الجمعة، 30 نوفمبر 2012

عواس السم يذوقه

 الخميس, 29 تشرين2/نوفمبر 2012

«طائرة خاصة نقلت وزير الصحة بحكومة كسلا عبد الله محمد درف مساء أمس الأول إلى الخرطوم بعد تعرضه لوعكة صحية ألزمته السرير الأبيض بمستشفى رويال كير.. درف خضع لفحوصات أولية طمأنت أهله بأرض التاكا وإخوانه في المؤتمر الوطني».
هذا هو الخبر الذي اوردته «الإنتباهة» في صفحتها الثالثة ليوم الثلاثاء 27/11/2012م. ولو كان الوزير المنقول إلى رويال كير بالطائرة وزير التربية والتعليم لما اندهشنا، ولو كان وزير الزراعة لما اندهشنا، ولكن دهشتنا جاءت من أن وزير الصحة لم تعجبه مرافق ولايته الصحية.. طيب يا سيادة الوزير مدني فيها مستشفيات، وأي «لاندكرزر» يمكن أن توصلك مدني في فترة معقولة مع مرافقين مسعفين تنتقيهم من ولايتك انتقاءً «وإذا ما فيها من تثق فيه خذ من علامات التعجب ما تشاء!!!!» طيب بلاش مدني وبلاش القضارف.. لماذا لم ينقل الى مستشفى الخرطوم وليكن في القسم الجنوبي حيث (VIP).. طيب إن كان مستشفى الخرطوم وقسمها الجنوبي أقل من المقام الوزاري الرفيع السلاح الطبي التابع لوزارة الدفاع فيه أجنحة خاصة وساهرون التابع لوزارة الداخلية كذلك فيه اجنحة خاصة. لماذا رويال كير؟ «أسمع هامساً يقول: بالله مش بارك الله فيه ما ذهب للأردن أو السعودية.. ما كتر خيرو رضى ليك برويال كير»؟
بالمناسبة رويال تعني «ملكي» كم ملك في بلادنا؟ فحتى الممالك على سبيل المثال بريطانيا والأردن والسعودية في كل منها ملك واحد، وكم  عدد ملوكنا يا ربي؟ وما دام وزير الصحة الذي لم تقنعه مرافق صحة الولاية ولا جيرانه ولا مرافق الصحة الاتحادية ولا حتى مرافق الجيش والشرطة على تطورها، ولم يرض إلا برويال كير مكانا لعلاجه، فلا بد أن يسأل مواطن كسلا: فاتورة علاج الوزير على منْ؟ واجرة الطائرة على منْ؟ ونسأل الله له الشفاء، ولكن بعد أن يشفى عليه أن يراجع نفسه كثيراً.. هل هناك فرق بين نفس بشرية ونفس؟ كلها عند الله سواء.. وعليه أن يقارن بين فاتورة علاجه وما يحتاجه مستشفى كسلا حتى يكون المستشفى لعلاجه وعلاج من يسأل الله عنهم.
وليس أقل من ذلك مدعاة للاستغراب إلا أن يكون والي الولاية عزابياً في الولاية التي يحكمها، وذلك لأن عائلته تسكن الخرطوم، ومهما بحث المرء عن مبرر سيكون غير مقنع، وإذا كان بحجة تعليم الأولاد فتلك مصيبة، ولو كان لتوفر الخدمات في الخرطوم بكثرة وليس في الولاية منها إلا القليل، فعلى الوالي أن يترجل «ويترجل هنا تحمل عدة معانٍ، وأنا ما بفسر والقارئ ما بقصر».
يا سادة.. لا أجد مفتاحاً للحكم الراشد مثل مفتاح القدوة الحسنة، ولكم في رسول الله أسوة حسنة، ومتى ما شعر الحاكم بأنه فوق الشعب وعلى الشعب أن يسهر على راحته فهو ليس جديراً بالحكم، وما لم يشعر الحاكم مهما كان مستوى حكمه بأنه خادم للشعب ويجب أن يسهر على راحة الشعب، فليترجل ويترجل هنا لها معنى واحد فقط.

حسان سعد الدين

  الأربعاء, 28 تشرين2/نوفمبر 2012

لم أكتب الأستاذ في العنوان وجيلنا يحفظ الاسم كما يحفظ سورة الفاتحة ولا يحتاج للقب، وفي قناة أم درمان أطل الرجل في برنامج يا أمير مساء الخير الذي تقدمه الأستاذة نادية عثمان مختار وتسمرت أما القناة فكل كلمة من كلام الرجل بالنسبة لنا لها وقع ومعنى ويزيدها بهاءً صوته القوي الجهوري.
فكانت ذكريات الرجل وحديثه عن ماضي أيامه والأدوار التي لعبها والمناصب التي تقلدها وإسهامه فيها وقوده في كل ذلك كما قال إنه لا يهتم إلا بعمله لا يهمه تثبيط المثبطين ولا شنآن الظالمين وقائده ضميره كيف لا والرجل حلفاوي وبالمناسبة الحلفاويين حسب معاشرتي لبعضهم لا يعرفون الوسط إما (صفر% أو 100%)، وكانت ذكرياته في جوبا رائعة، من تحريكه لليل جوبا الذي كان لا يعرف الحركة فشغل السينما المتجولة وأحيا ليلة للنقارة والفلكلور الشعبي وجمع الناس وسمروا ليالي، وزاد على ذلك أن أقام حفلاً غنائياً جاء بفنانين من الخرطوم متطوعين لم يبق من الذاكرة مما ذكر من أسماء إلا سيد خليفة رحمه الله.
وفي زيارة للسيد الزعيم إسماعيل الأزهري لجوبا قدم حسان سعد الدين كلمة الحفل وكان حامد علي شاش مدير المديرية لنقف قليلاً عند شاش الذي اثنى عليه الرجل وقال إنه من أميز الإداريين الذين عرفهم تأمل شاش من الشرق، وحسان من أقصى الشمال حلفا، وأزهري من أم درمان، واللقاء في جوبا ما أحلاه من مزيج يبدو أننا فقدناه والرجوع إليه يحتاج جهداً خارقاً، بعد أن أنهى سعد الدين كلمته أرسل إليه إسماعيل الأزهري يطلبه وقال له يا بني مكانك ليس هنا مكانك القصر وأمرت بنقلك للقصر.
وبدا حكاياته في القصر وشد ما لفت نظري أن بعض الوشاة أو بلغة اليوم الذين كانوا يحفرون له وما أكثر الحفارين في كل العصور والذين لا يطيقون من يتفوق عليهم غيرة أو حسدًا، جاء واحد من هؤلاء للزعيم الأزهري وقال إن حسان أخو مسلم أي من جماعة الإخوان المسلمين. تأملوا رد الزعيم: يا ابني إن العمل عندنا بالكفاءة والمواطنة وليس بالانتماء والولاء. (لو كنت معهم لقلت له: ينصر دينك يا ريس).
الشيء بالشيء يذكر حدثني من اثق فيه أن مهندسة كتبت تقريرًا في زملاء لها فعلوا بالمال العام شراً وقدمته للمهندس عبد الوهاب محمد عثمان يوم كان وزيرًا للتخطيط بولاية الخرطوم، فجاء بهم فأرادوا أن يألبوا الوزير على كاتبة التقرير، وقالوا له يا ريس دي شيوعية. فكان رد عبد الوهاب: إن شاء الله كافرة دا ما يهمني هل ما كتبته صحيحاً؟؟ ورد ما أخذوا على داير المليم، والعهدة على الراوي.
نعود لحسان هذا الشيخ ذو الصوت القوي الذي أحدث في الإعلام تطويرًا أينما ذهب وخصوصًا ما يعرف بالإعلام الانمائي أو إعلام التنمية في زمن ليس كهذا من حيث المعينات اللوجستية والتقنية، وكان إن حاز إعجاب كل من عرف فضله، لا نملك إلا أن نقول متعك الله بالصحة والعافية يا أستاذ حسان سعد الدين وتغفر لك اسهاماتك ولو جاء بعضها من تحت عباءة الاتحاد الاشتراكي.
شكراً الأستاذة نادية وشكرًا للمرة الثالثة لقناة أم درمان الناطقة باسم جيلنا.
> تنويه واعتذار:
أورد الأخ حيدر الترمذي أن المقدم د. مجاهد الفادني هو مدير الإعلام بالجمارك والصحيح أن مدير الإعلام بالجمارك هو سعادة العميد سامي الفاتح فله العذر.

حكومة الكترونية تحت تحت

  الثلاثاء, 27 تشرين2/نوفمبر 2012

الثابت والمتغير يكثر ذكرهما في الجبر. نريد أن نستلف المصطلحين اليوم لنقول الثابت هو البنى التحتية، والمتغير هو الحكومات. يعني يمكننا أن نكتب عن الثوابت بكل أريحية وتحت كل متغير.
بعد موضوع المهندس حيدر الترمذي الذي كتبه هنا تحت عنوان «أم قدة»، وكال للجمارك ما كال واعتذر بالأمس، بعد أن انجلت الحقيقة وعُرف أين الخطأ، وبدعوة من الدكتور مجاهد الفادني لزيارة الإدارة العامة للجمارك سمعنا كلاماً طيباً عن الجمارك، وما جد فيها من بيئة عمل وتطور بفضل الله ثم بفضل القائمين عليها.
  طبعاً مهما أحكمت دائرة أو مصلحة من المصالح ما بين يديها من تجويد بالطريقة ذاتها، لن يرحمها الزمن وستجد نفسها تقدم أقل المطلوب لتطور المتطلبات وكثرتها. يعني مهما أبدع مبدعو الجمارك وأخلصوا، سيجدون أن دفاترهم التي تركها المستعمر لن تفي بالغرض، ولا بد من وسائل وتقانات حديثة تختصر الزمن والمسافات وتقلل التكلفة وتجيد الرصد وتتقنه حد الإتقان.
وكانت «الاسيكودا» asycuda  =Automated SYstem for CUstoms DAta. كثير من القراء كانت له علاقة مع الجمارك على الأقل المسافرين ناهيك عن التجار المستوردين والمصدرين. وكانت الإجراءات معقدة شهادة، مخلص، كشيف، تقدير، تصديق، توريد وإفراج، هذا حسب معرفتي المتواضعة. وكل خطوة من هذه الخطوات تحتاج زمناً ومالاً ومعرفة وأحياناً غير ذلك كأن تبحث من يقدر لك تقديراً منخفضاً لتنخفض معه الرسوم الجمركية في أسوأ نوع من تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. هنالك أسوأ من ذلك ليس هذا يومه.
وجاء هذا النظام العالمي للجمارك ASYCUDA وهو نظام رقمي أو برنامج حاسوبي عالمي يضمن معايير عالمية حتى لا تنفرد دولة بمواطنيها وتضع لهم جمارك سيارات مثلاً «134 %». هذا البرنامج يريح كل من ذكرنا، فالمخلص دون أن يتحرك من مكتبه وعبر الانترنت يمكنه أن يقدم شهادته  للجمارك، والبرنامج مرصود فيه كل صنف من الأصناف وتقديره الجمركي ومدى الاستعمال، والبرنامج يقوم بكل الإجراءات «ويقنطر» الأمر مكتملاً لا ينقصه إلا الدفع، ويتم ذلك عبر البنوك بل عبر بنك فيصل الإسلامي فقط «حتى الآن» حتى الآن هذه للدفع وليس للإسلامي.
كل محطات الجمارك في جميع أنحاء القطر مربوطة بهذا البرنامج، وكل عملها مرصود ثانية بثانية لا مجال لتهرب جمركي من الأبواب الرئيسة «لكن الحدود المفتوحة هي مسؤولية جهات أخرى».
داخل غرفة التحكم في هذا البرنامج، شباب مؤهلون تأهيلاً عالياً، ومدربون تدريباً ممتازاً عليه من كل الجوانب soft ware &hard ware أي البرامج والأجهزة والأجهزة المركزية، أو ما يسمى بالخوادم servers  محصنة تحصيناً جيداً وفي مكان آمن حسياً ومعنوياً، أي محصن من نوائب الدهر كانقطاع الكهرباء الذي وفرت لها عدة بدائل حتى لا ينقطع البرنامج لحظة واحدة وكاشفات الأخطاء وخصوصاً درجات الحرارة داخل الأجهزة وداخل غرف الأجهزة، أما الدخول إليها فلا يتم إلا عبر بصمة محددة.
عودة إلى كلمة «شباب» فعلاً شباب وهم أمل هذه الأمة، ويجب فك الكنكشة وإذا عصيّ المكنكشون سياسياً وأصروا أن لا بديل لهم إلا هم، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وعلى الشباب أن يقودوا مرافق الدولة بعقلية اليوم، على سبيل المثال مدير هذه الوحدة في الجمارك برتبة عقيد، ولكن ليس هذا مؤهله الوحيد، فهو يحمل شهادة الدكتوراه وكل الذين معه خريجو هذه المجالات المتقدمة في هندسة الكمبيوتر والبرمجة وتقانة المعلومات. بقي أن نقول هذه لبنة من لبنات الحكومة الالكترونية التي يجب أن تسود كل الدولة، ووزارة الداخلية تريد الحكومة الالكترونية لكن بحيث لا تورد مواردها لوزارة المالية، وتقف عندها، ودليلنا استباقها لعقد مع بنك فيصل ليجبي لها جباياتها.
موضوع حوسبة الجمارك سرنا، ويمكن أن نقول فيه أكثر من ذلك لولا ضيق المساحة. شكراً جمارك السودان المتشببة.

جرادة الجمارك وعنكبوت الخدمة المدنية

  الإثنين, 26 تشرين2/نوفمبر 2012


الجودة الشاملة مصطلح حديث لعلماء الإدارة يعنى فيما يعنى تلك العملية المستمرة للإدارة لتقديم خدمات ممتازة للمستفيدين وبصورة مستدامة ويتم ذلك بآلية ذات أجهزة حساسة لالتقاط ردود الأفعال موجبة كانت ام سالبة وهذه الآلية بالطبع هي الإدارة الممتازة.
أُخذ مصطلح الجودة الشاملة من الطبيعة ومن أضعف مخلوقاتها وهى الحشرات التى منحها الله سبحانه وتعالى اجهزة للاستشعار وهى القرون وتختلف هذه الأجهزة باختلاف ما هيئ له هذا المخلوق فهى تختلف فى الشكل والطول وحرية الحركة.
وأكثر الحشرات امتلاكًا لاجهزة استشعار قوية ومتميزة هى الجرادة ذلك المخلوق الذى حيَّر العالم حتى كون له منظمة خاصة به.
الجراد يلتقط الإشارات السالبة والموجبة فيقوم بتحليلها والاستفادة منها لتصبح برنامج حياة ما دامت هنالك متغيرات، فالجراد يقطع المسافات الطويلة لذا فهو يحتاج لاستقراء الطقس وتحديد مواطن المياه والخضرة للاستفادة منها، ويقال ان اضعف الحشرات استشعارًا وحساسية هو العنكبوت فهو لا يحتاج للحركة إلا فى مساحات ضيقة كما ان حاجته قليلة وطموحه ضئيل ولذا تراه يحرك هذه القرون بكثرة بسبب ضعف امكاناتها.
هذه المقدمة رأيتها لازمة ذلك لاننى قد كتبت فى هذا المكان منتقدًا ومعنفًا الإدارة العامة للجمارك حيث إني قصدتها في مهمة رسمية فأوصد موظفو الاستقبال الباب امامي بحجة ان هناك احتفالاً يشهده المدير العام وكل العاملين ولن تجد من يعينك فى مهمتك هذه فقفلت راجعًا متحسرًا اذ كيف يتوقف العمل فى مفتتح الاسبوع وساعات الصباح الاولى.
 بمبادرة كريمة من الاستاذ احمد المصطفى جمعنى لقاء بسعادة المقدم د. مجاهد الفادنى مدير الاعلام بالجمارك وحسن ادب الرجل جعله يحضر اليَّ حيث انا لا اذهب الى حيث هو وكان ذاك بمكتب سعادة المقدم صلاح سليمان.
الغريب فى الامر ان النقاش حول ما كتبت لم يستغرق سوى دقائق اوضحوا خلالها بانه فعلاً كان هناك تجمع لبعض المنسوبين بغرض التوجيه المعنوى وليس كلهم ولم يكن بينهم المدير العام انما كان ذلك بحضور احد الضباط برتبة العميد  كما ان دولاب العمل لم يتوقف مطلقًا.
 دلفنا بعد ذلك نجوس فى موضوعات اعمق وآفاق ارحب للنقاش فقد تناولنا دور العلاقات العامة والإعلام واللذين صارا من العلوم التي تدرس بالجامعات، كما تناولنا اهمية ترقية اداء موظفى الاستقبال حتى لا يكون احدهم مثل الساتر الترابي او السياج الحديدي يمنع ويصد انما يتعدى دوره الى فهم طبيعة ودور المؤسسة التي ينتمي اليها وكيف ان ذلك يمكن ان يوفر الكثير من الوقت لمراجعي مؤسستهم حيث انه فى احايين كثيرة يقصد احدنا المكان الخطأ ويذهب الى آخر فى التوقيت الخطأ ولا يكتشف ذلك الا بعد ضياع الكثير من الزمن، وسبحان الله، فقد ذكر لى احد الزملاء ان وظيفة الاستقبال تم استدعاؤها من قوله صلى الله عليه وسلم «وتبسمك فى وجه اخيك صدقة».
عزيزى مدير عام الجمارك جئت لأبنائك مناقشًا فجلست بينهم طالبًا
جرادة الجمارك تستحق الاشادة والقلادة فهى تلتقط السالب للتقييم والتقويم وتلتقط الموجب لمزيد من التجويد.
طلاب الدراسات العليا امامهم موضوع رسالة جاهز بعنوان:
«دور العلاقات العامة والاعلام فى ترقية المهنة وتجويد الاداء-الجمارك السودانية نموذجًا»
«يا ربى دا كسير تلج»
السادة مدير الجمارك وكل العاملين بها حيث ما حطت اقدامكم لكم العتبى حتى ترضوا وفيكم العشم لاطلاق سراح أسرة المرضى بمستشفى جبل موية.
اما عنكبوت الخدمة المدنية والذى نعود اليه لاحقًا فوالدهم يسكن وزارة المالية وابناؤه يستمتعون بالجو الرطب بادارات الاستثمار بمرافق الدولة المختلفة ويخالجنى الشك ان بعضًا من احفاده يحاولون التسلل الى مفوضية ابى قناية لمشاركتها احتفالات عيد ميلادها الأول.
م / حيدر الترمذي
> تعليق الاستفهامات:
غداً بإذن الله نكتب عن جديد الجمارك.  أسرة مستشفى جبل موية هم فكوها الله يرضى ناس الصحة قالوا مستعملة ما تدخل. يا ناس الصحة هذا سرير وليس جهازًا.

القمح على خطى القطن

  الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2012

كما قلنا كتبنا عن الزراعة وعن مشروع الجزيرة ما يكفي إلا أن الأمر يصعد إلى قائمة الأولويات الملحة.. وكيف نسكت مهما مللنا والحال هذا لا يراوح مكانه إلا كبيت شعر أمرئ القيس.
أوصلت شركة الأقطان القطن إلى ما أوصلته إليه، أنقول للدرك الأسفل لا لا بل أكثر من الدرك الأسفل وذلك بأن صار عالي التكاليف قليل الإنتاج سالب العائد بالنسية لزارعه، ولم يتم ذلك بين يوم وليلة بل على سنوات عديدة وكلما قلنا إن الدولة ستعقل وتمسك بأيدي (المخربين) (حلوة المخربين الأيام دي طالعة في الكفر وسترتاح كلمة فساد وتأخذ إجازة).. لم تمسك الدولة يد مخربي القطن لا في عامهم الأول ولا الثاني ولا الثالث بل أطلقت يدهم ليعوسوا فيه كما يشتهون وصاروا يتفننون في القطن تمويلاً وتسويقاً وحاجات تانية حامياه.
وعندما بلغت رائحة ما يجري في  شركة الأقطان ما بلغت وعمت الرائحة ولم يعد سرًا تمت تلك المسرحية التي لم تنتهِ فصولها بعد.. ولكن المزارع لم يعد لزراعة القطن كما كان ولم تبلغ المساحة في مشروع الجزيرة إلا (10%) مما كان يزرع سابقاً والمحاولات جارية لتعيد للمزارع ابتسامته إن كان في الأمر ابتسامة أصلاً.
بعد القطن يأتي القمح أهميةً ولم ننسى (من لا يملك قوته لا يملك قراره) وارتفع استهلاك القمح إلى مليوني طن في العام وجله مستورد كواحدة من خيباتنا لا رضينا بطعامنا القديم ولا أنتجنا الجديد.. وزير الزراعة في سعيه لزراعة أكبر مساحة من القمح في مشروع الجزيرة وتحفيزاً للمزارع رفع سعر الجوال إلى (250) جنيه.. إذا سألتني أن هذا ليس رفعًا وإنما تطبيق التضخم الذي حدث وفرق العملة في هذه المدة أي بين الموسمين في السنة الماضية كان السعر (250) جنيهًا.
ليس هذا فحسب بل وزير الزراعة بدأ بالمقلوب إذا التحفيز المطلوب هو في الزراعة نفسها وليس في التسويق. كيف يزرع المزارع القمح وجيبه بنت فيه العنكبوت هذا إذا قبلت العنكبوت أن تدخل جيب المزارع.
وهنا تأتي شركة اسمها (المزدانة) لا أعرف مالكيها ولكنها منذ عدة سنوات تقوم بتمويل القمح في القسم  الشمالي وللمزارعين معها تجارب شبيهة بشركة الأقطان وكأنها تلميذتها وذلك في ارتفاع التكلفة وعدم متابعة ما يزيد الإنتاج ودغمسة الحسابات فلا يعلم الذين زرعوا بتمويل هذه الشركة كشف حساب ولا تفاصيل تكاليف ولا وزن قمح ولا  لا لا (أزرع وسلمنا قمحك وبعدين نتحاسب) هذه طريقة هذه الشركة والتي أطلت برأسها من جديد متمسكنة وتدعى الخسارة في المواسم السابقة وعايزة ضمانات من الروابط وليس المزارعين.. لن تزرع مساحة القمح المطلوبة بهذه الطريقة في هذا الموسم؟
وحتى لا تفاجئ وزير الزراعة النتائج عليه أن يبحث عن تمويل للقمح ولو من التمويل الأصغر وتمويل القمح من أسهل ما يكون ومدته معقولة المزارع يريد التحضير والتقاوي والسماد فقط والأمر لا يحتاج شطارة شركات ودغمسة.. بقليل من الإدارة يمكن أن يمول القمح وتزرع أكبر مساحة.
هذا هو دعم القمح الذي يجب وليس التسويق.
> كسرة:
غداً بإذن الله «م» حيدر والجمارك نيو لوك.

تعقيبات

  السبت, 24 تشرين2/نوفمبر 2012

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
٭ بالإشارة لما ورد بصحيفتكم بتاريخ (6/11/2012م) للكاتب/ أحمد المصطفى إبراهيم في عمود (استفهامات) تحت عنوان (الرقم الوطني... شكراً) نوضح الآتي:
٭ تحدث الكاتب عن سلسلة الإجراءات التي تمت معه والتي من ضمنها مسألة تصوير وحفظ المستندات سيتم الوقوف على هذه الملحوظة التي تفضل بها كاتب العمود في ذلك، أما مسألة الدقة الزائدة والحذر في التحري فتلك هي الخطوة الأخيرة الخاصة بالتصديق ولا بد أن تكون بالضرورة دقيقة حيث يتم فيها مراجعة كل الإجراءات التي سبقت.
٭ هذه الخطوة والإجراء الذي قام به كاتب العمود هو مرحلة التسجيل الأساسي والذي يُمنح بمقتضاه المواطن الرقم الوطني وهو رقم مفرد لا يتكرر معرف للشخص، وباكتمال تسجيل الشخص يُمنح شهادة قيد مدني تحوي بعض معلوماته ورقمه الوطني وهذه الشهادة وبهذا الشكل المقرر تثبت التسجيل وتحدِّد الرقم الوطني للشخص وهي ليست وثيقة ثبوتية ولا تُلغي الوثائق الثبوتية.
٭ حيث إن الوثيقة الثبوتية التعريفية التي تصدر بموجب قانون السجل المدني هي بطاقة إثبات الشخصية ومستند رسمي لإثبات هُوية حاملها وهي بذلك تقوم مقام شهادة الجنسية والبطاقة الشخصية القديمة وتلغيها ولكن البطاقة الشخصية الجديدة لازمة التقديم والإبراز للجهات التي تطلب لإثبات شخصية حاملها.فيما يتعلق بربط الرقم والتسجيل بسجلات ومؤسسات الدولة الأخرى فنجيب بنعم حيث إن السجل المدني وسجلاته هو نواة للحكومة الإلكترونية ومتاح قانوناً لكل هذه المؤسسات أن تربط بنوافذ مع السجل المدني لتأخذ من المعلومات ما يناسب اختصاصاتها مع الحفاظ تماماً على مبدأ خصوصية وسرية المعلومات، وهذه الخطوات جارٍ الترتيب لها إدارياً وفنياً الآن لتكتمل قريباً جداً.
٭ متى يكتمل التسجيل المدني؟ نشير إلى أن التسجيل واجب بالقانون على كل مواطن، والمرحلة الحالية هي مرحلة التسجيل الأساسي لكل المواطنين والتي حددنا لها وفق قدراتنا البشرية والفنية أن تنتهي بنهاية العام »2013م« والأمر لن يُترك على المزاج الشخصي، وهنالك عدد من القيود والضوابط والربط بمعاملات الدولة المختلفة مما يلزم المواطن ويُحتم عليه التسجيل ثم من بعد يظل التسجيل مستمراً فيما يُعرف بتسجيل الواقعات الحياتية المستمرة.
٭ مسألة تجديد وتحديث البيانات، فنشير إلى أن هنالك بيانات ثابتة لا تحتاج لتجديد مثل العمر والسكن والحالة الاجتماعية.. إلخ، ولذلك يصبح التعديل متاحاً بضوابطه في أي وقت وهنالك تحديث مربوط بوقت محدد مثل تحديث صورة حامل البطاقة الشخصية والتي تجدد كل خمس سنوات.
٭ شاكرين الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم على كل ما أثاره من استفهامات مهمة وجيدة وإشادته بالعمل في التسجيل للرقم الوطني، ونؤكد له وللجميع حرصنا واستفادتنا من كل الملحوظات والآراء التي تُكتب والتي ساهمت في إنجاح هذا المشروع الكبير.
٭ وهذا ما لزم توضيحه. لكم الشكر.
المكتب الصحفي للشرطة
وتعقيب آخر
الأخ الكريم/ الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم
السلام عليكم ورحمة الله
ورد بعمودكم المقروء بصحيفة الإنتباهة الغراء (استفهامات) مقال بعنوان (رابعة الأثافي شيء لا يصدق) حديثكم عن الساحة الخضراء أرجو التكرم شاكرًا نشر ردنا على مقالكم بالعدد رقم »2393« بتاريخ (5 نوفمبر 2012م) عملاً بمبدأ الرأي الآخر.
أولاً: نشيد بما تبذلونه من جهدٍ يصب في مصلحة الوطن الكبير فإنكم كما قال الروائي الضخم الراحل المقيم الطيب صالح رحمه الله.. قال: »إن الكاتب جزء من الوطن«.
ثانياً: نشكركم جزيل الشكر على إطرائكم على الساحة الخضراء في قولكم البليغ إن الساحة الخضراء صارت بلا شك متنفسًا للأسر وأنها غاية في الروعة والجمال ولكن ما أزعجك اللوحة الحديدية التي توضح ملكية الساحة للقصر الجمهوري ـ فقلت لماذا لا ينيب القصر ولاية الخرطوم أو وزارة المالية لهذا الشأن ـ أي بلاد العالم تلك التي يكون فيها القصر الجمهوري مستثمراً وأين؟ في قلب العاصمة بل وفي الطريق المؤدي إلى مطارها الدولي وأمام أنظار الزائرين والسائحين. إن حسك العالي وحرصك على الوطن وعلى مؤسسة الرئاسة التي هي رمز لسيادة البلد وعنوان عزتها وهيبتها ـ ذات النظرة تطابقت مع نظرة مسؤولي الرئاسة فكان المرسوم الجمهوري رقم »39/2011« الذي قضى بتحول إشراف الساحة الخضراء لولاية الخرطوم دون ملكيتها وبموجب تعليق الأخ الوالي على خطاب وزير مجلس الوزراء والذي خول بموجبه وزير التخطيط والتنمية العمرانية بالإشراف على الساحة الخضراء نيابة عن حكومة الولاية. وزارة التخطيط العمراني طرحت عطاء لتشغيل وإدارة الساحة للشركات المتخصصة وفق شروطها. تقدمت شركة مزن للسياحة النيلية والبرية كشركة متخصصة لها عدة مناشط في مجال السياحة بالبجراوية والسبلوقة بولاية نهر النيل وقصر القيروان ومزن بيتش بولاية الخرطوم. وإدارة الساحة الخضراء تتبع لشركة مزن. وقد تم إبرام عقد تشغيل بين وزارة التخطيط العمراني وشركة مزن للسياحة النيلية والبرية المحدودة.
حتى وزارة التخطيط والبنى التحتية علاقتها مع مزن عبر مجلس الإدارة والتقارير. بموجب عقد تشغيل يمكن أن يسمى اصطلاحاً شراكة ذكية. والحسابات والتشغيل الذي يشمل الزراعة وإدارة النظافة وإدارة التأمين وسداد فواتير الكهرباء والماء. وعمال التذاكر ومشغلي الألعاب والنشاط الثقافي والاجتماعي والمنتدى الفكري والفعاليات المصاحبة بالساحة هي جزء من مهام إدارة الساحة التابعة لشركة مزن. مما أوضحنا نؤكد أن القصر الجمهوري لا علاقة له بإدارة الساحة ولا حساباتها.
أما اللافتة فقد تم إعدادها في مرحلة إعداد تأهيل الساحة كما هو معمول به في كل المشروعات تحت الإنشاء ـ وكلمة الساحة على البوابة الرئيسة وأنها مكتوبة بالهاء وليس التاء المربوطة شكراً لك سنقوم بتصحيحها. نحن في سعينا الدؤوب نحو الكمال (الكمال لله) نهتم بالنقد البناء حتى تغدو الساحة كما تريدون بإذن الله. وجزاكم الله خيراً
محمد آدم عربي
المدير التنفيذي للساحة

السبت، 24 نوفمبر 2012

يوم في الأطراف الصناعية

  الخميس, 22 تشرين2/نوفمبر 2012

إذا كنت سليم الأطراف ولم تفقد منها واحداً، أرجو أن تحمد الله على هذه النعمة التي تدخل في قوله تعالى: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها». ومن لطف الله على الذين فقدوا طرفاً من أطرافهم هذه المؤسسة«الأطراف الصناعية» التابعة لوزارة الرعاية والضمان الاجتماعي الله يكون في عونك يا أميرة الفاضل، ما أكبر هموم وزارتك. قضيت عدة ساعات من يوم الإثنين، مرافقاً لابن خالتي الذي فقد ساقه في حادث مروري قبل زمن طويل على طريق الخرطوم  مدني قبل أن يتسفلت«يعني لا يستحق أن يسمى حادثاً مرورياً، ولكنه انقلاب لوري» في طريق ترابي «برضو ترابي!!».
يعني أنا وابن خالتي تصالحنا مع الساق المفقودة بمرور الزمن، في استقبال الأطراف الصناعية يستقبلونك بترحاب شديد، ويسلمون على مرضاهم بحنان شديد وكأنهم يعرفونهم واحداً واحداً، يبدو هذا كان درساً تأهيلياً مهما تعلموه في هذه المؤسسة الرائعة التي تعج بكوادر مؤهلة تأهيلاً عالياً لهذا الغرض، وكانت لهم كلية درست عدداً لهذا التخصص وهم قوامها الآن، ولكن المؤسف أن هذا التأهيل الأكاديمي توقف، وللأسف لأسباب مادية رغم حاجة البلاد إليه حاجة ماسة. من يلتفت لهذا التأهيل ويعيد دبلوم الأطراف الصناعية؟   
الاستقبال كما قلنا فيه عشرات الناس، وإذا أردت عدد المرضى أو محتاجي الأطراف، عليك أن تقسم العدد على اثنين، لأن هناك مرافقاً مع كل واحد على الأقل. معظمهم من ضحايا السكري، حمانا وحماكم الله، وأكثر من «90 %» يطلبون أرجلاً ولم أر إلا واحداً كان يريد يداً. هذه عجوز وذاك شيخ، والأمر على قسوته ولكن يمكن أن تتعايش معه.
وفجأة يدخل شاب في الخامسة والعشرين من العمر على كرسي متحرك، وما أن دخل الصالة إلا ولوح بيديه الاثنين وكأنه لاعب أحرز هدفاً، وتوافد عليه العاملون في الأطراف يحضنونه ويسلمون عليه وهو مبتسم مبتسم، ولا أقول بمعنويات عالية، ولكن بإيمان عظيم. هدأت الصالة واقتربت منه وتمنيت له كل خير، وسألته عن اسمه وعمره وسبب فقد الساقين، وكان حادثاً مرورياً قبل خمس سنوات. «الصادق ع .ع .م». لم يكمل الثانوي بسبب الحادث اكتفى بالثانية ثانوي. وتحدث والألم يعصر قلبي وترجلت وتبادلت معه الحديث، وقلت له هذا الصبر وهذا الإيمان وهذه النفس السمحة هي دعامة شفائك، وأن تحيا حياة عادية. لم نكمل، وجاء المختص ليتفقد ما تبقى من الساقين، وما أن رفع البطلون، هنا سالت دموعي وبكيت كما يبكي الصغار وخرجت من الصالة حتى لا يرى دموع  الكبار عليه. نسأل الله له كل خير وقد نلتقي وقد لا نلتقي بعدها، فهو من أقصى الشمال وأنا من وسطه.
نعود لهذه المؤسسة، مؤسسة الأطراف الصناعية فهي والحمد لله مؤسسة مكتملة الدسم، مشجرة تشجيراً رائعاً تتخللها الحدائق، ونظيفة المباني والمعاني وكل شيء فيها مرتب ترتيباً جيداً، ويوم اعتصموا بالوزارة عرضوا مشاكلهم ومنها كما تقول النقابة، بيئة العمل تحتاج لإضافات من تكييف وتهوية ومراوح شفط في المعامل، والأهم هو مرتباتهم في غاية الضعف كما يقولون، ولهم حقوق على الوزارة لم تف بها ولهم مورد مالي عبارة عن حوش كبير مؤجر لشركة ضخمة ولثلاثين سنة بثمن بخس«أتمنى أن يراجع هذا العقد عاجلاً».
غير أن المطلوب عاجلاً من سعادة المدير الجديد، أن يقلل فترة الانتظار، فالعمل متراكم بحيث يكون الاستلام بعد عدة أشهر، ويمكن بمجهود ومال أن تعمل هذه المؤسسة لمدة بنظام الورديات مع حوافز للعاملين للإنتاج بالقطعة كل طرف يكون للعاملين فيه مبلغ. يمكن رفع هذا المبلغ للقادرين، الآن الرجل بسبعين جنيهاً والطويلة بمائة جنيه. يمكن أن يسهم ديوان الزكاة في تحفيز العاملين، وإنجاز كل العمل المتراكم حتى نسمع كلمة الانتظار صفراً. وعلى رأس الوزارة وعلى رأس  ديوان الزكاة امرأة ورجل محمودا السيرة وما أقل محمودي السيرة في هذا الزمان.
شكراً مؤسسة الأطراف، وشكراً للصليب الأحمر الذي يوفر المواد كلها وبعض الدعم الفني.

نعي أليم

  الأربعاء, 21 تشرين2/نوفمبر 2012

توفيت إلى رحمة مولاها الحاجة حركة والدة المرحومة جبهة الميثاق والمرحومة الجبهة الإسلامية ووالدة المؤتمر الوطني.. يقام المأتم بقاعة الشهيد « الزبير» 2  وقاعة صداقة الشعوب الحاكمة والمتطلعة للحكم.
كانت المرحومة في آخر أيامها مصدر تعب لأولادها انقسموا لفريقين فريق الذين يبرونها ويرون فيها خيرهم وبها يدخلون الجنة وفريق الذين رأوا أن دورها انتهى بولادتهم وتعلمهم ما بعد الرضاع وهم أقدر على أمورهم بدونها، هؤلاء ما عادوا يطيقون طلباتها وليس لهم من بر الوالدين نصيب كبير وفي رأيهم أنها شغلتهم عن دنياهم وفي كثير من الأحيان ربما يكون في الموت راحة للسيدة حركة.. وبعد أن قبرها أولادها بدأ الشك يدبُّ في بعضهم هل ماتت موتا طبيعياً أم بفعل فاعل؟
قال قائل منهم يا إخوتي إنها ميتة من زمن ولكنها كانت تعيش بالمغذيات والدربات والذي حدث أن صار موتها معلناً وسمع به الغاشي والماشي وما هو إلا نهاية لآلامها. ومعلوم منذ تلك الضربة التي سددها لها ولدها الكبير في سنة «1990» لم تكسب عافية وكل الذي كان يرى منها ما هو الا استخدام تقانات طبية حتى لا يشمت بهم الأعداء ويقولون: هؤلاء العاقون لكموا أمهم وضربوها ضربة أطارت صوابها.. أولادها البارون كانوا يأملون شفاءها ويعاملونها بما هي أهل له وينتظرون شفاءها إما لصغر سنهم أو لقلة علمهم والآخرون ينتظرون الفرصة المناسبة لإعلان موتها.
وقد حان الوقت بعد أن دبَّ الخلاف بين الأولاد الذين يرجون شفاءها والذين يعرفون دواخل الأمور والقصة من أولها، ويعرفون لماذا ضربها كبيرُهم تلك الضربة. هذا الكبير كسب عداوة الطرفين وكان اتهامهم له كبيرًا وعقدة الذنب تسيطر عليه وشذت تصرفاته فبعد أن سكتت أمه من مناصحته التي لم يعد يحتملها لا هو ولا أصحابه شعر بقسوة إخوته المقربين الذين استفادوا من الضربة ومن مرض الأم وضاقوا بكبيرهم ذرعاً وهجروه وقاطعوه وهو في هذه الحال، كمن سرق لأبنائه وبنى لهم أفخم الدُّور فصار عليه الجرم وعليهم الغرم. الذنب عليه والفوائد لآخرين، وكان كمن خسر الدنيا والآخرة والعياذ بالله.
بعد إعلان موت السيدة حركة ودفنها بكى عليها أولادها البارون بكاء شديداً وعلموا بنوايا الفريق الآخر ولقد خسروا خسرانًا مبينًا، الأم لا تُشترى فماذا هم فاعلون؟ والغريب أن شماتة الأعداء كانت بهم كبيرة، أنظروا ماذا فعلوا بأمهم؟ والذي يفعل بأمه كل هذا هل فيه خير لغيره؟
المشكلة مشكلة الصغار الذين اكتشفوا الأمر متأخرين وكيف صارت نظرتهم لإخوانهم العاقين والذين يصعب إصلاحهم أو الاتفاق معهم على شيء قد صار البون بينهم شاسعاً لدرجة أن المسجد ما عاد يجمعهم بعضهم مع بعض، وآخر لقاء مسجل بينهم كان «فراش العزاء» يوم وفاة والدتهم.
ترى ماذا هم فاعلون؟

أم قِدة

  الثلاثاء, 20 تشرين2/نوفمبر 2012

أم قدة في بلاد الدنيا التى لا نظير لها، فهي بلادنا هذه، ولدي من الأدلة والشواهد الكثير منها:
شاهد «1»
وزير الصحة يصرح بأن المساحات المخطط لزراعتها بالقمح هذا الموسم تتجاوز الأربعمائة ألف فدان وقد تم الإعداد الجيد للأرض كما تم توفير كل مدخلات الإنتاج.
وزير الزراعة والري يصرح بأنه سيتم القضاء نهائياً هذا العام على شلل الأطفال، كما أن برامج مكافحة الملاريا والبلهارسيا والأمراض المستوطنة تسير بصورة طيبة.
وزير الإرشاد والأوقاف يصرح بأن عدم حصول السودان على أية بطولات خارجية يعود إلى عدم توفر الإمكانات لإقامة معسكرات خارجية، وكذلك عدم القدرة على استجلاب مدربين أكفاء.
وزير الشباب والرياضة يؤكد خلو حج هذا الموسم  من الأمراض وأن الحجيج السوداني لم يعان أية مشكلات نسبة للأداء الجيد والانضباط الذى ساد بعثة الحج.
وزير التربية والتعليم يصرح بأن تعلية خزان الروصيرص ستضيف مليوني فدان، كما أنها ستزيد السعة التخزينية وستضاعف الإنتاج الكهربائي، بينما يؤكد وزير الموارد المائية والكهرباء أنه قد تمت مراجعة شاملة للمناهج الدراسية، وأن العام القادم سيشهد دخول مواد ومقررات جديدة تتلاءم والمرحلة، كما أنه يجري النظر فى موضوع التعليم قبل المدرسي.
وزير الثروة الحيوانية ينفي وجود أية علاقات غير معلنة أو تحالفات خفية، وأن رسو السفن الإيرانية بالموانئ السودانية شئ طبيعي، وأن الأمر لا يعدو كونه فرقعة إعلامية. ومن جهة أخرى أكد وزير الخارجية بأن صادر الهدي هذا العام قد عاد على البلاد بكميات مقدرة من العملة الصعبة، وأن مشاريع إنشاء المسالخ  الحديثة وتوسيع مواعين الصادر تجد الاهتمام الكافي من المسؤولين، ويؤكد أهمية المراعي الطبيعية لتقليل تكلفة الإنتاج.
وهلم جرا.
شاهد «2»
صباح الإثنين الثاني عشر من نوفمبر وفى تمام الساعة التاسعة صباحاً توجهت إلى الإدارة العامة للجمارك لانجاز بعض المهام الرسمية، فمنعني موظف الاستقبال من الدخول بحجة أن سعادة اللواء مدير الجمارك وكافة الضباط مشغولون باحتفال فى ساحة الإدارة، وأنك لن تجد أحداً بالمكاتب وأنه يتوجب علىّ الانتظار على الأقل ساعة ونصف أو ساعة، وقد كان الرجل صادقاً فقد سمعت أصوات المديح والغناء تنطلق من ساحة المبنى.
عزيزي مدير الجمارك إنجازات إدارتكم تسد عين الشمس ولا ينكرها إلا من بفمه سقم أو بعينه رمد يمكن أن انتظر الساعة والساعات فأنا مضطر، ولكن هذا السلوك الذى اعتبره غير لائق ومناف لمبادئ ديننا التى تحثنا على العمل خاصة ونحن نرفع راية دولة الشريعة. كيف يجوز لجهة تحترم نفسها أن تغنى وتمدح فى مفتتح الأسبوع.
نقدر لكم برامج الدعم المعنوي وكل وسائل الترفيه التى ترفع من الروح المعنوية لمنسوبيكم، ولكن أما كان من الأجدر أن يكون ذلك مثلاً فى ساعات ما بعد ظهر يوم الخميس، التى نعتبرها جميعاً من الساعات الميتة من الأسبوع.
الإدارة العامة للجمارك يراجعها مندوبو الهيئات الدبلوماسية والمنظمات العالمية، ترى ماذا يقولون إن وجدونا نغني ونمدح فى بداية الأسبوع  حتى حراس الأبواب الخارجية وجدتهم يهزون ويبشرون، وقد صدق حسي عندما وقفت لبضع دقائق استطلعت فيها بعض آراء المارة فيما يحدث أمامهم. أحدهم همس لي بأنهم يطلقون على هذه الحكومة حكومة الهجيج. وقال لي آخر بالله لم نغني؟ أمن رخاء الأسعار أم من سهولة المعيشة؟ وربط الثالث بينما يحدث وقصف مجمع اليرموك، وقال الرابع أن الغناء تركوه حتى فى الأعراس.
عزيزي مدير الجمارك لو أوقفتم العمل لمناسبة سنوية تقام فى هذا التاريخ والساعة فهو خطأ ولو أوقفتم العمل لتلاوة القرآن الكريم فهو خطأ ولو أوقفتم العمل لتدارس السيرة النبوية فذاك أيضا خطأ إن تم كله فى بداية الأسبوع وتلك الساعة، ولكن يبدو أن من شابه أباه فما ظلم، وإني أشهد الله أن ذات الشئ تم  فى وزارة الداخلية الأم ولأكثر من مرة.
حكومتنا السنية: إن لم يتبق فى كنانتك من سهام سوى الغناء والمديح، فاسمحي لي أن أقول لك وبالفم المليان:
شكر الله سعيك.
م. حيدر الترمذي

