الجمعة، 15 يناير 2010

«لا نضمن سلامة الميرغني»

كُتب في: 2008-02-25 الصحافة

قال عثمان عمر الشريف «بعد الذي جرى لا نضمن سلامة السيد محمد عثمان عند حضوره السودان». صحيفة (الاحداث) 17/2/2008
يشهد الله إنني لست ميالاً للكتابات السياسية لبؤس الواقع السياسي وقلة المردود منها. لكن مثل حديث العضو (المحترم) أعلاه عن رئيسه يفقع مرارتي ويجبرني على أن (أنفشّ) في عمودي هذا.
ما ذُكرت الصوفية إلا وذُكر الزهد (رغم شكي في صوفية البعض).
درجة من درجات الصوفية تُخصي العقل وتجعل من الاتباع اتباعاً منفذين لقول شيخهم أو سيدهم بلا إعمال لرأي خاص أو مشورة. ولكن بعد هذا الوعي وهذا الانفتاح المعرفي وهذه القنوات التي لا تحصى وهذه الجامعات التي فاق عددها عدد المدارس الثانوية أيام (الأسياد) يأتي عضو من الاتحادي الديمقراطي أو الوطني الاتحادي أو الشعب الديمقراطي (أضعها في سلة واحدة لعدم وضوح الفواصل بينها ولكنها في النهاية غير واضحة الفواصل وأزيد وليست بالأمر الشاغل لكثير من السودانيين وأحزاب الساحة السياسية السودانية) ويقول إنه لا يضمن سلامة السيد محمد عثمان الميرغني عند حضوره للسودان. على ماذا أنت خائف عليه؟ وما هي السلامة التي لم تجدها لنفسك و(40) مليون نفس سودانية وتريدها لرئيسك محمد عثمان؟ وإن كانت سلامة رئيسك محمد عثمان أهم من سلامة كل هؤلاء فادرأ عنه الموت واجعله حيّاً إلى يوم القيامة لتستمتع بنظرة من أبي هاشم.
كيف كَّور هذا السياسي المدمن للسياسة والذي مارسها في كل العصور الشمولية والديمقراطية ولم يشبع ولم يترك كرسيه حتى لولده، كَّور المشكلة في شخص واحد؟ هل هذا كل مؤهله؟ حبه لرئيسه لدرجة أن يريد له سلامة لم تتوفر لنفسه ولا لأربعين مليون سوداني.
لو قال لا نضمن مستقبلين - يبيضون الوجه- عند حضور السيد لقلت صدق الرجل. واستفادوا من تجربة عودة السيد أحمد الميرغني. كنت في شارع النيل يوم حضور السيد أحمد الميرغني بالقرب من (الجنينة) شاهدت المستقبلين، لفت نظري شيء واحد ليس بين المستقبلين من عمره أقل من خمسين سنة (الساحة خالية من الشباب تماماً) وكان ذلك قبل عدة سنوات قطعاً مات من أولئك المستقبلون عدد مقدر، كما يقول السياسيون متفادين الاستدلال بالأرقام.
واستقبال جون قرنق وضع الاتحاديين في مأزق حتى استقبال وردي سيضعهم في مأزق كيف يكون عدد مستقبلي الميرغني أقل من سابقيه؟ هذا الذي يخافونه وليس سلامته. وكل يوم يمر ينسى الجيل الجديد أن هناك شخصاً اسمه الميرغني.
واقعة:
في السنة النهائية الجامعية واختها في السنة قبل النهائية قال لهما والدهما: هذا بيت الميرغني.. منْ الميرغني؟ سألتا في دهشة ولم تسمعا به إلا تلك اللحظة.
إني خيّرتك فاختار إما السلامة أو النسيان.

ليست هناك تعليقات: