السبت، 19 يونيو 2010

بنك الأسرة والمكان الخطأ

أن تفكر الحكومة في محاربة الفقر هذا ما يحمد لها بل من واجباتها دون أن نسأل ما أسباب الفقر. ومحاربة الفقر لها عدة وجوه يمكن أن تطعم جائعا سمكة ويمكن أن تعلمه صيد السمك غير أني ابحث عن ثالثة.

فكرة بنك الأسرة بُنيت على إخراج الأسر الفقيرة من دائرة الفقر وذلك بتمويل صغير يبدأ من ألف جنيه ويصل في حده الأقصى 10000 جنيه مشترطاً دراسة جيدة للمشروع ولا أدري ما الضمانات التي يطلبها. كل المستهدفين في العاصمة هم نازحون من الولايات بعد ان ضاق بهم العيش في ولاياتهم وبعد ان تضخم الرأس ونحلت الأعضاء ( أخصائي شاطر يشخص ويضع الوصفة، قلنا أخصائي ولم نقل نائب أخصائي ليه؟ ما أنت عارف اهو).

يبدو إن بنك الأسرة لم يختر المكان الصحيح - ولنكون دقيقين في تعبيرنا - لم يختر المكان الأصح.المشاريع هنا يُبحث عنها بحثا وكل فكرة تجد من سبقوهم عليها وتبقى بعد ذلك شطارة الطالب للتمويل في عاصمة من أغلى العواصم في العالم أرضاً وأجرة ارض.ولا داعي أن نقول: وليس أقبح منها إلا مقديشيو وصنعاء كما في رواية السائح الأوربي. في معادلة كهذه يصعب الاستثمار الصغير وكثير من طالبي التمويل نازحون جاءوا بعقول بدوية أو شبه بدوية.

غير أني أرى كوقاية للنزوح والهجرة إلى العاصمة (كدت أكتب للعواصم ولكن حتى عواصم الولايات صارت طاردة) أرى أن يتعب بنك الأسرة قليلاً ويخرج من الخرطوم حيث الرئيس ينوم والطيارة بتقوم ويترك الماء المثلج والتكييف البارد ولو لشهر واحد ويذهب حيث يبيع المزارعون أعز ما يملكون ليواجهوا متطلبات الزراعة الأولية . إذا نجح الزرع نجح الضرع وتحسنت الصحة وتوفرت فرص العمل ليس للذي استلم التمويل وحده ولكن لدائرة كبيرة منها عمال الزراعة على مختلف مستوياتها وأنواعها.

الزراعة دورة حياة وكثير من المزارعين لا يزرع لسبب بسيط انه لا يستطيع تمويل عمليات الفلاحة الأولية.في السابق كان في مشروع الجزيرة يوم كانت الدولة تعرف قدر الزراعة - وقبل أن يخدعها عائد البترول المتشاكس فيه – كانت الدولة تقدم للمزارعين في بداية الموسم ما يعرف بالسلفية التي يعلم المزارع علم اليقين أنها ليست هبة وأنها دين مسترد لذا نجدهم يتبارون في إنجاح زراعته ويدخلون في تحدٍ صامت.

لو أراد القائمون على بنك الأسرة مني نصيحة يحققون بها أهداف فكرتهم النبيلة فاني أريحهم من الدراسات والاقتناع بالدراسات وجديتها وعدم جديتها، فقط اذهبوا للمشاريع المروية التي رفعت الدولة يدها عنها وسلفوا هؤلاء المزارعين في بداية موسم الزراعة – الذي هو الآن – فقط ألف وألفين جنيه كل حسب مساحته وانتظروا عائدا يرد كل النازحين. ونسبة غير الجادين الذين يصرفونها في غير ما خصصت له ستكون نسبة لا تذكر وحتى هذه النسبة إن وظفتها في مصاريف طالب أو علاج مريض خير وبركة.

أتمنى أن يأخذ بنك الأسرة زمام المبادرة وسيخرج ملايين من الفقر وليس آلاف.

جمهورية الوزراء

قبل يومين طلب رئيس تحرير هذه الصحيفة ( التيار) في عموده ( حديث المدينة) أن يفكر الناس في اسم جديد للبلاد بدلاً عن اسم السودان.بسيطة سيدي رئيس التحرير وجدت لك الاسم ( بس صبرك شوية).

منذ أن انتهت عملية الانتخابات التي ظنناها ستكون الفيصل في إدارة الحكم بهذه البلاد وكل حسب ثقله سيجد ما يناسبه وحسبنا أن عهد المجاملات والترضيات قد ولى. ولكن للأسف الشديد ومن ذلك اليوم لا تجلس أمام التلفاز لتشاهد نشرة أخبار او ترخي (أضانك) لنشرة أخبار في راديو السيارة الا وفي صدرها: شكل والي ولاية كذا حكومته وهاك يا أسماء وهاك يا مستشارين ومعتمدين واحدين في الأصقاع وآخرين برئاسة الولاية.بالعشرات.

قلنا تخلف الأقاليم والولايات يستوجب الترضيات والعيشة على حساب مواطنها الما (جايب) خبر للصرف الحكومي وما نسبته من التنمية. ما لي لو تساذجت وسألت أيهما أكبر؟ ( وحزام في مضيق كلما قلت صغيرا كان هو الخصر أصغر).

طيب يا أخي أصبر وانتظر الوزارة الاتحادية ربما تأتي بأمر جديد وهي التي ستكون غدوة للباقين في الأيام المقبلات. وانتظرنا يوم يومين أسبوع أسبوعين وبالأمس صدرت المراسيم الجمهورية بتكوين الوزارة الجديدة فقط 35 وزير اتحادي لخمس وثلاثين وزارة اتحادية و42 وزير دولة. لا حول ولا قوة الا بالله العظيم.مساكين انتم يا أطباء بلادي زعلانين ومضربين عشان راتب نائب الأخصائي 600 جنيه وطبيب الامتياز 500 جنيه . المستثمر الشاطر بعد هذا يجب ان يفكر في كليات السياسيين كليات تخرج وزراء ومستشارين ووزراء دولة ووزراء ولايات.

لم تغير الانتخابات الواقع السياسي وهذا العدد من الوزراء يكفي لدولة مثل الصين ذات المليار وثلث بشر حيث يركب الوزير هناك دراجة إلى عهد قريب. بالله كم مخصصات كل وزير من هؤلاء ال 77 وزير؟ هل توجد مكاتب لكل هذا العدد من الوزراء؟ ليس صعبا توفير 154 سيارة هذا أمر بسيط ولكن هل هناك وصف وظيفي لمهمة كل واحد من هؤلاء؟ هل هناك من الاعمال ما يستوعب كل هذا العدد من الوزراء وأين يجتمع 77 وزير؟ ومتى يحفظ السيد الرئيس اسماء هؤلاء واحدا واحدا؟

نخرج بالاتي عهد المجاملات والترضيات لم ينته وهذا العدد الكبير دليل على ذلك والصرف الحكومي سيكون كبيرا جداً مقارنة بالتشكيلات السابقة، كنا نستكثر 30 وزير اتحادي و35 وزير دولة فإذا بالأمر في ( نمو) طيب في زيادة لا نملك إلا أن نقول كما يقول أهل الخليج ( الشيوخ أبخص) أي الشيوخ يعرفون أكثر والشيخ في الخليج تطلق على شيوخ الدين وشيوخ المال والساسة الكبار.يقولونها للهروب من المشاركة بالرأي.

هل تريدون مقترح الاسم الجديد لهذه البلاد من جانبي أقترح على اللجنة المكونة لهذا الغرض اسم ( جمهورية الوزراء).

مع التلفزيون في يوبيله الذهبي - 2

بالأمس وقفنا مع التلفزيون في السبعينات يوم كان B/W ابيض واسود في نهايات سبعينات القرن الماضي أصبح ملوناً. سبقنا الكثيرون بالبث التلفزيوني ولكن لم نسبقهم على التلوين وذلك لارتفاع سعر برميل النفط بعد حرب أكتوبر من 3 دولارات الى 30 دولار ولم يكن لنا نفط.

التلفزيون كان مشاهدا بدرجة عالية إذ لا خيار إلا الإذاعة ورغم عظمتها ولكنها تستخدم حاسة السمع فقط وهذا يستخدم حاستان ليت ذاكرتي تسعفني باسم ممثلة (فارس ونجود) أظنه سميرة توفيق.

