السبت، 25 ديسمبر 2010

الأستاذ الفاتح جبرا يرد



أخي العزيز الأستاذ أحمد المصطفى إبراهيم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


أسمح لي أخي الكريم أن أعقِّب على عمودكم ليوم الإثنين الموافق 6 ديسمبر الذي كان بعنوان«الأستاذ الفاتح جبرا .. نختلف معك» والذي تحدثتم فيه عن مقال لشخصي الضعيف بعنوان «ضغط كهربائي» كنت قد تناولت فيه مسألة ربط فاتورة المياه مع فاتورة الكهرباء وقطع خدمة الكهرباء عن المواطن الذي لا يقوم بتسديد قيمة المياه!

وقد كانت النقاط التي هدف إليها مقالي المشار إليه من قبلكم هي:

- إخلال الهيئات والشركات المؤسسات الخدمية بتعاقداتها مع المواطنين في ثقة وثبات ودون أن يرمش لها جفن على الرغم من أن هذا الإخلال ينبغي أن تكون له عواقب قانونية !

- المواطن السوداني مواطن لا يعرف حقوقه مما يشجع هذه الهيئات والشركات والمؤسسات على خرق تعاقداتها معه دون خوف أو وجل.

- المواطن غير مسؤول عن فشل إدارة هيئة المياه «أو أي هيئة أخرى» في تحصيل قيمة خدماتها ويجب على هذه الهيئات أن تبحث عن حلول في نطاق الخدمة التي تقدمها فقط والتي هي موضوع التعاقد بينها وبين المواطن.

أخي الكريم :

لا شك أن مسألة ربط دفع فاتورة المياه مع مسألة قطع خدمة «الكهرباء» سوف يوفر الكثير للهيئة وله مزايا عديدة وهذا شيء لا ينكره أحد ولكن الشيء الذي لا ينكره أحد أيضاً أن هذا الأمر غير قانوني البتة ويعد إخلالاً بالعقد المبرم بين هيئة الكهرباء والمواطن والذي لم تكن المياه طرفاً فيه البتة ولعل ما يدهش حقاً هو«استسهال» هذه الهيئات لهكذا «حلول» وكأنها تمتلك الحق في ذلك دون أن تكلف نفسها معرفة «مجرد آراء المواطنين» .

أخي الكريم :

إن ما كنا نود أن ننبه له في ذلك المقال الذي لم ينل إستحسانكم «ربما بحسبانكم أصحاب الفكرة كما علمت مؤخراً» هو إن الضغط على «المواطن» عن طريق ربط خدمة أساسية كالكهرباء وربطها بخدمات أخرى «ولو بحسن نية» هو نوع من «لي الذراع» لو لم ننبه إلى عدم قانونيته سوف نجد غداً أن حصول المواطن على خدمة الكهرباء قد صار مقروناً بدفعة لرسوم النفايات والرخصة التجارية والعوائد والزكاة والضرائب...وهلم جراً ! وهو مبدأ مرفوض تماماً وغير قانوني مهما كانت الدوافع والأسباب والفوائد التي تأتي من جراء تطبيقه !

كسرة:

لعل ما حز في نفسي هو ختام مقالكم هذا حيث قلتم ناصحين «القلم أمانة أعطها حقها» .. فيا أخي لأننا نعلم أن القلم أمانه فقد نبهنا المواطنين أن يقوموا برفض أي دمج لأي «فاتورة» مع «فاتورة الكهرباء» مهما كانت الأسباب والدوافع والمنافع وأن يلجأوا للقانون حال حدوث ذلك حتى لا يأتي زمن يذهب فيه المواطن لشراء الكهرباء فتسأله الموظفة قائلة:

- يا حاج الكمبيوتر بيقول عربيتك دي ما مرخصة ؟

- وده دخلو شنو؟ أنا عاوز كهرباء.

- لا .. ما أصلو كان ما رخصتا ما ح نديك كهرباء

- ليه؟

- إنتا يا حاج ما عارف إنو دمجوا «الترخيص» مع «الكهرباء» !!

تعقيب أحمد

من حيث القانون كلامك صحيح، ولكن لأهمية الماء كلامي صحيح جداً فقط توقف عند الماء لأهمية الماء لكل الناس.

