الاثنين، 31 يناير 2011

ماذا أنقذت؟ وماذا غطّست؟





لا أحسب أن حزباً مثل المؤتمر الوطني حكم البلاد عقدين من الزمان ينتظر مثلي لأجيب له مثل هذا السؤال. الأحزاب المحترمة لها مراكز بحوث ودراسات تقرأ وترصد وتدرس وتضع المقترحات والحلول بطرق علمية بعيدة عن الهوى.
لا أشك في وجود هذه المراكز والأجهزة وإن كنتُ لا أعرف مسمياتها، ولكن العلة في مَنْ يسمع ، وممن يسمع؟!! فكل هذا خاضع للمزاج والاستلطاف وليس للعلم ولا للموضوعية.
إذا ما دلفنا إلى موضوعنا أعلاه فكل قائد إنقاذي متى ما طُلب منه كشف حساب قدمه على طاولة أو منصة معدداً كل حسنات الإنقاذ ساكتاً عن كل عيوبها، هم والتلفزيون والإذاعة والزومة في ذلك سواء. عبّدت الطرق، أقامت السدود، أنشأت الكباري استخرجت البترول، رفعت دخل «بعض» المواطنين، أنشأت الجامعات، وأشياء كثيرة يمكن أن تحسب لها. ولكن بالمقابل على طريقة الاتجاه المعاكس وهنا نطلب من الدكتور فيصل القاسم استخدام حقه هذا في موضوعنا هذا.
ولكن بالمقابل لم تؤسس لدولة مؤسسات، فكان الأفراد هم وقودها ومتى ما هرموا أو أرهقوا خرفوا أو أحاطتهم شلل المنتفعين فقلت كفاءاتهم وأحيانا فسدوا. لم تكن صادقة أبدًا في ترسيخ الديمقراطية وأعانها على ذلك أحزاب معارضة لا تستحق الاحترام متى ما دُفع لها سكتت، هذا على صعيد الأخلاق وعلى صعيد القدوة فإنها تهزم الديمقراطية في داخلها، رؤساؤها بعشرات السنين لم يتغيروا وأعضاء مكاتبها التنفيذية من الأبناء والبنات واستبعدت حتى أبناء العمومة لم تطقهم. فكيف تصبر على بعيد؟ وهم الذين يخيفون كثيراً من الناس البحث عن بديل.
ولم تبحث عن صالح في النقابات بل بحثت عن الموالي الذي يسكت عن حقوق قاعدته وبدوره يقبض الثمن، فمثلوا أسوأ القيادات وأضعفها في كثير من القطاعات وكانوا وبالاً على مؤسساتهم وعلى رب نعمتهم.
جعلت السياسة مهنة من لا مهنة له وليست علماً، فكل من أراد العيش الهانئ من أموال الشعب صار سياسياً إنقاذياً لتصرف له الدولة من مال الله الذي استخلفهم فيه.« وما عدد وزراء هذه الحكومة ببعيد عن الذاكرة فقط 79 وزيراً و450 نائباً برلمانياً، هذا غير الولايات والمستشارين الذين يحتاجون لمستشار المستشارين لتلخيص استشاراتهم من كثرتها».
أما في الاقتصاد فيكفي أن نقول أعماها البترول عن الزراعة. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم تكن لها أولويات بينما مواطن يبحث عن الماء ثلث يومه نجدها تنشيء الجسور الثقال حتى لا يمكث آخر في سيارته المكيفة أكثر 10 دقائق بين البيت والمكتب وذاك على حمار لجلب الماء بطاقة العضلات و«العِد والدلو».
أما اقتصاد السوق فقد سيطرت عليه الشركات الحكومية التي لا تربح أبدًا مهما ربحت حيث ضررها في تدمير السوق والاقتصاد التقليدي واضح للعيان.
بعد كل هذه المقتطفات، هل يسمعنا أحد ويبدأ بتغيير الوجوه والسياسات ويؤسس لدولة مؤسسات وليس دولة أفراد؟
أتمنى.

الأحد، 30 يناير 2011

الدرجات والألقاب العلمية من يضبطها؟





كثر الناس وكثر التعليم وكثر المتعلمون، ولكن كل ذلك لا يكفي حجة لعدم الضبط والتدوين والتنظيم.

قضية اليوم، هل هناك مكان واحد تسجّل فيه الدرجات العلمية أو جهة واحدة هي المنوط بها ضبط هذه «الهرجلة». إذا كانت رخص السيارات مسجلة في كمبيوتر في وزارة الداخلية وكل سيارة معروفة بأرقام لوحاتها وهيكلها ولمن هي، ما الذي يمنع أن تكون هناك جهة في وزارة التعليم العالي أو البحث العلمي تصب فيها كل هذه المعلومات من جامعاتها أو من جامعات خارجية؟

داعي ذلك أن هناك انفلات في هذه الألقاب العلمية. مِن الناس مَنْ وجد أن اسمه لا يصلح إلا إذا سبقه حرف الدال ومن يومها يجنِّد من يناديه يا دكتور يا دكتور ويصدِّق الرجل كذبته بمرور الزمن ويصرُّ على هذا اللقب العلمي الرفيع بدون أي مجهود يكتبه أمام اسمه، أين ما كتب اسمه.

حكى لي واحد من موظفي العلاقات العامة «وهذه تحتاج وقفة ليس هذا وقتها» أنه كان ينادي رئيسه يا دكتور يا دكتور، وهو يعلم أن رئيسه ليس من حملة الدكتوراة وصارت أمام اسمه إلى يوم الناس هذا؟ تخيّل! وكان قلت ليكم الاسم الآن لن تصدقوا أنه لا يحمل دكتوراة من كثرة ما سمعتم الاسم يسبقه هذا اللقب.

ومشكلة أخرى هي درجة البروفسير، فكل من وجد أن حكاية دكتور طوّلت أمام اسمه أسبقه بلقب بروفسير. أليس لهذه الدرجة العلمية مواصفات واستحقاقات منها عدد البحوث؟ وجهة تمنحها وبضوابط علمية معروفة؟

كثيرون يحملون هذه الألقاب زورًا وبهتاناً مما أفقدها معناها وتطفل عليها من لا يستحقونها ومن هم ليسوا أهلاً لها وضيّقوا على العلماء، وأحياناً تسييسها أي تلحق بالسياسي ليعطي زخما يجعله مقبولاً سياسياً لدى جهة ما أو بلغة أخرى تسويق.

لوقف هذه «الهرجلة» وتجريد منتحلي الألقاب العلمية المتصدرين للمجالس العلمية بلا مؤهلات ومنافع أخرى منها حصر العلماء ومجهوداتهم وكيفية الاستفادة منها، على المستوى الأكاديمي والمستوى التطبيقي. كثير من هذه البحوث قابلة للتطبيق ليكون نفعها للبلاد وحتى لا تكون غايتها لقباً يسبق اسم صاحبه والسلام.

هذه دعوة قابلة للتطبيق أن تحصر الدرجات العلمية وأصحابها ويحفظ البحث الذي عبره منحت الدرجة العلمية وكيفية الاستفادة منه ويكون ذلك منشورًا على الإنترنت أو في مكان بمواصفات خاصة وشروط خاصة ليستفاد منه أكاديمياً وتطبيقياً، ليُعرف العلماء والمنتحلون للعلم «صغار النفوس».

إذا كان الذي يلبس زي شرطي يعتبر منتحلاً لشخصية فما بالك بمن ينتحل لقب دكتور أو بروفسير وما أكثرهم في هذا الزمان.

هذا بالإضافة إلى حكاية «خبير وطني».

السبت، 29 يناير 2011

فطور عدس في أمانة ولاية الجزيرة





دارت بين الصديقين الصحافيين الكبيرين المتميزين، ولكل منهما نكهته الخاصة، الصديقين الطاهر ساتي وعبد الباقي الظافر.. دارت بينهما معركة صحفية عمادها ما يجري في ولاية الجزيرة.. وخلاصة المعركة الصحفية أن الظافر زار ولاية الجزيرة برفقة رئيس تحرير «التيار» ومدير مكتبها بمدني، وفي قصر الضيافة كان العشاء «عدس وزبادي». واستفز هذا الوصف للعشاء وزهد الوالي وتقشفه الطاهر ساتي الذي يمسك على والي الجزيرة حادثة فساد مالي في جامعة الخرطوم يوم كان الوالي مديرها، ناصر فيها البروف الرجل الفاسد لأقصى حد، ومن هذا عاب على الظافر أن يشيد بتقشف الوالي. وهي معركة أتمنى أن تكون قد انتهت بحسن نوايا كل منهما نحو الآخر وعادا صديقين وجاهزين للوساطة إذا لزم الأمر.

في يوم الثلاثاء 25/1/2011م زرت عاصمة ولايتنا التي لا نزورها إلا مرة أو مرتين في السنة لبعدها عنا، ونذهب لولاية الخرطوم ثلاث مرات على الأقل أسبوعيا. وسبب الزيارة دعوة من مجلس تشريعي ولاية الجزيرة الذي سيستمع لورقة من البروفيسور أحمد الطيب مدير جامعة النيلين ومستشار والي الجزيرة «بدون مخصصات» «حلوة؟» والورقة عن مشروع الجزيرة، وأحسب أني لبيت كل دعوة لمنتدى عنوانه «مشروع الجزيرة» خلال الخمس عشرة سنة الماضية، أشكر المجلس على الدعوة والترحيب، رغم أن المحاضرة لم تقم نسبة لظروف البروف أحمد في الخرطوم.

