الاثنين، 21 مايو 2012

أسامة أمسك ايدك

إذا ما قلت أسامة هكذا بلا زيادة تعريف هل ينصرف ذهن لغير أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود؟ نعم أعني أسامة عبد الله الوزير المشهور جداً.. أسامة لا يكتفي بتوثيق إنجازاته على الورق ولا على الوسائط الحديثة ولا ينام له جفن حتى يرى أكبر قدر من الناس إنجازاته رأي العين.. وسد مروي هذا الصرح الكبير رافقته حملة إعلامية أكثر من ضخمة، في كل مراحله كانت الطائرات والبصات في رحلة ماكوكية من الخرطوم إلى مروي إلى أن تكاد تقسم أن كل سوداني رأي بعينه سد مروي، ناهيك عن يوم الافتتاح الذي غادرت فيه مطار الخرطوم عشرات الطائرات لتشارك في الافتتاح والبصات المشاركة لا يعلم عددها إلا الله.
قبلنا ذلك على مضض وقلنا فليكن الإنجاز ضخمًا ويستحق.
الآن بدأت وزارة الكهرباء ممثلة في شركاتها والتي على رأسها الوزير أسامة عبد الله في تحسين المحطات القديمة بأخرى حديثة وذات طاقات أكبر تكفي الناس شر الانقطاع وتوسعة في السعات حتى يكون للكهرباء فائدة في كل المجالات والقطاعات السكنية والزراعية والصناعية ولعمري هذا شيء رائع وموفق وذقنا طعمه استقرارًا في الكهرباء.. «نترك حكاية التعريفة الآن».
في الأسبوع الماضي وتحديدًا يوم الثلاثاء 15/3/2012م كان افتتاح محطتي كاب الجداد وألْتي «وهذه التي تخصنا مباشرة وتتغذى منها قريتنا» بولاية الجزيرة.. وُجهت لنا دعوة حضور الافتتاح وهنا تسقط القناعات الخاصة إذ الأمر لا يؤخذ بالمنطق ولا بالعقل ولكن حسابات أخرى تتدخل لتجبرك لتحضر مثل الاحتفالات.
انتظرت «الهيلمانة» في ألتي مقر الاحتفال كان كبيراً جدًا وصُرفت عليه ملايين مملينة حتى الصيوان المكيف والكراسي الفاخرة جاءت من الخرطوم وصرف سمعنا أنه تجاوز المائة مليون ليوم الافتتاح فقط.. بالإضافة إلى المغنيين وأجهزتهم.. صراحة لم أذهب لمكان الضيافة ولم أرَ الصرف على البطون كيف كان.
لن أقف طويلاً عند الوقت المهدر للسياسيين من والٍ ووزراء ومعتمد وموظفين فهؤلاء يصعب أن يكفوا عن هذه العادة فقد أدمنوها، ولكن كم جلس الفراجة من ساعات في انتظار «الهيلمانة» وماذا كانت النتيجة؟ يوم مهدر والمحطة كانت تعمل قبل الافتتاح وما الافتتاح إلا «تمومة جرتق».. صراحة أرى أن الاحتفال شوّه الإنجاز وكان خصمًا عليه وليس إضافة.. كم محطة ستدخل الشبكة وكم محطة ستزاد سعتها أفي كل محطة يقام مثل هذا الاحتفال؟ ووزارة المالية تطالب بالتقشف؟
نعم بين يدي وزارة الكهرباء مال مهول جراء هذه التعرفة الغالية والمحصلة مقدماً وبأحدث طريقة «أثنينا على طريقة التحصيل مرات عديدة، الطريقة وليس السعر» هل يعني أن مليارات الكهرباء بيد أسامة يفعل فيها ما يشاء؟؟
أتمنى أن يقف هذا النهج وكلنا يعرف أن هذه الأبراج القادمة من خزان سنار أُنشئت أيام حكومة عبود والقادمة من الروصيرص أُنشئت أيام حكومة نميري.
أسامة لن نقبل منك بعد اليوم إلا افتتاح محطة بالطاقة النووية فأنت أكبر من هذه المحطات الصغيرة.

تعويم الجنيه

 
على ضفة النهر الجنيه يخلع العراقي والسروال ويضع عليهما حجراً استعداداً للعوم.. ويضع أصبعيه في منخريه ويقفز في النهر.. يفعل كل ذلك ولا يدري ولم يسأله أحد هل تجيد العوم «السباحة»؟ يرد الجنيه: سأتعلم العوم.
يا جنيه يا مطرطش الحكاية ما فيها «هظار» ربما تغطس غطسة لا يراك بعدها أحد وتصير طعماً «للتماسيح» بتعرف تعوم وللا لا؟ صراحة يبدو أن الراجل دا زهج مني ويريد أن يتخلص مني بأي طريقة.. وأنا والله راجل ود رجال ما ممكن أقول لييهو ما بعرف أعوم واليحصل يحصل.
وبعد
لا تُعوّم العملة إلا في حالتين اثنتين لا ثالث لهما عندما يكون اقتصاد الدولة «المعوِمة» قوي جداً قادراً على تدارك أي مطبات اقتصادية دون أن يشعر به أحد والحالة الثانية عندما يكون الاقتصاد ضعيفاً جداً وعجز عن مجاراة السوق الأسود ولم يقنع السعر الرسمي أحداً كما أسلفنا يومًا وقلنا أسعار العملات التي على الشاشة لمن؟. يا ترى أيهما اقتصاد علي محمود؟؟
الخطوة التي اتخذها البنك المركزي بتعويم الجنيه ابتداءً من اليوم الأحد خطوة مغامرة عديييل وعلم الاقتصاد ليس من العلوم التي تمارس فيها طريقة المحاولة والخطأ وإذا ما كان البنك المركزي قادراً على الصمود لأطول فترة على طريقة عنترة عندما سأله أحد: لماذا أنت أشجع الناس؟ ردّ عليه عنترة ردًا عملياً.. عض أصبعي وأعض أصبعك لتعرف الإجابة.. وبدأ كل منهما العض وبعد قليل صرخ الآخر من حرقة العض العنتري وأطلقه عنترة قائلاً: لو صبرت قليلاً لصرخت أنا.
ترى من سيصرخ السوق أم البنك المركزي؟
هل يملك البنك المركزي توفير الدولار بهذه الطريقة وعلى مدى طويل حتى يخرج كل تجار العملات والمواطنين «حتى قادة الحزب الحاكم منهم من خزّن العملات في بيته حتى سطا عليها سائقه وأصحابه» المواطنون الذين فقدوا الثقة في العملة الوطنية وحولوها إلى عملات أخرى دولار ويورو وريال؟ ولا نريد أن نسأل وزير المالية عن مصدر وحجم الدولارات التي بشر بها في الأسبوع الماضي ربما تكون أموالاً سودانية «مجنبة» وإذا ما كان ذلك يكون هؤلاء السياسيون بلا ضمير إذاً المنكوي بهذه الفعلة المواطن فقط وليس السياسيين والحكام الذين لا يعرفون السوق ولا يشترون شيئًا بل تأتيهم حاجاتهم وكأنهم في الجنة متى ما اشتهوا استجابت الخزينة العامة.
الجنيه الآن أمام مباراة خطرة ويجب أن تحكمها أسرار السياسة وإذا ما تسربت أي أسرار لصالح السوق سيقع الجنيه وقعة لن يرفعه منها إلا الجليل الرحيم.. والسؤال الآخر من يغامر ويشتري الدولار لزوم الاستيراد بهذا السعر غير المستقر؟ وما هي الوتيرة التي يتوقع بنك السودان المركزي أن ينخفض بها سعر الدولار؟ ومتى ينعكس ذلك على الأسعار؟ وهل السلع التي بالسوق الآن ستنافس إذا ما استمرت لعبة توم آند جيري بين السوق والبنك المركزي.
كان الله في عون وطن لم يكتب الله له الاستقرار بعد.

العقد الملياري خبايا جديدة

لخميس, 17 أيار/مايو 2012  
 
تنص المادة 21 ــ 1 من قانون سوق الخرطوم للأوراق المالية على الآتي: يكون للسوق مدير عام من ذوي المؤهلات المناسبة والخبرة ويتم تعيينه لمدة ثلاث سنوات بقرار من المجلس وموافقة الوزير على أن يحدد ذلك القرار شروط خدمته.
هذه الفقرة تطرح عدة تساؤلات:
- تاريخ العقد الضجة والمنشور فى الصحف  كان بتاريخ 12/4/2009 وموقع من وزير المالية علي محمود في حين أن إقالة مدير عام السوق السابق الدكتور عصام الزين الماحي تمت بنفس التاريخ وهو 12/4/2009 من قبل السيد عوض الجاز وزير المالية والاقتصاد الوطني حينها وتم تكليف عثمان حمد كمدير مكلف «وبدون عقد» إلى حين تعيين مدير عام كما جاء في خطاب التكليف الذي وقعه السيد عوض الجاز. فكيف يحرر العقد في نفس يوم إعفاء المدير العام السابق.
ونتساءل أيضاً هل تم عرض هذا العقد على مجلس إدارة السوق للموافقة عليه وتحديد شروط خدمة المدير العام؟
وهنا يبرز سؤال مهم كيف يوقع السيد وزير المالية الأستاذ علي محمود على عقد بتاريخ غير صحيح وتم تحريره قبل أن يتولى مقاليد الوزارة وفى نفس يوم إقالة المدير السابق؟
ونتساءل أيضاً هل صرف مدير عام السوق مخصصاته وفقاً لهذا العقد اعتبارًا من 12/4/2009 مع العلم أن هذا المدير ظل يجأر بالشكوى لطوب الأرض من تأخير توقيع العقد لأكثر من عام ونصف العام وأن العقد الحقيقي تم توقيعه بعد حوالى عام ونصف من هذا التاريخ.
وماهو رأي المراجع الداخلي والخارجي في هذا التناقض؟
  عقد مدير سوق الأوراق المالية مثار الجدل والذى ينص على أن يتولى مدير عام السوق عضوية مجلس إدارة شركة السودان للخدمات المالية إضافة للجان الصكوك فقط ولكننا نجده عضوًا فاعلاً فى مجلس إدارة البنك الفرنسي «الذي هو شركة مساهمة مدرجة في السوق ــ كما أن للبنك أيضًا شركة وساطة مالية منافسة لعدد يربو عن الخمسين شركة وساطة» ويقوم بالتوقيع فى ميزانياته ــ ونجد أن قانون السوق نفسه ينص فى المادة 73 /2 على الآتي «مع عدم الإخلال بأي عقوبة أشد في القانون الجنائي يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن شهر أو بغرامة لا تزيد عن «1500» دينار أو بالعقوبتين معاً كل شخص يثبت تعامله في السوق بناءً على معلومات غير معلنة أو مفصح عنها وكان قد علم بها بحكم منصبه أو قيامه بنشر الشائعات حول وضع أي شركة والتأثير على أسعار أسهمها ويشمل ذلك رئيس وأعضاء مجلس إدارة أي شركة أو مديرها العام»
وهل يجد المدير العام الوقت الكافي للجمع بين مهامه كمدير للسوق وفي نفس الوقت عضو فعال جدًا في مجلس إدارة البنك الفرنسي مع حسب علمنا فإن اجتماعات مجالس إدارات البنوك تكون بصورة دورية ومكثفة ولا تترك فرصة أو وقتًا لأي نشاط آخر، أم يقوم مدير السوق بإدارة السوق بالريموت كنترول مثلاً؟
ونتساءل هل استفادت شركة الوساطة المالية للبنك الفرنسي من عضوية مدير عام السوق في مجلس إدارة البنك من أي معلومات غير معلنة أو مفصح عنها وعلم بها بحكم منصبه كمدير عام للسوق.
  طبعاً أي غرامة مالية ليست عقوبة لمثل هؤلاء لأنه سيدفعها في غمضة عين يجب البحث عن عقوبات غير الغرامة يكون لها أثر تصحيحي.

هنا حاجة حلوة!!

كم مرة سمعتم أن ابراج الاتصالات مضرة؟ هل سنظل في جدل حول أن هناك مضرة أو غير مضرة بلا سند علمي؟ هل توجد أجهزة قياس لما ينبعث منها؟ وهل هناك معايير محددة إذا زادت عنها صنفت مضرة وإذا لم تتجاوزها لا ضرر منها؟
كم مرة تحدث الناس عن المياه؟ وكم مرة اتهمت هذه المياه بأنها ملوثة؟ هل يكفي أن تراها بعينك لتحكم على تلوثها من عدمه؟ كم مرة قرأت على مياه الصحة المعبأة في البلاستيك «معقمة بالأوزون»؟ وهل تكفي هذه العبارة ولو حمل الماء على ظهر شاحنة في نهار صيفنا هذا وقطعت المسافات والشمس ترصعها بأشعتها؟
هل سمعتم بمخلفات المصانع ونفاياتها وكيف يمكن التخلص منها؟ ومتى وأين يصدق للمصنع؟ وبماذا يُلزم ليكون صديقاً للبيئة وليس ضاراً لها؟ ومن يحدد ذلك؟
هذه الورش وهذه السيارات هل تنفث عطراً؟ وما مقداره؟ وكيف نحدده؟
وعشرات الاستفهامات لن تجدوا لها إجابة إلا بعد أن تقرأوا الأسطر أدناه.. بدينا هلا هلا على الجد.
وحتى نكون منصفين وحتى لا تكون المقالات المنشورة كلها مما يحبط، حقكم علينا أن نريكم الوجه الآخر للصورة. ورغم أن النقد الذي هدفه الإصلاح من أساسيات مهنة الصحافة حتى نقول هنا خطأ ليصلح وحتى لا يتكرر الخطأ ولا يتفشى بسبب التساهل، كما يجب ألا نقول عن هذا «ماشي صاح» حيث أن هذا هو الأصل الذي يجب ألا يلفت نظراً إذا كان المجتمع معافى. رغم ذلك عندما نرى تفوقاً أو فكرة أو عبقرية أو تجديداً هنا، لا بد من الإشادة ونقول لمن أحسن أحسنت وندعو له بالتوفيق، ليس له فحسب، بل حتى يقلده آخرون.
والمقدمة دي كلها لييه؟ وماذا عندك مما يريح البال ويبشر بخير؟
أجيبكم.. مبنى ليس بالصغير مكتوب عليه «المجلس الأعلى للبيئة» والمجالس العليا من زمن هي للرياضة ولا توقفني كثيراً، بل كنت أشعر أحياناً بأنها ترضيات لمن يقومون بها. وما أن دخلت المجلس الاعلى للبيئة بولاية الخرطوم حتى انشرحت نفسي.. فبيئة العمل قبل كل شيء تنبي بأن هنا رجال «طبعاً ونساء» يقومون بعمل جديد.
كلما سمعنا كلمة بيئة لا نقف عندها كثيراً لكثرة ما لاقت من الإهمال على مرِّ العصور، وهي ثقافة حديثة يصعب الإلمام بها بين يوم وليلة، وتحتاج إلى تضامن وشراكة وثقافة مجتمعية.
وشرح لنا الأخ مدير المجلس الأعلى للبيئة جديدهم، وأرانا أجهزة بلغت قيمتها 3200000 جنيه «ثلاثة ملايين ومئتا ألف جنيه». وهي في غاية التطور والحداثة، ومعظمها ياباني الصنع أو ألماني الصنع، وجاءت بعد استشارة العارفين. ويقف خلفها شباب سلاحهم العلم، ويفحصون الهواء والماء والأبراج وكل عوادم المصانع، ويحكمون بضررها من عدمه.
هذا من جانب الأجهزة والمعدات، ولم يبخلوا عليها بحمايتها بالقانون لتكون فاعلة ومرتكزة على قاعدة صحيحة.
شكرا أخي د. عمر مصطفى عبد القادر على هذه القفزة الرائعة، وعلى هذه السياحة العلمية.
نسأل الله لنا ولك التوفيق.. ولا تنس جيرانك من الولايات التي لم تصل إلى هذه المراحل.

فضيحة أخرى لصاحب العقد الملياري!!

مدير سوق الأوراق المالية عثمان حمد محمد خير الذي كتبت عشرات الأقلام عن عقده الملياري وبدلاته الخرافية مثل اللبس 4 شهور إجمالي بمعنى 4 * 18 = 72 مليون جنيه، وبدل العيدين مرتب 5 شهور، ومصاريف إجازة مرتب 5 شهور، بخلاف العلاج والتذاكر وحاجات أخرى. وهذا العقد الذي شغل الناس كثيراً لم يشغل بعض المسؤولين إلا «من الذي سرب هذا العقد؟» وأصبح همهم ليس العقد ومبالغته، ولكن المشكلة صارت من سربه؟ ولم يرنا أحد ماذا صار فيه وكيف تم ومن وقعه ولماذا وقعه ومن المنافسون وما هي المؤهلات العالية التي تتطلب كل هذا المبلغ الغريب؟
ودهشتنا قائمة وحاجبنا مرفوع من هذا العقد، ويأتي من يلفتنا إلى أن الرجل فوق هذا عضو مجلس إدارة في البنك السوداني الفرنسي «لؤلؤة المصارف». والبنك السوداني الفرنسي شركة مساهمة عامة، ولا يستقيم عقلاً ولا شرعاً ولا أخلاقاً ولا مهنية أن يكون مدير سوق الأوراق المالية عضواً في مجلس إدارته. لشبهة المحاباة أو تسريب معلومات السوق. وسوق الأوراق المالية يجب أن يكون رقيباً على البنك السوداني الفرنسي.
عزيزي القارئ انزل يديك من رأسك وخذ هذه.. كما أن البنك السوداني الفرنسي يملك شركة وساطة مالية معتمدة بالسوق تقوم بعمليات البيع والشراء، وتنافس حوالى اثنتين وخمسين شركة وساطة مالية أخرى، فلا يستقيم عقلاً ولا باعتباره نوعاً من الأمانة أن يكون مدير الجهة الرقابية على مؤسسة ما عضو مجلس إدارة فيها، بل وإدارة خاصة بمراجعة حسابات، ولا يخجل هذا المدير من أن نطالع توقيعه على الحسابات الختامية وميزانيات البنك التي يتم نشرها في كل الفعاليات الإعلامية وعلى موقع البنك بالإنترنت.
هذا رابط مجلس الادارة http://www.sfbank.net/arbic/about_arb_002.html
وهذا رابط آخر فيه توقيع عثمان حمد محمد خير ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام http://www.sfbank.net/pdfiles/Balance%202011%20ar.pdf
هل لسوق الأوراق المالية مجلس إدارة؟
هل راقب مجلس إدارة السوق عمل هذا الرجل؟
 وهل جاء بإبداع خارق في هذه السوق يستحق عليه هذه الأموال المهولة؟
 أم أن السوق هي هي كما وجدها إن لم تكن أقل؟
هل وضع مجلس الإدارة مؤشرات ورؤية واستراتيجية وهدفاً وطلب من المدير تنفيذها؟
 هل التقصير من المدير أم من مجلس الإدارة؟
وعند تسريب العقد قالوا إن العقد وقعه وزير المالية، وما هي وظيفة مجلس إدارة السوق إذن؟
يا سادتي يا قراءنا الكرام ليس الفساد اختلاس المال العام فقط، فأوجه الفساد كثيرة وتحتاج لحزمة من القنا وليس أبو قناية واحدة.
الذي يُكتب في هذه الصحف ألا يحتاج إلى من يقول للمواطنين فيه كلمة، على الأقل سوف ننظر في الأمر ونطالعكم بالنتائج. أما أن تتعامل السلطات بعقلية «يلا أيام وينسوا» فهذه سياسة غير موفقة.
الشعب يريد كل العقودات التي تصرف من خزينة الدولة منشورة على الانترنت بلا تستر. وكثيراً ما كررنا قوله صلى الله عليه وسلم: الإثم ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الناس.
ونريد قوائم بأسماء كل مجالس الإدارات لنرى تعارض المصالح وتوافق المصالح والمحاباة.. الشفافية.. الشفافية يا حكام هذا الشعب.

الدواجن طعام الفقراء!!

الندرة والوفرة هما كلمتان مفتاحيتان في كل الاسواق، وبعبارة أخرى العرض والطلب. وأريد أن أقول إنهما تحكمان السوق إلا في السودان هذا. ويشهد السوق غلاءً جعل الشعب متفرجاً على كثير من السلع، ولسان حال الكثيرين يقول: نأكلها في الجنة.
واتصل بي قبل أيام أخونا صلاح المنا، وهو من رجال الأعمال وأشهرها مطعم «أمواج» والذي يهمه جداً سوق الدواجن، والغريب أنه رغم فائدته المباشرة من الدواجن وأسعارها انخفاضاً وارتفاعاً، إلا أن منظوره كان شيئاً آخر، إذ يقول إن الدواجن تستهلك كميات مهولة من الذرة علفاً، والذرة أكل معظم الفقراء، والذين يأكلون الدواجن لا تتعدى نسبتهم 20% من الشعب، والبقية لا تراه إلا في الشاشات. ويرى صلاح أن يُحافظ على غذاء الفقراء ويؤمن للفقراء غذاؤهم وتعلف الدواجن بالذرة الشامية المستوردة.
  الغريب أن هذه الدواجن في كل الدنيا هي أكل الفقراء اللهم إلا في هذه البلد العجيب. وكيلو الفراخ يباع في السعودية بسبعة ريالات ريال على مدى السنين الثلاثين الماضية.
وخزَّنت حديث صلاح في الذاكرة وانتظرت الوقت المناسب.. فإذا بصديقي الدكتور حسن السيد صاحب مزارع دواجن يتصل: ألحقنا. قلت: خير ما الخبر؟ قال: المخزون الاستراتيجي الذي كان يمدنا بالعلف رفع سعر جوال الفتريتة «وهي نوع من انواع الذرة.. وهذا الشرح للحناكيش»، رفعه من «110» جنيهات الى «155» جنيهاً. وهذا تسبب في ارتفاع التكلفة التي أوصلت الكيلوجرام من الفراخ إلى «21» جنيهاً قابلة للزيادة، ولا بديل لنا ــ يقول د. حسن ــ إلا أن نرفع كما رفع المخزون الاستراتيجي سعره. وقلت حسناً نتصل بالمخزون الاستراتيجي، واتصلت فقالوا إن الطلب كان كبيراً على الذرة في الأسابيع الماضية بسبب الحرب، وأنهم أوقفوا «كوتات» الدواجن وطلبوا منهم الشراء من السوق مباشرة، وهم ملتزمون بمنهجهم الذي هو البيع بناقص «10» جنيهات من سعر السوق عند الحاجة.
قلت في نفسي أين «ميكو»؟
ولمن لا يعرف ميكو فهي أكبر شركة دواجن تمد العاصمة بإنتاجها، وهي من الشركات التي ساهم والي الخرطوم السابق د. المتعافي في إنشائها بهدف قاله على الملأ «حتى تصبح الدواجن طعام الفقراء». فهل حققت ميكو الهدف الذي من أجله أنشئت؟ أم أصبحت شركة همها الأول الربح ومجاراة السوق، رغم أن كل شرايينها من المال العام، ولا أعني نسبة 19% نصيب ولاية الخرطوم، ولكن هناك تسهيلات كثيرة ما توفرت لغيرها، وعليها أن تعود لدورها فوراً وإلا.....
قلت نتصل بالسيد وزير الزراعة الأخ أزهري خلف الله، وبعد السلام والذي منه، سألته عن الدواجن والفراخ والمخزون الاستراتيجي و «ميكو». ووعد بأن يرد بعد أن يجتمع معهم، وقد كان، فبعد يومين اثنين أفادنا بالآتي:
في اجتماعهم بغرفة الدواجن وشركة «ميكو» وبعد أن وقفوا على ارتفاع أسعار اللحوم والبيض ودراسة الموقف، توصلوا إلى الآتي: التكلفة الحقيقية لسعر كيلو الفراخ «13.5» جنيه، وألزموا الغرفة بأن يباع 15% من الانتاج عبر نوافذ البيع المخفض للجمهور «وحاتك يا أزهري الجمهور لن يراها وستجد طريقها إلى أماكن أخرى بأن يشتريها بعضهم بالصفوف، هذا إن وصلت تلك الأماكن، ويبيعونها لغيرهم بالسعر السائد كما الدولار في الصرافات». وذكر الأخ وزير الزراعة أنهم بصدد استيراد ذرة شامية وفول صويا لتستخدم أعلافاً للدواجن لتساهم في انخفاض الذرة المحلي، ولهم حديث مع المخزون الاستراتيجي قبل وصول المستورد. يا أزهري.. أنا سمعت تحت تحت أن هذا السعر الجديد حدده وزير المالية ويرفض التنازل عنه. «يا أخوانا إنتو الوزير ده ثورة مضادة كما كان يُقال في أيام حكم جعفر نميري.. وللا شنو؟».
لن يأكل الفقراء لحماً إلا لحوم بعضهم.

منهج وضع المنهج

إعلان طويل عريض بالصحف فيه قائمة طويلة من الأسماء والشخصيات الاعتبارية تدعوهم وزيرة التربية والتعليم ليجتمعوا في قاعة الأستاذ سر الختم الخليفة ليضعوا المنهج الجديد للغة الإنجليزية لمرحلتي الأساس والثانوي في ثلاث ساعات ونصف يوم الخميس الماضي!!!! منهج مرحلتين مرة واحدة في ثلاث ساعات!!!!
هذه ليست أول مرة يوضع فيها منهج للغة الإنجليزية ولا لأي مادة أخرى، فمنذ ثلاثينيات القرن الماضي والمناهج توضع على أسس علمية ويقوم عليها متخصصون يعرفون كل تفاصيل وخطوات وضع المنهج وتجريبه وتقويمه. ولا يتم ذلك في قاعات ولا في ثلاث ساعات، فوضع المنهج هو تخصص له رجاله.
ولكن يبدو أن لوثة أو وباء اسمه الاجتماعات والمؤتمرات والقاعات، دبّ في هذه الدولة ــ نسأل الله أن يشفي منه حكامنا ــ ويبدو ــ والله أعلم ــ الإعلام مقصود أكثر من الجوهر. ويبدو والله أعلم، أن القرارات تصدر بلا دراسة ولا خطوات، كل مسؤول خطرت له فكرة يشرع فوراً في تنفيذها لا سيما لو كان في الأمر كاميرات وإعلام ولسان حاله يقول: أنا هو أنا هو «تقرأ بصوت سعاد حسني».
بالله على كم من متخذي القرار في وزارة التربية والتعليم مرت قائمة الأسماء هذه، بل من وضعها أولاً؟ وما منهجه في ذلك؟ وماذا يريد من المدعوين؟ ماذا يريد من أسامة داود مثلاً ؟ هل يريد أن يسأله عن مستوى اللغة  الإنجليزية المطلوب لعماله في شركاته المتعددة؟ وإن كان ذلك ألا يمكن أن تُسأل إدارة مجموعة «دال» هذا السؤال وبكل علمية دون أن يُدعى أسامة داود «الفائق وما عنده شغلة» غير تلبية مثل هذه الدعوات غير الممنهجة ولمدة ثلاث ساعات ونصف فقط يجلسها أسامة داود في قاعة سر الختم الخليفة!!!
أعاقل مقدم الدعوة هذه وكيف يزن الأمور؟؟
أتمنى أن أرى تقرير هذا الاجتماع لأرى من حضر ومن لم يحضر وماذا قال الذين حضروا وهل سيكون هذا درساً يجب الاستفادة منه في وضع القرار وخطوات وضع القرار وماذا نريد من القرار؟.
ثم متى سيضع هذا المنهج؟ وهل سيطبق في بداية السنة الدراسية القادمة أي بعد شهرين؟هل يمكن أن يوضع منهج في شهرين حتى لو ظلت قاعة سر الختم الخليفة مفتوحة من الآن حتى يوليو؟ يا عالم يا حكامنا الأماجد، هل هذه الوزارة كان وزيرها في يوم من الأيام الأستاذ بدوي مصطفى؟؟؟
وبمناسبة بدوي مصطفى سمعت من عالمنا جعفر ميرغني يوماً: أفضل وزيرين مرّا على السودان هما الأستاذ بدوي مصطفى والأمين محمد الأمين. صراحة لم أكن سعيداً بمدحه لوزارة الأمين محمد الأمين حيث قفز لوزير صحة من حواشته مؤهله أنه شيوعي. أما الراحل بدوي مصطفى الذي خلد اسمه وفعله فعلاً تشكره عليه الأجيال وفي ميزان حسناته بإذن الله هو تعريب مناهج المرحلة الثانوية وجعل مادة التربية الإسلامية مادة إلزامية يكفيه هذان القراران.
عفوًا أسهبنا ولكن الشيء بالشيء يذكر.
يا وزارة التربية والتعليم التي صارت وزارة الترضيات والموازنات كل خطأ هو ضياع جيل كامل. 

الخميس، 10 مايو 2012

السكر ببطاقة التموين!!!

وزير المالية يُفكِّر في توزيع السكر ببطاقة التموين، كحل لضبط سعر السكر الذي «غلب المداوي» إذا ما فعل هذا يكون أكتمل شكل منحنى الجيب، ومنحنى الجيب في الرسم البياني يبدأ من الصفر ويرتفع ويرتفع إلى أن يصل الواحد ثم يعود منخفضاً إلى أن يصل الصفر مرة أخرى، وإذا ما استمر في النزول فإنه ينحدر إلى ما دون الصفر وكي لا يحدث هذا يجب أن تمسك الحكومة يد وزير المالية.
 وإذا ما عاد توزيع السكر ببطاقة التموين من يضمن أن لا يدخل في البطاقة الخبز والكبريت والصابون والبنزين. وإذا ما قرأت هذا مع الحرب الدائرة وغياب المشروع الحضاري يبقى السؤال: مِن ماذا أنقذت الإنقاذ هذا الشعب؟.
بالله، هل مشكلة توزيع السكر التي صمدت عشرات السنين حتى نسي الناس البطاقة واسمها وشكلها، هل يصعب معرفة الفاعل الذي أدخل السكر السوق الأسود ليستفيد هو لا غيره سنة أو سنتين ثم تدخلت جهات أخرى كثيرة مطالبة بالاستفادة من أزمة السكر وما فيش حد أحسن من حد. إذا كان الجميع يعرف من فعل هذا بالسكر؟ هل عجز وزير المالية أن يعرف مافيا السكر التي جعلت الوزير يحتج بالأزمة الاقتصادية ليرجع السكر لبطاقة التموين؟؟
زيادة في الاستهلاك، نعم؟ انخفاض في الإنتاج؟ ربما، سكر النيل الأبيض لم يدخل دائرة الإنتاج، نعم؟ ولكن ليييه؟ لابد  من إجابة. ولكن من المتسبب في أزمة ما بين أيدينا من سكر؟ الكل يعرفه معرفة جوع بطنه والراجل اليقول البغلة في الإبريق.
كي لا تحرج الحكومة الجهة المتسببة في ندرة السكر وتخزينه ورفع سعره لجأت إلى شركات سمتها شركات التعبئة لأوزان أصغر وحتى هذه دخل من بابها التهريب والغش وحاجات تانية واستفادت من السكر بأكثر من أسلوب.
يا وزير المالية، لا، لبطاقة التموين ألف مرة، وعلى الدولة حل المشكلات السكرية التي يتحدث عنها الشارع وهي أوضح من شمس أبريل. والجهات المستفيدة من الأزمة معروفة معروفة معروفة وعندما كثرت دغمسة السكر صار حاميها........!!
السيد وزير المالية لا حل إلا الوفرة بالإنتاج المحلي أو بالاستيراد. وأما الحديث عن التهريب فلا أحسب أن سكراً بهذا السعر يمكن أن يهرَّب، اللهم إلا لدولة جنوب السودان التي خرجت من الفرن السوداني ولكن كل دول الجوار ما عداها سكرهم أرخص من سكرنا.
تقول العرب ليس هكذا تورد الأبل يا سعد.
ليس هكذا تحل المشكلات يا وزير المالية، وخصوصاً في هذا الزمن المحبط ولا تشمت في الإنقاذ العدو والصليح وحتى لا يقول: قول الحلفاوي رجعونا محل أنقذتونا. ها أنت تجيب له طلباً إذا ما قرنته بالحرب والتدهور السياسي وجيش الدستوريين عديمي الشغلة.
الله يهدينا ويهديك.

الكابلي .... الكابلي... وختم شندي.

إذا قرأت إعلاناً يقول «ليلة الأغنية الحماسية والتراث يقدمها الدكتور عبد الكريم الكابلي بالنادي العائلي برعاية «زين» مساء الاثنين 7/5/2012» ماذا أنت فاعل؟ أول خاطر يخطر على بالك ان «زين» ترعى الابداع. ألم ترع جائزة الطيب صالح؟ إذاً «زين»  لها محمدتان قوة الشبكة ورعاية الإبداع.
أما انا فانتظرت تلك الليلة بشوق ولهفة احسب الساعات والدقائق كشاب ينتظر محبوبته. اسرجت مهري ويممت شطر الخرطوم على طريق الخرطوم مدني قاطعًا مسافة تزيد على الستين كيلومترًا وفي النفس شوق لسماع الاستاذ عبد الكريم الكابلي إن غناءً او حديثًا بذاك الصوت الحبيب الى النفس مع ما ينشره من علم وعاؤه سلامة اللغة. لا أكتمك سراً كنت اقول في نفسي أنت ذاهب لتسمع الغناء بعد هذا العمر قلت لها ولكنه الكابلي. أما هذه فالحمد لله فقد زالت بعد ان امتلأت القاعة بعشرات بل مئات من كبار السن حتى صرت بينهم رغم بياض شعر رأسي كصبي، نترك قائمة اسماء الحضور قليلاً.
تقدم العزيز الكابلي لموقعه أمام الجمهور بخطى بطيئة وتعاونه على المشي عصا يتوكأ عليها ولا يهش بها على غنم، وما ان تبسم وحيّا الحضور وسلم بصوته الجميل انشرحت الصدور ان الرجل بخير والحمد لله عدة الشغل سليمة مئة بالمئة والعقل يزيده الزمان رجاحة وألقاً أمد الله في أيامه. تحدث كعادته عن البحر الذي نفى انه قد وصل لساحله بل أقر بأنه ضرب من المستحيل الإلمام بكل التراث. وغنى وغنى وأطرب وطربنا معه وبدأنا بـ «آسيا وافريقيا» وقدم لها مقدمة جميلة غير أن شاعرها قلل منها مرة وقال ذاك من شعر الشباب وفيه من قلة التجربة الكثير او قال حديثاً معناه انه ليس فخورًا بها ولكن نقول له أي من شعرك الذي تعتز به خلد مثل خلودها وذاك بفضل ابداع الكابلي وتغنيه بها وإلا لكانت صفحة في كراسة منسية. ومثل هذا القول قال به المرحوم الهادي آدم ان له شعرًا كثيرًا أجمل من «أغداً ألقاك» وكان الرد أن غناء أم كلثوم لها جعلها شيئاً آخر.
نعود لبهجة تلك الليلة طرب كثيرون طربًا ظاهرًا عبّروا عنه، بعضهم عبّروا بكل أجسادهم وبعضهم ببعضها ولكن حضور الإمام الصادق المهدي لتلك الليلة اضفى عليها طعماً خاصاً وحضرت شخصيات من «كبار» المدينة وصار عمرنا مقبولاً جداً غير أني افتقدت الشباب ولا أذيع سراً إن قلت دعوت ابني ليحضرها ولم يفعل يبدو ان الكابلي خُلق لجيلنا ومن هم أكبر منا ولنجباء وذواقة الشباب وما أقلهم في هذا الزمان طبعًا بمقاييسنا وليس بمقاييسهم. استمتعت بمجاورة مولانا محمد احمد سالم وقفشاته وأخ آخر من شرقنا الحبيب اسمه همد غير أن فكرة أن يعطى المايكرفون لمتحدثين في حضرة الكابلي لم تكن موفقة.
ختم شندي:
كتبنا في الأسبوع الماضي رسالة طالب كلية العلوم بجامعة شندي وأن استخراج شهادته تأخر بسبب عدم الختم. اتصل علينا عميد الكلية مشكوراً مفنداً كلام الطالب الخريج واقسم ان عندهم ستة أختام وليس واحدًا وان شهادة الطالب كانت جاهزة ولم يحضر لاستلامها.. وقال ان سمعة الكلية تضررت كثيرًا من هذا الحديث ناقص الأدلة. وها نحن نعتذر لما أصاب المرفق التعليمي من جراح ولكننا أيضًا نقسم بأن القضاء من أصعب المهن.

التعامل مع مجلس الأمن كيف؟؟

ما يصدر عن مجلس الأمن من قرارات يحيِّر كل لبيب.
نحن في عالم بلا أخلاق أو يحكمه من هم بلا أخلاق.  إسرائيل تفعل ما تشاء ولا يسألها أحد. وعندما لا تجد ما تُظهر به قوتها تُظهر استخفافها بقرارات مجلس الأمن التي لم تنصع لأيٍّ منها في يوم من  الأيام. ولسان حالها يقول: الراجل اليقول إسرائيل غلطانة.
ما صدر عن مجلس الأمن بخصوص السودان ودولة جنوب السودان كأنما كتبته إسرائيل لأن حتى الجنوبيون لا يستطيعون أن يصلوا هذا الصلف والاستخفاف بالآخر ويطلبوا كل أمانيهم في قرار واحد ويهددون بالفصل السابع إن أخل السودان بأيٍّ من هذه الشروط. وإذا ما وافق السودان على هذه الشروط أو بعضها حكم على نفسه بالإعدام وإن هو لم يوافق حكم عليه مجلس الأمن بالحصار.. ما المخرج؟ هل ستنبطح الحكومة لطلبات مجلس الأمن؟؟
طيب ماذا ستفعل الدبلوماسية السودانية في جو كهذا؟؟
المتابع لعلاقة إيران بمجلس الأمن يرى فيها كثيرًا من الحيل وخصوصًا في أمر البرنامج النووي الإيراني فهي دائمًا تُسمع مجلس الأمن الكلام الطيب والتسويف وتمضي في برنامجها ولكن هل تفعل ذلك إيران بمفردها أم عندها ما تستقوي به لهذا الفعل؟ إيران دولة غنية جربت معها الولايات المتحدة المقاطعة وما زادتها المقاطعة إلا قوة، نحن هنا نتحدث عن ظاهر الأحداث ولكن المعروف أن السياسة ما يُعرف منها قليل جداً وكل الباقي تحت الطاولة وفي الجلسات السرية لذا دعونا نفضفض في المسموح به من معلومات.
حكومتنا ما خياراتها لتجاوز هذه المحنة؟ هل ستحرِّك حليفها الصين ليستخدم حق النقض وهل الصين بهذا الوضوح وهذه القوة بحيث لا تخاف على مصالحها مع أمريكا؟ وهل يمكن أن «تبيعنا» ولسان حالها: قدر ما رفعناكم عدتم للأرض وتعبنا منكم؟
أم أن الصين ذات إستراتيجية طويلة تدّخر لها علاقتها مع السودان وخيراته ومن خيراته غير المختلف عليها الظاهرة للعيان الماء والأرض. وما أشد حاجة الصين بل العالم كله بعد قليل إلى الغذاء!!.
صراحة أعيد وأكرر: هذا عالم يحكمه صعاليك لا يعرفون إلا القوة.. لذا يجب أن نبحث لنا عن قوة تخيف هذا العالم الجائر الذي لا يستطيع قول الحقيقة ولا يرد لأمريكا ومن قبلها ومن تحتها إسرائيل لا يرد لهما طلباً.
هل لنا قوة غير التوكل على الله حق توكله؟؟ ولكن قبل الحسابات السياسية هل نصرنا الله حتى ينصرنا؟ هل أقمنا العدل بيننا حتى يصرف عنا رب العزة ظلم هؤلاء؟
ما زلت أسأل: ماذا أعدت الدبلوماسية السودانية لهذه المحنة التي أمامنا من تكتيكات «وبلوتيكا» طبعًا لا نتوقع إجابة لكثرة المياه تحت الجسر ولكن بقليل من الإيمان بالله يمكن أن نعبر «إن تنصروا الله ينصركم»..

العنف في المساجد من المسؤول؟

نقلت أخبار الأسبوع الماضي من شمال كردفان هذا الخبر الحزين.. كشف الشيخ فتح الرحمن محمد القاسم أستاذ القرآن والعلوم الإسلامية بالمجمع تفاصيل ما حدث داخل وخارج المسجد، وقال للصحافة: «إن حوالى «60» شخصًا ملثمين هجموا على المجمع أثناء رفع أذان العشاء وقاموا بضرب «25» طالبًا ومصليًا بالمجمع مبيِّنًا أن العناية الإلهية أنقذتهم من قتل جماعي بعد هروبهم من باب النساء بعد أن قام الملثمون بسكب البنزين لحرق المسجد، موضحًا أنه أُصيب في الرأس والظهر والأرجل.. وقال مؤذن المسجد محمد الحسن إنه فوجئ أثناء الأذان بشباب يرتدون البناطلين والقمصان وملثمين ويضربون الجميع بقوة ويهربون بعد أن هبّ أهالي قرية أم عشوش نحوهم واشتبكوا معهم وألقوا القبض على عدد منهم وفر الباقون ناحية الزريبة».
خبر مؤسف كنا نسمع بمشاجرات السكارى في «الأنادي»  بعد أن يفقدوا الوعي جراء شرب الخمر وذهاب العقل لكن كيف يصل الأمر إلى العداء بين الطوائف إلى هذا الحد؟ هنا مربط الفرس! ثم من يحاسب على هذا العنف الفاعل أم المحرِّض؟ وما تعريف التحريض في آخر صوره وهل الشحن وغسيل المخ لهما مكان في القانون الجنائي؟ ها أنا استفهم ولا أنحاز لأي واحدة من الجهتين الصوفية ولا أنصار السنة ولكل منهما عيوب في خطابه هذا إن لم نقل أكثر من ذلك، من الذي يفتح علينا نيران غير صديقة.. وإذا ما أردت أن تحكم على مثل هذه الأحداث عليك أن تبحث في المستفيد من الجهل، فكل فكر يستفيد من جهل أتباعه فيه خلل ولن يصمد طويلاً.
وأحكي قصة سمعتها من زميل دراستنا الجامعية وكان دائماً يقص علينا كيف دخل المدرسة الثانوية كأول طالب من الجزيرة أبا يدخل الثانوية من غير أسرة المهدي.. يقول زكريا أن اسمه أُذيع من ضمن المقبولين في مدرسة الدويم الثانوية ولم يكن في الجزيرة أبا سنة 1967م، سنة دخولنا الثانوي ـ مدرسة ثانوية ـ فرحت أسرة زكريا بنجاحه وإذاعة اسمه ضمن المقبولين للدويم الثانوية.. «لحدي هنا كويسين» جاء في تلك الليلة من يقول لوالد زكريا سيدي يقولك الولد ما يمشي الدويم «وسيده هنا المرحوم الإمام الهادي» فما كان من والد زكريا إلا أن رد رداً قويًا قول لي سيدي والله يمشي يمشي إنتو بتودو عيالكم لبريطانيا نحن عيالنا ما يمشوا الدويم؟
وكان هذا التمرد على الإمام أن جعل زكريا أول طالب من أبناء عامة الجزيرة أبا يدرس الثانوي.. وزكريا حي يُرزق.
لأيما طائفة اتباع تستثمر في جهل القاعدة فهي في حاجة لمراجعة وتخشى من شيء ويجب أن يكون القانون شفافًا ليعرف من يعاقب المحرِّض تحريضاً صريحاً أو مستتراً ويوقع به عقوبة أكبر من عقوبة المُحرَّض ولا يعفى المحرض لخفة عقله ويجب أن يجد من العقوبة على قدر قلة عقله.
صراحة الخطاب الديني يحتاج عقلاء ومفكرين لينبت ثمرًا لا حشفاً.

غلطان المرحوم الى متى؟

جمعية حماية المستهلك في ملتقاها «88» كان موضوعها هذا العنوان «غلطان المرحوم.. إلى متى؟» وهو مواصلة للمنتدى السابق الذي كان عن السلامة المرورية. وقد شهد الملتقى جمع كبير وبمؤهلات عالية من مهندسين وأساتذة جامعات وشرطة مرور الخرطوم يمثلها اللواء د. الطيب عبد الجليل وبعض معاونيه. وحضر ممثلون لهيئات الطرق وبعض الشركات وجمع من المتخصصين. ومن أصحاب الوجعة جاء أهل الحلفاية يحملون صور طريقهم الذي أزهق أرواحاً عزيزة عليهم، وجاء الأستاذ ود الحاج ممثلاً للمسعودية ويحمل قائمة من قتلهم طريق الموت بالمسعودية في خلال ثلاث سنوات. ومن يصدق أنهم «65» نفساً «لا حول ولا قوة الا بالله». ومن المحير أن أحد المهندسين قال إن طريق الخرطوم ــ مدني حرام أن يسمى «طريق الموت» وهو من أحسن الطرق تصميماً، حسب قوله، إلى أن تصدى له احد المتخصصين وقال إن الطريق حين تم تصميمه لم يكن طريق موت، ولكن بعد أن تغير غرضه وزحفت عليه القرى صار طريق موت.
وكانت أكثر من ثلاث ساعات سمعنا فيها كثيراً من المصطلحات العلمية عن الطرق والسلامة والمرور. إلى أن جاء دور أصدقائنا شرطة المرور، وتحدثوا كالعادة وقالوا إن المواطن كله عيوب وغير مثقف مرورياً، وإن الغرامات المرورية ليست جباية ولكنها رسوم، وتكلفة إدارة التشغيل المروري غالية جداً، لذا لا بد من الغرامات المرورية لتسيير وتشغيل عملية المرور. وصراحة هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها مثل هذا التبرير، ومن يتدبره يشتم ضرورة تسيير المرور من الغرامات، مما يعني أن كل مستخدمي الطريق لو صاروا في دقة الملائكة وبلا أي أخطاء مرورية فإن هناك حاجة ماسة لجمع ميزانية التشغيل المروري منهم، وهذا عين ما كنا نقول له دائماً ولكن بلغة أخرى، حيث كنا نقول إن هذه الغرامات معظمها من المنتجين، هذا إن لم نقل كلهم، حيث تتصيد دوريات المرور اللواري والشاحنات والحافلات والدفارات لتجمع منهم أكبر قدر من المال.
وإليكم واحدة من المخالفات التي دفع بسببها أحد أقاربي غرامة مرورية، لأنه يحمل برميلين من الجازولين على بوكس لتشغيل الجرار الزراعي «عشان كده الزراعة أولوية من أولويات الدولة»، فطلب منه الشرطي كل المستندات وكانت كلها سليمة من ترخيص ورخصة وتأمين ومما جميعه، فما كان من الشرطي إلا أن حرر له إيصالاً، فقال له ما السبب؟ فقال له الشرطي: كيف تحمل برميلين على بوكس لوحاته ملاكي، هذان يجب أن يحملا على بوكس بلوحة تجارية.. «شفتوا المخالفة دي كيف». ومن مثل هؤلاء يمول تشغيل المرور. وروينا قبل ذلك مخالفات كثيرة لا يسميها مخالفة إلا قوة الشرطة وضعف المواطن.
وفي مداخلتي قلت إن العلة في قانون المرور، حيث يطبق على البعض ولا يطبق على الكثيرين، وهذا ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين كانوا من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».. يا حبيبي يا رسول الله هؤلاء زادوها حبة، وإذا لم يسرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد.
إن ما يتحصل من المواطن من تفتيش شهري وترخيص ودعم  شرطة وفحص آلي ولوحات، لو جمع هذا بدون التسويات المرورية لسير مرور إفريقيا كلها ناهيك عن السودان.
وفي الختام المطلوب أنفاق تحت الطريق عند المسعودية لعبور البشر لحفظ سلامتهم. والحق عزَّ وجلَّ يقول: مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» المائدة.
شكراً حماية المستهلك.. شكراً لكل الذين شاركوا.. مش أنا عضو في الجمعية ومن حقي أن أشكر؟!

استراحة السبت:الأسماء

دعونا نستريح اليوم مع موضوع اجتماعي: هو الأسماء في السودان وهذه ليست دراسة علمية ولا بحث علمي وإنما خواطر.
أبدأ بتعجب صديقنا الهميم ونحن في أولى ثانوي والهميم قادم من شرق البطانة يعني بدوي قُح ووجد أستاذ اللغة الإنجليزية اسمه سامي «وسامي بعد ذلك صار صديقًا لنا وله بعد ما الكتوف اتلاحقت واغتربنا جميعاً لندرس في السعودية» فما كان من الهميم إلا أن كتم دهشته ليوم أو يومين ولم يستطع أن يصبر أكثر من ذلك فسأل في دهشة: يا إخوانا انتو أستاذ سامي دا من ما ولدوه سموه سامي ولا بعد ما كِبر كده؟؟
سألت موظفاً ما اسمك لو سمحت: فما كان منه إلا أن قال أحمد عادل. طبعاً لو قال عادل أحمد لما كتبت ذلك. في اتصال هاتفي: معاي منو لو سمحت فقال: الفاضل لؤي ولك أن تنظر حداثة اسم الأب مقارنًا مع الابن! في فصل واحد في مطلع تسعينيات القرن الماضي أحصيت اسماء طلاب فصل للمغتربين السودانيين فكان أكثر من 80% منهم أسمهم محمد. وبالمناسبة هزت إحصائية مثل هذه إسرائيل حين وجدت معظم المواليد في غزة اسمهم محمد مما ينبئ بصحوة عالية.
نعود للأسماء مما يحيرني في  الأسماء المركبة في سوداننا هذا اسم «محمد علي» أو «محمد عثمان» وربما هناك من اسمه «محمد عمر» كل هذا التركيب غريب إذ يمكن أن افهم اسم « محمد المختار» و«محمد الخاتم» و«محمد الماحي» أو «أحمد المصطفى» أو «محمد المجتبى» هكذا في كل الأقواس الخمسة اسمًا للنبي وصفة من صفاته، أما تركيب محمد مع عثمان أو علي أو عمر فهذه تحتاج إلى وقفة هذا إن لم نقل الأسماء المركبة كلها تحتاج إلى وقفة.
هذا في أسماء الرجال أما أسماء الجنس الآخر فالأمر يحتاج إلى مجلدات فكل من حاول أن يسمي بنته على اسم أمه إما وجد معارضة أو وجد تحريفًا وقليلاً ما تصمد أسماء الجدات ويكون وضعها غريباً إذا صادف اسم الأب الأسماء الحديثة أو المحدثة مثلاً فاطمة فوزي. الزلال، التاية، النخيل، ست النفر وهلم جرا.
كل هذا من الرأس دون الرجوع لجغرافيا السودان الواسع وكل هذا في  ما حولي من محيط ألا ترون معي أن الأمر يحتاج إلى بحث أعمق ودراسة جادة، خصوصا الأسماء المركبة التي تخلط اسم محمد مع صحابي. رب من يقول لي ألم تسمع بمحمد انور ومحمد حسني وكثير من المصريين يبدأ اسمهم بمحمد ولا علاقة للاسم الثاني بأسماء الرسول أو صفاته . هذا كان عرفاً مصريًا أو قانونًا لا أدري ولكن اختفى هذا التقليد.

بريد الاستفهامات

 
الرسالة الأولى: برتوكولياً مخجل
الأستاذ / أحمد المصطفى، أتفق معكم في ملاحظاتكم حول افتتاح رئيس البرلمان لمركز صحي. وكنت قبلها بيومين قد انتابني نفس الشعور عندما شاهدت بتلفزيون السودان السيد الصادق الهادي المهدي مستشار السيد رئيس الجمهورية في تصريح إعلامي مصور يتحدث عن مقابلته للقنصل المصري بالسفارة بالمصرية، والذي لا يعدو أن يكون دبلوماسياً صغيرًا أو رجل أمن، فبروتوكولياً لا أرى أنه يليق أن يلتقي مستشار رئيس الجمهورية بدبلوماسي دون درجة السفير، وإن حدث ذلك لأي سبب ما، فإنه لا يكون لائقاً في حق السيد المستشار أن يصرح بأنه التقى القنصل بالسفارة المصرية وناقش معه كذا وكذا، ولكن يكون مفهوماً أن يأتي التصريح من القنصل حيث أنه في مقام أدنى من المستشار وله أن يعتز بهذه المقابلة. عموماً أعتقد أنك العاقل الوحيد في محيط لم يعد يميز أفراده بين العقل والجنون.. مع تقديري.
 ساندي فليب
الرسالة الثانية:
لأصحاب الركشات قضية
كتب لي مكاوي إبراهيم ساتي مقالاً طويلاً يشكو فيه من حجز ركشاتهم لأكثر من شهر في محلية جبل أولياء بعضها لأنه غير مرخص وبعضها مرخص في مكان آخر يجب أن تعمل فيه ولا تدخل حدود محلية أخرى. غير أن بعض الركشات المحجوزة بعضها يخرج وبعضها لا يسمع من صاحبها كلمة «قمة المساواة بين المواطنين ذكرني بنكتة سؤال المعاينة حين سألوا أحدهم ما هي بلد المليون شهيد؟ فقال: الجزائر، ممتاز وجاء الآخر ممكن تقول لينا أسماء المليون شهيد».
الدولة تستورد الركشات، المرور يوقف ترخيص الركشات ، كل من له ركشة غير مرخصة تحجز لا يهم مقدار ما دفعه فيها ولا انتظار أسرته التي أراد أن يعولها بها.. تحجز إلى متى؟ الله أعلم. من رخص ركشته في مكان يجب أن لا يغادره لمكان آخر.
افتونا كيف يحدث هذا في بلدنا هذا؟؟؟؟
الرسالة الثالثة:
لأصحاب الحافلات أيضاً قضية
الستائر على جنبات الحافلة ممنوعة في المدن ومن يفعل ذلك يغرَّم، والحافلات التي على الطرق السريعة مفروض عليها الستائر ومن لا يفعلها يغرَّم. ومشكلة المشكلات أن هذه الحافلات تدخل العاصمة من الطرق السريعة إذا ركبت الستائر غرمها شرطي المدينة وإذا لم تركب الستائر غرمها شرطي المرور السريع.
افتونا : كيف يفعل هؤلاء الناس هل يخترعون نوعاً من الستائر لا يراه الشرطي وآخر يراه الشرطي على المرور السريع؟؟؟؟
في أي بلاد نحن؟؟ ولماذا تحشر أجهزة الدولة نفسها في هذه التفاصيل محتكرة الرشد وكل الشعب مهابيل وغير راشدين.
لا هذا ولا ذاك الموضوع جبايات وبس. يقول آخر..

كلية بلا ختم وهجليج

يخيل اليَّ أن من رحمة الله على السودانيين التناقضات، وإلا لمات نصفنا بالسكتة القلبية.. تعالوا شوفوا معاي المحن دي.
وصلتني رسالة من طالب تخرج في كلية العلوم والتقانة بجامعة شندي سنة 2009م قسم الرياضيات والفيزياء. وكما ذكر فإن مثل هذه الدراسات ليس لها في سوق العمل نصيب، لذا فكر صاحبنا  أو ابننا في أن يحضر الماجستير في إحدى الكليات، وطلبوا منه الشهادة الجامعية، وكان ذلك في ابريل. وإلى هنا كويسين مش كده؟ مسجل الكلية أخبر الطالب أن رسوم الشهادة «75» جنيهاً ولكن الكلية ليس لديها ختم. وانتظر ابننا شهراً كاملاً، والإجابة من المسجل ليس لديها ختم. والخريج المسكين ترك الشهادة لأن فترة التسجيل للماجستير انتهت.
إن صحت رواية ابننا خريج جامعة شندي ومن حرقة كلماته صدقته، حيث قال إنه مستعد «يشتغل عتالي» ويتبرع للكلية بثمن الختم.. فإن ذلك قمة القهر والطفاش، وهاتان الكلمتان من لغة أهل الخليج.
وإذا كان المسجل صادقاً بأن ليس لدى الكلية ختم، فإننا هنا نسأل لماذا ليس لديها ختم؟ وما سبب عدم وجود الختم؟؟؟ هل هناك صراع إداري؟ هل الختم سُرق؟ وهل.. وهل؟ أم أن المسجل له رأي آخر؟ بالمناسبة تكلفة الختم لا تتعدى «50» جنيهاً يعني رسوم الشهادة الواحدة بتعمل ختم ونص.
ومن هذه الصورة المعتمة التي تفقع المرارة تحولوا معي لصورة مشرقة أخرى من صور السودان التي كما أسلفنا لو لا تناقضاته لمات نصفنا بالجلطة.
وكما في الولائم والوجبات «التحلية بتكون في الآخر تعالوا حَلّوا»:
في أخبار اليوم تم استئناف ضخ نفط هجليج الذي وصل الخرطوم، ومن المتوقع أن يصل ميناء بشائر على البحر الأحمر في مطلع الأسبوع القادم. ونبارك ونشد على أيدي مهندسينا الملطخة بالعزة والنفط واللحام الذين أنجزوا المهمة في أسبوع واحد.. ليتني أجيد قرض الشعر لأنظم فيهم قصيدة طويلة، من وزيرهم الهمام عوض الجاز لأصغر عامل فيهم.. ليتني أعرف اسمه.
ومن كان يصدق أن كل هذا الدمار الذي ألحقه الحاقدون بلغة «عليَّ وعلى أعدائي»، وأرادوا تدمير اقتصادنا أسوة بما فعلوه باقتصادهم حيث أمسكوا بتلابيب نفطهم وقفلوه يا للحماقة!! من كان يصدق أن كل ذلك يمكن إصلاحه في أسبوع واحد؟!
هؤلاء الشباب الذين أنجزوا مهمة استئناف ضخ النفط وكل من عمل في هذه المهمة، أهدوا الشعب السوداني نصراً آخر برفع معنوياته، وأثبتوا أن علمهم «ما وقع واطه». فشكراً لهم من كل الشعب السوداني لما قاموا به في هذه الفترة الوجيزة.
«المتعافي يطالب بزيادة تعرفة الكهرباء».. هل أقسم هؤلاء أن يريدون أن يميتوا كل فرحة لهذا الشعب؟؟ اعتبروا السطر الأخير زيادة ملح في طبق أم علي. وصفقوا معي لعودة نفط هجليج ووصوله الخرطوم في هذه الفترة القياسية وبأيدٍ وطنية 100%.
صورتان متناقضتان للفعل السوداني في يوم.. «واحد ما عندو ختم شهر كامل»!!

رئيس البرلمان يفتتح مستوصفاً!!

ردوا عليَّ عقلي.
هل انا المجنون الوحيد أم العاقل الوحيد؟
هذه الدولة هل لها أسس بروتوكلية؟
هل لها وصف وظيفي لكل وظيفة؟
هؤلاء الدستوريون من يضع برامجهم؟
هل يعرفون قدرهم؟ طيب بلاش قدرهم هل يعرفون موقعهم الذي يُصرف عليه من مال الشعب؟
هؤلاء الدستوريون هل يقارنون أنفسهم بنظائرهم في العالم؟
هل سمعتم برئيس برلمان يفتتح منشأة خدمية مهما كانت قيمتها أو منفعتها؟
ثم ثانياً هذه المنشآت ألا تعمل إذا لم تفتتح؟
أزيد أم كفى.
في صفحة كاملة معنون عليها «متابعات» يعني مدفوعة القيمة، ظهر رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر ممسكاً بمقص ويفتتح مستوصفاً بولاية النيل الأزرق؟ كدت أجن وأنا أرى الصورة والخبر. هل هم مثل الفنانين كل ينادي فنانه المفضل ليفتتح له؟
على طول رجعت بي ذاكرتي عدة سنوات يوم كتبت فيه «والٍ ووزير داخلية يفتتحان كشك بسط أمن شامل»، وفي الحصاحيصا يومها كان الوالي عبد الرحمن سر الختم ووزير الداخلية الزبير بشير طه وعرضا علينا في التلفزيون يفتتحان كشك بسط أمن شامل، وقلت يومها طيب ماذا يفتتح المعتمد وماذا يفتتح المدير التنفيذي أو الضابط الإداري؟  أما حكاية رئيس البرلمان يفتتح دي جديدة خالص! هذا جهاز تشريعي ورقابي. ولا أرى له في دنيا التشريفات نصيب، ومن باب التنكيد كم مستوصفٍ افتتح في شمال كردفان التي منها اتى.
الله يرضى عليكم  كونوا لجنة من أهل الاختصاص في وضع الأسس والبروتكولات لتحدد من الذي يفتتح الكوبري ومن الذي يفتتح الكشك ومن الذي يفتتح المستوصف، هذا اذا كانت كل هذه لا تعمل إلا إذا افتتحها دستوري يصرف على يوم افتتاحه بقدر تكلفة المنشأة المالية «مبالغة لكن أبلعوها».
اللهم إلا إذا كان هؤلاء الدستوريون لا عمل لهم وما عندهم شغلة غير الافتتاح.. وبالمناسبة التنمية لا يعرفها المواطن من الافتتاح فقط. يعرفها كما يعرف جوع بطنه، حيث يجدها يوم يحتاجها، فلا تضيعوا الزمن والمال في هذا الروتين الذي ما سبقكم عليه أحد.
قال لي يوماً أحد السياسيين الكبار في معرض حديث عن جدوى هذه الزيارات السياسية، قال إنه مازال يذكر زيارة الأزهري لقريتهم في خمسينيات القرن الماضي وهو طفل، وقلت له وأنا مازلت أذكرها لأنها كانت الوحيدة على مدى الزمن، ولم يكن هناك تلفزيون ولا فضائيات.
يا أستاذ أحمد إبراهيم الطاهر.. الذي عليك من واجبات أكبر من أن تفتتح مستوصفاً، أجلس وقنن لنا هذه البلاد، وفعل ما قننت، واسأل كل يوم عن مشكلة وما أكثر المشكلات.
لن يهدأ لي بال إلا أن يصل هذا الموضوع لحده، كأن يمنع الافتتاح تماماً والعرضات إلا بقدر يسير. ولا مانع من افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض لأنه بمليارات الدولارات «بي فوق وبي تحت». وليفتتحه رئيس الجمهورية.

الشعب يريد أن يعرف

المسألة أكبر من مسار، وسناء وجادين. الخلاف الذي نشب بين الوزير ووزيرة الدولة والذي محصلته إلغاء قرار الوزير ومن ثم استقالة الوزير وهذه الأحداث شغلت الناس كثيرًا وامتلأت الصحف بالكتابة فيها  وكل يحدث عن هذا وذاك.
الشعب لا يهمه الاستلطاف من عدمه ولكن يهمه كيف يفكر حكامه. لماذا أعفى الوزير مسار الأستاذ عوض جادين مدير «سونا»؟. نريد الآن الأسباب التي بنى عليها قرارة «الذي صبح ملغًى» ثم نريد أن نعرف الحيثيات التي ألغت بها وزيرة الدولة سناء العوض قرار وزيرها وإعادة مدير «سونا»؟ ما السبب؟ ومع احترامنا لكل الأسماء أعلاه نريد وبالصوت العالي أن يوضح مدير «سونا» تضارب مصالح مَن مع مَنْ هي التي أظهرت هذه المشكلة. اعرضوا كل الغسيل النظيف والوسخ ومن حق الشعب أن يعرف كل صغيرة وكبيرة أسوة بالبلاد الراقية، أم هذا الشعب بدري عليه كما يعتقد بعضهم.
هل ينتهي هذا المشهد باستقالة الوزير مسار وعودة جادين لـ«سونا» وترقية سناء لوزير اتحادي أو السيناريو الآخر يدخلوا الأجاويد ويسحب مسار استقالته ومجلس صلح بينه وبينها والمدير وينتهي الفلم الهندي؟ لا هذا لا يشبع الشعب نريد نقاطاً على الحروف.
بالله كم من اللجان انتظرها هذا الشعب في كثير من القضايا وكلها بلا سقف زمني وإن طلب من أحدهم أن يحدد لهذه اللجان مدة تقديم تقريرها  لكان التاريخ المطلوب هو: إلى أن ينسى الناس الواقعة «كان قطن كان حج كان مدحت كان كان»، ألم أقل لكم سقفها النسيان قطعاً نسينا كثيرًا من القضايا التي شغلت الناس زمناً وحولت للجنة تحقيق وعييييييييك.
بالأمس كتب أخونا الطاهر ساتي يسأل عن لجان التحقيق المدحتية: إلى ماذا وصلت ومن منها معتمد ومن منها لا يعتمد؟ سماها لجان «خلوها مستورة» وكان الأحرى به أن يسميها «لجان إلى أن ينسى الناس».
هذه اللجنة التي كونت لمراجعة الأداء في «سونا» هل العيب فيها أم العيب في تاريخها أم العيب في صلاحياتها لماذا كونت ولماذا أوقفت؟؟ نريد أن نعرف.
ثم إن حكاية الوزير ووزير الدولة ينقصها التوصيف ويكون جميلاً أن يحدد قبل أن يؤدي القسم: هل هذا المنصب حقيقي أم ترضية؟ ويكون أجمل لو أعفي من أداء القسم الذي استرضوا  على طريقة« يا عم كل عيش واسكت»!.
ونحن ــ المدرسين ــ نعلم علم اليقين كلما كثر طلاب الفصل صعب ضبطه، وفي السابق كان الفصل سعته «40» تلميذاً وإذا حصلت الضرورة القصوى قد يصل «50» كأعلى سقف يحتمله الفصل. مالي أرى فصل الوزراء به «76» غير المساعدين والمستشارين، كيف يضبط مثل هذا الفصل.
الله يرضى عليكم مرة واحدة اطلعوا هذا الشعب على تفاصيل قضية واحدة من ألفها إلى يأيُّها. مشكورين!!!!!

لا يا شرطة مرور الخرطوم؟

في واحدة من مسرحيات دريد لحام كشف تصوير الأشعة عملة معدنية في بطنه. وقالوا له أنت بالع قرش مات غوار الطوشي من الضحك وقال: شو ها الأجهزة البتشوف البالعين قرش وما بتشوف البالعين الملايين.
انظروا معي لهذا الخبر! الراجل حجز 100 ركشة وفرحان بيهم أوي. وينفي أي تمييز وأكد أن كل المركبات تخضع لقانون المرور. أقسم بالله العظيم ثلاثاً هذا الحديث لا يصدقه الا كفيف.. يا سعادة العقيد الطيب مئات السيارات تجوب الخرطوم وتمد لسنها طويلاً للقانون في أكبر مظهر من مظاهر أن القانون ليس على الجميع. كم من السيارات ما زالت تجوب الخرطوم باللوحات القديمة وبداخلها ضابط جيش أو شرطة في المعاش او الخدمة؟؟ مما يعني أنها لم ترخص منذ خمس سنوات على الأقل. وكم مرة كتبنا عن هذا؟ وأحكي هذه القصة وأنا مسؤول عنها: حكى لي أحد الضباط بالمعاش بعد ان علق على طرقنا لهذا الموضوع عدة مرات وقال إنه ذهب بأوراقه ليرخص سيارته فما كان من ضابط المرور إلا أن قال له يا أخي في ضابط برخص سيارته وظلت بلا ترخيص الى ذلك اليوم الذي قال لي فيه ذلك الكلام. ما رأيك يا الطيب. وبيني وبينك الشارع قف في أي شارع من شوارع الخرطوم واوقف سيارة بلوحة قديمة وانظر من بداخلها.
 ثم كم هي السيارات الفارهة المظللة تماماً ولا يجرؤ شرطي مرور على القرب منها ناهيك عن توقيفها والسؤال عن ترخيص التظليل؟؟
 «طالبت شرطة مرور ولاية الخرطوم بوضع قانون أكثر تشدداً في ما يتعلق بالتسويات المرورية، ونفت وجود أي تمييز في هذا الجانب، وأكدت أن كل المركبات تخضع لقانون المرور. وقال ممثل شرطة مرور ولاية الخرطوم العقيد الطيب محمد الأمين لدى مخاطبته ملتقى المستهلك الأسبوعي أمس، إن إدارة المرور تلجأ للتسويات لضبط الشارع، مؤكداً وجود كثير من التفلتات. وكشف عن حجز أكثر من «100» ركشة ارتكب سائقوها مخالفات في شوارع الخرطوم...».
أما حكاية التسويات فهي بأوراق ملونة ليست مبرئة للذمة حسب قوانين وزارة المالية التي تنص على أن لا يجبى مال من مواطن الا بأورنيك 15 وهذا ما لم تستطع وزارة المالية تنفيذه بالكامل ووزارة الداخلية عاملة اضان الحامل طرشاء. والله يا سعادة العقيد الطيب ما رأيت ظلمًا في حياتي مثل ظلم التسويات المرورية التي تؤخذ من الضعفاء لتصرف على...
بيني وبينك حل وحيد كاميرا تلفزيونية ترصد كل ما يدور في طرقاتنا داخلية أو خارجية، كاميرا في مكان لا تراه دورية المرور ونرصد من الذين يوقفون ومن الذين يخالفون ومن الذين لا يوقفهم أحدًا مهما فعلوا. ويجلس بعد ذلك محايدون بل قضاة وينظرون على من تنفذ شرطة المرور تسوياتها وكيف تجمع هذه الأموال وما أثر هذه التسويات على الاقتصاد والأخلاق.
اعترف أني كتبت في هذا الموضوع عشرات المرات ولكن ما ذكره العقيد الطيب في ملتقى جمعية حماية المستهلك استفزني جداً.. وأخرج هذه الكلمات القاسية. نعم لضبط الشارع، نعم للالتزام بالقانون، نعم للسلامة، نعم لحفظ ارواح الناس. وبنفس القدر لا للجبايات لا للتفريق بين هذا وذاك، كل سيارة يجب أن تخضع للقانون مهما كانت مكانة من بداخلها.
ليتني كنت في ذلك الملتقى.

تعرفة الكهرباء من يقف عليها؟

يا أخي: هذه البطاطس على كثرتها لماذا سعرها مرتفع؟
- إنت عارف الكيلواط بي كم؟ والثلاجة بتستهلك كم كيلو في اليوم؟
- ليس هناك سبب لارتفاع أسعار البطاطس والبصل وجميع ما يخزن في الثلاجات إلا سعر الكهرباء.
يا صاحب الورشة المصنعية مرتفعة لييه؟
- بسيطة إنت عارف المكنة دي بتأكل العداد كيف؟ أي لحمة لحام عايزة كم واط؟
- بس ده السبب؟ ولا سبب غير ذلك؟
يا أخوانا بتاعين البيوت المحمية طماطمكم غالية جداً وكذلك الخيار؟
- أدينا كهرباء رخيصة وأسألنا عن تخفيض الأسعار.
يا عزيزنا مدير المستشفى لماذا فواتيركم عالية؟ اترك كل شيء هل تعلم أن فاتورة الكهرباء الشهرية 60 ألف جنيه. أضف لذلك فواتير أخرى.. النظافة مثلاً.
كل المصانع بلا استثناء تشكو من فاتورة الكهرباء. «غير أني أشك في أن ينعكس تخفيض الكهرباء على المنتج فوراً».
بعد هذه الأمثلة بقي أن تعلم أن سعر الكهرباء في السودان يعادل عشرين مرة سعرها في مصر. طبعاً لا مجال ولا من المنطق مقارنتها بدول الخليج.
المطلوب الآن دراسة الكهرباء وأثرها في الاقتصاد، والمقارنة بين العائد المباشر على شركات الكهرباء وما ترفد به الخزينة العامة، وإذا ما تم تخفيض أسعار الكهرباء وانعكاسها على أوجه الحياة، وما في ذلك من تحريك للاقتصاد بأكمله وتشغيل الخريجين، وفتح كثير من المصانع المتوقفة لهذا السبب أو خروجها من السوق لعدم استطاعتها المنافسة. وما هذه إلا أمثلة لكل ما فيه كهرباء بالسعر التجاري.
المعلوم أن الدولة اعترفت بغلاء سعر الكهرباء وخفضت كهرباء القطاع الزراعي، وأصبح سعر الكيلواط «16» قرشاً أقل من الاستهلاك المنزلي الذي في حده الأدنى «20» قرشاً والأعلى من مئتين «26» قرشاً. وحتى لا يحرم الفقراء نعمة التكييف في المنازل.
لست متأكداً ولكن المنتج من سد مروي والزيادة المتوقعة من سد الروصيرص بعد التعلية ليست مستهلكة بأكملها ولا يمنع استهلاكها وعوامل أخرى، إلا هذا الغلاء في تعرفة الكهرباء. وفي رأيي أن تعكف مجموعة من الاقتصاديين بعد أن يستخدموا كل معرفتهم العلمية وبالأرقام غير القابلة للدحض، ويخرجوا على هذه الدولة بتوصية توضح أن العائد غير المباشر من تخفيض الكهرباء سيعود خيراً على الاقتصاد السوداني كثير العثرات، ومن أكبر عثراته هذه التعرفة المرتفعة للكهرباء.
لا مجال لتعنت وحدة أو وزير، والإصرار على استرداد ما صرف على الكهرباء في أقصر فترة ممكنة، فلا يدفع الفواتير جيل واحد، وعلى كل الأجيال أن تتقاسم التكلفة. ولا مجال لوزير مقرب أن يقف في صف والدولة كلها في صف آخر.
ومن هنا يبدأ الإصلاح.. الكليات قبل الجزئيات، وكل خوفي أن يستغل وزير المالية التفاف الشعب حول «الجيش» ويخرج علينا «تاني» بمقترح رفع الدعم عن الوقود.

د.الحاج آدم لا تغرق

صراحة لا أعرف الدكتور الحاج آدم يوسف لا من بعيد ولا من قريب، غير أن صديقي العزيز بروفسير عبد المجيد الطيب رفدني بمقال حكى فيه عن صديقه الحاج آدم أيام دراستهم في بريطانيا «أقتبس لكم منه فقرة رائعة في نهاية هذا المقال».
صراحة كنت وما زلت أعول على السيد نائب رئيس الجمهورية كثيرًا في أن يخرج علينا بأسلوب جديد في الحكم بأن يجلس ويبدأ في معالجة كثير من أخطاء المؤتمر الوطني بحكم منصبه في الحزب والقصر. غير أني وجدت الرجل يغرق في نفس أسلوب الحكم السابق كل يوم هو في ولاية وكل نشرة تجده ممسكاً بمايكرفون يخطب ويصرح. لا لهذا ادخرك هذا الشعب وفرح بدخولك القصر.
نعوّل على الدكتور الحاج آدم كثيرًا ليصبح حاكمًا للسودان ترضاه كل الأطراف والهوامش وبعلمه نأمل أن يكون عادلاً وله مخزون من الدعوة بالحسنى حتى الآن كبير.. ويؤهله علمه وأدبه حتى الآن ــ لعمل الكثير لهذا الوطن. ترونني أكثرت من «حتى الآن» لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ونخشى عليه البطانة وما من حاكم إلا وله بطانة.
أما حان أن نقتبس من مقال عبد المجيد الطيب:
«صليت إلى جوار ذلك الشاب صلاة الظهر في القاعة التي خصصها المؤتمرون مسجدًا ولفت نظري أنه صلى بخشوع كامل وسكون تام. وما إن انتهت الصلاة حتى أقبل عليّ بكثير من الود والاحترام ثم بادرني بالسؤال أأنت من السودان؟ فقلت «نعم»، قال: أنتم يا أخي شعب عظيم وأنا مدين إليكم بالكثير . قلت: «شكرًا جزيلاً» ولكن هل لي أن أعرف ماذا قدم لك هذا الشعب؟؟ صمت قليلاً ثم سألني: هل تعرف الحاج آدم؟ قلت: نعم، هذا أحد زملائي في جامعة الخرطوم، هو الآن يحضر لنيل درجة  للدراسات العليا في جامعة نيوكسل. قال: هل تربطك به علاقة؟ قلت: نعم أخوة الوطن والعقيدة ووحدة الفكرة والهدف. «ذكر كيف عامله الحاج آدم».                                                                 
يقول الفتى الصيني: ومما أدهشني حقا أن الحاج كان  يمارس تلك القيم الفاضلة مع الجميع دون تمييز حتى خلته إنسان الكمال الذي صورته لنا العقيدة الكنفوشية التي كنت أؤمن بها في ذلك الزمان. أو  أنه إنسان الشيوعية المثالي الذي تحدثت عنه منشورات ماو تيسي تنق ذلك الإنسان المنتج الراغب في أن يشــارك الآخرين في كل ما يملك، ويأخذ فقط بقدر ما يحتاج. ولكن الغريب أن الحاج كان يمارس هذا السلوك في إطار أخلاقي فريد وسماحة نفس مدهشة.
قال الشاب الصيني إن إعجابه بالحاج قد بلغ حدًا بعيدًا جعله يسأله عن هويته وفلسفته في الحياة، ولماذا يفعل كل هذا؟ ولماذا ينكر ذاته في سبيل إسعاد الآخرين؟ قال: فرد عليه الحاج أنه ببساطة يفعل كل ذلك لأنه مسلم، وأن عقيدته الإسلامية هي التي تحثه على ذلك وتأمره به.. قال الصيني: في تلك اللحظة وقع في خاطري أن هذه العقيدة التي يؤمن بها هذا الشاب لهي عقيدة عظيمة. قال: وبدأت بعد ذلك أفكر جديًا في هذه العقيدة و طلبت من الحاج أن يوضح ويشرح لي معالم ذلك الدين.. ففعل فشرح لي أعظم عقيدة بأيسر أسلوب، ففهمت، فأيقنت أنه دين الحق، وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمد رســـول الله.. ومنذ تلك اللحظـــــة أحسست بســــعادة غـــــامرة واعترتني طمأنينة لم أعهدها في حياتي، واخترت أن أسمِّي نفسي عبد الرحمن. والفضل في ذلك بعد الله لكم أنتم إخوتي في العقيدة من أهل السودان. ثم سكب دمعة حرى، وحاولت أنا أن أتمالك نفسي، ومددت يدي لأمسح تلك الدمعة التي تحدرت على وجهه الصغير المستدير.. ولكن...   على كل حال الأخ عبد الرحمن حمّلني وصية لأهل السودان يقول فيها: أنتم أيها الإخوة السودانيون مؤهلون، دون غيركم، لحمل لواء هذه الدعوة، ولقيادة الإنسانية وإخراجها من ظلمات الكفر والهلاك إلى نور الإسلام وسعادة الدارين، أنتم دعاة بأفعالكم قبل أقوالكم، أو هكذا كان النموذج الذي عرفته في شخصية رفيقكم الحاج آدم».. انتهى الاقتباس.
الحاج ِ حال البلاد أصلحك الله

أخطر من خطير

ادرك هؤلاء يا مجلس إدارة مشروع الجزيرة الجديد..!
وصلتني الرسالة هذه من مواطن غيور جداً كما تدل كلماته، وهي أن الأرض والفوضى التي يمكن أن تجتاح أرض مشروع الجزيرة إن هو ترك هكذا. هؤلاء كما يقول صاحب الرسالة حولوا الأرض الزراعية «الحواشات» إلى أرض استثمارية وغداً سيحولون التي بعدها إلى سكنية ورويدًا رويدًا نفقد كل الأرض الزراعية بمشروع الجزيرة التي بين أيدينا. وما ذلك إلا لفراغ إداري كبير. أتنمى أن يتحرك مجلس إدارة مشروع الجزيرة والذي سيجتمع غداً اجتماعه الثاني ويبحث في هذا الأمر بأعجل ما يمكن ويوقع  أشدّ العقوبة في الذين تلاعبوا بالأرض الزراعية وحولوها لاستثمار..
إلى رسالة أسامة والذي أحتفظ برقم هاتفه:
أبوقوتة ــ قرية حي مالك
ما يقوم به أصحاب المصالح في هذه المنطقة أخطر مما تقوم به الحركة الشعبية ويتمثل في:ـ مسح الأراضي الزراعية لتحويلها لأراضٍ سكنية لأنها تقع بالقرب من سوق أبوقوتة والفائدة الاستثمارية منها كبيرة لأصحاب النفوس الضعيفة وتمثلت خطواتهم عن طريق اللجنة الشعبية في الآتي:
قامت مجموعة منهم عن طريق عرض الموضوع على اللجنة الشعبية ورفضت اللجنة طرح هذا الموضوع ولكن تعامل أصحاب المصلحة بطريقة الاستقطاب حيث يذهبون لكل واحد في اللجنة على حدة ويقومون بإقناعه بأنه هو آخر من تبقى لهم ويطلبون منه التوقيع مقابل قطع.. المهم وقّع الأغلبية على هذه الشاكلة وواجهتهم المشكلة الرئيسية في رئيس اللجنة الشعبية الذي رفض كل الإغراءات، وقامت هذه المجموعة بنفس الطريقة الأولى وقرروا إعفاء رئيس اللجنة الشعبية في آخر اجتماع كان للجنة حيث علم شباب القرية بهذا الاجتماع وذهبوا إلى مكان الاجتماع وتم فض الاجتماع وفشلت الخطة الأولى. عن طريق الرابطة: قامت نفس المجموعة بتكون رابطة منبثقة من رابطة ترعة حي مالك مع بعض أصحاب المصالح المحسوبين على هذا البلد وقيامهم في أيام النفرة بتوزيع أوراق للمزارعين بأنهم خلاص انتهوا من إجراءات الأرض عن طريق رابطة المزارعين، ويمكن أن يتم لهم ذلك عن طريق تقارير مزورة بأن هذه الأراضي لا يستفاد منها ولا تصلها المياه منذ سنين علماً بأنها هذا العام تمت زراعتها والآن معدة لزراعة القطن، ويدور همس بأن الأراضي تباع الآن. هذا مع الاختصار لأن الموضوع لا يمكن أن يتم بالكتابة عليه نرجو منك أن تفيدنا هل يمكن أن تحول أراضي مشروع الجزيرة لأراضٍ استثمار أو سكنية على حسب قانون 2005 على حسب ما أخبرنا به عضو من كبار البلد في ولاية الجزيرة!!
ثم ما هي الطرق التي نسلكها لإيقاف هذا العبث؟. والله إنه لأمر خطير إذا كان هناك قانون يحول هذه الأراضي لسكنية وتجارية وليس لصالح القرية ولا عن طريق اللجنة الشعبية.
الرجاء تزويدنا بما يفيدنا في هذا الموضوع إذا أردت بعض التفاصيل هذا رقم تلفوني... أسامة محمد «مغترب» والآن بالسودان في إجازة.

الجمعة، 4 مايو 2012

تخفيضهم هم لا مخصصاتهم

في الأخبار أن لجنة برلمانية عكفت على تخفيض مخصصات الدستوريين بنسبة 50% الى 75 %، وذلك بعد توجيهات النائب الأول لرئيس الجمهورية، وزاد الشعـــــــــر بيتاً انتظرناه سنين طويلة، هو أن وجه وزير المالية بحسن إدارة الموارد، وشدد على ألا يتم إخفاء أية معلومة عن الشعب. وزاد مطالباً الأجهزة التشريعية والتنفيذية بأن تكون قدوة في الترشيد.
ويبدو أن شيئاً ما ظل الشارع يردده بدأ يُسمع بوعي ومن علٍ. كم مرة كتبنا عن الصرف على الدستوريين؟ وكم قدرنا رواتبهم في السنة تقريباً.. دستوريو المركز يتقاضون رواتب سنوية مقدارها 24 ملياراً تقريباً، هذا غير دستوريي الولايات.
وعلى سبيل المثال الوزراء ووزراء الدولة 76 وزيراً، فأيهما أولى بالتخفيض مخصصاتهم أم تخفيضهم هم؟ إذا كان الهدف ترشيد الموارد فيجب النظر في تقليص هذا العدد المهول الذي لم تكن له سابقة في هذا الزمان، وقلنا مرة إن عدد وزراء السعودية والإمارت واليابان «68» وزيراً وكل واحدة من هذه الدول ميزانيتها لا تقارن بميزانية السودان.
وكل دستوري معه مدير مكتب وعدد من الموظفين والعمال، بالإضافة للحرس والسائق أو السائقين، ومجموع رواتب ومنصرفات هؤلاء هي أضعاف ما يصرف له شخصياً، مما يجعل تخفيض المخصصات لا يحقق الغرض، ولكن حين تخفض عدد الدستوريين فإن ذلك يعني تخفيض كل هذه التوابع غير المنتجة في أغلب الاحيان.
وربَّ قائل هذه موازنات، والكل يعرف أن تعيين معظم هؤلاء الوزراء عبارة عن ترضيات وليس لحاجة حقيقية. فمنذ الاستقلال لم يصل عدد الوزراء إلى هذا «الحجم»، وما كان عدد الوزراء يتعدى العشرين وزيراً في معظم الحكومات إلى أن جاءت ظاهرة وزير الدولة.
أما بطلان نظرية الترضيات فانصع مثال لها تعيين مني أركو مناوي كبير مساعدي رئيس الجمهورية السابق. وبالله كم صرفت الدولة على هذا الرجل؟ وما النتيجة؟ الذي صرف على مني لو صرف على أهله في شكل مدارس ومستشفيات وطرق أما كان أنفع واجدى واقرب الى تقوى الله؟
انظروا في «عمائل» بعض المشاركين في الحكم من بعض الاحزاب، وكيف دمروا كثيراً من الأخلاق والاقتصاد «بعمائلهم»، وهذا لا يعني أن وزراء المؤتمر الوطني كلهم ملائكة.
ونأتي للنقطة الثانية وهي الشفافية وعدم إخفاء أية معلومة عن الشعب، وهذا توجيه النائب الأول لرئيس الجمهورية، ونريده على أرض الوقع ابتداءً من غدٍ.. نريد كل المرتبات والمخصصات منشورة على الانترنت أسوة بالدول ذات الشفافية «أمريكا مثالاً». وعلاوة على ذلك العقود الخاصة وما تستند إليه من مبررات ومن الذي أجازها.. وفقط نريد مثالاً لمخصصات كل منسوبي بنك السودان باعتبار ذلك بدايةً. ولتلحقها بالتفصيل مخصصات كل الدستوريين في المركز  والولايات من ولاة ووزراء ومعتمدين وحواشيهم، ولن يكون شافياً للغليل أن تقول إن مرتب الدستوري ثمانية آلاف جنيه، فليست هذه المشكلة، ولكن كل ما يصرف عليه وعلى من خلفه من موظفين وعمال.
ثم بعد ذلك نعرج على الهيئات من بحرية، طيران مدني، سودانير، كنانة، وسوق الأوراق المالية، وهلمجرا.
واتمنى أن يتابع بشدة مكتب النائب الأول لرئيس الجمهورية هذه التوجيهات.. وهي بداية التصحيح.

