ولائية وأخرى مركزية؟! وإن كان ذلك كذلك، فهل على أصحاب الرخص الولائية الترجل عن عرباتهم عند معابر المرور المنتشرة في مداخل الخرطوم، لأنهم لم ينالوا رخصة القيادة المركزية «الخرطومية»؟
جاءنا في اليوم نفسه إيميل من الدار الاستشارية للخدمات القانونية الدكتور عبد الوهاب عطية الله يعرض مشكوراً تبرعه للتصدي لهذا الأمر المخالف للقانون، حيث قانون الشرطة اتحادي ولا يحق لولاية الخرطوم أن تلزم الناس بما  ليس في القانون الاتحادي. عرضنا الأمر على صاحب القضية تصوروا رفض عرض الدكتور عبد الوهاب عطية الله صاحب دار الاستشارات القانونية لماذا؟ قال إن أنا دخلت مع ناس المرور في هذه القضية، بعدها سيكون عرضة لانتقامهم في أي مكان، ولن ينجو من انتقامهم وغراماتهم في الذي يسوى والذي لا يسوى، وسيترك قيادة سيارته أو يحملها على رأسه.
هذه علاقة المواطن المهندس ابن البروفيسور،  فكيف بالمواطن البسيط  الذي تريد له شرطة المرور السلامة، هو غير واثق ومتيقن من غراماتها. ألا تحتاج هذه العلاقة إلى أكاديمية أخلاقية يؤهل بداخلها كل شرطي مرور وضابط مرور حتى تكون العلاقة بين شركاء الطريق ليست كعلاقة توم آند جيري؟
بعد الدكتور عطية الله وصلتنا رسالة من الدكتور عبد المحسن عبد الباقي يدافع فيها عن الإجراء دفاعاً شديداً ويقول في جزء منها:
«ودون أن يرسل معالي البروفيسور أزهري حمادة إشارة موجبة وتحية لمثل هذا السلوك، ويحدث الآخرين أن منح رخصة القيادة من شأنه أن يزيد من مساحة دائرة الموت حال استخدامها من شخص لا يملك القدرة الكاملة للتعامل معها، وأن الرخصة هى أيسر الطرق للموت الزؤام. إذن من الذى حرّم على الناس سن القوانين التي من شأنها إعلاء قيم المحافظة على أرواح البشر والمحاسبة والمرافعة في كل ما ينفع الناس؟» نشكر للدكتور عبد المحسن هذا الرؤية من زاوية واحدة. ولكن هل نسي أم تناسى أن هذا تجديد رخصة، وليست رخصة جديدة، ما يعني أن صاحبها استخدمها لخمس سنوات مضت، وعلى الشرطة أن تبحث في سجله خلال هذه السنوات الخمس إن وجد مستهتراً وكثير الأخطاء وتسبب في حوادث كثيرة، فليدخل أكاديمية المرور أو تسحب رخصته وكل ذلك يكون بقانون. أما إذا ما تساوى الناس في هذا الإجراء فإن أحسنا الظن قلنا إنها شرطة كسلانة، وإن أسأنا الظن قلنا إنها تريد «150» جنيهاً زيادة على «200» جنيه ليصبح تجديد الرخصة  بأكثر من ثلث مليون من الجنيهات، الذي لم أقف عليه بعد، هل «150» جنيهاً بايصال أبيض كما عودتنا الشرطة دائماً، أم بأورنيك «15» الذي غلب وزير المالية؟ ألم يدافع النور الجيلاني عن الفيل، فليدافع دكتور عبد المحسن عن شرطة المرور، ولكن قبل ذلك هل يعلم الدكتور أن قانون الشرطة اتحادي، فما ينطبق على ولاية الخرطوم ينطبق على ولاية الجزيرة؟ والذي يحير أن على رأس مرور ولاية الخرطوم من يتقدم اسمه لواء  د. حقوقي كيف فات عليه ذلك.
وإذا ما سرنا بنهج اتهام الولايات بالتخلف والضعف ولا قوة إلا في الخرطوم ورخصة قيادة الخرطوم،  فغداً سيصل الدور إلى جامعات الولايات والتشكيك فيها وتطلب معادلتها من  أكاديمية وزارة التعليم العالي بعد دفع رسوم «150» جنيهاً، هذا إذا رضوا بهذا المبلغ.
واقتبس من رسالة الدكتور عبد المحسن هذه الفقرة المثالية:
«إن أصل البلاء في السودان هو سلوك الآخرين البربري والرعوي والذي يرفض كل جديد ويمتلك مناعة حديدية ضد التغيير أو أي إفراز يخلخل من القناعات السالبة، انظروا للغربيين كيف يقف رئيس الوزراء مع أي مواطن أمام القضاء وهو يرتجف. ثقافة الاستقالة تملأ الدنيا لأنها الوسيلة الوحيدة للحفاظ على شرف المهنة والبقاء حياً في مجتمع تقوم فيه المنظومة على التدافع نحو الخير.
بالضبط مثل ما عندنا تماماً يا دكتور، كل الناس متساوون أمام القانون!!

ما هكذا يا صحة الخرطوم


الأحد, 21 تشرين1/أكتوير 2012

بما أن العنوان يجب ان يكون قصيراً ولكنه اليوم يحتاج «فكفكة»  وهو «ما هكذا تورد الإبل يا وزارة صحة ولاية الخرطوم». طيب كيف تورد الإبل؟ وعن أي الإبل تتحدث؟
العطاءات الحكومية التي تنتهي دائماً بالجملة الناسفة لكل ما قبلها «المدير غير مقيد بقبول أقل أو أي عطاء» يعني من حقه أن يرفض العطاء الفائز لأسباب تقتضيها المصلحة العامة. غير أن بعضاً من الإجراءات التي درجت المصالح الحكومية على أن تمارسها في فتح العطاءات أمام مناديب الشركات بكل شفافية، كانت من المسكنات التي تجعل المتقدمين مطمئنين على أن شيئاً من العدالة يمارس ويرضى كل بنصيبه رغم أن بعضهم عندما لا يقع عليه الاختيار يهمهم بأن «التحكيم فاشل والحكاية ملعوبة». طرحت ولاية الصحة بولاية الخرطوم عطاءات لمعدات طبية وطلبت من الراغبين التقديم، وأعلنت أن آخر يوم لتقديم العطاءات هو يوم 14/10/2012 م الساعة الثانية عشرة ظهراً. وحددت شروطها كما في كل الإعلانات أن يكون المتقدم مستوفياً للشروط من خلو طرف من الضرائب وإبراء ذمة من الزكاة وسجل قيمة مضافة وخبرات سابقة ومقدرة مالية ونسبة مئوية من قيمة العطاء كتأمين وقبل كل ذلك شركة مسجلة.
من العادة أن يجتمع كل المتقدمين أو من يمثلهم بعد الساعة «12» في ذلك اليوم في قاعة وتفتح المظاريف ويبدأ بتوفر الشروط في المتقدمين، وبعد أن يستبعد غير المستوفين للشروط، تبدأ الخطوة الثانية وهي المنافسة في الأسعار المقدمة وبحضور كل المتقدمين حتى يكونوا على بينة من أمرهم ولا يظلم أي من كان منهم ولا أفضلية إلا للسعر الأقل.
ما الذي حدث في وزارة الصحة بولاية الخرطوم نهار ذلك اليوم. لم تراجع الشروط ولم يفتح ظرف، وكل الذي حدث أن أطلعت اللجنة المتقدمين أنها ستبحث العطاءات بطريقتها وتتصل على المتقدمين هاتفياً. «يا ربي: هل هذه اللجنة من الملائكة أم من البشر؟ ومن أين لها كل هذه الثقة بنفسها وضربها لكل الأعراف واللوائح عرض الحائط؟
سؤال: هل يعلم السيد وزير الصحة بما جرى؟
سؤال: هل يعلم الأمن الاقتصادي بما جرى؟
من الذي سيفوز بالعطاء؟ وما هي مواصفاته؟ وما هي مواصفات الأجهزة التي سيوردها وما مقدار جودتها وكفاءتها؟ وبعد كم من الأيام سنسمع بتعطل الأجهزة وعدم مطابقتها للشروط المعلنة؟وكم فرق السعر بين هذا وذاك ولماذا فضل هذا ولم يفضل ذاك؟
بما أن في الأمر «دغمسة» فكل الاحتمالات واردة، وبما أن أعضاء اللجنة بشر وليسوا ملائكة يا ربي هل من البشر من يعتبر نفسه فوق الظنون من كثرة طهره وعزة نفسه وكبر ظهره. بروفيسور مأمون هذه معركة أخرى وحساسة، والحساسية لا توصف لطبيب ولا تشرح له، فكيف بعالم طب في مقامك، ووزير يسأله الله عن صحة ملايين البشر أمانة في عنقه.
ما هذا؟ يوم تنكر الدولة الفساد وتكابر في نكرانه ولا يحاسب أحد هنا، يبرطع المبرطعون وكلهم ثقة في أن من الناس من لا يطاله القانون!!

بت حمدوك شايلة قرعتا


  السبت, 20 تشرين1/أكتوير 2012  

على أريكة بالية جلست سيدة ثمانينية العمر تخلت عن نصف «هدومها» لأنها من أهل أولي الإربة... تدلت «شطورها» حتى التصقت ببطنها، وعلي نحرها تدلت «مفحضة» كبيرة وحجاب.. وعلى بنبر صغير جلست خلفها حفيدتها عشرينية العمر تمشط لها شعرها الذي اشتعل شيباً، وجوارها تربيزة صغيرة بها فنجان جبنة.. دخل عليها «ود العاصقيل » شيخ البلد.. حاجة النسمة قالوا لي : اشتكيتي أولادك.. أي بالحيل أولادي!! ود عمي ما فيهم بركة.. قالتها بحسرة وانسدلت من عينها دمعة، واحد قاضي لي مو فاضي .. واحد دكتور قلعتو مرتو أم صنقور.. واحدين زي الزنوج في أمريكا «كمبارس» «مصارعة ومضارعة» واحدين تابعين كورة القدم ومخلني في الألم .. انا دايرة منهم حق شطري «مريار دورار» «داك الليلة» مروة بت ود ابشمال من الشمالية شافعة ساكت الحكومة أدتها ثلاثة «مريارات  دورار» تسوي بيهن الكهرب. انا مالي ما ربيت وعلمت.. وبوجعي ما تكلمت.. المرة دي وش الحق بس. عندها شعر «ود العاصقيل» بمرارة الظلم فانسحب خلاص يا حاجة ربنا يهون.
هذه المأساة الإنسانية قراءنا الكلام هي مأساة الجزيرة في مشروعها العملاق الذي تقدم بفعل الفاعلين.. ولفترة تقارب العام لم تخل صحيفة واحدة من تناوله د. البوني وأحمد المصطفى وشاطرابي وود السليك.. لكن معظم الكتابات الصحيفة لم تقارب الحلول بقدر ما لامت الحكومة.. ولهؤلاء وأولئك نقول لو راجين الحكومة دي تعمل ليكم حاجة الترابة دي في خشمكم.. ونافذو الحكومة بحبوا الاسمنت وغابات الأسمنت... انظروا إلى طرق «مدني ــ الخرطوم» «كوستي ــ الخرطوم» والتحدي.. وكيف تحولت الأراضي الزراعية الخصبة لمصانع للطوب الاسمنت الذي لا يلائم بيئتنا السودانية، فهو حار صيفا وبارد شتاءً، ولكن اسمنت النافذين دا يودوه وين كان ما عملوا كده رغم توجهات النائب الأول بعدم الاعتداء على الاراضي الزراعية.
والحل يا أولاد بت حمدوك اقتراح صغير، وهو أن تكون وديعة استثمارية بمليار دولار، وأجل هذه الوديعة ثلاث سنوات، ويبدأ الاكتتاب الاجباري الطوعي لأبناء وبنات الجزيرة من أصغر موظف ومروراً بحسين خوجلي، كمال شداد، جمال الوالي، مأمون حميدة، معتصم جعفر، كمال عبد القادر، المتعافي، نعيمة الترابي، ضياء الدين بلال، الهندي عز الدين، عبد الباقي علي، شيخ عبد الله أزرق طيبة، اميرة الفاضل، وبقية العقد النضيد من أبناء الجزيرة، وقيمة السهم مائة دولار.. وذلك تحت شعار «مليار دولار لإعمار الدار» معليش دا شعار الحكومة. ولكن اللغة محايدة لا تعرف الحكومة ولا المعارضة، والعبرة بالأفعال والمباني، وليس بالألفاظ والمعاني كما يقول علماء الأصول. وتستخدم هذه الوديعة ضماناً لقروض تنمية المشروع أو لتنمية المشروع ذات نفسه.
والمدارس عندها جمعيات تطوعية تساعد الإدارة منذ قديم الزمن اسمها مجالس الآباء، ودلعوها ناس المشروع الحضاري وسموها مجالس الأمناء، وأضافوا لها صديقات المدرسة من الأمهات، ونجحت وزارة التربية والتعليم في إذاعة أمهات التلاميذ والتلميذات الأوائل، فاشتعلت الغيرة وكسب التعليم الزخم... وللدلالة على ذلك فلنقارن بين الأمس واليوم... ما لوا لو نحن كونا جمعية أصدقاء وصديقات مجلس إدارة مشروع الجزيرة ... وبدلاً من لعن الظلام فلنوقد  شمعة.
هسع  ينط لي واحد يقول لي داير تأكلنا خلاص فلست وكمان بالدولار ... تأكل «الحرت مرت» أكلتك  الواطة.. لكن أخير ليكم.. البياكلو الأسد أخير من البتاكلو الضبعة. فتكم بعافية
محمد علي محمد خير السيد / المحامي
جمعية صديقات مجلس إدارة مشروع الجزيرة

شارع الموت إلى متى؟

 
حادث مروري جديد بشارع الخرطوم مدني وكالعاده عشرات الموتى والجرحى دون أن يهز مشاعر أي جهة مسؤولة إذا أُلقي اللوم في حادثة طائرة تلودي على مدير الطيران المدني فمن المسؤول عن حوادث شارع الموت كما يقولون هو شارع له أهمية كبرى إذ هو يربط مدينة ود مدني عاصمة السودان سابقًا وعاصمة ولاية الجزيرة جزيرة المشروع سابقًا، دعنا من مشروع الجزيرة حاليًا، هذا الشارع الذي شاخ ــ أصبح شيخاً ــ من المفترض أن تكون به إصلاحات دورية ناهيك عن زيادة مساحته التي نراها رجع بعيد لم يشهد صيانة إلا قبل بعض السنوات ولم تكتمل وصلت إلى محطة المسيد أي على بعد «129» كلم من ود مدني بعد أن تتجاوز هذه المنطقة تبدأ في معركة الحفر لو كانت بطنك ممتلئة تصاب بالغي ودوران الرأس كم هائل من الحفر أكثر من عدد شرطة المرور بهذا الشارع.
في طريقك إلى ود مدني تصادف على الأقل خمس دوريات للمرور ونقطتي عبور لتحصيل إيصالات هيئة الطرق والجسور أي أن كل عربة ملاكي تدفع ثمانية جنيهات والشاحنات والبصات تدفع أكثر من هذا المبلغ، افرض أنه نفس المبلغ تمر بهذين النقطتين كمية هائلة من السيارات تدر دخلاً لا بأس به الأموال شهر من هذا في رأيي لتكملة ما بقي، صبرنا على ذلك ما يكفي، كنا نأمل أن تتم توسعة هذا الشارع لكن مع سحق أرواح البشر نطالب بحل بدائي بتكملة الباقي إلى حين الحل الكامل.
في هذا الشارع الممتد لا يوجد مستشفى متكامل ليتم إسعاف المصابين إليها فكثير من الجرحى يلقى أجله في الطريق إلى الخرطوم وإذا كان هدف  شرطة المرور سلامة المواطن فلتتكرم بعمل مستشفى يتوفر فيه ما يلزم لعلاج الجرحى وليكن مستشفى عايدة لصالح المرور ويتوفر به عدد مقدر من سيارات الإسعاف لا يتطلب هذا الأمر دخل شهر واحد بالكثير من شرطة المرور وبهذا يمكن أن نقتنع قليلاً بأن هدف شرطة المرور فعلاً هو السلامة، ثانيًا معظم الحوادث يكون طرفًا فيها أصحاب البصات السفرية نتيجة للتخطي الخاطئ يجب أن تسن شرطة المرور جزاء رادعًا لأصحاب الباصات مثلاً في حالة ثبات أن المخطئ هو صاحب البص تُسحب رخصته أو يُحبس هو لفترة زمنية تعتمد على عدد الموتى في الحادث.
ماذا فعلت هيئة الطرق والجسور منذ عدة  سنوات غير حصدها للأموال؟؟
سعد أحمد
> تعليقنا :
لم نعدل شيئاً ونشكر سعد على اهتمامه بالشأن العام في هذا العمر «سعد يقول إن عمره 22 سنة». أتمنى أن نجد إحصاء لضحايا هذا الطريق ويبدو أنهم أكثر من ضحايا الحروب، وزير الطرق السابق المهندس عبد الوهاب محمد عثمان بشَّر بتوسعة الطريق واكتمال الدراسات لذلك هل انتهى المشروع مع خروج عبد الوهاب لوزارة الصناعة؟

من الفاشل القانون أم الحكومة؟


موقع وزارة العدل السودانية على الانترنت به مئات القوانين أشهرها على الإطلاق قانون الشركات لسنة 1925م وهذا أمره غريب، وعدم تعديله إلى يوم الناس هذا سؤال أصابه الصدأ، بعده القانون الجنائي لكثرة فقراته وكثرة العمل به خصوصا «179ج»، والعجيب أن يلحق هذين القانونين الاثنين في الشهرة، قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 م. رباه هذه الشهرة لماذا؟
هذا القانون لامس كثيراً من الناس في لحمهم الحي. المزارعون كانوا أرقاء في مزارعهم يعملون ليل نهار لسيد مجهول أو أسياد مجهولين، والغريب أنهم لا يقولون شكراً أبداً. هذا القانون كان كقانون تحريم الرق أو قانون تحرير العبيد أو عتقهم من أسيادهم، لذا لن يمر بسلام. كيف يقبل هؤلاء الأسياد أن يحرر عبيدهم بين يوم وليلة؟
هذا القانون جعل الزراعة بلا أسرار، وكان كبير كهنة الأسرار محصول القطن منذ المستعمر الأبيض إلى المستعمرين الجدد، والمزارع يزرع  قطناً في حواشته ويزرع بلهارسيا في أمعائه، والغريب أنه يجني القطن ويسلمه لدوائر الاستعمار ولا يحق له أن يسأل ما نصيبي؟ وكلما فكر في العتق عبر ممثلين يسمونهم«اتحاد المزارعين» وجدهم تحولوا بين عشية وضحاها إلى قائمة المستعمرين. إلى أن غيض الله لهم اتحاداً اختلط «فيه» جادون وذوو رؤية، وأرادوا أن يعتقوا هذا المزارع المسكين ليذوق طعم زراعته بعدما تكرر بؤسه «80» سنة وخيره يذهب إلى الخرطوم عمارات وأصولاً ثابتة وأصولاً سياسية.  وكانت هذه فكرة القانون. واجتهد هذا القليل من اتحاد المزارعين اجتهاداً شديداً إلى أن رأى القانون النور في سنة 2005 م. وأصبح قانوناً مشهوراً جداً تضرر منه كثيرون جداً، ولعب به بعضهم سياسةً.
ما رأيت قانوناً  شغل الناس مثل قانون  مشروع الجزيرة لسنة 2005 م، ولا حتى قانون المرور 2010م ، هذا القانون، الآن الذين فقدوا الحلاوة والبقلاوة يريدون إلغاءه تماماً، ولعمرى، إن القوانين تعدل ولا تلغى، لماذا المطالبة بإلغاء هذا القانون؟ لماذا لا تكون الأولوية للتعديل من مختصين وليسوا ذوي غرض؟
ولكن قبل التعديل، الإلغاء مرفوض تماماً من كل عاقل، وإذا ما أُلغي فستكون هذه رصاصة الرحمة على مشروع الجزيرة، فلن يرجع المزارع عبداً في أرضه، وإذا ما خير بين الرجوع إلى الزراعة بالطريقة القديمة أو تركها فلن يعود إليها، وما أوسع شوارع الخرطوم لبيع المناديل والماء البارد، وليبشر المسكيت بمليونين من الأفدنة يسرح ويمرح فيها كما يشاء.
نعود، ما عيب القانون الذي يتطلب التعديل؟ قبل ذلك، هل طُبق القانون كاملاً؟ هل هناك جهة فشلت في الوفاء بالتزاماتها؟ أجيب نعم نعم نعم ثلاث مرات، ولولا الملل لملأتُ بقية الورقة بنعم، والورقة الثانية بالحكومة لم توف ما عليها تجاه القانون خصوصاً في ما يليها، شبكة الري. القانون ينص صراحة أن على وزارة المالية تأهيل شبكة الري وتوصيل الماء إلى روابط المزارعين في قنواتهم الصغيرة. ولم تفعل ولن يكون لمراجعة القانون طعم ما لم تنجز الحكومة هذا البند.هذا لا يعني أن القانون مبرأ من كل عيب، فأكثر حلقاته ضعفاً ما سمي بروابط مستخدمي المياه.
 أُحذر إلغاء القانون سيقابل بواحد من اثنين: إما ثورة عارمة، أو موت زؤام.

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

مدير الجمارك لا تفعلها

الثلاثاء, 16 تشرين1/أكتوير 2012

ورد فى صحيفة «الإنتباهة» بتأريخ  09/10/2012 الصفحة الرابعة عشرة  إعلان من إدارة المخالفات بالإدارة العامة للجمارك عن وجود مهملات بإدارة جمارك مطار الخرطوم أكملت المدة القانونية، وعلى أصحابها تخليصها فى خلال ثلاثة أسابيع من تاريخ الإعلان، وإلا فإن السيد مدير عام الجمارك سيتصرف فيها حسب منطوق المادة «86 أ» من قانون الجمارك للعام 1986 إلى هنا والأمر طبيعى. أما غير الطبيعي والذى لا يحدث إلا فى جمهوريتنا الحبيبة هذه، أن الإعلان  وبالرقم المتسلسل «14» يحدد تسعة طرود سرائر مستشفى تخص مستشفى جبل موية وهو مستشفى يقع فى ولاية سنار.
أستاذي الكريم لو افترضنا أن بكل طرد سريرين يعني ذلك أن ثمانية عشر سريراً «مهملات» طبعاً لا يهم لو أن هذه السرائر من النوع العادي الذى يتوفر فى المنازل، لكن من المعروف أن سرائر المستشفيات تصنع بمواصفات خاصة، فهي ترتفع وتنخفض من أعلى وأسفل، كما يمكن فتحها من الجانبين تسهيلاً  لحركة المريض. أستاذي الكريم أعلم جيداً أن المسئولين بإدارة مستشفى جبل موية قد حفيت أقدامهم من ملاحقة الوزارة الولائية والاتحادية طلباً للإعفاء الجمركي، ولكن دعنا نفترض فيهم الإهمال وعدم المسؤولية، بل دعنا نفترض أنهم وحتى اللحظة لا يعلمون أن لهم سرائر تخص مستشفاهم بحظيرة الجمارك وهم  ما جايبين خبر، أين إدارة العلاقات العامة بالجمارك، لماذا لا تخطرهم أو تخطر الوزارة التى يتبع لها المستشفى بالأمر أما إن كان المسئولون عن المستشفى يعلمون ولكن  عجزوا عن دفع الرسوم الجمركية، لماذا لا تقوم إدارة المخالفات  بمخاطبة المدير العام للجمارك أو مخاطبة وزارة المالية مباشرة طلباً للإعفاء؟
أستاذي الكريم: من سيقوم بشراء هذه السرائر إذا عرضت بالدلالة، طبعاً هم أصحاب المستشفيات الخاصة الذين سيطرحون السعر أرضا إذ لا منافس لهم.
ماذا نقول لو إن هذه السرائر جاءت مساعدة لنا من إحدى المنظمات  الأجنبية أو من أبناء منطقة جبل موية بالمهجر أو تبرعاً من أحد المحسنين، أهم يجمعون المال لمساعدتنا ونحن نعتبرها مهملات؟
أستاذي الكريم
لماذا تعفى مواد السدود من الرسوم الجمركية؟ لماذا تعفى الأثاثات المنزلية وسيارات جيوش الدستوريين  من الرسوم الجمركية؟
لماذا يجمع مساعد رئيس الجمهورية المليارات لبناء مدينة رياضية؟
لماذا تصل قضية لاعب الهلال هيثم مصطفى إلى رئاسة الجمهورية، ولا تصل  الرسوم الجمركية لسرائر مستشفى جبل موية؟
لماذا يهتم القصر الجمهوري بكراسي أستاد المريخ ولا يهتم بسرائر مستشفى جبل موية؟
كم تبلغ تكاليف حفل استقبال ووداع وغداء وعشاء عمل وكم هى القيمة الجمركية لسرائر مستشفى جبل موية؟
عزيزي مدير عام الجمارك أرجو أن أسمع أن التصرف الممنوح لكم بموجب القانون يشمل التبرع بهذه المهملات لأي من المستشفيات سوى المستشفى الذى تخصه.
عزيزي مدير الجمارك أرجو أن أسمع منك أن كل ما ذكرت إنما هو محض افتراء وليس من الحقيقة فى شىء.
عزيزي مدير عام الجمارك استحلفك الله ألا تفعلها.
سيدي رئيس الجمهورية، إن الله لن يسألك عن المدينة الرياضية، ولا عن أستادي الهلال والمريخ، ولكن سيسألك عن  مرضى مستشفى جبل موية الذين يفترشون الأرض وسرائرهم مهملات بحظيرة الجمارك.
ولات حين مندم، فاتق الله فيهم.
مهندس/ حيدر الترمذي
تعليقنا: أضم صوتي لصوتك ، وأصرخ معك يا باشمهندس، وإذا وافق اللواء سيف الدين وأفرج عنها لصالح المستشفى عندها ترحيل هذه السرائر إلى جبل موية عليّ أنا.

د.عوض الجاز :لا فساد!!

لإثنين, 15 تشرين1/أكتوير 2012

اقتباس: «طالب وزير النفط القيادي بالحركة الإسلامية د. عوض أحمد الجاز خلال مخاطبته صباح أمس المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية بولاية الجزيرة، طالب من يتهمون قيادات الإنقاذ بأنهم مرتشون وفاسدون أن يقدموا الوثائق والمستندات، وإذا ثبت ذلك فلنذهب غير مأسوف علينا، كما ذهب الطغاة من حولنا».
  من حق الدكتور عوض الجاز أن يقول ذلك في مكان عام مثل مؤتمر الحركة الإسلامية، خصوصاً في هذا الوقت الذي فقدت فيه الحركة الإسلامية كثيراً من أدبياتها. لكن يبقى سؤال: هل هذه قناعة الدكتور عوض الجاز التامة التي يمكن أن يقولها في أصغر دوائر الحكم التي هو فيها أصيل؟ عندها قد يُتَهم بفقدان إما البصر أو البصيرة أو الاثنين معاً.
غير أني سأبحث له عن عذر نجده له في عدم تعريف كلمة ً«الفساد»، بما أن الكلمة ليست معرفة تعريفاً دقيقاً وكلٌ يستخدمها كما يحلو له، فما يراه فلان فساداً يراه علان شطارةً وجهداً وفهلوة.
لنأخذ مثالاً شغل الناس كثيراً وكاد وزير المالية يفتك بالصحافي أبو القاسم إبراهيم الذي كشف عقد مدير سوق الأوراق المالية، العقد الذي استغربه كل من سمع به أو قرأ عنه. مدير لمؤسسة حكومية يعين بعقد رهيب دون أية منافسة أو إعلان للوظيفة المرموقة في أية وسيلة إعلان،   وبعد أن تم تعيينه لم يأت بجديد ولا خارق يساوي ما يستلمه من خزينة الدولة، بل زاد الأمر سوءاً بدخوله في مؤسسات مالية ما ينبغي لمدير سوق الأوراق المالية أن يدخلها ليستفيد من معلومات السوق. وتفاصيل العقد الملياري صارت محفوظة للعامة «18000» جنيه راتب شهري يعني«18» مليوناً بالقديم، كم فاتورة علاج يمكن أن تعالج  مرضى ماتوا بسبب عدم مقدرتهم على العلاج من الفقر، لهم ما  له  من حق في المال العام. «72» مليوناً بدل لبس «وزاد عليها الفاتح جبرا وقال نسيتوا بدل الدواليب» و«90» بدل إجازة عيدين ومثلها تذاكر، المهم عدة مليارات هي نصيب مدير سوق الأوراق المالية في حين أن نصيب كثير من الشعب السوداني صفر، وأحياناً صفرين. «لا تنسوا أني مدرس رياضيات».
هذا المثال الذي  فجر غيظ وزير المالية لأنه ما أراد له أن يعرف. ألا يندرج في قائمة الإثم «الإثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلّع عليه الناس»  الإثم = الفساد. واللا مش كدة؟
بعد أن انكشف ما انكشف هل غادر الرجل مكانه؟ هل خفضت مخصصاته؟ هل حاسبه أحد: بم استحللت هذه المبالغ، ماذا قدمت لهذه السوق من إضافة؟ وبعد أن خرج قرار مجلس الوزراء بإلغاء كل العقودات المشابهة لهذا ماذا حدث؟لا شئ، كل في مكانه.
هل تريدون مثالاً ثانياً أو ثالثاً أو ألفاً إذا ما قلنا لـ«س» قبل الإنقاذ كنت موظفاً راتبك الشهري كذا، من أين لك ما نرى؟ كيف سيكون رده؟ لو ضربنا «23» سنة في «12» شهر = 276 شهراً، اختر من الرواتب ما تشاء، افرض أنه ترفّع للدرجة الأولى منذ ذلك اليوم «276» شهراً براتب الدرجة الأولى، فليكن برواتب اليوم ألف جنيه يعني كل رواتبه «276000» جنيه، هذا على افتراض أنه وأسرته صائمون منذ العام 1989 ولم ينفقوا من الراتب مليماً، لن يشتري هذا الراتب قطعة أرض، ناهيك عن عمارة أو فيلا.
نتمنى أن يحتوى الدستور القادم على تعريف كلمة «فساد» حتى لا نتغالط الدهر كله.

مستر كلارك

وصلتني هذه الرسالة الممتعة والتي لها عدة دلالات  من صديق، وهي موضوع كتبه عمر حسن غلام الله نشره في عام 1997م. ولم نجد له سبيلاً لنستأذنه في إعادة النشر، ولم نعرف اين نشره حتى نقول نقلاً عن كذا... ولطول الموضوع سننشره في يومين. والموضوع قيم جداً في رأيي وقصة تستحق الوقوف عندها. فإلى الجزء الأول
الخرطوم ــ «صيف عام 1939م»
خرج من مكتبه بالمديرية بشارع النيل بالخرطوم، بصحبة المترجم السوداني الذي خُصص له، الى الشارع ليتفرج على الخرطوم لأول مرة في حياته؛ إذ كان قد وصل الليلة الفائتة من صيف ذلك العام من مستعمرة الهند ــ درة التاج البريطاني ــ منقولاً إلى مستعمرة السودان، وفي ذاك الصباح وقبل استلام مهام عمله ــ رأى أن يستكشف هذه البقعة من العالم، وكان أول ما لفت نظره في سكان تلك البقعة من هؤلاء البشر ذوي السحنة السوداء، قوامهم الفارع وأجسادهم القوية وعضلاتهم المفتولة، وقفز الى ذاكرته منظر أجسادٍ ضئيلة وقاماتٍ قصيرة من شعب تلك المستعمرة التي جاء منها، وكيف أن تلك الأجساد كانت تنوء بجسمه السمين، وقال في نفسه إن هؤلاء السودانيين هم أقدر على حمله والمشي به في مشاويره القصيرة دون أن يترنحوا تحت حمله الثقيل.
ولفت مترجمه وهو يشير إلى أحد السودانيين المارين من أمامه ــ وكان شاباً طويل القامة وقوي البنية ــ أن ينادي هذا الرجل ليركب على كتفيه فيتجول به ليتفرج على الخرطوم من علٍ ــ  فتبسم المترجم بابتسامة غامضة، إذ كان يتخيل ما سيحدث لهذا الخواجة، ولم يتردد في تنفيذ طلبه أملاً في أن يتعلم الدرس الأول من هذا الشاب، ثم نادى على الشاب:
ــ يا زول تعال.
فجاء الشاب نحوهما:
ــ حبابكم..
فقال المترجم: الخواجة ده قال عايز يركب فوق ضهرك وتمشي بيهو يتفسح في شوارع الخرطوم.
ويبدو أن الشاب عقدت الدهشة لسانه فقال:
- قلت شنو؟
- قلت ليك الخواجة ده عايز يركب فوق ضهرك زي الحمار، أصلو متعود على كده في الهند.
رد المترجم وهو يترقب رد الفعل من الزول، وكان رد الفعل سريعاً وحاسماً أكثر مما تصور المترجم، فقال للمترجم:
- قول للخواجة ده نحن هنا عندنا الكبير بيركب فوق ضهر الصغير.
ولم ينتظر من المترجم ترجمة ما قاله للخواجة، بل أمسك به ودفسه تحته وركب فوق كتفيه وهو يتمتم من الغضب:
- يا خواجة يا نجس، الليله أوريك الما شفتو لا في الهند ولا في بلدكم.
وتعاون المترجم مع عدد من المارة لتخليص الخواجة من تحت الرجل الثائر، وأصرَّ مستر كلارك على فتح بلاغ ضد هذا الرجل، وفعلاً تم فتح البلاغ، وفي مكتب المتحري بنقطة الشرطة أدلى كل منهما بأقواله بشهادة المترجم وبعض المارة الذين خلصوه من هذا الرجل، ووضع الرجل في الحبس وحدد موعد لاحق للمحاكمة.
ووصل الخبر الى حاكم عام السودان الذي أمر بإطلاق سراح الرجل حالاً، وصدر قرار مستعجل بنقل مستر كلارك فوراً من مستعمرة السودان، وأفهمه الحاكم العام بأنه رغم أن السودان مستعمرة بريطانية إلا أنها ليست كبقية المستعمرات البريطانية الأخرى، وأن التعامل مع شعبه يتطلب صنفاً آخر من الموظفين غيره.
ولم يلملم مستر كلارك أوراقه ولم يجمع حاجياته ولم يجهز شنطته استعداداً للسفر، لأنه أصلاً لم يفتحها ولم يخرج حاجياته منها، ولم يفتح أوراقه بعد، ولم يطلب منه تسليم لأنه أصلاً لم يتسلم شيئاً.. وغادر مستعمرة السودان مندهشاً أكثر منه حانقاً.
 لندن «خريف عام 1980م»:
دخلتُ إلى السفارة السودانية في لندن، فوجدت في بهو الانتظار بريطانيًا شارف على السبعينيات من عمره ينتظر الإذن له بالدخول على القنصل، وبما أنني كنت على موعد مع الملحق الثقافي بخصوص موضوع يتعلق ببعثتي وكان عليّ أن أنتظر الإذن بالدخول إليه؛ وددتُ قتل الوقت وفي نفس الوقت إشباع حب الاستطلاع الذي تملكني وأنا أسائل نفسي عن غرض هذا البريطاني الذي أفقدته السنون أسنانه فاستعاض عنها بطقم أسنان صناعي.. فجلست بجانبه أتجاذب معه أطراف الحديث، ولم أجد صعوبة في إدارة دفة الحديث في اتجاه الغرض من حضوره للسفارة السودانية، فقال لي إنه يريد أن يعتذر لرجل سوداني بعينه وللشعب السوداني كافة.. مم يعتذر؟ أجاب مستر كلارك، «وكان هذا اسمه»:
- لقد ارتكبتُ حماقة في شبابي عندما نُقلت إلى السودان موظفاً إدارياً، وحسب ما تعودت في المستعمرة السابقة التي جئت منها منقولاً ــ درة التاج البريطاني ــ فقد أردتُ أن يحملني أحدُهم ليطوف بي في شوارع الخرطوم، وبدلاً من أركب على كتفَي الرجل ركب هو على كتفي ــ وأنا صاحب السلطة والسطوة، وهو الخاضع لسلطتنا ــ ولكن للأسف فقد وقف حاكم عام السودان في صفه وتم نقلي فوراً من السودان.
تنقلتُ بعد ذلك كثيراً في مستعمرات امبراطورية بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها الشمس، وفعلتُ ما فعلتُ بأبناء تلك الشعوب، ولكن لم يقابلني في أيٍّ من تلك المستعمرات مثل ذلك الرجل الأسود العملاق في السودان، وكنتُ أنتظر السنوات الطوال لأعود إلى مستعمرة السودان حاكماً عاماً للانتقام من ذلك الرجل وكنت قد حفظت رقم المحضر وتاريخه لذلك الغرض ــ ولكن لم يُسمح لي أبداً بالعودة إلى السودان، وفقدتُ الأمل نهائياً بعد إعلان استقلال السودان في العام 1956م.
طوال السنوات التي أعقبت ذلك كنت اطّلع على وثائق مستعمَرة السودان بوزارة المستعمرات البريطانية، فوجدتُ عجائب الأحداث؛ من ضمن ما قرأتُ تقرير مدير المديرية الشمالية الذي كتب عن الأيام الأخيرة للحكم البريطاني في السودان فقال:
«كنت ماراً بجوادي مع ناظر دنقلا في جولة تفقدية، فلقينا في طريقنا رجلاً طاعناً في السن يزرع أرضه، فقلت للناظر قل لهذا الرجل إننا «أي البريطانيين» سوف نترك بلادكم، فما رأيه، فرطن الناظر باللهجة المحلية الدنقلاوية للشيخ بما قلت، فترجم لي الناظر رده الذي يقول: «قل لهذا الرجل ذي الوجه الأحمر هل أنتم استشرتمونا عندما جئتم إلى بلدنا حتى تستشيرونا وأنتم تغادرون؟» فأسقط في يدي، وقلت للناظر، إذا كان هذا الشيخ الفاني والفلاح البسيط الأمي الذي لم يتعلم حتى القراءة والكتابة يقول هذا الكلام؛ فإنه فعلاً لا بقاء لنا هنا حتى وإن أردنا ذلك».
بعد سنوات من مراجعة ما حدث لي هناك وما قرأت عن هذا الشعب؛ بدأت أغيّر رأيي، فمثل هذا الشعب الذي منه ذلك الرجل لا يجوز عقابه، بل يجب ثوابه.. لذا قررتُ أن أهب تركتي له، فجئتُ الى السفارة السودانية قبل ثلاثة أشهر ليبحثوا لي عن ذاك الرجل وأعطيتهم رقم وتاريخ المحضر ليبحثوا لي عن عنوانه أو ما يوصل إليه، فوعدوني بعمل اللازم وأن أرجع إليهم بعد ثلاثة أشهر، وهأنذا أعود.
أكمل مستر كلارك كلامه وكنت متشوقاً لرد السفارة أكثر منه، فلما سُمح له بالدخول انتظرتُ خروجه بفارغ الصبر، وسمحت لمن بعدي في صف انتظار الملحق الثقافي بالدخول إليه قبلي، وبقيتُ منتظراً خروج مستر كلارك، ومرت الدقائق، ثم مرت نصف ساعة بعدها خرج مبتسماً يحمل عنوان «الزول» واسمه عبد الرحيم محمد طه ومعلومات عنه، قال مستر كلارك:
- لحسن الحظ أن الرجل ما زال على قيد الحياة.
وواصل قراءة رد السفارة:
- «ويسكن الديوم الشرقية، لكنه مريض بالمستشفى منذ مدة إثر إصابته بجلطة أدت الى شلل نصفي بعد سقوط منزله ــ المتهالك أصلاً ــ بسبب أمطار غزيرة، فاضطر وعائلته الى بناء «راكوبه» في ما تبقى من الحوش.. «راكوبة» لا تقيهم برد الشتاء ولا مطر الخريف ولا شمس الصيف، حزّ ذلك في نفسه ولم يتمالك، فسقط صريع المرض.»
- لم يتمالك نفسه وهو ذو الشكيمة القوية التي أشهد له بها.. والذي يعيش في هذا الفقر في بلاده التي استلبنا خيراتها ونعمنا بها دون أهلها.. لذا طلبتُ عبر السفارة نقل عبد الرحيم وأحد أبنائه ــ كمرافق له ــ إلى هنا للعلاج، وطلبتُ بناء منزله الذي تهدَّم، وصرف مخصص شهري لعائلته في السودان، وقبول منح تركتي بعد موتي له، ولو كان لي أولاد لما ترددتُ أيضاً في منحه تركتي فهو أولى بها.. وأحس الآن براحة بال وسعادة غامرة، أولاً لأنني اعتذرتُ للزول وللسودان بطريقة عملية وثانياً لأنني فعلتُ خيراً في إنسان يستحقه لرجولته وعزة نفسه، ولفقره وظروفه الصحية والمادية.
قال هذا وخرج يمشي بخفة ورشاقة كأنه ليس هو ذاك الرجل السبعيني الذي رأيتُه منذ ساعة واحدة ينتظر في ردهة الانتظار في السفارة السودانية، فقلت في نفسي، سبحان مغيِّر الأحوال، وسبحان الرزَّاق وسبحان من بيده ملكوت كل شيء.
انتهت