وبدأت الأجهزة تنتشر والكهرباء كذلك وزاد الاغتراب بل ضاعف الاغتراب انتشار أجهزة التلفزيون ولم يعد في القرية تلفزيونا واحدا كما كان بل أصبح تلفزيون لكل بيت – تقريباً – وربما تلفزيون لكل غرفة عند بعضهم. ومازال تلفزيون السودان سيد الموقف ووقف عليه رجال نوعوا برامجه تنويعا أشبع كل الأمزجة وجد محب الأدب (فرسان في الميدان) ووجد الصوفية ( ساعة صفاء) رحم الله الأستاذ محمد حجاز مدثر، ووجد محبي العلم والمتعة ( طبيعة الأشياء) لصديقي البروفسير ود الريح صداقة رغم فارغ العمر طبعاً) ووجد الباحثون عن التراث ( صور شعبية) للطيب محمد الطيب وبرنامج فرقة الأصدقاء بزعامة عبد العزيز العميري (محطة التلفزيون الأهلية) كان حدثا ومحبي الكاريكاتير ( خد وهات) لادمون منير ومن برامج التبادل التي لا أنساها أبداً ( محاكمات أدبية) يا للروعة! هل في أرشيف التلفزيون منه شي؟ هذه البرامج على سبيل المثال لا الحصر وهي مما حفر بالذاكرة وعلى الباحثين أخذ مؤشرات لماذا بقيت هذه في الذاكرة؟ ولن أنسى عبد الكريم قباني وقراءاته الشعرية وليلى المغربي كمان.

كما لم يقصر أب عاج بلقاءاته الشهرية. كان للرئيس الأسبق جعفر محمد نميري في فترة من فترات حكمه برنامج شهري يجيب فيه على أسئلة المواطنين – التي يفبركها جهاز الأمن - عبر التلفزيون كان برنامجاً اقرب للمرح منه للسياسة إذ أهدافه في واد والمشاهدون في واد، من محصٍ لجعفر أخطاءه اللغوية. وانحرف الاسم من اللقاء الشهري إلى ........ ( تكرمون).

انقطعنا عن تلفزيون السودان بسبب الاغتراب ولكن كانت تصلنا أشرطة الفيديو لبعض برامجه وفي الإجازات السنوية كنا نبل شوقنا من تلفزيون السودان الذي لا يمل مهما كابر مكابر بنقد فني أو غيره، مبخسا ما يقدم في تلفزيون السودان إلا وتجده من أكثر القنوات التي يشاهدها ( في حد بحارب أمه عشان شكلها؟) سأقفز فوق فترة الثمانينات قفزا إذ لم أكن شاهدا عليها ولم تكن هناك أقمار اصطناعية ولا دشوش ولا ديجاتلات.

سؤال بصراحة، نواصل أم في الأمر ملل؟؟

مع التلفزيون في يوبيله الذهبي - 1

أول مرة أشاهد فيها هذا الجهاز – التلفزيون – كان ذلك في ستينات القرن الماضي بنادي الجريف غرب حيث كنت برفقة والدي – رحمه الله – في زيارة لصديقه عمنا سليمان إدريس رحمه الله – وأخذني عمر سليمان مع أخوته إلى النادي حيث كان هذا الجهاز موضوعاً على منصة عالية والناس يشاهدون ويسمعون ونحن في الريف نسمع الراديو فقط ، لا اذكر ماذا رأيت ذلك اليوم،لكن صورة الجهاز والناس أمامه مازالت مطبوعة في ذهني.

علمنا – في ما بعد – أن الحكومة وزعت عدد من هذه الأجهزة للأندية والساحات العامة كنشر للثقافة أو لأن ثمنها في ذلك فوق طاقة كثير من الناس.وظل التلفزيون يبث للعاصمة فقط قرابة العشر سنوات ولم يخرج منها الا في عهد مايو وكان أول خروج له للجزيرة في رحلة شاقة عبر محطات المايكروويف ويوم بث من الجزيرة كان افتتاحه داويا وخطاب عمر الحاج موسى كان مشهورا في ذلك اليوم.

أول جهاز تلفزيون يدخل قريتنا – اللعوتة – كان في نادي القرية وبمعاونة من الخدمات الاجتماعية لمشروع الجزيرة التي دفعت نصف القيمة ودفعنا كلجنة نادٍ النصف الآخر 75 جنيه كان جهازاً خشبياً ضخماً موبيليا. واشترينا له مولد كهرباء إذ لم يكن في القرية كهرباء يومها وكان الدخول إليه بتذاكر قرش او قرشين تقريبا. ولقد غير هذا الجهاز العجيب ليل القرية ويبدو أن له آثار إيجابية تستحق الدراسة ( يلا يا شباب الجامعات واحد بحث عن أثر ذلك التلفزيون في حياة مواطن الجزيرة اللعوتة مثالاً).

مازال التلفزيون أبيض واسود. بعد دخولنا الجامعة في بداية السبعينات كان في نادي كلية التربية ( ما تقولي يا تو كلية تربية؟ ما هي واحدة في ذلك الزمن) كان هناك جهاز وحيد موضوع على منصة يقضي معظم الطلاب ليلهم أمامه ومنهم من لا يتحرك من أمام الشاشة الا بعد نهاية الارسال. حضور سهرات الاثنين لمتوكل كمال- رحمه الله - كان كبيرا جداً وصور شعبية الطيب محمد الطيب رحمه الله ايضا من الذي حفر في الذاكرة غير أن مسلسلاً أجنبياً اسمه ( بيتون بليس) كان طويلاً واستمر لسنوات وأيضا له زبائن. وكان هناك معلقين مشهورين من المشاهدين ينتظر الكثيرون قفشاتهم وتعليقاتهم. يا ربي هل كنت أنا واحداً منهم؟

غير أن سهرتان لا أنساهما سهرة بمناسبة مرور عشر سنوات على التلفزيون كان الضيف فيها اللواء محمد طلعت فريد مؤسس التلفزيون وشارك فيها أحمد المصطفى بالغناء رحمهما الله جميعاً .كان فيها طلعت فريد كالحجر لم يهتز ولم يحرك الا قلماً كان بيده. أما عساكر بجد.

السهرة الثانية كان فيها الضيف مسئولا حكوميا كبيرا وجاء مخموراً تماما وهي حية وعلى الهواء اذكر انني اتصلت بالتلفزيون من الهاتف الذي كان موجوداً وبالمجان لخدمة الطلاب وقلت لهم ما هذا السخف وخرجت زعلانا مما رأيت وابلغوني ان من جاء بعده كان طينة وكانت سهرة مسخرة بعدها خرج علينا نميري بالقيادة الرشيدة.

نواصل بإذن الله .

زراعة القطن والفهلوة

هل يلدغ المزارع من الجحر مئة مرة؟

إذا فعل انتفت منه صفة الإيمان ( لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين).

زراعة القطن حراك حياة نجيب نعم. أيحسب هذا له أم عليه؟

القطن زيت ، ووقود، وعلف،وكساء ، ولحاف ، ودولارات ليس للمزارع فيها نصيب.

علام التباكي على زراعة القطن ومن الباكي عليها أصلاً؟ الإجابة كثيرون إلا المزارع

منهم الشركة إياها التي توزن كما تشاء ، وتفرز كما تشاء وتبيع كما تشاء و تسمسر والتي وتوزع كما تشاء وتصرف ما تريد صرفه متى شاءت ولا يسألها أحد. أليست هي هدية الإنقاذ للمزارعين؟



من الباكين على القطن شركات الأسمدة وشركات الرش، ومتعهدي الترحيل ومتعهدي العمليات الزراعية كل هؤلاء باكون على القطن، إلا المزارع الذي تعلم زراعته تحت قهر المستعمر واستمر القهر ولكن بألوان أخر مثل أن لا يريك حسابك احد ازرع واحصد وبس هسس. والجاتك فيها بركة. ( يا أخي بركة الزراعة ليست في العائد المادي شوف كم من الحيوانات عاش على هذا القطن؟ وكم من العمال تكسب منه؟).يسمح بقراءة القوس مرتين.

ما الجديد كل هذا مفهوم؟

الجديد أخي أن مسرحية جديدة تؤلف ويجري مسرحها في الهواء الطلق (على طريقة قناة الشروق مسرح على الهواء) جهات تريد من المزارعين زراعة 300 ألف فدان قطن في مشروع الجزيرة ، بالمناسبة يوم كانت زراعة القطن قهرا بلغت 650 ألف فدان في آخر موسم قبل التحرير أعني بالتحرير قانون 2005 م والموسم الفائت كانت 80 ألف فدان فقط والأسباب كثيرة منها أن منظرين يريدون من المزارع ان يزرع القطن على نفقته وبتمويل من البنك مديونية عليه وهم ينتظرون النتائج إن طلع الإنتاج كويس قالوا له بس انتهى دورك هنا انتظرنا نبيعو ونجيب ليك قروشك. وإن فشل الإنتاج قالوا نحنا مالنا ذنبك على جنبك. في أتعس علاقة استكراتية.



يا سادتي الموسم الماضي قامت النهضة الزراعية بمحاولات تحسين زراعة القطن والقمح وافترضت إنتاجية عالية 8 قناطير لفدان القطن و20 جوال لفدان القمح وكانت النتيجة 3 قناطير للقطن و5 جوالات للقمح وتحمل المزارع الخسائر وحدة وولى المنظرون الدبر.

من يريد ان يُنظر عليه ان يكون شريكا في الربح والخسارة والذي يعرف ما يقوم به وواثق من نتائج بحوثه عليه توقيع عقد مع المزارع مفاده إذا لم ينتج الفدان كذا فلست مسئولاً من تكاليف الزراعة ويكون المُنظر هو الذي يوقع العقد مع البنك الممول وليس المزارع المسكين الذي يوقع على بياض.