ديوان الزكاة أحقٌ

سميت زكاة لما يكون فيها من رجاء البركة وتزكية النفس والنماء والطهارة والبركة قال تعالى «خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها» التوبة 103
 وهي أحد أركان الإسلام الخمسة، وقرنت بالصلاة في اثنتين وثمانين آية، وقد فرضها الله تعالى بكتابه وسنة رسوله وإجماع أمته.. الزكاة الشرعية قد تسمى صدقة في لغة القرآن كما جاء في الآية:
 نحن تجار أعلاف ونقوم بالمتاجرة في امباز الفول «ناتج من مخلفات صناعة الزيوت، ومعروف لدى عامة المسلمين أن ما ينطبق على التجار في الزكاة هي زكاة عروض التجارة.. ونحن نقوم باستجلاب أمباز الفول من كافة الولايات ولكني أظن أن هناك وحيًا بعد رسول الله قد نزل على الأمين العام لديوان الزكاة بولاية غرب دارفور ليفرض على التجار زكاة زروع وثمار على أمباز الفول وليته وقف عند ذلك متجاهلاً قول الله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه وأعلموا أن الله غني حميد».
 أو تعلمون ماهي الزكاة التي فرضها الأمين العام لغرب دارفور؟؟ فلقد فرض 30 جنيهًا على الجوال الواحد ونحن نشتري الجوال الواحد من خارج الجنينة بمبلغ «45» جنيهًا من منطقة داخل تشاد تسمى أدري، ألم اقل لكم إن ديوان الزكاة يأخذ أموالنا ويعطينا الزكاة؟؟ علمًا بأن 90 % من هذا الأمباز مستورد من تشاد..
بتاريخ 7/2/2012 أوقفت عرباتنا في الجنينة وهي تحمل 220 جوال أمباز نمرة العربة خ ل ت 5152 وقالوا عليكم بدفع زكاة زروع وثمار على حمولة العربة مبلغ 6600 جنيه، وتم تخفيضها لمبلغ 28 للجوال الواحد أي جملة المدفوع 220*28=6160 جنيها وبعدم الدفع تحجز العربة ودفع غرامة 7000 جنيه ودفع الزكاة كاملة أي 7000+6160 = 13160 جنيه
 ولقد قلنا لهم إنه ليس علينا زكاة زروع فقالوا إن هذا منشور أتحادي فتوكلنا على الله ودفعنا الزكاة بالإيصال المالي 82353301 باسم بدر الدين محمد كباشي.
والآن لدينا قرابة الـ 1000 جوال موجودة بالمخزن بالجنينة بعضها قضى نحبه تلفًا والآخر ينتظر مع العلم أن الأمباز تصيبه فطريات سامة إذا مر عليه 3 أشهر.
ولقد توجهنا بتاريخ 20/2/2012 بشكوى للديوان الاتحادي للسيد مدير الجباية  فاستنكر هذا الأمر وقال إنهم لم يصدروا أي منشور بجواز أخذ زكاة الزروع على أمباز الفول، وقال إن هذا اجتهاد من مولانا أمين الزكاة بالجنينة، وقال إنه سيخاطب الجنينة، ومنذ ذلك اليوم ونحن نهرول جيئة وذهابًا بين ديوان الزكاة الاتحادي وديوان الزكاة الجنينة ولا حياة لمن تنادي، فتقدمنا بشكاوى أخرى للأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي وأمين الجباية وتمت إحالتنا للجنة الفتوى وما أدراك ما لجنة الفتوى التي لا تجتمع الا في فترات متباعدة لا نعلمها.
وذهبنا إلى مجمع الفقه الإسلامي فلم يأتنا الرد حتى الآن.. كما ذهبنا إلى هيئة علماء السودان فتكرموا مشكورين بإصدار فتوى لا تجوز أخذ زكاة الزروع والثمار من الأمباز قولاً واحدًا.
حاتم عوض الله
تعليقنا: يا أمين عام ديوان الزكاة لو فرضنا أنها عروض تجارة لن تصل الزكاة الى هذه النسبة 62 %. مبالغة يصعب تبريرها. أتمنى أن يجد هذا الأمر من الأمين العام الدراسة الكافية.

مظاليم وزارة الصحة R0

وصلتني هذه الرسالة من طبيب يشكو من تأخر رواتبهم، ولا بد أن نقف عند مقدار رواتبهم ومقارنتها برواتب آخرين.. يقول الطبيب:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نبارك لنا ولكم وللوطن تحرير هجليج، ونود منك الإشارة لمشكلتنا في عمودكم المقروء «استفهامات».
عقب أحداث إضرابات الأطباء تم استحداث وظيفة مؤقتة سميت الـ (R0) «آر زيرو»، وهي أن يعمل الطبيب بعقد عمل مدته سنة لوزارة الصحة الاتحادية في الموقع الذي ترغبه الوزارة، ويتم توزيعه بعدها بوصفه نائب اختصاصي في المجال الذي يرغبه.
والمشكلة تكمن في تأخير مرتبات الـ (R0)، ومنذ بداية هذه السنة لاحظنا ان مرتباتنا يتم تأخيرها. ولا نعلم ما هي الاسباب التي دعت لذلك، علماً بأن كل منتسبي الوزارة يصرفون مرتباتهم في الوقت المحدد. والى تاريخ هذه اللحظة لم نستلم مرتباتنا، وبعد حديثي مع مديرة الحسابات بالوزارة يوم الخميس الماضي قالت إن وزارة المالية لم تغذِ حساباتهم بمرتباتنا «علماً بأن كل كوادر الوزارة قد صرفوا مرتباتهم في حينها».
هذه الرسالة وصلتني يوم 21/4/2012م، ولنكن صادقين الجماعة ديل صرفوا يوم 22 المرتب الذي صرفوه بعد 22 يوماً أتدرون كم هو 533 جنيهاً بالإضافة لمئة الرئيس التي تصرف 99 جنيهاً، يعني جملة مرتبهم 632 جنيهاً بواقع 20 جنيهاً في اليوم. وجاءهم هذا المرتب الضئيل بعد 22 يوماً من موعده، وفي الشهرين الماضيين صرفوه بعد 15 يوماً. وكأن المسؤول عن تغذية حساب هؤلاء الأطباء يعتقد أن هذا الراتب ليس مهماً بالنسبة لهم، والمثل يقول: البدين ما بحس بي جوع الجيعان. والذي يتقاضى الراتب المليوني والحوافز المليونية والبدلات المليونية، كيف يشعر ببهدلة صغار الأطباء هؤلاء. بالله تخيل هذا الراتب على ضآلته ألحقوا به تأخيراً ليظل همّ هؤلاء ليس العمل ولا تقديم خدماتهم لمرضاهم، بل زادوهم هما آخر.. فمِنْ منْ يستدينون ليأكلوا وجبة او وجبتين متواضعتين جداً؟ حتى يحن المسؤول عن تغذية الحسابات في وزارة المالية.
إذا رأيتم الأطباء يهرولون الى العمل في الخارج فلا تصفوهم بأية صفة مثل عدم الوطنية. فهؤلاء في بلاد لا تحترم إلا السياسيين، وليس فيها مدلل الا السياسيين. وبصراحة يمكن أن يشكو واحد من هؤلاء الأطباء تأخر راتبه لمن هو أقدم منه ولا يعيره اهتماماً ولا يقدِّر ما فيه من ظرف.
أتروني حصرت نفسي في مسألة تأخر رواتبهم على قلتها فقط، ولم أقفز إلى توظيفهم في وظائف خدمة مدنية، فهم الآن أجراء دون أية امتيازات ولا علاوات ولا فوائد ما بعد الخدمة.. فهم أشبه بعمال اليومية ولا يزيدون عليهم غير ملابسهم النظيفة، وعامل اليومية لا يرضى بعشرين جنيهاً في اليوم. وحتى الصبية الذين يغسلون السيَّارات وكذلك ماسحو الأحذية، فإن دخلهم اليومي أكثر من ذلك بكثير.
وعندما تنصرف الحكومة عن مثل هذه القضايا ويصبح كل همها ترضيات السياسيين والحكومات العريضة، فإنها حكومة تغرق في وحلها ولن تبني وطناً. فثروة البلاد إنسانها، وما أنبل الإنسان السوداني الذي هو دائماً أكبر من حكامه.. بالله عودوا لرسالة هذا الطبيب الشاب الذي يبارك عودة هجليج رغم ما به من تأخر راتب لأكثر من عشرين يوماً.. ما أنبلك يا أنس.

( العلاقات البينية ) ليست نظيفة

إذا سمعت «كلمة العلاقات البينية» ما الذي يخطر على بالك فوراً؟
عبارة ليست نظيفة هل يمكن اختصارها بكلمة واحدة؟ إذا أجبت بـ «وسخة» سأعطيك الدرجة الكاملة.
في سباق التمايز بين طبقات المجتمع والتي بدأت بالتعليم الخاص وجاء بعده العلاج في المستشفيات والمراكز الخاصة وتطور الأمر إلى الأحياء الراقية والمجمعات السكنية المقفولة.. غير أنهم في غمرة كل هذا نسو أن القبور متساوية إلى حد كبير، حتى هذه جاءتني رسالة بالبريد يشكو صاحبها أنهم منعوا من دفن ميتهم في أحمد شرفي بحجة امتلأ المقبرة وبعد ذلك دفن فيها آخرون. «كلو دفن يا عم المشكلة في ما بعد الدفن وسؤال القبر».
العلاقات البينية التي تقع في شارع إفريقيا غرب عفراء مول أي شمال مقر إتحاد أصحاب العمل والتي فيها كل أقسام وزارة الداخلية التي تقدمها للجمهور من جنسية وجواز وتأشيرات سفر ورقم وطني ورخص قيادة وترخيص مركبات وترخيص أسلحة وغيرها مما يمكن أن أكون نسيته أو لم احتاجه حتى هذا اليوم من «خدمات» وزارة الداخلية.
وبما أن كل هذه الأمور العلاقة فيها بين مواطن ورجل شرطة من وزارة الداخلية رأى اتحاد أصحاب العمل أن يميز رجاله باحترامهم وفتح لهم هذا القسم الخاص حتى يقضوا حاجاتهم بعيداً عن العامة وذلك باتفاق مع وزارة الداخلية ويكون ذلك بزيادة الرسوم مقابل هذا التميز.
ولكن بمرور الزمن لم يعد الأمر خاصًا بأصحاب العمل فقط وصار مفتوحًا لكل ذي جيب منفوخ أي قادر على دفع الرسوم الزائدة.
كل هذا كوم ومقبول ولكن إلى أين وصل حال العلاقات البينية بسبب هذا التميز المفترض؟
دخلتها يوم السبت لغرض بسيط صراحة صدمت صدمة أطارت صوابي هذا المقر يشكو مر الشكوى من عدم النظافة الأرض متسخة جداً السلالم متسخة وكأنها من سنين لم يمر عليها عامل نظافة وعلاوة على ذلك حتى الجدران «مجلبطة» بأصابع الناس بعد البصمة شيء مقرف لدرجة يجعل عقلك يطير، وتساءل ما لا حظته أنا في زيارة عابرة ألم يقلق بال مسؤول في هذا المبنى؟ زيادة على الكراسي المكسرة منتشرة في الصالة وكأنها مستودع قمامة خدمات التصوير والمشروبات الغازية في منتصف الصالة وبسبهللية تحير ولن أحدثكم عن أسعارها المضاعفة.. حتى الكراسي ليست مرصوصة بنظام كل كنبة في اتجاه.. لا حول ولا قوة إلا بالله ألا يستحي العاملون بهذا المبنى من هذه الحال.. صراحة غير التكييف ليس فيها ما يحمد.
حتى الزجاج الفاصل بين الجمهور والشرطي الذي يقدم الخدمات لم يفتح الله على مركبه بفتحة على قامة الواقف بل فتحة منخفضة لينحني كل من يريد أن يتحدث مع الضابط أو الشرطي.. أزيد أم كفى عيوباً.
إذا سقم ذوق كل هؤلاء المقيمين في هذا المبنى فليستعينوا بفني ديكور أو شركة نظافة أو.. أو.. الحلول كثيرة ولكن متى يشعر هؤلاء بقبح ما هم فيه هذه هي البداية.
صراحة أنجزت مهمتي في وقت وجيز والمقدم الذي أخرج لي حزمة أوراق وطلب مني أن أجد أوراقي بعد تقليبها بهدوء، لم يكلفني الأمر كثيرًا لأني أحفظ رقم لوحة سيارتي جيداً وشكرت المقدم مدير المرور على حفظ هذه الأوراق كل هذه المدة.
هذه العلاقات البينية تحتاج أن تقفل لمدة أسبوع وترتب جيداً بعقلية فيها من حضارة القرن الحادي والعشرين بعض الشيء.

هجليج ودموع الفرح

هل أستطيع المكابرة في مثل هذا اليوم ولا أكتب في السياسة؟
وأن أتطرق لموضوع مثل انعقاد الاجتماع الأولي لمجلس إدارة مشروع الجزيرة الجديد مثلاً؟ من سيقرأ عن الزراعة في مثل هذا اليوم؟ الكل كان مشدوداً إلى القنوات السودانية وهي تثبت «بيان هام من القوات المسلحة بعد قليل فترقبوه» في السابق عندما يثبت مثل هذا العنوان ينتظر الناس انقلابًا عسكريًا وتبدأ التكهنات في من قاد الانقلاب ومن الذي سيقرأ البيان الأول، ولكن اليوم الجمعة الكل كان ينتظر العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة ليعلن لهم تحرير هجليج. والقليل لم يكن قليلاً فطال الانتظار أكثر من نصف ساعة الى أن خرج على الناس عبد الرحيم وليس الصوارمي أي أن الأمر أكبر من أن يذيعه عقيد مع كامل احترامنا للسيد العقيد البشوش الصوارمي سليم اللغة والذوق.
وافرح الناس عبد الرحيم بأن قواتهم المسلحة والدفاع الشعبي والقوات الأخرى  صلّت الجمعة في هجليج في تمام الساعة 2:20 ظهر الجمعة وحمدنا الله وشكرناه وخرجت المسيرات العفوية، والعفوية هنا ليس لها غير معنى واحد «من تلقاء نفسها» ولم يأمرها ضابط إداري أو كادر حزبي. وهذا أصدق أنواع الخروج للتعبير عن الفرح وقد حدث عدة مرات يوم توريت ويوم أوكامبو.
هذا الشعب أكبر من المؤتمر الوطني فعلى المؤتمر الوطني أن يحترم هذا الشعب بقدر عظمته شعب أصيل يتناسى الظلم والضيم في الوقت المناسب. يقول صلى الله عليه وسلم «رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر» يعني: جهاد النفس؟
هل سيجاهد المؤتمر الوطني نفسه ويصلح من أخطائه الكثيرة التي تملأ صفحات الصحف ومجالس المدينة ليل نهار؟ هل سيلتفت المؤتمر الوطني لهذا الشعب ويحس بأنّاته أم يستمر في برجه العاجي ولا يسمع إلا نفسه؟ يا سادتي إلى متى الانغماس في شهوات الحكم من جمع للمال والناس جياع من توظيف للثروة خاطئ ومن تنمية بدون أولويات ومن أخطاء في الحكم أم الترضيات إلى أن طمع كل من يمشي على قدمين في دخول القصر مستشارًا أو مساعدًا للرئيس.
قائمة عيوب المؤتمر الوطني أشهر من أن يُعقد لها مؤتمر، كل  شخص خرج بالأمس يعلم أن الوطن أكبر من الأحزاب. ألا يعلم المؤتمر الوطني هذه البدهية؟ بدلاً من البحث عن مشكلات الناس في خدماتهم تجد المؤتمر الوطني دائماً يبحث عن ملذات نفسه والأحزاب الأخرى ليرضيها والشعب غائب من قائمتهم.
لا نريد أن نفسد على الشعب السوداني والمؤتمر الوطني فرحتهم بهذا اليوم الفريد اليوم الذي تحررت فيه هجليج بالقوة وهي الدبلوماسية الوحيدة التي يعرفها عالم اليوم هذا عالم لا يحترم إلا الأقوياء. ووفر على المفاوضين وقتًا كبيرًا إن هم عادوا الى طاولة المفاوضات وعرفوا مع منْ يتفاوضون.
بما أني لا اتطرق الى الأمور السياسية كثيرًا أريد أن أفرغ ما في جوفي من أنات، غدًا نعود لهمومنا وهمومكم. يللا افرحوا كلكم.