حنة الخريج والمأذون

الجمعة, 12 تشرين1/أكتوير 2012

كتبنا من قبل عن فطور الخريج، فظهرت لنا حنة الخريج، ونخاف أن نكتب عنها خشية أن يظهر لنا مأذون الخريج!!
ومن تخريج الجامعات سنبحر مع تخريج رياض الأطفال، وبما أن صاحب الاستفهامات كان من أهل التدريس وأظنه قد تخرّج في الجامعة ولبس الروب ثم رجع إلى أهله وشرب كورة الروب، ومن كثرة استفهاماته أخاله اليوم ينادي بعلو الصوت الروووب!
وبسم الله نبدأ:
يومان لن أنساهما ما دمت حياً، حيث تذوقت فيهما طعم الفرح بالقوة خلال فترة حياة زوجتي الطويلة(المقصود حياة الزوجة وأظن الراوي يعشق زوجته حد الجنون) حتى أنني أطلقت عليهما اسم فرح الأحزان، تيمناً بمشروع ديواني الأول والأخير من الشعر.
اليوم الأول كان يوم تخريج بُنيتي من الجامعة وبدأت المراسم في إحدى الصالات، ولو كانت لي سلطة لأسلطَّن عليها زوجتي وصويحباتها ليصلن بها إلى أصل الإنسان ويجعلنها صلصالاً  بعد أن تقع فوق رؤوسهن ويصبحن صلصة لا تصلح للاستخدام، الكل فرح داخل الصالة، الكل يتمايل مع الأنغام التي لاتطرب حتى الأنعام، الأساتذة والدكاترة تركوا وقار العلم والعلماء هنيهة وحتى حين، فتساقطت العمم وحصلت البشتنة وزوجتي حبيبة قلبي تلكزني بيدها وتقول صفق مع الناس دور البنت قرّب، وأنا أصفق مرة وأتحسس موضع اللكزة في أخرى والتي خيرٌ من ألمها أن تصيبك الزائدة أقلها ستخضع لعملية جراحية يزول بعدها الألم، ثم أجد نفسي أضحك لكن بطريقتي فأنا أضحك مما يحدث ومما أرى وأضحك على جهلي بالناس وعدم معرفتي لبُنيتي ورفيقاتها! تغيرت الأشكال وتبدلت الأحوال، ولولا  لكزة أمها الرقيقة لما عرفتها وقولها قوم يا راجل الشهادة.. فقلت فزعاً وبسرعة : أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله واستغفرت وتلفت ولم أر ملك الموت، فضحكت أخرى عندما عرفت أن حبيبتي لا تعني الشهادة عند الموت ولكني أصدقكم القول اللكزة كانت حااارة!
استلمنا الشهادة وتأبطتها وضحكت ثالثة حين وصلت البيت لأني سأعلقها في الجدار ومتأكد من أن أصبعي سيكون في مرمى نيران الشاكوش بدل المسمار!
وخلدت إلى النوم بعد عناء يوم طويل حتى أيقظتني قرة عيني بحنيتها المعهودة وسحبت بل جرَّت البطانية مني ومسحت وجهي بلطف بكل ما في ذلك الجردل من ماء وليتها وقفت عند ذلك! همست في أذني بصوتها الحنون: قوم ياراجل الليلة تخريج حمودي.. فقلت سبحان الله أنا نمت كم سنة؟ وإنتو كنتو عايشين كيف؟ فجاءني الرد سريعاً دفرة تدوِّر بص الوالي، ولم يشفع تعبي وكبر سني مع ذلك السراميك الذي اشتريته من حر مالي وأعتقته من حيث كان معتقلاً في الدكان والكراتين لم يشفع له كل ذلك ليكون رفيقاً بي عند سقوطي عليه.
وسمعت صوت حمودي الصغير ممزوجاً بضحكة هستيرية: قوم يا بابا الليلة تخريجي من الروضة.
قمت مودعاً السراميك على أمل اللقاء به قريباً طالما أن أم حمودي لم تتخرج من هذه الدنيا بعد.
فقالت: بتطنطن تقول شنو؟ حمودي ليهو شهرين بدربو فيهو للتخريج ودفعنا دم قلبنا للحظة دي وداير تنوم، قوم جهز نفسك عشان نلحق الزفة وأعمل حسابك بكرة جاراتي جايات يباركن لي وبفطرن معاي. وهذا هو اليوم الثاني، فذهبنا خلف الزفة والموسيقى تجلجل أجراسها بعد أن تداخلت مع أبواق العربات تيت .. تيت لتصنع سيمفونية رائعة لأمثالنا، فقد تجعل منك أصماً سميتها مقطوعة الجيب المقطوع وحليل زمن الممنوع، انطلقت المراسم وزحام الأهل وهم يتبادلون توزيع المخبوزات المزخرفة والمزركشة  بينهم في سباق محموم لإثبات التفوق في المظاهر الخداعة  التي انشغلنا بها لا يدعك ترى الخريج الصغير الذي أُنهِك وأنهَك، ومن بين المدرسات المتراصات لاحت لي الفرصة ورأيت حمودي يمثل شخصية عثمان دقنة فضحكت رابعة لا للموقف، ولكن لأني نظرت إلى أصبعي لأطمئنه بأن الشاكوش لن يصله هذه المرة فالشهادة صغيرة  لكن تمنها كبيير، هذا إن نجا أبوه من هذا الواقع الجديد المرير والخطير وارحم مجتمعنا يارحيم ياقدير!
مجاهد النعمة

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

حفلات التخرج فلتت

الخميس, 11 تشرين1/أكتوير 2012

من حق الطلاب الجامعيين أن يفرحوا بتخرجهم. ولقد فرحنا قبلهم وفرق بين فرحنا بالتخرج وفرحهم بالتخرج. فرح أجيالنا ومن سبقونا والذين جاءوا بعدنا كانوا يفرحون بالتخرج الذي عتبته الثانية الحياة العملية فلا يمكث الخريج يومًا واحدًا ناهيك عن شهر أو سنة أو عقد من السنين كما هو الآن لذا كنا نفرح ببداية الحياة العملية والماهية. خريج اليوم يفرح بانقضاء حياته الجامعية مودعًا شظف العيش الذي لازمه في الجامعة من وجبات البوش وسندوتشات الطعمية والمبيت على الكراتين.
كانت حفلات التخرج تقام في الجامعات في حضور أساتذة الجامعة وأولياء الأمور وبعض الضيوف والأمر يتم في غاية الأدب اسم وشهادة وهزة يد وينفض السامر. الأمر مراقب بقوانين الجامعة وعرفها ويا له من عرف «عندما نقول الجامعة المقصود في ذلك الزمان جامعة الخرطوم والتي دللها بعضهم بالجميلة ومستحيلة. الحمد لله لم نرَ لها استحالةً لا طلاباً ولا أساتذة».
واقع اليوم مرير جداً وفي تطور سالب يبدو أنه بلغ ذروته. حفلات التخرج لا تتم في الجامعات أو الطلاب لا ينتظرون حفل تخرج الجامعة المحروس بالقواعد والقوانين والأعراف بل صاروا يستعجلون حفل تخرجهم وعلى نفقتهم الخاصة وفي أندية عامة هكذا بدأت، تطور الأمر إلى احتفالات صاخبة في هذه الأندية التي ليس لها علاقة بما يحدث ولا تريد إلا أجرتها وما بعد ذلك في ذمة القائمين بالحفل وهم الخريجون.
الغناء والصخب والتصوير في ازدياد هذا إن لم نقل التبرج. غير أن الأمر وصل حدًا غريباً أن جاءت حِنّة الخريج وسمعنا ولم نر أن هذا باب للشيطان كبير وفيه تُنتهك حرمات من الذي يحنن الخريج؟ وكيف يحنن الخريج؟ وأين يحنن الخريج؟
لا بد من ضوابط مجتمعية مجرد إخراج الحفل من الجامعة يعني أنه خرج من الضبط والمراقبة، والغريب أن بعض الأساتذة يشاركون في هذه الاحتفالات التي في الأندية ويكون حالهم يحنن في ذلك اليوم وهم يرون طلابهم وطالباتهم على غير ما عهدوا وليس بيدهم من الأمر شيء ليفعلوه وتجدهم «العقلاء منهم» وكأنهم في مجلس حرام لا يريدون عاقلاً أن يراهم فيه.
لا بد من إحصان المجتمع من هذه الظواهر والأمر في غاية اليسر لا يقام حفل تخريج في أي ناد كان ويقتصر ذلك على الجامعات فقط بعرفها وقوانينها المعهودة وبفرح يرضي الله ورسوله وحتى يبدأ الخريج حياته من منصة انطلاق ذات هيبة ووقار وليس من نادٍ صاخب يختلط فيه الحابل بالنابل  وبأسر أرهقتها مصاريف الدراسة وجاء الخريج ليزيد مصائبها مصاريف حفل تخرج وحلويات ومكسرا « وبوبار» وتجهيز خريج.
هل يصعب على ولاة الأمر في ولاية الخرطوم بحث هذا الموضوع وإذا ما وقفوا على ما سمعنا ورأينا بعضه أن يمنعوا حفلات التخريج إلا في الجامعات؟ أم الأخلاق وأمن المجتمع ما عادت من أولوياتهم؟
غداً بإذن الله ننشر رسالة بهذا الخصوص وصاحبها يدمع دماً عنوانها «حنة الخريج والمأذون» لا حول ولا قوة إلا بالله. حسبنا الله ونعم الوكيل.
---

المشروع والمليار وود السليك

الأربعاء, 10 تشرين1/أكتوير 2012

البروف عبد اللطيف البوني يكتب ليومين متتالين عن العطش في مشروع الجزيرة .
وود السليك ينعي مشروع الجزيرة لقرائه ويصفه بالموت التام.
ومجلس تشريعي ولاية الجزيرة يعقد جلسة خاصة بعطش المشروع.
والوزير يعقد مؤتمراً صحفياً ويذكر من معوقات الزراعة أربعة أو خمسة أسباب ويضيف عليها ود السليك. وود السليك هو الأستاذ أيوب السليك الصحفي بـ(الإهرام اليوم) والحادب على مشروع الجزيرة وهذا ما وصفه به وزير الزراعة وزاد صديقنا اللدود. أيوب من الجيل الثاني بعد أن بحت أصواتنا و(تترمت) أقلامنا من كثرة كتابتنا عن مشروع الجزيرة يزامل من هذا الجيل الأستاذ محمد صديق (الصحافة).
والمتربصون يجدونها فرصة للانقضاض على قانون 2005 .
والمزارعون حائرون المستنير وغير المستنير ومنهم من لخص المشكلة في عدم وجود المفتش.
والذين كانوا السبب فرحوا بحليمة وعادتها القديمة ووجدوا ضالتهم في شركة الأقطان (الحسوا).
يبدو لي والله أعلم أن حزن المزارع على موت محصوله أشد الماً عليه من موت ابنه، وأسباب موت الابن كثيرة ولكن موت المحصول علته واحدة هي العطش. في السابق كان العطش و الغرق. وعطش هذا العام مبالغ فيه  حتى الوابورات في بعض المناطق لم تجد ماءً في الترع لتسحبه. والذي يسعد أن أحداً لم ينكره غير أنهم تفاوتوا في نسب المساحات المتضررة من العطش. التقارير الرسمية تقول (16 %) هذه من الأمن الزراعي وإدارة ري المشروع تقول(4 %) ورئيس لجنة الزراعة بمجلس تشريعي الجزيرة يقول بين (60 %) و(70 %) ،ويا لها من تقارير متضاربة، وأول ما تدل على تخلف في أجهزة القياس إن وجدت، وتخلف في كتابة التقارير إن صدقت (بالمناسبة أحد وزراء الزراعة قال مرة إن أكثر التقارير  والاحصاءات المضروبة تخرج من وزارة الزراعة). بالمناسبة إذا أخذنا أقل نسبة وهي( )4% تعني أن (30) ألف فدان عطشت ،وهذه مساحة كبيرة ولو كانت ذرة ومتوسط الفدان منه (10) جوالات هذه (300) ألف جوال ضاعت، كم أسرة كانت  تكفي؟
الجديد أن وزير الزراعة شكك في كمية المياه الواردة من الخزان، وأن المعلن ربما لا يتفق مع الفعلي مما يدل أن خللاً في قياس المياه الواردة من الخزان ودليله أن الماء لم يصل إلى النهايات، ولم يكن هناك ماء مهدر مما يدل على أن الماء المعلن ليس واقعاً. وليس ذلك بغريب على تقانات القرن الماضي، والآن كثير من النظم الرقمية متوفرة في العالم يجب العمل بها. أما أنا فأقول خذوا في الاعتبار أن الحفر الجائر للترع جعلها تحتاج ماء بضعف حجمها السابق ليكون له منسوب يتساوى مع أب عشرينات يجب أن تؤخذ هذه النقطة في الاعتبار، إذا ما أصر القائمون على أمر المشروع في هذا الترقيع والبحث عن الحلول البدائية التي منها جماعة ( سيرته الأولى).
في مؤتمره  الصحفي قال وزير الزراعة إن المطلوب من المال لنصل إلى ري حديث بمعنى الكلمة يحتاج إلى مليار دولار، وقال إن  هذا رقم كبير وصعب. بالله ما الصعوبة في ذلك، كم مليار كلف سد مروي؟ ثلاثة مليارات، لماذا لا يُحدّث ري الجزيرة بمليار واحد وأنا متأكد بدون دراسات جدوى أنه سيردها في أقل من ثلاثة أعوام، وأن واقع (5) ملايين مواطن سيتغير جذرياً، وسيغير معه ملايين أخرى. إلى متى تظل الزراعة في ذيل قائمة الاولويات وولاية الجزيرة في ذيل قائمة الولايات؟ همس هنا وهمس هناك بتغيير فلان وتغيير علان المسألة ليست مسألة أشخاص ولكنها نقص رؤية ونقص همة.
 ماذا ينقص الجزيرة ليصرف عليها ثلث ما صُرف على سد مروي هل ينقصها أسامة ومحبة الرئيس؟

شيكان التأمين الزراعي استفهام؟

الثلاثاء, 09 تشرين1/أكتوير 2012

التأمين الاسلامي وما صار إسلامياً إلا بعد أن أفتت مجموعة من العلماء بعد جهد أنه تكافلي وما لم تستصحب هذه النية يكون التأمين غير إسلامي وإذا ما دخله المشترك بنية تعويض أضرار نفسه فقط يكون هدم الشرط الأساسي في التأمين الإسلامي أو التكافلي الذي في أبسط شروحه أن جماعة من المسلمين تراضت بينها على أن يدفع كلٌّ منهم مبلغًا وإذا ما أصاب أحدَهم مكروهٌ تمت معالجته من هذا المبلغ وفي نهاية كل سنة تخصم المصروفات الإدارية والتعويضات ويرجع الباقي للمشتركين وإذا ما كان المنصرف أكثر من الاشتراكات يطلب من الشركاء مرة أخرى دفع الفرق «وهذا لا يحدث إلا نادراً».
طبعًا الذي جعل ثقافة التأمين منتشرة هو قانون المرور الذي اشترط التأمين الإجباري «الذي يضمن حق الطرف الثالث» كشرط من شروط السماح للمركبة بالتحرك، كحد أدنى وما بعده من تأمين شامل اختياري.
البنك الزراعي اشترط للتمويل التأمين الزراعي أي لن يمول إلا الذين يشتركون في التأمين الزراعي ولولا الحياء لقال ومن شيكان شرطاً، حيث لا نجد شركة من شركات التأمين حظيت بدخول عالم التأمين الزراعي. «أنحمد ذلك لشيكان كما يتمنى القائمون عليها؟؟» أم نقول إنه مأكلة جماعية جديدة من دم المزارعين الذين يجهل معظمهم ما هو التأمين الزراعي ولم يوقعوا على وثيقته ولم يقرأوا شروطها ولا يعرفون ما لهم وما عليهم إذ قام بهذا الدور كبيرهم الاتحاد «الاتحاد ذو الدورة التي لا نهاية لها» بالمناسبة أليس هناك جهة تقول لهذه الاتحادات مدتكم انتهت من زمان زمان وليأت غيركم إن كان منكم فائدة.
اتحاد المزارعين الذي ينوب عن المزارعين في حقوقهم في أغرب ظاهرة من نوعها هو الذي يتعاقد نيابة عن المزارعين مع شيكان وهل يأخذ عمولة التأمين لنفسه أم لصندوق الاتحاد هذا ما نحتاج لمعرفته، وفي كلتا الحالتين هي جيبوهم إما مباشرة أو عبر خزينة الاتحاد . ويبدو أن هذه العمولة هي ما يهم الاتحاد قبل منفعة المزارعين.
أتمنى أن أجد تقريرًا كاملاً عن كل سنوات التأمين الزراعي الماضي كم جمعت شيكان من التأمين الزراعي؟ وكم عوضت من المزارعين؟ وكيف تم التعويض؟ المزارع المسكين الآن مغيب تمامًا في عملية التأمين الزراعي هو لا يعرف كثيرًا مما يجري فيه، فهو لا يعرف قيمة تأمين الفدان ولا يعرف هل هو اختياري أم إجباري وما هي الأضرار التي تدخل في التأمين وعن أي الأضرار سيعوَّض؟ وليكتسب صفته الشرعية لا بد من إطلاع المشتركين عند نهاية الموسم الزراعي يبصرهم بما جمع وما صرف وما بقي ونصيب كل منهم في ما بقي وإلا فهو ليس إسلاميًا ولا يحزنون. ولا يقبل عاقل أن تجمع شيكان كل تأميناتها في سلة واحدة الصحي والزراعي والحجي وخلافه.. فكل عملية يجب أن تكون منفصلة إذ لا يُعقل أن يشترك المزارع المصاب بالبلهارسيا مع مؤمن صحي آخر من أترف طبقات الخرطوم ليعالجه من نزلة البرد من مبلغ دفعه لتأمين القطن أو القمح.
وشركات التأمين الأخرى لماذا لم تدخل في التأمين الزراعي وتنافس شيكان، هنا ستنط شيكان وتقول إنه عالي المخاطر ولا تقدر عليه شركة غير شيكان المتعكزة بعصا السلطة.. وهل سيقبل أعضاء الاتحاد أولاد الحكومة «على طريقة أولاد قرنق» هل سيقبلون دخول شركة غير شيكان؟؟
غموض هذه العقودات بين الاتحاد وشركة شيكان يجعلنا نبصم على أنه يدخل في قائمة النهب المصلح ومن منْ؟ من أفقر عباد الله في أيامنا هذه، المزارعين، اتقوا الله فيهم.

عثمان كبر أميناً الى الأبد

الإثنين, 08 تشرين1/أكتوير 2012

الخبر الذي جاء من الفاشر لا ينبيء بخير، ويقتل الأمل في مؤتمر الحركة الإسلامية الثامن الذي كتبنا عنه من قبل. بل يقتل كل أمل في تغيير أو إصلاح. أولاً لست لصيقاً بعثمان كبر ولا أعرف عنه خيراً كثيراً ولا شراً قليلاً، غير أنه والٍ لشمال دارفور ومكنكش بالعشرة أن لا يعقبه على المنصب ابن أنثى وهو حي يُرزق، وكأنه يقول أنا وحدي المكنكش ما هم كلهم مكنكشين من أعلى الهرم إلى أسفله.
هل يخلو حاكم من بطانة تزين له كل عمله وتصوره هو المنقذ الأول، وغيابه غياب العدل ووقوف التنمية وانحراف المسيرة، أروني حاكماً خلا من جوقة حوله تستفيد من وجوده ولا تريد غيره لمآرب خاصة. إلى الخبر الذي جعل  قلبنا يكاد يخرج من مكانه.
(جددت الحركة الإسلامية بولاية شمال دارفور ثقتها في أمينها العام عثمان محمد يوسف كبر، وقرر المؤتمر الثامن للحركة بالولاية في ختام أعماله أمس بالفاشر مخاطبة قيادة الحركة عبر مذكرة ضافية لاستثناء الولاية من موجهات الدستور الجديد للحركة، وذلك بعد سلسلة من الجلسات العاصفة والمداولات المثيرة بلغت ذروتها عندما أعلن المؤتمر صراحةً رفضه لموجهات الدستور المقترح للحركة الإسلامية المركزية بعدم التجديد لأمين الحركة بالولاية لأكثر من دورتين).
بالله، هؤلاء المطالبون بالتجديد لعثمان كبر ويرفضون التعديل الجديد الذي يقول لا زيادة على الدورتين مهما كان السبب. في كثير من بقاع الدنيا لا يجدد لرئيس أكثر من دورتين، وإذا أراد تكرار نفسه غاب عن المسرح لدورة ويعود مرة ثانية كما بوتين في روسيا، وساركوزي يتهيأ للعودة (رغم قلة أدبه المشهورة).
إذ لا يعقل أن يحكم الناس رجل واحد لعشرات السنين مهما كان خارقاً وأميناً. أين تعاقب الأجيال؟ أين العباقرة ؟أين الدعاة بحق؟ أين الغيورين على الدين؟ ألم تلد ولاية كاملة غير رجل واحد؟
أنا لا أعني عثان كبر بعينه، ولكن أية ولاية أو حركة تصور أن لا بديل غير هذا، هم طغاة أو مستفيدون وسيذهبون جميعاً طال الزمن أو قصر. أخي عثمان كبر أخذت فرصتك كاملة  في الحكم باسم المؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية أو في كليهما، تنحَّ مشكوراً، فحواء والدة. ودع التاريخ يحكم عليك وليس الهتيفة ومجيرو مصائر الشعوب. ولا تحسب المتعة في الحكم فقط إن كنت حكمت حكماً عادلاً وقمت بدورك في (الحركة الإسلامية) لن تتوانى في الابتعاد لحظة واحدة لترتاح ويأتي غيرك. ألم تكرروا عشرات المرات إن لم يكن آلاف (هي لله هي لله لا للسلطة ولا للجاه)، ما الذي يجعلكم تصرون على الجلوس  على الكرسي عشرات المرات ولسان حالكم (لا أريكم إلا ما أرى). يبدو أن كرتاً جاهزاً يحمله أعضاء المؤتمر الوطني وهم في صورة الحركة الإسلامية الكرت الذي يقول للمركز إما كبر أو الانفلات الأمني. ولو في المركز رجال يؤمنون بالله لقالوا مدبر الأمر الله وليس الهتيفة.
كبر كفاك، كبر طولت، كبر افسح المجال لغيرك الذين هم أقدر منك كثيرون.

محسنون من دولة قطر

الأحد, 07 تشرين1/أكتوير 2012

ودارت الأيام وعشنا وشفنا من قرى الجزيرة من تستحق الاحسان! قرى الجزيرة التي كانت تُطِعم صارت تُطَعم يا سبحان الله!
كان يوم أمس يوماً طيباً حيث وقفنا على تجربة جديدة في الدعم الاجتماعي المنتج. حيث تبرع محسنون من دولة قطر كعادتها كرماً.. هذه الدولة كيف نجازي أهلها، وليس لنا إلا أن نقول قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «جزاهم الله خيراً». وعبر منظمة الدعوة الإسلامية قدم محسنون مبلغاً من المال «نحتفظ بالرقم الى حين يأتي الوقت المناسب»، دعما لأسر منتجة، ووقع الاختيار على قرية من قرى شمال الجزيرة «القرضات» ونفذت لجنة من خيرة أهل القرية  المشروع الذي ضم «77» مستفيداً لكلٍ مشروع في تخصصه اختاره بنفسه، ومن أمثلة ذلك تربية المواشي وتسمينها، ولبعضهم أدوات حدادة نواة ورشة، وآخرون في تجارة صغيرة ومبردات وتقاوٍ وأسمدة للمزارعين، وتنوعت المشروعات إلى أن بلغ عدد المستفيدين «77»، وهذه الرساميل ليست منحة ولكنها دين مسترد أو قرض حسن، وعلى كل مستفيد أن يرجع هذا المبلغ بالتدرج ليستفيد منه آخرون من نفس القرية. ونفس فكرة د. محمد يونس في بنغلادش الذي شغله «تفاقم أوضاع الفقراء في بلاده، فمضى يحاول إقناع البنك المركزي أو البنوك التجارية بوضع نظام لإقراض الفقراء بدون ضمانات، وهو ما دعا رجال البنوك للسخرية منه ومن أفكاره، زاعمين أن الفقراء ليسوا أهلا للإقراض.
لكنه صمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض، واستطاع بعد ذلك إنشاء بنك جرامين في عام 1979م في بنغلاديش، لإقراض الفقراء بنظام القروض متناهية الصغر التي تساعدهم في القيام بأعمال بسيطة تدر عليهم دخلاً معقولاً، وقد حصل علي جائزة نوبل للسلام عام 2006م» ما بين القوسين من وكيبيديا.
 وتجربة د. محمد يونس مشهورة جداً وشهرتها من نجاحها في بنغلادش وإقراض الفقراء ودور الرساميل الصغيرة التي كلما سدد ممول جاء بعده آخر من نفس القرية، وهذا ما يحرسها. وبنوكنا ليست أفضل من بنوك بنغلادش، وسبحان الله كل يوم يفتح عندنا بنك أجنبي «تحتاج وقفة ونحتاج فيها لقول مرة ثانية».
وبقي أن تعرف عزيزي القارئ أن كل هذا المبلغ الذي أحدث هذا الحراك الذي شرفه المعتمد ووفد من منظمة الدعوة وآخرون، المبلغ «300» ألف جنيه.. يعني هي ثمن سيارة من أوسط ما يركبون أو من تلك التي تخصص لزوجات الوزراء ، ما أسفهكم! «نكرر السفيه في الشرع من لا يحسن التصرف في ماله».
مع شكرنا لمحسني قطر.. ألا يوجد محسنون في هذا السودان الذي صارت بعض طبقاته تستأجر قاعة الأعراس بمليون جنيه أي ثلاثة أضعاف هذا المبلغ المقدم من محسني قطر ولجزء من ليلة. وختة الغنايات كانت بالدولار. أما عن أسعار عقاراتهم فالأمر خطير جداً «وكمان جابت ليها فلل بالمليارات داخل حدائق». 
احسنوا احسن الله إليكم.

الخرطوم تكافح التدخين والتمباك

السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012

الخرطوم هنا ليست على طريقة نشرات الأخبار حين يرمزون للدولة بعاصمتها ولكني هنا أعني ولاية الخرطوم، وخوفًا من طول العنوان حذفنا كلمة «ولاية».  جهد رائع من مجلس تشريعي ولاية الخرطوم أن شرَّع تشريعًا يكافح فيه التبغ، على الأقل، في الأماكن العامة. القانون الذي أصدره المجلس في يوم 29/8/2012م لا بد أنه جاء بعد دراسات لمضار التبغ، ولنبدأ بتعريف القانون للتبغ «التبغ- يقصد به جميع منتجات التبغ سواء المعدة للتدخين أو الاستنشاق أو النطق بالفم او باستخدام الغليون أو الشيشة أو التمباك أو السجائر أو أي استعمال آخر..».
تروني في العنوان كتبت المشهور منه والأكثر استعمالاً ولكن القانون عرفه تعريفاً كاملاً. والقانون يمنع استعمال التبغ في الأماكن العامة، طيب ما هي الأماكن العامة؟ يعرفها القانون هكذا: «تشمل دور العبادة والعلم، ووسائل المواصلات العامة، وأماكن تلقي الرعاية الصحية، والمكاتب الحكومية ودور الرياضة والحدائق والمتنزهات العامة والأندية الرياضية والاجتماعية والثقافية والمركبات الخاصة إذا كان بها أكثر من راكب». يعني لن تتقزز من منظر شخص ماطّ  شفته ومدردما سفة تمباك ليضعها فيها ويبدأ في الحديث والتمباك يتطاير من فمه أخخخخخخخخ. أو ممسك بسجارة ونافثًا دخانها في أنفك رغم أنفك.
كما منع القانون الجديد استعمال التبغ في الأماكن المغلقة والتي عرفها: «يقصد بها الصالات المغلقة المعدة لاستخدام الجمهور بالموانئ والمطارات وصالات الأفراح والمؤتمرات ومواقف المواصلات ودور السينما والمسارح المغلقة والمتاحف والمطاعم والفنادق والمحال التجارية والمصاعد الكهربائية والسلالم المغلقة والورش والمعامل والمخازن المغلقة والمكاتب وأي أماكن مغلقة أخرى تحددها اللوائح».
كما منع القانون العاملين ببعض المهن من تعاطي التبغ وهم: طهاه الطعام البشري، مقدمو الخدمات الصحية والعلاجية والمعلمون والطلاب، ومن يخالف يغرم غرامة حدها الأقصى 50 جنيهاً». كما هناك عقوبات أشد للمروجين هذا نصها: «يعاقب كل من يخالف أحكام هذا القانون أو اللوائح الصادرة بموجبه بالغرامة التي لا تقل عن 300 جنيه أو بالسجن مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر أو بالعقوبتين معًا.
سلطة التبليغ لكل شخص أن يبلغ للنيابة أو أي شرطي «المصيبة تلقاه هو ذاتو ساف أو ممسكاً بسجارة».
هذا عمل رائع وضرب في وتر حساس والأجمل أنه لم يحرم ولم يحلل أي نظر للموضوع من نظرة صحية فقط، فالمعلوم أن التبغ سبب كثير من السرطانات ولو رأى المدخنون والمتمبكون والمشيشون رئة متليفة بالسواد لما دخنوا ولو رأوا شفة أو لسانًا أصابه السرطان لفروا من التبغ هاربين. لا مكان لعرض الصور في عمود صحفي.
رغم هذا التشريع الرائع لمكافحة التبغ كيف السبيل للتنفيذ، قبل أشهر قليلة أصدرت ولاية الخرطوم تشريعًا يقضي بوضع ديباجة الأسعار على السلع في كل المحلات التجارية هل نفذ أحد؟ هل عوقب أحد؟ أم العبرة  في تكوين اللجان ووضع القوانين؟
رائعة هذه القوانين ولكنها تصبح موضع السخرية عندما يخالفها الكبار قبل الصغار وتصبح طوبة من طوب ضعف الدولة عندما لا تطبق. والأنكأ لو طبقت على الضعيف وتُرك منها الشريف.. لماذا لا يُروج لهذه القوانين حتى يقوم كل بدوره؟
أثبتوا لنا أننا في دولة القانون فيها على الجميع وشكراً.

حكايتي مع ( حكايات)

الخميس, 04 تشرين1/أكتوير 2012

قال أحدهم : إنه لن يغترب. سُئل: لماذا؟ قال: لأن الرزق مقسوم، وعندما تغترب  تُعطَي كل رزقك المادي في سنين الاغتراب وتظل باقي عمرك ورصيدك صفر، لذا سأكتفي بقليل دائم خير من كثير منقطع.
وعلى نفس طريقة صاحبنا هذا، يبدو أني أخذت نصيبي من الضحك والهزل في وقت مبكر ولم يبق إلا الجد، لهذا لم تكن جريدة (حكايات) في قائمة صحفي اليومية. في هذا الأسبوع تلقيت عدة مكالمات تقول إن موضوعاً لك نُشر في (حكايات) وبعضهم اتصل على أبنائي.
اتصلتُ بصديقي، رغم فارق العمر، الأستاذ وجدي الكردي رئيس تحرير (حكايات) أسأله ما الموضوع. وجاءني منه ما يثلج الصدر قال: إن هناك مجموعة من الشباب متابعة لبرنامج (دراسات في القرآن الكريم) للعالم عبد الله الطيب، وإنهم يحتفلون بانتهاء «5000» حلقة هي جملة حلقات دراسات في القرآن الكريم،  ولقد خصصت (حكايات) عدداً كاملاً لهذه المناسبة التي لا تتكرر إلا كل عدة سنوات. وبحثنا عن كاتب كتب عن هذا البرنامج ولم نجد إلا شخصك، وكان ذلك في مقدمة لموضوع كان عنوانه: الحبر عارف ( سحر البيان) أشيد فيه ببرنامج سحر البيان الذي يقدمه عارف حمدان مع العالم الحبر يوسف نور الدائم. داعبت وجدي الكردي وقلت له الحمد لله الذي جعل لنا موضوعاً في هذه الصحيفة المنتشرة جداً وسط الشباب، وشكرته على هذا الجهد الرائع الذي لم يكن لنا فيه نصيب إلا ذلك اليوم، وما هذا إلا من بركات عبد الله الطيب والشيخ صديق أحمد حمدون.
أحسبك عزيزي القارئ في شوق لما كتبت في ذلك الموضوع الذي نقلته (حكايات).إليكموه كما يقول الأستاذ أيوب صديق.
الحبر عارف (سحر البيان)
الثلاثاء 21 شباط/فبراير 2012م
أدهش العالم البروفيسور عبد الله الطيب والشيخ صديق أحمد حمدون، رحمهما الله، الناس ببرنامجهما الخالد «دراسات في القرآن الكريم». رغم قدم البرنامج الذي يعد من أطول البرامج صمودًا وتكرارًا في الإذاعة السودانية. وعوامل نجاح البرنامج كثيرة منها علم البروف عبد الله الطيب ومقدرته على تبسيط المعاني ليفهمها أكبر عدد من الناس إن لم نقل كل الناس، ولم يسم البرنامج تفسيرًا حتى تحده كتب التفاسير وعلم التفسير، ولكن سماه دراسات مما أتاح له قدرًا كبيرًا من الحرية جعله ينزل كثيرًا من الشرح بعامية محببة للجميع. وعامية عبد الله الطيب فصحى آخرين.
من عوامل النجاح الأخرى سيطرة الإذاعة وانفرادها، فلم يكن لها منافسون كما الحال الآن، وعامل آخر: نداوة وحلاوة صوت الشيخ صديق أحمد حمدون وقوة حفظه، ما شاء الله. اللهم ارحمهما رحمة واسعة.
وبعدين كل هذا ليييه؟
كل تلك المقدمة أو الرمية كما يقول عزيزنا البوني لندلف لبرنامج يستحيل أن تغادر محطته متى سمعت صوت البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم وعارف محمد أحمد حمدان يداخله بلطف وأدب، يذكرك بأدب الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم..  «سحر البيان» هو اسم البرنامج الذي يقدمانه، والبرنامج لا يقف عند شرح الآيات والتركيز على ما فيها مما يفوت على العامة، من أمثالي، وهل نحن إلا عامة أمام الحبر؟ أطال الله أعمارنا وعمره في طاعة الله، ولكنه يطرزها بآداب اللغة العربية وما أكثرها من شعر وأمثال تتصبب عليك كما ثلج هذه الأيام في الشام وأوربا باردة منعشة.
قوة صوت البروفيسور الحبر وتمكُّنه من اللغة العربية مما يزيد من حلاوة البرنامج، والشعر لا يبحث عنه الحبر  في google  كحال الكثيرين هذه الأيام إن أنت سألته عن اسمه ذهب إلى قوقل وسأله ما اسمي؟ أما شيخنا الحبر فدواوين الشعر تحت شعر رأسه، يُخرج منها متى شاء ما يطرز به حديثه ويخفض من صوته ويرفع، وتعلو وتخفض أنفاسك معه كأنك في زورق بعرض البحر.
لا أحسب أن ذواقة للأدب أو طالب علم يستطيع أن يمد يده لمؤشر الراديو ليغير إذاعة أم درمان وهي تقدِّم «سحر البيان». وأكثر الفقرات والجمل صعوبة على السامع عندما يقول عارف إن زمن البرنامج انتهى ونقف عند هذه الآية على أن نعاود في الأسبوع القادم بإذن الله.
أما أنا فأقول للشيخ الحبر وعارف بارك الله فيكما ومتعكما بالصحة والعافية.. وإلى قرائي الكرام إني دال على خير أسأل الله أن يكون لي أجر كل من جاء مستمعًا جديدًا لهذا البرنامج الرائع المفيد.
بالله مش أحسن نكتب في مثل هذه المواضيع بدلاً من كده وكده؟

الحريات الأربعة لمنْ؟

الأربعاء, 03 تشرين1/أكتوير 2012  
جلسة مجلس الوزراء التي بث التلفزيون السوداني كثيراً مما  قيل فيها صراحة ( بلاش نحتفظ برأينا)، هذا المجلس وما دار فيه من نقاش، طبعاً لم يبث كل ما قيل، فهناك قطعات تدل على أن شيئاً قد حُذف. طيب الذي لم يُحذف ماذا نستشف منه؟
كانت الجلسة مليئة بعبارات المجاملة للسيد الرئيس، وكأن عربون الحديث هو شكر السيد رئيس الجمهورية على ما بذل من جهد في هذه الاتفاقية وصبره عليها لستة أيام. هل مهر الجلوس على هذه الكراسي هو المجاملة والتسبيح بالحمد؟ مصطفى كامل عندما استقبله المصريون بمبالغة بعد عودته من المفاوضات مع المستعمر البريطاني، ردّ عليهم: (كأنكم كنتم تظنون أنني سأخونكم، وعندما علمتم أنني لم أخنكم بالغتم باستقبالي). «رحمه الله مات وعمره 34 سنة فعل فيها ما لم يفعله آخرون في ثمانين سنة».
ناقش الوزراء كثيراً من الاتفاقيات اللهم إلا قضية الحريات الأربع التي سميت اسم دلع جديد هو (المواطنة) . ونريد أن نقف اليوم طويلاً مع هذه الحربات الأربع (أعني الحربات بالباء) وليس خطأً. قضية الحريات الأربع بدعة سودانية خالصة يصعب أن تجد بلداً يفتح ذراعيه لكل من هبّ ودبّ وبلا شروط لكل قادم من دولة أخرى لمجرد أن رئيسي البلدين أو وزيري البلدين وقعا الحريات الأربع. حتى كندا التي تشكو من سعة المساحة وقلة السكان لا تمنح جنسيتها بالجملة وبلا شروط. ناهيك عن حق العمل في بلادٍ، البطالة استدعت صندوق تمويل أصغر وديوان الزكاة.
لنأخذ الحريات الأربع مع مصر ومنذ 2007 تقريباً وهي تراوح مكانها، وكلا الطرفين يتوجس خيفة منها، وقبل أن تكتمل فصول الحريات الأربع مع مصر تمنح في قَدَح من ذهب لدولة الجنوب التي صوّت مواطنوها كما الانتخابات العربية «99.9 %» للانفصال، ويريدون أن يدخلوا هذه المرة للشمال ومعهم حق شرعي عالمي باتفاق ليفعلوا ما يشاؤون وكأنهم بعثات دبلوماسية.
إذا ما نفذت الحريات الأربع مع مصر ومع دولة الجنوب، ما الذي يمنع أن تتقدم تشاد بطلب للحريات الأربع، وكذلك إثيوبيا وأريتريا وليبيا، هل يستطيع السودان أن يقول لواحدة من دول الجوار لا  ويخلق أزمة؟ أم سيصبح السودانيّ غريباً في بلده. ويأتي يوم يبحث فيه السودانيّ كما طلاب الجامعات، لمكان يضع فيه رأسه لا يهم إن كان هناك فرش أو وسادة رأس، مجرد المكان تحت سقف هو حلم طالب اليوم.
لا علاج لهذا المأزق إلا بإلغاء اتفاقية الحريات الأربع مع مصر أولاً، ويكون هناك ألف حجة لرفض تلك التي مع دولة الجنوب بحجة أن المسألة في المبدأ نفسه، وليس مع دولة بعينها. بالله، أليس غريباً أن تفتح دولة حدودها لدولة مجاورة ويصبح مواطنها حراً في حركته، حراً في تملكه يعمل ما يشاء، ما الذي ينقصه من المواطن الأصلي؟ حق الانتخاب؟
هو في حد عندو حق انتخاب مؤثر؟

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

باسم الحركة الاسلامية يأتمرون!