وبما أن موعد المجلس التشريعي بعد الظهر، فقلت ألبي دعوة كررها كثيراً الصديق والأخ د. فضل موسى جادين أمين الحكومة، ولم تحن لي فرصة وكانت هذه، فدخلت على د. فضل وكان الوقت وقت فطور، فوجدت على طاولة الفطور صحن عدس وصحن عصيدة دخن، قلت يا فضل نتصل على الطاهر ساتي ونبلغه بأن الأمر كذلك وكمان ناقص زبادي، فاتصلت على الطاهر ساتي عدة مرات ووجدت تلفونه مغلقاً.

قال د. فضل «إننا قمنا بترشيد الصرف في كثير من البنود وبعدالة. وفي السابق كان الفطور متفاوتاً يختلف من مكتب لمكتب فوحدناه ووصفناه وقللناه وعممناه على الجميع وهو كما ترى». وأضاف «وقمنا بترشيد فواتير الهواتف ووضعنا لها سقفاً من زاد عليه خصم من راتبه. وحكى عن إجراءات خفضت الوقود بنسبة 40%.

جميل ما فعلت يا د. فضل، ولكن لماذا يُترك الأمر للاجتهادات الشخصية؟ فمتى تكون لنا دولة مؤسسة موصوف كل ما فيها ولا يُترك ذلك لهوى وورع الولاة والمسؤولين كل بقدر تدينه وأخلاقه. وما يراه واحد ترفاً يراه الآخر تمكيناً وهيبةَ دولة.. فمتى توصف هذه الأشياء وتوضع لوائح ثابتة تحدد مخصصات كل منصب؟ وأتمنى أن تكون طاردة حتى لا يهرول كل كسيح ذهن للعمل السياسي ليقتات منه.

لا نشك في إجراءات تقشفكم وفقكم الله، ولكن على مستوى التنمية مازلتم متقشفين، هذا إن لم نقل صائمين.. أما عن الطرق في ولايتكم، فمنذ الانتخابات لم يسفلت سنتمتر واحد من طريق اللعوتة، المعيلق، أبو عشر.. فلم يدلق فيه كوريق تراب منذ أبريل الماضي، وكذلك طريق ود السائح، ولنا عودة لهذين الطريقين وخلافهما.

يا أخوانا الطرق دي لو كتبنا عليها «الولاية ال....» ورفعناها للمركز أما كانت اكتملت؟

بدعة اسمها «الخبير الوطني»





روث البهائم عندما يُغطى طويلاً تصبح له رائحة.
في وقت ما رأت الدولة أنها في حاجة لبعض العقول المهاجرة ذات التخصصات النادرة ونسبة لفرق الراتب الكبير بين رواتب المهجر ورواتب السلم الوظيفي السوداني يوم كان هناك سلم ـ رأت الدولة أن تغري هذه العقول المهاجرة برواتب خاصة تحت مسمى خبير وطني براتب 3000 دولار أمريكي. المبدأ طيب ولا يختلف عليه اثنان حاجتنا إلى خبرائنا وإعطاؤهم ما يستحقون إذ ليس من المعقول أن تقول له احتسب، «بالمناسبة هل بقي هناك محتسبون ام كلهم اخذوا ما احتسبوه بأثر رجعي؟».
الواقع الآن أن هذه الثغرة ـ ثغرة الخبير الوطني ـ توسعت وصارت خرقًا كبيراً في الدولة وصار عددهم كبيرًا جداً، أما مواصفات الخبير الوطني فأصابها الكثير. صار الخبير الوطني هو قريب النافذ أو صديقه أومن فقد موقعًا سياسياً ولا يهم ماذا يحمل من مؤهلات.. وصارت مكاناً للترضيات بل أسوأ صورها كل من فقد موقعه بالمعاش عُين غداً في وظيفة خبير وطني.. فكثير من الخبراء الوطنيين اليوم هم ممن اشتاقت الخدمة المدنية للتخلص منهم، حيث إنهم كانوا حملاً ثقيلاً عليها ومرؤوسوهم في شوق لمغادرتهم، فإذا به يأتي غداً تحت مسمى خبير وطني «فوق نفس كل من انتظروا مغادرته».
مهما فعل وزير المالية لتلافي الصرف الحكومي سيجد أن الرتق واسع.. عدد هؤلاء الخبراء الوطنيين اليوم كبير جداً ويصعب على مثلي عدّهم وذلك بعد أن صارت بلا مواصفات وأفرغت من محتواها ومفهومها بل ليست هناك همّة لتأطيرها إذ وجدها كثيرون ملاذًا آمناً ليعينوا فيها من شاءوا وقتما شاءوا.
في انتظار أن تقف الدولة على هذا الرتق طائعة قبل أن تجبر عليه يكون أفضل.. وسمعنا ان هناك من يطلق مسمى خبير وطني على نفسه تمهيدًا لموقع جديد.
من ردود «تشوهات المرتبات»
جاءتني رسالة تقول كاتبتها إن مديرهم راتبه 7500 دولار غير بدلات تصل إلى 1500 دولار في حين أعلى راتب للعاملين هو 280 جنيهًا «يا بنتي يمكن هذا خبير وطني».
رسالة أخرى :
بعد التحية ـ الموضوع: يوجد قسم خاص بالأمن بالمنظمة، العاملون بالقسم كلهم سودانيون يتمتعون بالمرتب المجزي الذي يتمتع به إصطاف ال UN في البلد دي في يوم 30/3/2008 قررت المنظمة الاستغناء عن خدمات ما يزيد على 30 فرد أمن هم قوام هذا القسم الذي كان يتقاضى الفرد فيه مبلغًا قدره 1480جنيهًا بين عشية وضحاها أصبح المبلغ 600جنيه وذلك بعد ان تسلمت العمل شركة «س» للخدمات الأمنية التي ظلمت العاملين بتلك القسمة.
استمرت شركة «س» في العمل لمدة 33 شهرًا ارتضى العاملون المغلوبون على ظروفهم الأسرية الوضع ولكن كان يوم الجمعة31/12/2010 يوم صدمة بالنسبة لهم عندما جاءت شركه ظالمة أكثر ظلمًا من «س» وهي شركة «ص» والتي أظن من ضمن أنشطتها ممارسة تجارة الرقيق وقامت بتخفيض المبلغ إلى 400 ولنفس السبب قررنا المواصلة.. سيدي هناك أسئلة مشروعة: 1/ هل المنظمة الأممية محتاجة الى تقليل مصاريف عامليها 2/ هل هناك قانون يحكم مافيات الاستخدام تلك 3/ هل يتقاضى مسؤولو الدولة رشا لغض الطرف عن مثل هذه الممارسات ـ يوجد بالمنظمة من يستفيدون من وراء تلك الصفقات ـ في انتظار تعليقك.
تعليقي: حسبنا الله ونعم الوكيل.. فك شفرة س، ص بطرفنا.

كوبري توتي ـ بحري لماذا؟ «تعقيب»





السيد الأستاذ/ أحمد المصطفى إبراهيم
المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع/ كوبري توتي ـ بحري لماذا؟
بالإشارة للموضوع أعلاه والذي ورد بعمودكم «استفهامات» بجريدة الإنتباهة الصادرة بتاريخ 19/1/2011م نود أن نسرد بعض الحقائق عن أهمية كبري توتي ـ بحري لفك الاختناقات المرورية في وسط المدن الثلاث كما يلي:
1/ الكبري جزء من محور طريق عبدالله جماع والذي يبدأ من شمال «الحلفايا، الهجرة، شمبات، الملتقى» وينتهي بكبري توتي ـ بحري ومنه الى كبري توتي ـ الخرطوم ويمتد المحور جنوباً بشارع الغابة.
2/ الكبري مقرر للتنفيذ منذ فترة ليكمل كوبري توتي- الخرطوم والذي يخدم منطقة توتي فقط الآن.. بعد تشييد هذا الكبري سيتم ربط الخرطوم ببحري والذي سيساعد على تخفيف الازدحام المروري على كبري المك نمر وكبري النيل الأبيض بنسب مقدرة.
3/ بعد إكمال المحور بالكامل أي تشييد كبري توتي- بحري و كبري الهجرة وطريق عبدالله جماع ومستقبلاً كوبري الملتقى ستصبح حركة المرور منسابة في وسط المدن الثلاث وستنخفض الاختناقات المرورية عند مداخل كباري وسط الخرطوم وعدد من المناطق كمنطقة وسط ام درمان والتي تعاني من مشكلة مرورية حادة.
4/ التكلفة الكلية للكبرى والتي تبلغ 45.5 مليون دولار، لا توازي الفائدة الاقتصادية المرجوة من تنفيذ المشروع والتي تتمثل في الآتي:
1- خفض الوقود المستهلك بسبب الازدحام لأكثر من 300.000 مركبة تدخل وسط الخرطوم وتخرج منه يومياً وهذا العدد في تزايد مستمر.
2- خفض انبعاث الغازات المضرة بالبيئة من عوادم هذا العدد بنسب مقدرة يمكننا أن نطلعك عليها بالتفصيل
3- تقليل الفاقد في زمن الرحلات التي تقوم بها المركبات كل يوم.
4- الخرطوم تحتاج لعدد أكبر من الكباري وذلك للعدد الهائل من المركبات والتي يمثل تنقلها اليومي عصب اقتصاد هذه المدينة ولك ان تتخيل ما تمثله هذه المدينة من اقتصاد السودان.
5- الاستثمار في البنى التحتية هو من الأولويات ولك سيدي أن تعلم أن ميزانية وزارة النقل في الولايات المتحدة هي الميزانية رقم «2» بعد ميزانية وزارة الدفاع وذلك للأهمية القصوى التي يلعبها النقل ومواعينه في الحراك الاقتصادي للدول.
د. أمين إبراهيم النعمة
مدير الإدارة العامة للتخطيط والدراسات والتقويم
هيئة الطرق والجسور ولاية الخرطوم