سادتي كثر الحديث عن سنزرع 300 ألف فدان ولكن حتى الآن لم يقل لنا أحد أين؟ ومتى؟ ومع من؟ وبأي الطرق وغدا سيأتي وقت الزراعة ولن يزرع القطن إلا جاهل بهذه الفهلوات. واشك ان يكون الجهلاء 60 ألف مزارع بواقع 5 فدان لكل مزارع.

متى ترشد هذه الدولة وتضع الزراعة أولوية من أولوياتها وبآليات جديدة بشرية وميكانيكية؟
توضيح – ما هذا يا والى الجزيرة؟

موضوع الأمس ( تعقيب - ما هذا يا والي الجزيرة ) يصبح بلا طعم حين عصى على المصمم عرض هذا الجدول الذي يوضح بالتفصيل ما يستقطع من موظف ولاية الجزيرة حيث بلغ عدد بنود الاستقطاعات 16 بنداً ولن يغيب على حصيف ازدواجية المسميات التي تصب في مكان واحد.



الاستقطاع الدرجة الكبرى الدرجة الصغرى

1. صندوق خيري 3 3 جنيه

2. المرحمة 5 3

3. ضريبة 15.4 15.4

4. اتحاد المرأة 1 1

5. صرح العمال 2 2

6. معاشيين 10 7.5

7. اتحاد معلمين 3 3

8. اتحاد عمال 1.5 1.5

9. كفالة طالب 1 1

10. دعم طلاب 0.5 0.5

11. دمغة 0.5 0.5

12. شيكان 2 2

13. دار نقابة 2 2

14. نقابة 2 2

15. تأين صحي 25.4 13.79

16. ضمان اجتماعي 39 22.99





عزيزي القاري أنزل يديك من رأسك ، وأنت ترى من هذه القائمة الطويلة للاستقطاعات تعلم لماذا يموت بعض الناس في دخول النقابات والاتحادات والعمل السياسي ترى كم من الملايين يكون تحت أيدي هؤلاء (المستثمرون ) كل شهر وأين تصرف هذه الأموال؟ ومن يراجعها ؟ وما العائد على دافعيها قسراً وكرهاً.

ويقال ان صرح العمال انتهى العمل فيه من زمن والعمال لا يدرون ومازالت الاستقطاعات تنهمر على مشيدي الصرح كل شهر ومن وزارة المالية عدل إلى حسابات هذه الجهات وهاك يصرف.

هل هناك من يرجع هذه الأموال وأين صرفت؟ ربما يقول قائل كل هذه الأموال تعرض على الجمعية العمومية وبالتفصيل، معقولة بس؟ ومتى انعقدت آخر جمعية عمومية من كل هذه التنظيمات صاحبة البنود أعلاه؟ وكيف تمت الدعوة لها؟ ومن حضرها من مسجل تنظيمات العمل؟ وهل راجع ديوان المراجع العام هذه التكايا؟ ومتى وما تقريره؟

وووووووووه يا عالم ارونا مرةً أننا بخير ونمضي إلى الأمام . يا والي الجزيرة يا والي الجزيرة يا وزير مالية الجزيرة راجعوا الأسباب التي تستقطعون بها هذه الأموال؟ وبعد ذلك راجعوا أين ذهبت هذه الأموال.

عبيط من يظن انه شاطر و(يستكيش من كيشة انا قديم بشكل)، ويستكيش هذا الشعب حديث المدينة كثير ويوم القيامة قريب.

أحمد المصطفى إبراهيم

تعقيب – ما هذا يا والى الجزيرة؟

إشارة إلى هذا الموضوع الذي طرحته في عمودك العامر يوم الثلاثاء الموافق 1 يونيو 2010 اسمح لي بالتعقيب عن هذا الموضوع وليس دفاعا عن والى الجزيرة ولكن من أجل توضيح مزيد من الحقائق حول أهمية هذا الأمر الذي تضرر منه فئة كبيرة من العاملين بهذه الولاية ويشعرون بمرارة الظلم لتلك المشكلة التي طرحتها في هذا العمود .

سبق وان طرحنا هذا الأمر في وقت سابق عبر جريدة الوطن ، وفق الجدول المرفق هذا وكان ذلك في بداية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الأولى بولاية الجزيرة في عهد الوالي السابق عبد الرحمن سر الختم، وكان لحسن الصدف وزير الحكم المحلي بالولاية الأخ حافظ الشريف الذي اهتم بهذا الأمر واصدر قراراً منع بموجبه أي استقطاع من العاملين عدا الاستقطاعات الأساسية ولكن للأسف الشديد لم ينفذ ذلك القرار مما أدى لدخولهم في خلافات مع الوالي السابق ، وتم إبعاده من الولاية.

هنالك فئة من مواطني الجزيرة بعد اتفاقية نيفاشا وصدور الدستور الانتقالي الذي تم بموجبه التعددية الحزبية هنالك فئة من العاملين استطاعت استعادة استقطاعاتهم عن طريق النيابة وهو أمر مكلف وشاق.ويحتاج للجرأة والشجاعة.ومنهم فئة يحسون بمرارة الأمر والظلم ويشكون أمرهم لله وان في محلية مدني الكبرى على سبيل المثال لا الحصر ازدواجية تشمل الاستقطاعات.على سبيل المثال (اتحاد العمال وصرح العمال) وأيضا (كفالة الطالب ودعم الطالب)، وأيضا (النقابة ودار النقابة واتحاد المعلمين) هذا بالنسبة للرجال وهنالك أيضا رابطة المرأة واتحاد المرأة إضافة إلى مرحمة هي استقطاع لدعم المؤتمر الوطني.وللأسف الشديد فان تلك الاستقطاعات تتم للموظفين في الدولة دون موافقة وهو ظلم فاضح من الدولة لهؤلاء العاملين.

ونتمنى من البروف الزبير بشير طه وهو أماما ومسئولا عن رعيته أن يقوم بمراجعة (بيشيت) صرف العاملين في هذه الولاية وسوف يجد كثير من أموال تستقطع من العاملين دون رضاهم وهم مكرهين على ذلك.

ثم أن هنالك سؤال برئ جداً أن صرح العمال قد اكتمل العمل فيه منذ سنوات فلماذا يستمر إلى الآن؟؟؟!!!

وهنا جدول يبين ما يستقطع من موظفي وعمال ولاية الجزيرة ، تأمل ازدواجية المسميات.

الخميس، 10 يونيو 2010

وزارة الصحة والأطباء وشبابية الحلول

أحقا ما يدور بين الأطباء ووزارة الصحة وجهات أخرى؟
من ضحية هذا الصراع؟
هل هناك من يشعر بخطورة الوضع؟
هل هذا هو الوقت المناسب لاستعراض القوة؟
وهل هذا هو الميدان المناسب لاستعراض القوة؟
مهما كابرت وزارة الصحة وقالت بأن هذا الإضراب لم يؤثر على دولاب عملها لن يصدقها أحد، وإلا يكون كل هذا الكم من الأطباء المضربين فائض عمالة أو عطالة مقنعة وانه كان قبل الإضراب مقابل كل مريض طبيبين أثنين يتناوبان على خدمته.
الدافع لهذا المقال أن ليس في الساحة لجان تفاوض كما كان في الإضرابات السابقة. من وراء هذا التجاهل لقضية كل ما مر يوم ضحاياها يكثرون وضحاياها بشر حقيقيون كل نفس منهم تعدل الناس جميعا {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة : 32] .
كيف يكون ثمن هذا الكم الهائل من المتأثرين في المستشفيات وكل القضية قضية مطالب مادية يصرف أضعافها في بنود مُختلف عليها والكل يعرف كيف تصرف الدولة على أولويات لا تقنع إلا كاتبيها.
هؤلاء الأطباء لم يطالبوا بمساواتهم بزملائهم في مستشفيات الشرطة والجيش والأمن فقط طالبوا بتنفيذ الزيادات التي أقرتها لجان الوساطة وهي لجان على مستوى عالي جداً من الاحترام لجنة بروفسير على شمو وبروفسير حسين ابو صالح وبروفسير فضيل ود. الطيب حاج عطية، عبد الله ادريس، محجوب محمد صالح مثالاً وموافقة رئيس الجمهورية عليها( هل هناك من قال له خلينا نؤدبهم يا ريس) وتكون هذه من الأفكار الشيطانية التي لا ترى غير القوة حلاً رغم عدم توازن الطرفين. ودائما ما تأتي النتائج معكوسة إذ لا يمكن استعمال القوة مكان الكلمة الطيبة التي قال عنها صلى الله عليه وسلم إنها صدقة.
كيف تستخدم القوة مع من يستخدم العقل؟
إذا انحصر الموضوع بين وزارة صحة مكابرةً وأطباء شباب وسلطات لا ترى في الموضوع إلا الجانب السياسي صغر أم كبر فابشروا بعواقب وخيمة قد لا يحلها أضعاف المال المطلوب الآن.
أليس هناك عقلاء؟ قطعا موجودون ولكن هناك حائل من سماع صوتهم لا يوصل إلا الرسائل الخشنة التي عليها تربى.
هل هناك إصرار على تعقيد المشاكل؟ وان لا تحل مشكلة حتى تكبر وتصير مشكلتين؟ ويسمع بها العالم وربما احتاجت وسطاء من الخارج وتدخل المؤسسات العالمية .كفاية يا عالم أشعرونا بأن بلد راشد قادر على حل قضاياه بنفسه.
ثم اعتقال أعضاء اللجنة متى كان حلاً؟ وأصبح المطلب الأول للأطباء إطلاق سراح المعتقلين. في هذا الجو غير المعافى ينشط صانعوا الإشاعات المشينة وعلى الانترنت عدل.
أتمنى أن يتدخل الكبار ويقولوا يجب ان تحل القضية بعيدا عن حظوظ النفس المؤسسة.
غلوا أيدي الجلاوذة وخشني القول.