الثلاثاء, 02 تشرين1/أكتوير 2012

ما يسمى بمؤتمر الحركة الاسلامية الذي سينعقد في نوفمبر القادم من دعا له؟ ولماذا؟ وكيف تجري الأمور الآن؟ المتباكون على ما آلت إليه الحركة الإسلامية والذين يحسبون أن المؤتمر الوطني سرقها جهارًا نهارًا وانحرف بها ووصل بها للحكم ورماها خلف ظهره وما عاد يطيق سماع هذا الاسم.. اسم المؤتمر الوطني، أو جبهة الميثاق الإسلامي أو الجبهة الإسلامية القومية كلها هروب من صرامة الحركة الإسلامية شديدة التركيز على التربية وهذه المسميات هي مسميات تخفيف الاسم المركز «الحركة الإسلامية» ليستطيع أن يمرر ما لا تقبله الحركة الإسلامية وبحجة هذه مرحلة ولكن الحركة باقية.
ولكن المؤتمر الوطني ذهب بعيداً في تخفيف المركز إلى أن اختفت كل معالم المحلول الأصلي وخصائصه وجمع المؤتمر الوطني النطيحة والمتردية بل أقعدهم في المقاعد الأمامية وشاح بوجهه عن الأصل ولسان حال عراب هذه المسميات أن أعضاء الحركة الإسلامية شيوخ لا يفقهون في تقلبات الدنيا الكثير ومكانهم المسجد فقط والسياسة تحتاج فهلوة ولا تعرف مصطلح الحلال والحرام بل البلوغ إلى الغايات.. وهديتهم مصحف ومسبحة.
وجد المتسلقون والنفعيون وطلاب الدنيا ضالتهم في المؤتمر الوطني وبلغ بهم في مرحلة من المراحل مرحلة  اسمها الاستقطاب أي ضم كل من يريد دخول المؤتمر الوطني تفتح له الأبواب التي تضيق على القدامى «الفُكية» وبدون شروط وبدون تربية وكأنما المطلوب من المستقطب أن يقيم أخًا ليجلس مكانه حتى ينزوي هؤلاء المشايخ في مساجدهم وبيوتهم وقعدوا فراجة وقد فعلوا.
هذه الأيام تنعقد يوميًا مؤتمرات باسم الحركة الإسلامية وما إن تدقق في الوجوه إلا وترى المؤتمر الوطني أمامك دون أن تفرك عيناً مشككًا في اللوحات والعناوين.. هذه الوجوه المسيطرة باسم المؤتمر الوطني هي نفسها تريد أن تسيطر على مؤتمر الحركة الإسلامية.. والذي يحير ما المخرجات المنتظرة من هذا المؤتمر وهذه هي البدايات التي تدل على النهايات.
على الحركة الإسلامية أن تبحث لها عن اسم جديد وما أسهل الأسماء وأن تترك اعضاءها الذين انضموا للمؤتمر الوطني في مفاصلة تامة ويجمع الاسم الجديد كل من يرى في الإسلام حلاً وبفهم جديد.. وأسس جديدة.
قديمًا كان يقال: «كل أنصاري حزب أمة وليس كل حزب أمة أنصاري» دعونا نجرب بهذا المنطق «كل مؤتمر وطني ليس حركة إسلامية، وكل عضو في الحركة الإسلامية ليس عضوًا في المؤتمر الوطني».
ليس سهلاً الترميم والمغالط يسأل المهندسين ولكن البناء الجديد هو الحل.. لا يقبل من تربى في الحركة الإسلامية ما وصل إليه حال المؤتمر الوطني الذي جمع أعدادًا مهولة إلى عضويته بلا تربية هذا إن لم نشطط ونقول إن التربية ليست من أولوياته هذا إن لم نقل ليست من أهدافه.
لا معنى لمؤتمر الحركة الإسلامية القادم وما هو إلا مضيعة وقت وجهد وإجهاز على ما بقي من الحركة الإسلامية وتركيز للمؤتمر الوطني ليدخل الحركة الإسلامية في عباءته للأبد.

الفراخ ، الدجاج، الدواجن.

الإثنين, 01 تشرين1/أكتوير 2012

وعد والي الخرطوم السابق بأن يصبح الفراخ وجبة الفقراء. وإذا به يصبح وجبة طبقة معينة، ولم يجد لبيوت الفقراء سبيلاً إلا أيام أزمة إنفلونزا الطيور. دون أن يوعد الوالي السابق الدجاج أصلاً وجبة الفقراء في كثير من بقاع الأرض إلا في بلاد الجن هذه. والمسألة ببساطة أن تدخلت الدولة عشرات المرات في صناعة الفراخ ولم تتركه أو هي لا تريده وجبة للفقراء، بل أصبح استثماراً ناجحاً يستفيد من تعسف الدولة ويعكسه تعسفاً على الشعب مضاعفاً.
بعد هذه المقدمة في محفلين كبيرين أمهما علماء سمعت مرتين أن البرازيل عرضت توريد الفراخ بسعر دولار واحد للكيلو جرام، ومستعدة لتسليمه بهذا السعر في كل بقاع السودان، ورفُض العرض، بأية حجة لا أدري. اليوم كيلو جرام الفراخ بين «3.5» و«4» دولارات.  وسمعت أن واحدة من شركات الدواجن بدأت برأسمال «5» ملايين  جنيه (بالقديم 5 مليارات)  وصل اليوم رأسمالها إلى «150» مليون جنيه. تضاعف «30» مرة مستفيدة من تسهيلات الدولة واحتكار السوق وحرمان المنافسة الخارجية، لم نقل المنافسة الداخلية كلهم (مصاصون) وليس فيهم من هو مستعد ليخفض سعراً.
في المملكة العربية السعودية حيث ارتفاع الدخل وغلاء اليد العاملة كيلو جرام الفراخ ثابت على دولارين ولعشرات السنين، وهو هناك فعلاً وجبة الفقراء حيث الدولارين نسبة قليلة جداً من الراتب مهما صغر، لو حسبنا مرتب موظفينا بالدجاج فالحد الأدنى للأجور يساوي عشر دجاجات. أقل راتب في السعودية يساوي «300» كيلو دجاج!
حرية التجارة التي أعرفها وسمعت الأستاذ عبد الرحيم حمدي يتحدث عنها يوماً حيث قال: حرية التجارة في أبسط صورها أن تكون هناك باخرتان في الميناء إحداهما تنزل قمحاً والأخرى ترفع قمحاً، حيث أن هناك تاجراً شاطراً عرف كيف يستورد قمحاً أرخص من المحلي، وهناك تاجر شاطر عرف كيف يبيع أغلى من السعر المحلي. بهذه النظرية لو كانت تجارتنا حرة واقتصادنا حراً فعلاً وليس شعارات، لما احتاجت البرازيل للإذن ولأشبعت الشعب دجاجاً لا تؤخره إلا إجراءات المواصفات والمقاييس وتضطر الشركات المحلية للمنافسة ليس بالذبح الحلال والإشاعات ولكن بتقليل أرباحها لأقصى حد.
إذا سألت منتجي الدواجن لتعذروا أن الدولة ترهقهم بالأتاوات والرسوم والجمارك، وليس هناك تشجيع. فالدولة تعمل بنظرية (الحاضرة بخيتة)، وهي تعلم أن ما تجنيه سريعاً تصرفه على علاج شعبها الذي لم يتغذ جيداً، وبدلاً من الصحة الوقائية فإنها تصرف - هذا إن كانت حقاً تصرف - ما تجمع على الصحة العلاجية وذلك بعد أن يستمتع الدستوريون بالمجموع من الغلابة. هل ترون أني أغرد خارج السرب، ولا حديث للكتّاب هذه الأيام إلا التسبيح بحمد الاتفاق، طبعاً الذين لا يسبحون يُحجبون، ألم تسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم: «كل ميسر لما خلق له». فيبدو أنني ما خلقت للسياسة والحمد لله، وتفرحني مقولة الأستاذ غازي سليمان التي ارتقت إلى مصاف الحكمة أُعيدها؟ قول غازي وما أنا إلا ناقل وناقل الكفر ليس بكافر. قال غازي سليمان: «ليس هناك سياسي محترم» وفي رواية قيل له: ولا أنت؟ قال: ولا أنا.

أللحرية حدود؟

الأحد, 30 أيلول/سبتمبر 2012

كان شعار تلك الفئة الضالة «الحرية لنا ولسوانا» هل تدبرنا هذا الشعار؟ وهل هناك فرق بينه وبين «الحرية للجميع»؟ أليس لنا تفريق بينهما ولمن سواهم، وهل الحريتان متساويتان في كلا العبارتين؟ هل الحرية ممكنة القياس measureable  وهل يمكن  الاختلاف عليها؟
ربما تكون إجابة السؤال أعلاه، نعم. وربما تكون لا؟
بالأمس عبنا على أمريكا يوم قالت إنها لا تستطيع أن تمنع المسيئين للإسلام فهم أحرار في ما يكتبون وما يمثلون؟ كان الرد هل يمكن أن يشكك أحد في محرقة اليهود؟ هل يمكن أن يقول أحد إن محرقة اليهود كذبة يهودية لا دليل عليها؟ هل تسمح أمريكا بالتعبير عن محرقة اليهود؟
قطعا أمريكا لا تقبل تكذيب اليهود، وهنا تقف الحرية حائرة كيف هم أحرار «المسيئون للإسلام» وليس حراً من يشكك في كذبة محرقة اليهود؟ أو الاستيطان اليهودي؟ وكيف هو إرهابي من يدافع عن وطنه في أفغانستان أو العراق أو أي مكان في العالم، ولكن لإسرائيل الحق في حماية نفسها ولو كان ذلك من باب الاشتباه في أن هذا الطفل مشروع فدائي، وقتله ليس إرهاباً في نظر أمريكا والغرب، ويا ويل من يتحدث عن أرض محتلة أو عن الاستيطان  أو حصار أو قصف.
وكما يقول فيصل القاسم بالمقابل، ما لنا نرى أحزاباً لا تحتمل الحرية ولسان حالها يقول لا أريكم إلا ما أرى. فهي تتحدث عن ظلم أمريكا وازدواجية معاييرها وهي لها ألف معيار. فلنأخذ مثالاً الأحزاب الحاكمة قبل وبعد الربيع العربي، قبل الربيع العربي في مصر حسني مبارك منزه لا عيب فيه البتة، وبن علي المنقذ ــ في إعلامه طبعاً ــ أما فرعون ليبيا فكلمة فرعون في بلد مجاور وليس في بلده أغلقت صحيفة لعدة أشهر، بالله ما مصير ليبي لو قال إن قذافي فرعون، قطعاً لن يره بعدها أحد، وإذا سألت القذافي وإعلامه لقال لك الحرية التي في بلاده لا توجد حتى في أمريكا، وبلغ به الكذب أن صار يكذب ويصدق كذبه: «أنا لست حاكماً، إنما الحاكم هو الشعب، ولو كنت حاكماً لقذفت الاستقالة في وجوهكم». ودارت الأيام
هذه الأحزاب الحاكمة لماذا لا تعقل وتحاسب نفسها وتصدق شعوبها وتقودها بالقدوة الحسنة؟ لن ينسى السياسيون نصيحة الرائد زين العابدين محمد أحمد عبد القادر يوم قال لرفاقه: «حَسِّنوا من هذه السجون ربما تدخلوها يوماً».
نحن لا نقول للأحزاب الحاكمة حسنوا السجون، ولكن اطلقوا الحريات ربما تحتاجونها يوماً. بالله أليس واهم من يظن أنه يمكنه أن يحجر رأياً في هذا الزمان؟ زمن الفضائيات والأقمار الاصطناعية والانترنت؟
بالله أليس التأخر في الحريات هو الذي أدى للفساد، وكلما زاد الكبت عشعش الفساد وازدهر ولكن إلى حين، والحرية التي تعين الحاكم لماذا يؤخرها أو لماذا هو ممسك بصنبورها يفتحه يوماً ويغلقه يوما؟ أليس صراع الأفكار وتبادل الرأي صفة بشرية معترف بها؟
ما هذا الحجب للرأي المعارض؟ ألا يمكن أن يكون فيه خير كثير يعين مرة ويوزن الأدوار ويوضح المخفي؟ ومعارض اليوم قد يكون حليف الغد، ولقد شهدت الحياة السياسية كل النقائض مرات ومرات.
الحرية قيمة لا يمكن التنازل عنها ولا يفرح منتزع الحرية أبداً.