الاثنين، 24 يناير 2011

ما شاء الله، جمارك مطار الخرطوم





مدخل: الكل يعلم أن البيع بالجملة أقل سعرًا من البيع بالقطاعي، لذا يجد كثير من القادمين عليهم أن يشتروا هداياهم بالوحدة المعروفة بالدستة، أو الدرزن، وهي 12 قطعة. كان المغترب المتمرس أو غير الغشيم يترك قطعة من كل دستة في مكانها لأن جمارك مطار الخرطوم يومها كانت تعتبر الدستة كمية تجارية لها معاملات خاصة من غرامة وجمارك تجارية، «تخيل»
الداخل إلى صالة مطار الخرطوم في سابق الزمان يوم كنا تحت قائمة المغتربين كأنه داخل على امتحان بل أشد إذ إن عليك فتح كل ما تحمل من شنط وما أكثر ما نحمل من شنط في ذلك الزمان لفرق السعر وقحط أسواقنا يومها وكان الامتحان مقسمًا إلى عدة فقرات واحدة ان ضابط الجمارك سيُدخل يديه في كل امتعتك و«يصوطها» بحثًا عن شيء يستحق أن يجمرك وخصوصًا الأدوات ذات الأذناب السلكية ولو كانت راديو أو مسجل «يوم كان المسجل جهازًا ذا قيمة والراديو ليس في الموبايل»، وفي اثناء «الصواطة» هذه تقع يده على كثير من الخصوصيات، امتحان آخر كيف تقنعه بأن هذه اللفافة وصية وحتى انت لا تعرف ما بداخلها ويصر ــ إن كان من قليلي الذوق ـ أن تُفتح أمامه.. امتحان ثالث ما تفرض عليه جمارك من الأمتعة يؤخرك زمنًا طويلاً داخل الصالة هذا إن كان معك فلوس أما إن لم تكن تحمل فسيكلفك يومًا آخر وتخرج وانت تحمل ايصال حجز مسجل وتعود إليه في يوم ثانٍ.
صور في غاية البشاعة وأبشع منها يوم تكون امتعتك على طاولة التشريح ترى بالقرب منك عفشًا آخر خرج سالماً من الفتح والتفتيش لأن صاحبه له «ظهر» ولن يضرب على بطنه.
في آخر مرة جئت فيها من الخارج ـ بعد غياب عن السفر لثماني سنوات لم أجد مشرحة الصالة التي كانت تشرح فيها الأمتعة.. تخرج من الجوازات والتي نالها قليل من تطور العصر أيضاً، تخرج إلى فضاء المطار بدون أي عكننة، وكالعادة سألت أين الجمارك؟ كما يفعل سائقو اللواري والحافلات على طريق الخرطوم مدني والتي صار ربع دخلها لشرطة المرور حيث صاروا يقفون لأي شرطي طلب منهم أو لم يطلب منهم الوقوف «بعقلية عنز السوق».
سألت عن الجمارك فقيل لي الله يطراك بالخير زمان تركوا هذا النظام.. اتصلت بصديق ضابط جمارك وقلت له أنا الآن خارج من مطار الخرطوم ولم أجد مشرحتكم، قال لي يا راجل أنت ليك زمن.. هناك أجهزة قبل السير تصور ما بداخل الأمتعة وتضع علامة للتي تستحق التفتيش والباقي يخرج كما دخل سالماً.. يا أخي تم هذا بلا إعلان وللا أنا كنت نائم؟
عمومًا التحية لشرطة الجمارك على هذا الإنجاز والآن صرنا مثل دول العالم.. أجزم أن ما كانت تجمعه الجمارك لا يساوي سوء سمعة ذلك النظام القديم الذي يجعل ضابط الجمارك يُدخل يديه في خصوصيات المسافرين ومع دهشة الأجانب لما يفعل.
تطور يستحق الثناء.

الأحد، 23 يناير 2011

هذا خبر ناقص يا مجلس الوزراء




لا أنسى عبارة سمعتها من الأستاذ عبد الرحيم حمدي ـ حفظه الله ـ قال إنه لا يقرأ أي موضوع اقتصادي ليس فيه أرقام. ومعه حق، ماذا يستفيد السامع لجملة مثل: حققنا إنتاجية مقدرة وصدرنا كمية معتبرة، وكان لها أثر ملموس على الاقتصاد السوداني، ماذا يستفيد سامع هذه العبارات؟ أول ما يخطر على بال أي لبيب أن هذا كلام فطير وليس مؤسس على معلومات وهو لحصص الإنشاء أقرب ولا يفيد ليُبنى عليه شيء.

في جلسته بالخميس 20/1/2011 خرج علينا مجلس الوزراء الذي ترأسه الأستاذ علي عثمان محمد طه أجاز توصية من وزير المالية فحواها« تجديد إعفاء خام الزيوت المستوردة من الرسوم، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتخفيف أعباء المعيشة، ووافق المجلس على إعفاء السكر المستورد من الرسوم الجمركية ورسم الوارد لمنع تصاعد سعر السكر».

هذا خبر غير مشبع والذي نريد أن نعرفه بكم سيصل السكر للمستهلك؟ أما هذه الجملة الإنشائية فلا تشبع أحداً ولن يكون لها لا أثر نفسي ولا حسي في واقع أسواقنا ولا يمكن أن أسال أحداً بمردود هذا الخبر على المواطن.

الأخ وزير المالية ذو الحظ العاثر الذي جاء وزيرًا للمالية بلا بترول في هذا الزمن الصعب صرت أشفق عليه وزير المالية عندما أعلن الزيادات فصل تفصيلاً، وبوحدات تكابد هيئة المواصفات لمحوها من الذاكرة السودانية مثل عرضه للوقود بالجالون مع أن الشارع تجاوز هذه الوحدة وصار يتعامل باللتر من سنوات.

نعود لموضوعنا يا سيادة الوزير، لماذا لم تقل إن جوال السكر يخرج من المصنع بكذا: مثلاً 70 جنيهاً ونضع عليه رسوماً جمركية كذا، وهذه تم إعفاؤها وضرائب كذا وقيمة مضافة كذا وحاجات تانية حامياه كذا، وسيصل للمواطن بكذا، حيث سيصل سعر الكيلو للمواطن بجنيهين مثلاً.

السكر المستورد خاماً سعر الطن كذا ويستخلص منه كذا وسيصل المواطن وسعر الكيلو كذا لاحتج به كل من يشتري ويبيع ومثلها في الزيوت.

عدم الشفافية أو الحياء من كشف المستور هو آفة هذا البلد مازلنا نسأل مخصصات الدستوريين التي أعلن تخفيضها بنسبة 25%، كم كانت لنعلم كم تساوي هذه النسبة ونقارنها بالزيادات التي طالت الحاجة مستورة بت عوضين التي لا تعرف من الطعام إلا الماء والسكر والزيت طعاماً ومستحضرات تجميل ولم تبكِ، وسيبكي كثيرًا ويبحث عن الواسطة من أخذت سيارة منزله الكامري« في الخليج دعاية تجارية تقول كيف نعيش بلا كابريس. الكابرس نوع من السيارات الأمريكية التي تنتجها جنرال موتورز».

فيا وزير المالية الذي صار السكر مالحاً في عصره، بكم سيكون كيلو السكر للمستهلك، تعال من الآخر، يا ناس المواصفات قصرت معاكم ها أنا استخدم الكيلوجرام وحدة وليس تلك الوحدة المنقرضة ما في داعي لاسمها.

أكملوا الخبر حتى لا يضيع في قائمة التخدير الإعلامي.

السبت، 22 يناير 2011

تشوهات الرواتب إلى متى؟




إذا ما أرادت الإنقاذ أن تخاف الله في شعبها هذا ـ الذي بقي ـ عليها أن تجعل السياسة طاردة وليس جاذبة كما هو الحال، ويبدو أنها جرّبت حكاية الوحدة الجاذبة ولم تجذب فلتجرب جعل السياسة طاردة؟

دافعي لهذا القول الجاف أو «المسيخ» هذا التباين في الأجور أو المرتبات فأعلى راتب في السلم الوظيفي الموحد هو راتب الدرجة الأولى وهو لا يتعدى ألف جنيه، ومن التشوهات غير المريحة التي تتخذها وزارة المالية تهرباً من المعاشات بدلات مثل: بدل وجبة وبدلات أخرى حتى لا تحسب في الراتب الأساسي الذي يحسب عليه المعاش أو التقاعد. هذا التهرُّب خلق خروقاً كثيرة في هيكل الدولة وكل جهة صارت تشرع لنفسها كما تشاء من حوافز وبدلات أخرى وبنود كثيرة مما جعل الأمر غير منضبطٍ البتة «مش أحسن من كلمة فالت».

تخيل الفرق بين الموظف الأول في أي مصلحة حكومية والسياسي الذي فوقه، الفرق في الأجور لا يقل عن عشرة أضعاف مثلاً مدير عام الوزارة الولائية راتبه «المصرح به» ألف جنيه في حين راتب الوزير الولائي لا يقل عن عشرة آلاف جنيه، وكذلك المدير التنفيذي لأي محلية سيكون في الدرجة الأولى والمعتمد الذي فوقه راتبه غير محدد أو ليس متساوياً في كل الولايات كل ولاية شغالة على كيفها.

الإصلاح يجب أن يكون ثورة حقيقية وشفافية عالية تجعل الراتب موحداً ومشهوراً ومنشوراً للقاصي والداني بالدرجات الوظيفية ولا تكون هناك وظيفة سياسية مفتوحة المخصصات على هوى الوالي ومجلسه. وعلى وزارة المالية أن تكون بقدر عالٍ من الشجاعة وتضع كل المسميات تحت اسم راتب شهري الدرجة كذا كذا وانتهى. وسترجع فرق المعاشات الذي هي منه خائفة من هذه المفارقات وهذا «الهبر واللغف» غير المؤسس. في أمريكا ودول الغرب عموما الأمر مؤسس ويعرف كل مواطن راتبه وراتب رئيسه ورئيس رئيسه وليس هناك «خلوها مستورة».

ألم يضرب هذا الشعب المثل في التحامه مع الإنقاذ في أيامها الأولى يوم شرب الشعب كل الشعب الشاي بالتمر؟ يوم أبدت القيادة الزهد وكان شعارًا، ماذا يحدث الآن؟ وكيف وصلنا لهذا؟ هذه أسئلة يجب أن تراجعها أعلى الدوائر وتبحث فيها طويلاً؟

إذا ما أرادت الإنقاذ تجاوز هذه الأزمة المالية بغياب البترول وقبل أن تبحث عن الزراعة كبديل عليها إصلاح الهيكل الوظيفي بلا استثناء ليكون راتب كل سياسي وكل موظف مربوط بدون زوائد ولا اجتهادات ومعروف للجميع وليس هناك ما يستحى منه.

يبدو أن كل من نصح أو حاول أن ينضبط وجد نفسه مطروداً منبوذاً، وعلى الذين لم يتقبلوا النصح أن يتقبلوه الآن وليس هناك بديل غير الشفافية فكل الألعاب البهلوانية في عصر الاتصال معروفة ومفهومة للجميع.

الجمعة، 21 يناير 2011

ردود.... كوبري توتي



صراحة بعد كتابة موضوع الأربعاء عن كوبري توتي

ـ بحري، هيأت نفسي ليوم ساخن مع أهل توتي وذلك نسبة لأن الكثيرين يفكرون في مكاسبهم فقط. ولكن سبحان الله انهالت عليّ تلفونات تشيد بالموضوع وأنه كلمة حق وانتظرت ردود أهل توتي وكانت في قمة الإيجابية ولحسن الحظ كل من علّق على الموضوع أو راسل بالإيميل وافقني الرأي أن هذا الكوبري بهذه المعطيات التي أمامنا هذا ليس وقته. ومنهم من شكك في نوايا حكومة ولاية الخرطوم وهدد وتوعد.

من هنا نطالب بوقف العمل في هذا الكوبري وصرف مبلغه في أي جهة أخرى وما أكثر الجهات التي تحتاجه.

إلى الردود:

عكاشة حسين عكاشة:«برغم إيجابيات كوبري توتي ـ الخرطوم إلا أننا لازلنا نعاني نحن مواطني توتي من عدم حل لمشكلة التخطيط داخل توتي إذ لايعقل أن يتم إنشاء وافتتاح كوبري في منطقة مقفولة لا تتعدي مساحة بعض شوارعها المتر أو المترين وقبل أن تتم عملية التخطيط الداخلي. نسمع تصريحات المسؤولين بأنه قد تم توقيع اتفاقية للبدء في مشروع كوبري توتي بحري. كان من المفترض إكمال مشروع تخطيط توتي أولاً بعد الاتفاق مع المتضررين وملاك الأراضي الزراعية بصورة تضمن عدم تضرر أي مواطن وبعد ذلك يتم عمل الكوبري أو الكباري المقترحة وفي هذه الحالة تكون توتي مهيأة لتلك الكباري . ولكن إذا لم يتم التوافق بين أهالي توتي وولاية الخرطوم على التخطيط وبدأ العمل في كوبري توتي ـ بحري، فمن المؤكد أن للمسؤولين بولاية الخرطوم رأياً آخر بعيداً كل البعد عن تطوير وتنمية جزيرة توتي»؟.

بت الخرطوم: «أستاذ أحمد، لك التحية والتجلة.. أدلي برأيي بصفتي مواطنة من توتي أمّاً وأباً وجدًا، حقيقة ما قلته عين الصواب وهذا رأي معظم مواطني توتي، كبري واحد يكفي وأدى الغرض، وكلنا شاكرون ومقدرون اهتمام الدولة بمواطنها بتوتي، ولكن إقامة كبرٍ ثانٍ ببحري وهناك آخر بأمدرمان، لاحاجة لنا به فإذا كان الغرض راحتنا يكفينا واحد، أما إذا كان الغرض التهجير مستقبلا فكما قال نافع للمعارضة «يلحسو كوعهم»..أضم صوتي معك بتوجيه الميزانية المرصودة للكبري إلى ما يروي العطشان ويشبع الجوعان ويكسي العريان، فهناك الكثير من أولويات يحتاجها مواطن الولاية ومواطنو الولايات الأخرى، فيا أستاذ أحمد، اطمئن الكثيرين من أبناء وبنات توتي قالوا ما قلته اليوم».

ساري:«أستاذ أحمد لك التحية وتوتي في وقت قريب سوف تصبح عبارة عن صينية عندما ترتبط بأمدرمان وبحري مما يفقد توتي خاصية عزلتها وجمالها ومنظرها الأخّاذ الذي كان عليها، لله درك يا توتي!!».

الساموطي: «طبعاً الغرض الماكلة وليس الحاجة لأن ببساطة هذا شيء واضح أن هناك أشياء أهم من هذا الكبري».

محمد طه: «بالله كم مدرسة يمكن أن تبنى بهذا المبلغ في المناطق المهمشة؟»

وردود كثيرة هذه نماذج منها.

كلمة أخيرة، أرجو أن يعاد النظر في بناء هذا الكوبري.

الأربعاء، 19 يناير 2011

كوبري توتي ـ بحري لماذا؟




واثق أن من سكان توتي عقلاء ولن يُساقوا وراء رأي جمعي ضد ما سأكتبه. فرحت وفرح معي الكثيرون بكبري توتي ـ الخرطوم الذي أحال المعدية للمتحف وزرت توتي لأول مرة بعد الكوبري فقط زيارة استطلاعية مررت بسيارتي في طريقها الوحيد إلى أن شعرت بأن بعده الطريق ضيق ولن يسع سيارة ناهيك لو واجهتك سيارة أخرى. فرحنا مع أهل توتي وقلنا مبروك ولكننا اليوم سنقول لا لكبري توتي ـ بحري وسنقول هذا ليس وقته ويكفي توتي كبرياً واحداً لأسباب سنذكرها.

قبل أن يقول لي قائل: هذا من ميزانية تنمية ولاية الخرطوم وليس اتحادياً، أقول والخرطوم هذه هي من عيوب الحكم الاتحادي بل من أكبر عيوبه إذ استحوذت على كل خيرات السودان وتصحرت الولايات ونزح لها من نزح إلى أن سمعت مرة الأستاذ حسين خوجلي في مؤتمر صحفي يقول لوالي الخرطوم: من فضلك وقِّف الخرطوم في هذا الحد حتى لا تنزح لها كل أطراف السودان.

بالله كيف تستقيم هذه البلاد وكيف تستقر؟ وفي مكان يستمتع المواطن فيه بكل شيء، وفي أماكن أخرى يبحث عن أول ضرورات الحياة الماء في شمال كردفان مثالاً التي منها رئيس المجلس الوطني الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر الذي يتمسك بقوميته وأهله يقضون اليوم كله بحثاً عن الماء ولم يحفر لهم بئرًا ولم يطالب الدولة أن توصل لهم أنبوباً من النيل الأبيض، هل ستصر على قوميتك وسط هذا المحيط الهائج بالجهوية؟ كيف سيغفر لك قومك هذا التواضع والورع؟!! أبحث لقومك عن ماء يا أستاذ. وليس شمال كردفان وحدها، فكثير من أقاليمنا الماء فيها مشكلة. ترى كم بئرًا يمكن أن يقيم مبلغ هذا الكوبري يقال إن مبلغه فوق الأربعين مليوناً من الدولارات، مئات الآبار.

من يضع أولويات هذه البلاد؟ ما فائدة هذا الكوبري؟ هل المسافة بين توتي وبحري عبر شارع النيل إلى كوبري المك نمر الجديد تأخذ وقتاً؟ ومَنْ أجرى هذه الدراسة؟ ولو كان للخرطوم هذه المبالغ الفائضة فلتحفظ بها أمنها ومستقبل أيامها بأن تجعل الريف جاذباً «تاني جاذباً» وتؤمِّن لأهله ضرورات الحياة، يا أخي تعتبر نفسها دولة خليجية مثل الكويت والسعودية وقطر والإمارات وتتبرع بهذا المبلغ لشمال كردفان سقيا.

هل هناك خطة كلية لهذه البلاد يا أخوانا؟!! وين الإستراتيجية ربع القرنية؟!!! وهل هذا منها؟ أن يكون لولاية كبارٍ بمليارات الدولارات وولاية لا تعرف كيف تسقي مواطنها؟ في غمرة زعلتي هذه من هذا البذخ نسيت الزراعة والصناعة والصمغ والقطن. وبدأت أفكر في من يخرج من بيته ليختار أي الكباري يسلك وبين من يصحو من نومه ولا يعرف كم من الساعات سيقضي بحثاً عن الماء!!!!!!

العدل قوام الحكم، أعدلوا بين مواطنيكم، سؤال لرئاسة الدولة: هل تستطيع أن تحول بند الكوبري لبند ماء أو زراعة في مكان أشد حاجة من حاجة أهل توتي لهذا الكوبري؟

ولأهل توتي أن يتذكروا الفرق بين الماء وبين الكوبري ويقولوا الحق.

الثلاثاء، 18 يناير 2011

شيبة الحمد) عليك بما قل ودل


لا أنسى يوم كانت محطات التلفزيونات شبه إجبارية حيث لا أقمار اصطناعية ولا انترنت، كان المغفور له بإذن الله العالم الشيخ على الطنطاوي يقدم برنامجًا تلفزيونيًا في تلفزيون المملكة العربية السعودية، البرنامج كان محبوبًا جدًا لخفة دم الشيخ الطنطاوي وعلمه. كتب أحدهم رسالة للشيخ وقرأها في البرنامج فحوى الرسالة أن كاتبها قال فيها انه لا يطيق الشيخ ولا برنامجه.. فكان رد الشيخ على الطنطاوي بلهجته السورية الحلوة (يا اخي في زر على طرف الجهاز أولو هيك بضغطه واحدة وريح بالك). يا سلام قمة القبول بالآخر ولم يدافع عن نفسه ولا برنامجه.

بعد هذه الرمية - كما يقول بروف البوني وهو من علَّمَ الناس فن العمود الصحفي- أريد أن أدلف إلى موضوعي اليوم وهو أن ذلك الشاب المدعو شيبة الحمد الذي يقدم برنامج (أغنيات من البرامج) في قناة النيل الأزرق. لا أريد أن أجرحه وفارق العمر بيننا كبير فهو في عمر أبنائي ولكن أريدها مناصحة ولأني لا اعرفه أريد ان انصحه عبر هذا العمود وليشاركنا آخرون ويصوتوا إما له أو لي.

هذا الشاب يتمتع بصوت رجولي خشن وهذه له ولكن الذي عليه أنه يثرثر ثرثرة لا معنى لها وكأنه لم يسمع أن البلاغة هي ما قلّ ودلَّ. فالكلام الكثير الذي لا معنى له مضيعة للوقت بل يثير السخط. عندما يريد ان يقدم أغنية لفنان يكفي ان يذكر الشاعر والملحن والمغني ويترك بعد ذلك للمستمع قبولها او رفضها ولكن ان يحشو التقديم بعشرات الجمل الاستعراضية ويطلي من الأوصاف التي يراها هو وقد لا يشاركه فيها آخرون فلا داعي لهذه المعلومات أو الآراء الشخصية. أحمد لشيبة الحمد أنه جيد الاختيار لأغنيات يشاركه الكثيرون في قبولها. ولكنه يفسدها بمقدماته الطويلة والتي لو زالت لما نقصت الأغنية ولو زادها لا تزيدها شيئاً.

ثم سؤال قبل أن يقول لي قائل ما قاله الطنطاوي لشانئ برنامجه ويقول لي بلغة العصر يا أخي عندك ريموت والقنوات على قفا من يشيل مالك مع النيل الأزرق وشيبة الحمد، خلى الشاب يستعرض عضلاته. قبل أن يحدث ذلك هذه البرامج أليس عليها مراقبون؟ وهل يقومون باستطلاعات ميدانية او الكترونية؟ أم لا يهم. هذه القنوات لا تعرف إلا الإعلانات وفاصل ونواصل.

بالمناسبة أنا البنات المسطحات اللائي لا يهمهن إلا لون التوب واندماج الألوان ورسم الحناء والرأس الخالي ما عندي معاهن شغلة، واحترم جداً من تحترم نفسها وتهتم بما تقدم وتعد له إعداداً جيداً والمظهر آخر اهتماماتها وتقدر من تستضيف.

بالله مش موضوع حلو ومريح بلا مرور بلا خدمات بلا سياسة.

الاثنين، 17 يناير 2011

الإنـــقــاذ «2»





هل البلاد في حاجة لإنقاذ جديد؟ الإجابة بلا تردد نعم. يبدو أن كثيرين لا يريدون إلا أن يسمعوا ما يطربهم ويضعون في هذه طينة وفي تلك عجينة مما لا يريدون سماعه، ولكن أن تسمع في وقت مريح خير من أن تسمع في وقت متأخر، فتكرار كلمة فهمت، فهمت.. لم يفد بن علي لأنه فهم متأخرا جداً.

عندما يتحدث الناس عن عدم أولويات الحكومة، ألا يجعل ذلك الحكومة تسمع وتسأل مثل ماذا؟ الحكومة تصرف على السياسيين أكثر مما تصرف على الشعب، بل الحكومة تأخذ من الشعب لينعم السياسيون بَرغد العيش! هل بلد مثل السودان في حاجة لهذا العدد من الوزراء والمستشارين؟ أم هي ترضيات، فالشعب أولى بالترضيات من الأفراد، فهذه الممارسة جعلت ممارسة السياسة لكسب العيش. كم عدد الوزراء؟وكم الصرف عليهم؟ في المركز هناك «79» وزيراً ووزير دولة، و «14» مستشارا في القصر، وإذا ما دخلنا لولاية الخرطوم قبل أن نقوم بحساب وزراء ومعتمدي الولايات الأخرى، سنجدها وصلت من الترهل ما يشيب له الرأس، «8» معتمدين وعدد من المستشارين والخبراء الوطنيين ما الله به عليم.

أضف على ذلك «15» ولاية أخرى بمتوسط «6» معتمدين و «7» وزراء و«36» عضو مجلس ولائي، بالإضافة للمستشارين، قبل بدعة بدون مخصصات أو بعدها، و«40» عضو مجلس محلي بعدد محليات الولايات، ويقال إنه في واحدة من الولايات أكثر من عشرين محلية. وندرج كل ذلك تحت بند ترهل الهيكل الحكومي، لنبحث عن عيب آخر. املأوا بهذا العدد الوظائف التي تشغر بالانفصال لأن الفطام قاسٍ.

ورغم كل ما لاكته ألسن الناس عن الفساد، فلم نسمع يوماً بفاسد قُدِّم لمحكمة أو محاسبة، اللهم إلا قبل عشرين سنة قدم معتمد مسكين لمحاكمة، وفصل والٍ اختلف الناس حول مبررات فصله إلى يوم الناس هذا. ويبدو أن ما ألدينا به اليوم لا يلفت أحداً. فمتى نسمع بمحاربة الفساد بحق؟ فالمراجع العام بحَّ صوته، والصحف تضمخت بالحبر الكثيف، والكابلي يغني «الحال يا هو نفس الحال».

عيب ثالث.. الحكومة دخلت السوق، هذا إذا لم نبالغ وقلنا احتكرت السوق.. فكم عدد الشركات الحكومية؟ وما ضرورتها؟كم مرة سمعنا فيها بتوجيهات لتصفية الشركات الحكومية؟ أروني شركة صُفيت؟ كم مرة راجع المراجع العام كشوفات هذه الشركات؟

الجبايات التي هدَّت حيل الاقتصاد السوداني أين تذهب؟ وزارة الداخلية مثالاً، كم جمعت من المواطنين بلوائح مشكوك في قانونيتها «بالمناسبة وزير العدل سكت مالو؟ كان متحمساً لمراجعة أشياء كثيرة صرح ببعضها ولمَّح بالبعض الآخر».

كم يصرف على الحزب الحاكم ومن أين؟

الغلاء ما سببه؟.. أليس الصرف الحكومي من أسبابه؟ أليست الجمارك العالية من أسبابه؟ وكم من الميزانية يعود في شكل خدمات على المواطن؟ أليست الضرائب غير المؤسسة على قاعدة بيانات حقيقية من أسبابه؟ وفي الغرب يدفع المواطن الضرائب بمقدار ما يصل إلى ثلث دخله، ولكنه متأكد من أنها تؤخذ من الجميع بلا استثناء وتعود إليه خدمات.

العيوب مشهورة، ولكن هل هناك عزيمة لإصلاحها؟أتمنى ذلك.

الأحد، 16 يناير 2011

قبلةٌ في تونس





تصدرت تونس النشرات ومازالت، ورحل زين العابدين بن علي «زين العابدين هنا اسم وليس صفة» بعد أن رفضه شعبه رفضاً قاطعاً وبعد أن وصموا عهده بالفساد وهو الذي جاء ليمنيهم بعهد جديد بعد عهد الحبيب بو رقيبة. ولكن انتهى الأمر بأن تحكمت زوجته وأصهاره في اقتصاد البلاد بعلمه أو دون علمه، هذا ما لم يقف المتظاهرون عنده كثيرًا ولكن صدحت حناجر المتظاهرين :«بلا بن علي، بدون بن علي». بن علي في الليلة قبل الأخيرة وعد بأن تكون 2014 هي آخر سنوات حكمه ولن يترشح لولاية أخرى «لا بالله أحسن تترشح!، وما علم المسكين أن تلك ليلته الأخيرة في حكم تونس التي حكمها 23 سنة وما شبع».
امتلأت الشاشات بصور من تونس، آلاف الصور عرضت منها الثابت والمتحرك غير أن صورة واحدة استوقفتني كثيرًا بعد أن «شتت» بن علي وابتسم الشارع وهدأت الأمور قليلاً وعلت الفرحة الوجوه تصافح الجنود مع المتظاهرين وزاد أحدهم بأن قبَّل مواطناً على خده والجندي بزيه الرسمي ومدجج بالسلاح، يا سلام ! مما يعني أن الجندي كان يؤدي واجباً رسمياً قبل لحظات وهو غير مقتنع به.
الجندي مواطن قبل أن يكون جندياً وله إخوة وأخوات وعشيرة وأهل يتألمون كما يتألم بقية الشعب فوجد نفسه في تناقض مع مهنته وما يجوس بخاطره، وعندما انتهى الدور الرسمي والواجب الرسمي. شارك الشارع الفرحة.
بالله تنازلات بن علي التي قدمها وهو في الرمق الأخير ماذا لو قدمها قبل سنوات؟ أما كان سيربح كثيراً، مودة شعبه واحترامه؟ لماذا تأخر في هذه التنازلات ألم يكن يسمع؟ألم يكن يسمع بأن هناك فساداً؟ ألم يكن يعرف أن نظام حكمه غير مقنع؟أما كان يحس بآلام الشعب والغلاء الذي يطحنه و«نغنغة» الحزب الحاكم والشلة والسياسيين الذين حوله وآل الطرابلسي.
لماذا لم يفِ بما وعد؟ هل أسكرته السلطة وما عاد يسمع إلا الثناء والمديح ويضرب بعرض الحائط كل النقد؟ ولا يأبه لصادق أو كاذب؟ مشفق أوشامت؟ هل كان بن علي يحسب أن الشعب يمكن أن يُحكم بالقوة إلى يوم القيامة؟ أليس في من حوله رجل رشيد يقول له بلغ الضجر حدًا؟ قف واسمع للطرف الآخر.
أليس في تونس مثل يقول «أسمع كلام الببكيك ما تسمع كلام البضحكك». اقترح على بن علي بعد أن يؤدي العمرة ويستغفر الله كثيرًا أن يفتح مركزاً لتدريس الرؤساء، يحكي فيه تجربته ويحذر من كل ما مر به وإن يعلمهم أن من أكبر عيوب الحكام «الكنكشة» ولينظروا للغرب مصدر الديمقراطية وكيف يحدد مدة الرئيس مهما علا شأنه بدورتين فقط مدة بين 4 إلى 8 سنوات كأقصى حد؟
وأخيراً أليس هذا درس بالمجان لكثيرين؟

السبت، 15 يناير 2011

منظمة المؤتمر الإسلامي والتحدي





بما أن منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية بعد الأمم المتحدة وأعضاءها (57) عضوا وفيها دول أصبحت ذات وزن إما لانضمامها للنادي الذري كباكستان أو في طريقها إليه مثل إيران بالإضافة إلى دول ذات وزن اقتصادي كبير مثل ماليزيا والسعودية ودول الخليج وتركيا وتزيد كل واحدة من هذه على أخواتها ميزة أخرى او ميزات أخر فموقع تركيا كرابط بين قارتين ورغبتها الانضمام إلى الاتحاد الأوربي ودورها الاستراتيجي في الشرق الأوسط ( كوسيط في الصراع الإسلامي اليهودي او إن شئت العربي الإسرائيلي) وقبول طرفي الصراع بها كل ذلك يجب ان يحسب لتركيا مع ماضي دولة الخلافة. وبعد ذلك لكل الأعضاء دور حالي مقدر او دور مدخر للمستقبل في شكل طاقات غير مُستغلة أو ثروات تحت الأرض.
غير ان الذي ينقص منظمة المؤتمر الإسلامي – في رأيي المتواضع - هو تجاوز الخلافات المذهبية بين أعضائها فالخلاف بين السنة والشيعة أشد من خلاف كل منهما مع الديانة المسيحية مثلاً .فالأمين العام الحالي البروفسير أكمل الدين إحسان أوغلي مؤهل للقيام بدور تقريب المذاهب يؤهله لذلك علاوة على علمه وخبرته أنه من مكان شبه محايد ولم تدخله الخلافات المذهبية فقبول المذهبيين به سيكون كبيرا إذا ما خلصت النوايا ولا نريد منه حل الخلاف المذهبي نهائيا – وهذا مستحيل في الفترة الزمنية المنظورة ويحتاج الى عمل مؤسسي طويل المدى – فقط نريد منه تجميد الخلاف بين المذاهب وان يتكامل أهل المذاهب في ما اتفقوا عليه في برنامج عملي موحد ليس فيه صراع داخلي وتوجه كل الجهود لحل قضايا الإسلام الكلية مع العالم الغربي الذي اتخذ من الإسلام عدواً.
كما أسلفنا في مقال سابق منظمة المؤتمر الإسلامي مؤهلة لحل كثير من القضايا التي عجزت عن حلها التكتلات الإقليمية ، وبقليل من الجهد يمكن أن تصبح قوة ذات وزن إذا ما عرفت كيف توحد بين أعضائها وقد تجعل منهم سوق إسلامية على غرار السوق الأوربية المشتركة – سابقا – الاتحاد الأوربي حاليا.
لماذا لا يترك كل عضو من أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي مذهبه عند طاولة خارج قاعة اجتماعات القمة ويدخل فقط ببطاقة مكتوب:عليها انا مسلم.عندها ستكون القمة قوة مدهشة وسيحسب العالم لها الف حساب.إذا ما وضعنا خلافاتنا المذهبية في ( فريزر) وتوقفنا عن تصدير المذاهب واستعملنا هذه الطاقة المبذولة في مسح المذهب الآخر فستتحول هذه الطاقة قوة للإسلام. والقطر الإسلامي القوي خير من القطر الإسلامي الضعيف.
أتمنى أن أرى منظمة المؤتمر الإسلامي قد أخرجت هذا الكرت المذهبي وأرجعته في جيبها كما يفعل حكام كرة القدم، في إشارة ( قضي الأمر) وتنطلق لما يوحد متجاوزة ما يفرق سراً أو علانية.

الخميس، 13 يناير 2011

وداعاً أيها الرطل






اكرر الرطل وليس الرجل بالطاء . فهذه الزاوية ليست لغادة السمان ولا مستغانمي، قبل أيام خرجت علينا الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بقرار تاريخي بحق، كنت أنا شخصياً انتظره منذ زمن بعيد وقد كتبت فيه عدة مرات وفي فترات متباعدة وآخرها يوم خرجت علينا الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بإلغاء الجالون وطلبت استخدام اللتر وقلت يومها لِمَ الحياء ؟ ولمَ التجزئة ؟
القرار التاريخي لمن لم يقف عليه وبلغتي وليس بنصه :- (تنعي الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس لعموم الشعب السوداني جميع الوحدات البريطانية والتي كنكش فيها الشعب السوداني بحكم الوفاء زمناً طويلاً كنكشةً حيرت حتى البريطانيين أنفسهم وكادوا يرسلون لنا من يقول فكوا الحد فنحن أهل الميت نفسه فككناه منذ زمن . والوحدات المترحم عليها هي : في الوزن الرطل ومشتقاته من وقية و هندردويت وخلافه وفي وحدات الطول الياردة والميل والبوصة وفي وحدات السعة الجالون وفي وحدات المساحة الفدان . وابتداء من 1/1/ 2005 م مطلع العام الجديد سيكون النظام الوحيد السائد هو النظام العشري أو المتري أو الفرنسي إن كان لابد من ذكر القبائل ( في هذا الزمن القبلي ) وهو نظام سلس يعتمد العشرة وقواها في المضاعفات والأجزاء مثلاً : المتر ومضاعفاته الديكامتر= 10 أمتار والهيكتومتر =100 م والكيلومتر = 1000 متر . والأجزاء الديسمتر وهو0.1 م والسنتمتر 0.01 والمليلمتر 0.001 م وفي الوزن الجرام والكيلوجرام وفي السعة اللتر ( بلاش نحول العمود إلى حصة رياضيات .
قلنا لم تتبع الهيئة العامة للمواصفات قرارها كما أسلفنا بترغيب ولا ترهيب ولسان الناس إن لم تقل جيوبهم يحتاج التطويع . كما إن القرار ينقصه الكثير ليرسو على أرض الواقع من اشكال جديدة في الموازين وأجهزة القياس وكل الأسواق ستتأثر به وسيدخل في حياتها فماذا أعدت الهيئة لهذه النقلة .
شخصياً أنبه لأهم تغيير يجب أن يكون فورياً وبدون أي بيروقراطية وهو إصدار قرار من الإدارة العامة للمناهج بوزارة التربية والتعليم بحذف جميع ما يتعلق بالنظام البريطاني من مناهجنا ما لم يحدث هذا بكل قوة ودون أي تردد فإن هذا القرار يكون ولد ميتاً ومكانه الغازيتة الرسمية فقط . ثم هناك وحدات شعبية ابتكار سوداني وجد في غفلة من الزمن مكاناً في كتبنا وأسواقنا هو الكيلة والقدح والملوة من يحذف هذه حتى نسير مع العالم ولو في مؤخرته إن نحن يئسنا من الرئاسة والقدوة والزعامة والصدارة .
6/12/2004م كتبت هذا بذلك التأريخ ولم ينفذ كما يجب ولكن اليوم 12/1/2011 خرجت علينا الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس بقرار صارم أن 15 مارس هو آخر يوم لاستخدام النظام البريطاني والشعبي. غير أني كنت أنتظر إضافة مثل (وستقبل الهيئة المعادن التي بين يدي التجار وستستبدلها لهم بالوحدات الجديدة مع دفع فرق السعر) إذ اين سيذهب التاجر بما عنده من كتل معدنية قديمة؟؟؟؟)