الانتباهة

رموزنا، من يوثق لهم؟ صديق البادي مثالاً




يوم كتبت عن المهندس قمر الدولة عبد القادر بدأت الموضوع بحكاية رد فعل الطلاب حين سئلوا عن محجوب عبيد ولم يعرفه أحد وهم طلاب دراسات عليا. ودلفت إلى المهندس قمر الدولة عبد القادر مصمم مسجد النيلين كمشروع تخرج، وسألت في خاتمة المطاف من يوثق لرموزنا؟


لا شك أن برنامج «أسماء في حياتنا» من البرامج التوثيقية الممتازة يشكر عليه الأستاذ عمر الجزلي ولكنه غير كافٍ، فهذه طريقة واحدة من طرق التوثيق ويصعب الرجوع إليها من أي مكان، وهذا لا يقلل من جهد الأستاذ عمر الجزلي فهذا تخصصه وإليه نذر حياته، غير أن استخدامه كمرجع يصعب الرجوع إليه في أي مكان وأي زمان أصعب ما يكون.

متى ما ذكر التوثيق ذكرت دار الوثائق المركزية وعلى قمتها صديقنا العالم البروفسير كبشور كوكو ذلك الرجل الخلوق، ولكن حتى هذه لا تشبع طموحي كله إذ مهمتها الاحتفاظ بالوثائق وهذا جهد كبير وتم تطويره بما يناسب العصر لكن ليس لها دور في ما لم يوثق له أي ليس من واجباتها حسب علمي المتواضع أن تعين باحثين أو تقترح مشاريع أبحاث فهذه مهمة جهات أخرى مثل الجامعات ووزارات الثقافة في الولايات.

عليه تحيزاً أرى أن على وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة «لو كان هذا اسمها» أن تقوم بدور التوثيق لرموز الجزيرة وتحيزي ليس مرده المواطنة فقط لكن على رأس هذه الوزارة الآن بروفسير تملأ الثقافة جوانحه - قبل الاستوزار لا أدري ماذا فعل الاستوزار به؟- ومثل هذا ينطبق عليه المثل أرسل حكيماً ولا توصه. ومما يشجع على ذلك أن في ولاية الجزيرة رجل علم في علم التوثيق ذلكم هو الأستاذ صديق البادي هذا الرجل الزاهد في كل «شيء»، كتب عدداً كبيراً من الكتب طابعها توثيقي جداً. ماذا لو جعلت منه وزارة الثقافة في ولاية الجزيرة أول لبنات مشروع التوثيق، بل ماذا لو أسندت إليه هذه المهمة؟؟ (بالله صديق البادي دا كان لبس ليهو بدله وخت ليهو دال قدام اسمو وركب ليهو كامري كان جروا وراءه جري ولكنه الزهد) .

والبرنامج في غاية البساطة مع انتشار التعليم- جمع معلومات من كل البوادي والحضر في الولاية يجمعها غير مختصين وبعد ذلك تعالج وتغربل ليذهب الزبد ويبقى ما ينفع الناس. وما من قرية إلا وفيها متطلعون وما أكثر المنتديات عبر الإنترنت التي تمثل روابط الطلاب في القرى والمناطق كبداية يمكن الاستعانة بالقائمين على أمر هذه المنتديات وربما يقبلون العمل تطوعاً كما يفعلون في المنتديات، أقول ربما وإن احتاج الأمر ميزانيةً تأجيل أي وجبة في قصر الضيافة يمكن أن تحقق الهدف ويحوّل مبلغها لجمع المعلومات. «وما في سياسي كتلو الجوع».

الانتباهة

«عواسة» صابر الدولارية




أحسب أن ليس هناك دواء ليس له آثار جانبية. وأن ليس هناك قرار صائب 100% بل الأمر أمر ترجيح في النفع والضرر.. وزير المالية يوم عرض ميزانية 2011 م في مؤتمر صحفي مرة وفي البرلمان مرة قال بصوت عالٍ: هذه موازنة ليس فيها زيادة ضرائب ولا جمارك.. والذي يفهم من هذا النص الاستقرار التام في حياة الناس أي استمرار الحال على ما هو عليه يوم قال حديثه.


الواقع اليوم وقبل ان تدخل سنة 2011 وتبدأ ميزانيتها، نشهد جنونًا ولا أقول ارتفاعًا في الأسعار لم نشهد لوتيرة ارتفاعه مثيلاً إلا في أواخر سبعينيات القرن الماضي يوم أعلن النميري رحمه الله تعويم الجنيه السوداني.