يونيو 2010 صحيفة التيار

أين ملف هذا الطريق؟

هذا الطريق الذي يسمى شارع أفريقيا لا أدري متى ينتهي ليكمل باسم طريق مدني يبدو أن جامعة أفريقيا العالمية هي نقطة بداية طريق مدني هذا بالعامية.لكن للهيئة القومية للطرق والجسور بدايات أخرى حيث كانت نقطة بداية طريق الخرطوم مدني zero point عند شارع ( 61 ) وبعد أن تمددت الخرطوم تحولت نقطة بداية طريق المرور السريع عند المكان الذي يعرف حالياً بالتفتيش. بالمناسبة يوم كنا صغارا جداً كانوا يقولون لنا : دا المطار خلاص قربنا نصل الخرطوم هذا يوم كان هذا المطار الذي ترون بينه وبين الخرطوم مسافة. هذا في خمسينات القرن الماضي.
مقدمة طويلة احتملونا، بعد ان كثرت السيارات في الخرطوم تكرمت ولاية الخرطوم ووسعت شارع إفريقيا الذي كان خانقا ويأخذ وقتا غاليا للمسافرين خارج الخرطوم .وكما يقولون: حاجة من عاش لا تنقضي، الآن هناك اختناقا في تقاطع صينية المركزي وسمعنا أن مشروع نفق يجري.
طريق مدني حتى مستشفى سوبا الجامعي طريق واسع – نسبياً – وبمسارين هذه التوسعة كانت تسير بخطى حثيثة ورصيف خرصاني يقسم الشارع الى قسمين تم في وقت وجيز . غير أن المسافرين على هذا الطريق وعند جمارك الحاويات وما بعدها حتى نهاية سوبا اللعوتة يكون الطريق بمسار واحد من جهة الغربية وبمسارين من الجهة الأخرى. تلتفت وتجد أن الجزء غير المسفلت مردوم بردميات ما قبل السفلتة وكما يقول المهندسون base و sub base كلو جاهز ولم تبق إلا السفلتة وكنا نحسب أنها ستتم قريبا كما كانت تسير ولكن منذ أكثر من سنتين لم تمتد لهذا الطريق يد.وهذا الطريق تستخدمه الشاحنات والبصات الحديثة التي دائما ما تتأخر وتؤخر غيرها في هذه المسافة ( من الحاويات الى نهاية سوبا اللعوتة).
مما جعلني اشك في أن ملف هذا الطريق ضاع ولم يتابعه أحد، إذ كيف ينفذ 75 % من هذه المسافة ويبقى هذا الربع كل هذه المدة؟ ( يمكن يوم قسموا الوزارة لتخطيط وبنى تحتية الملف دا قام وقع بينهم ولا دي تمتو ولا دي عرفتو؟)
با وزارة التخطيط العمراني والمرافق العامة في ثوبها الجديد - حتى الآن لم يحدد وزيرها – نرجو مراجعة لماذا لم يسفلت ربع هذا الطريق ليصبح مسارين من الجهتين؟ ويفك هذا الاختناق غير المبرر.
شفتو كيف؟ كما يقول صاحبنا د.فتح العليم، هموم ناس اسفلت وهموم آخرين ماء ويا هو دا السودان. أقول قولي هذا وأتمنى أن أرى رداً عمليا فراشات اسفلت وقلابات ودرداقات وعمال على رؤوسهم خوذات
يونيو 2010 صحيفة التيار

حزب الأمة و (البزنس)

(جاء في صحيفة الوطن يوم الخميس 3 يونيو 2010 م أن (400 ) عضو من أعضاء حزب الأمة من دارفور تعرضوا لخسائر مالية كبيرة نسبة لانسحاب الحزب من الانتخابات، وقالوا أن بعضهم باع بيته وبعضهم باع ذهب أهل بيته ليخوض الانتخابات وفاجأهم الحزب بالانسحاب وهم الآن في وضع اقتصادي صعب ،على الحزب إخراجهم منه). انتهى ملخص الخبر.
ما لم يقله هؤلاء الحزبيون صراحة ولا يخفى على حصيف أنهم يريدون نصيبهم من المليارين التي تلقاها الحزب وهي مختلف على مسماها من قائل هي تعويضات ومن قائل هي ثمن الانسحاب، مهما كان المسمى الجماعة عايزين حقهم.واختلاف آخر في المبلغ من قائل مليارين ومن قائل أربعة مليارات. بالله شوف الفرق بسيط كيف؟؟؟؟؟!
الذي لفت نظري في الخبر ليس هشاشة الأحزاب من الداخل فهذا لا يحتاج دروس تركيز ولا مراجعة والأحزاب في حالة تشظي دائم وانفراد بالقيادة وعيوب أخرى توريث وخواء فكري وعدم برامج وتكلس مفاصل بدون استثناء. بل لفت نظري كيف أصبحت السياسة بزنس عديل وبالمكشوف إذ كيف يبيع مرشح بيتاً أو ذهباً ليدخل البرلمان؟ قطعا يريد أن يجني من البرلمان إرجاع ما فقده ويربح كمان.
كانوا يقولون إن العمل العام تكليف وليس تشريف وها هي الأيام تكشف لا لم تكشف ولكن الكل كان يعلم أن المصلحة الخاصة في كثير من الأحيان مقدمة على المصلحة العامة عند معظمهم رغم القسم الذي يؤدونه في يومهم الأول.
جديد الأمر عندي أن ما كان يهمس به أو ما يقال سراً صار يتبجح به بجاحة لا يندى لها جبين مرسل أو مستقبل.رباه ما دهى هذا الشعب ما دهاه؟
نعود لحزب الأمة ومرشحيه الذين خسروا من جراء الانسحاب وهنا نذكر بطرفة الذي لم يدفع ثمن الشراب المُسكر وقالت له البائعة بشكيك لي الله . أجابها تقدري تقولي ليهو شرب مني مريسيي؟ يا أخوانا الإمالة هنا لأمانة النقل فقط .
لمن يشتكي هؤلاء؟ قوانين الانتخابات تجرم فعلهم الذي نووه. أيشتكون لرئيس الحزب ام لأبنائه وبناته؟ ( حفظهم الله). وهؤلاء يعتبرون ما استلموه بعضٌ من تعويضات ممتلكاتهم المصادرة ( أبو الزفت انتو الأحزاب بتلقا المليارات دي من وين) لا للسلطة ولا للجاه ،الله أكبر ولله الحمد؟ الحمدو زادوا.
ديمقراطيتنا في تقدم أم في تراجع؟ أحزابنا في تقدم ام في تراجع؟ عضوية الأحزاب وممثليها في تقدم أم في تراجع؟
الفنان طه سليمان الذي غنى سنتر الخرطوم وذكر طه فيها تدني الكرة السودانية والسينما السودانية هل ذكر الديمقراطية السودانية؟؟؟؟؟ إن لم يفعل فليتدارك ذلك لاحقاً. أم أصبحت دقة قديمة؟ بالمناسبة الأغاني الجديدة كما السيارات الكورية لها عمر معين أما أغاني زمان كالكومر والاندروفر تعيش عشرات السنين.ولكل زمان سياراته ورجاله.

يونيو 2010 صحيفة التيار

أقرع سعر الدولار يا د.صابر.