الأربعاء، 12 يناير 2011

عفوًا الأقطان عمرها 17 وليس 20عاماً





ما كنت أود الرد على رد شركة الأقطان ولكنَّ كثيرين يلاحقونني منتظرين الرد. ونبدأ واحدة واحدة الحجل بالرجل:
أولاً: تجدونني شديد الأسف أن عمر شركة الأقطان ليس 20 عاماً كما ذكرت ولكنه 17 فقط، وكما قال وردي «عمر الزهور عمر الغرام عمر المنى».
ثانياً: قالوا الشركة ليست مسؤولة عن الإنتاج ولا الإنتاجية إلا في هذا الموسم، طيب عندما يكون المشتري أو «السمسار» لا أريد أن أقول كلمة سيئة لأن الكلمة الطيبة صدقة لذا نقول عندما يكون «السمسار» ليس شاطراً وهو المحتكر الوحيد لماذا يزرع المزارع خصوصاً بعد أن نال استقلاله بقانون 2005 م.
ثالثاً: قالوا نجحت الشركة في بيع كلِّ الأقطان وأنا مدرس سابق عمري ما شفت طالب صحح لنفسه وأداها درجة. أما حكاية «بكل شفافية»، والله إلا يكون كلمات اللغة العربية لها معانٍ أخرى غير التي نعرف.« ياتو شفافية»؟ والمزارع لا يعرف وزن قطنه ولا درجة فرزه ولا بكم بيع ولا متى بيع وكم ربح ولا الربح كيف حسب وعندما يعطى ما تبقى له من هذه المعمعة يكون ذلك بعد عدة شهور من استلام المحصول.
صراحة لا داعي لمضيعة الوقت في حكاية الرد نقطة نقطة الأمر لا يستحق. فقط تخيل أنك من أهل كهف السودان ونمت منذ 1994م وكنت كلما التفت وجدت القطن يحتل ربع مساحة مشروع الجزيرة نمرة من كل أربع نمر، يعني لا يقل عن 500 ألف فدان نمت منذ ذلك اليوم وصحوت هذه السنة وسألت أين القطن فبدأ التجهم على وجوه الناس قلت شنو؟ طراك الله بالخير هذا تركنا زراعته من زمان والآن ألا يوجد قطن في مشروع الجزيرة؟ لا قد تذهب يميناً عشرات الكيلومترات لتجد 10 أفدنة قطن هنا وعشرة هناك وبين كل يومين تلاتة تجد هذه الأفدنة محاطة بعشرات السيارات الفارهة وبشر كثيف بعضهم ببدل وبعض آخر بعمائم وكاميرات تصور في هذا المنتج العجيب وبين القوم من يقول فعلنا وفعلنا وفعلنا وستكون الإنتاجية بإذن الله فوق «14» قنطاراً لأننا استخدمنا كذا وكذا ويأتي الحصاد والإنتاج مكانك قف 4 بالكاد 5 قناطير ولا يحاسب أحد أحداً على ما قال.
صراحة رد الأقطان مثل التقارير التي يرفعونها إلى أعلى عملنا وعملنا وعملنا وليس هناك طرف آخر « والبلقى الهبوب بضري عيشو» الحناكيش يمتنعون مافي ترجمة ولا شرح لما بين القوسين.
يا سادتي لم يتبق إلا حكاية الجمعية العمومية وهذه يعلم القاصي والداني كيف يدعى لها ولم يكتمل نصابها في يوم من الأيام ويأتي الاجتماع الثاني بأي عدد ليجيز الميزانية من قاعة كقاعة الشهيد الزبير أو قاعة الصداقة أما كيف تدار الجمعية العمومية وكيف تطبخ قراراتها فخلوها مستورة.
سادتي والله الأمر ليس أمر أشخاص ولكن نتمنى أن ندار بمؤسسية عالية.
الحاكم اليوم سيصبح محكوماً غداً إن بقي حياً.

منظمة المؤتمر الإسلامي «40» عاماً




كثرت المسميات التي تنتهي بصفة «الإسلامي» داخلياً وخارجياً صغيرها وكبيرها، لذلك أدخلت السامع في حيرة وما عاد يعطي الأمور حجمها. ومنها ما يتكسب بصفة «الإسلامي» وينافس به، خصوصا البنوك الإسلامية، فمن يُلحق هذه الصفة باسم بنكه يضمن ملايين الزبائن الباحثين عن مستودع حلال لمدخراتهم أو تمويل حلال لنشاطهم. ولا تخطئ العين ولا الأذن مكانة مصارف إسلامية كانت مثل طوق النجاة في زمان كَثُرَ فيه الربا.
غير أن الأمر الإسلامي وإشكالاته لا تحلها المصارف وحدها، فكثير من التكتلات السياسية والتجارية صارت تناطح مجتمعة، وانتهى زمن الأفراد والآحاد. فهناك منظمات كثيرة دولية وغير دولية تنتشر في العالم، ولا بد أن يكون للإسلام فيها نصيب يجمع ربع سكان الكرة الأرضية تقريباً، فعدد المسلمين «1.4» مليار مسلم منتشرون في العالم، معظمهم في رقعة جغرافية متصلة تبدأ شرقاً من الصين إلى المغرب غرباً، وهي ذات موقع جغرافي متميز ومناخ متميز، وتربطها مياه تعطيها قيمة إضافية كبيرة.
ونحن اليوم بصدد منظمة المؤتمر الإسلامي في عيدها الأربعين، ورغم هذا العمر المديد فمازال هناك من يخلط بينها ومسميات كثيرة مثل مجمع الفقه الإسلامي، البنك الإسلامي للتنمية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، رغم أن كل هذه الكيانات أبناء شرعيون لمنظمة المؤتمر الإسلامي، فكيف عرفنا الأبناء ونسينا الأب؟ هذا ما يحيلنا إلى سؤال هل العيب فينا بوصفنا سودانيين، أم في منظمة المؤتمر الإسلامي؟ فلنتشارك الخطأ « فيفتي فيفتي».
وما كان للمنظمة ذكر ولا دور يجعل الناس يسألون عنها رغم عمرها المديد، وما أخذت بعض حجمها إلا في السنوات الخمس الماضية، يوم اعتلى سنامها البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، وخرج بها من المكاتب إلى الحياة، وصار لها دور سياسي ودور إنساني. وللمرة الأولى نعرف أن «منظمة المؤتمر الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها سبعاً وخمسين «57» دولة عضواً موزعة على أربع قارات. وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي للعالم الإسلامي، وتسعى لصون مصالحه والتعبير عنها تعزيزاً للسلم والتناغم الدوليين بين مختلف شعوب العالم. وقد أنشئت المنظمة بقرار صادر عن القمة التاريخية التي عقدت في الرباط بالمملكة المغربية يوم 12 رجب 1398 هجرية «الموافق 25 سبتمبر 1969م» رداً على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة».
والمنظمة اليوم بأعضائها الـ «57» هي أكبر حجماً وهدفاً من منظمات شغلتنا كثيراً، ونراها تموت موتاً سريرياً، فالجامعة العربية مثلاً ذات الـ «22» عضواً، فكل عضو في وادٍ، بل تفرق أعضاؤها بدون إعلان تحت مسميات أخر، ولا يجتمعون فيها إلا مجاملة، وكل اجتماع تخرج منه أضعف من الذي قبله.
ومنظمة المؤتمر الإسلامي ليست في حاجة لتقوم بديلاً للجامعة العربية، ولكنها أشمل منها وأقوى منها لعدة أسباب، إذ فيها دول صارت أرقاماً، فمن يستصغر ماليزيا أو تركيا أو السعودية أو إيران؟ هذا غيض من فيض كثير سنفرد له المساحات بين الحين والآخر، حتى لا نغرق في الشأن المحلي فقط.

الاثنين، 10 يناير 2011

أضحكني وزير الكهرباء!!





في يوم الأربعاء بعد إعلان زيادة أسعار السلع الأساسية لكل البيوت تلقيت رسالة sms من «سونا» على الموبايل تقول:«أعلن السيد وزير الكهرباء أن لا زيادة في أسعار الكهرباء» صراحة ضحكت وقلت بصوت مسموع بالله!! أحسن تزيدها!

السيد وزير الكهرباء المهندس أسامة عبد الله نُجلُّه ونقدِّره وهو ممن وضعوا بصماتهم في بناء السودان ولا يهمني ما قاله فيه القائلون ولا ينجو شخص عام من نقد، وقديماً قالوا: نصف الناس ضد الحاكم وإن عدل. فما بالك كم سيكونون ضده إن لم يعدل؟ «تقدير النسبة متروك لك أخي القارئ».

يا أسامة انتظرنا الفرج من الله، ثم سد مروي لنرى الكهرباء بلا انقطاع وهذا تقريباً حدث والحمد لله، وانتظرنا تخفيض الأسعار، كهرباؤنا سعرها 10 أضعاف سعرها في مصر ولن نقارنها بالخليج حيث الكهرباء شبه مجانية.

يا أسامة انتظرنا 1250 ميجا واط لنزرع الأرض ولكن هناك حجة غلاء السعر حيث مازالت تباع لنا الكهرباء للزراعة والصناعة بالسعر التجاري 33 قرشاً للكيلو واط. يا أسامة «وما أسامة هنا إلا رمز للحكومة كلها» لو أطلقت الكهرباء لدخلت في كل شيء لزرع الناس ولحدث تنافس صناعتنا حيث نملك الخام واليد العاملة الرخيصة رخص التراب ولم تبق لصناعتنا من مكبل إلا الكهرباء والمواكبة. «طبعا الضرائب والجبايات معلومة بالضرورة».

يا أسامة لو خفضت سعر الكهرباء لامتلأت المدن الصناعية بالشباب العاطل عن العمل الذي يقضي نهاره وليله في الفيس بوك «لعنة الله على الفيس بوك وشركات الاتصالات الداعمة له» يا أسامة لو خفضت الكهرباء لما أطفئت أنوار المساجد فور انتهاء الصلاة لأن كهرباء المساجد في دولة المشروع الحضاري تحاسب تجارياً الكيلو 33 قرشاً. يا أسامة لو خفضت الكهرباء لرخصت أشياء كثيرة الحجة فيها على الطاقة. صاحب البنشر لا يملأ خزان الهواء بالكهرباء وإنما بماكينة الديزل الذي كان أرخص من الكهرباء وأين سيذهب الآن فقد زيد الديزل؟ والكهرباء ليس فيها زيادة حسب بشرى وزير الكهرباء.