عندما تنام الحكومة

  الإثنين, 19 تشرين2/نوفمبر 2012

الباعة المتجولون والباعة الذين يعرضون بضاعتهم على الطرقات يضيِّقون الشوارع ويُحدثون زحاماً شديداً يؤثر على كل وسط الخرطوم وخصوصًا ما يُعرف بمنطقة الإستاد وشوارع مثل السيد عبد الرحمن «رحمه الله» وعبد المنعم محمد رحمه الله أو كما قال المجذوب «ذلك المحسن حياه الغمام» كل هذه الشوارع تجتهد محلية الخرطوم في معالجة هذه الظاهرة التي تضرر منها كثيرون المارة والتجار الثابتون، تجتهد محلية الخرطوم لإيجاد علاج لها وأحسب أنها شرعت يتخصيص مكان شمال كمبوني. هذه الشوارع تكون خالية من هذه الظاهرة صباحاً وتنشط بعد نهاية يوم العمل أو الدوام بلغة الخليج. وما إن تقفل المكاتب حتى تزدحم هذه الشوارع ولسان حالها أن الموظفين ذهبوا ليناموا أو الحكومة نائمة.
هذه المقدمة مشهورة وتطرقنا إليها عدة مرات ويجب القضاء عليها وذلك بأن ينام جزء من الحكومة صباحاً والآخر عصراً حتى يكون المراقبون على مدى «16» ساعة على الأقل. هذه مع العلاجات الأخرى.
ليس هذا دافعي من المقال ولكن هنا ظاهرة جديدة، المتسولون أيضاً يمارسون hide &seek  «الدسوسية» مع مكافحة التسول، ووصل الأمر بهم أن صاروا نشطين جداً في أيام العطلات، وكل هذا معلوم ولكن حدث تطور جديد. بعض الصبية بدأوا يمارسون التسول عند مدخل المطار ومخرجه ولا يتصيدون إلا سيارات الدبلوماسيين والأجانب وهذا يؤدي لانطباع سيء للزائر للسودان ولسان حاله ما هذه البلاد التي مدخلها تسول وبطريقة بجحة طبعاً فيهم من قال فيهم ود المكي «الناس هنا ملحاحون وثرثارون». ولهم حركات يحسبونها فناً كأن يمسحوا زجاج سيارته التي هي أنظف من ملابسهم ويدخلونهم في موقف حرج وربما يكون الزائر غير عربي ولا يعرف ماذا يقول هؤلاء الصبية.
من يوقف هؤلاء الصبية عند حدهم؟ والمعروف أن التسول لم يعد بتلك البراءة يقال إن الشغلانة صارت شبكات وإن هؤلاء لا يشحدون لأنفسهم وإنما هم ضمن مجموعات يقف من ورائها من يقف يوزعهم على الإشارات ويجمعهم ليلاً بنسب معلومة هذا ما سمعنا ولا نجزم به.
مهما يكن من أمر فالتسول بهذه الكثافة دليل عدم عافية ويجب بحث الأمر من كل جوانبه الاقتصادية والاجتماعية ولكن أن يصل التسول إلى مداخل المطار وفي أوقات لا رقيب فيها ويكون ذلك معلومًا لدى المتسولين فتلك مصيبة يجب الوقوف عليها. إذا وصل الأمر بأن يعرف صبية التسول متى ينتهي وقت منع التسول ومتى تنام الحكومة وجعلوا من أيام الخميس والجمعة والسبت وقتًا لتسولهم وعند مدخل البلد. ألا توجد طرق مراقبة إلكترونية كأن تنصب وحدة أمن المطار كاميرات تضمن بها خلو مداخل المطار من المتسولين؟ 
وأول ما يخطر على البال هل حقاً كثير من الوظائف تنتهي بانتهاء يوم العمل العادي؟ وتخلد الجهات الرقابية كلها لنوم العصر وصباح السبت.

هذا (نمر) أم ( نميري)

  الأحد, 18 تشرين2/نوفمبر 2012

إذا قلت لكم إن تلميذاً سرق قلم رصاص في أحد الفصول فما كان من ناظر المدرسة إلا أن أوقف الدراسة في كل المدرسة إلى أن يوجد القلم المسروق. بم تصفون قرار المدير أو بم تصفون المدير؟ وقبل أن تجيبوا، أنقل لكم هذا الخبر الطازج:
(أصدر اللواء«م» عمر نمر معتمد محلية الخرطوم قراراً بوقف عمل جميع موازين الخردة في محلية الخرطوم لإسهامها في انتشار الظواهر المتعلقة بسرقة «المنهولات» الخاصة بالصرف الصحي و قدر المسروق منها فقط بالسوق المركزي بـ«3» آلاف «منهول»، مؤكداً أن الموازين لن تعمل بعد الآن إلا بعد وضع اشتراطات جديدة لعملها غير المنظم والذي يعتبر من المهددات الأمنية والاقتصادية بالمحلية).
عندما يصدر التنفيذي قراراً مثل هذا اعتدنا أن تتقدمه هذه العبارة: استناداً لقانون كذا الصادر في سنة كذا المادة كذا بهذا أصدر القرار التالي «...» ويكون في هذه المواد ما يخول للتنفيذي  اتخاذ القرار، وعندها يكون القرار مستنداً إلى قانون مجاز سلفاً من كل المراحل التي يتطلبها من مجلس تشريعي ووزارة عدل ولا يتضارب مع قوانين أخرى، ولا يتضرر منه أحد حتى لا يدخله في محاكم وتعويضات وحتى لا يكون ضرر القرار أكبر مما كان المعتمد يتصور. «شعبك يا بلادي أقوى وأكبر مما كان العدو يتصور» رحم الله وردي.
اللواء«م» عمر النمر معتمد محلية الخرطوم وجد المنهولات مسروقة، وأوقف الموازين في محليته، وبعدين معاك، موازين أم درمان رأيك فيها شنو؟ موازين بحري رأيك فيها شنو؟ موازين جياد رأيك فيها شنو؟ أم جاءك خبر أن  منهولاتك لا تباع إلا في محليتك والحرامية أو لصوص المنهولات يسرقونها بالكارو والركشة فقط، وبذا تضمن أن لا يسرق سارق بعد اليوم منهولاً لأن الركشة والكارو ممنوعتان من عبور الكباري، لكن جياد الرأي فيها شنو؟ يمكن المعتمد عايز يعمل ليهو نهراً بين النيلين الأبيض والأزرق ويعمل فيهو كوبري ربما!
كيف اتخذ هذا المعتمد هذا القرار؟ ومن استشار فيه؟ هل سمع المستشار القانوني للمحلية بهذا القرار؟ أم اللواءات لا يحتاجون لمستشار قانوني؟
هل حل سرقة المنهولات وحيد ولا حل إلا وقف الموازين في محلية الخرطوم؟ طيب هذه المنهولات أغطيتها من الحديد «الظهر» ما ذنب الحديد الصلب والحديد بأنواعه الأخرى؟ هل يتكسب من هذه التجارة بشر كثيرون؟ وهل أفادت البلاد ووفرت تجارة الخردة ملايين الدولارات وجعلت البلد تستفيد من الخردة بعد إعادة صهرها؟ الإجابة نعم. ما بديل كل هؤلاء؟ هل وجدت لتجار الخردة في محليتك مهناً بديلة قبل أن تنزل الاشتراطات الأخرى على أرض الواقع، ومتى ستنزل الاشتراطات بعد أسبوع بعد أسبوعين بعد شهر أم الأمر متروك لك وحدك يا حاكم زمانك؟
بما أن المعتمد لواء «م» ولا أدري هل هو لواء جيش أم شرطة، كان يفترض أن يكون الحل من وجهة نظره أن يعين حراس منهولات كل «5» منهولات يعين لها حارساً من «9» مساء إلى «5» صباحاً مثلاً. كان يكون حلاً أشبه بخلفيته لكن أن يوقف الموازين يا سبحان الله!
يا ناس، والله لا أعرف أين هذه الموازين، لكن القرار معيب جداً. سعادتك شوف طريقة غير دي وأحرس منهولاتك أو اشتري ليها طِبل.

الأحد، 18 نوفمبر 2012

شكراً ...ولكن!!

  بتاريخ السبت, 17 تشرين2/نوفمبر 2012

الخبر:
«أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً يقضي بمنع احتفالات التخرُّج خارج الجامعات موجِّهاً إدارة الجامعات السودانية بإقامة احتفالات التخرُّج للطلاب داخل الحرم الجامعي وتحت إشراف إدارة الجامعة. وأوضح الناطق الرسمي باسم الوزارة أسامة محمد عوض لـ «إس إم سي» أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي البروفيسور خميس كجو كندة استنكر إقامة احتفالات تخريج الطلاب بالصالات والأندية الليلية، منوهاً بأن بعض الروابط والاتحادات الطلابية درجت على إقامة حفلات التخرُّج خارج المباني مما أوجد سخطاً واستنكاراً واسعاً في أوساط الرأي العام نتيجة الظواهر السالبة التي تُمارَس في هذه الاحتفالات».
بعد أن تقرأ مثل هذا الخبر لا تمتلك إلا أن تقول جزى الله خيرًا وزارة التعليم العالي أن سمعت إلى أنّات الشارع بعد أن صار ما يمارس سيئاً بحيث تصعب كتابته. ونوقش الأمر في الصحف وغاية ما قدرنا الإفصاح عنه في هذا العمود هو حنّة الخريج ولم نستطع البوح بكل ما سمعنا. وناقشه مجلس تشريعي ولاية الخرطوم وقال فيه د. تاج الدين صغيرون ما لم يقله فلان في فلان.
كل من يقرأ هذا الخبر يعلم أن ليس لوزارة التعليم العالي فيه إلا أن تمنع هيئة تدريسها وموظفيها من المشاركة في حفلات التخرُّج خارج الحرم الجامعي ولكن الخريجين وسمعت أن فيهم من يحتفل وهو راسب  ــ يكذب على نفسه وأهله ــ ليس لها من سلطة على الطلاب إذا ما استأجروا فناناً وأنوارًا ومكبرات صوت ونادياً وعاسوا كما شاؤوا في ليلة من ليالي الخرطوم مزعجة.
تشكر وزارة التعليم العالي أن قامت بكل ما في وسعها وهي تمنع حفلات التخريج الرسمية خارج الحرم الجامعي. بقى الدور على مجلس تشريعي الخرطوم أو وزارة الداخلية وأخصُّ أمن المجتمع الذي يجب أن يكون هو أدرى منّا بما يتم في مثل هذه الحفلات التي كنت مكتفياً بتسميتها حفلات «تهريج» ولكن ها هو الزمان يريني أن التهريج والإزعاج أقل ما يُفعَل فيها وما خفي أعظم!!.
بقي لا بد من تشريع قانون يعمم ما أقنع وزارة التعليم العالي بعدم قيام هذه الحفلات خارج الحرم الجامعي، وأن يكون لكل السودان، إذا انتقل الداء من العاصمة إلى عواصم ولايات أخرى، وقبل أن يستشري بواسطة السماسرة ومتعهدي مثل هذه الحفلات الذين لا يهمهم إلا الربح المادي فيجب تلافي الأمر قبل أن يستفحل ويزيد ويصبح عادة.
أعلم أن هذا ليس يومَ مثل هذه المواضيع والناس كلهم يرخون آذانهم ليعرفوا ما خرج به مؤتمر الحركة الإسلامية ولكن « كل ميسر لما خلق له». وننتظر مع المنتظرين بجديد من الحركة الإسلامية ولكن الذي رأيناه في الجلسة الافتتاحية يجعلنا نقول «المطر من رشتو والولد من تبتو» أي المقدمات تدل على النتائج.. ونسأل الله أن يسمعنا خيرًا ونستغفر الله من هذا التشاؤم.

رطانة بالكهرباء

  بتاريخ الجمعة, 16 تشرين2/نوفمبر 2012

محليات منطقة المحس ووادي حلفا هي الوحيدة التي لم يصلها الإمداد الكهربائي في الولاية الشمالية.
وكان مطلب الأهالي عند وقوفهم مع مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي في الانتخابات الماضية هو الكهرباء.. ولقد وعدهم بذلك المغفور له بإذن الله -الأستاذ فتحي خليل الذي استشهد وهو يسعى لتحقيق ما وعد به.
لقد كان هاجس الكهرباء يؤرقه كما صرح به أكثر من مرة. وكان يمني نفسه بأن يُعمل نقلة تنموية كبيرة في أرض أجداده. ولو اعتبرنا أن كل ديون المتوفّى على عاتق أهله فإن وفاء هذا الدين يقع على الحكومة لأنه وعد بذلك ووعد الحُر دين عليه، لذلك نرجو من زميله في الكفاح والمهنة الأستاذ علي عثمان محمد طه أن يبر أهل الشهيد بتحقيق ذلك الوعد.
إن هذه المنطقة الغنية بنخيلها وأراضيها الخصبة ترك أهلها الزراعة رغم الخبرات المتراكمة عبر التاريخ لسبب واحد هو ارتفاع تكلفة الإنتاج.. إن الجازولين يعتبر أهم مدخل وبلغت أسعاره عنان السماء. ورفع الدعم السنوي عنه.
لقد كان المزارع في المنطقة المذكورة يعمل أربعة أشهر فقط في العام وذلك لأن الدعم كان يقدَّم فقط في الموسم الشتوي. باقي شهور العام لا زراعة ولا يحزنون وتخيلوا معي حالة الفقر التي يعيشها إنسان يعمل بثلث طاقته ويجابه كل متطلبات الحياة.
الدعم كان للولاية كلها وأوقف عن الولاية كلها بعد أن تم إدخال الكهرباء في كل محليات الولاية وتمت كهربة معظم مشروعاتها الكبرى والمتوسطة وتم تقديم الدعم للمشروعات الخاصة عن طريق البنك الزراعي وبقينًا نحن كالأيتام في مأدبة اللئام.
لقد كانت المساحات المزروعة في محلية دلقو في الموسم الماضي أقل من «10%» رغم صلاحية الأراضي والمناخ المناسب إذ أن ما تنتجه الحواشة في الجزيرة ينتجه فدان واحد في الشمالية.
إن الارتفاع الجنوني لأسعار الفول المصري كان نتيجة مباشرة لخروج معظم المزارعين عن الإنتاج. إننا نعلم أن الضائقة الاقتصادية التي حلت بالبلاد وتحملناها مع بقية المواطنين هي من الأسباب التي اوقفت عمليات الإمداد الكهربائي بعد أن تم مد الضغط العالي وعمل محطات التوزيع الرئيسية والتي تم تنفيذها بالقرض الموقع مع الصين.
إننا ندعو السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية السيد علي عثمان محمد طه وراعي مهرجان النخيل أن يشرفنا بزيارة المنطقة ومحلية دلقو بالذات ويرى ما حدث لنخيلنا.. وأن يحول ميزانية النهضة الزراعية المخصصة للولاية إلى مشروع إدخال الكهرباء في المنطقة.
لقد سرت بعض الشائعات التي تقول إن المسؤولين في الكهرباء قالوا إن المحس والحلفاويين لن يجدوا نعمة الكهرباء لرفضهم قيام سدي دال وكجبار ولكننا لا نعتقد مطلقًا أن من قاموا بإنجاز سد مروي العظيم لا يمكن أن يكون ذلك من أخلاقياتهم وتفكيرهم.
د. صيدلي المعز جعفر عثمان
محلية دلقو/ قرية هندكة لسان
< تعليق الاستفهامات:
هل يُعقل أن في الشمالية، بلد الكهرباء، هناك مناطق لم تصلها الكهرباء؟؟ انهم لا يطلبونها لمشاهدة القنوات ولا للآيسكريم.. إنهم يطلبونها للزراعة.. هل يُردُّ لهم طلب؟ نسأل الله أن يُتم فرحتكم يا دكتور المعز.. الذي جعل د. المعز يكتب بالعربي مو شيتاً هين.. سؤالنا هندكة ماذا يقابلها بالعربية؟؟

تصليح بدولارين والفاتورة بعشرة آلاف دولار

  بتاريخ الخميس, 15 تشرين2/نوفمبر 2012  

زمان.. في الخرطوم بحري عند نهاية كبري النيل الأزرق في الجهة الشمالية الغربية كانت توجد مصلحة النقل الميكانيكي... ملحق بها مدرسة النقل الميكانيكي التي تستوعب الطلاب بعد إكمال المرحلة المتوسطة للتدريب المهني «الفني» في هندسة السيارات ومدة الدراسة خمس سنوات ويتخرج الطالب  تجاوزًا بلقب باشمهندس...  وكان كثيرًا ما تشاهد الكومر «انجليزى الصنع»  يجوب شوارع العاصمة وعمك غندور رحمة الله عليه بالبرنيطة والقميص والشورت الكاكي يجلس على المقعد الأمامي.... بجواره طالب يقود الكومر... خلف وامام الكومر لوحة معلقة مكتوب عليها باللون الأحمر  .. «احترس سواق تحت التمرين ــ مدرسة النقل الميكانيكي»... باقي الطلاب يجلسون على المقاعد الخلفية للكومر المكشوف في انتظار دورهم في القيادة... كان النقل الميكانيكي مسؤولاً عن استيراد السيارات  للسودان وغير مسموح بدخول أي  سيارة حكومية إلا بعد أن يوافق النقل الميكانيكي... وكانت الإسبيرات «قطع الغيار» تأتي راساً من الشركة المصنعة... لا فيها شق ولا طق ...لا صينية ولا تايوانية .... لا مضروبة ولا معطوبة...لا تقليد ولا توليف.
  بعد تخرج الطلاب من مدرسة النقل الميكانيكي.. مافي عطل في أي سيارة يصعُب عليهم .... أُذنا الباشمهندس زي سماعة الطبيب... من  صوت المكينة .... يقول ليك .....ده  صوت بلف...ده صوت بلقات...ده صوت عادم....ده صوت كرنك....ده صوت كربريتور....ده صوت طارة... وفي دقائق يتم معالجة الخلل... معظمهم  هاجروا الى دول البترول... قبل أيام قابلت واحدًا منهم في السوق  «عمره فات السبعين لكن عيني بارده» وسألته كيف شغل الميكانيكا معاك  ....قال لي: زمان هجرناها... نحن كنا بنصلح العربية في لمحة بصر... ولمن نطلب حق التصليح تبدأ المغالطة... يا أخي انت عملت شنو... كلها دقيقة والعربية دورت... زهجت.. واشتغلت موظفًا في الأراضي... صفق وقال خمس سنوات راحت في الفاضي... الناس ما قدَّرونا ... وما قيَّمونا.
وللمقارنة اليكم الرسالة التي استلمتها من البروف العالم الجليل محمد عبد الله نور... اول عميد سودانى لكلية الزراعة ونائب مدير جامعة الخرطوم ووزير الزراعة الأسبق.. ومدير المركز الدولى للبحوث الزراعية فى المناطق الجافة... وعدد من مؤسسات الأمم المتحدة... متعه الله بالصحة والعافية وتقول الرسالة:
سفينة رست في احد الموانئ الاوربية وحدث عطل... المحرك يتوقف بعد دقيقة من  تشغيله... حاول الخبراء الذين استدعوهم.. فشلو الواحد تلو الآخر... اشار البعض الى الميكانيكي العجوز خريج المدرسة الصناعية.... حضر الميكانيكي العجوز... يحمل شنطة صغيرة بها أدوات العمل..... نزل الى غرفة المكينة... طلب من الكابتن  تشغيل المحرك... وهو يرخي أذنيه الى صوت المكينة... وكلما توقفت يطلب تشغيلها مرة ثانية... وكرر الحكاية خمس مرات... بعدها أشار بإيقاف المحرك.. الكابتن والمساعدون ومندوب الشركة يراقبون.... فتح الميكانيكي العجوز الشنطة واخذ شاكوشًا ومفكًا.... سمعوا صوت أربع نقرات... طلب منهم التشغيل... اشتغل المحرك ولم يتوقف ... هلل الكابتن والبحارة... لقد تم إصلاح العطب... غادرت السفينة... بعد يومين استلم مندوب الشركة فاتورة التصليح بمبلغ عشرة آلاف دولار.... أخذت الدهشة المندوب لأنه كان أحد الشهود اثناء تصليح السفينة، حيث استغرق الأمر أقل  من نصف ساعة... وأربع نقرات في المكينة... اتصل على الميكانيكي العجوز وطلب منه تفصيل الفاتورة.... رد الميكانيكي العجوز بالتفاصيل الآتية:
1- النقر بالشاكوش  = 2 دولار
2- معرفة أين  تنقر  بالشاكوش «مكان الخلل» = 9998 دولار
3المجموع 10000 فقط عشرة دولار
شكراً
إمضاء
الباشمهندس خريج المدرسة الصناعية
  تعليق أين هؤلاء... وأمثالهم !!! ... مدرسة النقل الميكانيكي كانت تخرج «دكاترة ميكانيكين».... أعيدوا  المدرسة يا مسؤولون... اما ميكانيكية الزمن ده....  عندهم الشاكوش... لكنهم لا يعرفون أين تنقر بالشاكوش..!!
بروفسير أزهري عبد العظيم حمادة
 تعليق الاستفهامات: لكل زمن سياراته وميكانيكيوه يا بروف.

وأخيراً تمت تعلية الخزان

  بتاريخ الأربعاء, 14 تشرين2/نوفمبر 2012

لسان حال أسامة عبد الله الوزير الذي يمارس الصمت ولا يشغل نفسه بأقوال الناس فيه، لسان حاله يقول: «انتو اتكلموا ونحن بنعمل» وشتان بين الربربة والعمل. وبالأمس حين أطلق الدكتور المتعافي وزير الزراعة في برنامج «مؤتمر إذاعي» أن تنفيذياً سيحاسب لأنه السبب في عطش مشروع الجزيرة، لم يسلم أسامة عبد الله من التهمة، وكانت شائعة قد سرت بأن المياه أُخذت لسد مروي وحرم منها مشروع الجزيرة. وعموماً ها هو اسامة ورجاله من المهندسين يقولون: «أها لن يعطش مشروع الجزيرة ولا البطانة من قلة ماء بعد اليوم، وياريتكم تقدروا على ترعكم».
ودعوني أعيد جزءاً من مقال كتبته بعد زيارة لخزان الروصيرص بعنوان  «رأيت تعلية خزان الروصيرص» بتاريخ: الإثنين 20/6 /2011م
لله در صاحب عبارة «ليس من رأى كمن سمع»
«من زمن ليس قريباً كنا نسمع بعبارة «تعلية خزان الروصيرص» وسُكب مداد كثير في أهميته التعلية للزراعة والكهرباء. وسُكب مداد ليس قليلاً في أنها كانت أولوية قبل «سد مروي» والحمد لله كلاهما تم. وكل هذا خير ولكن كلما سمعت ــ وغيري كثر ــ عبارة تعلية خزان الروصيرص يدور خيالنا غير الهندسي بأن الأمر كما «حيطة سيزيدوها مودماكين» كما قال أحد مهندسي المشروع.
لكن عندما تقف بنفسك على التعلية وما يجري فيها من عمل وما تسمع من أرقام، فإن ذلك يجعلك تضع يديك على رأسك وتجلس وتقول: «لا حول ....» لأنك أمام سد جديد كلياً.. وسعة خزان الروصيرص الذي أنشئ في 1966م ثلاثة مليارات متر مكعب من الماء، وواقعه الآن أن نصف هذه الكمية يتسرب لأسباب منها قدم البوابات. وبعد التعلية ستصبح طاقته التخزينية «7.3» مليار متر مكعب ستنعكس خيراً على الكهرباء التي ستزيد توليداً وجودةً وعدم انقطاع، وسينعكس ذلك خيراً على الزراعة، حيث بدأ العمل في مداخل ترعتي كنانة والرهد، ويمكن زراعة «1.5» مليون فدان، وهذا غير توفر الماء على طول السنة لمشروع الجزيرة إن أُهلت شبكته كما ينبغي.
والعمل الذي يجري هناك أكبر من أن تصوره كاميرا أو يرصده قلم ولكن نحاول. وسيصبح طول الخزان «25» كلم، كلم واحد هو الجسم الخرصاني و «15.5» كلم سد ترابي على الضفة الغربية، و «8.5» كلم على الضفة الشرقية. وعدّد المهندس المشرف على المشروع التحديات التي واجهتهم، وأولها ربط الخرصانات القديمة بالجديدة، وعلو الجديدة، على فكرة، «10» أمتار لتصبح قابلة لتحمل قوة الماء البالغة «7.3» مليار طن من الماء، وتحدٍ آخر هو رفع الكرينات والبوابات وأشياء فنية كثيرة تغلب عليها الفريق المكون من المقاول الصيني والاستشاري الهندي والمهندسين السودانيين في الإشراف والإدارة». انتهى الاقتباس.
وأمامي ملف كبير كبر فرحتنا بتعلية خزان الروصيرص.. ملف من «90» صفحة و «10973» كلمة وعشرات الصور. ويحدث عن تاريخ هذه السد من الألف الى الياء، وخصوصاً التعلية الأخيرة التي ارتفاعها «10» أمتار، وكيف تحسبت وزارة الكهرباء والسدود لكل صغيرة وكبيرة، واستفادت من كل الأخطاء التي صاحبت سد مروي.
وقبل الكهرباء والزراعة ورغم أهميتهما، إلا أن المواطنين نقلوا نقلة «بدو ليبيا» في بداية الطفرة النفطية، حيث عوضوا بدلاً من بيوتهم المتواضعة التي غمرتها المياه مدناً منظمة بها كل الخدمات من ماء وكهرباء ومدارس وأندية ومراكز تحفيظ قرآن.. مبانٍ في غاية الروعة «من  صورها» وخدمات اجتماعية أخرى، وتتمنى لو أن بيتك كان معهم وغمرته البحيرة.. وعدد المنازل التي شيدت «20541» منزلاً.. كما عوضوا عن أشجارهم التي حُسبت شجرة شجرة تعويضاً مجزياً ومرضياً.. «يعني لن يعتصموا أمام الولاية»  «العترة بتصلح المشي». وهناك فوائد كثيرة من جمعيات تعاونية للزراعة والرعي والأسماك دربوا عليها أهل المنطقة.
غير أن سكان حي المطار مربع «59» بمدينة الدمازين لم تصلهم الكهرباء بعد، ويطالبون السيد الوزير، وكتبوا إلينا يرجونه أن يدخلهم ضمن هذه البرامج وبأسرع ما يمكن.. فلتنيروا لهم الظلمة وتلحقوهم بركب التمدن وقهر التخلف.. أنار الله لكم الدروب في كل خطوة ومسار.
وصراحة كثيراً ما احتججت على حفلات الافتتاح، ولكن تعلية خزان الروصيرص تستحق الافتتاح والاحتفال، وسيكون ذلك في آخر ديسمبر 2012م.. وأرجو أن يكون ذلك بصرف يتناسب مع حال البلاد.
 وكل من لا يفرح بهذا العمل الرائع فليعد النظر في وطنيته.