من انجازات البنك المركزي الذي على قمته الدكتور صابر محمد الحسن من انجازاته التي فخر بها كثيرا بل طويلاً ( ليس هذا المبنى الجميل من الداخل والخارج ) بل ما فخر به تثبيت سعر الصرف لفترة طويلة في سنوات ما قبل الأزمة الاقتصادية – نقول العالمية أم الأمريكية ، كلو واحد.
في تلك الفترة التي ساد فيها ثبات سعر صرف الدولار عند 2.1 – 2.2 جنيه سارت الحياة سيرا مطمئناً وما عاد يشغل الناس ارتفاع سعر أو انخفاضه لأن كلا الارتفاع والانخفاض مربوطان بالعرض والطلب والمواسم الزراعية.ولكن منذ انخفاض سعر النفط العالمي من 140 دولار للبرميل الى نصف المبلغ انكشف ظهر أسواقنا الهشة وعاد إليها كل قبيح من تعدد الأسعار وعودة السوق الأسود خصوصا في العملات.
ما تسأل عن سلعة إلا وتجد زيادة كبيرة في سعرها، وإجابة لماذا دائماً : يا أخي أنت عارف سعر الدولار كم؟ بالأمس قلت اسأل من سعر هذا الدولار الذي دخل في كل مسام اقتصادنا – حتى بائعة الشاي مربوطة بسعر الدولار حيث يستورد الشاي من كينيا وزاد سعره في الأيام الماضية وطبعا السيد السكر تسيطر عليه مافيا الاحتكار عن عمر انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من احتكر على المسلم طعامهم ضربه الله بالجذام والإفلاس)، وروي: الجالب مرزوق والمحتكر ملعون. بالمناسبة اللعن هو الطرد من رحمة الله.
سعر الدولار بأسواق الأمس القريب بين 2.8 و2.9 يعني يقترب الى ثلاثة جنيهات كأعلى سعر بلغه في تاريخ الجنيه السوداني وانعكس غلاءً في الأسواق بسرعة شديدة وتأثر به كل مستهلك مما يتطلب وقفة في هذا الاقتصاد السوداني المشوه. اقتصاد سوداني لا يبشر بخير الاستيراد يجب أن يكون بقدر الحاجة والحاجة المفيدة للجميع ما معنى استيراد كل صغيرة وكبيرة دون التفات لإنتاج محلي ولا حاجة ولا ضرورة لماذا هذه السلع التي لا تهم الا حفنة مترفة قليلة إن وجدوها ما شكروا وان فقدوها ما ماتوا.
أخي صابر مطاردة باعة الدولار المتجولين ليست حلاً كما رشح من معالجاتكم المرتقبة ولا الصرافات ولا السماسرة كل هؤلاء كانوا موجودين يوم استقر سعر الصرف لعدة سنوات ابحث عن علة أخرى قد تجدها في مكان آخر بل أحسبك تعرفها تماماً ولكنك لا تستطيع الجهر بها لأن في فيك ماء.
ما لم تتوازن الثروة في السودان ويتعافى القطاع الزراعي – الذي عليه المتعافي - بشقيه النباتي والحيواني حتى نأكل ويأكل معنا جيراننا من خيرات هذه الأرض لن يرى هذا الاقتصاد الخرطومي عافية.
الآن عليك أن تقرع سعر الصرف يا صابر كيف؟ أنت أدرى. ,وإن بلغ ثلاثة جنيهات ما عليك إلا الاستقالة.


يونيو 2010 صحيفة التيار

مشروع الجزيرة في منبر السلام العادل2 -2

عودة الى قاعة الشهيد الزبير وندوة (منبر السلام العادل) التي تحدثنا عن دواعيها بالأمس. أدار الندوة البروفسير عبد اللطيف البوني وكما قال لي ان المهندس الطيب مصطفى عندما وجه له الدعوة لإدارة هذه الندوة قال له أراك عندما تكتب عن مشروع الجزيرة تكتب بحرقة وصدق.وقال له عبد اللطيف كما تكتب أنت عن الجنوب.
كان المهندس الطيب مصطفى قلقا في متابعة حضور مقدم الندوة ويلاحقه بالهاتف ملاحقة شديدة. دخلنا القاعة وكان الحضور مميزاً وكثيفاً ويبدو أن كثير منهم جاء إليها من المؤتمر الصحفي الذي عُقد في دار اتحاد الصحفيين والذي كان ضيوفه وزير الزراعة ( يا أخوانا الزول دا مكنته ما زي لما كان والي) و رئيس مجلس الإدارة ورئيس اتحاد مزارعي السودان ومدير المشروع العظيم ( العظمة لهما معاً المدير والمشروع ما يجي واحد من ناس العربي يقول لي الصفة للأخير).
قدم عمر عبد الوهاب مدير الإدارة الزراعية بمشروع الجزيرة الأسبق ووكيل وزارة الزراعة الأسبق الورقة الأولى وكانت محاضرة عن مشروع الجزيرة وقال في روابط المياه ما لم يقله جعفر شيخ ادريس في الزول( داك) فك الله أسره .وقدم الورقة الثانية الدكتور أحمد محمد آدم وكيل وزارة الري الأسبق وتحدث عن الري قديما وحديثاً وطبعا بكى كثيرا على ايلولة الري لمشروع الجزيرة.
وجاء دور المعقبين د. تاج السر مصطفى رئيس لجنة تاج السر المشهورة كموجه من موجهات الإنقاذ للتخلص من مشروع الجزيرة في تسعينات القرن الماضي ولو لا عناية الله لراح المشروع من زمان شمار في مرقة ، لكني ما زلت اذكر ذلك الاحتجاج الكثيف حيث هتف جميع من كان في قاعة اتحاد المزارعين ( حسبنا الله ونعم الوكيل ، حسبنا الله ونعم الوكيل) واستجاب الله الدعاء وأُزيحت توصيات لجنة تاج السر جانباً وجاء البرنامج الثلاثي الإسعاف الذي كان بمثابة المحاليل المنقذة للحياة ( درب).
وعقَّب الاخ صلاح المرضي وتحدث حديثاً دبلوماسياً طيباً ويبدو انه كان يعرف الحضور جيداً وقاطعه أشخاص كانوا بالقاعة استغرب لإزعاجهم الحاضرون ولكننا لاحقاً علمنا انهم من موظفي المشروع السابقين وليسوا مزارعين.وكفى
جديد صلاح - عندي في هذه الندوة - انه ما عاد يقول قناعته الخاصة علناً كما كان يفعل سابقاً كيف لا والرجل أصبح رئيس اتحاد مزارعي السودان والحديث الدبلوماسي من مؤهلات السياسي.وعقب كثيرون وكان حضور ملاك الأراضي واضحا وعندما تحدث رئيس اللجنة وقال: إن الأرض المغصوبة لا تنتج وأنهم يريدون الإيجار السابق والتعويض غير ان الغريب أعقبه آخر وقال من فوض هذه اللجنة بأن تتحدث باسم الملاك؟ ونسف حديث رئيس اللجنة نسفا.
من طرائف الندوة قام طبيب استشاري وتحدث حديثاً طيباً ومن ما قاله ( اذا حدث الانفصال لا سمح الله ) قلت في نفسي وفي منبر السلام العادل! وعندما جاء دور الطيب مصطفى ليشكر المجتمعين علمت انه لن يفوتها للدكتور وقال استغرب كيف يقول لا سمح الله.
قضينا ليلة ساهرة دخلنا اللعوتة فيها عند منتصف الليل بشوق شديد.
يونيو 2010 صحيفة التيار

مشروع الجزيرة في منبر السلام العادل 1 - 2

.

أصبح مشروع الجزيرة قضية عامة مثله مثل دارفور والجنوب،حتى منابر الخرطوم التي ما كانت تعرف ما يدور هناك أصبح المشروع من كثرة الحديث عنه هماً لها. دعا منبر السلام العادل لندوة بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح - اللهم أرحمه رحمة واسعة – لقد كان رجلاً عظيماً وصادقاً.
كان ذلك في أمسية الاثنين 31/5/2010 م وكان الحضور كبيراً كبر أهمية المشروع وكان متبايناً في طرحه من باكٍ على ماضٍ تولى ومن سائل عن حاضر لا يراه يسر لخير. لو قيل لي بما خرجت لقلت في حالة مشروع الجزيرة يجب أن يكون الموضوع واضحاً إما أن يكون محاضرة عن الماضي مثله مثل حصص التاريخ للتثقيف. أو يكون تشخيص للحاضر وتحديد القصور. أو رؤى مستقبلية.
كنت سعيدا بعدم سماع عبارة ( سيرته الأولى) وواضح أن بعض المتحدثين يحنون لماضٍ لم يكن المزارع فيه شيئا مذكورا. قلت لخبير اقتصادي مرة لا احسب أن على هذه الكرة الأرضية من يملك 20 فدانا وهو فقير. رد عليَّ: ولا خمسة أفدنه. فما من مزارع في هذه الجزيرة إلا وهو يملك 20 وما فوقها (قل 15 كما في حالة المناقل ) وكلهم فقراء وثرثارون كما شهد بذلك شاعرنا محمد المكي إبراهيم.
يهمني هنا الدور الحكومي منذ مطلع التسعينات حيث سياسة التحرير.بكت الحكومة من تمويل لا يعود عليها وعلى المزارع بنفع بل كان يذهب كله في الإدارة الباهظة ولمستفيدين آخرين مثل الشركات والمقاولين والمتعهدين ولا يعود للخزينة بكثير شيء. وتعاطفنا معها لهذه الأسباب ورفعت يدها من التمويل وتركت ذلك للبنوك وكانت النتيجة – أيام محفظة الزراعة – مدمرة إذ بلغت أرباح المحفظة 37.5 % في أغرب حالة ، وهجر المزارعون الزراعة التي لا تعود عليهم بفائدة.
جاء قانون 2005 م الذي شخص الداء والدواء – إلى حد كبير – لكن بقيت فقرة التطبيق . مشكورة الحكومة بأن دفعت نفقات التخلص من العمالة المترهلة والتي كانت علةً كبيرة وكذلك المؤسسات الخاسرة من هندسة زراعية ومحالج وسكك حديد ، لا يبكي على هذه المؤسسات الا مستفيد او عاطفي.
الحاضر يقول ان الحكومة قصرت في وضع البدائل بسرعة وعدم وجود رؤية واضحة لمستقبل المشروع ويبدو ان الحكومة لم تستشعر عظمة المشروع او لم تعلم حاجتها اليه حتى الآن أو أن هناك مؤامرة عليه إذ نرى الحكومة تنفق إنفاق من لا يخشى الفقر كما يقولون على مشاريع لا تساوي معشار مشروع الجزيرة وعندما يأتي دور الإنفاق على المشروع تمد لهم البنك الزراعي.
مثال التسطيح بالليزر لماذا يبدأ بعدة مئات من الأفدنة ولماذا لا يسطح كل المشروع دفعة واحدة. لماذا هذه البدايات الخجولة؟ متى ما كانت الخطة مدروسة على الحكومة تمويلها بالكامل وليس حبة حبة.
صراحة الحديث عن هذا المشروع لا ينتهي كثير وكثير ونسأل الله أن توليه الحكومة اهتماماً وتجعله نقطة ساخنة تدار بغرفة طوارئ من قمة السلطة التنفيذية وهو عمق استراتيجي للخرطوم.