بريدك



الخميس, 27 أيلول/سبتمبر 2012 13:00
أنا لا أغازلك عزيزي القارئ، ولكن أريد أن أسألك: كم مرة قرأت عبارة (بريد السودان بريدك)، وكيف فهمت بريدك الأخيرة وهي تحتمل أكثر من معنى، الأول: بريد السودان حقك، والثاني: بريد السودان بحبك.
كنت من الظانين أن البريد التقليدي قد حلّ محله البريد الالكتروني وهزمه بالضربة القاضية وأخرجه من السوق، ومعي ومع الظانين أمثالي ألف حق، لأنني لم أكتب على ظرف عنواناً منذ زمن بعيد ربما لعشر سنوات، بل أكثر. ولم أمرر على الصمغ الجاف لساني وألصق الظرف واضع عليه طابعاً بريدياً وأنتظر رداً بعد شهر، يزيد ولا يقل.
غير أني ما زلت أرى للبريد مبان كتب عليها: (سودابوست)  وعند عبور أول محطة لتحصيل رسوم الطرق القومية تجد العبارة مكررة عدة مرات. وبين حين وآخر تتخطاك سيارة مكتوب عليها (بريد السودان بريدك) أو (سودابوست)، كل هذا والفكرة محدودة جداً في رأسي، هل كل هذا في زمن الإيميل!
غير أننا يوم دُعينا ونفر من الأصدقاء ،زملاء المهنة، لرئاسة سودابوست أو بريد السودان  سمعنا في البداية ورأينا في النهاية ما سنسرده عليكم، انتظرونا! يقول محدثنا إن البريد يقدم عدة خدمات غير توصيل الرسائل، وحتى توصيل الرسائل خشم بيوت، فمنها السريع ومنها   الممتاز ومنها المسجل، وهذا للمكاتبات المهمة جداً ولتبادل العينات التجارية وتبادل الدوريات بين الجامعات ومراكز البحوث، هذه كلها، عجز الإيميل حتى الآن من أن يقوم بها كما ينبغي، يمكن أن ترسل صورة عينة قماش مثلاً  ولكن هذا لا يكفي، اللون وحده ليس كافياً لتحديد المواصفات.
ثم مع غلاء الطيران والنقل الجوي مازال البريد يقوم بخدمة توصيل الطرود، ولقد شهد رمضان الماضي آلاف الطرود القادمة من الخارج عبر صالة البريد الجمركية، وما تم هذا إلا بعد مقارنة سعر النقل الجوي والبحري بفئة الطرود التي تحكمها اتفاقيات عالمية وإقليمية مقر اتحاد البريد العربي.
غير ذلك من الخدمات التي يقدمها البريد هي الحوالات المالية لأطراف السودان المختلفة، وربما قائل يقول: والبنوك قاعدة تسوي شنو؟ أغرب ما في بنوكنا حتى اليوم هو عمولة الحوالات المالية التي تبدأ في أغلب البنوك بـ«17» جنيهاً، يعني لو عايز ترسل لطالب «50» جنيهاً ستدفع للبنك «17» جنيهاً، وتزيد العمولة كل ما زاد المبلغ ! شيء غريب كأنما البنك يحمل هذه الأموال على كتفه ! والحقيقة أن نفس الأزرار التي يضغطها الموظف للمليار أو للخمسين جنيهاً هي هي. بنك الراجحي يأخذ على الحوالة المالية الخارجية «24» ريالاً مهما كان مبلغها، سواء  أكان دولاراً أو مليار دولار.
ونسبة لضآلة المعاشات لم تستطع المعاشات تحويل مبالغ المعاشيين عبر البنوك لغلاء العمولة، اليوم البريد يجد الساحة هكذا، ويبدأ في صرف المعاشات في أقاليم السودان المختلفة، وبهذا يكون وفرّ على هذه الفئة التي هي دائماً من كبار السن أو ذوي الاحتياجات الخاصة. وثانياً البنوك تعقّد فتح الحساب وتشترط عليه عدة شروط، أما البريد يمكن أن يفتح حساباً بمبلغ «10» جنيهات.
الذي وقفنا عليه في الصالة الجمركية عمل متطور جداً ومحوسب ومربوط بـ«555» ألف مكتب بريد في العالم، ويمكن أن تعرف عبر الحاسوب أين وصلت رسالتك في أية لحظة منذ أن أودعتها إلى أن تصل إلى الطرف الآخر. طبعاً ليس للرسائل العادية، وإنما للبريد الممتاز.
هذا غير خدمات أخرى يبدو أن خدمة بيع الكهرباء أقلها توفيقاً ما لم يُعالج ما بها من تشوهات. ربّ قائل  يقول: لماذا تكتب عن البريد وقد خصخص ولم يعد مؤسسة قطاع عام؟ أقول هو البديل لذلك البريد الوطني، وهو الآن لم يخصص لفرد ولكن للمعاشات أو الصندوق القومي للمعاشات والتأمينات وكلها مصالح عامة، تطورها يُفرح كل زول، والا مش كده يا أستاذ الكابلي؟
بريدكم كلكم.

لا لليأس .. الله خير الماكرين


الأربعاء, 26 أيلول/سبتمبر 2012 
ليس سياسيًا من يظن أن باراك أوبا هو حاكم أمريكا.
مما لصق بالذاكرة منذ أربعة عقود أن جدران سجن كوبر مكتوب عليها حكم وآيات والذي لا يُنسى منها ما كتب على آخر باب ومنه تدخل للزنزانات «لا تيأسوا من رحمة الله» ما دخلناه في سرقة ولا فاحشة وما أظنهما مدعاة لدخول سجن في زماننا هذا. دخلناه طلابًا تظاهروا ضد حكم جعفر نميري ومن كرم الله علينا وعطف حكومة مايو لم نمكث فيه الا ثلاثة أيام وكان الحكم شهرين أو ثلاثة لا أذكر.
أخيراً غادر البروفسير عثمان البدري شركة الأقطان مستقيلاً من منصب رئيس مجلس المديرين والتسمية له وربما يعود الاسم القديم رئيس مجلس الإدارة. هذه المغادرة السريعة درس للكثيرين وخصوصًا الطيبين الذين يحسبون أن بإمكانهم الإصلاح أو أن إصلاحًا قادماً لا ينقصه إلا أن تقول هنا اعوجاج ومن فجر الغد يقوم الآخرون بإصلاح الخلل. «ليه ماسورة مياه هي؟».
قال لي صديق مهندس أن تطلب صيانة مبنى خرب هذا شيء من أصعب الأمور على  المهندسين ولكن سهل جداً أن يبني مبنى جديداً بأي المواصفات التي تطلبها أو يطلبها استشاري.
ربما كانت النقلة غير متدرجة والفجوة واسعة جداً بين المجلس قبل الأخير لشركة الأقطان الذي تربع عليه ولعشرين سنة تقريباً شبه أمي والمجلس الأخير الذي رأسه بروفسير. هذه نقلة في نظر بعضهم غير محتملة لا بد من التدرج ولسان حالهم ومبررهم الخمر لم تحرم في مرة واحدة بل تدرجت. واهم من يظن أن كل الناس قابلة للبيع والشراء فهناك من يموت جوعًا ولا يتنازل عن كرامته ومبادئه وما أكثرهم!! لكن المنافذ يقفلها ضاربو الطبول والمتسلقون والآكلون من السحت.
هل قتلت استقالة عثمان البدري الأمل في الإصلاح؟ الإجابة متروكة للقراء.
هل انتصر اللوبي؟ الإجابة متروكة ولكن يمكن أن نعين عليها تلميحاً «تلك الأيام نداولها بين الناس» بالله هل كان حسني مبارك وولداه قبل الثورة بشهرين فقط يصدقون أن في الكون من هو أقوى منهم ويمكنهم أن يفعلوا بمصر ما يشاءون؟ يعينهم في ذلك عزت وغيره من الفاسدين. ولكن الله قادر على كل شيء ودخلوا السجن من قصورهم التي لا توصف.
نعود ما هي الدروس المستسقاة من خروج البروف عثمان البدري من شركة الأقطان بهذه السرعة؟ وسلاّم رئيس مجلس الإدارة الجديد جداً ما دوره بل ما المطلوب منه؟ «تسكت وللا  نطيرك». يبدو أن نبش الماضي ليس من اختصاصات المجلس الجديد بل هو خط أحمر كل من يقترب منه كأنما اقترب من منطقة عسكرية «ممنوع الاقتراب أو التصوير» طبعًا كان هذا قبل google earth .
عمومًا باي باي زراعة القطن في السودان ورحم الله حقوق المزارعين في شركتهم وسنسمع قريباً أن شركة الأقطان تطرح بضائع مثل الأسمنت والمحالج للبيع للجمهور كل من يريد أن يشتري محلجاً فالشركة جاهزة ليس مهمًا ماذا يحلج به المهم الشراء والكوميشن فقط.
  عبارة سجن كوبر «لا تيأسوا من رحمة الله» أما زالت في مكانها؟

حرائق الكهرباء من المتسبب؟

 

الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012  
كم بلاغ حريق كان المتهم فيه ماساً كهربائياً؟
لا أعني تلك الحرائق المتعمدة لتخفي فساداً. ولكن في الحلق غصة من مبانٍ كلفت مليارات، التهمها الحريق وهي في عامها الأول وكان السبب (ماس كهربائي). إذا قيل للكهرباء، دافعي عن نفسك لقالت: ولماذا لا تحرق الكهرباء مبان في دول أخرى مثل ما تحرق في بلادكم ؟
ما معنى ماس كهربائي؟ الجواب هو أن يلتقي سلكان موجب وسالب؟ طيب متى يلتقيان، ولماذا؟ وإذا التقيا من المسؤول؟ ومن مهد لهما هذا اللقاء غير المشروع؟ ولماذا يلتقيان أحياناً، وأحياناً لا يلتقيان؟ هل للأسلاك أرجل تتحرك بها داخل الأنابيب التي داخل الجدران؟
هل شركة توزيع الكهرباء هي المتهم الأول في الحرائق وصقعات الكهرباء التي يروح ضحاياها كل خريف؟ أين تنتهي مسئولية شركة الكهرباء، بل متى تبدأ؟ هل تنتهي مسئولية شركة توزيع الكهرباء عند الطبلون وما بداخل المباني، كالعفش على مسئولية صاحبه؟
هل اكتفت شركة الكهرباء بالرسم الذي يرسمه المعماريون المرفق مع الخرط التي تقدم للتخطيط العمراني الذي يحدد عدد ومواقع اللمبات والمراوح والأفياش دون وصف للتوزيع العلمي من حيث سماكة الأسلاك وحمولة كل phase  والحد الأقصى للمستهلكات في السلك الواحد وإلى أي مدى ؟
ليست كل هذه الأسئلة من شطارتي وإلمامي بالهندسة والكهرباء، ولكن ما عندي من قليل علم بها، ساعدني في فهمها سريعاً، وارتحت لمحدثي وأتمنى أن يكون قد ارتاح لي ولم نلتق إلا نهار الخميس الماضي.
بقي أن تعرف من هو محدثي، إنه المهندس محمد عثمان حسن وهو من خريجي المعهد الفني سابقاً جامعة السودان الآن، وقد عمل بالإمارات العربية المتحدة سنين عددا. ويختصر مصيبة الحرائق المتكررة  هذه التي تقضي على مليارات الجنيهات سنوياً وعشرات الأنفس، في أن هناك وحدة غائبة في سلسلة وحدات توصيل الكهرباء اسمها إدارة التمديدات والتفتيش INSTALLATION & INSPECTION DEPARTMENT
  هذه الإدارة  في غاية الأهمية وهي التي تقوم بالإشراف على التوصيلات الداخلية في المبنى من حيث الحمولات والتوصيلات ومواصفات المواد، وتعطي كل جهة حقها من الكهرباءء في توازن. ومتى اختل التوازن في جهة دون أخرى ستسخن الأسلاك وسينشب الحريق، فالأسلاك لا تتحرك ولا تلتمس ما لم تسخن، ولا تسخن إلا إذا كان هناك خلل في التمديدات.
وهذه الإدارة ،التمديدات والتفتيش في دولة الإمارات، قام بكل مواصفاتها ودقائقها فريق من المهندسين السودانيين، وصارت لها مقاييس يمكن أن يستعان بها وبسرعة إذا شعر القائمون على الكهرباء وأحسوا بالخلل كما أحس به المهندس محمد.
أي، لا تدخل الكهرباء إلا إذا تأكدت من سلامة التمديدات الداخلية للمبنى. دعوا هذه الثقافة تنتشر على الأقل في المرافق العامة التي تكلف المليارات ويقوم بتوصيلها فنيون، ولكن الأمر أكبر من الفنيين.
هل تسمع شركات توزيع الكهرباء لمثل هذه الخبرات، محمد وصحبه، حتى لا نسمع بحريق أكاديمية عسكرية عمرها أقل من العام؟
للموضوع دقائق لا تحتملها الصحف، ونعد ومعنا، م. محمد عثمان  لنفتح باباً للتواصل والتثقيف في هذا الجانب. كما يدعو م. محمد عثمان كل الذين يريدون التدريب من المهندسين حديثي التخرج أنه مستعد لذلك.
اللهم اجعل ناس الكهرباء يسمعون ويعترفون  بهذه الإدارة. آمييين.
تخريمة: في مثل هذا اليوم من العام الماضي كتبنا عن(البنك الحاوي) الذي دفع لزبونه بشير محمد زين مقابل «1000» جنيه جنيهاً واحداً لطول المدة.