البرج الطبي وللطب ابراجه

  بتاريخ الثلاثاء, 13 تشرين2/نوفمبر 2012

هل نحلم بعلاج رائع ورخيص؟
هل يمكن أن يتنافس المستثمرون في مرضنا؟ «الحنية ليست واردة في السوق بلاش كلمة السوق يمكن تكون ثقيلة في مجال الصحة نقول الاستثمار». المدهش في حفل  توقيع برج الاستثمار الطبي التابع للصندوق الاستثماري للضمان الاجتماعي والمعاشات كثير ولكن أريد أن اقف عند معلومة ذكرها المدير التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة علاج الطبية د. محمد أمين عطية التي فازت بتشغيل البرج والموقعة على العقد. طبعًا نسيتو بعد هذه الجملة الاعتراضية الطويلة: «المدهش».
ادهشنا د عطية في تطمينه الحضور بأنه يمكن الجمع بالخدمة الطبية ذات المستوى العالي والسعر الزهيد وضرب لذلك مثلاً بأن واحدة من عمليات القلب تكلف في أحسن مستشفى للقلب في العالم «طبعاً نسيت اسمه» تكلف 38000 دولار ثمانية وثلاثين ألف دولار.. نفس العملية في مركز فائز بعلامة الجودة عالمياً موجود في الهند نفس العملية تجرى بمبلغ 5000 دولار خمسة آلاف دولار.. نقول فقط. يا ربي مجموعة علاج التي بدأت في بالسعودية والإمارات ستجري مثل هذه العملية في السودان بكم؟ ننتظر.
عن ماذا تحكي؟
أحكي عن برج يقع في شارع السيد عبد الرحمن «رحمه الله» لماذا ينسى الناس الترحم على الذين سُمِّيت بهم هذه الشوارع؟ هذا البرج مكون من 12 طابقًا فوق الارض واثنين تحتها. وهو من استثمارات المعاشات والضمان الاجتماعي وما أكثر هذه الاستثمارات وما أقل ما يقدم لهؤلاء المعاشيين.. «انا وكيل معاش ابن خالتي الذي يمشي برجل اصطناعية معاشه بدون دعومات 98 جنيهًا في الشهر علاوة على ما يسمى منحة الرئيس ليصل الى 198 جنيهًا واحيانًا 298.. صراحة لنكون منصفين قبل سنتين كان 36 جنيهًا فقط».
نعود.. أراد  الصندوق ليستثمر في العلاج واستشار واختار أن يكون مراقبا وليس مشغلاً وبعد مشاورات كثيرة وواسعة من أهل الخبرة في المجال كانت النتيجة ان تشغله جهة ذات باع طويل في هذا المجال ليكون أكثر جهة متقدمة في العلاج حتى لا يسافر مريض للعلاج خارج السودان ربما يكون الطموح أكبر من ذلك وحتى يأتي للعلاج في السودان كل دول الجوار. ولهذا العقد اجتمع المالكون والمشغلون ووزراء ليشهدوا وقد كان. لا مجال لنتحدث عن طريقة التشغيل الجديدة في هذه المساحة الضيقة ونحن ننتظر كما يقول العسكريون البيان بالعمل وانتظروا معنا.
إن كان من جديد أن للمالك دورًا مهمًا رقابيًا في المقام الأول وتقديم خدمة للمعاشيين وحسب ما قالت الوزيرة إن هذه النسبة لم تحدد بعد.. أكون سعيدًا لو استرشدوا بتجربة مركز المعلم الطبي الذي لكل معلم فيه تخفيض بنسبة «70 %» له ولوالديه وأبنائه. كشفنا لك الامتحان يا أ.أميرة الفاضل وزيرة الرعاية الاجتماعية؟
كان المتحدثون كثرًا ولكن نجمهم بل قمرهم كان صديقنا الدكتور كمال عبد القادر «كلامات» مساعد المفوض العام للاستثمار الطبي ونقتطف لكم من كلمته هذا الجزء الذي ذكرنا الراحل عمر الحاج موسى. الى اقتباسنا من د. كمال:- 
«هذه البلاد زاخرة بكفاءاتها في كل المجالات، إن لم يكن أهلها أغنياء بمالهم، فهم أغنياء بنبلهم، هذه بلاد لها ماض  وحاضر وغد. وقد جربتم أهلها شرق البحر فتعالوا لتجربوهم في غربه،
هي التي أنجبت أبو عائشة وأبو سبعة وأبو كلابيش،
داود مصطفى وأحمد المصطفى وهيثم مصطفى،
روضة الحاج وتماضر حسن الحاج وعلي الحاج،
بلاد الأزهري والمحجوب،
والتجاني الماحي وأولاد حاج الماحي،
الطيب صالح وعبد الله الطيب والشيخ الطيب وبرعي والشيخ البرعي،
علي عبد اللطيف وعلي عبد الفتاح والعبادي والمعز عبادي،
رقية بت ود إمام ورابحة الكنانية ومهيرة،
ود حبوبة ودخري الحوبة وأبسبحة لالوبة،
هذه بلاد تتوفر فيها كل سبل الحياة المادية لساكنيها في بلاد أخرى وبلاد تموت من البرد حيتانها فيعود الواحد منهم طوعًا واختياراً ليعيش في قرية عند منحنى النيل، ارتباط غريب بهذه الأرض.
بلادنا أمان وناسا حنان وياهو دا السودان».

عندك شهادة ميلاد؟حظك

  تاريخ الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2012

جيلي في كثير من بقاع السودان لا يعرف متى ولد على وجه التحديد، ونستثني من ذلك أبناء شمال السودان، والسبب أن شهادات الميلاد لم تكن متوفرة في ذلك الزمان في كل أنحاء السودان، وبعض من جيلي، وقليل ما هم، احتفظ لهم اولياء امورهم بيوم ميلادهم. وانتشرت حكاية تاريخ الميلاد 1.1/1900م، أي  ما يعرف بشهادة التسنين أو تقدير العمر. وأذكر أن جميع مجلس قيادة ثورة الانقاذ يوم نشرت سيرتهم الذاتية على الصحف سنة 1989م  كانوا من مواليد 1/1، مما يعني أنهم أبناء أرياف. «بالمناسبة حكاية ثورة دي مررتوها وللا تحتاج مراجعة؟».
قد نجد العذر لحكومات العهد الاول بعد الاستعمار لقلة الامكانات أو لعدم اهتمامهم بجزئية الاحصاء، وهم كانوا فاضين من سودنة الوظائف؟ ولقد نجد لهم العذر لندرة الطباعة او علو تكلفتها في ذلك الزمان. فما عذر حكام اليوم؟
المعلوم أن شهادة الميلاد كانت متوفرة أينما وجدت الوحدة الصحية التي تقوم بالتوليد من مراكز صحية ومستشفيات، ورغم انه مكتوب عليها «مجاناً» واختفت بعد حين، كان المواطن يدفع رسماً متواضعاً خمسة جنيهات تقريباً «حامد شاكر» ويستلم صكاً رسمياً بأن له مولوداً محدد النوع، ويوم الميلاد في ورقة أقل من ورقة A4 يحتفظ بها فخوراً بأن ابنه سوداني بالميلاد. وكنت قد اقترحت قبل اليوم أن تربط بالتطعيم حتى نضمن تطعيم كل المواليد، كما في بلدان مثل السعودية. ولكن يبدو أن الاقتراح ذهب أدراج الرياح، وأننا نتحرك نحو الخلف، أي أننا نتأخر ولا نتقدم في كثير من مناحي الحياة.     
ما سبب كل هذا؟
 منذ أكثر من أربعة أشهر لا توجد شهادات ميلاد، كما أنها توزع بالقطارة، والولاية لا تُعطى إلا أقل من 10% مما تحتاجه، والسبب أن قراراً قد صدر بأن تكون هذه الشهادات مجاناً باعتبارها مكرمة من الدولة على مواطنها الذي أسهم في زيادة عدد المواطنين. ومنذ أن صارت مجاناً ذاق المواطن الويل، وهو بين واحد من اثنين، إما أن يذهب مئات الكيلومترات يبحث عن شهادة ميلاد وإن هو وجدها كلفته فوق المائة جنيه، زيادة على تعبه ومضيعة وقته، أو أن يتركها ويصبح مولوده كما جده بشهادة تقدير عمر من نوع 1/1، أو يتركه بلا شهادة ميلاد ولا يسجل في سجلات الإحصاء، وذلك في القرن الواحد وعشرين.
ما هذه «المَحَقَة» يا وزارة المالية من قلة الورق؟ من قلة المطابع؟ أم هو رخص الإنسان؟ ماذا لو طبعت ستة أضعاف المطلوب وكم سيكلف؟ وليكن بالدَين ومن مطبعة الحكومة أو مطبعة العملة.. هل هذا من بنود التقشف التي وعدتنا بها وزارة المالية «قلت وزارة ولم اقل وزير علشان على الأقل ما نوقف من الكتابة».. طيب نيابة عن كل مواطني هذا الوطن وبدون تفويض منهم، والله أحسن لينا مئة مرة ندفع الخمسة جنيهات ونستلم شهادة أولادنا، بدلاً من هذه المرمطة المجانية.
يا عالم عايزين ندفع خمسة جنيهات لشهادة الميلاد فقط نجدها. وهذا خير ألف مرة من هذه المكرمة التي لم تكف العُشر. بالله هل رضي الدكتور يس عابدين مدير المركز القومي للاحصاء بهذا التقصير؟ وكيف سيكون أثره السالب على الاحصاء؟ وما مقدار الربكة التي سيحدثها في السجلات والمؤشرات الخاطئة التي يحدثها عدم تسجيل آلاف المواليد في وقتهم؟
شهادة الميلاد عند جارتنا المملكة العربية السعودية التي منحت لأحد أبنائي، وثيقة جميلة مغلفة بغلاف كالجواز، وفيه من التفاصيل ما يريحك، وحتى لحظة الميلاد مسجلة فيها الساعة 7:20 مساءً. وهنا ورقة أقل من A4 تقوِّم نَفَس عدة جهات حرام عليكم.
هل هناك صفقة لاستيرادها من الخارج؟؟

حدث غداً

  بتاريخ الأحد, 11 تشرين2/نوفمبر 2012

رغم التناقض في لغة العنوان لجمعها بين فعل ماض وحديث عن مستقبل الا انها صارت من العناوين الشائعة والتي تجد حظها من لفت النظر. اقبلوه فقد قبل أهل اللغة العربية صحة جملة مثل: ركبتُ نملةً من البيت الى المدرسة. ووسط هذا الجو من الأخبار التي لا تسر والتي تملأ النفوس غماً وهماً أريد ان أخرجكم الى أخبار مفرحة على طريقة الدوش «دقت الدلوكة قلنا الدنيا مازالت بخير أهو ناس تعرس وتنبسط». فالتعليم الجامعي رغم الاختلاف على جودته في كثير من جوانبه إلا انه شهد نقلةً وانفتاحاً كبيرًا لا علاقة له بالماضي الذي كان لعدد محدود ورغم كل ذلك لم تكن مخرجاته ذات أثر محسوس على واقع السودان. لذا يجب ان لا ننظر لواقع التعليم العالي الحالي وانفتاحه بنظارة سوداء على الدوام. صَاحَب التوسع في التعليم العالي إلغاء نظام الداخليات فما عادت الجامعات مسؤولة عن  سكن الطلاب واعاشتهم، غير ان نظامًا بديلاً لتوفير السكن قد تولته جهة أخرى هي: الصندوق القومي لرعاية الطلاب وبدأ متدرجاً وذلك بتسكين الطالبات وجعل ذلك همه لحساسية وضعف البنات وخصوصًا في هذا العمر وفي هذه المدن وأنشأ الصندوق عشرات المجمعات السكنية في ولاية الخرطوم وتعداه وأنشأ عشرات المدن الجامعية في الولايات.
طالت المقدمة نخش في موضوعنا
بعد المدن الجامعية العامة كان هناك من يريد وضعًا أفضل من هذا السكن، أليس الناس طبقات؟ لتلبية متطلبات هذه الطبقة كانت الداخليات الخاصة التي يصعب التحكم فيها كما ينبغي. طور الصندوق رعايته لهذه الطبقة وأقام مدنًا جامعية درجة أولى أي هي اشبه بالفنادق وقد كتبنا قبل اليوم عن مجمع «جورج حجار» بالعرضة ولم نر تلك التي في بحري لكن وقفتنا اليوم مع برجي داؤد عبد  اللطيف بالعمارات.
برجان كل منهما من عشرة طوابق تسع «800» طالبة. خصص الطابق الأرضي للخدمات ويشمل كافتريات ومكتبات وصالات ألعاب ومقاهي انترنت وكل ما يلزم الطالبات مما أعرف ولا اعرف. وساحات كبيرة وميادين تصميم هندسي رائع ومصاعد كهربائية «اسانسيرات» مش لازم اسانسيرات لأن البنت لو صعدت بالسلم للدور العاشر ستتخرج بطل مصارعة او ملاكمة او على الاقل بطل العاب قوى. الادوار العلوية التسع مخصصة للسكن على شكل شقق مزودة بالأسرة والدواليب والكراسي والطاولات ومكيفة.. وجديد هذه الأبراج الداوودية ان لكل شقة عداد كهرباء منفصلاً حيث لن يكون هناك اهدار كهرباء بدون فائدة يعني لن يترك مكيف شقة يعمل وسكانها خارجها. ما أهمية مثل هذا السكن المترف؟ من الناس من يريد أن يطمئن إلى بنته ولا يهمه كم يدفع وذلك لأنه بعيد خارج البلاد او بعيد عن الخرطوم. وهناك مجال لطالبات الدراسات العليا القادمات من الأقاليم يمكن ان يسكنّ في مثل هذا السكن ابتعاثاً او من جيوبهنَّ.
صراحة يا له من صرح جميل وانجز في وقت ليس قليلاً يستحق الاشادة وإنه من الأخبار السارة كما أسلفنا التي يجب أن تُنشر حتى لا يظن ظان أن كل الأمور زفت.
كتبت في يوم 24/9/2007م بصحيفة الصحافة عن مدينة جورج حجار وهي من نفس هذه الشاكلة بل أكبر وختمت المقال بهذه العبارة «وبقيت في الحلق كلمة لا سبيل لإخراجها». أخيراً نقول:
هنا شيء جميل شكراً.

السبت، 10 نوفمبر 2012

الخبر الناقص:كارثة

  الخميس, 08 تشرين2/نوفمبر 2012

«كشفت الإدارة العامة للمرور عن اتجاهها لتخصيص طريق الخرطوم ــ مدني اتجاهاً واحداً ذهاباً، على أن يكون الطريق الشرقي مخصصاً لعودة المركبات السفرية، وذلك بالتنسيق التام مع اتحاد غرف النقل والجهات المختصة. وقال اللواء عبد الرحمن حسن عبد الرحمن «حطبة» مدير عام المرور في تصريح لـ «إس. إم. سي» إن الإدارة عقدت اجتماعاً أمس ضم المرور السريع وشرطة مرور ولاية الخرطوم وغرف النقل بشأن مناقشة مقترح استخدام طريق الخرطوم ــ مدني اتجاهاً واحداً للذهاب والطريق الشرقي للعودة، مؤكداً أنه تم التأمين على المقترح المشار إليه الذي سيتم تنفيذه عقب توصيات اللجنة التي تم تشكيلها بهذا الشأن. وأبان «حطبة» أن اللجنة ستقدم توصياتها المتعلقة بدراسة المقترح توطئة لتنفيذ مسار الطريقين باعتبار ذلك تجربة يعقبها التنفيذ الفعلي خلال الفترة القليلة القادمة».
نشر الخبر أعلاه في وسائل الإعلام المختلفة يوم الثلاثاء 6-11-2012 م شغل الكثيرين وذلك للغموض الذي يكتنفه، وبدأت الأسئلة من شاكلة: وكيف سيتحرك المواطنون خصوصاً منطقة ما بين الحصاحيصا والخرطوم كأقرب معبر يوصل بين الطريقين. وأسئلة مثل يعني أهل بتري بين خيارين إما أن يستخدموا الطرق الترابية أو أن يتحرك البتري إلى الحصاحيصا ثم يعبر ويعمل (يو تيرن) U TURN ويتحرك في طريق الشرق ليصل الخرطوم عند الساعة الثانية عشرة إّذا كان يركب سيارة متواضعة، هذا بحساب ، أما الوقود وبما أنه برخص التراب فلم يسأل عنه الناس. ومن قائل والحافلات التي تفوق الخمسمائة كلها تسلك الطريق في اتجاه واحد طبعاً الأجرة ستكون هي هي أليس هذا أمراً حكومياً؟ «3» جنيهات فقط من ألتي مثلاً يتفسح بها الراكب إلى الحصاحيصا ومن ثم يتجه نحو الخرطوم بطريق الشرق ويقطع كوبري المنشية ومن ثم على الأستاد عدل ليكون قطع حوالي «200» كيلو بدلاً من «55» كيلومتراً.
ومن قائل لا لا الحكومة ستوفر بنطونات كثيرة جداً عند كل قرية وبدون رسوم فقط تذهب بسيارتك وتقطع النهر وتقول لبتاع البنطون شكراً، ولعلمك ستكون البنطونات من ذلك النوع الضخم الذي يسع عشرات السيارات والحافلات وله ما كينتان تجره كل واحدة في اتجاه لتوفير الوقت مثل بنطون الجنيد، وبنطون الدويم الذي لم أره. وسيكون عليه مكبر صوت ينده على القاطعين الذين سيطبقون الاتجاه الواحد يلا طلعنا تعالوا بسرعة.
نوقف التريقة والاستهبال ونتكلم في الجد.
الخبر ناقص ومستعجل ولا داعي له حيث أن اللجنة لم ترفع توصياتها بعد، والسؤال لماذا الاستعجال على نشر مقترح في طور الدراسة ولم ترفع اللجنة توصياته؟ هل ذلك عدم المهنية؟ أم أن إعلام المرور لم يجد ما يلفت به النظر غير هذا الخبر المزعج؟ هل هو جس نبض ليساعد اللجنة في مقترحاتها وتوصياتها؟ هل هو هروب حتى لا تُسأل شرطة المرور عن أدائها وما أحدثته شرطة المرور السريع من دمار للاقتصاد والأخلاق وتجاوز للقانون في تحصيل الأموال على قارعة الطريق وبورق ملون غير أورنيك (15) الذي نبّه له وزير المالية والمراجع العام والذي لا يقبل القانون غيره؟
كل هذا كوم، والحل يعرفه القاصي والداني أن طريق الخرطوم مدني ما عاد يسع هذه المركبات التي أخذت الدولة منها رسوم طرق المرور السريع، وقبله أخذت جماركاً بنسبة «134%»من سعرها، ألا يكفي كل هذا لتمهيد الطريق الذي تسير فيه؟
 والحل يا سعادة اللواء حطبة في توسعة الطريق ولا حل آخر، وفيما أعلم الدراسة جاهزة ولم يبق إلا التنفيذ.

سحر الطمام!!

 الأربعاء, 07 تشرين2/نوفمبر 2012


قبل العيد بأيام كانت هناك بعضٌ من أزمة غاز، أي الغاز لم يكن كافياً ولكنه ليس معدوماً تماماً، والدليل على ذلك أن د. أزهري باسبار لم يخرج بتصريحه المعهود عندما تكون هناك أزمة غاز ليقول:«ليست هناك أية أزمة غاز والمشكلة في ان الوكلاء يخزنون الغاز».. المهم سألت أحد المهتمين بأمر الغاز فأجابني إجابة حيرتني.. نعم يوجد شح في الغاز ولكن لا يشعر به أحد لقلة الاستهلاك، وما الذي قلل الاستهلاك؟ وكان رده عجيباً «الطماطم» وفرة الطماطم لها أثر مباشر في تقليل استهلاكك الغاز.. سبحان الله!!
قبل عام تقريباً خرجت علينا جمعيتنا جمعية حماية المستهلك أيام غلاء اللحوم بشعار «الغالي متروك»، أي تدعو لمقاطعة اللحوم حتى تستقر أسعارها كما ينبغي ونجحت الحملة، غير أن أحدهم لفت نظري قائلاً: والله ما نجحت الحملة إلا بفضل الله ووفرة طماطم مشروع الجزيرة التي كان لها الأثر الواضح في ترك اللحوم.
 ومن يومها وأنا أفكر، ويبدو أن تغيراً في نمط الاستهلاك هو سبب كل بلاوينا، فإذا ما توفرت  الطماطم والخضروات الأخرى وتوفر اللبن سيكون حالنا غير الذي نرى. ألا يعرف أهل الاقتصاد ذلك؟
فقبل شهور وصل كيلو الطماطم إلى «25» جنيهاً، واليوم صفيحة الطماطم التي تزن «15» كيلوجراماً وسعرها في أحسن الاحوال «30» جنيهاً، أي بواقع جنيهين للكيلوجرام. «أعتذر لاستخدام هذه الوحدة المتخلفة الصفيحة، ولكن هذا هو الواقع». وطبعاً لا مجال لتخزين مبرد نسبة لغلاء الكهرباء «وهذه مسؤولية الدولة» ولا مجال لتصديرها للولايات المجاورة ناهيك عن البلدان المجاورة، والسبب أيضاً الدولة ممثلة في جبايات الطرق العلنية والمستترة التي فوق الطاولة والتي تحتها، مما يجعل حملها أشبه بحمل المخدرات. ولقد عشنا ونحن صغار أيام كانت طماطم مشروع الجزيرة ترحل إلى القضارف وعطبرة وما بينهما.
إذن حل كثير من مشكلاتنا في مشروع الجزيرة ويمكن ان يوفر اللبن والطماطم وما بينها، ولكن كيييف؟ وكثيرون لا هم لهم إلا مصالحهم الخاصة، ولن ينظروا للمشكلات الأخرى ولا يعيشونها إلا مثل ماري أنطوانيت التي قيل لها إن المواطنين جياع فقالت : فليأكلوا الكيك.
ونعود لنقول متى نحسب عائد الزراعة «صاح» بكل جوانبه المباشرة وغير المباشرة، وهذا أثر الطماطم تمدد من اللحم الى الغاز، فما بالك بأثر اللبن الذي سيتمدد إلى أن يصل إلى خفض الدواء في الصيدليات، أي بدلاً من استيراد بمليون دولار عندما يشرب الناس اللبن أو يتغذى الناس باللبن، سيعود عليهم فائدة وعافية تزيد الإنتاج وتقلل فاتورة الدواء. هذا ما خطر لي في هذه اللحظة، فكيف إذا جلس للأمر علماء اقتصاد وعلماء طب وغيرهم من المختصين؟ وقطعاً ستكون النتائج محيرة ونتيجتها أن اصرفوا على الزراعة ولن تندموا أبداً.
وهل الطماطم كلها خير؟ قال لي أحد علماء الزراعة في بلادي وفي النهضة الزراعية تحديداً، إنه لعدة سنوات لم يأكل طماطماً ولا يتركها تدخل بيته مما رأى من سوء استخدام للكيميائيات التي تدخل في زراعتها.
يا زارعي الطماطم نستحلفكم بالله أن تتقوا الله في هذا الشعب، وتستخدموا الكيميائيات كما يجب. وبلاش فشل كلوي. وأهدي السطر الأخير لسارة أحمد عبد الله والصباح رباح.

الرقم الوطني .... شكراً

  الثلاثاء, 06 تشرين2/نوفمبر 2012


في يوم 14/9/2011 ملأت استمارة الرقم الوطني، ولما كان المكان مزدحماً قلت أُرجئه ليوم آخر.. وكان ذلك اليوم الآخر يوم 16/10/2012.. شفتوا المهلة دي كيف أكثر من سنة، «سمحة المهلة كما تقول زين» دخلتُ المركز ووجدتُه بلا زوار إلا شخص واحد أمامي والأجهزة تسع اثنين مباشرة على التصوير والبصمات ومراجعة الأوراق وإنزال البيانات في الكمبيوتر، وعلى كثرة الحقول من اسم الأم واسم الزوجة لم أساله هل هناك متسع لزوجتين وثلاث واربع؟ شفت الرجالة دي كيف يا الطيب؟ وحقول كثيرة تجعلني أشهد أنه برنامج طيب وموفق وسيُحدث نقلة في السجل المدني كبيرة جداً وسيكون له ما بعده ودعامة من دعامات التطوير المنشود ولا يضيره إن جاء متأخراً «القدم ليهو رافع» ولا تهمنا الآن تكلفته المالية، التي قيل إنها مبالغ فيها.
من جملة هذه الحقول التي يجب أن تملأ، الشاهد، وبما أني لم أكن محتاطاً لمسألة الشاهد هذه وإن أصروا فسأبحث عنه ولكن مشغل الكمبيوتر أو الفني تطوع بأن يشهد ودافعه أن من في عمري لا يكذب أو أحسن الظن بنا وشكرناه على ذلك.. تأتي خطوة رائعة جداً تضاف كل صور الأوراق الثبوتية من جنسية وشهادة ميلاد والاستمارة إلى الملف عبر الإسكنر تُصوَّر وتُرد إليك ولا تبقى معهم ورقة «إن كان من ملاحظة التصوير عبر الإسكنر يتطلب إنزال الغطاء ومن استعجالهم لا يفعلون ذلك مما يُحدث سواداً أي يحدث لونًا أسود في فراغات الملفات» أتمنى أن يتأنوا في ذلك لتكون الصور نظيفة بلا ظلال.
الخطوة الأخيرة هي التحري مع مقدم شرطة صراحة كانت أكثر الخطوات بيروقراطية فالرجل حذر جداً ويريد أن يبدو دقيقاً جداً فكان لنا معه مشكلة في المهنة إذ أراد أن يفهمها على طريقته وقلنا ما مشكلة أكتب ما تراه صحيحاً وانتهينا من الرقم الوطني في فترة قياسية ولم نعرق ولم نتعب ويبدو لي أن هذا تطور في مرفق من مرافق وزارة الداخلية فريد.. لا نكملك إلا أن نقول إلى الأمام وعقبال شرطة المرور.
ثم ماذا بعد؟
هل سيجُب الرقم الوطني كل الأوراق الثبوتية؟ هل يكفي مستنداً في البنك والمحكمة والشرطة والمطار والمستشفى والجامعة أم سيكون مطلوباً منا بطاقتك جنسيتك تاني؟. يبدو لي يجب أن يجُب هذا الرقم الوطني كل الأوراق التي قبله والتي بموجبها استُخرج.
استفهام أول هل يحتاج إلى تجديد أو تحديث بيانات ومتى؟
استفهام ثانٍ متى سيكتمل سجل الرقم الوطني أي متى يصبح لكل مواطن رقم وطني؟ هل هناك سقف زمني معين أم سيُترك المواطنون على مزاجهم ليستخرجوه بمثل مهلتي هذه وأكثر؟
هل له ما بعده في تسهيل الإجراءات عبر الإنترنت من حسابات البنوك وبطاقات الائتمان «الحلال» وهل سيربط بكل سجلات الدولة من أراضٍ وشهادات دراسية ومواليد ووفيات ويصبح قاعدة بيانات متكاملة متى ما دخلت قسم شرطة أو أي مرفق حكومي وأبرزت الرقم الوطني ظهر للمسؤول كل تفاصيلك من بيانات شخصية خيرها وشرها عدد الجوائز التي كسبت وعدد الجرائم التي ارتكبت والشيكات الطائرة التي أصدرت؟ هذا ما أتمناه وليس ذلك على الله بعزيز ما دامت هنا شباب تعلموا ويتعاملون مع الحواسيب كما ينبغي فقط على الديناصورات أن يفسحوا المجال للشباب، فإن عز ذلك في السياسة، على الأقل في الخدمة المدنية ووزارة الداخلية.
وهذا رقمي الوطني: بلاش مرة أخرى.

رابعة الاثافي - شيء لا يصدق

  الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2012


العرب تقول ثالثة الأثافي عند بلوغ المصائب غايتها. والأثافي كما هو معلوم حجارة ثلاثة توقد عليها النار وتوضع عليها قدور الطهي، وهى ثلاثة لا رابع لها، ومن هنا جاء المثل، واقتبسه أستاذنا الدكتور عبد الماجد عبد القادر ليكون عنواناً لعموده، ولكن أجدادنا العرب ومعهم الدكتور عبد الماجد غفر الله لهم، لا يدرون أن أثافي السودان لا حصر لها ولا عد، ورابعة الأثافي هنا مصدرها الساحة الخضراء وهى بلا شك متنفس للجميع غاية في الروعة والجمال، ولكن ما يشوه هذه الروعة وهذا الجمال تلك اللوحة الحديدية التي توضح بعض المعلومات عن الساحة ومكتوب عليها أن المالك هو القصر الجمهوري. أستأذي الجليل القصر الجمهوري ليست إدارة عامة أو مؤسسة حكومية، ولا حتى شركة خاصة لكنه رمز لسيادة البلد وعنوان لعزتها  وهيبتها، فكيف يشار إليه كجهة استثمارية، ولماذا يقحم القصر الجمهوري اسمه في شيء رخيص كهذا.
إذا كان الأمر يتعلق بإيرادات الساحة إن وجدت، فلماذا لا ينيب القصر ولاية الخرطوم أو وزارة المالية لهذا الشأن. أي بلاد العالم تلك التي يكون فيها القصر الجمهوري مستثمراً وأين؟ في قلب العاصمة  بل وفى الطريق المؤدي إلى مطارها الدولي وأمام أنظار الزائرين والسائحين.
حتى أولئك الذين كتبوا كلمة الساحة على بوابتها الرئيسية ليتهم استشاروا  أحد خريجي رياض الأطفال بعد مراسم الحنة ليدلهم على أن كلمة الساحة بالتاء المربوطة وليست الهاء. هل أتصور اجتماعاً بالقصر الجمهوري لمناقشة إيرادات الساحة وكيفية ترقيتها وتطويرها؟ هل ذلك المكان الدستوري فيه من الفراغ ما يسمح بمناقشة هذه الصغائر؟
عزيزي وزير شؤون الرئاسة، خذوا إيراداتكم ولكن أزيلوا اللوحة.
أما خامسة الأثافي فى إعلان صغير بلوحة إعلانات وزارة الزراعة والري التي أتشرف بالإنتماء إليها، يفيد أن فرعية النقابة ستقوم بتوفير خراف الأضاحي للعاملين وبأقساط تصل إلى تسعة أشهر كما تم توضيح أوزان الخراف والسعر مقابل كل وزن، وعلى الراغبين تسجيل أسمائهم ودفع «10%» من سعر الخروف. أخي الكريم قطعاً غالبية الذين  سجلوا أسماءهم من صغار الموظفين والعمال أصحاب الدخول الضعيفة. السيد وكيل الوزارة تكرم مأجوراً بمنحة  بلغت «300» جنيه بمناسبة العيد.
الذين سجلوا أسماءهم بالتأكيد قاموا بإنفاق مبلغ الثلاثمائة جنيه، ومعها جزء من مرتب شهر أكتوبر فى أغراض أخرى باعتبار أن الأضحية قد أصبحت مضمونة، لكن المصيبة التى وقعت على أم رؤوسهم أنه لم تكن هناك خراف ولا يحزنون، وظلوا يرابطون داخل الوزارة إلى ساعة متأخرة من مساء الخميس يوم وقفة العيد، ولكن دون جدوى، والمؤسف أن بعضاً منهم نساء غادرن بيوتهن صباحاً تاركات أطفالهن يمنون أنفسهم بصيد ثمين ميسور، والذى يعصر القلب ألماً أن بعضاً منهن كن يحملن حبالاً لتقييد الخراف الوهمية وقد أقسم لي من شهد الموقف أن الدموع قد سالت على الخدود بعد الخذلان والانتكاسة، وتولن إلى منازلهن وأعينهن تفيض بالدمع حزناً ألا يجدن ما يضحين به.  إلى متى نظل نفاجأ برمضان والأعياد وحتى ذكرى الاستقلال.
يا أيتها النقابات وهيئاتها وفرعياتها من المسؤول ومن المحاسب؟ لماذا  تحشر الحكومة والنقابات نفسها فى جحر الضب فى كل عام مرة أو مرتين، ثم لا توفي بوعودها، ولا تتكرم بالاعتذار. لماذا تحبسنا الحكومة والنقابات فى غرف الوعود الزائفة ثم لا تطعمنا ولا تتركنا نأكل من خشاش الأرض؟
مهندس / حيدر الترمذي
< تعليق الاستفهامات:
إذا ما استمرت تبعية الهيئات والمؤسسات بلا توصيف، سنجد كل مؤسسات الدولة تطالب بتبعيتها للقصر الجمهوري، حتى لا يراجعها مراجع، ولا يحاسبها محاسب. وتبرطع كما تشاء فوق القوانين.