السبب معروف هو فكرة من بنك السودان بأن يجعل للبنوك والصرافات حوافز لتنافس تجار العملة في السوق الأسود لتصب كل العملات الحرة في جوف البنك المركزي مباشرةً ويبني عليها تمويله. من حيث التنظير الفكرة لا غبار عليها ولكن الواقع بعد التطبيق كان بخلاف ذلك تماماً إذ فهم السوق أن هذا هو سعر الدولار الذي سيبني عليه مستورداته.

من يومين شهد الدقيق ارتفاعًا كبيرًا بل بعض مصانع الدقيق أوقفت العمل إلى حين يحدد لها سعر المرادف لما فهمته السعر الجديد للدولار، ليس الدقيق وحده بل بعض شركات الدواء أوقفت البيع لحين وضوح الرؤية. ولكن من بيده سلعة بعد ذلك رفع سعرها مجاراةً للواقع الجديد.حتى السكر الذي استقر سعره بعد حملات وزير الصناعة عوض الجاز عاد إلى ممارسة عادة وتيرة الارتفاع غير المبرر.

وما الدقيق والسكر والأدوية إلا أمثلة مما لا يستغني عنه بيت.الآن الأسواق تشهد عدم استقرار رهيب والصحف تضج والمواطن ينفث غيظه على ما يجري في ظروف لا تحتاج لشرح.. في مثل هذا الجو السياسي المضطرب كان الأولى بصناع القرار قراءة الواقع من كل جوانبه وليس هذا وقت نظرية «المحاولة والخطأ».

الآن وقد فعل البنك المركزي ـ وما صابر إلا رمزه ـ فعلته وهكذا فهمها السوق عكس فهمه تمامًا وأوجاع الفكرة في ازدياد، كيف المخرج ؟

هل يمكن أن يتراجع البنك المركزي عن فكرة الحافز وهل يضمن أن يعود السوق لحالة ما قبل القرار؟

نقول ذلك و وزير المالية لحظة صدور هذه الصحيفة يكون تحت قبة البرلمان يستفسره عن جنون الأسعار وخصوصًا السكر أسأل الله ان لا ينتهي بطق الحنك فقط وأن نرى ما يوقف جنون الأسعار ويعدل الحال. تجار جشعون وحكومة مش عارف إيه.. كان الله في عون المواطن.

الانتباهة

الأستاذ الفاتح جبرا، نختلف معك



الأستاذ الفاتح جبرا من الأقلام الساخرة والمقروءة جداً وله قاعدة قراء كبيرة جداً ودليلي رصيده في الانترنت. وكثيرًا ما أشبعنا ضحكاً إلا في الحتة دي.

الأستاذ الفاتح نختلف معك في موضوع ربط تحصيل رسوم الماء بالكهرباء والذي عنوانه «ضغط كهربائي» وذلك للأسباب التالية، أحسب أنني صاحب المقترح وقد كتبته ثلاث مرات وجهته لعموم السودان وناشدت رئيس الجمهورية لتطبيقه وعندما طال الانتظار عرضته على ولاية الجزيرة. والحمد لله وجد استحساناً كبيرًا من جهات عدة تعرف صعوبة جمع رسوم الماء والذي فيه حياة الناس. ومازالت ولاية الجزيرة في مرحلة التجريب وخطفت الفكرة ولاية الخرطوم وطارت بها ونفذتها ومبروك عليها ما قامت به. أخي الفاتح إن كنت تعرف ما تعانيه هيئات المياه في جمع رسوم المياه لم تسخر كل هذه السخرية. ولو كنت تعرف متأخرات هيئات المياه على المواطنين لما سخرت من هذه الفكرة. ولو كنت تعرف أن بعض الهيئات عرضت مديونيتها لبعض الشركات بنسبة 50 % لما قلت في هذه الفكرة ما قلت.

ثانياً: برنامج تسديد الكهرباء في رأيي من أنجح المشاريع الإدارية التي تمت في السنوات الماضية وواقع الهيئة قبل هذا البرنامج وبعده اختلف تماماً وأراح هيئة الكهرباء والمواطن وعادت للهيئة كل متأخراتها تجري إليها جرياً وانعكس ذلك في تطوير خدمات الكهرباء «هذا لا يمنع أن نذكر أن لها من العيوب واجبة الإصلاح الكثير على الأقل سعرها كأغلى كهرباء في المنطقة العربية» نعود لميزات الدفع المقدم والبرنامج الرائع.