يونيو 2010 صحيفة التيار

الإلتزام الحزبي ،صوفية جديدة؟

الأحزاب العقائدية في السودان جاءت كردة فعل للطوائف الصوفية التي أمسكت بتلابيب البلاد وتعدت الدور الصوفي إلى السياسة. طائفتا الختمية والأنصار تحولتا إلى أحزاب سياسية بتشجيع من الاستعمار الذي مكن للبيتين اقتصاديا واجتماعياً.
وكان على أتباع الطائفتين الانصياع التام لما يأتي من البيتين لما يلحق بهذا الانصياع من بركة تدخل الأتباع الجنة بل أحيانا نظرة إلى وجه السيد تدخل الجنة وفي أحيان أخرى قطع متر من الغابة يعادل متراً في الجنة.
هذا الانصياع الأعمى والمنطق غير المقبول للمتعلمين من أبناء الطائفتين جاء بالأحزاب العقائدية من شيوعية وإسلامية ( الترتيب ليس ترتيب أفضلية ولكن ترتيب التسلسل التاريخي).
هذه الأحزاب العقائدية وبعد أن صار لها أتباع فاقوا اتباع الطائفتين الكبيرتين بعد عراك سياسي طويل ولعقود. هذه الأحزاب وقعت فيما هربت منه بل استمرأ قادتها الإتباع وجاءوا بالالتزام التنظيمي حيث على القواعد السمع والطاعة لكل ما يأتي من الحزب في تعطيل للعقل تام يجعل من عضو الحزب العقائدي صوفي يلبس منطالا بدلاً من الجلابية ذات الياقة الصغيرة التي اشتهر بها الختمية أو الجلابية ذات الوجهتين والطاقية الطويلة التي اشتهر بها الأنصار.
سيرد قادة الحزب المستمرئون لطاعة القواعد ويقولون إن الرأي في الحزب يأتي بعد تبادل رأي نخبة الحزب وبعد تبلور ومشورة شاقة وبعدها يصبح رأياً ملزماً للقواعد، كلمة حق يراد بها باطل. حتى قادة الحزب في مجالسهم العليا لهم لوبيات ومصالح تقلص من الرأي العام ليأتي مطابقا لرأي خاص، ورأي بعضهم يكون فصلاً ولا يجرؤ الكثير من القياديين الوقوف ضده ولو بأدب، من يخالف الكبير؟ والرغبة في البقاء كثيرا ما ترتبط بالطاعة العمياء.
إذاً نحن أمام صوفية جديدة برزت كثيرا في الانتخابات السابقة إذ ألزم الحزب قواعده أن يتبعوا ما يأتي من فوق ولا مجال لرأي خاص في صغيرة أو كبيرة. بل هذه صوفية بلا ضمانات جنة إذ في السابق من رأى السيد دخل الجنة ومن رأى من رأى السيد دخل الجنة وتتسلسل إلى ابعد من ذلك.( بالمناسبة رؤية السيد أو نظرة منه كانت أمنية تلك الطائفة وتدخل الجنة كان ذلك قبل التلفزيونات والقنوات، منْ من الناس لم يرَ السيد في زماننا هذا؟) يللا ادخلوا كلكم.
( من يجرؤ على الكلام ) كتاب فنلندي ليس في أمريكا فقط من يجرؤ على الكلام في كل مكان.كيف يعطل الإنسان عقله تماماً ويطيع الحزب طاعة عمياء؟
( الفكرة بعد مناقشة خلطت بين الجد والمزح مع فضيلة الشيخ دفع الله حسب الرسول أطال الله عمرنا وعمره في طاعة الله).

مايو 2010 صحيفة التيار

الخدمة المدنية قف تأمل!

سألني صديقي الموجود حالياً في اليابان عن موضوع ( بين السودان واليابان) وقال انه لم يعثر عليه في موقع الصحيفة في الانترنت. قلت له لسوء الحظ كان الموضوع يوم جمعة وصحيفتنا ( التيار ) لا ترفع في الانترنت يوم الجمعة وغالباً ما يكون ذلك لعذر اجتماعي وسألته هل عندكم أعذار اجتماعية كما عندنا؟
أجابني (بمناسبة الأعذار والله جدول العام يوضع وينفذ بالدقيقة حتى العوامل الطبيعية (الامطار المتتالية لعدة أيام أو الجليد أو البرد الشديد.....الخ)لا تؤخر أو تقدم ما تم أعداده دقيقة.والله كنا في العمل في السودان مرات ننزل من ترحيلنا الصباح ونركب عربة أخرى قبل دخول المكاتب وذلك لشيل الفاتحة في عمة فلان في أطراف العاصمة (قرى وحلال متاخمة للولايات الملاصقة لولاية الخرطوم) بل والله وصل الأمر عدة مرات للسفر اثناء اليوم وبنفس الطريقة قبل دخول المكاتب إلى الولايات).انتهت افادة صديقي
لماذا هذه العادة؟ أو هذه الظاهرة؟ أو هذه البدعة؟ الخروج الجماعي من مكاتب الدولة أثناء ساعات العمل لأداء واجب العزاء.إذا قيل لي أجب لقلت: الحياء يمنع الكثيرين من قول الحق والذي هو هذا الوقت ملك للمواطن وإذا أردتم تقديم العزاء لعزيز فليكن في وقتكم الخاص عصراً مساءاً كما تشاءون. هل يستطيع من المديرين من يقول ذلك؟ وهل هناك نصوص تعين المديرين وتذهب عنهم الحرج؟ حرج مثل: لماذا عزائي ان الوحيد الذي منعوا منه؟ ولكم عزاء ذهبوا قبل اليوم؟
دولتنا بدائية أي دولة بدو تدار بالعواطف ولم يبدأ تجويد حتى نقول بمرور الأيام سنصبح دولة تحترم الوقت والعمل.
بالله هل رأيتم في بلاد الدنيا ساعة فطور أو سمعتم عبارة ( طلعوا الفطور) إذا قيل أننا لم نتعود الإفطار صباحاً في بيوتنا كما يفعل بقية خلق الله – وذلك للكسل ولا شيء غيره – أليس هناك من علاج مثل الفطور أثناء العمل ( بساندوتش ) لا يضر كثيرا ولا ينقص عملاً ويوفر على خلق الله أياماً بدل هذه اللا مبالاة والاستخفاف بمن ينتظر موظف الدولة لينجز له عملاً.
قبل أي تطوير في الخدمة المدنية أرى أن يبصر من فيها بهذه المفارقات العجيبة ساعة الفطور والمناسبات الاجتماعية التي يقطع لها دولاب العمل ولا يتم ذلك إلا بالقانون والتدريب المستمر حتى يعرف الموظف انه في خدمة المواطن وليس العكس.
وداء آخر أطل برأسه قريبا وتضخم هو الاجتماعات ، ما تسأل عن موظف إلا قيل لك في اجتماع وغالبا ما تكون اجتماعات بين شخصين في أمور، على أحسن الفروض ، أنها تخص العمل ويمكن أن يتفاداها المدير بمذكرات داخلية وردها. هذا وإذا نظرنا بنظارة سوداء في كثير من الأحيان تكون (ونسة) لا يرضاها الله ولا رسوله.أو اجتماع بلا سقف زمني يستمر ساعات وقد لا يخرج بشيء.
بعد أن نرمم الخدمة المدنية من العادات الضارة نذهب إلى بند الفساد.