المتسيبون والمتسيبات

  الجمعة, 02 تشرين2/نوفمبر 2012


الخرطوم أو العاصمة المثلثة كلها، يقال إنها كانت خفيفة الظل، منسابة الحركة، شوارعها جميلة ونظيفة، كل ذلك في العطلة أو في كل العطلات، بل نذكر مواطنيها بخرطوم الستينات والسبعينات حيث كانت الثياب النسائية تسمى «الخرطوم بالليل» في إشارة  لجمالها.
وبعد عقدين من الزمان، وبعد أن تدهور الريف واختلت الموازين الاقتصادية والاجتماعية، ونزح سكان الأرياف للخرطوم حيث الخدمات والميزانيات المفتوحة ورئاسات البنوك، امتلأت شوارع الخرطوم بالقرويين إلى أن قال قائلها «تريّفت المدينة».
اتصلت على صديق: «كيف العيد في الخرطوم»؟ رد ليغيظني: «والله بعد ناس الجزيرة خرجوا منها بقت حلوة جداً». كتمت غيظي وقلت في نفسي ومن أين بُنيت الخرطوم، أليس من الجزيرة، وبدماء وصحة أهل الجزيرة؟ وبالمناسبة كل جاليات الولايات بالخرطوم تغادر لتعيّد في ولاياتها، وكل الطرق الخارجة من الخرطوم تمتلئ بأرتال من البصات والسيارات وتفوّجها  شرطة المرور، لماذا التركيز على أهل الجزيرة؟؟
الثلاثاء يوم عمل، أو هو أول يوم عمل بعد عطلة عيد الأضحى، ولكن الملاحظ أن كثيراً من الموظفين لم يباشروا عملهم، في حالة تسيب تام، وستمتد إلى يوم الخميس لتصبح عطلة العيد عند بعضهم عشرة أيام بالتمام والكمال، أي أنهم لن يداوموا إلا يوم الأحد المقبل. وأينما ذهبت وجدت شيئاً من حالة التسيب هذه، يعني الدواوين الحكومية شغالة بنسبة أقل من «50 %» ولا يُحاسب أحد. لماذا؟
شكا لي عدة أشخاص مما يلاقونه من أراضي الخرطوم وخصوصاً الذين لهم علاقة بالمستشارة «ل.م»، فهذه المرأة المهمة، وجودها في مكتبها نادر جداً، وهي تحدد يوماً في الأسبوع للجمهور، ولكن منذ عدة أشهر صار وجودها شبه مستحيل، وخرجت أعذار مثل أن أمها مريضة. بالله هل يتوقف العمل على الأفراد مهما كانت براعتهم؟ ألا يوجد نائب مستشار أو مستشار أول ومستشار ثاني، وإذا ادلهمّ «ادلهمّ حلوة مش؟» عليه الأمر اتصل بالخارقة هاتفياً وشاورها في الأمر، ويجد الحل لمئات المواطنين الذين ينتظرون المستشارة أو مسؤولة الأراضي المسؤولة من تنظيم القرى.
مثل هذا النهج يدل على أن دولتنا متخلفة ونظامها الإداري يحتاج مراجعة من ألفها إلى يائها «from a to z»   كما يقول الخواجات. هل نحلم بمراجعة الخدمة المدنية وقوانين العمل ونظام سير العمل. صناديق الشكاوى  المعلقة على كثير من الجدران هل يتابعها المسؤول الكبير أم هي للزينة وادعاء الشفافية، وهل المواطن بهذا الوعي لحقه ويعلم متى يطلب ما  له ومتى يؤدي ما عليه؟
هل قلة الأجور هي السبب؟ هل عدم العدالة في الأجور هو من الأسباب؟ وإذا ما رجعنا للأراضي، ما يمارسه المساحون ولنخرج من الحرج ونكون موضوعيين، بعض المساحين الذين يسلمون الأراضي لمستحقيها كيف يقومون بهذا العمل، هل وقف على «حركاتهم» أحد؟ من تسويف ومماطلة لا تزيلها إلا الرشوشة.
معليش الدنيا عيد، ولكن فرحة العاصميين بالتسيب هيجتنا.

احتجاج عينة

  الأربعاء, 31 تشرين1/أكتوير 2012

كثرة الاحتجاجات على الخدمات وخصوصاً الماء والكهرباء ونقص الدواء، وأخيراً الصرف الصحي. لماذا؟ هل الذي يحدث تطور المواطن وشعوره بحقوقه، أم تدني الخدمات وضعف الأجهزة التنفيذية؟ لا مجال للمبرر القديم، ضعف الإمكانات والميزانيات، فالكهرباء تأخذ أجرتها مقدماً ولحقتها المياه، كل من هذين المرفقين لا يُقبل منهما العذر القديم. فعليهما القيام بدورهما على أكمل وجه.
نفترض أن عطلاً في واحد من الخدمات قد حدث هذا أمر طبيعي أن يتعطل وابور الماء أو طلمبة الماء أو محول الكهرباء أو ينقطع السلك بين عمودين، مش نحنا لسة دولة متخلفة، طيب لو متخلفة تقيلة، خذوا البديل مش نحن في دولة نامية؟
كانت الاحتجاجات في السابق شكوى لمسؤول تنفيذي وتأخذ المسألة مجراها الإداري أو هكذا يجب أن يكون، يقوم المسؤول التنفيذي بالعمل على الشكوى التي تعدت سقفها الطبيعي، ويبحث الأمر مع جهازه التنفيذي، ويسأل لماذا وصل الأمر إلى درجة الاحتجاج وتحل المشكلة ويعاقب المتسبب أو المتسيب. أو هذا هو المفروض.
يلاحظ أن السيستم الإداري بدائي جداً، والمواطن حين يبّلغ عن عطل في الماء أو الكهرباء يستقبله موظف البلاغات ببرود، وقد يسجل الأمر أو لا يسجله، وطبعاً أرخص ما في السودان الزمن، يمر اليوم واليومان ولا يسأل أحد المنوط بهم البلاغ، ويهيج المواطن من فقدان الخدمة في حالة الماء أو تقطعها في حالة الكهرباء. وليشعروا من هو أعلى من مكتب البلاغات، يقوم المواطنون بقفل الطريق العام وتعطيل حركة المرور، وغالباً ما يكون ذلك بحرق الإطارات وتقف الحركة لساعات، ويقف آلاف المواطنين في انتظار فتح الطريق. هؤلاء المواطنون الموقوفون ما ذنبهم؟ وفيهم المريض وفيهم المرضع وفيهم الطفل وفيهم الشيخ الكبير. عندها تتدخل السلطات الأمنية في مسارين الأول كبح المتظاهرين، والمسار الثاني استنهاض الجهة صاحبة المشكلة كهرباء أو ماء، وهنا تسارع الجهة لحل المشكلة بأسرع ما يمكن لأنها الآن مرصودة رصداً تاماً من الجهاز التنفيذي وجهاز الأمن، وبعد ساعات يصلح العطل ويعود الناس لبيوتهم.
صراحة هذه الظاهرة في ازدياد بعد أن اكتشف المواطنون أنها أسرع طريقة لحل المشكلة. في هذا الأسبوع تلقيت عدة هواتف من ثلاث مناطق، كل منها يقول إن ماءهم مقطوع لثلاثة أيام أو كهرباءهم ،ولذا لجأوا إلى قفل الطريق، حتى السيد وزير الداخلية وفي التلفزيون أشار إلى أن مواطني مدينة كذا قفلوا الشارع بسبب انقطاع الماء، وحدد المدينة، وسأل ما علاقة الماء بالطريق؟ وأنا مش عايز أذكرها إيه رأيكم؟؟
ضعف الأجهزة الإدارية، وعدم المحاسبة، وعدم العقوبة، وقلة الإبداع والشعور بالمسؤولية هي ما جاء بهذه الاحتجاجات. لو تشكلت لجنة محاسبة بعد حل المشكلة وحدد المقصر وعوقب على تقصيره، لما تكرر إهمال الأعطال حتى تصل مرحلة الاحتجاج. الإنسان لا يعمل إلا خوفاً من عقاب أو رجاء لثواب. فالعمال المقصرون إما أنهم لا يتقاضون أجوراً مقنعة لذا يتسيبون ويبحثون عن عمل آخر يسد النقص، أو أن خللاً إدارياً في ذلك المرفق وعليه من هو ليس أهلاً لإدارته «تعيين سياسي أو واسطة».
صراحة قبل أن تأتي السلطة بالشرطة، عليها أن تأتي بالمتسبب في التقصير ويحاسب أمام الجماهير عاملاً كان أو موظفاً أو مدير مخزن عندو طهور أو حبوبة مراته ماتت.
لا لقفل الطريق، وألف لا للاستخفاف بخدمات المواطن.

الكهرباء والماء والضرائب والاتصالات

  الثلاثاء, 30 تشرين1/أكتوير 2012  

التطور غالباً له معارضوه، ولم أقل دائماً وإنما قلت غالباً، والخائفون لهم ما يبررون به خوفهم، ولا بد لهم من تطمينات لأن ما بجعبتهم من الاخفاقات كثير، ولا يمكن أن نقف عند تقانات وأفكار القرن الماضي، ولا بد من خطوات تعوض غياب الاستراتيجيات التي ملأت الدنيا جعجعة ولم نر طحيناً.. بالمناسبة كيف هي المفوضية القومية للاستراتيجية بعد تاج السر محجوب؟؟ «أخير قبيل».
مثال: الصراف الآلي دخل بلادنا متأخراً عشرين سنة عن جارتها السعودية، وكثير من مصارفنا تمشي بسرعة النملة إن لم نقل السلحفاة في حوسبتها وإدخال خدمات مثلما في دول أخرى. وحتى الآن مصارفنا رغم ما نرى من تقدم في بعضها إلا أنها لا تقبل الجديد إلا بعد زمن طويل. أما الحكومة الالكترونية فهي «أحلام ظلوط» نسمع ولم نر. ومنهم من لا يريدها أن تصبح واقعاً، وسبب ذلك أن جهات حكومية لا يسعدها الضبط، وتريد البرطعة والتجنيب وزارة الداخلية مثالاً.
وكل ذلك لا يمنع أن نعترف بأن مرفق الكهرباء يوم أدخل نظام الدفع المقدم قضى على عيوب كثيرة، ولا ننسى أنه سمي أول الأمر «الجمرة الخبيثة»، والكل يقرُّ الآن بأنها حميدة وليست خبيثة. ودرَّت على الكهرباء أموالها «على داير المليم»، ويجب أن تأتي بعد ذلك رقابة البرلمان لتَعرف وتُعرِّف أين يصرف ذلك المال.
وبعدها اقترحنا من خلال هذا العمود الاستفادة من برنامج الكهرباء لتحصيل رسوم المياه اقتراحاً عاماً، وبعد أن عجزنا عن أن يكون عاماً ركزنا على ولايتنا ولاية الجزيرة، وتشكر فقد أطاعت وصممت قانوناً لهذا الغرض وقَبِله الناس، لا أقول من أول مرة ولكن بمرور الزمن، وتبعت بعد الجزيرة ولايات عديدة استرشدت بقانون ولاية الجزيرة. ونسأل الله أن يثبت الأجر. ومن محاسن هذا التحصيل أن توفرت الكهرباء للتشغيل بلا انقطاع، غير أن بند الصيانة يحتاج إلى «جكة».
واليوم نريد أن نقترح على ديوان الضرائب اقتراحاً يريحه راحة كبيرة ويخفف عنه ويملأ خزينته بحق دون تعب أو نصب.. ضريبة القيمة المضافة رغم ما لازمها من عيوب تظل أكثر الموارد الضرائبية دخلاً في ظل قلة المعلومات وصعوبة تحصيل الضرائب من المكلفين، كما في دول أوروبا مثلاً، ففي العالم الثالث كلما زاد مالك قلت ضريبتك والعكس بالعكس، وربما يدفع طفل الدرداقة رسوماً أكثر مما يدفعه رجل أعمال. وتبقى القيمة المضافة هي أوسع المظلات انتشاراً رغم عيوبها كما أسلفنا.
 لست عالماً ببواطن الأمور، ولكن ضريبة القيمة المضافة على الاتصالات 30% أمر مبالغ فيه على المواطن، ورغم ذلك يتركها ديوان الضرائب لشركات الاتصالات فترات متفاوتة من الزمن، رغم أن شركات الاتصالات تتحصلها من المواطن فوراً. وضريبة القيمة المضافة على الاتصالات هي أسهل الضرائب إحصاءً وبأجهزة لا تعرف «الدغمسة»، فكل شركات الاتصالات تملك نظاماً system رائعاً جداً، وتعرف في كل لحظة ما لها وما عليها.
لذلك لا أرى معنىً لأن يترك ديوان الضرائب هذه المبالغ يوماً واحداً لشركات الاتصالات، وعليه نقترح أن يتم تحصيل كل ضريبة القيمة المضافة على  الاتصالات عند الساعة 00:00 في تلك اللحظة أي الثانية عشرة ليلاً أو كما يقولون هم «23:59:59» فتقوم كل أنظمة شركات الاتصالات لتودع ما تحصلته من قيمة مضافة على المحادثات والمبيعات في ذلك اليوم لحساب ديوان الضرائب في بنك السودان، والأمر لا يحتاج إلى أية قوة خارقة.. برمجة كمبيوتر واجتماع اجتماعين تنسيقيين بين الضرائب وشركات الاتصالات وبنك السودان. والثقة في الآلة أصبحت أكثر من الثقة في البشر.