هذا البرنامج ملك عام لهيئة حكومية يجب أن يستفاد منه لأقصى حد ما دام ذلك ممكناً بدلاً من أن تقوم كل مصلحة بعمل برنامج بمبالغ كبيرة في ازدواجية لا معنى لها.

ثم إن للأمرين علاقة كبيرة إذ أن أكبر بند في ميزانية هيئات المياه هو فاتورة الكهرباء ومتى ما توفرت الكهرباء توفر الماء مما يعني أن هيئة الكهرباء تتحصل قيمة كهرباء مصادر المياه من المواطن فوراً وتزيد له من التيار الكهربائي الذي يحسن إمداد الماء لأقصى درجة. وتعيد هيئة الكهرباء باقي التحصيل لهيئة المياه للصيانة والإحلال والإبدال ورواتب فرق الصيانة. إذ أن فرق التحصيل العاجزة عن جمع الرسوم تزيد العبء على هيئة المياه وتزيدها إقعاداً على قعودها.

أخي صراحة موضوع «كهرباء ضغط عالي» لم يعجبني للأسباب سالفة الذكر وقد أجد لك العذر في أنك نظرت للموضوع من زاوية واحدة وأنت ابن مدن لم ترَ الترع ولا الكارو تحمل الماء ولا بدائل الآبار. من يعرف معنى فقد الماء بسبب عجز الطاقة التي هي الكهرباء قد يقرن تحصيلها مع أي جهة تضمن الدفع.

أخي القلم أمانة أعطها حقها ولا تقعد فكرة كبيرة من زاوية واحدة.

الانتباهة

ايام «رضمة» وأيام «ويكيليكس»

يام «رضمة» وأيام «ويكيليكس»


كان بالقرب من قريتنا مجمع عمّال صغير جداً اسمه «رضمة» تمر السنة والسنتان ولا يذكره أحد لا بخير ولا بشر حتى المناسبات الاجتماعية من زواج ومآتم متباعدة فيه جداً لقلة سكانه. كان أبي - رحمه الله - كثير الاستماع لإذاعة لندن وخصوصاً الأخبار ليتابع أخبار السودان من خلالها على طريقة دريد لحام «غوار» في واحدة من مسرحياته حيث قال: افتح لنا على لندن لنسمع شو في أخبار في بلدنا. كان أبي عندما تمر نشرة كاملة ولا يذكر فيها خبر عن السودان يقول «رضمة ما في زول طاريها». كان ذلك يوم كان الراديو وسيلة الاتصال شبه الوحيدة الرابطة للعالم.

يا أبي لو عرفت ماذا صار بـ «رضمة» لا تخلو نشرة أخبار في معظم قنوات العالم التي نعرفها ونخص الجزيرة والبي بي سي من أخبار السودان بل صار «لبانة» الأخبار ما تنتهي مصيبة إلا وتبدأ مصيبة حروب واستفتاءات وانتخابات وفيضانات، كأن ليس للعالم مادة خبرية غير السودان وأفغانستان والعراق وفلسطين وانتخابات مصر.

أبتي اشتقنا لزمان رضمة، السعيد في زماننا من لا خبر له في نشرات أخبار العالم التي تخصصت في إحباطنا وقهرنا، هل سمعتم بخبر في أي نشرة، قادم من بروناي؟

لكن أخبار هذه الأيام من «ويكيليكس» تفضح الكبار والصغار والآن فتحت كل الاجتماعات المغلقة واللقاءات السرية وليس هذا صباح شهرزاد فحسب بل صباح لكل العالم، ما أصغر أمريكا في عيوننا الآن وكثيرًا ما ردد القراء لأخبار الويكيليكس «موقع التسريبات» قول الشاعر:

لكل شيء آفة من جنسه٭ حتى الحديد سطا عليه المبرد

أمريكا خازن الأسرار هاهي تعرض في نشرات الأخبار عريانة إلا من شماتة الأعداء.

ولم يخرج موقع الويكيليكس خبرًا إلا وكذبه أصحابه «الشينة منكورة». غير أن السؤال الدائر من وراء هذه التسريبات؟ كيف وصلت للموقع؟ نظرية المؤامرة تلاحق هذا الموقع وحتى يوم أمس ليس هناك خبر يحرج إسرائيل ما السبب؟ هل هي وراء هذه التسريبات؟

يا خبر بفلوس بكرة ببلاش!! كما يقول إخواننا في شمال الوادي.

الانتباهة