مايو 2010 صحيفة التيار

وأقسَمَ يوسف مالك

في بادرة جديدة على تحول جديد أدت لجنة الاختيار للخدمة العامة ولاية الخرطوم القسم أمام والي الخرطوم ( على أن يؤدي أعضاء اللجنة التسعة واجبهم في اختيار المتقدمين للوظائف بكل حيدة وتجرد ودون تمييز أو محاباة).
مدلولات الخبر عندي أن الوظيفة أصبحت أمنية كثير من الخريجين الذين انتظروا طويلاً مثل هذا الإعلان عن الوظائف. وهنا مشكل اقتصادي حقيقي في نظري وذلك أن فرص كسب العيش في الحياة السودانية ضيقة لذا علت مرتبة الوظائف وصار البحث عنها كمن يبحث (عن قطة سوداء في غرفة مظلمة).على القائمين عليها تأدية قسم نزاهة الاختيار.
طلب مني مسئول شبابي قبل عدة سنوات أن أكتب عن الزواج الجماعي الذي أقاموه لعدد من شباب المحلية التي يشرف عليها. من جملة ما كتبت عن تلك المناسبة قلت : على اتحاد الشباب البحث لهم عن عمل أو مساعدتهم في إيجاد عمل وليس تزويجهم. ومتى ما عملوا سيتزوجون من عند أنفسهم ولا حاجة لزواج جماعي.( وندم الرجل على طلبه وكان ينتظر إشادة بخطوة الزواج الجماعي يبيض بها وجهه أمام قادة الاتحاد في الولاية والمركز).
فرق كبير بين التوظيف من أجل التوظيف ( كما حدث في ستينات القرن الماضي فيما عرف ببند الهندي الذي سُمي العطالة المقنعة وهي تعني التوظيف بلا حاجة بأن تجد المكتب الذي يحتاج 4 موظفين فيه 10 موظفين). وبين إيجاد فرص عمل حقيقية. تقدم لوظائف ولاية الخرطوم أكثر من خمسين ألف خريج مما يؤشر لعدد الباحثين عن العمل ويؤشر إلى مخرجات التعليم العالي غير المدروسة وغير الملائمة لسوق العمل المحلي. أقول المحلي لأن بعض الدول تعمل ألف حساب لسوق العمل الخارجي وما أمر سوق الممرضات الفلبينيات ببعيد وكيف حققت الممرضة الفلبينية سمعة سار بها الركبان وصارت مطلوبة في كل أركان الدنيا حتى شارع (الاستبالية) بالخرطوم أصابه من الفلبينيات نصيب.
نعود
البحث عن الوظيفة سببه ضيق سوق العمل - إن وجد – في القطاع الخاص وفي بلد المليون ميل مربع لو وقف على أمر اقتصادنا علماء صادقون ووجدوا السند السياسي لاستوعبت الزراعة وما يلحقها من صناعات كل شباب هذه البلاد ولعاد المغتربون زرافات ووحدانا إلى بلدهم.
ولكن آه آه وقفت حال الزراعة والصناعة بسياسات تعجل النتائج وضيق النَفَس وعدم الأولويات.
نعود لصديقنا يوسف مالك مدير لجنة الاختيار كأول موظف غير دستوري يؤدي القَسَم. أعانك الله يا يوسف ولكن أنت لها والأمر أمر إحقاق حق ووضع مواصفات ودرجات لكل متقدم وبرنامج كمبيوتر صغير يفِ بالغرض مع شوية جلافة - ما عهدناها فيك - بأن تكرفس كل ورقة مكتوب عليها بقلم أخضر ( يهمنا أمره ) وترمي بها في أقرب سلة مهملات.
بعد النتيجة على طول تمشي تزرع حواشتكم.
مايو 2010 م

11 صوت تالف وكبيرة العمر

عقد المجلس الوطني المنتخب بالأمس الأول جلسته الأولى وكعرف برلماني ترأس الجلسة أكبر الأعضاء عمراً ولكن هذه المرة العبارة السابقة تحتاج عودة لزوم التأنيث لتصبح ( ترأست الجلسة) فلقد كانت أكبر الأعضاء عمراً الدكتورة سعاد الفاتح البدوي. وهذه أول مرة أسمع وأرى فيها امرأةً تعترف بعمرها وتقبل بأن تكون أكبر الحاضرين والحاضرات وهذا مما يحسب للدكتورة سعاد أو يحسب إلى حب الناس بتسجيل أسمائهم في التاريخ إن لم نقل الموازنة بالاعتراف النسوي بالعمر ورئاسة جلسة أول مجلس وطني منتخب منذ ربع قرن تقريباً.
صراحة أول مرة أرى فيها الدكتورة سعاد كان ذلك في مؤتمر من المؤتمرات في قاعة الصداقة في تسعينات القرن الماضي وكان على المنصة رئيس المؤتمر عمر حسن البشير وأمينه حسن عبد الله الترابي وعندما تحدثت الدكتورة سعاد جردت الرجلين من كل الألقاب وقالت بلهجة سودانية حادة ( هوي يا عمر وهوي يا حسن إن الله سائلكم عن كل هذا الشعب السوداني) من يومها عرفت إنها امرأة غير عادية فلا غرو أن تعترف بعمرها وربع القاعة من النساء.
سطر جديد
لم يشغلني فوز الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر ولا اعتذار الدكتور غازي صلاح الدين بقدر ما شغلتني طريقة التصويت العقيمة. أليس هناك طريقة تصويت لعدد محصور في قاعة محدودة المساحة ، مرقمة المقاعد غير هذه الطريقة التي تم بها التصويت؟ أليس هناك عملية حاسوبية لتتم عملية الاقتراع في ثوان وكل عضو في مكانه.
ثم كانت الكارثة مع إعلان النتيجة 11 بطاقة تالفة !!!!!
الذي لا يعرف كيف يصوت ماذا ننتظر منه؟
هل ننتظر منه سن التشريعات؟
هل ننتظر منه محاسبة الوزراء؟
هل ننتظر منه محو أمية هذه البلاد المنكوبة؟ ربما هناك فقرة لم نقف عليها مقاعد تمثيل الأميين إذ الأمية في السودان 30 % يمكن هؤلاء ممثليهم في خطوة لتحقيق العدالة والإنصاف ما سبقنا عليها أحد؟
من أين جاء هؤلاء بل منْ جاء بهؤلاء؟
( تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب).
سؤال طرحته قبل اليوم على الدكتور كمال عبيد، قلت له أما ملَّ المؤتمر الوطني من ( النعمنجية) الذين ليس لهم إلا أن يقولوا نعم؟ أجابني بإجابة لم تقنعني ولكن اكتفيت بأنه سمع السؤال وليخمره في رأسه. كانت إجابته إن هذه النعم تأتي بعد مناقشات داخل الحزب طويلة وتتبلور في إجماع حزبي لا يرى منه أمثالي إلا نعم.( صدقتك!).
يقول المثل السوداني ( المطر من رشتو والصبي من تبتو) معناه أول المطر ينم عن بقية الموسم وصبا الولد مؤشر لبقية حياته.
مايو 2010

هل من حاجة لمؤتمر اقتصادي؟

الإنقاذ في أول أيامها – يوم كانت برئة – عقدت عدة مؤتمرات هامة كان المؤتمر الاقتصادي والمؤتمر التعليمي أشهر تلك المؤتمرات.في ذلك الوقت كانت الإنقاذ تبحث عن الحقيقة وتسال عن الرأي والرأي الآخر لتنقذ البلاد وليس لها مصلحة سوى ذلك ولا هدف.
ها نحن بعد خُمس قرن مع الإنقاذ وهي الآن تعرف كل عيوب الاقتصاد الذي بين أيدينا اقتصاد مكشر الأنياب ليس للفقراء فيه مقعد.ربما يقول قائل هذا اقتصاد لا يعرف إلا الإنتاج وليس فيه يا يمه ارحميني ولا مكان فيه لخامل. ولكن هذه أيضاً يكذبه الواقع كيف ينتج وبنافس من هذه مدخلاته .قرأت بالأمس لإسماعيل صبّار عضو اتحاد الغرف الصناعية بأن لا مجال لإنتاج منافس في ظل هذه الظروف والتي ذكر منها مثالا كيف تنافس سلعة مصرية كيلوات الكهرباء عندهم 2 سنت وكيلو كهرباءنا 17 سنت والغاز سعره في السودان 8 أضعاف سعره في مصر والجازولين بضعف سعره في مصر وهاك يا كوميسا.
ومن طريف ما ذكر الأستاذ صبار ان سعر طن الاسمنت العالمي 45 دولار ولاية نهر النيل وحدها تضع رسوما 25 دولار للطن غير الضرائب والرسوم الأخرى ليصل طن الاسمنت للمواطن بمبلغ فوق 200 دولار تقريباً.( التحويل من جنيه لدولار مشكلة إذ للدولار عدة أسعار ، وبعدين معاك يا صابر ما تشوف للدولار الفالت دا حل الذي أصبح حجة رفع كل سعر).
وأمر السكر يحير الأبله ،جوال السكر الآن بأسواقنا بمبلغ 140 جنيه مع إن السعر الرسمي له 112 جنيه وهو سلعة محتكرة بنص القانون ويصبح المتهم الأول والأخير هو الحكومة.كيلو لحم الدجاج أغلى من أي مكان في العالم ويعتبر كحالة نادرة أكل الطبقات العليا في حين انه أكل الفقراء أين ما كان.
الغلاء يضرب الأسواق. غلاء المنتجات المحلية لعلو سعر التكلفة وغلاء المستوردة لارتفاع سعر الدولار من يصدق أن السندوتش بدولارين؟ ومتى ما سألت قيل لك الحكومة وسياساتها هي السبب الأساس.
الكل يشكو من الوضع الاقتصادي الراهن إلا السياسيين الذين يتغذون على خزينة الدولة، بعيدين كل البعد عن حال مواطنيهم.لذا أصبحت السياسة مهنة جاذبة - وليست الوحدة – الكل يريد أن يصبح سياسياً ليرضع من ثدي الدولة الملتهب.ترك المزارع مهنته الشاقة ليصبح سياسيا ناعم البشرة.وترك التاجر مهنته ليصبح سياسيا لا تؤرقه المنافسة ولا هم السوق.
وبهذه المعطيات والمخرجات الحالية لا أحسب أن هناك من يفكر في مراجعة حال اقتصادنا الذي أسكرت القائمين عليه خزينة ممتلئة بدم الغلابة. لكن بعد قليل ستقف الحال كلها سيعقب وقوف الزراعة والصناعة وقوف التجارة ولو بعد حين.
هل نطمع في مؤتمر اقتصادي يشخص ويضع الحلول لما نحن فيه؟ أجيب لن يكون لأن الأمر أوضح من أن يعقد له مؤتمر لكن هل هناك همة لعلاج ؟ وهل هناك أمل في فطام من هذا الثدي الملتهب وسيموت الجميع ويلقون الله فرادا.