يا أسامة لماذا تستعجل هذه الحكومة العائد وتريد الساهلة لماذا لا تنتظر حتى تتفجر طاقات الشباب ونزرع الأرض وندور المصانع!! أما كان الشعار يوماً « نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع» يا ربي هل المعنيون كانوا صينيين؟؟؟

يا أسامة جبّر ما لحق من القوم جراء زيادة أسعار المحروقات عليك أنت ومن كهرباء انتظرناها كثيراً ولقد غسلت يديك من سد مروي قبل سنة تقريباً. لا ننكر تحسن الإمداد ولا انتشار الكهرباء في كثير من أصقاع سوداننا الواسع إلى أن نجد رقماً غير مليون ميل مربع سنستخدم الوصف اللغوي.

يا حكومتنا «الرشيدة» ذات الـ79 وزيراً و14 مستشاراً هذا غير الولايات، أترضون أن تنقطع الكهرباء عن مكيفاتكم بسبب فاتورة الكهرباء؟ كيف ترضونها للمرضى في المستشفيات والعجائز في البيوت؟

أسامة أفْرِح هذه الأمة بدراسة تخفيض سعر الكهرباء وليس بأن ليس هناك زيادة.

من لي بمهاتير أو اوردغان؟

في هذا اليوم يبدأ الاستفتاء حيث سيختار الأخوة في الجنوب المسجلين بين الوحدة والانفصال ويبدو ان النتيجة كنتيجة مباراة فريق الهلال وفريق الجميعابي ولمن لم يسمع بها فقد كانت النتيجة 17/صفر ( بالله ما يقوم واحد مفتح يقول لي لصالح منو؟).

هذه ليست المرة الأولى التي تشهد انفصالا في التاريخ فكل البشر الذين على هذه الأرض ،وعددهم فوق الستة مليارات نفس، كلهم من أم واحدة اسمها حواء وأب واحد اسمه آدم وترون بأم أعينكم ما بينهم من مودة وما بينهم من شقاق.

لذا الذي نتمناه الآن أن يضع كل فريق هدفه النهوض بما آل إليه من جزء وليس إلحاق الأذى بالآخر وما أسهل الأذى والشيطان خير معين في هذه الحالة.إذا ما أنكفأ كل شق إلى إصلاح ما خربه الماضي متناسيا الأسباب ووضع نصب عينه مسئوليته أمام الله والتاريخ ( بالمناسبة هناك من يخاف التأريخ أكثر من خوفه من الله والعياذ بالله) إذا ما حدث ذلك فستقوم دولتان عظيمتان في سنين ليست طويلة – مع شروط أخرى طبعاً – كل تطعم شعبها من خيراتها وتتبادلان ما ينقصهما في تكامل حقيقي. أما إذا ما حدث العكس لا قدر الله ولم يكن في الأجندة إلا الكيد للآخر بدوافع محلية او أجنبية فلا حول ولا قوة الا بالله عندها سيحترق الطرفان ويعتلي الشيطان تلاً عاليا ليضحك من فوقه على ما رأى من حماقة.

لذا واجب المرحلة القادمة على العقلاء وضع الخطط بنَفَس طويل وتقليل الجعجعة وسياسات الطبطبة والترضيات وشر ذلك كله معقود في احتكار السياسيين للملعب وكأن ليس على الأرض غيرهم.

التجارب السياسية الناجحة في العالم كثيرة ومتنوعة وليس فيها واحدة بدأت بما يجري في بلادنا اليوم وعلى سبيل المثال التجربة الماليزية ورائدها د. مهاتير محمد ركز على الإنسان والتعليم ففي سنوات ليست طويلة من عمر الشعوب اعتلت ماليزيا قمة لا ينكرها ولا حتى الجحود فهي اليوم ليست نمرا من النمور السبع وإنما أسد فوق النمور الست ولم نسمع بأن بدايات مهاتير كان الصرف فيها متنازع عليه فقد وضع البند الأول التعليم وكل ما بعده جاء طائعاً حتى الأمن، المتعلم لا يفسد الأمن والمتعلم لا يسعى ليتكسب من البطالة المقنعة بل سيكون منتج حقيقي يكفي الناس شره بصرف وقته للإنتاج .من التعليم صارت ماليزيا قبلة المتعلمين وردت ما صرفته على التعليم كخير استثمار. ولم نسمع يوما بحشود ولا احتفالات ولا كثرة نقة ولا معارضة ولا صراع على السلطة بعد ان وصلت ماليزيا ما وصلت إليه.

تجربة أخرى تركيا اليوم قائدة ورمز ينحني اليه الكثيرون احتراماً فرجب طيب اوردغان وحزبه لم يكثروا من الحديث ولكن اقنعوا الشعب بالعمل قفز باقتصاده بعد ان طهره من المفسدين ووضع الأسس لاقتصاد سليم وشفاف وواضح مع جهاز قضائي لا يعرف السياسة ولا السياسة تعرفه وبعد أن اقنع الناس بتحسن الاقتصاد وأطمأن الشعب لقيادته مررت القيادة أجندتها وأيدلوجيتها بكل هدوء.

تصبحون على خير

الكلام داخل الموضوع مسئولية صاحبه

الأستاذ الجليل أحمد المصطفى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،


أستاذي أحمد ما دعاني للكتابة ما شهدته منطقة أبي قوتة من صراع عنيف وشرس جداً في انتخابات المجلس الولائي وهذا الموضوع فيه ملابسات كثيرة جداً، ولكن قبل ذلك أكاد قريب الفهم لما كتب في موضوع ولاية الجزيرة وإدارة الصراع القبلي بقيادة الشخصيات التي تحمل الشهادات العليا، عزيزي أحمد نحن في أبي قوتة نشرب الحنظل من حملة ذات الشهادات العليا حيث هي التي تدير الصراع مستفيدة من موقعها في الولاية واستثمار علاقتها بين المسئولين.
عزيزي ربما يكون ما أكتبه إليك الآن كلاماً مبعثراً لأني كلما وودت الإحاطة بموضوع معين تنلفت المواضيع الأخرى. خلاصة الأمر في الانتخابات الماضية حيث اختار حزب المؤتمر الوطني مرشحه لولاية الجزيرة ش.ي، والذي دار بينه وبين الدكتور النافذ فقامت حكومة الولاية بإعطاء الدكتور النافذ مقعد في الدوائر النسبية شريطة أن يضع يده في يد مرشح الحزب لكن الدكتور ومن الباطن قام بترشيح مرشح مستقل وقام بدعمه مما قسم المنطقة إلى قسمين شريحة تناصر مرشح الحزب وشريحة تناصر مرشح الدكتور .


ليس هذا هو الموضوع، ما وددت الكتابة فيه هو الصراع الملتهب في تكوين النقابة الفرعية لعمال التعليم بأبي قوتة هل تدري أخي أحمد أن النقابة سارت على هدى الانتخابات السابقة حيث أنصار مرشح الحزب كوم وأنصار الدكتور كوم آخر والملاحظ أن الدكتور رمى بكل اسلحته في تكوين هذه النقابة، أولاً أبي قوتة من دون كل ولاية الجزيرة جيء لها بلجان من الولاية تجوب المدارس بكل أصقاع أبوقوتة لضمان الحيدة والنزاهة والشفافية وخشية من التزوير شفت كيف؟ وبعد تكوين المناديب من المدارس وبعد أن ظن الجميع بأن الانتخابات ستجري في أبي قوتة تم نشر الكشوفات في الحصاحيصا تصور الناخبين في أبي قوتة التي تعرفها جيداً والكشوفات في الحصاحيصا وبعد أن ذهب بعض الإخوة لإجراء الفحص وتقديم الطعون قيل لهم لا توجد طعون بل اذهبوا نحن نطرح وفاقا بينكم إن لم يتم بالحسنى فسوف يتم بالعصى وهذا ما صرح به أمين أمانة العاملين بالولاية بانكم إذا لم تتوافقوا فسوف يتم تجميد نقابة أبي قوتة؟ ضغوط مورست بطريقة بشعة جداً على القائمة التي تحوي 62 مندوباً لمصلحة القائمة التي تحوي 32 مندوباًَ والكل يعرف لمن تتبع القائمة الأخيرة ومن الذي أوحى بمجيئ اللجان ومن الذي دفع بأمين أمانة العاملين لاتخاذ مثل هكذا تهديد.
أخي أحمد والله نتابع ما يحدث ويعتصرنا الألم مما يحدث من حملة الشهادات العليا، هذه الشهادات التي وفقنا الله لأن نحملها صرنا نتوارى منها خجلاً بسبب ما تفعله هذه الشهادات العليا، وأوافق الاخ في كل ما ذهب إليه من تجذر القبلية العمياء في ولاية الجزيرة مع علمك التام بالقبيلة التي تنتمي إليها أبوقوتة، والله إنها نتنة فنرجو من سعادة الأخ الوالي أن يضع حداً لمثل هذا العبث. أبوقوتة أخي احمد ما ناقصة العليها كتير تخلف في كل المجالات الصحة التعليم المياه الكهرباء الطرق المسفلتة وعي منخفض جداً لمواطنيها.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن توفق أستاذي أحمد في أن تعكس مشكلة أبي قوتة بصورة تساهم في حل المشكلة، ولعلي أكون قد سردت لك غيض من فيض مشاكل أبي قوتة.
استاذي في علم النفس الشخصية المتعلمة والواعية والمدركة والمبصرة هي التي تقود المجتمع وتنتشله من القاع الذي هو فيه، لكن الشخصية التي ترى وتبصر بعين ذاك المجتمع والتي تنجر إلى رؤاه يقول عنها علماء النفس أنها مصابة (بانسحاق الذات) نسأل الله أن يشفينا من ذلك الانسحاق
وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا


تلميذك د.محمدعلي محمد علي الضو