ورحل سليمان وبابكر

نهنئ أنفسنا والشعب السوداني بعودة هجليج. والتحية للقوات المسلحة والمجاهدين وكل حاملي السلاح. والحمد لله رب العالمين، فهذه هي الدبلوماسية التي يفهمها العالم اليوم، وكل ما خلافها خداع.
كتبنا هذا المقال قبل إعلان تحرير هجليج بساعات، وفرحة هجليج خففت علينا حزننا عليهما.
في يومين متتالين رحل عن دنيانا رجلان من خيرة رجال قريتنا اللعوتة، والخيرية هنا من نوع آخر، فقد شيعت القرية في تلك الليلة ليلة 19 من أبريل 2012م سليمان محمد زين، وما ذكر سليمان إلا وذكر الناس مروءته العالية وحفظ اللسان. وما سكن سليمان في بيت عزابة في أي من مراحل عمره الا وكان خادمهم سليمان. وفي ما خلد من ذكر كان آخر من ينام وأول من يصحو، فيقوم على كل شؤون بيت العزابة، ولا ينافسه ولا يستطيع منافسته أحد وفي صمت رهيب. ولم ينقض نهار الخميس حتى ودعت القرية رجلاً لا يقل عنه نبلاً، ذلكم هو بابكر الصديق. ورحيل بابكر كان فجأة وبلا مقدمات مرض. أول ما خطر لي عندما سمعت بنبأ وفاة بابكر الصديق قلت في نفسي كأن للموت قائمة بمواصفات الرجال، فكلا الرجلين من الذين لا يخرجون كلمة خطأ أبداً، وما سمع الناس منهم إلا كل خير أو الصمت والابتسامة الدائمة.
إذا قلت إن فلاناً لا يعتذر قد تقول هذا رجل لئيم فالاعتذار من شيم الرجال الكرام، ولكن فقيدينا لا يعتذران وذلك لأنهما لا يخطئان أبداً، ويمكن أن تقول ما قالا «معليش» قط وليست في قاموسيهما.
وأن تكون شهادة كل الناس وبلا استثناء واتفاقهم على نبل وشهامة وحفظ اللسان لهذين الفقيدين، فذلك أمر غير عادي فقد شهد لهم الجميع، وما أغنى الله عزَّ وجلَّ عن شهادة خلقه في مخلوقاته، ولكن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «وجبت وأنتم شهداء الله في
أرضه» هو ما جعل الجميع يشهد لهم بكل أمر طيب، وفوق ذلك كله أنهما كانا يجيدان الصمت والابتسام والمروءة العالية.
عزاؤنا أن أهلنا يقولون «الوِلِد ما مات» فكلا الرجلين خلف عدداً من الأبناء نسأل الله أن يحفظهم وأن يرثوا منهما هذه الصفات الحميدة النادرة، فهي أعظم ورثة ولا تحتاج لمفتٍ ولا لقاضٍ لتقسيمها بينهم.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». يا رب إن سليمان وبابكر نشهد أنهما حفظا ما بين لحييهما حفظا نسأل الله أن يرزقنا إياه والكل يغبطهم عليه.
أريد أن أبالغ وأقول إن عدد الكلمات التي تحدث بها هذان الرجلان في عمرهما كله يمكن لآخر أن يصرفها في يوم أو يومين.. قُل أسبوع. فما أنبلكما.. اللهم ارحمهما رحمة واسعة وبارك في ذريتهما يا رب.
كلما كثر الكلام كثر الخطأ.

نحو سلفية واعية

لخميس, 19 نيسان/أبريل 2012  
 
المفكرون دائمًا يسبقون أجيالهم. اريد اليوم ان احيلكم الى الشيخ محمد الغزالي رحمه الله في موضوع بالعنوان أعلاه: ما اشد حاجتنا لقراءة هذا المقال اليوم. إلى مقال الشيخ
مفاهيم قاصرة لمعنى السلفية:
والسلفية ليست فرقة من الناس تسكن بقاعًا من جزيرة العرب و تحيا على نحو اجتماعي معين.. إننا نفهم هذا الفهم ونرفض الانتماء إليه.. إن السلفية نزعة عقلية وعاطفية ترتبط بخير القرون، وتعمق ولاءها لكتاب الله وسنة رسوله، وتحشد جهود المسلمين المادية والأدبية لإعلاء كلمة الله دون نظر إلى عرق أو لون. وفهمها بإسلام وعملها له يرتفعان إلى مستوى عمومه وخلوده وتجاوبه مع الفطرة وقيامه على العقل.
وقد رأيت أناسا يفهمون السلفية على أنها فقه أحمد بن حنبل رضي الله عنه، وهذا خطأ.. ففقه أحمد أحد الخطوط الفكرية في الثقافة الإسلامية التي تسع أئمة الأمصار وغيرهم مهما كثروا.
ورأيت أناسًا يفهمون السلفية على أنها مدرسة النص، وهذا خطأ فإن مدرسة الرأي كمدرسة الأثر في أخذها من الإسلام واعتمادها عليه. وقد كان من هؤلاء من تسموا أخيرًا بأهل الحديث، وسيطرت عليهم أفكار قاصرة في فهم الأخبار المروية، وأحدثوا في الحرم فتنة منكورة. والحديث النبوي ليس حكرًا على طائفة بعينها من المسلمين، بل إنه مصدر رئيس للفقه المذهبي كله. ورأيت ناسًا تغلب عليهم البداوة، يكرهون المكتشفات العلمية الحديثة ولا يحسنون الانتفاع بها في دعم الرسالة الإسلامية وحماية تعاليمها، ويرفضون الحديث في التلفزيون مثلاً لأن ظهور الصورة على الشاشة حرام، ويتناولون المقررات الفلكية والجغرافية بالهزء والإنكار، وهؤلاء في الحقيقة لا سلف ولا خلف، وأدمغتهم تحتاج إلى تشكيل جديد.
ورأيت ناسًا يتبعون الأعنت الأعنت، والأغلظ الأغلظ، من كل رأي قيل، فما يفتون الناس إلا بما يشق عليهم وينغص معايشهم، ويؤخر مسيرة المؤمنين في الدنيا، ويأوي بهم إلى كهوفها المظلمة. وهؤلاء أيضًا لا سلف ولا خلف. إنهم أناس في انتسابهم إلى علوم الدين نظر، وغلبهم معتل الضمير والتفكير.
ورأيت ناسًا يتبعون إلغاء الرقيق بعيون كئيبة! قلت لهم: ألا تعرفون أن هؤلاء العبيد هم أحرار أولاد أحرار اختطفتهم عصابات النخاسة من أقطارهم، وباعتهم كفرانًا وعدوانًا ليكونوا لكم خدمًا، وهم في الحقيقة سادة؟!   ما السلفية التي تقر هذا البلاء؟ وما هؤلاء العلماء الذين ضاقوا بسياسة الملك فيصل في تحريرهم، وإلغاء بيعهم وشرائهم؟ إن الرجل الشهيد أولى بالله منهم.
ورأيت أناسًا يقولون: إن آية «وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا» مرحلية. فإذا أمكنتنا اليد! لم نبق على أحد من الكافرين. قلت ما هذه السلفية. هذا فكر قطاع طرق لا أصحاب دعوة شريفة حصيفة، وأولئك لا يؤمنون على تدريس الإسلام لجماعة من التلامذة بله أن يقدموا في المحافل الدولية والمجامع الدولية. إن العالم الإسلامي الآن متخلف حضاريًا، ومضطرب أخلاقيًا واجتماعيًا وسياسيًا، وبينه وبين الأمم القائدة أمد بعيد.. هذه الأمم تعلم ظاهرًا من الحياة الدنيا، وتفتقر إلى جيل من البشر يذكرها بالله ولقائه. والإسلام وحده هو المالك لهذه الحقائق الهادية. ولكي تؤدي أمته رسالتها
يجب عليها أمران:
الأول: أن تطوي مسافة التخلف الحضاري، والاضطراب الإنساني الذي يشينها ولا يزينها. والثاني: أن تتقدم بشرف وكياسة لتقول للناس كلهم: «يأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا». ولكي ننجح في عملنا يجب أن نقتفي آثار سلفنا. والسلفية هنا عنوان كبير لحقيقة كبيرة أساسها العقل الحر المكتشف الدءوب. إن هذا العقل عندما رغب عن البحث في الذات العليا وحقيقة الصفات، كان يحترم نفسه عندما توقف. والعلم المعاصر نجح أيما نجاح عندما بحث في المادة التي بين يديه ولم يبحث في ربها ـ سبحانه ـ فأنى له البحث فيما لا يملك ولا يقدر؟!
من أجل ذلك نرفض النظرات الكلامية، ونقبل المذاهب الفقهية، ونضع الشبكة القانونية التي يتطلبها انتقال الحياة من طور إلى طور. من أجل ذلك نهش للتقدم العلمي ونطوعه لنص مبادئنا ومثلنا. من أجل ذلك نرى ضرورة إزاحة البله وذوي العقد النفسية من قيادة الفكر الديني، فإنهم غشاوات على البصائر، وحجب على الضمائر. إننا محتاجون إلى فقهاء يستطيعون النظر في سياسة المال والحكم، ويرفضون أن يسبقهم الإلحاد إلى اجتذاب الشعوب الفقيرة في هذه الميادين الخطيرة. ومحتاجون إلى فقهاء يهيمنون على شئون التربية والإعلام برحابة الإسلام وبشاشته لا بالتزمت والتكلف. إن الفقه الإسلامي كما قدمه سلفنا حضارة ومعجزة، أما الفقه الإسلامي كما يقدمه البعض الآن فهو يميت ولا يُحيي.

قَرط على كده

جاك الفرج يا وزير المالية
الخبر من صحيفة الأحداث يوم 16/4/2012 م «أماط النائب البرلماني عن نواب كتلة المؤتمر الوطني بالبرلمان اللثام عن اجتماع عقدته الكتلة نهاية الأسبوع الماضي شارك فيه أكثر من «230» عضواً بقيادة مستشار رئيس الجمهورية رئيس الكتلة غازي صلاح الدين عن خطة يجري التحضير لها في أضابير البرلمان تقضي بتقليص وزراء الحكومة إلى «15» وزيرًا فقط، بما يضمن مشاركة الأحزاب الحالية بعدد وزير لكل حزب. ودعا عبد الرؤوف في تصريحات صحفية أمس الأول إلى ضرورة حل الحكم الفيدرالي الذي قال إنه فشل على نحو ذريع».
طيب عيوب هذه الحكومة معروفة من فوق لتحت لماذا لا يتم الاصلاح؟ من خدع المؤتمر الوطني وأخافه وطلب منه هذه الترضيات بحجة أن الترضيات تضمن الاستقرار وان من يرضون وراءهم قواعد تأتمر بأمرهم وتنتهي بنهيهم. يا سادة المؤتمر الوطني معظم من ترضونهم من خزينة الدولة ليس وراءهم إلا نفوسهم الأنانية ومعظمهم متسلقون حتى المؤتمر الوطني ملأت صفوفه هذه الأصناف وذلك منذ أن رفع شعار الاستقطاب حيث «طردت جدادة الخلاج جدادة البيت» واستمتعت القيادات بهذا الكومبارس الذي لا يقول لا حتى في تشهده.
مهما يكن إن صح الخبر أعلاه نقول هذا وقت الاعتراف بالخطأ والتصويب فعلاً لم يقبل عاقل بهذه الحكومة المترهلة، هذه ليست مترهلة فقط بل مبهولة بالله كيف يكون عدد الوزراء فوق السبعين في بلد الفقر فيها....« كم نقول؟ بلا نسب». وكم مرة كتبنا عن هذا؟
الجديد في هذا الاجتماع الاعتراف بترهل وفشل الحكم الفيدرالي وهذه أيضًا جاءت تحت المشاركة في الحكم وتقليص الظل الإداري ولم يحدث لا هذا ولا ذاك بل ابتُليت الأمة بجيش من الدستوريين وصارت تصرف عليهم وكل يوم هم في زيادة. حتى كرم الله الذي خفضهم الى النصف يوم تولى حكم القضارف رجع في المرة الثانية واعادهم بأكثر مما كانوا. وأسألوهم كم من وزير في الأقاليم لا يعرف له برنامجًا ولا خطة ويملأ الوقت بالجولات واللقاءات.
إذا ما نفذت الحكومة ما قالت في هذا البرنامج بهذه القوة وقلصت عددًا الوزراء الاتحاديين الى «15» وجعلت على كل ولاية واليًا واحدًا ومساعدًا إداريًا وآخر ماليًا واختارت الولاة بعناية ليس فيها أي مجاملة أو توازنات بل بالكفاءة معيارًا وحيداً، إذا ما فعلت ذلك فإنها أخيرًا تكون بدأت السير على الطريق الصحيح.
هذا بالإضافة الى إلغاء المجاملات في تعيين الوزراء من شاكلة هذا صديق الرئيس وهذا من جماعة شيخ فلان البلد مليئة بالكفاءات المستعدة للعمل إذا ما احتُرمت قدراتها بدون دونية سياسية.
وبعد أن يتم هذا تلتفت الحكومة إلى الصرف من خزينة الدولة ومفارقاته والتجنيب والرسوم والأتاوت التي لا تدخل خزينة الدولة وقتها يمكن أن يسكت الناس عن الفساد وسينحدر مؤشره.
يا رب يصدقوا هذه المرة ولاّ يمر كما يمر البنج الموضعي.