مايو 2010

هل هناك إدارة تطوير؟

في هذه الأيام تنشغل إدارات التعليم بكل مستوياتها بالتحضير للعام الدراسي الجديد وهذا عمل طيب ومشهور. تكون أجندته دائماً الواقع والمطلوب. وكثيرا ما تحتل البني التحتية معظم الأجندة من فصول وإجلاس الطلاب وكتاب مدرسي ومعينات من الطباشيرة والتدريب إلى السيارات.
بدعوة كريمة من مدير الإدارة التربوية بمحلية الكاملين شاركت في ورشة عقدت يوم الأربعاء 19 مايو 2010 م ( لا تستعجلوا لن أقف طويلا عما قيل فيها) ومثلي لا يرد طلباً لشيء يتعلق بالتعليم ولا طلب يتعلق بمشروع الجزيرة ( يوم كانوا يدعوننا لبعض شئونه) توكلت على الحي القيوم وذهبت للورشة التي عُقدت بقاعة متواضعة بكلية العلوم التربوية – جامعة الجزيرة بالكاملين.( ولنا عودة لجامعة الجزيرة إن أمد الله في العمر).
حضر الورشة وزير التربية بولاية الجزيرة ومعتمد الكاملين الجديد – الذي تشرفنا بلقائه للمرة الأولى - وتحدثا حديثاً طيباً عن طموحاتهم التعليمية. غير أن النقابة المخُتلف عليها حشرت انفها في ورشة ليست للنقابة بها علاقة حسب علمنا المتواضع. اللافت للنظر أننا نتحدث عن كنكشة السياسيين في رئاسة الأحزاب لعشرات السنين وهنا مكنكشون في النقابات لا يقلون عنهم كنكشةً بل يزيدون عليهم التكرار الممل والبعد عن القواعد إن لم اقل بغض القواعد لنقابتها.إن كان السياسيون لا يغادرون رئاسة الأحزاب إلا للقبر فهؤلاء لا يتركونها الا بالمعاش ( برضو في شهادات تقدير عمر تجعل بعضهم بدأ العمل وعمره سبع سنين).
نعود لورشة التعليم، كان الحضور من كبار السن في التعليم – مع احترامنا لهم – وخلا تماماً من الشباب مما ينم عن مشكلة.
قدم الأوراق مختصون وأهل وجعة ، غير أني لم يشغلني ما شغلهم - على أهميته - بل قلت هب كل ما في هذه الأوراق من مطالب قد تم علاجه هل سنحصل على التعليم الذي نريده؟
عندما أعطيت فرصة حديث قلت لهم : قد أتجاوز وأقول مرحلة الأساس لا بأس بها ولكن في المرحلة الثانوية خلل كبير وذلك أن ما يقدم في المرحلة الثانوية لا يشبع التلميذ والطريقة التي يقدم بها لا تناسب طالبا حياته كلها خارج المدرسة تقانات وأجهزة من الديجتال والموبايل والكمبيوتر فطالب هذه وسائطه يصعب عليه ان يتسمر في كرسي - غير مريح - ليسمع ويسمع ويسمع فقط بلا مشاركة يدوية ولا عرض صور ولا أصوات ولا مشهيات مثل هذا المراهق سيكره المدرسة كرها شديدا لعدم تلاؤمها مع حياته، بالإضافة للفارق بين اهتماماته واهتمامات المدرس فمدرسه عنده من لا يعرف إعراب الأسماء الخمسة والأفعال الخمسة لا يستحق أن يطلق عليه طالب والطالب عنده من لا يعرف windows 7 والبلوتث والفوتوشوب والانترنت عليه أن يجلس في المتحف.
ما لم نردم هذه الهوة بين المعلم والطالب فتظل المرحلة الثانوية طاردة.وإدخال تكنولوجيا التعليم في مدارسنا هي المفتاح وكذلك تدريب كل المعلمين على الانترنت.

مايو 2010

الوحدات الإدارية والموت السريري

تجربة الحكم المحلي مرت بأطوار كثيرة،غير أن الهدف ظل واحداً وهو تقصير الظل الإداري أي أن يكون متخذ القرار والذي بيده السلطة والمال قريباً من متلقي الخدمات والذي هو المواطن.
يحدي هنا كويسين.
لكن كيف تم تطبيق الحكم المحلي ؟ وأين وصل اليوم؟ هذا هو سؤالنا
وصل عدد المحليات في يوم من الأيام إلى أكثر من(800) محلية لكل محلية من هذه مجلس تشريعي وفريق إداري ضخم ما تصرفه هذه المحليات على الإداريين والتشريعيين لا يتناسب مع ما يقدمون من خدمات.
وبما أن الأمر موضوع صحفي وليس بحث علمي نضرب مثالا لما نقول بولاية الجزيرة .
تم تقليص هذه المحليات والتي كان عددها (51) محلية وجعلت المحافظات السابقة هي المحليات وأصبح عددها (7) محليات وعلى رأس كل محلية معتمد ومجلس تشريعي ( سنعود بعد قليل لهم) وسميت المحليات السابقة بالوحدات الإدارية وسلبت من كل دور ولم يبق لها إلا مدير تنفيذي - لا يدري ماذا ينفذ – وعدد من الضباط الإداريين ومسميات من صحة وتعليم ووحدة أراضي لا حول لها ولا قوة.
وعلى الصعيد الآخر أصدر المجلس التشريعي للولاية قانونا يحيل التعليم والصحة والمياه للمحليات ليصبح المعتمد هو الحاكم الفعلي في المحلية، وأصبحت الوزارات لا تليها إلا الخطط العامة والإشراف العام.
طيب عايز تقول شنو؟
تكورت كل السلطة والمال بيد المعتمد. خير وبركة زعلان ليه؟ مش زعلان لكن أسال من الرقيب على المعتمد غير الله؟
تأتيك الإجابة المجلس التشريعي؟ المجالس التشريعية صارت حكرا على عدد من الناس ثابتين لا يعرفون من واجباتها كثير شيء وهم معظمهم الوجاهة وما يدخل جيوبهم. يرد مكابر الناس هم الذين اختاروهم وهم ممثلو القواعد وجاءت بهم القواعد.أقول ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم يوم نقل له أبو هريرة ما دار بينه وبين إبليس، (صدقك وهو كذوب).
تمثيل القواعد هو أضعف حلقات الحكم في السودان وذلك لسببين تجهيل الناس بما يقومون به وتجيير إرادتهم إلى أن أصبحوا كالآلات. هذه المجالس التشريعية في المحليات في معظم بلاد العالم هي أقوى حلقات الحكم ويوليها الناس كثير الاهتمام لارتباطها بخدماتهم إلا هنا مازال ضعيفة وليست في تطور.
ولا ينتظر من مجالس تستجدي التنفيذي رواتبها وتسييرها أن تقول له لا مكانك هذا صحيح وهذا خطأ. هذه الحلقة من حلقات الحكم يحتاج مراجعة سريعة إن كان في هذه البلاد من يريد لها خيرا وتطوراً.
إما الوحدات الإدارية الحالية إما أن تمنح صلاحيات وميزانيات أو أن تلغى بمكتوب إذ هي الآن أصلاً ملغية كحلقة من حلقات الحكم المحلي . وليس فيها من يعمل غير فريق التحصيل.
رصاصة الرحمة على الوحدات الإدارية هل تحتاج فتوى شرعية.

مايو 2010