الجمعة، 22 يناير 2010

القطن ( بتـق)

عمر مشروع الجزيرة فوق الثمانين. ومنذ ميلادي ومعرفتي بسماع الإذاعات ما سمعت ما اسمعه هذه الأيام .في إذاعة ولاية الجزيرة مدني فقرة درامية هدفها تشجيع الناس لزراعة القطن.ولعمري هذا شيء عجيب يبعث علامات تعجب.
لماذا لجأت جهات بعينها للدراما لحث المزارعين لزراعة القطن.وهل المزارع في حاجة لهذه الدراما والدرامات أمامه ما تديك الدرب.
هل في الأمر جديد؟
رب قائل نعم هناك إحجام كبير عن زراعة القطن ؟ لماذا وهؤلاء الناس يزرعون القطن منذ 1911 ما الجديد؟ لماذا ترك المزارع زراعة القطن وان هو زرعه جهلاً منه بحرية قد نالها مع قانون مشروع الجزيرة لسنة 2005 تتيح لفرصة زراعة ما يريد وقت ما يريد؟
ما الخبر هل هو نكاية في جهات بعينها مستفيدة من القطن؟ هل المزارع غير مستفيد لدرجة هجر زراعة القطن.
هذه الجهات تريد المزارع ليزرع القطن فهي لا تشاركه الخسائر كل همهما مجموع الأفدنة المزروعة.400 ألف فدان وبذلك تحسب كل جه عائدها من القطن


الري والادارة 30 ،الرش الأرضي = 45 الرش الجوي 175 الحرث=25 السماد = 64 التقاوى= 100 اللقيط = حسب الإنتاج المجموع 439 جنيه واجبة السداد متى ما أخذ المزارع البذرة وسجل اسمه في كشوفات زارعي القطن. هذا بالإضافة للسمسار كان يأخذ 2% الآن أصبح مشترياً يدفع متى يشاء لا يحاسبه احد فهو البائع والمشتري وممثل المزارعين.
هؤلاء المستفيدون الحقيقيون من القطن وليس المزارع الذي عليه ان يدفع كل هذا ان هو انتج او لم ينتج وزيادة على ذلك لقيط بواقع 30 جنيه للجوال وشخبطتة الكركعوب ( لن اشرح ) ٍوبلهارسيا. وبعد كل ذلك يستلم ما تبقى له من سعر بيع القطن بعد شهور عديدة والويل له إن سال أين حقي!!
لكل ذلك رأى المزارع عدم استفادته من القطن وفضل غيره من المحاصيل رغم رداءة التسويق لكن ليس هناك الكثير واجب السداد فقط رسوم الماء والإدارة 30 جنيه تزيد ولا تنقص.
بقي ان نشرح معنى كلمة( بتق) بعض النباتات بعد حصدها تنبت مرة أخرى ويقال لها بالعامية بتقت. وقطن السنة الماضية مازالت سيقانه في مكانها لأن المزارع نفسه مقفولة من قلة عائد القطن وعدم صرف مستحاقاته الباقية في موعدها لذلك تركه مكانه ومع أمطار هذه الأيام القطن بتق تاني.لذا لا داعي لزراعة القطن بس يحاسبوا مين؟؟؟؟؟

الوسط الاقتصادي أغسطس 2007 م

ليست هناك تعليقات: